عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 06:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (61) إلى الآية (65) ]
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر: [لِلْمَلائِكَةُ اسْجُدُوا].
قال أبو الفتح: قد تقدم ذكر هذا البتة فيما مضى في البقرة). [المحتسب: 2/21]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {آسْجُدُ} [آية/ 61] بهمزة واحدة ممدودة:
قرأها ابن كثير ونافعٌ وأبو عمرو ويعقوب يس-.
وقرأ ابن عامر والكوفيون ويعقوب ح- {أَأَسْجُدُ} بهمزتين.
وقد مضى القول في مثل ذلك في سورة البقرة). [الموضح: 760]

قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {لئن أخرتني} [62].
قرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع بإثبات الياء وصلاً وحذفها وقفًا، إلا ابن كثير فإنه وقف بياء.
والباقون يحذفونها وصلاً ووقفًا وقد ذكرت علتها في (البقرة)، وإنما ذكرتها هنا، لأن «لئن» حرف شرط ولا يليه إلا الماضي، والشرط لا يكون إلا بالمستقبل.
فالجواب في ذلك: أن اللام في {لئن} تأكيد يرتفع الفعل بعده، و«إن» حرف شرط ينجزم الفعل [بعده] فلما جمعوا بينهما لم يجز أن يجزم فعل واحد ويرفع فغيروا المستقبل إلى الماضي؛ لأن الماضي لا يبين فيه إعراب فهذه علة لطيفة فاعرفها، لأن كل ما أتى في كتاب الله تعالى وفي كلام العرب من {لئن} فلا يليه إلى الماضي نحو قوله: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/376]
قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم....} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/377]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (لئن أخرتني لأحتنكن) [الإسراء/ 62] بياء في الوصل، ابن كثير يقف بياء.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي بغير ياء في وصل ولا وقف.
إثبات الياء حسن لأنه بفاصلة، فيحسن الحذف كما يحسن من القافية، نحو قوله:
فهل يمنعني ارتيادي البلا... د من حذر الموت أن يأتين
وأما وقف ابن كثير بالياء فلأنه ليس بفاصلة، وأما من قرأ بغير ياء في وصل ولا وقف فلأنه أشبه ياء قاض من حيث كانت ياء قبلها كسرة، ويوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه [هود/ 105]، فحذفوها كما حذفت في هذا النحو من الأسماء والأفعال). [الحجة للقراء السبعة: 5/109]

