عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[من الآية (72) إلى الآية (77)]
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ذرّيّاتنا قرّة أعينٍ (74)
قرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة والكسائي (وذرّيّتنا) واحدة.
وقرأ الباقون (وذرّيّاتنا) جماعة.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين؛ لأن الذريّة تنوب عن الذريات، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 2/220]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {من أزواجنا وذرياتنا} [74].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم: {وذريتنا} جماعًا.
وقرأ الباقون: {ذريتنا} واحدة.
فمن جمع قال: الجمع للأزواج. ومن وحد قال: الذرية معنى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/127]
جمع. والزوج الواحد، فرد إلى قول الله تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- [وقوله تعالى]: {قرة أعين} [74].
كل ما تقر به عين الإنسان، ومعنى ذلك: أن الرجل إذا فرح بالشيء خرج من عينه ماء بارد، وهو القر، وإذا اغتم وبكي خرج من عينه ماء ساخن فيقال: «سخن الله عينه»: إذا دعوا عليه «وخنت عينه» وإذا دعوا له «أقر الله عينه» و«قرت عينه». ويقال: معنى أقر الله عينه: أي غنم، لأن قرة العين: ناقة تنحر قبل المقسم وقيل: أقر الله عينه أي: بلغه الله مراده حتى تقر عينه فلا تطمح إلى شيء وتستقر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص وابن عامر: من أزواجنا وذرياتنا [الفرقان/ 74] جماعا وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي (وذرّيتنا) واحدة.
[الحجة للقراء السبعة: 5/352]
قال أبو علي: الذرية تكون واحدة وتكون جمعا فالدّليل على كونها للواحد قوله تعالى: قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة [آل عمران/ 38] فهذا كقوله: فهب لي من لدنك وليا يرثني [مريم/ 5] فأمّا جواز كونها للجمع فقوله: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا [النساء/ 9] فمن أفرد فقال: (من أزواجنا وذريتنا) [الفرقان/ 74] فإنّه أراد به الجمع فاستغنى عن جمعه لمّا كان جمعا، ومن جمع فكما تجمع هذه الأسماء التي تدلّ على الجمع نحو: قوم وأقوام، ونفر وأنفار، ورهط وأراهط. وقد جمعوا بالألف والتاء والواو والنون الجموع المكسرة كقولهم الجزرات والطّرقات والكلابات،
وجاء في الحديث: صواحبات يوسف
وقال العجاج:
جذب الصّراريّين بالكرور وإنّما الصراري جمع صرّاء. وهو مفرد نحو: حسّان، فكسّره ككلّاب وكلاليب، لأنّ الصفة تشبّه في التكسير بالأسماء. ويدلّ على أنّ الصرّاء واحد قول الفرزدق:
أشارب قهوة وخدين زير... وصرّاء لفسوته بخار). [الحجة للقراء السبعة: 5/353]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ربنا هب لنا من أزواجنا وذرّيّاتنا قرّة أعين} 74
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص {من أزواجنا} وذرّيّاتنا بالألف على الجمع وقرأ الباقون ذريتنا واحدة فمن جمع قال الجمع للأزواج ومن وحد قال الذّرّيّة في معنى الجمع قال الله تعالى {ذرّيّة من حملنا مع نوح} ). [حجة القراءات: 515]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {وذرياتنا} قرأه الحرميان وابن عامر وحفص بالجمع، ووحدّه الباقون.
وحجة من جمع أنه حمله على المعنى؛ لأن لكل واحد ذرية، فجمع لأنهم جماعة لا تحصى، ويقوي ذلك قوله: {من أزواجنا} بالجمع، وأيضًا فإنه لما كانت الذرية تقع للواحد والجمع، وكان معنى الكلام الجمع، أتى بلفظ لا يحتمل إلا الجمع، ولأن المعنى على ذلك بني، وهو الاختيار.
14- وحجة من قرأ بالتوحيد أن الذرية تقع للجمع، فلما دلت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدل على وقوع «ذرية» للجمع قوله: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا} «النساء 9» وقد علم أن لكل واحد ذرية، وقد تقع الذرية للواحد بدلالة قوله تعالى ذكره عن دعاء زكريا عليه السلام: {هب لي من لدنك ذرية طيبة} «آل عمران 38» وإنما سأل ولدا بدلالة قوله: {فهب لي من لدنك وليا} «مريم 5»، وقوله: {رب أنى يكون لي غلام} «آل عمران 40»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/148]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا} [آية/ 74] بالألف على الجمع:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم ص- ويعقوب.
[الموضح: 935]
والوجه أنها جمع ذرية، وقد تُجمع الأسماء التي مسمياتها جمع كأقوام وأنفار وأراهط، وقد تأتي الجموع المكسرة أيضًا مجموعة بالألف والتاء، نحو الطرقات والبيوتات والكلابات وصواحبات يوسف.
وقرأ الباقون {وَذُرِّيَّتِنَا} بغير ألف على الوحدة.
الوجه أنه جمع ههنا، فاستُغني عن جمعه، كما قال الله تعالى {لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} فهو ههنا جمع، وإن كان قد جاء واحدًا في غير هذا الموضع، وقد تقدم القول في ذلك في سورة الأعراف). [الموضح: 936]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويلقّون فيها تحيّةً وسلامًا (75)
[معاني القراءات وعللها: 2/220]
قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (ويلقون فيها) مفتوحة الياء وساكنة اللام خفيفة، وكذلك قرأ ابن عامر فيما روى محمد بن الحسن، ورواه ابن ذكوان عن أيوب عنه، وقد روى عنه التشديد مثل أبي عمرو.
وقرأ الباقون (ويلقّون) بضم الياء، وفتح اللام، وتشديد القاف.
وقال الفراء (يلقون) أعجب إليّ في القراءة؛ لأن القراءة لو كانت على (يلقّون) كانت بالباء في العربية؛ لأنك تقول: نحن نتلقّى بالسلام، وفلان يتلقّى بالسلام وبالخير.
قال أبو منصور: وقال غيره: فلان يلقى الخير، ويلقى به. كما تقول: أخذت الزمام، وأخذت بالزمام.
والمعنى في (يلقّون): أن اللّه يلقّي أهل الجنة إذا دخلوها ملائكته بالتحية والسلام.
ومن قرأ (يلقون) فالفعل لأهل الجنة إنهم يلقون فيها التحية والسلام من ربهم جلّ وعزّ). [معاني القراءات وعللها: 2/221]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {ويلقون فيها} [75].
قرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر {ويلقون} مشددًا.
وقرأ الباقون مخففًا: {يلقون} بفتح الياء، فمن شدد وهو الاختيار- قال: يلقون في الجنة التحية والسلام مرة بعد مرة فالتشديد للتكثير، وشاهدهم قوله تعالى: {ولقهم نضرة وسرورًا} والنضرة عند أهل اللغة: الحسن والبهاء وإشراق الوجه من الفرح، كما قال: {وجوه يومئذ ناضرة}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
{إلى ربها ناظرة} والعرب تقول: كل لون إذا حسن: ناضر، فيقال: أخضر ناضرة، وأصفر ناضر، وأبيض ناضر. والنضار: الذهب. فأما المفسرون فقالوا: النضرة: ملك إذا نشر المؤمن يوم القيامة من قبره استقبله النضرة في أحسن صورة وبشره بالجنة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/129]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله سبحانه: ويلقون فيها [الفرقان/ 75] في ضمّ الياء وفتح اللّام وتشديد القاف، وسكون اللّام، وتخفيف القاف. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: ويلقون مضمومة الياء مفتوحة اللام مشددة القاف.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (ويلقون) مفتوحة الياء ساكنة اللّام خفيفة القاف.
وروى أبو بكر عن عاصم: (ويلقون) مثل حمزة. وقال حفص عنه: يلقون مشددة مثل أبي عمرو.
[قال أبو علي]: حجّة من قال: ويلقون، قوله تعالى ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ 11] فعلى «لقّاهم» «يلقّون».
وحجّة من خفّف قوله سبحانه: فسوف يلقون غيا [مريم/ 59] ولقي: فعل متعدّ إلى مفعول واحد، فإذا نقل بتضعيف العين تعدى إلى مفعولين فقوله: (تحيّة) المفعول الثاني من قولك لقّيت زيدا تحيّة، فلمّا بنيت الفعل للمفعول قام أحد المفعولين مقام الفاعل، فبقي الفعل متعديا إلى مفعول واحد). [الحجة للقراء السبعة: 5/354]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحيّة وسلامًا} 75
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {ويلقون فيها} بالتّخفيف أي يلقون أهل الجنّة فيها تحيّة وسلامًا من الله جعلنا الله منهم فالفعل لهم وحجتهم قوله {فسوف يلقون غيا} {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} فجعلوا قوله {ويلقون فيها} بلفظ ما تقدم ليكون الكلام على نظم واحد
وقرأ الباقون {ويلقون} بالتّشديد أي يلقيهم الله أو ملائكته التّحيّة والسّلام إذا دخلوا الجنّة وحجتهم قوله {ولقاهم نضرة وسرورا} فعلى لقاهم يلقون
[حجة القراءات: 515]
واعلم أن لقي فعل متعدٍّ إلى مفعول واحد فإذا ثقل تعدى إلى مفعولين فقوله {تحيّة} المفعول الثّاني من لقيت زيدا تحيّة فلمّا بنيت الفعل للمفعول به قام أحد المفعولين مقام الفاعل فبقي الفعل متعدّيا إلى مفعول واحد). [حجة القراءات: 516]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {ويلقون فيها} قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بالتخفيف، جعلوه ثلاثيًا من «لقي يلقى» فيتعدى إلى مفعول واحد، وهو {تحية} دليله قوله: {فسوف يلقون غيا} «مريم 59» وقرأ الباقون بالتشديد، جعلوه رباعيًا من «لقي» يتعدى إلى مفعولين، لكنه فعل لم يسم فاعله، فالمفعول الأول هو المضمر في {يلقون} الذي قام مقام الفاعل، وهو ضمير المخبر عنهم، ويقوي هذه القراءة قوله: {يجزون الغرفة}، على ما لم يسم فاعله، فجرى {يلقون} على ذلك، ليتفق لفظ الفعلين على ما لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/148]
يسم فاعله، و{تحية} المفعول الثاني، ودليل التشديد إجماعهم عليه في قوله: {ولقاهم نضرة} «الإنسان 11» والقراءتان ترجعان إلى معنى؛ لأنهم إذا تلقوا التحية فقد لقوها، وإذا ألقوها فقد تقوها، والتشديد الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/149]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَيَلْقَوْنَ فِيهَا} [آية/ 75] بفتح الياء وتخفيف القاف:
قرأها حمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم.
والوجه أنه من لقي يَلقى، وهو فعلٌ متعدٍ إلى مفعول واحد، يقال لقيت الشيء ألقاه، وانتصب {تَحيّةً} بأنه مفعول به.
وقرأ الباقون {وَيُلَقَّوْنَ} بضم الياء وتشديد القاف.
والوجه أنه من لقيته الشيء، وهو فعل منقول بالتضعيف من لقي يقال لقي الشيء لقيته إياه، فهو متعدٍ إلى مفعولين، والفعل ههنا مبني للمفعول به، وقد أسند إلى أحد المفعولين فارتفع بأنه مفعول ما لم يسم فاعله، وهو ضمير الجمع في {يُلقونَ}، و{تحيّةً} مفعول ثان ههنا، فانتصب لذلك). [الموضح: 936]

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)}

قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وابن الزبير: [فَقَدْ كَذَّبَ الكَافِرُونَ].
قال أبو الفتح: وهذا أيضا مما ترك فيه لفظ الحضور إلى الغيبة، ألا ترى قبله: [قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبَ الكافرون]؟). [المحتسب: 2/126]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس