عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (1) إلى الآية (9) ]
{طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}


قوله تعالى: {طسم (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (طسم)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب (طسم) مفخمةً مدغمة النون.
وقرأ نافع بين الفتح والكسر، وأدغم النون في الميم، وقرأ حمزة والكسائي (طسم) بكسر الطاء، ونحو ذلك قال يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وروى خارجة عن نافع بكسر الطاء أيضًا.
وقال يعقوب عن نافع (ط س م) بقطع كل حرف على حدة،
وأظهر حمزة النون من (طسم) ما بيّنها غيره، إلا ما روى الكسائي عن إسماعيل عن نافع أنه بيّن النون عند الميم مثل حمزة.
وقول يعقوب: بيّنٌ، وأبو جعفر يوجب تبيين النون لما ذكر عن نافع: أنه يقطع كل حرف على حدته، وكذلك قولهم في القصص.
قال الأزهري: هما لغتان جيدتان: الإمالة، والتفخيم.
فاقرأ كيف شئت.
وإدغام النون في الميم حسن لقرب مخرجيهما، ومن اختار التبيين حسن). [معاني القراءات وعللها: 2/223]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قوله تعالى: {طسم} [1].
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم [بالإدغام].
وقرأ الباقون: {طسم} بالتفخيم، على أن أهل المدنية أعني نافعًا يقرأ بين بين، وكل ذلك صواب، وقد ذكرته فيما سلف، والسين خفيفة والميم مشددة؛ لأنك قد أدغمت فيها نونًا، والأصل ط سين ميم قرأها حمزة بإظهار النون عند الميم.
والباقون يدغمون مثل {عم يتساءلون}.
فإن سأل سائل فقال: إن النون لا تظهر إلا عند حروف الحلق فلم أظهر حمزة عند الميم، وأنت لا تقول: {من دونه من وال}
ولا {عن ما يتساءلون}؟
فالجواب في ذلك: أن حروف التهجي بنيت على التقطيع، والتهجي قطع الحروف بعضها من بعض، وإذا نطق الإنسان ثم وقف عند كل حرف نحو: ط هـ، وألف لام وط سين. قال أبو النجم:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/130]
أقلبت من عند زياد كالخرف
تخط زجلاي بخط مختلف
تكتبان في الطريق لام ألف
فهذا حجة لحمزة
ومعنى طسم: أن كل حرف اسم من أسماء الله الحسني فالطاء من الطيب، والسين من السيد، والميم من الملك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/131]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إدغام النون من سين عند الميم وبيانها وكسر الطاء وفتحها. فقرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر: طسم بفتح الطاء وإدغام النون، وروى خارجة عن نافع:
(طسم) بكسر الطاء، وإدغام النون. وقال خلف عن إسحاق [المسيبي] عن نافع: الطاء غير مكسورة ولا مفتوحة هو إلى الفتح أقرب.
وقال الكسائي عن إسماعيل بن جعفر عن نافع يبين النون في (طسم) مثل حمزة. وقال محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع: الطاء مفتوحة وقال ورش وقالون عن نافع: الطاء مفتوحة وسطا من ذلك، وقال:
يعقوب عن نافع وأبو جعفر (طس م) يقطّعان كل حرف على حده، ويأتي اختلافهم في يس ونون في موضعه إن شاء الله. قال أحمد: والذي قاله الكسائي عن إسماعيل عن نافع: يوجب رواية يعقوب بن جعفر عن أبي جعفر ونافع بيان النون من (طسم). وروى حفص عن عاصم: (طسم) فتحا ولم يظهر النون في (طسم) غير
[الحجة للقراء السبعة: 5/355]
حمزة وما روى الكسائي عن إسماعيل. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (طسم) بالكسر.
قال أبو علي: تبيين النون من (طسم) على قراءة حمزة، ورواية الكسائي عن نافع هو الوجه، لأنّ حروف التهجي في تقدير الانفصال والانقطاع ممّا بعدها، فإذا كان كذلك وجب تبيين النون، لأنّها إنّما تخفى إذا اتصلت بحروف من حروف الفم، فإذا لم يتّصل بها لم يكن شيء يوجب إخفاءها. ووجه إخفائها مع هذه الحروف أنّ همزة الوصل قد وصلت، ولم تقطع، وهمزة الوصل إنّما تذهب في الدّرج، فكما سقطت همزة الوصل، وهي لا تسقط إلّا في الدرج مع هذه الحروف في (ألف لام ميم الله) كذلك لا تبيّن النون ويقدّر فيها الاتّصال مما قبلها ولا يقدر فيها الانفصال). [الحجة للقراء السبعة: 5/356]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({طسم}
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {طسم} بكسر الطّاء وحجتهم صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه أنه أمال {طه} فأجروا {طسم} مجراها إذ هي هي
وقرأ الباقون بفتح الطّاء وحجتهم أنّها من الحروف المناعة لأنّك لا تقول في طالب: طِالب كما أنّك لا تقول في ظالم: ظِالم.
قرأ حمزة وإسماعيل عن نافع بإظهار النّون عند الميم ها هنا وفي القصص وحجتهما أن حروف الهجاء في تقدير الانفصال والانقطاع ممّا بعدها فإذا كان ذلك كذلك وجب تبيين النّون عند الميم
وقرأ الباقون بإخفاء النّون عند الميم وحجتهم في ذلك أن همزة الوصل قد وصلت ولم تقطع في قوله آلم الله اله فلمّا سقطت همزة
[حجة القراءات: 516]
الوصل وهي لا تسقط إلّا في الدرج مع هذه الحروف فكذلك لا تتبين النّون عند الميم). [حجة القراءات: 517]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- كل القراء أدغم النون من {طس} في الميم التي بعدها إلا حمزة فإنه أظهر، ومثله في أول القصص.
وحجة من أدغم أن هذه الحروف لما كانت متصلة بعضها ببعض، لا يوقف على شيء منها دون شيء، ولا يفصل في الخط شيء عن شيء أدغم لاشتراك النون مع الميم في الغنة، ولأنه يدغم في غير هذا، فأجري هذا على كل ما تلقى فيه النون الساكنة الميم نحو: «مِنْ ما ومَنْ معه».
2- وحجة من أظهر أن هذه الحروف المقطعة مبنية على الانفصال والوقف عليها ولذلك لم تعرب، فجرت في الإظهار على حكم الوقف عليها وانفصالها مما بعدها، فإن قيل: فلم لم يظهر النون في {عسق} وما الفرق بين ذلك؟ فالجواب أن النون لما كانت في {طسم} مدغمة مغيرة عن لفظها أظهرها، ليبين أصلها بالوقف عليها، إذ لا تشديد فيه أبقاها على حالها، إذ الإخفاء والإظهار أخوان، لا يزول لفظ النون في الإخفاء كالإظهار ويزول لفظها في الإدغام فهو فرق بين، وقد ذكرنا الإمالة للطاء وعلة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/150] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {طِسم} [آية/ 1] بكسر الطاء:
قرأها حمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم.
والوجه في ذلك وفي أمثاله قد تقدم في سورة مريم.
وذكرنا أن الإمالة في حروف التهجي لا تمتنع؛ لأنها ليست بحروف معانٍ، بل هي أسماء لهذه الأصوات، ومما يدل على أنها أسماء أنك إذا أخبرت عنها أعربتها فقلت هذه طاءٌ حسنةٌ وهذه ميمٌ جيدة.
وقرأ نافع بين الفتح والكسر، وهو إلى الفتح أقرب.
والوجه أن ذلك من نافع بمنزلة الإمالة، وإنما فعل ذلك لأنه كره أن يميلها فيعود إل الياء الذي هربوا منها حين قلبوها ألفًا.
وقرأ الباقون بفتح الطاء.
والوجه أنه هو الأصل على ما سبق.
[الموضح: 938]
وأما النون من سين وإخفاؤها في الميم فإنهم اتفقوا عليه إلا حمزة فإنه أظهر النون عند الميم.
والوجه أن الأصل هو الإظهار؛ لأن هذه الحروف كل واحد منها في تقدير الانفصال والانقطاع مما بعده فوجب لذلك تبيين النون.
وأما وجه إخفائها فهو لأنهم أجروا عليها حكم الاتصال ولم يقدروا فيها الانفصال، كما فعلوا بهمزة الوصل حين وصلوها وما قطعوها في قوله تعالى {الم اللهُ} فقدروا الاتصال فأسقطوا الهمزة، وهمزة الوصل لا تسقط إلا في الدرج، فكذلك قدروا ههنا اتصال النون من طاسين بالميم، فأخفوا النون في الميم). [الموضح: 939]

قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قوله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)}
قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)}
قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)}
قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس