عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 14 شوال 1434هـ/20-08-2013م, 01:10 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((لا يضركم كيدهم شيئا) [120] وقف حسن.
ومثله: (ولتطمئن قلوبكم به) [126].
(فينقلبوا خائبين) [127] وقف غير تام إذا نصبت (أو يتوب عليهم) على النسق على (ليقطع طرفا)، فإن نصبت (أو يتوب عليهم) على معنى «حتى يتوب عليهم» وإلا أن يتوب عليهم كان وقف التمام على قوله: (فينقلبوا خائبين). أنشد الفراء لامريء القيس.
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه = وأيقن أنا لاحقان بقيصرا

فقلت له لا تبك عينك إنما = نحاول ملكا أو نموت فتعذرا
أراد: حتى نموت. وأنشد:
لا أستطيع نزوعا عن مودتها = أو يصنع الحب بي غير الذي صنعا
أراد: حتى يصنع الحب. وقال بعض البصريين (يتوب) منصوب على معنى «ليس لك من الأمر شيء أو من أن تتوب عليهم».
والوقف على (فإنهم ظالمون) [128] تام.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/583 - 584]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({منزلين * بلى} كاف وكذلك الوقف عليه في جميع القرآن ما لم يتصل به القسم نحو قوله: {بلى وربي} و{بلى وربنا} فإن الوقف لا يكفي عليه ولا يحسن وقد تقدم ذكر ذلك في البقرة ومثله {مسومين}. ومثله {قلوبكم به} {فينقلبوا خائبين} تام، لأن من أول القصة إلى ههنا نزل غزوة بدر. وقوله: {ليس لك من الأمر شيء} إلى: {فإنهم ظالمون} نزل في غزوة أحد.
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان القشيري قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان قال:

حدثنا حميد عن أنس قال: لما كان يوم أحد كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم وشج، فجعل الدم يسيل على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: ((كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله تعالى)). قال: فأنزل الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنه ظالمون}.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عيسى المري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن موسى قال: أخبرنا يحيى بن سلام عن أبي الأشهب عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدمي وجهه يوم أحد، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: ((كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم))، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنه ظالمون}.
قال أبو عمرو: فتنتصب (أو يتوب عليهم) على هذا التفسير بتقديرين أحدهما ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم. والآخر: حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر [امرؤ القيس]:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه = وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما = نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا
بتقدير: حتى نموت. فإن انتصب (أو يتوب) بالعطف على (ليقطع) لم يتم الوقف على (خائبين) وتم على قوله: (ظالمون).
حدثنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام قال: فيها تقديم {ليقطع طرفًا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين} {أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون، ليس لك من الأمر شيء}.)
[المكتفى: 207 - 209]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({أذلة- 123- ج} للفاء. {منزلين – 124- ط} لتمام المقول. {بلى- 125- لا} لاتحاد المقول مع ما بعده. {قلوبكم به – 126 – ط}. {الحكيم – 126 – لا} لتعلق اللام بمعنى الفعل في النصر.) [علل الوقوف: 1/388 - 389]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أذلة (حسن) عند نافع
تشكرون (كاف) إن نصبت إذ باذكر مقدرًا وليس بوقف إن جعلت إذ متعلقة بما قبلها ومن حيث كونه رأس آية يجوز
منزلين (كاف) وبلى وما بعدها جواب للنفي السابق الذي دخلت عليه ألف الاستفهام وما بعد بلى في صلته فلا يفصل بينهما ولا وقف من قوله بلى إلى مسومين فلا يوقف على فورهم ولا على هذا لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد وهو يمددكم فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف
مسومين (كاف) ومثله قلوبكم به
العزيز الحكيم (جائز) لأنه رأس آية والأولى وصله لأنَّ لام كي في قوله ليقطع متعلقة بما قبلها بقوله ولقد نصركم أي ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفًا من الذين كفروا وقيل معناه إنَّما وقع التأييد من الله تعالى في إمدادكم بالملائكة ليقطع طرفًا من الذين كفروا فعلى كل حال اللام متعلقة بما قبلها فلا يفصل بينها وبين ما قبلها بالوقف
خائبين (تام) إن جعل أو يتوب عليهم عطفًا على شيء أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فليس منصوبًا بما قبله أو إنَّما كان تامًا لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين لأنَّ من أوّل القصة إلى خائبين نزل في غزوة بدر من قوله ليس لك من الأمر شيء إلى ظالمون نزل في غزوة أحد وبينهما مدة روي عن أنس
ابن مالك أنه قال لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشج وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عن وجهه وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء (وكاف) إن جعلت أو بمعنى إلاَّ أو حتى كأنه قال ليس يؤمنون إلاَّ أن يتوب عليهم فجعلوا أو بمعنى إلاَّ وقد أجازه الزجاج وأجاز أيضًا أن تكون أو بمعنى حتى كأنه قال ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر
فقلت له لا تبك عينك إنما = تحاول ملكًا أو تموت فتعذرا
بتقدير حتى فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على خائبين كافيًا وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع وهذا قول أبي حاتم والأخفش لأنهما جعلاً أو يتوب منصوبًا عطفًا على ليقطع وجعلا ليس لك من الأمر شيء اعتراضًا بين المتعاطفين
ظالمون (تام))
[منار الهدى: 87 - 88]


- تفسير


رد مع اقتباس