عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (64) إلى الآية (67) ]

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}

قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد (64)
قرأ ابن كثير وحده (تأمرونّي) بنون مشددة، والياء مفتوحة.
وقرأ نافع وابن عامر (تأمروني أعبد) بتخفيف النون وفتح الياء.
وقرأ الباقون (تأمرونّي) بالتشديد وسكون الياء.
وقال هشام بن عمار (تأمرونني) بنونين.
قال أبو منصور: من شدد النون فلأنهما نونان، إحداهما: نون الجمع، والثانية: نون الإضافة.
ومن خفف فإنه يحذف إحدى النونين استثقالاً للجمع بينهما.
ومن جمع بين النونين فعلى حق الكلام). [معاني القراءات وعللها: 2/341]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: تأمروني أعبد [الزمر/ 64] فقرأ نافع وابن عامر: تأمروني أعبد خفيفة، غير أنّ نافعا فتح الياء ولم
[الحجة للقراء السبعة: 6/97]
يفتحها ابن عامر. قال أبو عمرو عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان: وكذلك وجدتها في كتابي عن أيوب وفي حفظي تأمرونني بنونين، وقال هشام عن ابن عامر بنونين.
غير أحمد: الصحيح عن ابن عامر تأمروني بنون واحدة خفيفة مثل نافع.
وقرأ ابن كثير: تأمروني مشددة النون مفتوحة الياء، وقرأ الباقون: تأمروني أعبد ساكنة الياء.
قال أبو علي: قوله: أفغير الله تأمروني أعبد غير فيه ينتصب على وجهين: أحدهما: أعبد غير اللّه فيما تأمرونّي.
والوجه الآخر أن ينتصب بتأمروني، والمعنى: أتأمروني بعبادة غير اللّه، فلمّا حذف أن ارتفع أعبد فصار أن وصلتها في موضع نصب، ولا يجوز انتصاب غير بأعبد على هذا، لأنّه في تقدير الصلة، فلا يعمل فيما تقدّم عليه، والمعنى: أتأمروني بعبادة غير اللّه؟! فموضع أعبد وأن المضمرة نصب على تقدير البدل من غير كأنّه: أبعبادة غير اللّه تأمروني!؟ إلّا أنّ الجار حذف كما حذف من قوله:
أمرتك الخير وصار التقدير بعد الحذف: أغير اللّه تأمروني عبادته، فأضمر المفعول الثاني للأمر، والمفعول الأول علامة المتكلم، وأن أعبد*
[الحجة للقراء السبعة: 6/98]
بدل من غير*، ومثل هذا في البدل قوله: وما أنسانية إلا الشيطان أن أذكره [الكهف/ 63] أي ما أنساني ذكره إلّا الشيطان. ومثله في حذف حرف الجر منه افعل ما تؤمر [الصافّات/ 102] التقدير: ما تؤمر به فحذف الجار، فوصل الفعل إلى الضمير، فصار تؤمره، ثم حذفت الهاء من الصلة كما حذفت من قوله: وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] أي اصطفاهم، والدّليل على أنّ المحذوفة من اللّفظ مرادة في المعنى: أنّ أبا عمر حكى عن ابن قطرب عن أبيه أنّه سمع من ينشد:
ألا أيّها ذا الزّاجري أحضر الوغى بالنصب. فأمّا تأمروني، فالقياس: تأمرونني، وتدغم فيصير:
تأمرونّي، فجاز الإدغام، وإسكان النون المدغمة لأنّ قلبها حرف لين، وهو الواو في تأمرونّي، فمن خفّف النون وقال تأمروني فإنّه ينبغي أن يكون حذف النون الثانية المصاحبة لعلامة المنصوب المتكلّم، لأنّها قد حذفت في مواضع، نحو: فليتني وإنّي، وكأنّي، وقدي، في نحو قوله:
قدني من نصر الخبيبين قدي وإنما قدر من المحذوف الثانية لأن التكرير والتثقيل به وقع،
[الحجة للقراء السبعة: 6/99]
ولأن حذف الأولى لحن لأنها دلالة الرفع، وعلى ذلك يحمل قول الشاعر:
لا أباك تخوّفيني ولو فتح فاتح النون لكان قد حذف المفعول الأوّل وهو يريده، فإذا كسر فقال تأمروني حذف النون المصاحبة للضمير. وفتح الياء من تأمروني وإسكانها جميعا سائغ حسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/100]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} 64
[حجة القراءات: 624]
قرأ نافع {قل أفغير الله تأمروني أعبد} بالتّخفيف أراد تأمرونني فحذف إحدى النونين للتّخفيف وينبغي أن تكون النّون الثّانية محذوفة لأن التكرير بها وقع ولا تحذف الأولى الّتي هي علامة الرّفع وقد حذفوا هذه النّون قال الشّاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدي
فحذف وأثبت وقال قوم بل حذف نون الإعراب كما تحذف الضمة في مثل {يأمركم}
وقرأ ابن عامر (تأمرونني) بنونين على الأصل فلم يدغم ولم يحذف وحجته إجماع الجميع على إظهار النّون في قوله {وكادوا يقتلونني} فرد ما اختلف فيه إلى ما أجمع عليه
وقرأ الباقون {تأمروني} بالتّشديد الأصل تأمرونني النّون الأولى علامة الرّفع والثّانية مع الياء في موضع النصب ثمّ أدغموا الأولى في الثّانية فيصير {تأمروني} ). [حجة القراءات: 625]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أفغير الله تأمروني أعبد} قرأه ابن عامر بنونين ظاهرتين، وقرأ نافع بنون واحدة خفيفة، وقرأ الباقون بنون مشددة.
وحجة من أظهر النونين أنه أتى به على الأصل، ولم يدغم، فالنون الأولى علم الرفع، والثانية هي الفاصلة بين التاء والفعل، في قولك: ضربني ويضربني.
14- وحجة من شدد أنه أدغم النون الأولى في الثانية؛ لاجتماع المثلين.
15- وحجة من قرأ بنون واحدة أنه حذف إحدى النونين؛ لاجتماع المثلين، وهو ضعيف، إنما أتى ذلك في الشعر؛ لأنه إن حذف النون الأولى حذف علامة الرفع بغير جازم ولا ناصب، وذلك لحن، وإن حذف النون الثانية حذف الفاصلة بين الفعل والياء، فانكسرت النون التي هي علم الرفع، وذلك لا يحسن؛ لأن التقدير فيه أن تكون المحذوفة الثانية؛ لأن التكرير بها وقع، والاستثقال من أجلها دخل، ولأن الأولى علامة الرفع، فهي أولى بالبقاء،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/240]
وكأن الحذف في هذا حُمل على التشبيه بالحذف في «إني وكأني وفإني» وشبهه، والاختيار تشديد النون؛ لأن الأكثر عليه، ولأنه أخف من الإظهار، ولأنه وجه الإعراب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/241]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} [آية/ 64] بنون واحدة مخففة:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن الأصل: تأمرونني بنونين، فحذفت الثانية وهي التي تصحب ياء الضمير المنصوب؛ لأنها كثيرًا ما تُحذف، كقوله:
151- يسوء الفاليات إذا فليني
[الموضح: 1116]
وقرأ ابن عامر {تَأْمُرُونِّي} بنونين.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن النون الأولى هي التي تلحق الواو التي هي ضمير الفاعلين علامة للرفع، والثانية هي التي تلحق ياء المفعول دعامة لها.
وقرأ الباقون {تَأْمُرُونِّي} بنون مشددة.
والوجه أن الأصل تأمرونني بنونين، فأدغمت النون الأولى في الثانية، وجاز الإدغام، وإن كان ما قبل المدغم ساكنًا؛ لأن الساكن ههنا واو مضموم ما قبلها، فهي تنوب مناب الحركة بالمدة التي فيها.
وقوله {أَعْبُدُ} على حذف أن، والتقدير: تأمرونني بأن أعبد، فلما حذف أن رفع الفعل، كما قال:
152- ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى.
وفتح الياء من {تَأْمُرُونِّي} ابن كثير ونافع، وأسكنها الباقون.
والكلام في مثله قد مضى). [الموضح: 1117]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)}
قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)}
قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس