عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (181) إلى الآية (184) ]

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) }

قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سنكتب ما قالوا وقتلهم... ونقول... (181).
قرأ حمزة وحده: (سنكتب ما قالوا) بياء مضمومة، و(قتلهم) و(يقول ذوقوا) بالياء.
وقرأ الباقون: (سنكتب) بالنون: و(قتلهم) نصبا، و(نقول) بالنون.
[معاني القراءات وعللها: 1/285]
قال أبو منصور: من قرأ (قتلهم) فعلى أنه معطوف على (ما قالوا) وهي في موضع الرفع، أي: سيكتب قولهم وقتلهم الأنبياء.
ومن قرأ (وقتلهم) عطفه على (ما قالوا) لأنه مفعول بقوله (سنكتب)، و(قتلهم) معطوف عليه). [معاني القراءات وعللها: 1/286]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (66- قوله تعالى: {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء} [181].
قرأ حمزة {سيكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياءْ على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون على ما سمي فاعله، لقول الله تعالى: {سنكتب ما قالوا} ونكتب قتلهم الأنبياء، فـــ «ما» موضعها نصب على هذه القراءة، وعلى قراءة حمزة موضعها رفع؛ لأنه اسم ما لم يُسمَّ فاعله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/124]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: سنكتب ما قالوا، وقتلهم الأنبياء بغير حق.... وتقول [آل عمران/ 181] في الياء والنون والرفع والنصب.
فقرأ حمزة وحده: سيكتب ما قالوا بالياء، وقتلهم* رفعا ويقول* بالياء. وقرأ الباقون: سنكتب ما قالوا بالنون وقتلهم نصبا، ونقول بالنون.
قال أبو علي: وجه قراءة من قرأ سنكتب أنّ قبله: لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير [آل عمران/ 181] فالنون هاهنا بعد الاسم الموضوع للغيبة، كقوله: بل الله مولاكم [آل عمران/ 150] ثمّ قال: سنلقي [آل عمران/ 151] ولو قرئ:
سيكتب ما قالوا بالياء لكان في الإفراد كقوله: وقذف في قلوبهم الرعب [الأحزاب/ 26] وقوله: كتب الله لأغلبن أنا [المجادلة/ 21] وقوله: ونقول [آل عمران/ 181] معطوف على سنكتب. ووجه قول حمزة: ويقول* أنّ معنى سيكتب، سيكتب، كما أنّ معنى: كتب عليه أنه من تولاه [الحج/ 4] كتب، ويقوّي سنكتب قوله: وكتبنا عليهم فيها [المائدة/ 45].
وأمّا رفع حمزة وقتلهم* [آل عمران/ 181] فلأنّه عطفه على ما قالوا وهو في موضع رفع بإسناده إلى الفعل المبني للمفعول به.
[الحجة للقراء السبعة: 3/115]
ومن قال: وقتلهم فنصب حمله على سنكتب ما قالوا وهو في موضع نصب بأنّه مفعول به). [الحجة للقراء السبعة: 3/116]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق}
قرأ حمزة (سيكتب ما قالوا) بالياء وضمّها {وقتلهم الأنبياء} بالرّفع على ما لم يسم فاعله {ويقول} بالياء
[حجة القراءات: 184]
وقرأ الباقون {سنكتب ما قالوا} بالنّون أخبر جلّ وعز عن نفسه {وقتلهم الأنبياء} نصب أي ونكتب قتلهم الأنبياء {ونقول} بالنّون). [حجة القراءات: 185]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (107- قوله: {سنكتب ما قالوا وقتلهم} قرأه حمزة «سيكتب» بياء مضمومة «قتلهم» بالرفع، و«يقول» بالياء، وقرأ الباقون «سنكتب» بنون مفتوحة، و«قتلهم» بالنصب و«نقول» بالنون.
108- وحجة من قرأ بالياء أنه أجراه على لفظ الغيبة، وجعله فعلا لم يسم فاعله فـ «ما» في موضع رفع، لأنه مفعول لم يُسم فاعل، فلذلك رفع «وقتلهم» على العطف على «ما » وعطف «ويقول» على «سيكتب» فأجري على الغيبة لتقدم ذكر اسم الله جل ذكره، لكنه أجرى الفعل الثاني على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/369]
ما سمي فاعله، وخالف به الأول، ولو أجراه على الأول لقال: ويقال ذوقوا، وعلته في إجرائه «سيكتب» على ما لم يسم فاعله، ثم بـ «يقول» على ما سمي فاعله، أن الأول وهو «سيكتب» فعل متعد. فلما وجد سبيلًا إلى مفعول، يقوم مقام الفاعل، وهو ما حمله على ما لم يسم فاعله، ولما كان «يقول» لا يتعدى إلى مفعول، وليس معه مفعول، يقوم مقام الفاعل، لم يردّه إلى ما لم يُسم فاعله، إذ لا مفعول في الكلام، يقوم مقام الفاعل، إلا أن يضمر مصدرًا يقوم مقام الفاعل، وذلك تكلف، وفيه بُعد وخروج عن الظاهرة.
109- وحجة من قرأ بالنون أنه ردّه على الإخبار عن الله جل ذكره لما تقدم في قوله: {لقد سمع اله} فنصب به، وعطف {وقتلهم} على «ما» فنصبه، وعطف عليه «ونقول» فجرى كله على الغخبار عن الله جل ذكره، لتقدم ذكر اسمه جل وعز، وهو في القرآن كثير، وهو الاختيار، ليرد الكلام على أوله، ولأن الإجماع عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/370]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (50- {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [آية/ 181]:-
مضمومة الياء ومفتوحة التاء، {وَقَتْلُهُمُ} بضم اللام، {وَيَقُولُ} بالياء، قرأها حمزة وحده.
والوجه أن {سَيُكْتَبُ} يفعل، ما لم يسم فاعله، وصلته في موضع رفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله، وهو في تقدير المصدر، والمعنى سيكتب قولهم، ولهذا عطف عليه {قَتْلُهُمْ} بالرفع، والفاعل في هذا الفعل هو الله تعالى، وإن جاء على ما لم يسم فاعله، ولهذا قال {وَيَقُولُ} بالياء، والمراد: يقول الله.
وقرأ الباقون {سَنَكْتُبُ} بالنون، {وَقَتْلَهُمُ} نصبًا، {وَنَقُولُ} بالنون.
والوجه أنه على مجيء ضمير اسم الله سبحانه وتعالى بلفظ الجمع على التعظيم، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى، ومثله كثير، وكذلك القول بالنون.
ونصب {قَتْلَهُمْ} على أنه مفعول {سَنَكْتُبُ} ). [الموضح: 396]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه رَوْح عن أحمد عن عيسى أنه كان يقرأ: [بقُرُبان] بضم الراء.
[المحتسب: 1/177]
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون أصله "قُرْبان" ساكنة الراء والضمة فيها إتباع؛ لتعذر فُعُلان في الكلام. وحكى صاحب الكتاب منه السُّلُطان، وذهب إلى أن ضمة اللام إتباع كضمة الراء من القُرُفْصاء؛ وإنما هي القُرْفُصاء بسكون الراء. ومثله من الإتباع ما حكاه من قولهم: مُنْتُن بضم التاء، وهو مُنْحَدُر من الجبل؛ أي: منحدر. وحكى أيضًا: أجُوءُك وأُنْبُؤُك. فأما العَرَقُصان والعَرَتُن فليس إتباعًا؛ لكنه يراد به العريْقُصان بالياء والعَرَنْقُصان يقال أيضًا، فحذفت الياء والنون، وكذلك العرَتُن إنما هو العَرَنْتُن، فحذفت النون. وكذلك العَبَقُر أصله العَبَيْقُر، فحذفت الياء، فهذا طريق حذف وليس طريق إتباع). [المحتسب: 1/178]

قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بالبيّنات والزّبر... (184).
قرأ ابن عامر وحده: (بالبيّنات وبالزّبر)، وكذلك هي في مصاحفهم بالباء.
وقرأ الباقون: (والزّبر) بغير باء.
[معاني القراءات وعللها: 1/286]
قال أبو منصور: إذا أظهرت اسما ثم عطفت عليه اسما فإن شئت عطفته بالباء وإن شئت نويت حذفها، وأما المضمر فلا يعطف عليه إلا بإظهار الخافض). [معاني القراءات وعللها: 1/287]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (68- وقوله تعالى: {بالبينات والزبر} [184]
قرأ ابن عامر {وبالزبر} بالباء، وكذلك في مصاحف أهل الشام، وقرأ الباقون بغير باء، فقال قوم: مررت بزيد وعمرو ومررت بزيد وبعمر سواء. وأما هشام فإنه قرأ {بالكتاب} بزيادة الباء، والباقون بغير زيادة الباء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/125]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحده: بالبينات وبالزبر [آل عمران/ 184] بالباء وكذلك في مصاحف أهل الشام، وقرأ الباقون: بالبينات والزبر بغير باء [في الزبر] وكذلك هي في مصاحفهم.
[الحجة للقراء السبعة: 3/113]
قال أبو علي: وجه قراءة من قرأ: بالبينات والزبر أنّ الواو قد أغنت عن تكرير العامل، ألا ترى أنّك إذا قلت: مررت بزيد وعمرو، أشركت الواو عمرا في الباء، فأنت عن تكريرك الباء مستغن، وكذلك إذا قلت: جاءني زيد وعمرو: فالواو: قد.
أشركت عمرا في المجيء، وكذلك جميع حروف العطف. ووجه قول ابن عامر أنّ إعادة الباء، وإن كان مستغنى عنها فإنّه لضرب من التأكيد، ولو لم يكرر لاستغنى بإشراك حرف العطف فممّا جاء على قياس قراءة ابن عامر قول رؤبة:
يا دار عفراء ودار البخدن.
فكرر الدار ولو قلت: دار زيد وعمرو، لأشركت الحرف في الاسم الجار كما تشرك بالباء، فكما كرر الدار كذلك كرر الباء، والدار في شعر رؤبة [دار ] واحدة لهما. ويدلك على ذلك قوله:
أما جزاء العارف المستيقن... عندك إلّا حاجة التفكّن
وكلا الوجهين حسن عربي). [الحجة للقراء السبعة: 3/114]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({جاؤوا بالبيّنات والزبر والكتاب المنير} 184
قرأ ابن عامر {بالبيّنات وبالزبر} بالباء وكذلك هي في مصاحف أهل الشّام
وقرأ الباقون {والزبر} بغير باء
واختلف أهل النّحو في ذلك فقال قوم مررت بزيد وعمرو ومررت بزيد وبعمرو سواء وكذلك {جاؤوا بالبيّنات والزبر} {وبالزبر} وقال الخليل مررت بزيد وعمرو مرورا واحدًا كأنّك مررت بمها في حال واحد فكذلك جاءت الرّسل بالبيّنات والزبر في حال وفي وقت واحد ومررت بزيد وبعمرو مرورين هذا لا يكون في وقت واحد فكذلك قوله {جاؤوا بالبيّنات} ثمّ جاؤوا بالزبر وأراد بالبيّنات المعجزات ثمّ جاؤوا بعد ذلك بالزبر أي بالكتب). [حجة القراءات: 185]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (110- قوله: {والزبر الكتاب} قرأ ابن عامر «وبالزبر» بزيادة باء، وقرأ هشام «وبالكتاب» بزيادة باء، أعاد الحرف للتأكيد، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام، وقرأهما الباقون بغير باء، لأن حرف العطف أغنى عن إعادة حرف الجر، كما تقول: مررت بزيد وعمرو وخالد، فلا تعيد حرف الجر فهو المستعمل، وهو أخصر، وإثبات الحرف هو الأصل، إلا أنه ترك استعماله في أكثر القرآن والكلام استخفافًا، ولو لزم تكرير العامل لوجب أن يقول: جاءني زيد وجاءني عمرو وجاءني خالد، وهذا ثقيل، فالواو تغني عن تكرير الفعل، كذلك تغني عن تكرير حرف الجر، وأيضًا فإنهما بغير باء في مصاحف المدينة ومكة والكوفة والبصرة، وهو الاختيار؛ لأنه المستعمل، ولأنه أخصر، ولأن حرف العطف
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/370]
يغني عن إعادة حرف الجر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/371]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (51- {بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ} [آية/ 184]:-
بإعادة الباء في الزبر، قرأها ابن عامر وحده.
وهذه الباء وإن كانت مستغنىً عنها بالباء الأولى الحاصلة في البينات، فإن في إعادتها في المعطوف ضربًا من التأكيد، ولو لم يعدها لاستغنى عنها بإشراك حرف العطف، ولكن فيها ما ذكرت من التأكيد.
وقرأ الباقون {وَالزُبُرِ} بغير ياءٍ؛ لأن الواو قد أغنت بإشراكها عن تكرير العامل، ألا ترى أنك إذا قلت مررت بزيدٍ وعمروٍ، فإن الواو أشركت عمرًا في معنى الباء، فأنت مستغنٍ عن تكرير الباء). [الموضح: 397]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس