عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:45 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "العبد" هو الخضر في قول الجمهور بمقتضى الأحاديث، وخالف من لا يعتد بقوله فقال: ليس صاحب موسى بالخضر، بل هو عالم آخر، والخضر نبي عند الجمهور، وقيل: هو عبد صالح غير نبي.
والآية تشهد بنبوته؛ لأن بواطن أفعاله هل كانت إلا بوحي الله؟ وروي في الحديث أن موسى وجد الخضر عليهما السلام مسجى في ثوبه مستلقيا على الأرض، فقال له: السلام عليك، فرفع الخضر رأسه وقال: وأنى بأرضك السلام؟ ثم قال له: من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل قال: نعم، قال له: ألم يكن لك في بني إسرائيل ما يشغلك عن السفر إلى هنا؟ قال: بلى، ولكني أحببت لقاءك وأن أتعلم منك، قال له: إني على علم من علم الله علمنيه ولا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
كان علم الخضر معرفة بواطن قد أوحيت إليه لا تعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها، وكان علم موسى عليه السلام علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم. وروي أن موسى وجد الخضر قاعدا على ثيج البحر، وسمي الخضر خضرا لأنه جلس على فروة يابسة فاهتزت تحته خضراء، روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، و"الرحمة" -في هذه الآية- النبوة. وقد ذكرنا الحديث المضمن أن سبب هذه القصة أن موسى عليه السلام قيل له: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: لا. وحكى الطبري حديثا آخر، مضمنه أن موسى عليه السلام قال من قبل نفسه: أي رب، أي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة خير تهديه، قال: رب، فهل في الأرض أحد؟ قال: نعم، فسأل السبيل إلى لقيه.
[المحرر الوجيز: 5/634]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والحديث الأول في صحيح البخاري.
وقرأ الجمهور: "من لدنا" بتشديد النون، وقرأ أبو عمرو: "من لدنا" بضم الدال وتخفيف النون، قال أبو حاتم: هما لغتان). [المحرر الوجيز: 5/635]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا}
هذه مخاطبة المستنزل المبالغ في حسن الأدب. المعنى: هل يتفق لك ويخف عليك؟ وهذا كما في الحديث: "هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟" وعلى بعض التأويلات يجيء كذلك قوله تعالى: {هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}"؟
وقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم: "رشدا" بتخفيف الشين، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وقرأ ابن عامر: "رشدا"، وقرأ أبو عمرو: "رشدا" بفتح الراء والشين. ونصبه على وجهين: أحدهما أن يكون مفعولا ثانيا بـ "تعلمني"، والآخر أن يكون حالا من الضمير في قوله: "أتبعك"). [المحرر الوجيز: 5/635]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال الخضر: {إنك لن تستطيع معي صبرا}، أي: إنك يا موسى لا تطيق أن تصبر على ما تراه من عملي؛ لأن الظواهر التي علمك لا تعطيه، وكيف تصبر على
[المحرر الوجيز: 5/635]
ما تراه خطأ ولم تخبر بوجه الحكمة فيه ولا وجه الصواب؟ فقرب له موسى الأمر بوعده أنه سيجده صابرا، ثم استثنى حين حكم على نفسه بأمر، فقوى الخضر وصاته، وأمره بالإمساك عن السؤال والإكنان لما يراه حتى يبتدئه الخضر لشرح ما يجب شرحه). [المحرر الوجيز: 5/636]

تفسير قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال الخضر: {إنك لن تستطيع معي صبرا}، أي: إنك يا موسى لا تطيق أن تصبر على ما تراه من عملي؛ لأن الظواهر التي علمك لا تعطيه، وكيف تصبر على
[المحرر الوجيز: 5/635]
ما تراه خطأ ولم تخبر بوجه الحكمة فيه ولا وجه الصواب؟ فقرب له موسى الأمر بوعده أنه سيجده صابرا، ثم استثنى حين حكم على نفسه بأمر، فقوى الخضر وصاته، وأمره بالإمساك عن السؤال والإكنان لما يراه حتى يبتدئه الخضر لشرح ما يجب شرحه). [المحرر الوجيز: 5/636] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال الخضر: {إنك لن تستطيع معي صبرا}، أي: إنك يا موسى لا تطيق أن تصبر على ما تراه من عملي؛ لأن الظواهر التي علمك لا تعطيه، وكيف تصبر على
[المحرر الوجيز: 5/635]
ما تراه خطأ ولم تخبر بوجه الحكمة فيه ولا وجه الصواب؟ فقرب له موسى الأمر بوعده أنه سيجده صابرا، ثم استثنى حين حكم على نفسه بأمر، فقوى الخضر وصاته، وأمره بالإمساك عن السؤال والإكنان لما يراه حتى يبتدئه الخضر لشرح ما يجب شرحه). [المحرر الوجيز: 5/636] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ نافع: "فلا تسألني" بفتح اللام وتشديد النون وإثبات الياء. وقرأ ابن عامر كذلك إلا أنه حذف الباء فقال: "فلا تسألن"، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: " فلا تسألني" بسكون اللام وثبوت الياء، وقرأ الجمهور: "خبرا" بسكون الباء، وقرأ الأعرج: "خبرا" بضمها). [المحرر الوجيز: 5/636]

رد مع اقتباس