عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (77) إلى الآية (83) ]

{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)}


قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77)}
قوله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)}
قوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)}
قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80)}
قوله تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أوليس الّذي خلق السّماوات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم (81)
قرأ الحضرمي وحده (يقدر على أن يخلق) بالياء والرفع على (يفعل)، وكذلك قرأ في الأحقاف: (يقدر على أن يحيى الموتى).
وقرأ سائر القراء (بقادرٍ) بالباء والخفض والتنوين في السورتين.
[معاني القراءات وعللها: 2/312]
قال أبو منصور: الذي قرأ به الحضرمي جيد في باب النحو والعربية صحيح، والذي قرأ به القراء جيد عند حذاق النحويين.
وكان أبو حاتم السجستاني يوهّن هذه القراءة التي اجتمع عليها القراء، ويضعفها - وغلط فيما ذهب وهمه إليه.
وأخبرني المنذري عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنه قال في قوله: (ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ) هذه الباء التي تدخل للجحد؛ لأنّ المجحود في المعنى، وإن كان قد حال بينهما بأن المعنى: أولم يروا أن الله قادر على أن يحيى الموتى - فإن اسم (يروا)، وما بعدها في صلتها لا تدخل فيه الباء، ولكن معناه جحدٌ فدخلت للمعنى -
قال: وقال الفراء والكسائي. يقال: ما ظننت إن زيدًا إلا قائم، وما ظننت إن زيدًا قائم - فهذا مذهب الكسائي والفراء.
قال أبو منصور: وأجاز سييويه، وأبو العباس المبرد، وأبو إسحاق الزجاج، وأحمد ين يحيى ما أنكره السجستاني، وهم أعلم بهذا الباب منه، والقراء أكثرهم على هذه القراءة -
أنشد الفرّاء في مثل هذه الباء:
فما رجعت بخائبةٍ ركابٌ... حكيم بن المسيّب منتهاها
فأدخل الباء في (فعل) لو ألقيت نصب بالفعل لا بالباء.
قال: ويقاس على هذا ما أشبهه. قال: وتقول: ما أظنك بقائم، وما أظن أنك بقائم.
فإذا خلعت الباء نصبت الذي كانت له بما تعمل فيه من الفعل). [معاني القراءات وعللها: 2/313]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} [آية/ 81] بالياء من غير ألفٍ، على يفعل:
قرأها يعقوب يس-.
والوجه أنه خبر ليس من قوله {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}، واسم ليس هو قوله {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}.
وقوله {يَقْدِرُ} فعل مضارع صار خبرًا لليس، فموضعه نصبٌ، كما تقول:
[الموضح: 1080]
أليس الذي في الدار يضرب زيدًا؟ ومعناه ضاربًا زيدًا.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب {بِقَادِرٍ} بالباء والألف، على فاعلٍ.
والوجه أنه اسم فاعلٍ، من قدر يقدر، وهو خبر ليس أيضًا، والباء فيه لتأكيد النفي، كما تقول ليس زيدٌ بقائمٍ). [الموضح: 1081]

قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {كن فيكون} [82].
قرأ الكسائي وابن عامر: {فيكون} نصبًا نسقًا بالفاء على {أن يقول له كن} {فيكن}.
والباقون يرفعون على: فهو يكون، وكن فكان، لأنه لا يصلح أن يجعله جوابًا باللام). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/241]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر والكسائي: كن فيكون* [يس/ 82] نصبا، وقرأ الباقون: فيكون رفعا.
أمّا الكسائي فإنّه يحمل نصب فيكون* على ما قبله من «أن» ولا ينصب «فيكون» إذا لم يكن قبله «أن» فيحمل عليها.
وأمّا ابن عامر، فإنّه ينصب «فيكون» كان قبلها «أن» أولم يكن وقد ذكرنا قوله فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/47]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}
قرأ ابن عامر والكسائيّ {فيكون} نصب نسقا على قوله
[حجة القراءات: 603]
{أن يقول له كن فيكون}
وقرأ الباقون {فيكون} رفعا عل تقدير فهو يكون). [حجة القراءات: 604]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {كُنْ فَيَكُونَ} [آية/ 82] بالنصب:
قرأها ابن عامر والكسائي.
والوجه أنه نصبٌ بالعطف على قوله {أَنْ يَقُولَ} كأنه قال: أن يقول فيكون.
وقرأ الباقون {فَيَكُونُ} بالرفع.
والوجه أنه على إضمار هو، كأنه قال: فهو يكون؛ لأنه فعلٌ مضارعٌ خلا من ناصبٍ وجازم، فهو رفعٌ). [الموضح: 1081]

قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة وإبراهيم التيمي الأعمش: "مَلَكَةُ كُلِّ شَيْءٍ".
[المحتسب: 2/217]
قال أبو الفتح: معناه -والله أعلم- سبحان الذي بيده عصمة كل شيء وقدرة كل شيء، وهو من مَلَكْتُ العجينَ: إذا أَجَدْت عجنه، فقويتَهُ بذلك. ومنه المِلْكُ؛ لأنه القدرة على المملوك، ومنه المُلْكُ؛ لأن به قِوَام الأمور.
والمَلَكُوت فَعَلُوت منه، زادوا الواو والتاء للمبالغة بزيادة اللفظ، وهذا لا يطلق الملكوت إلا على الأمر الأعظم. ألا تراك تقول: مِلْك البزاز والعطار والحناط، ولا تقول الملكوت في شيء من ذلك؟ ونظيره الجَبَرُوت، والرَّغَبُوت، الرَّهَبُوت، ومنه عندنا الطاغُوت، هو فَعَلُوت من الطغيان، إلا أنه قُلِب وأصلُه طَغَيُوت، فَقُدِّمت اللام على العين، فصارت طَيَغُوت، ثم قلبتِ الياء لوقوعها متحركة بين متحركين فصار طاغُوت، وقد تقصينا ذلك في كتابنا الموسوم بالمنصف). [المحتسب: 2/218]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {إِلَيْهِ تَرْجِعُونَ} [آية/ 83] بفتح التاء وكسر الجيم:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أن المراد إنكم أيها الناس ترجعون إليه برجعه سبحانه وتعالى إياكم.
وقرأ الباقون {تُرْجَعُونَ} بضم التاء وفتح الجيم.
[الموضح: 1081]
والوجه أنكم تُرَدُّون إليه تعالى، ومعلوم أن الذي يردُّهم هو الله سبحانه، فجاء على ما لم يسم فاعله لما كان معلومًا، والمقصود هو الإخبار عن رجعهم). [الموضح: 1082]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس