عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة سبأ
[ من الآية (6) إلى الآية (9) ]

{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (9)}


قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)}
قوله تعالى: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)}
قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (9)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم)
قرأ حمزة والكسائي (إن يشأ يخسف بهم الأرض أو يسقط عليهم) بالياء.
وقرأ الباقون بالنون ثلاثهن.
قال أبو منصور: الياء والنون في المعني سيّان؛ لأن المشيئة لله عزّ وجلّ في القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 2/288]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {إن يشأ يخسف بهم الأرض أو نسقط} [9].
قرأ حمزة والكسائي بالياء اختبارًا عن الله {إن يشأ يخسف بهم}.
وقرأ الباقون بالنون. الله تعالى يخبر عن نفسه. واتفق القراء على إظهار الفاء عند الباء؛ لأن الباء يخرج من بين الشفتين، والفاء تخرج من باطن الشفة السفلي والثنايا العليا وفيه نفس فبطل الإدغام لذلك إلا الكسائي وحده. فإنه قرأ بالإدغام {نخسف بهم} فأما لذلك إلا الكسائي وحدة. فإنه قرأ بالإدغام {نخسف بهم} فأما إدغام الباء في الفاء فصواب كقراءة أبي عمرو: {وإن تعجب فعجب قولهم} وقد ذكرنا علة ذلك فيما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/210]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله سبحانه: إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم [سبأ/ 9].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو عمرو: نخسف، أو نسقط بالنون، وقرأ حمزة والكسائي: يخسف أو يسقط بالياء، وأدغم الكسائي وحده الفاء في الياء.
[قال أبو علي]: حجّة النون قوله ولقد آتينا داود [سبأ/ 10] فالنون أشبه بآتينا، وحجّة الياء قوله: أفترى على الله [سبأ/ 8]
[الحجة للقراء السبعة: 6/7]
فالياء، على الحمل على اسم الله. فأمّا إدغام الكسائي الفاء في الباء في نخسف بهم فإنّ إدغام الفاء في الباء لا يجوز، وإن جاز إدغام التاء في الفاء، وذلك أنّ الفاء من باطن الشفة السّفلى وأطراف الثّنايا العليا، وانحدر الصوت بها إلى الفحم حتّى اتّصلت بمخرج التاء، حتّى جاء مثل: الحدث، والحذف، والمغافير، والمغاثير فتعاقبا على الحرف للمقاربة الّتي بينهما، فلمّا اتّصلت بمخرج الثاء صارت بمنزلة حرف من تلك الحروف، فلم يجز إدغامها في الباء، لأنّه لما اتّصل بما ذكرنا صار بمنزلة حرف من ذلك الموضع، فكما أنّ ذلك الحرف الذي اتّصل الفاء به لا يدغم في الباء، كذلك الفاء لا تدغم في الباء. ومما يبيّن ذلك أنّ الضاد لمّا استطال مخرجها، فتجاوز صوتها مخرج اللّام، وانحدرت من مخرج اللّام حتّى اتّصل الصوت بها بمخرج الطّاء والدّال والتّاء أدغم هذه الحروف في الضاد، وجعلت الضاد لمّا استطالت واتّصل صوتها بمواضع ما ذكرنا أدغم ما ذكرنا من الحروف فيها، فصارت لذلك بمنزلة ما هو من الموضع الّذي اتّصل صوتها به، فأدغمت هذه الحروف في الضّاد، كما يدغم فيما هو من مخرجها، فكذلك الفاء، لمّا اتّصل صوتها بمخرج الثاء، جرت مجرى ما هو من ذلك الموضع، فكما كانت الضّاد كذلك فأدغمت فيها الطّاء والدّال والتاء، وذلك نحو: اضبط ضرمة [وانعت ضّرمة]، وانقد ضّرمة، ولم يجز أن تدغم الضاد في هذه الحروف لما فيها من زيادة
[الحجة للقراء السبعة: 6/8]
الصوت، فكذلك لا يجوز أن تدغم الفاء في الباء لزيادة صوتها المتصل بحرف من حروف الفهم ومثل إدغامهم الطّاء والدّال والتّاء في الضّاد، إدغامهم الظاء والذال والتاء فيها أيضا، وهي أخرج من الفم، والحروف الأخر أدخل فيه، ومثل الضّاد في إدغامهم هذه الحروف فيها: الشين: أدغمت هذه الحروف الستة فيها، كما أدغمت في الضاد، فهذه الحروف أدغمت في الضّاد والشين، ولم تدغم الضّاد والشّين فيها، فكذلك الفاء لا تدغم في الباء، وإن كانت الباء قد أدغمت فيها في نحو: اذهب في ذلك.
وكذلك أدغمت الطّاء والدّال والتّاء والظّاء والذّال والثّاء في الصّاد والسّين والزّاي، ولم يدغم شيء منهنّ في الحروف الستة، لما فيهنّ من زيادة الصفير الذي ليس في الحروف الستة، وكذلك لا تدغم الفاء في الباء لزيادة صوتها على صوت الباء. وكذلك الباء أدغمت في الميم نحو اصحب مطرا، ولم تدغم هي في الباء نحو: اضمم بكرا، لما فيها من زيادة الغنّة التي ليست في الباء.
وكذلك الرّاء لم تدغم في اللام نحو: اختر ليلة، وإن كانت اللّام أدغمت في الراء نحو: اشغل رجبة، فما كان من الحروف يذهب الإدغام منه زيادة صوت فيه من نحو ما ذكرنا، لم يجز إدغامه في مقاربه العاري من تلك الزيادة، وكذلك الفاء مع الباء). [الحجة للقراء السبعة: 6/9]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السّماء}
قرأ حمزة والكسائيّ (إن يشأ يخسف بهم الأرض أو يسقط) بالياء إخبارًا عن الله أي إن يشأ الله يخسف بهم الأرض وحجتهما في ذلك أن الكلام أتى عقيب الخبر عن الله في قوله {افترى على الله كذبا} فكذلك (إن يشأ الله) إذ كان في سياقه
وقرأ الباقون {إن نشأ} بالنّون الله أخبر عن نفسه أي نحن نخسف وحجتهم في ذلك أن الكلام أتى عقيبه بلفظ الجمع وهو قوله {ولقد آتينا داود منا فضلا} فجعل ما قبله بلفظه إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد ويقوّي النّون قوله {فخسفنا به وبداره الأرض} ). [حجة القراءات: 583]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {إن نشأ نخسف}، {أو نسقط} قرأه حمزة والكسائي بالياء، في الثلاثة، وقرأ الباقون بالنون.
وحجة من قرأ بالياء أنه رد الأفعال الثلاثة على الإخبار عن الله جل ذكره عن نفسه لتقدم ذكره في قوله: {أفترى على الله كذبًا} «8».
5- وحجة من قرأ بالنون أنه حمله على ما بعده من الإخبار عن الله جل ذكر عن نفسه في قوله: {ولق آتينا داود منا} «10» وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وقد ذكرنا إظهار الفاء من «نخسف» عند الباء وإدغامها، وعلة ذلك، وقد تقدم ذكر «معاجزين، وكسفا، ولسبأ» والاختلاف في ذلك وعلته، فأغنى ذلك عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/202]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {إِنْ يَشَأْ يَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يُسْقِطْ} [آية/ 9] بالياء فيهن:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن ضمير الغيبة راجعٌ إلى لفظ {الله} لقوله تعالى {أَفْتَرَى عَلَى الله} والتقدير: إن يشأ الله يخسف أو يُسقط.
وقرأ الباقون {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ} بالنون فيهن.
والوجه أن الفاعل فيهن هو الله تعالى، فأخبر سبحانه عن نفسه بنون الجمع على ما سبق في أمثاله، ويؤيده أن ما بعده {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ} بالنون، فهو لموافقة ما بعده.
[الموضح: 1043]
وأدغم الكسائي الفاء من {يَخْسِفْ} في باء {بِهِم}، وأظهرها الباقون.
ووجه إدغام الكسائي بعيدٌ، وذلك أن إدغام الفاء في الباء غير جائزٍ؛ لأن في الفاء زيادة صوتٍ لا تكون في الباء، وذلك لأن الفاء والباء وإن كانا من الشفة فإن الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى، والصوت به ينحدر إلى الفم حتى يتناهى إلى مخرج الثاء، وليس كذلك الباء، فلزيادة الصوت التي في الفاء لا يجوز إدغامه في الباء، فإن الحرف إذا كان أزيد صوتًا من الآخر وأُدغم في الآخر ذهبت زيادة الصوت في الإدغام، وفي هذا إخراجٌ للحرف عن أصله). [الموضح: 1044]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} [آية/ 9] بتحريك السين:
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أنه جمع كسفةٍ نحو قطعٍ لجمع قطعةٍ، وقد سبق.
وقرأ الباقون {كِسْفًا} بسكون السين.
والوجه أنه جمع كسفةٍ أيضًا بحذف التاء كفلذةٍ وفلذٍ). [الموضح: 1044]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس