عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:15 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ للمتّقين عند ربّهم جنّات النّعيم (34) أفنجعل المسلمين كالمجرمين (35) ما لكم كيف تحكمون (36) أم لكم كتابٌ فيه تدرسون (37) إنّ لكم فيه لما تخيّرون (38) أم لكم أيمانٌ علينا بالغةٌ إلى يوم القيامة إنّ لكم لما تحكمون (39) سلهم أيّهم بذلك زعيمٌ (40) أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين (41)}
لمّا ذكر [اللّه] تعالى حال أهل الجنّة الدّنيويّة، وما أصابهم فيها من النّقمة حين عصوا اللّه، عزّ وجلّ، وخالفوا أمره، بيّن أنّ لمن اتّقاه وأطاعه في الدّار الآخرة جنّات النّعيم الّتي لا تبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197-198]

تفسير قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}؟ أي: أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء؟ كلّا وربّ الأرض والسّماء؛ ولهذا قال {ما لكم كيف تحكمون} ! أي: كيف تظنّون ذلك؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 198]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {أم لكم كتابٌ فيه تدرسون * إنّ لكم فيه لما تخيّرون} يقول: أفبأيديكم كتابٌ منزّلٌ من السّماء تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف عن السّلف، متضمن حكمًا مؤكّدًا كما تدّعونه؟ {إنّ لكم فيه لما تخيّرون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 198]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم لكم أيمانٌ علينا بالغةٌ إلى يوم القيامة إنّ لكم لما تحكمون} أي: أمعكم عهودٌ منّا ومواثيق مؤكّدةٌ، {إنّ لكم لما تحكمون} أي: إنّه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 198]

تفسير قوله تعالى: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({سلهم أيّهم بذلك زعيمٌ}؟ أي: قل لهم: من هو المتضمّن المتكفّل بهذا؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 198]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم لهم شركاء} أي: من الأصنام والأنداد، {فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 198]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السّجود فلا يستطيعون (42) خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلّةٌ وقد كانوا يدعون إلى السّجود وهم سالمون (43) فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (44) وأملي لهم إنّ كيدي متينٌ (45) أم تسألهم أجرًا فهم من مغرمٍ مثقلون (46) أم عندهم الغيب فهم يكتبون (47)}
لمّا ذكر تعالى أنّ للمتّقين عنده جنّات النّعيم، بيّن متى ذلك كائنٌ وواقعٌ، فقال: {يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السّجود فلا يستطيعون} يعني: يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزّلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام. وقد قال البخاريّ هاهنا:
حدّثنا آدم، حدّثنا اللّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يكشف ربّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا".
وهذا الحديث مخرّجٌ في الصّحيحين وفي غيرهما من طرقٍ وله ألفاظٌ، وهو حديثٌ طويلٌ مشهورٌ.
وقد قال عبد اللّه بن المبارك، عن أسامة بن زيدٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس: {يوم يكشف عن ساقٍ}قال: هو يوم كرب وشدّةٍ. رواه ابن جريرٍ ثمّ قال:حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن مسعودٍ -أو: ابن عبّاسٍ، الشّكّ من ابن جريرٍ-: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: عن أمرٍ عظيمٍ، كقول الشّاعر:
وقامت الحرب بنا عن ساقٍ
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: شدّة الأمر
وقال ابن عبّاسٍ: هي أوّل ساعةٍ تكون في يوم القيامة.
وقال ابن جريح، عن مجاهدٍ: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: شدّة الأمر وجدّه.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {يوم يكشف عن ساقٍ} هو الأمر الشّديد المفظع من الهول يوم القيامة.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {يوم يكشف عن ساقٍ} يقول: حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال. وكشفه دخول الآخرة، وكشف الأمر عنه. وكذا روى الضّحّاك وغيره عن ابن عبّاسٍ. أورد ذلك كلّه أبو جعفر بن جريرٍ ثمّ قال:حدّثني أبو زيدٍ عمر بن شبّة، حدّثنا هارون بن عمر المخزوميّ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا أبو سعيدٍ روح بن جناحٍ، عن مولًى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: "عن نورٍ عظيمٍ، يخرّون له سجّدًا".
ورواه أبو يعلى، عن القاسم بن يحيى، عن الوليد بن مسلمٍ، به وفيه رجل مبهم والله أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 198-199]

تفسير قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلّةٌ} أي: في الدّار الآخرة بإجرامهم وتكبّرهم في الدّنيا، فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه. ولمّا دعوا إلى السّجود في الدّنيا فامتنعوا منه مع صحّتهم وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة، إذا تجلّى الرّبّ، عزّ وجلّ، فيسجد له المؤمنون، لا يستطيع أحدٌ من الكافرين ولا المنافقين أن يسجد، بل يعود ظهر أحدهم طبقًا واحدًا، كلّما أراد أحدهم أن يسجد خرّ لقفاه، عكس السّجود، كما كانوا في الدّنيا، بخلاف ما عليه المؤمنون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 200]


رد مع اقتباس