عرض مشاركة واحدة
  #100  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:48 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فَإِذا قَضَيتُم مَّناسِكَكُم فَاِذكُروا اللهَ كَذِكرِكُم آَباءَكُم} الآية
قال مجاهد: كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا بالموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية وأيامهم وأنسابهم فتفاخروا فأنزل الله تعالى: {فَاِذكُروا اللهَ كَذِكرِكُم آَباءَكُم أَو أَشَدَّ ذِكرا}.
وقال الحسن: كانت الأعراب إذا حدثوا أو تكلموا يقولون: وأبيك إنهم لفعلوا كذا وكذا فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 57]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم} [الآية: 200]
1 - قال الواحدي قال مجاهد كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية وأيامهم وأنسابهم وتفاخروا فأنزل الله تعالى فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
قال وقال الحسن يعني البصري
كانت العرب إذا حدثوا أو تكلموا يقولون وأبيك أنهم ليفعلون كذا فأنزل الله تعالى هذه الآية
أما قول مجاهد فأخرجه الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عنه ولفظه فإذا قضيتم مناسككم هو إراقة الدماء فاذكروا الله كذكركم آباءكم تفاخر العرب بينها بفعال آبائها حين يفرغون يوم النحر فأمروا أن يذكروا الله مكان ذلك
وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن مجاهد قال كان أهل الجاهلية من المشركين إذا اجتمعوا في الموسم ذكروا فعال آبائهم وأنسابهم في الجاهلية فتفاخروا بذلك
ومن طريق معمر عن قتادة كانوا إذا قضوا مناسكهم اجتمعوا فذكروا آباءهم وأيامهم فأمروا أن يجعلوا مكان ذلك ذكرا الله كثيرا
وأخرجه عبد بن حميد من رواية شيبان عن قتادة كان هذا الحي من العرب إنما يهتمون في ذكر آبائهم هو حديث محدثهم إذا حدث وبه يقوم خطيبهم إذا خطب فأنزل الله تعالى كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
وأخرج الطبري والفاكهي من طريق القاسم بن عثمان عن انس في هذه الآية قال كانوا يذكرون آباءهم في الحج يقول بعضهم كان أبي يطعم الطعام ويقول بعضهم كان أبي يضرب بالسيف ويقول بعضهم كان أبي يجز نواصي بني فلان
زاد الفاكهي ويقوم من كل قبيلة شاعرهم وخطيبهم فيقول فينا فلان وفينا فلان ولنا يوم كذا ودفعنا بني فلان يوم كذا ثم يقوم الشاعر فينشد ما قيل فيهم من الشعر ثم يقول من يفاخرنا فليأت بمثل فخرنا فمن كان يريد المفاخرة من القبائل قام فذكر مثالب تلك القبيلة وما فيها من المساوئ فكان ذلك من شأنهم حتى جاء الله بالإسلام وأنزل على نبيه في كتابه فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله بذكركم آباءكم يعني دعوا هذه المفاخرة واذكروا الله
وأخرج الطبري والفاكهي أيضا من طريق سفيان عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل كان أهل الجاهلية يذكرون فعال آبائهم في الناس فمن الناس من يقول آتنا غنما هب لنا إبلا فنزلت فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق
وقال الطبري أيضا حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش قال كان أهل الجاهلية إذا فرغوا من الحج قاموا عند البيت فيذكرون آباءهم وأيامهم كان أبي يطعم الطعام وكان أبي يفعل فذلك قوله فاذكروا الله كذكركم آباءكم قال أبو كريب فذكرته ليحيى بن آدم فقلت عمن هو فقال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل
ورد قيس بن الربيع عن عاصم بلفظ كان أهل الجاهلية إذا نظر أحدهم إلى البيت يقول كان أبي كان جدي يقاتل يطعم يفعل يفعل يعد من ذلك ما شاء الله ثم يقول اللهم آتني إبلا اللهم آتني غنما فقال الله تعالى فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
وأخرج الطبراني في كتاب الدعاء من طريق أبي سعد البقال عن أبي عون الثقفي قال شهدت خطبة عبد الله بن الزبير فذكر قصة طويلة وفيها وكانوا إذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
وأبو سعد اسمه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف
ونقل ابن ظفر عن مقاتل وغيره كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى والجبل فافتخروا بمكارم آبائهم وعن ابن عباس قال هم والله المشركون يسألون الله المال ويقولون اللهم اسقنا المطر وأعطنا لي عدونا الظفر ولا يسألون حظا في الآخرة فإذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل هذه الآية
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق شعبة عن عثمان بن أبي رواد عن عطاء أنه قال في هذه الآية كذكركم قال هو قول الصبي يا بابا
ومن طريق ابن جريج قال عطاء ذكركم آباءكم أبه أمه
ومن طريق أخرى عن عطاء كالصبي يلهج بأبيه وأمه
ومن طريق جويبر عن الضحاك فاذكروا الله كذكركم آباءكم يعني بالذكر ذكر الأبناء الآباء ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس نحوه
ومن طريق العوفي عن ابن عباس كذلك
3 - قول آخر ذكر ابن ظفر عن أبي الحوراء قلت لابن عباس في هذه الآية
إن الرجل ليمر عليه اليوم وما يذكر أباه فقال ليس بذلك يقول أن تغضب لله عز وجل إذا عصي غضبك إذا ذكر والدك بسوء). [العجاب في بيان الأسباب:511 - 1/516]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق} [200]
أخرج الطبراني في الدعاء من طريق أبي سعد البقال أحد الضعفاء عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي قال شهدت خطبة عبد الله بن الزبير فذكر قصة طويلة وفيها إذا وكانوا إذا وقفوا عند المشعر الحرام دعوا فقال أحدهم اللهم ارزقني مالا وقال الآخر اللهم ارزقني إبلا وقال الآخر ارزقني غنما فأنزل الله تعالى فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا إلى قوله والله سريع الحساب
وأخرج الطبري من طريق القاسم بن عثمان عن أنس في قوله تعالى فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق قال كانوا يطوفون بالبيت عراة فيدكون ويقولون اللهم اسقنا المطر وأعطنا على عدونا الظفر وردنا صالحين إلى صالحين
ومن طريق مجاهد كانوا يقولون ربنا آتنا نصرا ورزقا ولا يسألون لآخرتهم شيئا ومن طريق السدي نحوه وقال مقاتل كانوا إذا قضوا مناسكهم قالوا اللهم أكثر أموالنا وأبناءنا ومواشينا وأطل بقاءنا وأنزل علينا الغيث وأنبت لنا المرعى واصحبنا في أسفارنا وأعطنا الظفر على عدونا ولا يسألون ربهم في أمر آخرتهم شيئا فنزلت
وأخرج الطبري من طريق خصيف عن سعيد بن جبير وعكرمة قالا كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة فنزلت هذه الآية
ومن طريق عبد الله بن كثير عن مجاهد كانت العرب يوم النحر حين يفرغون يتفاخرون بفعال آبائهم فأمروا بذكر الله عز وجل مكان ذلك
وأخرج عبد بن حميد من طريق عثمان بن عن عطاء كان أهل الجاهلية إذا نزلوا منى تفاخروا بآبائهم ومجالسهم فقال هذا فعل أبي كذا وكذا وقال هذا فعل أبي كذا وكذا فنزلت
ومن طريق طلحة بن عمر عن عطاء كان أهل الجاهلية يتناشدون الأشعار يذكرون فيها آباءهم يفخر بعضهم على بعض فنزلت
وسيأتي عن عطاء خلاف هذا
ومن طريق أسباط عن السدي كانت العرب إذا قضت مناسكها وأقاموا بمنى يقوم الرجل فيسأل الله اللهم أن أبي كان عظيم الجفنة عظيم القبة كثير المال فأعطني مثل ما أعطيت أبي ليس يذكر الله إنما إنما يذكر أباه ويسأل أن يعطي في الدنيا أخرجه الفريابي عنه). [العجاب في بيان الأسباب:516 - 1/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون في المواسم، يقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات، ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله} الآية.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة، وذكروا أيامهم في الجاهلية وفعال آبائهم فنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف. فيقولون: اللهم اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا، فأنزل الله فيهم: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)} ويجيء بعدهم آخرون من المؤمنين، فيقولون: {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)} ). [لباب النقول: 40]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس