عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:38 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا تبتئس بما كانوا يفعلون...}
يقول: {لا تستكن ولا تحزن} ). [معاني القرآن: 2/13]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فلا تبتئس} فهي تفتعل، من البؤس أو من البأس جميعًا؛ وقالوا: ابتأس بالأمر ابتئاسًا؛ إذا اشتد عليه.
وقال لبيد:
في مأتم كنعاج صارة يبتئسن بما لقينا). [معاني القرآن لقطرب: 687]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأوحي إلى نوح أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون}
فلذلك - واللّه أعلم - استجار نوح بقوله: {لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا * إنّك إن تذرهم يضلّوا عبادك ولا يلدوا إلّا فاجرا كفّارا}.
أعلم أنّهم لا يلدون إلا الكفرة.
بقوله تعالى: {أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} معناه لا تحزن ولا تستكن). [معاني القرآن: 3/50-49]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن }
قال الضحاك فدعا عليهم أي لما أخبر بهذا قال إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا
ثم قال جل وعز: {فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} ثم قال مجاهد وقتادة أي فلا تحزن
قال أبو جعفر وهو عند أهل اللغة حزن مع استكانة). [معاني القرآن: 3/347-346]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بأعيننا ووحينا...}
كقوله: {ارجعون} يخرج على الجمع ومعناه واحد على ما فسّرت لك من قوله: {بل نظنّكم كاذبين} لنوح وحده، و{على خوفٍ من فرعون وملئهم} ). [معاني القرآن: 2/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والفلك} السفينة. وجمعها فلك، مثل الواحد). [تفسير غريب القرآن: 203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون}
الفلك السفينة، والفلك يكون واحدا ويكون جمعا كما أنهم قالوا أسد وأسد، قالوا في الواحد فلك وفي الجمع فلك، لأن فعلا وفعلا جمعها واحد ويأتيان بمعنى كثيرا، يقال العجم والعجم، والعرب والعرب والفلك والفلك.
والفلكة يقال لكلّ شيء مستدير أو في استدارة.
ومعنى: {بأعيننا ووحينا} أي بإبصارنا إليك وحفظنا لك، وبما أوحينا إليك
{ولا تخاطبني في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون} المعنى: لا تخاطبني في إمهال الذين كفروا إنهم مغرقون). [معاني القرآن: 3/50]

تفسير قوله تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {تسخروا منا} تقول: سخرت منه وسخرت به جميعًا، سخرًا وسخرًا وسخرًا وسخريًا وسخريًا؛ كله الهزء.
وقد قالوا: اتخذت زيدًا سخرة؛ أي سخريًا؛ وقالوا: تسخرته سخرة، بإسكان الخاء؛ أي قهرته على ما في يده؛ وقالوا أيضًا: اتخذته سخريًا؛ أي سخرة بضم السين؛ وقالوا اتخذتني هزويًا؛ أي سخريًا من الهزء يا هذا). [معاني القرآن لقطرب: 688]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أخبر اللّه - جل ثناؤه - بعمله الفلك فقال:
{ويصنع الفلك وكلّما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون}
يقال في التفسير إنهم كانوا يقولون: هذا الذي يزعم أنه نبي مرسل صار نجّارا، فقال: {إن تسخروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون}.
أي نحن نستجهلكم كما تستجهلوننا، ثم أعلمهم بما يكون عاقبة أمرهم فقال:
{فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم} ). [معاني القرآن: 3/51-50]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه}
يروى أنهم كانوا يمرون به وهو يصنع الفلك فيقولون هذا الذي كان يزعم أنه نبي قد صار نجارا
ثم قال جل وعز: {قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون}
أي إن تستجهلونا فنحن نستجهلكم كما استجهلتمونا). [معاني القرآن: 3/347]

تفسير قوله تعالى: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم}
أي فسوف تعلمون من هو أحق بالخزي، ومن هو أحمد عاقبة). [معاني القرآن: 3/51]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}
أي من يؤول أمره إلى هذا فهو الجاهل). [معاني القرآن: 3/347]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وفار التّنّور...}
هو تنّور الخابز: إذا فار الماء من أحرّ مكان في دارك فهي آية العذاب فأسر بأهلك. وقوله: {من كلٍّ زوجين اثنين} والذكر والأنثى من كل نوع زوجان.
وقوله: {وأهلك إلاّ من سبق عليه القول} حمل معه امرأة له سوى التي هلكت، وثلاثة بنين ونسوتهم، وثمانين إنسانا سوى ذلك.
فذلك قوله: {ومن آمن وما آمن معه إلاّ قليلٌ} و(الثمانون) هو القليل).[معاني القرآن: 2/14]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {حتّى إذا جاء أمرنا وفار التّنّور قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك إلاّ من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلاّ قليلٌ}
وقال: {قلنا احمل فيها من كلّ زوجين اثنين} فجعل الزوجين الضربين الذكور والإناث.
وزعم يونس أن قول الشاعر:
وأنت امرؤٌ تعدو على كلّ غرّةٍ = فتخطئ فيها مرّةً وتصيب
يعني الذئب فهذا أشد من ذلك). [معاني القرآن: 2/41]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أهل المدينة وأبي عمر والعامة {من كل زوجين اثنين} بالإضافة.
وقراءة ابن الزبير {من كل زوجين} ينون "كل" ولا يضيف في هود هاهنا، وفي {قد أفلح المؤمنون} ). [معاني القرآن لقطرب: 672]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وفار التنور} فكان ابن عباس رحمه الله يقول: كان تنور آدم وهبه الله لنوح.
وكان علي رحمه الله يقول {وفار التنور} هو طلوع الفجر.
فار يفور فورا وفؤورًا وفورانًا.
(وقوله {من كل زوجين اثنين} كان الحسن يقول في {من كل زوج كريم}: أي لون حسن، والزوج: اللون.
وقال الأعشى:
وكل زوج من الديباج يلبسه = أبو قدامة محبوا بذاك معا
وقال لبيد:
وذي بهجة كن المقانب صوبه = وزينه أزواج نور مشرب
[معاني القرآن لقطرب: 687]
وكان الحسن يقول في قوله {ومن كل شيء خلقنا زوجين} قال: السماء زوج، والأرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج؛ حتى يصير الأمر إلى الله عز وجل الذي لا يشبهه شيء).
[وعن محمد بن صالح]:
أي ضرب أنت، وأي شرج أنت، وأي زوج أنت، كله: أي لون أنت ونوع). [معاني القرآن لقطرب: 688]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {من كلٍّ زوجين اثنين} أي من كلّ ذكر وأنثى اثنين.
{وأهلك إلّا من سبق عليه القول} أي سبق القول بهلكته). [تفسير غريب القرآن: 204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {حتّى إذا جاء أمرنا وفار التّنّور قلنا احمل فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلك إلّا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلّا قليل}
أعلم اللّه - جلّ وعزّ - نوحا أن وقت إهلاكهم فور التّنور.
وقيل في التّنور أقوال:
- قيل إن التّنور وجه الأرض.
- ويقال إن الماء فار من ناحية مسجد الكوفة
- ويقال إن الماء فار من تنور الخابزة، وقيل التنور تنوير الصبح.
والجملة أن الماء فار من الأرض وجاء من السّماء قال اللّه جلّ وعزّ: {ففتحنا أبواب السّماء بماء منهمر * وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر}.
فالماء فوره من تنّور أو من ناحية المسجد أو من وجه الأرض، أو في وقت الصبح لا يمنع أن يكون ذلك العلامة لإهلاك القوم.
{قلنا احمل فيها من كلّ زوجين اثنين} أي: من كل شيء، والزوج في كلام العرب واحد ويجوز أن يكون معه واحد، والاثنان يقال لهما زوجان يقول الرجل: على زوجان من الخفاف.
وتقول: عندي زوجان من الطير، وإنما تريد ذكر أو أنثى فقط.
وتقرأ من كلّ زوجين -على الإضافة- والمعنى واحد في الزوجين أضفت أم لم تضف.
(وأهلك إلّا من سبق عليه القول ومن آمن) أي واحمل من آمن، ويقال إن الذين آمنوا معه كانوا ثمانين نفسا.
فقال تعالى: {وما آمن معه إلّا قليل} لأن ثمانين قليل في جملة أمّة قوم نوح). [معاني القرآن: 3/51-52]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور}
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال أي وطلع الفجر كأنه يذهب إلى تنوير الصبح
قال عبد الله بن عباس التنور وجه الأرض وكانت علامة بين نوح وربه جل وعز أي إذا رأيت الماء قد فار على وجه الأرض فاركب أنت وأصحابك السفينة
وقال قتادة التنور أعلى الأرض وأشرفها وكان ذلك علامة له
وكان مجاهد يذهب إلى أنه تنور الخابز
وقال الشعبي جاء الماء من ناحية الكوفة
قال أبو جعفر وهذه الأقوال ليست بمتناقضة لأن الله قد خبرنا أن الماء قد جاء من السماء والأرض فقال: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا}
فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة
وقوله جل وعز: {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين}
قال مجاهد أي ذكرا وأنثى
وقال قتادة أي من كل صنفين
والزوج في اللغة واحد معه آخر لا يستغني عنه
يقال عندي زوجان من الخفاف وما أشبه ذلك
ثم قال جل وعز: {وأهلك إلا من سبق عليه القول} أي إلا من سبق عليه القول بالهلاك
ثم قال جل وعز: {ومن آمن} أي واحمل من آمن
ثم قال جل وعز: {وما آمن معه إلا قليل}
يروى عن ابن عباس أنه قال حمل معه ثمانين
وقال قتادة ما آمن معه إلا ثمانية خمسة بنين وثلاث نسوة). [معاني القرآن: 3/347-350]


رد مع اقتباس