عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة سبأ
[ من الآية (34) إلى الآية (39) ]

{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}


قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35)}
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36)}
قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا... (37)
قرأ الحضرمي وحده (فأولئك لهم جزاءٌ الضّعف) بالتنوين والرفع.
وقرأ الباقون (فأولئك لهم جزاء الضّعف) مضافًا.
قال أبو منصور: من قرأ (فأولئك لهم جزاءٌ) بالتنوين والرفع (الضعف) مرفوعا فكأنّ المعنى: فأولئك لهم الضعف، على أن (الضعف) بدل من قوله (جزاء)، كأن قائلاً قال: ما هو؟. فقال: الضعف.
ومن قرأ (فأولئك لهم جزاء الضّعف) مضافا فمعنى جزاء الضعف ها هنا: الحسنة بعشر أمثالها، يضاعف لهم الحسنات، وكذلك معنى الضعف في القول الأول). [معاني القراءات وعللها: 2/296]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وهم في الغرفات آمنون (37)
قرأ حمزة وحده (وهم في الغرفة آمنون) على الوحدة.
وقرأ الباقون (في الغرفات).
قال أبو منصور: الغرفة كل بناء عالٍ، ويجمع: غرفًا، وغرفات، وغرفات.
والقراءة بضم الراء ها هنا). [معاني القراءات وعللها: 2/296]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {وهم في الغرفات ءامنون} [37].
قرأ حمزة وحده: {في الغرفة} بالتوحيد، لأن الله تعالى قال :{أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} وفي الجنة غرفات وغرف. غير أن العرب تجتزئ بالواحد عن الجماعة فيقولون: رزقك الله الجنة يريدون الجنات «وأهلك الناس الدينار والدرهم» يريدون: الدنانير، والدراهم، وقال الله تعالى: {والملك على أرجائها} يريد الملائكة.
وقرأ الباقون: {في الغرفات} بالجماع. وشاهدهم قوله: {لهم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/220]
غرف من فوقها غرف} فغرفة وغرفات مثل ظلمة وظلمات، وهو جمع قليل، وغرفة وغرف جمع كثير مثل ظلمة وظلم، وأجاز النحويون غرفات وظلمات بالإسكان تخفيفًا. وأجاز النحويون ظلمات وغرفات بفتح اللام والراء، لو قيل في الواحد: غرفة وظلمة لجاز، كما قال الله تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} وقرأ الأعمش: {من يوم الجمعة} بجزم الميم، وكل ذلك حسن ولله الحمد.
وسمعت محمد بن أبي هاشم يقول: سمعت ثعلبًا يقول: إذا ورد الحرف عن السبعة. وقد اختلفوا ثم اخترت لم أفضل بعضًا على بعض، فإذا ورد في الكلام اخترت، وفضلت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/221]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة وحده وهم في الغرفة [سبأ/ 37] واحدة، وقرأ الباقون: الغرفات جماعة.
[قال أبو علي]: حجّة حمزة في إفراده الغرفة قوله سبحانه: أولئك يجزون الغرفة بما صبروا [الفرقان/ 75] فكما أنّ الغرفة يراد بها الجمع والكثرة كذلك قوله: وهم في الغرفة آمنون [سبأ/ 37] يراد بها الكثرة واسم الجنس.
وحجّة الجمع قوله: لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية [الزمر/ 20] وقوله: لنبوئنهم من الجنة غرفا [العنكبوت/ 58] فكما أنّ غرفا جمع، كذلك الغرفات ينبغي أن يكون جمعا. فإن قلت: إن الغرفات قد تكون للقليل واسم الجنس للكثير واستغراق الجميع فإن الجمع بالألف والتاء كقوله سبحانه: إن المسلمين والمسلمات [الأحزاب/ 35] وقول حسّان:
لنا الجفنات الغرّ
[الحجة للقراء السبعة: 6/22]
فهذا لا يريد إلّا الكثرة، لأنّ ما عداها لا يكون موضع افتخار). [الحجة للقراء السبعة: 6/23]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهم في الغرفات آمنون} 37
[حجة القراءات: 589]
قرأ حمزة (وهم في الغرفة) واحدة وحجته قوله تعالى {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} فكما أن الغرفة يراد بها الجمع والكثرة كذلك (وهم في الغرفة آمنون) يراد به الكثرة واسم الجنس والعرب تجتزئ بالواحد عن الجماعة قال الله تعالى {والملك على أرجائها} يريد الملائكة
وقرأ الباقون {وهم في الغرفات آمنون} وحجتهم قوله {من فوقها غرف} و{لنبوئنهم من الجنّة غرفا} ). [حجة القراءات: 590]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {في الغرفات} قرأ حمزة «في الغرفة» بالتوحيد؛ لأنه يدل على الجمع، وهو اسم للجنس، وهو أخف، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله: {يُجزون الغرفة} «الفرقان 75» وقرأ الباقون بالجمع؛ لأن أصحاب الغرف جماعات كثيرة، فلهم غرف كثيرة، فالجمع أولى به في اللفظ والمعنى، وليكون اللفظ مطابقًا للمعنى، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، والجمع بالألف والتاء أصله الجمع القليل، لكن يجوز أن يكون جمع الجمع، فيدل على الكثرة، فـ «غرفات» يجوز أن تكون جمع غرف، وتحذف الألف والتاء لدخول ألف وتاء على ذلك، وقد أجمعوا على الجمع في قوله: {لهم غرف من فوقها غرف مبنية} «الزمر 20»، و{لنبوئنهم من الجنة غرفًا} «العنكبوت 58»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/208]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {جَزَاءً الضِّعْفُ} [آية/ 37] بنصب {جَزَاءً}، ورفع {الضِّعْفُ}:
قرأها يعقوب يس-.
والوجه أن {الضِّعْفُ} مبتدأ، و{لَهُمْ} خبرة تقدم عليه و{جَزَاءً} نصب؛ لأن مصدر عما دل عليه {لَهُمْ} من الفعل؛ لأن قوله: لهم الضعف، يدل على أنهم جوزوا ذلك، والتقدير: لهم الضعف جزاءً، كأنه قال جوزوا جزاءً.
وروى عن يعقوب أيضًا {جَزَاءٌ} بالرفع، {الضِّعْفُ} رفعٌ أيضًا.
والوجه أن التقدير: لهم جزاءٌ، على الابتداء الذي تقدم خبره عليه، ثم أبدل {الضِّعْفُ} عن {جَزَاءٌ} فرفعه على البدل عن المبتدأ.
ويجوز أن يكون على استئناف جملةٍ أخرى، كأن لما قال: لهم جزاءٌ، قيل ما هو؟ فقال: الضعف، أي هو الضعف، فيكون هو مبتدأ قد حُذف، و{الضِّعْفُ} خبره.
وقرأ الباقون {جَزَاءُ الضِّعْفِ} بالإضافة ورفع {جَزَاءُ}.
[الموضح: 1055]
والوجه أنه أضاف {جَزَاءُ} إلى {الضِّعْفِ} إضافة الشيء إلى بعضه على سبيل التبيين؛ لأن الجزاء قد يكون ضعفًا وغير ضعفٍ، فإذا قال: جزاء الضعف، فقد بيَّن، وهذه إضافةٌ بمعنى اللام كما تقول هذا بعض الكل وكل البعض، وارتفع {جَزَاءُ} بالابتداء، وخبره {لَهُمْ} كما سبق). [الموضح: 1056]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {وَهُمْ فِي الْغُرْفَةِ آَمِنُونَ} [آية/ 37] على الوحدة:
قرأها حمزة وحده.
والوجه أن المراد بالغرفة ههنا الجنس والكثرة، فهو جمعٌ في المعنى وإن كان بلفظ الواحد، كما قال تعالى {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا}، وقيل الغرفة: اسمٌ للجنة.
وقرأ الباقون {فِي الْغُرُفَاتِ} بالجمع.
والوجه أن {الْغُرُفَاتِ} جمعُ غرفةٍ، وإنما جاءت على لفظ الجمع؛ لأن المعنى على لجمع، وإذا كانت الكلمة في حال الوحدة يُراد بها الجمع، كان الأولى بها أن تكون بلفظ الجمع لتوافق المراد لفظًا ومعنىً، قال الله تعالى {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} وقال {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} فجاء بها على الجمع). [الموضح: 1056]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38)}
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس