عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 04:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (8) إلى الآية (10) ]

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}

قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (ليضل) و(مكاناتكم) و(يقنطوا) فيما تقدم). [التبصرة: 323]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {ليضل} (8): بفتح الياء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 438]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ليضل) قد ذكر في إبراهيم). [تحبير التيسير: 534]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ فِي إِبْرَاهِيمَ). [النشر في القراءات العشر: 2/362]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليضل} [8] ذكر في إبراهيم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 666]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لِيُضِلَّ عَن" [الآية: 8] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس بخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/427]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذا مس الإنسان ضر}
{إليه} [8] و{منه} مما لا يخفى). [غيث النفع: 1061]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليضل} قرأ المكي والبصري بفتح الياء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 1061]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)}
{إِلَيْهِ}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بياء (إليهي) في الوصل.
- وقراءة الجماعة بهاء مكسورة.
{مِنْهُ}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بواو (منهو) في الوصل.
- وقراءة الجماعة بهاء مضمومة.
{وَجَعَلَ لِلَّهِ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{لِيُضِلَّ}
- قرأ الجمهور (ليضل) بضم الياء من (أ ضل).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعيسى ورويس بخلف عنه ويعقوب وشبل والحسن وابن محيصن واليزيدي (ليضل) بفتح الياء.
وانظر الآية/30 من سورة إبراهيم.
[معجم القراءات: 8/140]
{بِكُفْرِكَ قَلِيلًا}
- أدغم الكاف في القاف أبو عمرو ويعقوب بخلف عنهما.
{النَّارِ}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من آل عمران). [معجم القراءات: 8/141]

قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {أم من هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل} 9
قَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر والكسائي {آمن} مُشَدّدَة الْمِيم
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَحَمْزَة {آمن} خَفِيفَة الْمِيم). [السبعة في القراءات: 561]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أمن) خفيف مكي، ونافع، وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: ٣81]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أمن) [9]: خفيف: مكي، ونافع، وحمزة، والمفضل طريق سعيد). [المنتهى: 2/939]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وحمزة (أمن هو) بالتخفيف، وشدد الباقون). [التبصرة: 322]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وحمزة: {أمن هو قانت} (9): بتخفيف الميم.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 439]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وحمزة: (أمن هو) بتخفيف الميم والباقون بتشديدها). [تحبير التيسير: 534]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمَّنْ) خفيف مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والمفضل طريق سعيد، والزَّعْفَرَانِيّ، وحَمْزَة، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، ونافع، قال ابن مهران: أبو جعفر كنافع والجماعة بخلافه، الباقون مشدد، وهو الاختيار
[الكامل في القراءات العشر: 629]
لقوله: (مِمَّنْ خَلَقْنَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 630]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([9]- {أَمَّنْ} خفيف: الحرميان وحمزة). [الإقناع: 2/750]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1005 - أَمَنْ خَفَّ حِرْمِيٌّ فَشَا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [1005] أمن خف (حرمي) (فـ)ـشا مد سالما = مع الكسر (حق) عبده اجمع (شـ)ـمردلا
هي (من)، دخلت عليها همزة الاستفهام؛ والمعنى: أمن هو قانت، كهذا الذي جعل الله أندادًا، أو أمن هو قانت كغيره.
وقال الفراء: «المعنى يا من هو قانتٌ كقوله:
أبني لبيني لستم بيد».
قال: «لأنه ذكر الكافر الناسي، ثم قص بعد ذلك قصة المؤمن الصالح بالنداء، كما تقول في الكلام: فلان لا يصوم ولا يصلي، فيا من يصوم ويصلي أبشر».
قلت: ولا يبعد والله أعلم أن يكون المنادى هو النبي صلى الله عليه وسلم، ناداه وقال له: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.
ومن شدد، فلأنها (أم) دخلت على (من). و(من) بمعنى الذي؛ إذ لو كانت استفهامًا، لم تدخل (أم) التي هي للاستفهام على الاستفهام.
[فتح الوصيد: 2/1218]
واقتضاء (أم) المعادلة، يدل على أن التقدير: الكافر خيرٌ أمن هو قانت.
ويدل على هذا التقدير أيضًا قوله: {قل هل يستوي} ). [فتح الوصيد: 2/1219]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1005] أمن خف حرميٌّ فشا مد سالمًا = مع الكسر حقٌّ عبده اجمع شمردلا
ب: (الشمردل): الخفيف.
ح: (أمن): مبتدأ، (حرمي): خبر، (فشا): نعته، (خف): حال، أي: قد خف، يعني: أمن لفظ حرمي فشا خفيفًا، (مد): ماضٍ (سالمًا): مفعوله، (حق): فاعله، أو: مصدر مبتدأ، أضيف إلى (سالمًا)، (حق): خبر، (مع الكسر) على التقديرين -: حال، (عبده): مفعول (اجمع)، (شمردلًا): حال.
ص: قرأ الحرميان نافع وابن كثير وحمزة: (أمن هو قانتٌ) [9] بالتخفيف على أن الهمزة للاستفهام، والخبر محذوف، أي: كغيره، نحو: {أفمن شرح الله صدره للإسلام} [22]، أو للنداء، يعني: يا من هو قانت، والمنادى كل موصوفٍ بصفة القنوت، أو النبي ناداه وقال له: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [9]، والباقون: بالتشديد على أنها (أم) دخلت على {من}، والمعادل لـ (أم): محذوف، يعني: أهذا خيرٌ أم من هو قانت؟ حذف لدلالة: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [9] عليه.
[كنز المعاني: 2/582]
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (ورجلًا سالمًا لرجل) [29] بمد السين وكسر اللام، أي: خالصًا مسلمًا من الشرك والغلو، والباقون: {سلمًا} بقصر السين وفتح اللام مصدرًا من (سلم الرجل من كذا: سلمًا وسلما وسلامةً)، أي: ذا سلم ونجاة من الشرك.
وقرأ حمزة والكسائي: (أليس الله بكافٍ عبده) [36] بالجمع، والمراد بهم الأنبياء قبل محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام-، أو جميع العباد، إذ لا كافي لهم إلا الله، والباقون: {عبده} بالإفراد، والمراد محمد عليه الصلاة والسلام -، أو الجنس يعطي معنى الجمع أيضًا، نحو: {ثم نخرجكم طفًلا} [الحج: 5] ). [كنز المعاني: 2/583] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1005- أَمَنْ خَفَّ "حِرْمِيٌّ فَـ"ـشَا مَدَّ سَالِمًا،.. مَعَ الكَسْرِ "حَقٌّ" عَبْدَهُ اجْمَعْ "شَـ"ـمَرْدَلا
يريد: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ} من خفف جعل الهمزة للنداء أو الاستفهام والخبر محذوف؛ أي: كغيره كقوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} فهي أم دخلت على من فأدغمت الميم في مثلها والمعادل؛ لأن محذوف تقديره الكافر المتخذ من دون الله أندادًا خير أم من هو قانت ومثلها: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ} على قراءة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/137]
الوصل معناه مفقودون هم أم زاغت الأبصار عنهم ونحوه: {مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ}؛ أي: أحاضر هو أم غائب، ويجوز أن تكون "أم" منقطعة في جميع ذلك، وتقدير موضعها بل وهمزة الاستفهام، فيتحد تقدير المحذوف في القراءتين هنا وهو الخبر، وعلى التقدير الأول يكون المحذوف هو المبتدأ ونظيره قوله تعالى في سورة محمد -صلى الله عليه وسلم: {كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ}؛ أي: أهؤلاء كمن هو خالد في النار، ومن الاتفاق العجيب أنه لو جمع بين اللفظين في السورتين؛ لانتظم مضى ما قدر في كل واحد منهما، وهو: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ} كمن هو خالد، وقول الناظم: أمن مبتدأ خبره حرمى فشا، وخف في موضع الحال من أمن؛ أي: أمن لفظ حرمي فشا خفيفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/138]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1005 - أمن خفّ حرميّ فشا .... = .... .... .... .... ....
قرأ نافع وابن كثير وحمزة: أمن هو قانت بتخفيف الميم، فتكون قراءة الباقين بتشديدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 353]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (197- .... .... .... .... .... = أَمَنْ شَدِّدِ اعْلَمْ فِدْ .... .... ). [الدرة المضية: 38]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في الزمر بقوله: أمن اشدد اعلم فد يعني قرأ المرموز له (بألف) اعلم وهو أبو جعفر والمرموز له (بفا) فد وهو خلف {أمن هو قانت} [9] بتشديد الميم وعلم ليعقوب كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 215]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَحَمْزَةُ بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا، وَتَقَدَّمَ يَاعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ وَأَنَّ الْوَقْفَ عَلَيْهَا بِالْحَذْفِ إِجْمَاعٌ إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعُلَا عَنْ رُوَيْسٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/362]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير وحمزة {أمن هو} [9] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 666]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (891- .... .... .... .... أمن = خفّ اتل فز دم .... .... ). [طيبة النشر: 94]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أمن) يريد «أمن هو قانت» قرأه بالتخفيف نافع وحمزة وابن كثير، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 305]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ..... أمن = خفّ (ا) تل (ف) ز (د) م سالما مدّ اكسرن
ش: قرأ ذو ألف (اتل) نافع، وفاء (فز) حمزة، ودال (دم) ابن كثير: أمن هو قانت [الزمر: 9] بتخفيف من على أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام، [ويقدر معادل دل عليه] هل يستوي [الزمر: 9]، أي: أمن هو موحد متنسك خاشع كمن [هو] مشرك مضل، أو الهمزة للنداء دخلت على المبهم، والمراد: النبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: يا رسول الله قل لهم: هل يستوي العالم والجاهل؟.
والباقون بالتشديد على أنها من دخلت عليها «أم» المتصلة، [و] سكن أول المثلين بلا مانع؛ فوجب الإدغام، ورسمت موصولة لذلك). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَمَّنْ هُو" [الآية: 9] فنافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم على أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري ويقدر معادل دل عليه هل يستوي أي: أمن هو قانت إلخ كمن جعل الله أندادا، وافقهم الأعمش.
والباقون بالتشديد فهي أم المتصلة دخلت على من الموصولة أيضا، والمعادل محذوف قبلها أي: هذا الكافر خير أم الذي هو قانت، لكن تعقبه أبو حيان بأن حذف المعادل الأول يحتاج إلى سماع، ولذا قيل إنها منقطعة، والتقدير بل أم من هو قانت كغيره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/428]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أمن} [9] قرأ الحرميان وحمزة بتخفيف الميم، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 1061]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}
{أَمَّنْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وحمزة وأبو زيد عن المفضل عن عاصم والحسن في رواية ويحيى بن وثاب وأبو جعفر وزيد عن يعقوب والأعمش وعيسى وشيبة (أمن) بتخفيف الميم.
والظاهر أن الهمزة للاستفهام، والتقدير: أهذا القانت خير أم الكافر.
وذهب الفراء إلى أن الهمزة للنداء.
قال ابن هشام: (وكون الهمزة فيه للنداء هو قول الفراء، ويبعده أنه ليس في التنزيل نداء بغير (يا)، ويقربه سلامته من دعوى المجاز أنه لا يكون الاستفهام منه على حقيقته، ومن دعوى
[معجم القراءات: 8/141]
كثرة الحذف؛ إذ التقدير عند من جعلها للاستفهام: أمن هو قانت خير أم هذا الكافر المخاطب بقوله: (تمتع بكفرك قليلًا)، فحذف شيئان: معادل الهمزة والخبر) انتهى نص ابن هشام.
وضعف الأخفش وأبو حاتم هذه القراءة، ورد عليهما هذا أبو حيان.
- وقرأ حفص عن عاصم وأبو عمرو وابن عامر والكسائي والحسن وقتادة والأعرج وأبو جعفر ويعقوب (أمن) بتشديد الميم، وهي (أم) أدغمت ميمها في ميم (من).
{سَاجِدًا وَقَائِمًا}
- قرأ الجمهور (ساجدًا وقائمًا)، بنصبهما على الحال.
- وقرأ الضحاك (ساجد وقائم) بالرفع فيهما، إما على النعت لـ (قانت) وإما على أنه خبر بعد خبر، والواو للجمع بين الصفتين.
{يَحْذَرُ الْآخِرَةَ}
- قرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس وعروة وأبو رجاء وابن عمران وسعيد بن جبير (ويحذر عذاب الآخرة)، بزيادة (عذاب) على قراءة الجماعة.
{الْآخِرَةَ}
تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{يَتَذَكَّرُ}
- قراءة الجماعة (يتذكر) بالتاء والذال خفيفة.
- وقرئ (يذكر) بإدغام التاء في الذال). [معجم القراءات: 8/142]

قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وكلهم حذفوا الياء من (قل يا عباد الذين آمنوا) في الوقف والوصل إلا ما رواه الأعشى عن أبي بكر أنه فتح الياء في الوصل، ووقف بغير ياء، والمشهور الحذف، وبه قرأت في رواية يحيى بن آدم، وكلهم أيضًا حذفوا الياء من (فبشر عباد) إلا ما روي عن أبي عمرو وابن كثير والأعشى عن أبي بكر أنها بياء
[التبصرة: 322]
مفتوحة في الوصل ويوقف عليها بالياء، والمشهور عنهم مثل الجماعة بالحذف في الحالين، وبه قرأت ولا يتعمد الوقف على هذا، لأن أصله الياء، فأما الأول فحقه حذف الياء، فلو وقفت عليه بالياء لجاز لأنه منادي، فالياء حلت محل التنوين، فالاختيار حذفها كما يحذف التنوين، ويجوز إثباتها وليس بتمام، لكن ليس كراهة الوقف على الأول مثل الثاني؛ فاعلمه). [التبصرة: 323]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الوقف على يا عباد الّذين ءامنوا [الزمر: 10] بالحذف إجماعا، ولكن الّذين اتّقوا [الزمر: 20] لأبي جعفر، وهاد [الزمر: 23] في الوقف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/538] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على حذف الياء من "يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا" [الآية: 10] إلا ما انفرد به أبو العلاء عن رويس من إثباتها وقفا فخالف سائر الناس كما مر في المرسوم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/428]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل يا عباد الذين} [10] لا خلاف بينهم في حذف الياء بعد الدال وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 1061]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}
{يَا عِبَادِ}
- قرأ رويس في رواية بالياء في الحالين (يا عبادي...).
- واتفق الجميع على حذفها في الوقف اكتفاءً بالكسرة (يا عباد...).
- وأما في الوصل:
- فقد قرأ أبو عمرو وعاصم وابن كثير والأعمش بغير ياء (يا عباد..).
- وقرأ محمد بن حبيب الشموني عن الأعشى، ويحيى بن آدم والأصبهاني وعبد الحميد بن صالح البرجمي عن أبي بكر عن عاصم وابن يزداد عن أبي جعفر وابن بكار عن ابن عامر والبزي عن شبل عن ابن كثير وعباس عن أبي عمرو من طريق الأهوازي والأعمش وشجاع (يا عبادي الذين) بإثبات الياء وفتحها.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف واليزيدي والحسن والأعمش بسكون الياء (يا عبادي الذين)، وهذا يقتضي سقوطها لفظًا.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 8/143]
{يُوَفَّى}
- قرأه حمزة والكسائي وخلف والأعمش بالإمالة في الوقف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{الصَّابِرُونَ}
- قرأ بترقيق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 8/144]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس