عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (1) إلى الآية (13) ]
{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}

قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ (1)}
قوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)}
قوله تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ (3)}
قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}
قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)}
قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)}
قوله تعالى: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ أبو السمال: [وَالسَّمَاءُ رَفَعَهَا]، رفع.
قال أبو الفتح: الرفع هنا أظهر قراءة الجماعة؛ وذلك أنه صرف إلى الابتداء؛ لأنه عطفه على الجملة الكبيرة التي هي قوله تعالى : {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}، فكما أن هذه الجملة مركبة من مبتدأ وخبر، فكذلك قوله تعالى: [وَالسَّمَاءُ رَفَعَهَا] جملة من مبتدأ وخبر، معطوفة على قوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} .
وأما قراءة العامة بالنصب: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} فإنها معطوفة على {يسجدان} وحدها، وهي جملة من فعل وفاعل، والعطف يقتضي التماثل في تركيب الجمل، فيصير تقديره: يسجدان، ورفع السماء. فلما أضمر "رفع" فسره بقوله: "رفعها"، كقولك: قام زيد، وعمرا ضربته، أي: وضربت عمرا؛ لتعطف جملة من فعل وفاعل على أخرى مثلها.
وفي نصب {السماء} على قراءة العامة رد على أبي الحسن في امتناعه أن يقول: زيد ضربته وعمر كلمته، على أن يكون تقديره: وكلمت عمرا، عطفا على ضربته، قال: لأن قولك: "ضربته" جملة ذات موضع من الإعراب؛ لكونها خبر مبتدأ، وقولك: وكلمت عمرا لا موضع لها من الإعراب؛ لأنها ليست خبرا عن زيد؛ لخلوها من ضميره، قال: فلا يعطف جملة غير ذات موضع على جملة ذات موضع؛ إذ العطف نظير التثنية، فينبغي أن يتناسب المعطوف والمعطوف عليه.
وهذا ساقط عند سيبويه؛ وذلك أن ذلك الموضع من الإعراب لما لم يخرج إلى اللفظ سقط حكمه، وجرت الجملة ذات الموضع كغيرها من الجملة غير ذات الموضع، كما أن الضمير
[المحتسب: 2/302]
في اسم الفاعل لما لم يظهر إلى اللفظ جرى مجرى ما لا ضمير فيه، فقيل: في تثنيته: قائمان، كما قيل: فرسان ورجلان، بل إذا كان اسم الفاعل قد يظهر ضميره إذا جرى على غير من هو له، ثم أجرى مع ذلك مجرى ما لا ضمير فيه لما لم يظهر في بعض المواضع -كان ما لا يظهر فيه الإعراب أصلا أحرى بأن يسقط الاعتداد به، والكلام هنا فيه طول، وهذا كتاب شرطنا فيه اختصاره؛ ليقرب على القرأة فهمه، فمنع ذلك من تقصيه وإغراق مدى القول فيه). [المحتسب: 2/303]

قوله تعالى: {أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)}
قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة بلال بن أبي بردة: [وَلا تَخْسَرُوا]، بفتح التاء والسين.
وقرأ بلال أيضا: [وَلا تَخْسِرُوا]، من خسر يخسر، بخلاف.
قال أبو الفتح: أما تخسروا -بفتح التاء والسين- فينبغي أن يكون على حذف حرف الجر، أي: تخسروا في الميزان، فلما حذف الجر أفضى إليه الفعل قبله، فنصبه؛ كقوله تعالى : {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}، أي: في كل مرصد، وعلى كل مرصد، وكقوله:
بأسرع الشد مني يوم لانية ... لما لقيتهم واهتزت اللمم
أراد بأسرع في الشد، فحذف الحرف وأوصل "أسرع"، أو فعلا دل عليه أسرع هذه. وأما [تَخْسِرُوا]، بفتح التاء، وكسر السين فعلى خسرت الميزان، وإنما المشهور أخسرته. خسر الميزان، أي: نقص، وأخسرته. ويشبه أن يكون لغة في أخسرته، كما يشترك فيه فعلت وأفعلت من المعنى الواحد، نحو أجبرت الرجل وجبرته، أهلكت الشيء هلكته). [المحتسب: 2/303]

قوله تعالى: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10)}
قوله تعالى: {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11)}
قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (والحبّ ذو العصف والرّيحان (12).
قرأ ابن عامر " والحبٌ ذا العصف والريحان " نصبا كله.
وقرأ حمزة والكسائي (والحبّ ذو العصف) بالرفع (والريحان) خفضًا.
وقرأ الباقون (والحبّ ذو العصف والرّيحان) رفعًا كله.
قال أبو منصور: من قرأ (والحبّ ذا العصف) فإنه عطفه على قوله (والأرض وضعها للأنام)، كأنه قال: وخلق الحبّ ذا العصف.
والعصف. ورق الزرع، ويقال له: التبن.
وأمّا الريحان، فهو: الحب ومنه قيل للرزق: ريحان.
وحدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا الحسين بن الحسن عن أبي كدينة عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله (والحبّ ذو العصف والريحان)، قال: العصف: الزرع. والريحان: الرزق.
ومن قرأ (والريحان) بالكسر عطفه على (العصف).
ومن قرأ (والريحان) عطفه على قوله: (والحبّ) ). [معاني القراءات وعللها: 3/44]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {والحب ذو العصف} [12].
قرأ ابن عامر وحده: {والحب ذا العصف والريحان} نصبا على تقدير: {والسماء رفعها} وخلق الحب وأثبت الحب جعله مفعولا.
وقرأ الباقون: {والحب} عطفًا على قوله: {فيها فاكهة} وفيها الحب. فيكون ابتداء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/333]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والريحان} [12].
قرأ حمزة والكسائي بالخفض أي: ذو العصف، وذو الريحان لأن الحب: الحنطة، وعصفه التبن، ويقال: ورق الزرع، والريحان الرزق. تقول العرب: خرجنا نطلب ريحان الله أي: رزقه.
وقرأ الباقون: {والريحان} عطفا على الحب وينشد:
سماء الإله ويحانه = ورحمته وسماء درر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/333]
وذكر الله تعالى عباده نعمه في هذه السورة، فقال: {الرحمن علم القرآن * خلق الإنسان} يعني: آدم، وقيل: محمد عليه السلام. وقيل: سائر الناس {علمه البيان} ثم قال: {فبأي الآء ربكما تكذبان}.
والآلاء: النعماء، ويقال: العصيفة بمعنى العصف، والحب البر، والحب: جمع حبة وهي بذور البقل، قال أبو النجم:
في حبة جرف وحمض هيكل
والحب أيضًا: القرط.
وحدثني أحمد عن على عن أ[ي عبيد، قال: حدثنا هشيم عن جويبر عن الضحاك: {فروح وريحان} قال الروح: الاستراحة والريحان: الرزق. قال: وحدثني هشيم عن عوف عن الحسن: روح وريحان في قوله: {فروح وريحان} قال الروح: الرحمة والريحان: ريحانكم هذا.
وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فروح} بالضم فمن قرأ بالفتح فشاهده: {لا تيأسوا من روح الله} وريحان: ووزنه فيعلان، والأصل: ريحان، وتلخيصه: ريوحان، فلما اجتمعت الواو والياء والسابق ساكن قلبوا من الواو ياء وأدغموا ثم كرهوا التشديد فحذفوا إحدي الياءين كما في هين ولين وميت وكينونة، ولولا أنه مخفف من مشدد لقيل: كونونة وروحان وميوت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/334]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر وحده والحب ذا العصف والريحان [12] بالنصب.
الباقون: الحب ذو العصف رفع.
قال أبو عبيدة: العصف: الذي يعصف فيؤكل من الزرع، وهو العصيفة، قال: علقمة ابن عبدة:
يسقي مذانب قد مالت عصيفتها حدورها من أتيّ الماء مطموم
طمّها الماء: ملأها، قال: والريحان: الحبّ الذي يؤكل، تقول: سبحانك وريحانك، أي: رزقك، وأنشد للنّمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
[الحجة للقراء السبعة: 6/244]
وروي عن ابن عباس: العصف: الورق، قتادة: العصف: النّبق، وقيل: العصف والعصيفة: أعالي ورق الزرع، قول ابن عامر: والحب ذا العصف حمله على أنّ قوله: والأرض وضعها للأنام [الرحمن/ 10] مثل: خلقها للأنام وخلق الحبّ ذا العصف، وخلق الريحان، وهو الرزق، ويقوّي ذلك قوله: فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى [طه/ 53] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/245]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: واختلفوا في رفع النون وخفضها من قوله: والريحان [الرحمن/ 12] فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو والريحان رفع. وقرأ حمزة والكسائي: والريحان خفض.
قال أبو علي: من رفع فقال: الريحان حمل ذلك على الرفع الذي قبله: فيها فاكهة، والنخل، والحبّ، وهذا أيضا يدلّ على معنى الخلق، إلا أنه إذا تبع ما قبله كان أحسن، ليكون الكلام من وجه واحد، وفيه الدّلالة على معنى الخلق. والريحان من قول من رفع محمول على: فيها، والمعنى: فيها هذه الأشياء التي عدّت، أى: فيها فاكهة والريحان والحبّ ذو العصف.
ومن جرّ فقال: ذو العصف والريحان حمله على: ذو، كأنّه: والحبّ ذو العصف وذو الريحان، أي من الحب: الرزق، فإن قلت: العصف والعصيفة رزق أيضا، فكأنّه قال: ذو الرزق، وذو الرزق،
[الحجة للقراء السبعة: 6/245]
قيل: هذا لا يمتنع، لأن العصيفة رزق غير الذي أوقع الريحان عليه، وكأن الريحان أريد به الحبّ إذا خلص من لفائفه فأوقع عليه الرزق لعموم المنفعة، وأنه رزق للناس ولغيرهم. ويبعد أن يكون الريحان المشموم في هذا الموضع إنما هو قوت للناس والأنعام، كما قال:
فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم [طه/ 53] أي: ارعوها إياها، وقال: متاعا لكم ولأنعامكم [عبس/ 32] فكذلك: العصيفة يختصّ بأنه رزق الأنعام، والريحان يعمّ الأناسي وغيرهم، فإن قلت: كيف يكون الريحان مصدرا وهو في الأصل فيعلان والعين محذوفة، وليس في أبنية المصادر شيء على هذا الوزن، قيل: يجوز في ذلك وجهان، أحدهما: أن تجعله اسما وضع موضع المصدر كما وضع تربا وجندلا، ونحو ذلك موضع المصادر.
والآخر: أن يكون هذا مصدرا اختصّ به المعتلّ كما اختصّ بكينونة ونحوه، وليس ذلك في الصحيح. ويحتمل وجها آخر: وهو أن تجعله على فعلان، مثل: الليان، وتجعل الياء بدلا من الواو، كما جعلت الواو بدلا من الياء في أشاوى، وكذلك جعلت الياء بدلا من الواو في ريحان، فانتصب انتصاب المصادر فيما حكاه سيبويه من قولهم: سبحان الله وريحانه، كأنه قال: واسترزاقا، وليس ذلك كما لزمه الانتصاب من المصادر نحو: معاذ الله وسبحان الله، ألا ترى أنه قد جاء مرفوعا في بيت النمر، ومجرورا في قراءة من جرّ الريحان). [الحجة للقراء السبعة: 6/246]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والحب ذو العصف والريحان}
قرأ ابن عامر (والحب ذا العصف والريحان) بالنّصب حمله على قوله {والأرض وضعها للأنام} لأن {وضعها} بمعنى خلقها وخلق الحبّ ذا العصف وخلق الريحان هذا نعت للحب وحجتهما قوله {فأخرجنا به أزواجًا من نبات شتّى}
وقرأ الباقون {والحب ذو العصف} عطفا على قوله {فيها فاكهة} وفيها الحبّ ذو العصف فيكون ابتداء
قرأ حمزة والكسائيّ {والريحان} خفض وقرأ الباقون {والريحان} بالرّفع
فمن قرأ {والريحان} فإنّه عطف على {العصف} أراد والحب ذو العصف وذو الريحان والعصف ورق الزّرع وهو التّبن كذا قال الضّحّاك والريحان الرزق والعرب تقول ذهبنا نطلب ريحان
[حجة القراءات: 690]
الله أي رزق الله فقوله {ذو العصف والريحان} أي ذو الورق قال السّديّ الحبّ الحنطة والشعير والعصف الورق والريحان الرزق ومن قرأ {والريحان} بالرّفع فإنّه عطف على {الحبّ} ويكون المعنى فيها فاكهة وفيها الحبّ ذو العصف وفيها الريحان فيكون الريحان ها هنا هو الريحان الّذي يشم ويكون أيضا ها هنا هو الرزق). [حجة القراءات: 691]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {والحب ذو العصف والريحان} قرأه ابن عامر بالنصب في الثلاثة الأسماء، وقرأهن الباقون بالرفع في الثلاثة، غير أن حمزة والكسائي خفضا {الريحان} خاصة.
وحجة من نصبهن أنه عطفهن على {الأرض} «10» حملً على معنى الناصب لـ {الأرض} «10» حملًا على معنى الناصب لـ {الأرض}، في قوله: {والأرض وضعها للأنام}، فـ {وضعها} يدل على «خلقها» فكأنه قال: وخلق الأرض خلقها، وخلق الحب ذا العصف والريحان، فـ {الحب} ما يؤكل، و{العصف} الورق، وقيل: هو التين، والريحان الورق.
2- وحجة من رفع الثلاثة أنه عطف ذلك على المرفوع المبتدأ قبله، وهو قوله: {فيها فاكهة والنخل} «11» وهو أقرب إليه من المنصوب، وليس فيه حمل على المعنى، إنما هو محمول على اللفظ، فكان حمله على ما هو أقرب إليه، وما لا يتكلف فيه حملٌ على المعنى، أحسن وأقوى، وهو الاختيار، ولأن الجماعة عليه، لكن النصب فيه أدخل في معنى الخلق، والرفع فيه إنما يدل على وجوده كذلك.
3- وحجة من خفض {الريحان} أنه عطفه على {العصف}، فالتقدير: «والحب ذو العصف وذو الريحان» فالمعنى: والحب ذو الورق وذو الرزق، فالورق رزق البهائم، و{الريحان} هو الرزق لبني آدم كما قال:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/299]
{أزواجًا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم} «طه 53، 54» وكما قال: {وفاكهة وأبا} «عبس 31» فالفاكهة رزق لبني آدم، و«الأب» ما ترعاه البهائم، وأصل {الريحان} أنه اسم وضع موضع المصدر، وأصله عند النحويين «ريوحان» على وزن «فيعلان» ثم أدغمت الواو والياء، فصار «ريحان» ثم خفف كـ «رميت» كراهة التشديد في الياء، مع ثقل طول الاسم «ريحان» فألزم التخفيف لطوله، وللزوم الزواد له، فهو مثل قولك: تربًا وجندلا، بما وضع من الأسماء موضع المصدر، ويجوز أن يكون «ريحان» مصدرًا، اختص بهذا البناء، كما اختصت المعتلات بأبنية ليست في السالمة، نحو كينونة، ويكون مما حذفت عينه لطوله، كما حذفت من «كينونة» و«صيرورة» ويجوز أن يجعل {الريحان} «فعلان»، ولا تقدر فيه حذفًا على أن تكون الياء بدلًا من واو، كما جعلت الواو بدلًا من ياء في «أشاوى»، وانتصاب {الريحان} انتصاب المصادر، تقول: سبحان الله وريحانه، كأنه قال: براءة الله من السوء واسترزاقه، أو قال: تنزيهًا لله واسترزاقه، إلا أن «ريحان» يخالف «سبحان الله» و«معاذه»، لأنه ينصرف بوجوه الإعراب، وليس ذلك في «سبحان الله» و«معاذه»، لا يكون هذا إلا منصوبًا فافهمه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/300]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَالْحَبُّ ذُا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [آية/ 12] بنصب الباء والذال والنون:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن نصب هذه الأسماء الثلاثة محمول على معنى قوله {وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ}؛ لأن المراد بوضع الأرض خلقها، كأنه قال: والأرض خلقها وخلق الحب ذا العصف وخلق الريحان، وهو الرزق.
وقرأ الباقون {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} بالرفع فيهما.
ثم اختلفوا في {الرَّيْحَانُ} بالرفع.
والوجه في رفع قوله {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} أنه محمول على ما قبله من الرفع، وهو قوله {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ} فعطف الحب وصفته على فاكهة
[الموضح: 1228]
والتقدير: فيها فاكهة وفيها الحب ذو العصف.
وأما {الرَّيْحَانُ} فجره بالعطف على {الْعَصْفِ} كأنه قال: الحب ذو العصف وذو الريحان، ورفعه بالعطف على {فَاكِهَةٍ} كما سبق، كأنه قال: فيها فاكهة والنخل والحب والريحان). [الموضح: 1229]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس