عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (60) إلى الآية (64) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لفتيه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
{مُوسَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن أبي عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا، انظر الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{لِفَتَاهُ}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{لَا أَبْرَحُ حَتَّى}
- إدغام الحاء في الحاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}
- قراءة الجمهور (مجمع)، وهو اسم مكان على وزن (مفعل)، وهذا قياسه من (فعل، يفعل) بضم العين في المضارع وفتحها.
- وقرأ الضحاك وعبد الله بن عبيد بن مسلم بن يسار (مجمع) بكسر الميم الثانية، اسم مكان على وزن (مفعل)، وقياسه على (مفعل) غير أنه جاء على باب المشرق والمغرب وما ماثلهما مما خرم القياس.
قال الفراء:
(... فإذ كان يفعل، مفتوح العين آثرت العرب فتحها في مفعل، اسمًا كان أو مصدرًا، وربما كسروا العين في مفعل إذا أرادوا به
[معجم القراءات: 5/252]
الاسم، منهم من قال: (مجمع البحرين) وهو القياس، وإن كان قليلًا..).
وقرأ النضر عن ابن مسلم (مجمع) بكسر الميمين: الأولى والثانية.
ولعل كسر الأولى إنما جاء من باب الإتباع للثانية، قال أبو حيان: (وهو شاذ، وقياسه من يفعل فتح الميم كقراءة الجمهور).
{حُقُبًا}
- قراءة الجمهور (حقبًا) بضم الحاء والقاف، وهو الدهر، وقالوا: هو ثمانون سنة، وجمعه أحقاب، وذهب الفراء إلى أنه بضمتين لغة قيس.
- وقرأ الحسن والضحاك والأعمش وأبو رزين وأبو مجلز وقتادة والجحدري وابن يعمر (حقبًا) بإسكان القاف، وجمعه: حقاب.
وفي حاشية الجمل:
(فيجوز أن يكون تخفيفًا، وأن يكون لغة مستقلة) ). [معجم القراءات: 5/253]

قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
{مَجْمَعَ}
- قرأ عبد الله بن مسلم (مجمع) بكسر الميم الثانية.
{فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الذال في السين، وعنهما الإظهار.
- والجماعة على إظهار الذال). [معجم القراءات: 5/253]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)}
{قَالَ لِفَتَاهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 5/253]
- والباقون على الإظهار.
{لِفَتَاهُ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/60 من هذه السورة.
{مِنْ سَفَرِنَا}
- قراءة الجماعة (من سفرنا) بفتح السين والفاء.
- وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير (من سفرنا) بسكون الفاء.
{نَصَبًا}
- قراءة الجمهور (نصبًا) بفتحتين.
- وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير (نصبًا) بضمتين.
قال أبو حيان: (قال صاحب اللوامح: وهي إحدى اللغات الأربع التي فيها).
قلت اللغات الأربع هي: نصب، ونصب، ونصب، ونصب). [معجم القراءات: 5/254]

قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان} 63
قَرَأَ الكسائي وَحده (وَمَا أنسنيه) ممالة السِّين وَكلهمْ فتحهَا غَيره
وَحَفْص عَن عَاصِم (أنسنيه) بِضَم الْهَاء وفي سُورَة الْفَتْح (بِمَا عهد عَلَيْهِ الله) 10 بِضَم الْهَاء
وَأَبُو بكر عَن عَاصِم (أنسنيه) بِكَسْر الْهَاء (وَبِمَا عهد عَلَيْهِ) بِكَسْر الْهَاء أَيْضا
الْبَاقُونَ يكسرون الْهَاء من غير بُلُوغ يَاء إِلَّا ابْن كثير فَإِنَّهُ يثبت الْيَاء في الْوَصْل بعد الْهَاء (أنسنيه) ). [السبعة في القراءات: 393 - 394]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنسانيه) و(عليه الله) بضم الهاء حفص). [الغاية في القراءات العشر: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنسانيه) [63]، و(عليه الله) [الفتح: 10]: برفع الهاء سلام، وحفص، زاد سلام حيث جاء). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرا حفص و(ما أنسانيه) بضم الهاء، وباقي القراء على أصولهم، وأمال الكسائي وحده). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {وما أنسانيه إلا} (63)، وفي الفتح (10)والباقون: {عليه الله}: بضم الهاء فيهما في الوصل.
والباقون: بكسر الهاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (وما أنسانيه إلّا) هنا وفي الفتح (عليه اللّه) بضم الهاء فيهما في الوصل، والباقون بكسرها فيهما). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([63]- {أَنْسَانِيهُ}، و{عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: 10] بضم الهاء: حفص). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (844 - وَهَا كَسْرِ أَنْسَانِيهِ ضُمَّ لِحَفْصِهِمْ = وَمَعْهُ عَلَيْهِ اللهَ فِي الْفَتْحِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([844] وها كسر أنسانيه ضم لـ(حفصهم) = ومعه عليه الله في الفتح وصلا
ضم الهاء هو الأصل. وقراءته جمعت بين اللغات، لأنه ضم الهاء هاهنا بغير صلة، ووصلها بياء في قوله تعالى: فيهي مهانا.
وقرأ كسائر القراء في ما سوى ذلك.
[فتح الوصيد: 2/1072]
وله من الحجة، أن سكون الياء من {أنسنيه} عارض. ففي ضم الهاء، نظر إلى الفتحة التي هي حركة الياء في الأصل.
وأما {عليه الله}، فللإشعار بجواز الضم في الهاء، وإن كانت قبلها ياء ساكنة، لأنها منقلبة عن ألف.
ووصل بفتح الواو، معناه: وصل حفص {عليه الله} بـ {أنسنیه}.
ووصل بضم الواو، أي وصل الذي في الفتح بـ{أنسنيه}، على البناء لما لم يسم فاعله). [فتح الوصيد: 2/1073]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([844] وها كسر أنسانيه ضم لحفصهم = ومعه عليه الله في الفتح وصلا
ح: (ها): مفعول (ضم)، أضيف إلى (كسر أنسانيه)، لوجود الكسر فيه، أو من باب القلب، أي: كسر هاء (أنسانيه): ضم، و (ضم): أمرٌ، (لحفصهم): حال، أي: كائنًا له، الهاء في (معه): لـ (أنسانيه)، (عليه الله): مفعول (وصلا)، (حفصٌ): فاعله.
ص: قرأ حفص: {وما أنسانيه إلا الشيطان} هنا [63] و{بما عاهد عليه الله} في الفتح [10]، بضم هاء الضمير على الأصل كما مر أن الضم هو الأصل في هاء الكناية،
[كنز المعاني: 2/400]
والباقون: بالكسر فيهما لأجل الياء والكسر قبلها، نحو: {فيه} و{به} [البقرة: 2، 22]). [كنز المعاني: 2/401]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (844- وَهَا كَسْرِ أَنْسَانِيهِ ضُمَّ لِحَفْصِهِمْ،.. وَمَعْهُ عَلَيْهِ اللهَ فِي الْفَتْحِ وَصَّلا
أضاف ها إلى الكسر لما كان الكسر فيها وقصرها ضرورة ويجوز أن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/338]
يكون من باب القلب لأمن الإلباس أراد وكسر هاء: "أَنْسَانِيهُ" ضم والضم هو الأصل في هاء الضمير على ما سبق تقريره في باب هاء الكناية وهذا حكم من أحكام ذلك الباب، ومثله ما يأتي في أول طه: {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا}، ووجه الكسر فيهما مجاورة الهاء للياء الساكنة والكسرة: نحو "فيه"، و"به"، وقوله: في آخر البيت وصلا ذكره الشيخ بفتح الواو والصاد؛ أي: وصله حفص بما قبله وبضم الواو وكسر الصاد؛ أي: وصل ذلك ونقل له). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (844 - وها كسر أنسانيه ضمّ لحفصهم = ومعه عليه الله في الفتح وصّلا
قرأ حفص بضم كسر الهاء في: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ هنا. وفي عَلَيْهُ في:
وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ في سورة الفتح. وقرأ غيره بكسر الهاء في الموضعين. وقوله (وها كسر أنسانيه) أضاف ها إلى الكسر باعتبار أن الكسر فيها. ويجوز أن يكون من باب القلب لأمن اللبس، والتقدير: وكسر هاء أَنْسانِيهُ ضم وهو الظاهر). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَنْسَانِيهُ لِحَفْصٍ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَتُهُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنسانيه} [63] ذكر لحفص). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وما أنسنيه [63] في الكناية، وإمالته في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر، وللأزرق وجه ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي، وحققها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنسانيه" [الآية: 63] الكسائي فقط، وقلله الأزرق بخلفه ووصل الهاء ابن كثير بياء على قاعدته وضم الهاء حفص من غير صلة وصلا، وكذا ضم هاء عليه الله بالفتح، والباقون بالكسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايت} [63] قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وتمد طويلاً للساكن بعدها، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها.
فإن وقف عليه فليس فيه لورش إلا التسهيل، ويسقط وجه البدل لأنه يلزم عليه اجتماع ثلاثة سواكن ظواهر، وهو غير موجود في كلام العرب، وليس هذا كالوقف على المشدد، وهو ظاهر). [غيث النفع: 823]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنسانيه} قرأ حفص بضم الهاء من غير صلة وصلا، والباقون بكسرها، ولا يخفى إجراء المكي على أصله من الصلة). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
{أَرَأَيْتَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وقالون والأصبهاني بتسهيل الهمزة الثانية.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الثانية.
وللأزرق وورش وجهان:
الأول: التسهيل كالقراءة السابقة في الوقف.
الثاني: إبدال الهمزة حرف مد محضًا مع المد المشبع للساكنين، وهذا في حالة الوصل (أرايت).
[معجم القراءات: 5/254]
ويمتنع عندهما الإبدال في حالة الوقف لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، وهذا لا وجود له في كلام العرب.
- وقرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية (أريت).
- وقراءة الجماعة بالهمز (أرأيت).
{إِذْ أَوَيْنَا}
- قراءة ورش في الوصل (إذ وينا) بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى الساكن قبلها، ثم حذف الهمزة.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ}
- قرا الكسائي بإمالة الألف.
- وقرا الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا}
- قرأ حفص عن عاصم (وما أنسانيه إلا) بضم الهاء مختلسة؛ لأن الأصل في حركة الهاء الضم.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (وما أنسانيه إلا) بكسر الهاء؛ وذلك لأن ما قبلها ياء، فحركتها من جنس ما قبلها.
[معجم القراءات: 5/255]
- وقرأ ابن كثير في حالة الوصل (وما أنسانيهي إلا) بإشباع الكسر على أصله حتى يبلغ الياء.
- وقرأ الكسائي (.. أنسانيه) بإمالة السين والألف مع كسر الهاء.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود، وكذا جاء في مصحفه، (وما أنسانيه أن أذكره إلا الشيطان)، على التقديم والتأخير.
- وذكر الزمخشري عن ابن مسعود أنه قرأ (أن أذكركه) كذا! ولكنه عند الزمخشري من غير ضبط لحركة الهمزة والذال والكاف، وأرى أنه لا يصح إلا بالصورة التي أثبتها.
- وجاءت قراءة ابن مسعود عند البيضاوي والشهاب، وابن عطية (أن أذكر له) من غير ضبط، بالحركات، وبعد الفعل (له) بينما المثبت عند الزمخشري هو ضمير النصب الكاف!!
والبيضاوي ينقل عن الزمخشري حرفًا حرفًا فهل هما قراءتان؟ أم وقع التحريف في إحداهما؟ الله أعلم بذلك!!
وذكر ابن عطية أنها جاءت كذلك في مصحفه.
{وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ}
- تقدم في الآية السابقة/16.
- قراءة الجماعة (واتخذ سبيله) بإظهار الذال.
[معجم القراءات: 5/256]
- ثم قراءة إدغام الذال في السين عن أبي عمرو ويعقوب.
- وقرأ أبو حيوة (واتخاذ سبيله) كذا على المصدر، وهو معطوف على الضمير المنصوب من (أن أذكره) ). [معجم القراءات: 5/257]

قوله تعالى: {قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "نبغ" وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نبغ} [64] قرأ نافع وبصري وعلي بإثبات ياء بعد الغين وصلاً لا وقفًا، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بالحذف كذلك). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
{نَبْغِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر والأعمش واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل دون الوقف مراعاةً للأصل والرسم (نبغي).
وقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح ويعقوب وسهل وهشام بخلاف عنه وابن محيصن بإثبات الياء في الحالين، وهي لغة الحجازيين (نبغي).
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن ذكوان (نبغ) بغير ياء في الحالين: الوصل والوقف، وهي لغة هذيل.
قال أبو حيان:
(وقرئ: نبغ بغير ياء في الوصل، وإثباتها أحسن..، وأما الوقف فالأكثر فيه طرح الياء إتباعًا لرسم المصحف..).
[معجم القراءات: 5/257]
وقال ابن جني:
(فحذف الياء في هذا ونحوه في الوقف إنما هو لرؤوس الآي، وتشبيههم إياها بالقوافي).
وقال الفراء:
(... كتبت بحذف الياء، فالوجه فيها أن تثبت الياء إذا وصلت، وتحذفها إذا وقفت، والوجه الآخر أن تحذفها في القطع والوصل، قرأ بذلك حمزة وهو جائز).
وقال الزجاج:
(الأكثر في الوقف (نبغ) على اتباع المصحف، وبعد (نبغ) آية، ويجوز، وهو أحسن في العربية، (ذلك ما كنا نبغي) في الوقف، أما الوصل فالأحسن فيه (نبغي) بإثبات الياء، وهذا مذهب أبي عمرو، وهو أقوى في العربية).
وقال أبو بكر محمد بن الأنباري: (وكان الكسائي يثبت الياء في الوصل ويحذفها في الوقف، قال الفراء:
فسألت الكسائي عن ذلك فقال: أستجيز أن احذف الياء في السكت؛ لأن المسكوت عليه مجزوم، فاستجزت الحذف للجزم، فإذا وصلت كان في موضع رفع فأثبتها).
{عَلَى آثَارِهِمَا}
- أمال الألف الدوري عن الكسائي وأبو عمرو، وكذا ابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/258]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس