عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (60) إلى الآية (63) ]

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}

قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ترهبون به عدوّ اللّه وعدوّكم... (60).
قرأ يعقوب (ترهّبون) بفتح الراء وتشديد الهاء، وقرأ الباقون (ترهبون) بسكون الراء.
قال أبو منصور: المعنى واحد في (ترهّبون) و(ترهبون) ). [معاني القراءات وعللها: 1/443]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {تُرَهِّبُونَ بِهِ} [آية/ 60] بفتح الراء وتشديد الهاء:
قرأها يعقوب وحده- يس-، وقرأ الباقون {تُرْهِبُونَ} بسكون الراء وتخفيف الهاء.
والوجه أن {تُرَهِّبُونَ} بالتشديد من رهب، و{تُرْهِبُونَ} بالتخفيف من أرهب، وكلاهما واحد في المعنى؛ لأن النقل بالهمزة كالنقل بالتضعيف، واللازم من كليهما رهب، وقد مضى مثله). [الموضح: 583]

قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- قوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم} [61].
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر بكسر السين.
والباقون يفتحون. وذكرت علته في (البقرة) إلا أن أبا عبيدة قال: السلم: الصلح، وفيه ثلاث لغات السَّلم والسَّلْم والسَلَمُ وأنشد:
أنائل إنني سلْمٌ = لأهلك فأقبلي سلمى
والسلم أيضًا -: - أيضًا -: السلف، والسلم أيضًا: شجر، واحدتها سلمة، وبه سمى سلمة بن كهيل، فأما الدلو فالسلم بفتح السين وسكون اللام.
فإن قال قائل: إن السلم الصلح مذكر، والسلم الدلو مؤنث، فلم قال: {فاجنح لها} ولم يقل فاجنح له؟.
فالجواب في ذلك أن الهاء تعود على الجنحة؛ لأن الفعل يدل على مصدره كما قال: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة} أي: وإن الاستعانة لكبيرة، كما تقول العرب: من كذب كان شرًا له، معناه: كان الكذب شرًا له، وقال بعض أهل العلم إن الهاء تعود على الصلاة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/231]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: وإن جنحوا للسلم [الأنفال/ 61] بكسر السين.
وقرأ الباقون للسلم بفتح السين. وروى حفص عن عاصم للسلم أيضا بالفتح.
قال أبو زيد: فيما روى عنه الأثرم: جنح الرجل يجنح جنوحا: إذا أعطى بيده، أو عدل إلى ما يحبّ القوم، وجنح الليل يجنح جنوحا: إذا أقبل، وجنحت الإبل تجنح جنوحا:
إذا خفضت سوالفها في السير.
وقال أبو عبيدة: وإن جنحوا للسلم أي: رجعوا وطلبوا المسالمة، قال: والسّلم والسّلم والسّلم واحد، قال رجل جاهلي:
[الحجة للقراء السبعة: 4/158]
أنائل إنني سلم... لأهلك فاقبلي سلمي
أنشده [أبو زيد] بالفتح فيما رواه التوّزي عنه، وقال أبو الحسن: الصّلح: فيه الكسر والفتح لغتان، يعني: السّلم والسّلم، وقد تقدم القول في ذلك في سورة البقرة). [الحجة للقراء السبعة: 4/159]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأشهب العقيلي: [فاجْنُحْ لها] بضم النون.
[المحتسب: 1/280]
قال أبو الفتح: حكى سيبويه جنَح يجنُح، وهي في طريق ركَد يركُد، وقعَد يقعُد، وسفَل يسفُل في قربها ومعناها. ويؤكد ذلك أيضًا ضَرْبٌ من القياس؛ وهو أن جنح غير متعد، وغير المتعدي الضم أقيس فيه من الكسر، فقعد يقعد أقيس من جلس يجلس؛ وذلك أن يفعُل بابه لِمَا ماضيه فَعُل نحو: شرُف يشرُف، ثم أُلحق به قعد. وباب يفعِل بابه لِمَا يتعدى نحو: ضرب يضرب، فضرب يضرب إذن أقيس من قتل يقتل، كما أن قعد يقعد أقيس من جلس يجلس. وقد تقصيت هذه الطريق في كتابي المنصف). [المحتسب: 1/281]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}
قرأ أبو بكر عن عاصم {وإن جنحوا للسلم} بالكسر وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان وهو الصّلح). [حجة القراءات: 312]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {وإن جنحوا للسلم} قرأه أبو بكر بكسر السين، وفتحها الباقون، وهما لغتان في الصلح، وقد ذكر هذا في سورة البقرة بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/494]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {وإن جَنَحُوا لِلسِّلْمِ} [آية/ 61] بكسر السين:
قرأها عاصم وحده- ياش-، وقرأ الباقون {السَّلَمَ} بفتح السين.
والوجه أن السلم والسلم لغتان). [الموضح: 583]

قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)}

قوله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس