عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (38) إلى الآية (46) ]
{وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}


قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38)}
قوله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)}
قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يدخلون الجنة يرزقون فيها} [40].
قرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر عن عاصم: {يدخلون} بالضم لقربة من {يرزقون}.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم ويحيي عن أبي بكر: {يدخلون} بالفتح. ومعنى هذا أنهم إذا أدخلوا دخلوا، كما تقول: أمات الله زيدًا فمات هو غير أن مات فعل المطاوعة والدخول فعل على الحقيقة إذا أكارهوا عليه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها [غافر/ 40] بضم الياء. وقرأ عاصم في رواية أبي هشام عن يحيى وابن عطارد عن أبي بكر عن عاصم: يدخلون* بضمّ الياء، وفي رواية خلف وأحمد بن عمر الوكيعي عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم: يدخلون بفتح الياء. حفص عن عاصم يفتح الياء:
يدخلون وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي: يدخلون بفتح الياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/113]
من حجّة من ضمّ الياء قوله: أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم [الأعراف/ 43] فإذا أورثوها أدخلوها.
وحجّة من قرأ يدخلون ادخلي في عبادي وادخلي جنتي [الفجر/ 29] فعلى هذا يدخلون). [الحجة للقراء السبعة: 6/114]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأولئك يدخلون الجنّة يرزقون فيها بغير حساب} 40
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر {فأولئك يدخلون الجنّة} بضم الياء وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال إذ كان بعدها ما يؤكدها مثل {لا يظلمون} و{يرزقون} و{يحلون} لأن الأخرى توكيد الأولى فإذا لم يكن معها ذلك فالياء مفتوحة ويقوّي هذا قوله {وأدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّات}
وقرأ الباقون {يدخلون الجنّة} بفتح الياء وحجتهم قوله تعالى
[حجة القراءات: 632]
{ادخلوها بسلام آمنين} وقوله {ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون} فكان أمر الله إيام أن يدخلوها دليلا على ما أسند الفعل إليهم والمعنيان يتداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا أدخلهم الله الجنّة دخلوا فمعنى {يدخلون} و{يدخلون} واحد قال الله عز وجل {وأدخل الّذين آمنوا} وقال {سندخلهم} فهم مفعولون وفاعلون). [حجة القراءات: 633]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [آية/ 40] بضم الياء وفتح الخاء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ياش- ويعقوب.
[الموضح: 1126]
والوجه أنه من الإدخال، والفعل مبني لما لم يسم فاعله، وهو مضارع أدخلوا، كقوله {تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} فأورثوا كأدخلوا، ومعلوم أن الفاعل فيهما هو الله تعالى، إلا أن القصد هو إسناد الفعل إليهم.
وقرأ الباقون {يَدْخُلُونَ} بفتح الياء وضم الخاء.
والوجه أنه من الدخول، والفعل مبني للفاعل؛ لأن الدخول حاصل منهم بإدخال الله تعالى إياهم). [الموضح: 1127]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما لي أدعوكم (41)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان.
وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/347]

قوله تعالى: {تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)}
قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43)}
قوله تعالى: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وعباس عن أبي عمرو: أمري إلى الله [غافر/ 44] ساكنة الياء، وروى اليزيدي وغيره عن أبي عمرو بفتح الياء). [الحجة للقراء السبعة: 6/107]

قوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أدخلوا ءال فرعون} [45].
قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {أدخلوا} بقطع الألف،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/271]
لأن الدخول ليس هو ما يشاءونه، ويفتعلونه من ذات أنفسهم، بل الزبانية يدخلونهم بعسف وعنف، وضرب وسحب.
وقرأ الباقون بالوصل: {ويوم تقوم الساعة أدخلوا} على تقدير: يقال لهم: ادخلوا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/272]

قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم تقوم السّاعة ادخلوا آل فرعون (46)
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم (الساعة ادخلوا) بضم الألف.
وقرأ الباقون (السّاعة أدخلوا) مقطوعة الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (أدخلوا آل فرعون) فالمعنى: يقول الله يوم القيامة: أدخلوا آل فرعون النار.
ومن قرأ (ادخلوا) ففيه ضمير القول أيضًا، المعنى: ويوم تقوم الساعة يقول الله: ادخلوا يا آل فرعون.
نصب (آل) لأنه نداء مضاف.
وفي القراءة الأولى نصب (آل فرعون) لأنه مفعول به، ونصب (النّار) لأنه مفعول ثانٍ). [معاني القراءات وعللها: 2/348]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو الساعة ادخلوا [غافر/ 46] موصولة. وقرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: أدخلوا بفتح الألف وكسر الخاء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/112]
قال أبو علي: القول: مراد في الوجهين جميعا، كأنّه يقال: أدخلوهم ويقال: ادخلوا، فمن قال: أدخلوا كان آل فرعون مفعولا بهم، وأشد العذاب مفعول ثان، والتقدير إرادة حرف الجر ثم حذف، كما أنّك إذا قلت دخل زيد الدار كان معناه: في الدار.
كما أن خلافه الذي هو خرج كذلك في التعدّي. وكذلك قوله: لتدخلن المسجد الحرام [الفتح/ 27].
ومن قال: ادخلوا آل فرعون [غافر/ 46] كان انتصاب آل فرعون على النداء، ومعنى أشد العذاب، أنّه في موضع: مفعول به، وهو في الاختصاص مثل المسجد الحرام، وحذف الجار فانتصب انتصاب المفعول به، وحجّة من قال: ادخلوا* قوله: ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون [الزخرف/ 70] وادخلوها بسلام آمنين [الحجر/ 46] ادخلوا أبواب جهنم [غافر/ 76] وهذا النحو كثير.
وحجّة من قال: أدخلوا أنّهم أمر بهم فأدخلوا). [الحجة للقراء السبعة: 6/113]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({النّار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ وحفص {السّاعة أدخلوا آل فرعون} بقطع الألف وكسر الخاء على جهة الأمر للملائكة بإدخالهم يقال للملائكة {أدخلوا آل فرعون} فيكون {آل فرعون} نصبا بوقوع الفعل عليهم وحجتهم في ذلك أن الكلام أتى عقيب الفعل الواقع بهم وهو قوله {النّار يعرضون عليها} فهم حينئذٍ مفعولون فجعل الإدخال واقعا بهم ليأتلف الكلام على طرق واحد
وقرأ الباقون {السّاعة أدخلوا} موصولة على الأمر لهم بالدّخول المعنى ويوم تقوم السّاعة نقول ادخلوا يا آل فرعون وحجتهم في ذلك قوله {ادخلوا أبواب جهنّم} وقال {ادخلوا في أمم قد خلت}
[حجة القراءات: 633]
وتنصب {آل فرعون} على هذه القراءة بالنداء المضاف). [حجة القراءات: 634]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {الساعة أدخلوا} قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي بالقطع وكسر الخاء، جعلوا الفعل رباعيًا، وعدوه إلى مفعولين، إلى {آل} وإلى {أشد}، وحرف الجر مقدر محذوف من {أشد}، أي: في أشد العذاب، والقول مضمر معه، والتقدير: ويوم تقوم الساعة، يقال: أدخلوا آل فرعون، فهو أمر للخزنة من الملائكة، وهو الاختيار، وقرأ الباقون بوصل الألف، وضم الخاء، جعلوا الفعل ثلاثيًا، فعدوه إلى مفعول واحد، وهو «أشد» على تقدير حذف حرف الجر منه، لأن أصل «دخل» لا يتعدى إلى مفعول، كما أن نقيضه وهو «خرج» لا يتعدى، لكن كثر في «دخل» الاستعمال فحذف معه حرف الجر، فقال: دخلت البيت ودخلت الدار، أي: في البيت وفي الدار، وينتصب {آل} في هذه القراءة على النداء، وعلى إضمار القول فيه أيضًا، والتقدير: ويوم تقوم الساعة يقول ادخلوا بآل فرعون أشد العذاب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/245]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {السَّاعَةُ أَدْخِلُوا} [آية/ 46] بوصل الألف وضم الخاء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ياش-.
والوجه أنه أمر لآل فرعون بالدخول، و{آَلَ فِرْعَوْنَ} منادى، والقول مضمر، والتقدير: ويوم تقوم الساعة يقول الله تعالى: {أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}، وانتصب {أَشَدَّ الْعَذَابِ}؛ لأنه مفعول به على حذف الجار وتعدية الفعل، والأصل ادخلوا فيه.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وص- عن عاصم ويعقوب {أَدْخِلُوا} بقطع الألف وكسر الخاء.
والوجه أنه أمر للملائكة بإدخال آل فرعون في أشد العذاب، كأنه قال: ويوم تقوم الساعة يقول الله للملائكة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب، فيكون {آَلِ فِرْعَوْنَ} المفعول الأول، و{أَشَدِّ الْعَذَابِ} المفعول الثاني، وهو أيضًا على حذف الجار وتعدية الفعل بنفسه، والقول مضمر كما سبق). [الموضح: 1127]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس