عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا (60) فلمّا بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتّخذ سبيله في البحر سربًا (61) فلمّا جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا (62) قال أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشّيطان أن أذكره واتّخذ سبيله في البحر عجبًا (63) قال ذلك ما كنّا نبغ فارتدّا على آثارهما قصصًا (64) فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلّمناه من لدنّا علمًا (65)}.
سبب قول موسى [عليه السلام] لفتاه -وهو يشوع بن نون- هذا الكلام: أنّه ذكر له أنّ عبدًا من عباد اللّه بمجمع البحرين، عنده من العلم ما لم يحط به موسى، فأحبّ الذّهاب إليه، وقال لفتاه ذلك: {لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين} أي لا أزال سائرًا حتّى أبلغ هذا المكان الذي فيه مجمع البحرين، قال الفرزدق:
فما برحوا حتّى تهادت نساؤهم = ببطحاء ذي قارٍ عياب اللطائم
قال قتادة وغير واحدٍ: وهما بحر فارس ممّا يلي المشرق، وبحر الرّوم ممّا يلي المغرب.
وقال محمّد بن كعبٍ القرظي: مجمع البحرين عند طنجة، يعني في أقصى بلاد المغرب، فاللّه أعلم.
وقوله: {أو أمضي حقبًا} أي: ولو أنّي أسير حقبًا من الزّمان.
قال ابن جريرٍ، رحمه اللّه: ذكر بعض أهل العلم بكلام العرب أنّ الحقب في لغة قيسٍ: سنةٌ. ثمّ قد روي عن عبد اللّه بن عمرٍو أنّه قال: الحقب ثمانون سنةً. وقال مجاهدٌ: سبعون خريفًا. وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {أو أمضي حقبًا} قال: دهرًا. وقال قتادة، وابن زيدٍ، مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 173-174]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلمّا بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما}، وذلك أنّه كان قد أمر بحمل حوتٍ مملوحٍ معه، وقيل له: متى فقدت الحوت فهو ثمّة. فسارا حتّى بلغا مجمع البحرين؛ وهناك عينٌ يقال لها: "عين الحياة"، فناما هنالك، وأصاب الحوت من رشاش ذلك الماء فاضطرب، وكان في مكتلٍ مع يوشع [عليه السّلام]، وطفر من المكتل إلى البحر، فاستيقظ يوشع، عليه السّلام، وسقط الحوت في البحر وجعل يسير فيه، والماء له مثل الطّاق لا يلتئم بعده؛ ولهذا قال: {فاتّخذ سبيله في البحر سربًا} أي: مثل السرب في الأرض.
قال ابن جريح: قال ابن عبّاسٍ: صار أثره كأنّه حجر.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: جعل الحوت لا يمسّ شيئًا من البحر إلّا يبس حتى يكون صخرة.
وقال محمد -[هو] بن إسحاق- عن الزّهريّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين ذكر حديث ذلك: "ما انجاب ماءٌ منذ كان النّاس غيره ثبت مكان الحوت الّذي فيه، فانجاب كالكوّة حتّى رجع إليه موسى فرأى مسلكه"، فقال: {ذلك ما كنّا نبغ}.
وقال قتادة: سرب من البرّ، حتّى أفضى إلى البحر، ثمّ سلك فيه فجعل لا يسلك فيه طريقًا إلّا جعل ماءً جامدًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 174]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلمّا جاوزا} أي: المكان الّذي نسيا الحوت فيه، ونسب النسيان إليهما وإن كان يوشع هو الّذي نسيه، كقوله تعالى: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} [الرّحمن:22]، وإنّما يخرج من المالح في أحد القولين.
فلمّا ذهبا عن المكان الّذي نسياه فيه مرحلةً {قال} موسى {لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا [نصبًا]} أي: الّذي جاوزا فيه المكان {نصبًا} يعني: تعبًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 174-175]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال: {أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشّيطان أن أذكره} قال قتادة: وقرأ ابن مسعودٍ: ["وما أنسانيه أن أذكره إلّا الشّيطان]، ولهذا قال: {واتّخذ سبيله} أي: طريقه {في البحر عجبًا}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 175]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ذلك ما كنّا نبغ} أي: هذا الّذي نطلب {فارتدّا} أي: رجعا {على آثارهما} أي: طريقهما {قصصًا} أي: يقصّان أثر مشيهما، ويقفوان أثرهما).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 175]

رد مع اقتباس