عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (42) إلى الآية (45) ]

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}


قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42)}
قوله تعالى: {وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43)}
قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)}
قوله تعالى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فكأيّن من قريةٍ أهلكتها (45)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (أهلكتها) بالتاء.
وقرأ الباقون (أهلكناها) بالنون.
قال أحمد بن يحيى: ما كان من هذا للّه وحده دون أعوانه فهو على التوحيد، وما كان على لفظ الجمع فهو ما فعله بأعدائه، وجائز أن يكون اللفظ لفظ الجميع، وقد تفرد به أبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/183]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وبئرٍ معطّلةٍ (45)
أخبرني المنذري عن ابن السكيت قال: البئر أنثى، تصغيرها بؤيرة، وتجمع ثلاث أبؤر، وتجمع أبئارا، ويقلب فيقال آبار، وتجمع أيضًا بيار وروي لورش عن نافع، وابن جماز، ويعقوب، وخارجة (وبيرٍ معطّلةٍ) بلا همزة.
[معاني القراءات وعللها: 2/183]
قال الأصمعي: سألت نافعًا عن (البير) و(الذيب) أتهمز؟
فقال: إن كان العرب تهمزها فاهمزها. والباقون يهمزون. وكذلك قرئ لنافع بالهمز.
قال أبو منصور: كلام العرب الجيد في (البئر) و(الذئب) الهمز.
ويقال للحفرة البؤرة وبأرت بئرا، أي: احتفرت بئرًا). [معاني القراءات وعللها: 2/184]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {أهلكناها} [45].
قرأ أبو عمرو وحده {أهلكتها} بالتاء كقوله: {فكيف كان نكير} الله تعالى يخبر عن نفسه بلفظ الواحد.
وقرأ الباقون {أهلكناها} بالنون على لفظ الجمع، وإن كان الله هو المخبر عن نفسه. كما قال {نحن قمسنا بينهم معيشتهم} والقرية لا تهلك، إنما يهلك أهلها. فإذا هلك الأهل تعطلت القرية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/80]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {وبئر معطلة} [45].
كان نافع لا يهمز البئر في رواية ورش.
وأبو عمرو يخير فيها إذا قرأ بترك الهمز.
والباقون يهمزون وهو الأصل. تقول العرب: بأرت البئر أبار وجمع البئر: أبار. ويقال لحفرة تحفر كالشور: البؤرة بالهمز تشبيها بذلك. ويقال: للبئر الجب، ويقال لناحيتها الجال.
ويقال لها الركية، والطوى وبئر ذمة قليلة الماء، والماتح الذي يسقى الماء، والمائح الذي ينزل إلى أسفل البشر فيغرف الماء بيده إذا قل ماء الركية. قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/80]
يأيها الماتح دلوى دونكا
إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيرً ويمجدنكا
ويقال البئر: الجهنام والرس والبئر مؤنثة، تصغيرها بئيرة.
سمعت ابن مجاهد يقول: قال الأصمعي: سألت نافعًا عن همز البئر فقال: إن كانت العرب تهمزها فهمزها. ويقال للبئر إذا كانت كثيرة الماء: بئر زغرب وغيلم، وقليذم، وعرية كل ذلك بمعنى قليذم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/81]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحده: (أهلكتها) [الحج/ 45] بالتاء.
وقرأ الباقون: أهلكناها بالنون، وروى عبد الرحمن بن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم: (أهلكتها) بالتاء.
وجه قراءة: (أهلكتها) أن قبله: وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير [الحج/ 44] وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها [الحج/ 48] فهو أشبه بما قبله وما بعده مع أن الأصل في هذا النحو الأفراد.
ومن قرأ: أهلكناها فيشبه أن يكون لما رأى من كثرة ذلك في
[الحجة للقراء السبعة: 5/281]
التنزيل بلفظ الجمع نحو: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا [الأعراف/ 4] ولقد أهلكنا القرون من قبلكم [يونس/ 13] وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها [القصص/ 58] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/282]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في همز البئر وترك همزها [من قوله تعالى: وبئر معطلة] [الحج/ 45].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: وبئر مهموزة.