قوله تعالى: {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63)}

قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بخيلك ورجلك (64)
قرأ حفص وحده (ورجلك) بكسر الجيم، ما رواه عن عاصم غير أبي عمر وقرأ الباقون (ورجلك) بسكون الجيم.
قال أبو منصور: من قرأ (ورجلك) فمعناه: وراجلك، يقال: راجل ورجل، كما يقال: حاذرٌ وحذر.
والقراءة المختارة: ورجلك، وهو جمع راجل، كما يقال: شارب وشرب، وصاحب وصحب، وراكب وركب). [معاني القراءات وعللها: 2/96]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {بخيلك ورجلك} [64].
قرأ عاصم في رواية حفص {ورجلك} بكسر الجيم، وذلك أن اللام كسرت علامة للجر، وكسرت الجيم اتباعًا لكسرة اللام كما تقول: هذا شيء منتن، والأصل: منتن فكسروا الميم لكسرة التاء، وكما قرأ الحسن: {الحمد لله}.
وقرأ الباقون: {ورجلك} ساكن الجيم، وهو الاختيار لأن رجلك جمع راجل، فراجل ورجل كصاحب وصحب وشارب وشرب وتاجر وتجر، وقاتل وقتل وسافر وسفر ويائس ويئس). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/377]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية حفص: بخيلك ورجلك [64] مكسورة الجيم.
أبو بكر عن عاصم ساكنة الجيم، وكذلك قرأ الباقون (ورجلك) ساكنة الجيم.
[الحجة للقراء السبعة: 5/109]
قال أبو علي: من أسكن فقال: (ورجلك) جعله جمع راجل، وقالوا: راجل ورجل، كما قالوا: تاجر وتجر، وراكب وركب، وصاحب وصحب، وقالوا: راجل ورجال، كما قالوا: صاحب وصاحب، وراع ورعاء، وفي التنزيل: فرجالا أو ركبانا [البقرة/ 239] وقال: يأتوك رجالا وعلى كل ضامر [الحج/ 27] وقالوا: رجلى ورجال.
فأما ما روى عن عاصم في قوله: ورجلك، فقال أبو زيد:
يقال: رجل رجل للراجل، ويقال: جاءنا حافيا رجلا، وأنشد أبو زيد:
أما أقاتل عن ديني على فرس... ولا كذا رجلا إلّا بأصحاب
كأنه قال: أما أقاتل فارسا وراجلا، ورجل على ما حكاه أبو زيد صفة ومثله: ندس، وحذر وأخر ونحوها، قد قالوا فيها: فعل وفعل، وكذلك جاء رجل كما جاء ندس.
ويجوز أن يكون فيمن أسكن الجيم أن يكون قوله: (ورجلك)، فعل الذي هو مخفّف من فعل أو فعل، مثل عضد وكتف، ويكون المضاف واحدا يعنى به الكثرة.
[الحجة للقراء السبعة: 5/110]
ومن أهل التأويل من يقول: إن قوله: (بخيلك ورجلك) يجوز أن يكون مثلا، كما تقول للرجل المجد في الأمر: جئت بخيلك ورجلك، وقد قيل: إن كل راكب في معصية الله فهو من خيل إبليس، وكلّ راجل في معصية الله فهو من رجالة إبليس، وفي التنزيل: وجنود إبليس أجمعون [الشعراء/ 95] والجند يعم الفارس والراجل، فيجوز أن يكون الخيل والرّجل مثل من ذكر من جنوده). [الحجة للقراء السبعة: 5/111]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي عمرو -بخلاف- وعاصم -بخلاف-: {بِخَيْلِكَ وَرَجِلِك}، بكسر الجيم.
قال أبو الفتح: روينا عن قُطرب هذه القراءة عن أبي عبد الرحمن، وقال: الرجِلُ: الرجال،
[المحتسب: 2/21]
وعليه قراءة عكرمة وقتادة [ورجالِك]. وقالوا: ثلاثة رَجِلَة ورَجْلَة، ومثله الأراجيلُ والمِرْجَلُ. وكان يونس يرى أن الرجْلة للعبيد أكثر، وقال الشاعر:
وأية أرضٍ لا أنيت سراتها ... وأية أرض لم أرِدْها بِمِرْجَل
أي برجال.
ويقال: رجْل جمع راجِل كتاجر وتَجْر، وهذا عند سيبويه اسم للجمع غير مكَّسر بمنزلة الجامل والباقر، وهو عند أبي الحسن تكسير راجل وتاجر، وقال زهير:
هم ضربوا عن فرجها بكتيبة ... كبيضاء حرْس في جوانبها الرجْل
ويكون الرجال جمع راجل كتاجر وتِجَار، قال الله تعالى: {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ). [المحتسب: 2/22]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأجلب عليهم بخيلك ورجلك}
قرأ حفص {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} بكسر الجيم هذه لغة للعرب يقال رجل ورجل يقول العرب قصر وقصر قال الشّاعر
[حجة القراءات: 405]
أضرب بالسّيف وسعد في القصر
وقال بعض أهل البصرة إنّما كسرت الجيم إتباعا لكسرة اللّام واللّام كسرت علامة للجر كما قرأ الحسن البصريّ {الحمد لله}
وقرأ الباقون {ورجلك} بإسكان الجيم جمع راجل تقول راجل ورجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر). [حجة القراءات: 406]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {ورجلك} قرأه حفص بكسر الجيم، وأسكن الباقون.
وحجة من كسر الجيم أنه لغة في «رجل»، يقال: رجْل ورجِل للراجل فيسكنون استخفافًا، ورجِل صفة إذا كان بمعنى راجل، والصفة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/48]
إذا أتت على «فَعْل» جاز فيها «فَعِل» يقال: نَدْس ونَدِس، حذْر وحذِر، فعلى هذا قالوا في «رجل» الذي هو صفة بمعنى «راجل» رجل، كما قالوا: ندس، فـ «رجلك» واحد يراد به الكثرة.
19- وحجة من قرأ بالإسكان أنه جمع «راجلا» على «رجل» كـ «صاحب وصحب وراكب وركب وتاجر وتجر»، وقد قالوا: رجل ورجال، كما قالوا: صاحب وصحاب، وقالوا راجل ورجلى وراجل ورجال، ويجوز أن تكون قراءة من أسكن مثل قراءة من كسر الجيم، إلا أنه أسكن الكسرة استخفافًا، فتتفق القراءتان، والاختيار الإسكان، لأن عليه الجماعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/49]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [آية/ 64] بكسر الجيم:
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أن رجِلًا ورجُلًا بكسر الجيم وضمها مسموعان في معنى الراجل، قال الشاعر:
78- أما أقاتل عن ديني على فرسي = ولا كذا رجلًا إلا بأصحاب
أي راجلًا، ورُوي بكسر الجيم أيضًا.
ومثل ذلك: ندُسٌ وندِسٌ وحذُرٌ وحذِرٌ، فرجِلٌ على هذا يكون واحدًا يراد به الكثرة.
وقرأ الباقون {وَرَجْلِكَ} بسكون الجيم.
والوجه أنه جمع راجل نحو راكبٍ وركبٍ وصاحبٍ وصحبٍ.
ويجوز أن يكون رجل بإسكان الجيم مخففًا من رجُلٍ أو رجِل اللذين سبق ذكرهما، كما تقول: عضد وكتف بالإسكان من عضدٍ وكتفٍ، وهو على هذا أيضًا واحد يُراد به الكثرة). [الموضح: 761]

قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس