عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11 ربيع الثاني 1442هـ/26-11-2020م, 09:17 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

الطبقة الثامنة: طبقة المفسرين في القرن السابع الهجري
1: فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي (ت: 606هـ)، من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين، وقد ندم في آخر حياته على اشتغاله بعلم الكلام، له كتب كثيرة منها "التفسير الكبير" ويسمّى "مفاتيح الغيب"، وقد حظي تفسيره هذا بشهرة كبيرة واشتغل به عدد من المفسرين بعده اختصاراً وتعقبا ومناقشة واعتراضاً، وأُلِّفَ في كل ذلك مؤلفاتٍ كثيرة.
وقد اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة ووافقهم في بعض أقوالهم ورد بعضها، ونقل بعض أقوال السلف.
واعتمد طريقة في تفسيره تتلخص في تقسيم الكلام في الآية إلى مسائل وتفريعات كثيرة، ويكثر من إيراد الشبه والاعتراضات، ويجيب عليها، ويكثر من الاستطرادات جداً، وقد توسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط.
وقد مات ولم يتمّ كتابه، ولم يؤلّفه في الأصل على ترتيب سور المصحف؛ فكان يفسّر بعض السور من غير ترتيب، ثمّ جمع الكتاب وأتمّ عمله تلميذه أحمد الخوبي، فظهر تفاوت بيّن بين أسلوب الشيخ وتلميذه.
- قال عبد الرحمن المعلمي رحمه الله: (الأصل من هذا الكتاب وهو القدر الذي هو من تصنيف الفخر الرازي وهو من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة القصص، ثم من أول تفسير الصافات إلى آخر تفسير سورة الأحقاف، ثم تفسير سورة الحديد والمجادلة والحشر، ثم من أول تفسير سورة الملك إلى آخر الكتاب، وما عدا ذلك فهو من تصنيف أحمد بن خليل الخوبي، وهو من التكملة المنسوبة إليه، فإن تكملته تشمل زيادة على ما ذكر تعليقاً على الاصل، هذا ما ظهر لي. والله أعلم).
2: صدر الدين أبو محمد روزبهان بن أبي النصر البقْلي الشيرازي(ت:606هـ)، فقيه متكلّم صوفي، أصله من فسا، ثم نزل شيراز فنسب إليها، له "عرائس البيان في حقائق القرآن"، وهو تفسير إشاري صوفي، مطبوع، وتفسيره من مصادر الملا سلطان علي القاري في كتابه "أنوار القرآن وأسرار الفرقان".
3: نجم الدين الكُبريّ أحمد بن عمر بن محمد(ت:618هـ) شيخ خوارزم في زمانه، عابد زاهد، وفقيه شافعي، ومحدّث مسند، لكنه دخل في التصوّف وله عبارات تستنكر في التفسير الإشاري أودعها في تفسيره "التأويلات النجمية"، وهو مطبوع ، ومعه تتمته "عين الحياة" لعلاء الدولة أحمد بن محمد السمناني(ت:736هـ).
ولما زحفت التتار على خوارزم خرج إليهم نجم الدين مع جماعة من مريديه فقاتلوا حتى قتلوا مقبلين غير مدبرين.
4: أبو الحسن علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ)، مقرئ أهل الشام في زمانه، له كتب في القراءات وعلوم القرآن، وله كتاب "تفسير القرآن العظيم" مطبوع.
5: شهاب الدين أبو المناقب محمود بن أحمد الزنجاني(ت:656هـ)، قاضي القضاة، وكبير فقهاء الشافعية في العراق في زمانه، له تصانيف، واشتغال بالتدريس والإفتاء، قتله التتار لما اجتاحوا بغداد سنة 656هـ، وتفسيره من مصادر ابن حجر العسقلاني في التفسير.
6: أبو أحمد عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي (ت: 660هـ)، من كبار العلماء المجاهدين، على أشعريّة فيه، وله كتب كثيرة منها كتاب في تفسير القرآن اختصر فيه تفسير الماوردي، و"فوائد في مشكل القرآن"، و"نبذ من مقاصد الكتاب العزيز"، وكلها مطبوعة.
7: أبو محمد عزّ الدين عبد الرزاق بن رزق الله الرسعني (ت: 661هـ)، الفقيه الحنبلي والمحدّث والأديب، من تلاميذ ابن قدامة المقدسي، وأبي البقاء العكبري، له كتاب مطبوع في التفسير اسمه "رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز"، وقد طبع عام 1429هـ بتحقيق د.عبد الملك الدهيش سقط منها المقدمة وتفسير الفاتحة والبقرة وصدر آل عمران، وتفسير المائدة وأكثر تفسير الأنعام، ثمّ عثر المؤلف على الجزء الخاص بالمقدمة وتفسير الفاتحة والبقرة وصدر آل عمران، فأخرجه في مجلّد مفرد عام 1432هـ.
8: أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم ابن بزيزة المغربي (ت:662هـ)، فقيه مالكي صوفي، من أهل تونس، له كتاب في شرح الأحكام لعبد الحق الأشبيلي، وله كتاب في التفسير اسمه "البيان والتحصيل المطلع على علوم التنزيل"، جمع فيه بين تفسير الزمخشري وتفسير ابن عطية، وهو من مصادر ابن حجر العسقلاني في التفسير، وقد حقق بعضه في رسائل علمية.
9: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت: 666هـ)، له كتابان مطبوعان في علوم القرآن.
أحدهما: أنموذج جليل في غرائب آي التنزيل، وهو في بيان المشكل.
والآخر: تفسير غريب القرآن، وهو مرتب على المفردات.
10: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت: 671هـ)، المفسّر الكبير والفقيه المالكي صاحب كتاب "الجامع لأحكام القرآن"، وهو من أوسع كتب التفسير وأجمعها، اعتمد فيه على كتب كثيرة من أهمها كتب أحكام القرآن لابن العربي، والهداية لمكي بن أبي طالب، وتفسير ابن عطية، وتفسير المهدوي، وتفسير أبي الليث السمرقندي، وتفسير الماوردي، وأحكام القرآن لابن خويز منداد وغيرها، وقد استمدّ منه ابن كثير وغيره.
11: أبو العباس أحمد بن محمد ابن المنير الإسكندري (ت: 683هـ)، قاضي الإسكندرية في زمانه، وهو متكلّم أشعري، له عناية بالأدب والخطابة، وله منظومة طويلة في تفسير غريب القرآن سماها "التيسير العجيب في تفسير الغريب" وهي مطبوعة.
وله كتاب "الانتصاف من الكشاف" استخرج فيه كثيراً من المسائل الاعتزالية في الكشاف، وتعقّبه فيها، وقد اُلّفت كتب كثيرة بسبب انتصافه هذا من أشهرها كتاب "الإنصاف مختصر الانتصاف من الكشاف"، لعلم الدين العراقي(ت:704هـ)، وهو مطبوع.
- وللدكتور صالح بن غرم الله الغامدي كتاب بعنوان "المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف في ضوء ما ورد في كتاب الانتصاف لابن المنيّر"
12: القاضي عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي (ت: 685هـ)، نسبة إلى البيضاء بلدة في شيراز بفارس، له التفسير المشهور "أنوار التنزيل وأسرار التأويل"، وعليه حواشٍ كثيرة جداً، أكثرها غير مطبوع.
13: برهان الدين محمد بن محمد النسفي البغدادي(ت:687هـ)، فقيه حنفي، وأصوليّ متكلّم، له كتب أكثرها في المنطق والأصول، وله تفسير حقق في رسال علمية في الأردن، اسمه "كشف الحقائق وشرح الدقائق في التفسير" وهو تلخيص وتهذيب لتفسير الرازي.
14: ابن أبي الربيع عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله القرشي الإشبيلي(ت:688هـ)، له كتاب "تفسير القرآن الكريم"، مطبوع.
15: جمال الدين يوسف بن هلال الصفدي(ت:696هـ)، له كتاب "كشف الأسرار وهتك الأستار"
16: عبد العزيز بن سعيد الدميري الديريني(ت: 697هـ)، له كتاب "التيسير في التفسير" اشتمل على منظومة طويلة في التفسير.
17: أبو عبد الله جمال الدين محمد بن سليمان بن الحسين المعروف بابن النقيب(ت:698هـ)، العابد الزاهد، والمفسّر اللغوي، والفقيه الحنفي، شيخ الذهبي وأبي حيان وغيرهما، أصله من بلخ، ولد سنة 611هـ، ونشأ بمصر وأقام بالجامع الأزهر، ثم انتقل إلى القدس وبها توفي، وأكثر عنايته بعلم التفسير، وله تفسير كبير اسمه "التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير في معاني كلام السميع البصير" يعدّ من أكبر التفاسير في زمانه.
- قال الذهبي في تاريخ الإسلام: (وقد صرف همَّته أكثر دهره إلى التّفسير، وصنّف فِيهِ كتابًا حافلًا، جمع فِيهِ خمسين مصنّفًا، وذكر أسباب النّزول والقراءات والإعراب واللّغات والحقائق وعِلم الباطن على ما بلغني، ولم أره بعد، وقيل لي: إنّه فِي خمسين مجلّدة، وما أحسبه بيّضه، وكان الرجل موصوفًا بكثرة النَّقل وسعة الدّائرة).
- ثمّ قال في معجم شيوخه: (ألف تفسيرا كبيرا إلى الغاية يكون في تسعة وتسعين مجلدا استوعب القراءات، وأسباب النزول والإعراب، وأقوال المفسرين، وأقوال الصوفية وحقائقهم، والنسخة موجود منها ببيت المقدس.
سمعت منه بمصر، ثم تحول إلى القدس وبها توفي في المحرم سنة ثمان وتسعين وست مائة رحمه الله).
وقد اعتمد أبو حيان في تفسير على النقل منه لأنه جمع في تفسيره كتباً كثيرة وبالغ في النقل منها بما يحتاج معه إلى تهذيب وتحرير.
- قال أبو حيان في مقدمة البحر المحيط: (واعتمدت في أكثر نقول كتابي هذا على كتاب "التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير"، من جمع شيخنا الصالح القدوة الأديب جمال الدين أبي عبد الله محمد بن سليمان بن حسن بن حسين المقدسي، عرف بابن النقيب، رحمه الله تعالى، إذ هو أكبر كتاب رأيناه صنف في علم التفسير، يبلغ في العدد مائة سفر أو يكاد، إلا أنه كثير التكرير، قليل التحرير، مفرط الإسهاب، لم يعد جامعه من نسخ كتب في كتابه، كذلك كان فيه بحال التهذيب ومراد الترتيب).

وتفسيره يحقق في رسائل علمية في جامعة أمّ القرى.
ولابن النقيب مقدّمة مطولة قدّم بها بين يدي تفسيره وهي في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن،طبعت قديماً في مطبعة السعادة بالقاهرة عام 1327هـ منسوبة لابن القيّم باسم "الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان" وأعيد طبعها أكثر من مرة، وطبعت منسوبة له في مكتبة الخانجي.


التوقيع :

رد مع اقتباس