عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:53 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزًّا} [مريم: 83] سعيدٌ، عن قتادة قال: تزعجهم إزعاجًا في معصية اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/244]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين...}

(في الدنيا) {تؤزّهم أزّاً}: تزعجهم إلى المعاصي وتغريهم بها). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تؤزّهم أزّاً} أي تهيجهم وتغوبهم، فقال رؤبة:
لا يأخذ التأفيك والتّحزّي= فينا ولا قذف العدى ذو الأزّ
العدى بضم العين الأعداء، والعدى بكسر العين الغرباء). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تؤزهم أزا}: أي تقويهم وتهيجهم). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تؤزّهم}: تزعجهم وتحرّكهم إلى المعاصي). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزّا}
في قوله {أرسلنا} وجهان:
أحدهما أنا خلينا الشياطين وإياهم، فلم نعصمهم من القبول منهم - قال أبو إسحاق
والوجه الثاني - وهو المختار - أنهم أرسلوا عليهم وقيّضوا لهم بكفرهم كما قال عزّ وجلّ: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين}.
ومعنى {تؤزّهم أزّا} تزعجهم حتى يركبوا المعاصي إزعاجا فهو يدل على صحة الإرسال والتقييض، ومعنى الإرسال ههنا التسليط،
يقال قد أرسلت فلانا على فلان إذا سلطته عليه، كما قال: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلّا من اتّبعك من الغاوين}.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ: (أن من اتبعه هو مسلط عليه). [معاني القرآن: 3/346،345]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}
في معناه قولان:
أحدهما: لم تعصمهم من الشياطين.
والقول الآخر: قيضنا لهم الشياطين مجازاة على كفرهم.
قال الله جل وعز: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا}
ومعنى أرسلنا في اللغة ههنا سلطنا
ثم قال سبحانه: {تؤزهم أزا}
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: تغريهم إغراء
قال ابن جريج: الشياطين تؤز الكافرين إلى الشر امضوا امضوا حتى توقعهم في النار
قال قتادة: تؤزهم أي تزعجهم إلى المعاصي
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة المعاني وأصله من أززت الشيء أوزة أزا وأزيزا أي حركته ومنه الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل أي من البكاء). [معاني القرآن: 4/361،360]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تؤزهم أزا} أي: تزعجهم إزعاجا). [ياقوتة الصراط: 342]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تؤزهم} تزعجهم إلى المعاصي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَؤُزُّهم}: تزعجهم). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلا تعجل عليهم} [مريم: 84] وهذا وعيدٌ.
{إنّما نعدّ لهم عدًّا} [مريم: 84] الأنفاس، يعني الأجل.
حدّثني حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ قال: كتب في أوّل الصّحيفة، أجله ثمّ يكتب أسفل من ذلك: ذهب يوم كذا، وذهب يوم كذا حتّى يأتي على أجله). [تفسير القرآن العظيم: 1/244]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما نعدّ لهم عدّاً...}

يقال: الأيّام والليالي والشهور والسنون. وقال بعض المفسّرين: الأنفاس). [معاني القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما نعدّ لهم عدًّا} أي أيام الحياة. ويقال: الأنفاس). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا}
روى هشيم، عن أبي يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} قال كل شيء حتى الأنفاس). [معاني القرآن: 4/362،361]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85] حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن من سمع أبا هريرة يقول: على الإبل.
- وبلغني ثم، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن الحارث، عن عليٍّ أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85]، يا رسول اللّه هل يكون الوافد إلا الرّاكب؟ فقال: «والّذي نفسي بيده إنّهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوقٍ بيضٍ لها أجنحةٌ عليها رحائل الذّهب، كلّ خطوةٍ منها مدّ البصر».
- عاصم بن حكيمٍ وخداشٌ، عن بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي.
قال: «هاهنا، وأومأ بيده إلى الشّام، إنّكم محشورون رجالا وركبانًا، وتجرّون على وجوهكم».
- سعيد، عن قتادة قال: قيل: يا رسول اللّه، كيف يمشي على وجهه؟ قال: «إنّ الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ أن يمشيه على وجهه».
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن أبي رشدين، عن حميد بن مالك بن الخثيم أنّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/244]
سمع أبا هريرة يقول: إذا بنيت الجبّانة فاخرج إلى أرض المحشر والمنشر، فإنّ النّاس يحشرون ثلاث أممٍ: أمّةً على وجوههم، وأمّةً على أقدامهم، وأمّةً على الإبل). [تفسير القرآن العظيم: 1/245]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفداً...}

الوفد: الركبان). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى الرّحمن وفداً} جمع وافد). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وفدا}: واحدهم وافد). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفداً}: جمع وافد. مثل ركب جمع راكب، وصحب جمع صاحب.
والورد: جماعة يريدون الماء). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله عزّ وجلّ: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدا}
معنى الوفد الركبان المكرمون). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل اسمه: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا}
قال أهل التفسير أي ركبانا قال النعمان بن سعد قرأ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فقال أما والله لا يحشرون على أقدامهم ولكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها عليه أرحلة الذهب وأزمتها الزبرجد ثم تنطلق بهم إلى الجنة حتى يقرعوا بابها). [معاني القرآن: 4/362]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وفدا}: ركبانا). [ياقوتة الصراط: 343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وفداً}: جمع وافد). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونسوق المجرمين} [مريم: 86] يعني المشركين.
{إلى جهنّم وردًا} [مريم: 86] حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عمّن سمع أبا هريرة يقول: عطاشًا.
وحدّثني إسرائيل بن يونس، عن الحسن قال: عطاشًا واللّه.
سعيدٌ، عن قتادة قال: سيقوا إليها وهم ظماءٌ قد تقطّعت أعناقهم.
أي من العطش). [تفسير القرآن العظيم: 1/245]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم ورداً...}
مشاة عطاشاً). [معاني القرآن: 2/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى جهنّم ورداً} مصدر " ورد يرد"). [مجاز القرآن: 2/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وردا}: من وردت شيئا). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردا} مشاة عطاشا). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا}
قال أهل التفسير: أي عطاشا
قال أهل اللغة: هو مصدر وردت فالتقدير عندهم ذوي ورد
وقد حكوا أنه يقال للواردين الماء ورد فلما كانوا يردون على
النار كما يرد العطاش على الماء قيل لهم ورد فعلى هذا يوافق اللغة). [معاني القرآن: 4/363،362]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وردا}: حفاة مشاة). [ياقوتة الصراط: 343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِرْداً}: عِطاشاً). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 87] قد فسّرنا العهد في الآية الأولى.
وأمّا الشّفاعة
- فحدّثني أبو أميّة بن يعلى الثّقفيّ عن سعيدٍ المقبريّ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إذا كان يوم القيامة شفع النّبيّ لأمّته، وشفع الشّهيد لأهل بيته، والمؤمن لأهل بيته، وتبقى شفاعة الرّحمن.
يخرج اللّه أقوامًا من النّار قد احترقوا فيها فصاروا حممًا، فتبثثهم بالعراء بين الجنّة والنّار، ثمّ يرسل اللّه عليهم نهرًا من الجنّة يقال له الحياة فينبتون كما ينبت الغثاء في بطن المسيل، ألا ترون أنّه يبدأ فيكون
[تفسير القرآن العظيم: 1/245]
أبيض، ثمّ يكون أصفر، ثمّ يكون أخضر؟ قالوا: يا رسول اللّه كأنّك قد رأيته، قال: ثمّ يقومون فيدخلون الجنّة، فإذا رآهم أهل الجنّة قالوا: هؤلاء
عتقاء الرّحمن، فهم آخر أهل الجنّة دخولًا، وأدناهم منزلةً ".
- وحدّثني درست، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا أزال أشفع حتّى أقول ربّ شفّعني فيمن قال لا إله إلا اللّه، فيقول يا محمّد، إنّها ليست لك ولكنّها لي».
- وحدّثني عبد الرّحمن بن يزيد، عن سليم بن عامرٍ الكلاعيّ، عن عوف بن مالكٍ الأشجعيّ قال: نزلنا مع رسول اللّه....
قال: فرفعت رأسي من اللّيل فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئًا أطول من مؤخّرة رحلٍ، قد لصق كلّ إنسانٍ وبعيرٍ بالأرض.
فقمت أتخلّل النّاس حتّى دفعت إلى مضجع رسول اللّه، فإذا هو ليس فيه، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو باردٌ.
فخرجت أتخلّل النّاس وأقول: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ذهب برسول اللّه، حتّى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسوادٍ.
فمضيت إليه فإذا معاذ بن جبلٍ ورجلٌ أو رجلان وإذا بين أيدينا صوتٌ كدويّ الرّحا وكصوت القصباء حين تصيبها الرّيح.
فقال بعضنا لبعضٍ: يا قوم اثبتوا حتّى تصبحوا أو يأتيكم رسول اللّه.
فلبثنا ما شاء اللّه ثمّ نادى....
معاذ بن جبلٍ، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وفلانٌ، وعوف بن مالكٍ، قلنا: نعم، فأقبل إلينا فجئنا نمشي معه لا نسأله عن شيءٍ ولا يخبرنا حتّى قعد على فراشه فقال: «أتدرون ما خيّرني ربّي اللّيلة؟».
قلنا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: «إنّه خيّرني بين أن يدخل لي نصف أمّتي الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترت الشّفاعة».
قلنا: يا رسول اللّه فادع اللّه أن يجعلنا من أهلها قال: «إنّها لكلّ مسلمٍ، إنّها لكلّ مسلمٍ».
- ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ لكلّ نبيٍّ دعوةً يدعو بها في أمّته واستخبأت دعوتي شفاعةً
[تفسير القرآن العظيم: 1/246]
لأمّتي يوم القيامة».
ابن لهيعة، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ نحوه.
همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ نحوه.
الرّبيع بن صبيحٍ والحسن بن دينارٍ، عن الحسن، عن النّبيّ نحو ذلك.
- وحدّثني أبو الأشهب والحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خيّرت بين أن يدخل نصف أمّتي الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترت الشّفاعة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/247]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لاّ يملكون الشّفاعة...}:

لا يملكون أن يشفعوا {إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهداً} والعهد لا إله إلا الله. و(من) في موضع نصب على الاستثناء ولا تكون خفضاً بضمير اللام ولكنها تكون نصباً على معنى الخفض كما تقول في الكلام: أردت المرور اليوم إلاّ العدوّ فإني لا أمرّ به فتستثنيه من المعنى ولو أظهرت الباء فقلت: أردت المرور إلاّ بالعدوّ لخفضت.
وكذلك لو قيل: لا يملكون الشّفاعة إلاّ لمن اتّخذ عند الرحمن عهداً). [معاني القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يملكون الشّفاعة إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهداً}: أي وعدا منه له بالعمل الصالح والإيمان). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا يملكون الشّفاعة إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهدا}
" من " جائز أن تكون في موضع رفع، وفي موضع نصب.
فأمّا الرفع فعلى البدل من الواو والنون، والمعنى لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا.
والعهد ههنا توحيد اللّه جل ثناؤه والإيمان به.
والنصب على الاستثناء ليس من الأول على: لا يملك الشفاعة المجرمون، ثم قال: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}، على معنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يملك الشفاعة). [معاني القرآن: 3/346]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}
إن جعلت من بدلا من الواو كان المعنى لا يملك الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع
وإن جعلته استثناء ليس من الأول كان المعنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع فيه). [معاني القرآن: 4/363]

رد مع اقتباس