عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:50 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ثمّ أتبع سببًا} [الكهف: 92] طرق الأرض ومعالمها لحاجته في تفسير الحسن.
سعيدٌ عن قتادة قال: جبلان، يعني بين الجبلين). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ثمّ أتبع سببا}
أي سببا ثالثا مما يبلغه قطرا من أقطار الأرض). [معاني القرآن: 3/310]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولا} [الكهف: 93] كلام غيرهم.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: {لا يكادون يفقهون قولا} [الكهف: 93] لا يفقه أحدٌ كلامهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {بين السّدّين} مضموم إذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله وإن كان من فعل الآدميين فهو سدّ، مفتوح). [مجاز القرآن: 1/414]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {حتى إذا بلغ بين السدين} بالفتح.
[معاني القرآن لقطرب: 860]
والحسن {بين السدين} بالضم؛ وقالوا: السد ما كان خلقة، والسد ما عمله الناس؛ يصير مصدر سددته سدًا.
أبو عمرو والحسن وأهل المدينة {لا يكادون يفقهون قولا} بفتح الياء.
ابن مسعود {يفقهون} من أفقهوا). [معاني القرآن لقطرب: 861]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {السدين}: قال بعض المشيخة. ما كان من فعل الله فهو سد. وقرؤا التي في يسين سدا {ومن خلفهم سدا}
وما كان من فعل الناس فهو سد. وقال قوم هما لغتان بمعنى واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 234-233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بين السّدّين} أي بين الجبلين. ويقال للجبل: سدّ). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا بلغ بين السّدّين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا}
{حتّى إذا بلغ بين السّدّين}
ويقرأ {بين السّدّين}. وقيل ما كان مسدودا خلقة فهو سدّ، وما كان من عمل الناس فهو سدّ.
وقوله: {وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا}.
ويقرأ يفقهون، فمعناه لا يكادون يفهمون). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين} ويقرأ (السدين)
وقد فرق بينهما أبو عمرو وجماعة من أهل اللغة
فقال بعضهم السد ما كان من صنع الله والسد بالفتح ما كان من صنع الآدميين وقيل السد ما رأيته والسد ما ستر عينيك والصحيح في هذا ما قاله الكسائي أنهما لغتان بمعنى وإن زيد في هذا قيل السد المصدر والسد الاسم). [معاني القرآن: 4/292-291] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا يا ذا القرنين إنّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} [الكهف: 94] يعني: قاتلين النّاس في الأرض.
تفسير السّدّيّ.
يعني أرض العرب، أرض الإسلام.
{فهل نجعل لك خرجًا} [الكهف: 94] قال قتادة: جعلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/204]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يأجوج ومأجوج...}

همزهما عاصم ولم يهمزهما غيره [وقوله: {فهل نجعل لك خرجاً}] الخراج الاسم الأوّل. والخرج كالمصدر كأنه الجعل). [معاني القرآن: 2/159]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يأجوج ومأجوج} لا ينصرفان، وبعضهم يهمز ألقيهما وبعضهم لا يهمزها، قال رؤبة:
لو أن يأجوج ومأجوج معا= وعاد عادٌ واستجاشوا نبّعا
فلم يصرّفها). [مجاز القرآن: 1/414]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا يا ذا القرنين إنّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سدّاً}
وقال: {يأجوج ومأجوج} فهمز وجعل الألف من الأصل وجعل "يأجوج" من "يفعول" و"مأجوج" [من] "مفعول" والذي لا يهمز يجعل الألفين فيهما زائدتين ويعجلهما من فعل مختلف ويجعل "ياجوج" من "يججت" وماجوج من "مججت"). [معاني القرآن: 2/80]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الأعرج وعاصم بن بهدلة {يأجوج ومأجوج} يهمزان.
الحسن وأبو عمرو لا يهمزان، وهي قراءة العامة.
الحسن وأصحاب عبد الله {فهل نجعل لك خراجا} بالألف.
وابن عباس {خرجا} وهي قراءة عاصم بن بهدلة وأبي عمرو وأهل المدينة؛ وقالوا الخرج: الجزية، والخراج في الأرض؛ وقالوا الخرج: السحاب الأبيض أيضًا.
وقال أبو ذؤيب:
إذا هم بالإقلاع هبت له الصبا = فأعقب نوء بعدها وخروج
وقالوا الخروج: المطر بعد المطر؛ ومنه أخذ الخرج من الجزية). [معاني القرآن لقطرب: 861]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} ما هما من الفعل فيمن همز، ومن لم يهمز.
فأما من لم يهمز وهو الكثير: فيكون فاعول، مثل داوود وجارود؛ ويكون ماجوج فاعول من المج؛ وياجوج من اليج؛ وتصير الألف زائدة لكثرة زيادتها في الكلام.
[معاني القرآن لقطرب: 885]
ومن همز صارت يأجوج: يفعول من الأج، وصارت مأجوج مفعولاً من الأج؛ تصير الهمزة من نفس الكلمة، وتصير الياء والميم زائدتين لكثرة زيادتهما.
وإن جعلت ياجوج وماجوج فيمن خفف الهمزة، كانت على حالها، وهي مهموزة). [معاني القرآن لقطرب: 886]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا ذا القرنين إنّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا}
وتقرأ بالهمز في يأجوج ومأجوج، ويقرأ بغير همز، وهما اسمان أعجميان لا ينصرفان لأنهما معرفة.
وقال بعض أهل اللغة: من همز كأنّه يجعله من أجّة الحرّ، ومن قوله: {ملح أجاج}.
وأجّة الحر شدته وتوقده.
ومن هذا قولهم أجّجت النّار ويكون التقدير في يأجوج يفعول، وفي مأجوج مفعول، وجائز أن يكون ترك الهمز على هذا المعنى، ويجوز أن يكون " ماجوج " فاعول، وكذلك ياجوج، وهذا لو كان الاسمان عربيين لكان هذا اشتقاقهما، فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية.
وقوله: {فهل نجعل لك خرجا}.
وتقرأ (خراجا). فمن قرأ خرجا، فالخرج الفيء -، والخراج الضريبة وقيل الجزية، والخراج عند النحويين الاسم لما يخرج من الفرائض في الأموال، والخرج المصدر.
وقوله عزّ وجلّ: {على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا}.
أي تجعل بيننا وبين يأجوج وماجوج). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا} ويقرأ (خراجا)
قال الفراء الخرج المصدر والخراج الاسم
وروى معمر عن قتادة خرجا قال عطية
وكذلك هو في اللغة يقال لك عندي خرج أي عطية وجعل والخراج هو المتعارف وإن كان أصله من ذا). [معاني القرآن: 4/293-292]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {خرجا} الخرج على الرؤوس، والخراج على الأرضين). [ياقوتة الصراط: 329]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({على أن تجعل بيننا وبينهم سدًّا {94} قال ما مكّنّي فيه ربّي خيرٌ} [الكهف: 94-95] من جعلكم.
{فأعينوني بقوّةٍ} [الكهف: 95] يعني عددًا من الرّجال في تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/204]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ما مكّنّي...}

أدغمت نونه في النون التي بعدها. وقد ذكر عن مجاهد (ذكره أبو طلحة الناقط ما يحضرني عن غيره) قال: (ما مكّنني) بنونين ظاهرتين وهو الأصل). [معاني القرآن: 2/159]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ما مكّنّي فيه ربّي خيرٌ فأعينوني بقوّةٍ أجعل بينكم وبينهم ردماً}
وقال: {ما مكّنّي فيه ربّي خيرٌ} فادغم ورفع بقوله: {خيرٌ} لأن {ما مكّنّي} اسم مستأنف). [معاني القرآن: 2/80]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ردما} يقال: ردم ثوبه يردمه؛ إذا ركبته الرقاع بعضها فوق بعض؛ ويقال: ردم الحمار يردم ردمًا: ضرط؛ ورذم يرذم رذمًا، مثله). [معاني القرآن لقطرب: 879]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الردم}: شبه الحائط). [غريب القرآن وتفسيره: 234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال ما مكّنّي فيه ربّي خير فأعينوني بقوّة أجعل بينكم وبينهم ردما}
ويجوز.. ما مكنني بنونين، أي الذي مكنني فيه ربّي خير لي مما يجعلون لي من الخراج.
فمن قرأ (مكني) أدغم النون في النون لاجتماع النونين.
ومن قرأ (مكنني) بنونين أظهر النونين لأنهما من كلمتين.
الأولى من فعل والثانية تدخل مع الاسم المضمر.
وقوله: {فأعينوني بقوّة} أي بعمل تعملونه معي لا بمال
{أجعل بينكم وبينهم ردما} والردم في اللغة أكثر من السد، لأنّ الردم ما جعل بعضه على بعض يقال: ثوب مردّم، إذا كان قد رقع رقعة فوق رقعة). [معاني القرآن: 3/311-310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال ما مكني فيه ربي خير} أي خير مما بذلتم لي). [معاني القرآن: 4/293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما} والردم في اللغة أكثر من السد لأنه شيء متكاثف بعضه على بعض وروى عطاء الخراساني عن ابن عباس بين السدين الجبلين أرمينية وأذربيجان). [معاني القرآن: 4/293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرَّدْم): السد، الحائط). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أجعل بينكم وبينهم ردمًا {95} آتوني} [الكهف: 95-96] أعطوني.
{زبر الحديد} [الكهف: 96] قطع الحديد.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: قطع الحديد.
{حتّى إذا جعله نارًا} [الكهف: 96] يعني: أحماه بالنّار.
قال: {آتوني} [الكهف: 96] أعطوني.
{أفرغ عليه قطرًا} [الكهف: 96] فيها تقديمٌ.
أعطوني قطرًا أفرغ عليه.
والقطر: النّحاس.
فجعل أساسه الحديد، وجعل ملاطه النّحاس ليلزمه.
تفسير قتادة.
سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه قد رأيت سدّ يأجوج ومأجوح قال: «انعته لي».
فقال: هو كالبرد المحبّر، طريقةٌ سوداء وطريقةٌ حمراء.
قال: «قد رأيته»). [تفسير القرآن العظيم: 1/204]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حتّى إذا ساوى بين الصّدفين...}

و(الصّدفين) و(الصّدفين) ساوى وسوّى بينهما واحد.
[قوله: {آتوني أفرغ عليه}]: قرأ حمزة والأعمش (قال أتوني) (مقصورة) فنصبا القطر بها وجعلاها (من جيئوني) و(آتوني) أعطوني. إذا طوّلت الألف كان جيّدا {آتنا غداءنا}:
آتوني قطرا أفرغ عليه. وإذا لم تطوّل الألف أدخلت الياء في المنصوب فقلت ائتنا بغدائنا. وقول حمزة والأعمش صواب جائز من وجهين. يكون مثل قولك: أخذت الخطام وأخذت بالخطام. ويكون على ترك الهمزة الأولى في (آتوني) فإذا أسقطت الأولى همزت الثانية). [معاني القرآن: 2/160-159]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زبر الحديد} أي قطع الحديد واحدتها زبرة.
{بين الصّدفين} فبعضهم يضمها وبعضهم يفتحها ويحرّك الدال، ومجازهما ما بين الناحيتين من الجبلين، وقال:
قد أخذت ما بين عرض الصّدفين= ناحيتيها وأعالي الرّكنيين
{أفرغ عليه قطراً} أي أصبّ عليه حديداً ذائباً، قال:
حساماً كلون الملح صافٍ حديده= جرازاً من أقطار الحديد المنعّت
جمع قطرٍ، وجعله قوم الرّصاص النّقر). [مجاز القرآن: 1/415-414]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة ابن مسعود وإبراهيم {حتى إذا ساوى بين الصدفين} بالفتح.
الحسن وأبو عمرو {الصدفين} بالضم.
عاصم بن بهدلة {الصدفين} بإسكان الدال.
[معاني القرآن لقطرب: 861]
والصدفان والصدفان سواء، وهما ناحيتا الجبل، وبين الجبلين والناحيتين.
قراءة الأعمش وعاصم {قال ايتوني} موصولة؛ من أتيت في معنى جئت.
أبو جعفر وشيبة ونافع وسائر القراء {قال ءاتوني} من آتيت بمعنى أعطيت). [معاني القرآن لقطرب: 862]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ([عن محمد بن صالح].
وأما قوله {زبر الحديد} والواحد: زبرة، وهي القطعة من الحديد؛ ومن الرجال جماعة أيضًا.
والزبرة أيضًا: وسط الصدر.
وقوله {أفرغ عليه قطرا} فقد فسر في سورة إبراهيم.
وأما أفرغ إفراغًا فهو: الصب؛ و{أفرغ علينا صبرا} من ذلك؛ أي صبه علينا وأنزله، كل سواء). [معاني القرآن لقطرب: 878]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زبر الحديد}: واحده زبرة وهي القطعة العظيمة.
{بين الصدفين}: جنبي الجبل وقد قرئت الصدفين.
{أفرغ عليه قطرا}: أي نحاسا). [غريب القرآن وتفسيره: 234]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {زبر الحديد} قطعه. واحدها: زبرة. والزّبر: القطع.
و(القطر) النّحاس). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {آتوني زبر الحديد حتّى إذا ساوى بين الصّدفين قال انفخوا حتّى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا }
أي قطع الحديد، وواحد الزبر زبرة، وهى القطعة العظيمة.
وقوله: {حتّى إذا ساوى بين الصّدفين} وتقرأ الصّدفين والصّدفين، وهما ناحيتا الجبل.
وقوله: {قال انفخوا}.
وهو أن أخذ قطع الحديد العظام وجعل بينها الحطب والفحم ووضع عليها المنافيخ حتى إذا صارت كالنار، وهو قوله: (حتّى إذا جعله نارا).
والحديد إذا أحمي بالفحم والمنفاخ صار كالنّار.
وقوله: {آتوني أفرغ عليه قطرا} المعنى: أعطوني قطرا وهو النحاس.
فصب النحاس المذاب على الحديد الذي قد صار كالزيت فاختلط ولصق بعضه ببعض حتى صار جبلا صلدا من حديد ونحاس.
ويقال إنه بناحية أرمينية). [معاني القرآن: 3/312-311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {آتوني زبر الحديد الزبر} القطع الكبار من الحديد). [معاني القرآن: 4/294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {حتى إذا ساوى بين الصدفين} روى علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال الجبلين). [معاني القرآن: 4/294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال انفخوا حتى إذا جعله نارا}
قيل جعل قطع الحديد وجعل بينهما الحطب والفحم وأوقد عليها والحديد إذا أوقد عليه صار كالنار فذلك قوله: {حتى إذا جعله نارا}
ثم أذاب الصفر فأفرغه عليه فذلك قوله تعالى: {قال آتوني أفرغ عليه قطرا} أي أعطوني قطرا أفرغ عليه ومن قرأ ائتوني فالمعنى عنده تعالوا أفرغ عليه نحاسا). [معاني القرآن: 4/294-295]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {زبر الحديد} أي: قطع الحديد، واحدها: زبرة). [ياقوتة الصراط: 329]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بين الصدفين} يعني جانبي الجبل). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{سآوي} وسوى: بمعنى واحد). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عليه قطرا} قال القطر: النحاس). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُبَرَ الحديد}: قطع.
{الصَّدَفيْن}: جانبا الجبل.
{قِطْراً}: نحاسا). [العمدة في غريب القرآن: 193-192]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فما اسطاعوا أن يظهروه} [الكهف: 97] من فوقه أو يظهروا عليه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/204]
{وما استطاعوا له نقبًا} [الكهف: 97] من أسفله، وهذا تفسير قتادة.
وقال السّدّيّ: {أن يظهروه} [الكهف: 97] يعني: يرتقوه فيعلوه.
- سعيدٌ عن قتادة عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ يأجوج ومأجوج يخرقونه كلّ يومٍ حتّى إذا كادوا يرون شعاع الشّمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا.
فيعيده اللّه كأشدّ ما كان.
حتّى إذا بلغت مدّتهم وأراد اللّه أن يبعثهم على النّاس حفروا، حتّى إذا كادوا يرون شعاع الشّمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه إن شاء اللّه غدًا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، فيخرجون على النّاس فينشفون المياه ويتحصّن النّاس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم إلى السّماء فترجع كهيئة الدّماء فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السّماء،
فيبعث اللّه عليهم نغفًا في أقفائهم فيقتلهم بها.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده إنّ دوابّ الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم شكرًا»). [تفسير القرآن العظيم: 1/205]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فما استطاعوا أن يظهروه} أي أن يعلوه، ويقال: ظهرت فوق الجبل وفوق البيت، أي علوته). [مجاز القرآن: 1/415]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً}
وقال: {فما اسطاعوا} لأن لغة للعرب تقول "اسطاع" "يسطيع" يريدون به "استطاع" "يستطيع" ولكن حذفوا التاء إذا جامعت الطاء لأن مخرجهما واحد وقال بعضهم "استاع" فحذف الطاء لذلك وقال بعضهم "أسطاع" "يسطيع" فجعلها من القطع كأنها "أطاع" "يطيع" فجعل السين عوضا عن إسكان الياء). [معاني القرآن: 2/80]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن مسعود والحسن "فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا} يظهران التائين جميعًا.
أبو عمرو وعاصم {فما اسطاعوا أن يظهروه} بغير تاء). [معاني القرآن لقطرب: 862]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {أن يظهروه} يقال: ظهرت البيت ظهورًا؛ وما يظهر على فلان أحد: أي ما يغلبه، وقد ظهر عليه؛ و{فأصبحوا ظاهرين} من ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 879]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أن يظهروه}: أي يعلوه). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فما اسطاعوا أن يظهروه} أي يعلوه. يقال: ظهر فلان السّطح، أي علاه). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا}
أي ما قدروا أن يعلو عليه لارتفاعه واملساسه وما استطاعوا أن ينقبوه.
وقوله: {فما اسطاعوا} بغير تاء أصلها استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من مخرج واحد، فحذفت التاء لاجتماعهما ويخف اللفظ، ومن العرب من يقول: فما استاعوا بغير طاء،
ولا تجوز القراءة بها.
ومنهم من يقول: فما اسطاعوا بقطع الألف، المعنى فما أطاعوا، فزادوا السين.
قال الخليل وسيبويه: زادوهما عوضا من ذهاب حركة الواو، لأن الأصل في أطاع أطوع.
فأمّا من قرأ فما اسطاعوا - بإدغام السين في الطاء - فلاحن مخطئ.
زعم ذلك النحويون، الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من قال بقولهم. وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين.
ومن قال: اطرح حركة التاء على السين فأقول: فما اسطاعوا فخطأ أيضا، لأن سين استفعل لم تحرك قط). [معاني القرآن: 3/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال جل اسمه {فما اسطاعوا أن يظهروه} أي أن يعلوا عليه لطوله واملاسه
يقال ظهرت على السطح أي علوت عليه
قال كعب فهم يعالجون فيه كل يوم فإذا أمسوا قالوا غدا ننقضه ولا يوفق لهم أن يقولوا إن شاء الله فإذا أذن الله في إخراجهم قالوا إن شاء الله فينقضونه فيخرجون فيشرب أولهم دجله والفرات حتى يمر آخرهم فيقول قد كان هاهنا مرة ماء ويتأذى بهم أهل الأرض ويدعو عليهم عيسى صلى الله عليه وسلم فيهلكون). [معاني القرآن: 4/295]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أن يظهروه} أن يعلوا عليه بالتسلق). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {نقبا} أي: ثقبا). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{اسطاعوا} واستطاعوا واحد، أي: ما قدروا). [ياقوتة الصراط: 331]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أن يظهروه} أي يعلوه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَظْهَرُوهُ}: يعلوه). [العمدة في غريب القرآن: 193]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال هذا رحمةٌ من ربّي فإذا جاء وعد ربّي} [الكهف: 98] يعني: خروجهم.
{جعله دكّاء} [الكهف: 98] سعيدٌ، عن قتادة قال: يعني الجبلين، أي: يعفر بعضه على بعضٍ.
قال يحيى: يعني السّدّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: دكّاء ممدودةً، أي: أرضٌ مستويةٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/205]
{وكان وعد ربّي حقًّا} [الكهف: 98]
- ابن لهيعة، عن عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن سعد بن مسعودٍ، عن رجلين حدّثا أنّ عقبة بن عامرٍ الجهنيّ حدّثهما، قال: كان يومي الّذي كنت أخدم فيه النّبيّ، فخرجت من عنده فإذا أنا برجالٍ من أهل الكتاب معهم مصاحف أو كتبٌ، فقالوا: استأذن لنا على رسول اللّه.
فانصرفت إليه فأخبرته بمكانهم، فقال: " ما لي ولهم يسألونني عمّا لا أدري، إنّما أنا عبدٌ لا أعلم إلا ما علّمني اللّه.
ثمّ قال: أبلغني وضوءًا فأتيته بوضوءٍ، فتوضّأ ثمّ قام إلى المسجد في بيته فركع ركعتين، فما انصرف حتّى بدا لي السّرور في وجهه ثمّ انصرف، فقال: أدخلهم ومن وجدت بالباب من أصحابي.
فأدخلتهم، فلمّا وقفوا عليه قال: إن شئتم أخبرتكم بما أردتم أن تسألوني عنه قبل أن تتكلّموا، وإن شئتم سألتم وأخبرتكم.
قالوا: بل أخبرنا بما جئنا له قبل أن نتكلّم.
قال: جئتم تسألوني هكذا عن ذي القرنين، وسوف أخبركم كما تجدونه في كتبكم مكتوبًا.
إنّ أوّل أمره أنّه كان غلامًا من الرّوم وأعطي ملكًا، فسار حتّى أتى أرض مصر فبنى عندها مدينةً يقال لها: الإسكندريّة، فلمّا فرغ من بنيانها، أتاه ملكٌ فعرج به حتّى استقلّه فرفعه ثمّ قال: انظر ما تحتك.
قال: أرى مدينتي وأرى مدائن معها.
ثمّ عرج به فقال: انظر.
فقال: قد اختلطت مدينتي مع المدائن.
ثمّ زاد فقال: انظر.
فقال: أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها.
فقال الملك: إنّما تلك أرضٌ كلّها، وهذا السّواد البحر، وإنّما أراد اللّه أن يريك الأرض وقد جعل لك سلطانًا فيها، فسر في الأرض، فعلّم الجاهل، وثبّت العالم.
فسار حتّى بلغ مغرب الشّمس، ثمّ سار حتّى بلغ مطلع الشّمس، ثمّ أتى السّدّين وهما جبلان ليّنان يزلق عنهما كلّ شيءٍ، فبنى السّدّ فوجد يأجوج ومأجوج يقاتلون قومًا، وجوههم كوجوه الكلاب، ثمّ قطعهم فوجد أمّةً قصارًا يقاتلون الّذين وجوههم كوجوه الكلاب، ثمّ مضى فوجد أمّةً من الغرانيق يقاتلون القوم القصار، ثمّ مضى فوجد أمّةً من الحيّات تلتقم الحيّة منها الصّخرة
العظيمة، ثمّ أفضى إلى البحر المدير بالأرض.
فقالوا: نحن نشهد أنّ أمره كان هكذا وإنّا نجده في كتابنا هكذا ".
[تفسير القرآن العظيم: 1/206]
- عاصم بن حكيمٍ، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابرٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: إنّ من بعد يأجوج ومأجوج لثلاث أممٍ لا يعلم عدّتهم إلا اللّه هاويل وتارس ومنسك.
- سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل أنّ عليًّا سئل عن ذي القرنين، فقال: لم يكن ملكًا ولا نبيًّا، ولكنّه كان عبدًا صالحًا ناصح اللّه فنصحه، دعا قومه إلى الإيمان فلم يجيبوه، فضربوه على قرنه فقتلوه.
فأحياه اللّه، ثمّ دعا قومه أيضًا فضربوه على قرنه فقتلوه.
فأحياه اللّه فسمّي ذا القرنين.
- الحسن بن دينارٍ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عروة، عن ابن مسعودٍ الثّقفيّ قال: حدّثني ابن أخي أو ابن عمّي قال: قلت لعبد اللّه بن عمرٍو: يأجوج ومأجوج الأذرع هم أم الأشبار؟ قال: يابن أخي ما أجد من ولد آدم بأعظم منهم ولا أطول، ولا يموت الميّت منهم حتّى يولد له ألفٌ فصاعدًا.
قال: فقلت ما طعامهم؟ قال: هم في ماءٍ ما شربوا، وفي شجرٍ ما هضموا، وفي نساءٍ ما نكحوا.
يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه قال: بلغني أنّ هؤلاء التّرك ممّا سقط من دون الرّوم من ولد يأجوج ومأجوج.
- صاحبٌ له، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: يخرج يأجوج ومأجوج يموجون في الأرض فيفسدون فيها ثمّ قرأ عبد اللّه: {وهم من كلّ حدبٍ ينسلون} [الأنبياء: 96].
ثمّ يبعث اللّه عليهم دابّةً مثل النّغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها.
قال: فتنتن الأرض منهم فتجأر إلى اللّه فيرسل اللّه ماءً فيطهّر الأرض منهم.
أبو أميّة، عن حميد بن هلالٍ، عن أبي الضّيف، عن كعبٍ قال: إنّ يأجوج ومأجوج ينقّرون كلّ يومٍ بمناقيرهم في السّدّ فيشرعون فيه فإذا أمسوا قالوا: نرجع غدًا فنفرغ منه، فيصبحون وقد عاد كما كان، فإذا أراد اللّه خروجهم قذف على ألسن بعضهم الاستثناء فقال: نرجع غدًا إن شاء اللّه فنفرغ منه، فيصبحون
[تفسير القرآن العظيم: 1/207]
وهو كما تركوه، فينقّبونه ويخرجون على النّاس، فلا يأتون على شيءٍ
إلا أفسدوه.
فيمرّ أوّلهم على البحيرة فيشربون ماءها، ويمرّ أوسطهم فيلحسون طينها، ويمرّ آخرهم فيقول: قد كان هاهنا مرّةً ماءٌ، فيقهرون النّاس ويفرّ النّاس منهم في البرّيّة والجبال فيقولون: قد قهرنا أهل الأرض فهلمّوا إلى أهل السّماء.
فيرمون نبالهم إلى السّماء فترجع تقطر دمًا فيقولون: قد فرغنا من أهل الأرض وأهل السّماء، فيبعث اللّه عليهم أضعف خلقه: النّغف، دودةً تأخذهم في رقابهم فتقتلهم حتّى تنتن الأرض من جيفهم، ويرسل اللّه الطّير فتنقل جيفهم إلى البحر.
ثمّ يرسل اللّه السّماء فيطهّر الأرض، وتخرج الأرض زهرتها وبركتها ويتراجع النّاس حتّى إنّ الرّمّانة لتشبع السّكن.
قيل: وما السّكن؟ قال: أهل البيت.
وتكون سلوةً من عيشٍ.
فبينما النّاس كذلك إذ جاءهم خبرٌ أنّ ذا السّويقتين صاحب الجيش قد غزا البيت.
فيبعث اللّه جيشًا فلا يصلون إليهم ولا يرجعون إلى أصحابهم حتّى يبعث اللّه ريحًا طيّبةً يمانيّةً من تحت العرش.
فتكفت روح كلّ مؤمنٍ، ثمّ لا أجد مثل السّاعة إلا كرجلٍ أنتج مهرًا له فهو ينتظر متى يركبه.
فمن تكلّف من أمر السّاعة ما وراء هذا فهو متكلّفٌ.
عاصم بن حكيمٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، عن عطاء بن يزيد عن بعض من أدرك، أنّ عيسى ابن مريم يقتل الدّجّال بباب لدٍّ أو عندها، فبينما النّاس كذلك إذ أوحى اللّه إلى عيسى أنّي قد أخرجت عبادًا لي لا يدين لأحدٍ بقتالهم فاحرز عبادي إلى الطّور.
ويبعث اللّه يأجوج ومأجوج وهم كما قصّ: {وهم من كلّ حدبٍ ينسلون} [الأنبياء: 96].
فيمرّ أوّلهم على بحيرة طبريّة فيشربون ما فيها ويمرّ آخرهم فيقولون: قد كان بهذه ماءٌ مرّةً، ويسيرون حتّى ينتهوا إلى جبل الخمر لا يعدونه فيقول بعضهم لبعضٍ: قد قتلنا من في الأرض إلا من دان لنا، فهلمّوا فلنقتل من في السّماء.
فيرمون بنشابهم نحو السّماء فيردّها اللّه مخضوبةً دماءً، ويحصرون نبيّ اللّه عيسى وأصحابه.
فبينما هم كذلك إذ رغبوا
[تفسير القرآن العظيم: 1/208]
إلى اللّه، فأرسل عليهم النّغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ.
ويهبط نبيّ اللّه وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبرٍ إلا ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم.
فيرغب عيسى ومن معه إلى اللّه، فيرسل عليهم طيرًا كأعناق البخت فتلقيهم في المهيل.
قلت: يا أبا زيدٍ وأين المهيل؟ قال: مطلع الشّمس.
- سعيدٌ عن قتادة أنّ أبا سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليحجّنّ البيت وليعمرنّ بعد خروج يأجوج ومأجوج»). [تفسير القرآن العظيم: 1/209]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {جعله دكّاء...}

... حدثني قيس بن الربيع عن سعيد بن مسروق عن الشّعبيّ عن الربيع بن خيثم الثوريّ أن رجلا قرأ عليه (دكّاً) فقال (دكّاء) فخّمها. ... يعني: أطلها). [معاني القرآن: 2/160]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جعله دكّاء} أي تركه مدكوكاً أي ألزقه بالأرض، ويقال: ناقة دكّاء أي لا سنام لها مستوية الظهر، قال الأغلب:
هل غير غارٍ دكّ غاراً فانهدم والعرب تصف الفاعل والمفعول بمصدرهما فمن ذلك (جعله دكّاً) أي مدكوكاً). [مجاز القرآن: 1/416-415]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال هذا رحمةٌ مّن رّبّي فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء وكان وعد ربّي حقّاً}
وقال: {هذا رحمةٌ مّن رّبّي} أي: هذا الرّدم رحمة من ربي). [معاني القرآن: 2/80]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن والأعرج وشيبة ونافع وأبو جعفر وأبو عمرو {جعله دكا} منون.
الربيع بن خثيم وعاصم والأعمش {جعله دكاء} على فعلاء، وقد فسرنا ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 862]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {هذا رحمة من ربي} فإنه جعل ذلك المذكر رحمة، كقولك: هذا المطر رحمة؛ وهذا الرسول رحمة؛ فتوقع الرحمة على كل شيء؛ وليس مثل قوله {إن رحمت الله قريب من المحسنين} لأنه أوقع المذكر على المؤنث؛ وقد فسرنا ذلك في سورة الأعراف.
وإن شئت قلت: كأنه قال إن رحمة الله ثواب قريب من المحسنين؛ أو فتح قريب؛ والأول كأنه أسهل). [معاني القرآن لقطرب: 886]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جعله دكا}: ملزقا بالأرض. يقال ناقة دكاء أي لا سنام لها). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جعله دكّاء} أي ألصقه بالأرض. يقال: ناقة دكاء: إذا لم يكن لها سنام). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال هذا رحمة من ربّي فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء وكان وعد ربّي حقّا}
أي هذا التمكين الذي أدركت به السّدّ رحمة من ربي.
{فإذا جاء وعد ربّي جعله [دكّا] وكان وعد ربّي حقّا}.
وتقرأ (دكاء)، على فعلاء - يا هذا - والذكاء والذكاء، كل ما انسبط من الأرض من مرتفع.
يعنى أنه إذا كان يوم القيامة، أو في وقت خروج يأجوج ومأجوج صار هذا الجبل دكّا.
والدليل على أن هذا الجبل يصير دكّا قوله:{وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة } ). [معاني القرآن: 3/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال هذا رحمة من ربي} أي هذا التمكين رحمة من ربي ثم قال تعالى: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء} أي لاصقا بالأرض يقال ناقة دكاء أي لا سنام لها). [معاني القرآن: 4/296]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {دكاء} أي: ملتصقا بالأرض، أي: متهدما متهشما، ودكا: مثله). [ياقوتة الصراط: 331]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَكّاءَ}: ملصقاً بالأرض). [العمدة في غريب القرآن: 193]


رد مع اقتباس