عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 22 رجب 1440هـ/28-03-2019م, 03:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

العلة الثانية من علل الإمالة ما أميل لتدل إمالته على أصله
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (العلة الثانية من علل الإمالة ما أميل لتدل إمالته على أصله
15- قال أبو محمد: على هذه العلة تجري أكثر الإمالات، وذلك أن تكون الألف أصلها الياء، أو تكون زائدة رابعة وأكثر، فيكون حكمها حكم ما أصله الياء، أو تكون الألف للتأنيث، فتجب الإمالة لتدل على أصل الألف، أو على أن الألف في حكم ما أصله الياء، وذلك باب واسع، فالتي أصلها الياء نحو إمالة حمزة والكسائي لقوله: «أتى، وتعالى، ورمى، وسعى، ووصى، وتولى، وتوفى، واصطفى، واستوى، واستسقى، واستعلى، ونادى، وطغى، وتتوفاهم» فهذا كله في الأفعال، وتكون في الأسماء نحو: «الهدى، والهوى، والقرى، والقربى، وفتى، ومحيى، ويحيى، وموسى، ومجرى، ومنتهى» وشبهه، ويأتي في هذا ما أصل ألفه الثاني الواو ثم ترجع إلى الياء في الرباعي نحو: «تزكى، وزكى، ويرضى» وشبهه فذلك كله
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/177]
يميله حمزة والكسائي ليدلا على أن الألف، قد صارت في حكم ما أصله الياء، وكل ما وقع من هذا رأس آية، ولا راء فيه، فأبو عمرو وورش يقرآنه، بين اللفظين، فإن كان بعد الألف هاء وألف قرأه أبو عمرو وحده بين اللفظين، وإن كان في شيء من ذلك راء فأبو عمرو يميله كحمزة والكسائي، وورش يقرؤه بين اللفظين، على التوسط لا ممال ولا مفتوح، فهذا وشبهه كله أمالاه، ليدلا بالإمالة على أن أصل الألف الياء، فينحوان بالألف نحو أصلها، وهو الياء، ولا يمكن ذلك حتى ينحوا بالفتحة التي قبلها نحو الكسرة.
16- وأما الألف الزائدة التي تجري على حكم الأصلية فتمال، فنحو: «كسالى، ويتامى، وحوايا» وشبهه، أماله أيضًا حمزة والكسائي، فإن كان فيه راء قبل الألف، والألف أصلية أو زائدة، فكذلك حمزة والكسائي وأبو عمرو معهما على الإمالة فيه، وورش بين اللفظين، وذلك نحو: «يرى، ونرى، وافترى، وأرى، وتتمارى، وأسارى، وسكارى، ونصارى» ومنه ما فيه ألف التأنيث، فتمال؛ لأن التأنيث له الكسر والياء في قوله: «أنى لك، ومتى» وشبهه، ولأن الألف قد صارت رابعة فيه، فهي في حكم ما أصل ألفه الياء، وذلك نحو: «شتى، وصرعى، وسيمى، وقتلى» وشبهه، يميله حمزة والكسائي، وأبو عمرو بين اللفظين، وفتحه الباقون، فإن كان فيه راء نحو: «أسرى، وذكرى،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/178]
وبشرى، وشورى» فيمله أبو عمرو وحمزة والكسائي، وورش بين اللفظين، ويفتحه الباقون.
17- وعلة إمالته لتقرب الألف، من أصلها أو حكمها، ولابد أن ينحى بالفتحة، التي قبل الألف نحو الكسرة: فبذلك تتمن إمالة الألف إلى نحو الياء في هذا وغيره، وأمال الكسائي وحده من هذا الباب «محياهم، ومحياكم، وقد هداني، وعصاني، وأوصاني، وآتاني الكتاب، وآتاني الله، وأنسانيه، وخطايانا وخطاياهم، وخطاياكم، ومرضاتي، ومرضاة، وفأحياكم، وإن الذي أحياها» عطف بالفاء أو لم يعطف، وأمال «حق تقاته، ورؤياك، ورؤياي» كله أماله؛ لأن أصل ألفه بالياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/179]


رد مع اقتباس