وقرأ نافع في رواية ورش، وابن جماز ويعقوب وخارجة: (وبير) بغير همز. وقال الأصمعي: سألت نافعا عن البير والذيب فقال: إن كانت العرب تهمزها فأهمز. واختلف عن المسيّبي، فروى ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع أنه لم يهمز، وروى أبو عمارة عن المسيبي عن نافع أنه همز. حدثني عبد الله بن الصقر عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع [أنه] لم يهمز (وبير).
وروى عبيد عن هارون عن أبي عمرو: وبئر مهموز.
قال أبو علي: تحقيق الهمز حسن وتخفيفه حسن، وتخفيفه أن تقلب ياء بحسب الحركة التي قبلها، وكذلك الذئب وما أشبه ذلك من همزة ساكنة قبلها كسرة). [الحجة للقراء السبعة: 5/282]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الجحدري: [وَبِئْرٍ مُعَطَلَةٍ]، ساكنة العين.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون ذلك على عَطَلَتْ أو أَعْطَلَتْ أو عَطِلَتْ فهي عَاطِل، وأَعْطَلْتُها فهي مُعْطَلة، فيكون منقولا من ثلاثي على فَعَلْتُ أو فَعِلْتُ، والفتح أولى بالعين فيه من الكسر؛ لأن عَطِلَ يقال للمرأة إذا عَطِلَتْ من الحَلْي، كما قال في ضِده: حَلِيَت فهي حالِيَة، وقالوا: امرأة عاطل بلا هاء، كأخواتها من طاهر وطامث). [المحتسب: 2/85]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة} 45
قرأ أبو عمرو (أهلكتها) بالتّاء وحجته ما تقدم وما تأخّر فأما ما تقدم فقوله {وكذب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم}
[حجة القراءات: 479]
44 - {وما تأخّر} قوله {وكأين من قرية أمليت لها} 48 فكان الأولى ما يكون بينهما في لفظهما ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {أهلكناها} بالنّون وحجتهم إجماع الجميع على قوله {وكم أهلكنا من قرية} {وكم من قرية أهلكناها} {ألم نهلك الأوّلين} ولم يأت شيء من ذكر الإهلاك بلفظ الواحد بل كله أتى بلفظ الجمع فكان إلحاق هذا الحرف بنظائره أولى). [حجة القراءات: 480]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أهلكنا} قرأه أبو عمرو بالتاء بلفظ التوحيد. وقرأ الباقون بالنون والألف، على لفظ الجمع.
19- وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على لفظ التوحيد الذي أتى بالتاء
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/121]
قبله، وهو قوله: {فأمليت للكافرين ثم أخذتهم} «44» وحمله أيضًا على لفظ التوحيد بعده في قوله: {ثم أخذتها} «48» فكان حمل الكلام على ما قبله وما بعده أليق وأحسن.
20- وحجة من قرأ بلفظ الجمع أنه أفخم، وفيه معنى التعظيم، وبه جاء القرآن في مواضع، قد تقدم ذكرها، وعلى ذلك أتى الإخبار بالإهلاك بلفظ الجمع إجماعًا، في نحو قوله: {وكم من قرية أهلكناها} «الأعراف 4»، {وكم أهلكنا من القرون} «الإسراء 17»، وهو كثير، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/122]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْتُهَا}[آية/ 45] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن الفعل لله سبحانه وتعالى، فجاء على أصله من الإفراد؛ لأن ما قبله كذلك وهو قوله {وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ}بالتاء.
وقرأ الباقون {أَهْلَكْنَاهَا}بالنون.
والوجه أنه قد جاء في التنزيل كثير مما جاء بلفظ التعظيم من مثله، نحو قوله {وكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا}، {ولَقَدْ أَهْلَكْنَا القُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ}، {وكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ} ). [الموضح: 884]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَبِيرٍ مُّعَطَّلَةٍ}[آية/ 45] غير مهموزة:
قرأها نافع- ش- وأبو عمرو إذا أدرج.
والوجه أنه على تخفيف الهمزة، وتخفيفها ههنا بقلبها ياءً لسكونها وانكسار ما قبلها، كذيبٍ ونحوه، وتخفيف كل همزة ساكنة أن تقلب إلى الحرف المجانس لحركة ما قبلها.
وقرأ الباقون {وَبِئْرٍ}بالهمز.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الأصل في الهمزة التحقيق). [الموضح: 885]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس