عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:43 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا} يعني: عاقبته.
وتفسيره هذا تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/199]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هذا فراق بيني وبينك...}

[ولو نصبت الثانية كان صوابا، يتوهم أنه كان (فراق ما بيني وبينك)] ). [معاني القرآن: 2/156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا}
زعم سيبويه أن معنى مثل هذا التوكيد، والمعنى هذا فراق بيننا أي هذا فراق اتصالنا، قال: ومثل هذا أمر الكلام: أخزى اللّه الكاذب مني ومنك، فذكر بيني وبينك ثانية توكيد، وهذا لا يكون إلا بالواو ولا يجوز: " هذا فراق بيني فبينك " لأن معنى الواو الاجتماع، ومعنى الفاء أن يأتي الثاني في إثر الأول). [معاني القرآن: 3/304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال هذا فراق بيني وبينك} سيبويه يذهب إلى أن إعادة بين في مثل هذا على التوكيد أي فراق بيننا كما يقال أخزى الله الكاذب مني ومنك أي منا). [معاني القرآن: 4/274]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها} ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: أن أخرقها.
قال: {وكان وراءهم} أي: أمامهم.
{ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا} سعيدٌ، عن قتادة، قال: في بعض القراءة: وكان أمامهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ صالحةٍ غصبًا.
قال قتادة: ولعمري لو عمّ السّفن ما انفلتت، ولكن كان يأخذ خيار السّفن). [تفسير القرآن العظيم: 1/199]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وكان وراءهم مّلكٌ...}

يقول: أمامهم ملك. وهو كقوله: {من ورائه جهنّم} أي أنها بين يديه. ولا يجوز أن تقول لرجل وراءك: هو بين يديك، ولا لرجل هو بين يديك: هو وراءك، إنما يجوز ذلك في المواقيت من الأيّام والليالي والدهر أن تقول: وراءك برد شديد: وبين يديك برد شديد؛ لأنك أنت وراءه فجاز لأنه شيء يأتي، فكأنه إذا لحقك صار من ورائك، وكأنك إذا بلغته صار بين يديك. فلذلك جاز الوجهان). [معاني القرآن: 2/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكان وراءهم ملكٌ} أي بين أيديهم وأمامهم، قال:
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي= وقومي تميمٌ والفلاة ورائيا
أي أمامي). [مجاز القرآن: 1/412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وكان من وراءهم ملك}: بين أيديهم وأمامهم، كما تقول الموت من ورائك أي بين يديك). [غريب القرآن وتفسيره: 233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وكان وراءهم ملكٌ} أمامهم). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(وراء) تكون بمعنى (خلف) وبمعنى (قدّام).
ومنها المواراة والتّواري. فكلّ ما غاب عن عينك فهو وراء، كان قدّامك أو خلفك.
قال الله عز وجل: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}، أي أمامهم.
وقال: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ}، أي أمامهم.
وقال: {وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}). [تأويل مشكل القرآن: 189]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا}
مساكين: لا ينصرف لأنه جمع لا يكون على مثال الواحد، وكذلك كل جمع نحو مساجد ومفاتيح وطوامير، لا ينصرف كما ذكرنا.
وقد بيّنّا ذلك فيما تقدم في باب ما لا ينصرف.
وقوله: {وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا}.
كان يأخذ كل سفينة لا عيب فيها غصبا، فإن كانت عائبة لم يعرض لها. ووراءهم: خلفهم، هذا الأجود الوجهين.
ويجوز أن يكون: كان رجوعهم في طريقهم عليه ولم يكونوا يعلمون بخبره فأعلم اللّه الخضر خبره.
وقيل: {كان وراءهم} معناه كان قدّامهم.
وهذا جاء في العربية، لأنه ما بين يديك وما قدّامك إذا توارى عنك فقد صار وراءك.
قال الشاعر:
أليس ورائي إن تراخت منيّتي= لزوم العصا تثنى عليها الأصابع).
[معاني القرآن: 3/305-304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر}
أهل اللغة جميعا لا نعلم بينهم اختلافا يقولون المسكين الذي لا شيء له والفقير الذي له الشيء اليسير وأكثر الفقهاء على ضد هذا فيهما ويحتجون بهذه الآية قال أبو جعفر قيل وليس قوله: {كانت لمساكين يعملون في البحر} يدل على أنهم كانوا يملكونها ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من باع عبدا له مال فماله للبائع))
فليس قوله له مال مما يوجب أنه يملكه وهذا كثير جدا منه قول الله جل وعز: {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت}
ومنه قولهم باب الدار وجل الدابة والأشياء تضاف إلى الأشياء ولا يوجب ذلك ملكا فأضيفت إليهم لأنهم كانوا يعملون فيها كما أضيف المال إلى العبد لأنه معه
والاشتقاق يوجب ما قال أهل اللغة لأن مسكينا مأخوذ من السكون وهو عدم الحركة فكأنه بمنزلة الميت
والفقير كأنه الذي كسر فقاره فقد بقيت له بقية ويدل على هذا أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أحمد بن منصور الحاسب قال حدثنا علي بن الجعد قال أنبأنا حماد ابن سلمة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت أبا القاسم عليه السلام يقول إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ويسأل الناس إلحافا) [معاني القرآن: 4/276-274]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس أنه قرأ وكان أمامهم ملك قال أبو جعفر في وراء ههنا قولان: أحدهما أنه بمعنى أمام والآخر أنه بمعنى خلف على بابه كأنه قال على طريقهم إذا رجعوا
والقول الأول أحسن لقراءة ابن عباس رحمه الله به وأن اللغة تجيزه لأن ما توارى عنك فهو وراء فهذا يقع لما كان أماما ثم قال يأخذ كل سفينة غصبا،
وقرأ عثمان رحمه الله كل سفينة صالحة غصبا). [معاني القرآن: 4/277-276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وراءهم ملك} أي أمامهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَراءَهم}: قدامهم). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين}
- سعيدٌ، عن قتادة، قال: في بعض القراءة: وكان أبواه مؤمنين وكان كافرًا.

قال قتادة: ولعمري ما قتله إلا على علمٍ كان عنده.
قوله: {فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا}
- سعيدٌ، عن قتادة، قال: هي في مصحف عبد اللّه: (فخاف ربّك أن يرهقهما
طغيانًا وكفرًا).
قال يحيى: تفسير فخاف ربّك: فكره ربّك، مثل قوله: {ولكن كره اللّه انبعاثهم} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/199-200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {فخشينا...}:
فعلمنا.
وهي في قراءة أبيّ (فخاف ربّك أن يرهقهما) على معنى: علم ربّك. وهو مثل قوله: {إلاّ أن يخافا} قال: إلا أن يعلما ويظنّا. والخوف والظنّ يذهب بهما مذهب العلم). [معاني القرآن: 2/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن يرهقهما} أي يغشيهما). [مجاز القرآن: 1/412]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً}
وأما {فخشينا} فمعناه: كرهنا، لأنّ الله لا يخشى. وهو في بعض القراءات {فخاف ربّك} وهو مثل "خفت الرّجلين أن يقولا" وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما). [معاني القرآن: 2/80-79]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(خشيت) بمعنى: (علمت). قال عز وجل: {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا}، أي علمنا.
وفي قراءة أبيّ: فخاف ربك.
ومثله: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}. وقوله: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا}، أي علم.
وقوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ}، لأنّ في الخشية والمخافة طرفا من العلم). [تأويل مشكل القرآن: 190-191]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا}
{يرهقهما} يحملهما على الرهق وهو الجهل.
وقوله {فخشينا} من كلام الخضر، وقال قوم لا يجوز أن يكون فخشينا عن اللّه، وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضر قوله {فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا}
وهذا جائز أن يكون عن اللّه عزّ وجلّ: (فخشينا) لأن الخشية من اللّه عزّ وجلّ معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف). [معاني القرآن: 3/305]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين}
روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأ وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا
وروى أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طبع على الكفر فألقى على أبويه محبته). [معاني القرآن: 4/278-277]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} فخشينا أن يرهقهما {فأردنا أن يبدلهما}
قال أبو حاتم هذا من كلام صاحب موسى يعني الخضر وقال غيره هو من قول الله جل وعز فإن قال قائل كيف يجوز أن يكون فخشينا إخبارا عن الله
فالجواب عنه أن الفراء قال: {فخشينا} بمعنى فعلمنا كما يقال ظننا بمعنى علمنا
وقال البصريون: يقال خشيت الشيء بمعنى كرهته وبمعنى فزعت منه كما يقال للرجل أخشى أن يكون كذا وكذا أي أكره
وقال الأخفش: وفي قراءة أبي فخاف ربك أن يرهقهما طغيانا وكفرا
وقال غيره وكذلك هو في مصحف عبد الله والكلام في خفت وخشيت واحد حكى الأخفش خفت أن تقولا بمعنى كرهت أن تقولا
ومعنى {أن يرهقهما} أن يلحقهما أي أن يحملهما على الرهق وهو الجهل
وقال أبو زيد: أرهقته كلفته.). [معاني القرآن: 4/280-278]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرًا منه زكاةً} [الكهف: 81] في التّقوى.
{وأقرب رحمًا} يعني: برًّا في قول الحسن.
وقال قتادة: وأقرب خيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خيراً مّنه زكاةً...}

صلاحاً {وأقرب رحماً} يقول: أقرب أن يرحما به. وهو مصدر رحمت). [معاني القرآن: 2/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {وأقرب رحماً} معناها معنى رحماً مثل عمر وعمر وهلك وهلك، قال الشاعر:
فلا ومنزّل الفرقا= ن مالك عندها ظلم
وكيف بظلم جاريةٍ= ومنها اللّين والرّحم

قال العجّاج:
ولم تعوّج رحم من تعوّجا). [مجاز القرآن: 1/413-412]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعاصم وابن محيصن {أن يبدلهما} من أبدل.
أبو عمرو والأعرج وأبو جعفر {يبدلهما} من بدل.
قراءة أبي عمرو {وأقرب رحما} بالإشباع والتخيف؛ لا بأس في اللغة {أقرب رحما}؛ أي رحمة.
قال أبو علي: وحدثنا بعض أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في كلامه: "أبخله الرحم والجود".
[معاني القرآن لقطرب: 858]
وقال الهذلي:
ولم يك فظا قاطعا لقرابة = ولكن وصولا للقرابة ذا رحم
وقال الآخر:
طريد تلافاه يزيد برحمه = فلم يلف من نعمائه يتعذر
وقال: والرحم هاهنا العطف عليه، وما أشبهه.
وقال بعضهم: الرحم بالإشباع؛ يريد الرحم.
{أقرب رحما} أي رحمًا في اللغة، لا في التفسير.
وقال الراجز:
ولم تعوج رحم من تعوجا = .............. ). [معاني القرآن لقطرب: 859]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {خيرا منه زكاة} فالزكاة: صفوة الشيء وخيرته، وقد فسرت في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 878]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رحما}: عطفا). [غريب القرآن وتفسيره: 233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وأقرب رحماً} أي رحمة وعطفا.
{فأتبع سبباً} أي طريقا). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما}
{فأردنا} بمعنى أراد اللّه - جلّ وعزّ - لأن لفظ الإخبار عن اللّه كذا أكثر من أن يحصى.
ومعنى: {وأقرب رحما} أي أقرب عطفا وأمسّ بالقرابة، والرّحم والرّحم في اللغة العطف والرحمة
قال الشاعر:
وكيف بظلم جارية= ومنها اللين والرّحم
وقوله: {فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيّفوهما}
وتقرأ أن يضيفوهما. يقال: ضفت الرجل نزلت عليه، وأضفته وضيّفته، إذا أنزلته وقربته
وقوله {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ فأقامه}.
أي فأقامه الخضر، ومعنى جدارا يريد - والإرادة إنما تكون في الحيوان المبين، والجدار لا يريد إرادة حقيقية، إلّا أن هيئته في التهيؤ للسقوط قد ظهرت كما تظهر أفعال المريدين القاصدين، فوصف بالإرادة إذ الصورتان واحدة، وهذا كثير في الشعر واللغة.
قال الراعي يصف الإبل:
في مهمة قلقت به هاماتها = قلق الفؤوس إذا أردن نضولا
وقال الآخر:
يريد الرمح صدر أبي براء= ويعدل عن دماء بني عقيل
ويقرأ: أن ينقضّ، وأن ينقاضّ، فينقض يسقط بسرعة. وينقاضّ: ينشق طولا.
يقال: "انقاضّ سنّه" إذا انشقت طولا
وقوله: {قال لو شئت لاتّخذت عليه أجرا}.
ويروى: لتخذت، وذلك أنهما لما نزلا القرية لم يضيفهما أهلها، ولا أنزلوهما فقال موسى لو شئت لأخذت أجرة إقامتك هذا الحائط، ويقرأ لتخذت عليه أجرا،
يقال تخذ يتخذ في اتّخذ يتخذ، وأصل تخذ من أخذت وأصل اتخذت ائتخذت). [معاني القرآن: 3/307-305]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما} قال ابن جريج زكاة أي إسلاما
وقال الفراء إصلاحا قال ابن جريج وحدثني عبد الله بن عثمان بن خشم عن سعيد بن جبير قال أبدلا منه جارية قال ابن جريج وهما بها أرحم
قال ابن عباس: أبدلا منه جارية فولدت نبيا.
وحكى الفراء رحمته رحمة ورحمة. وحكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء رحمة الله رحما.
ويجوز على مذهب الخليل رحما بالفتح). [معاني القرآن: 4/281-280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رحما} رحمة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رُحْماً}: عطفاً). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزٌ لهما} [الكهف: 82] سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: علمٌ.
سفيان، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: علمٌ.
سفيان، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، قال: مالٌ.
وهو قول الحسن.
سعيدٌ، عن قتادة قال: مالٌ.
فلا يقولنّ رجلٌ: ما شأن الكنز أحلّ لمن قبلنا وحرّم علينا، فإنّ اللّه يحلّ من أمره ما شاء لأمّةٍ ويحرّم ما يشاء على أمّةٍ.
قال: {وكان أبوهما صالحًا} [الكهف: 82] يعني: كان ذا أمانةٍ في تفسير السّدّيّ.
قال: {فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما رحمةً من ربّك} [الكهف: 82] لهما.
{وما فعلته} أي ما فعلت ما فعلت.
{عن أمري} إنّما فعلته عن أمر اللّه.
{ذلك تأويل} تبيانٌ.
{ما لم تسطع عليه صبرًا}
[تفسير القرآن العظيم: 1/200]
بلغني أنّهما لم يفترقا حتّى بعث اللّه طيرًا فطار إلى المشرق، ثمّ طار إلى المغرب، ثمّ طار نحو السّماء، ثمّ هبط إلى البحر فتناول من ماء البحر بمنقاره وهما ينظران.
فقال الخضر لموسى: أتعلم ما يقول هذا الطّير؟ يقول: وربّ المشرق، وربّ المغرب، وربّ السّماء السّابعة، وربّ الأرض السّابعة ما علمك يا خضر وعلم موسى في علم اللّه إلا قدر هذا الماء الّذي تناولته من البحر في البحر). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كنزٌ لّهما...}

يقال: علم.
وقوله: {رحمةً مّن رّبّك} نصب: فعل ذلك رحمة منه. وكلّ فعل رأيته مفسّراً للخبر الذي قبله فهو منصوب. وتعرفه بأن ترى هو وهي تصلحان قبل المصدر. فإذا ألقيتا اتّصل المصدر بالكلام الذي قبله فنصب، كقوله: {فضلاً من ربّك} وكقوله: {إنّك لمن المرسلين على صراطٍ مستقيم تنزيل العزيز الرّحيم} معناه: إنك من المرسلين وهو تنزيل العزيز {وهذا تنزيل العزيز الرحيم} وكذلك قوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ أمراً من عندنا} معناه: الفرق فيها أمر من عندنا. فإذا ألقيت ما يرفع المصدر اتّصل بما قبله فنصب). [معاني القرآن: 2/157]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربّك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا }
{وكان تحته كنز لهما}.
قيل كان الكنز علما، وقيل كان الكنز مالا، والمعروف في اللغة أن الكنز إذا أفرد فمعناه المال المدفون والمدّخر فإذا لم يكن المال قيل: عنده علم وله كنز فهم، والكنز ههنا بالمال أشبه، لأن العلم لا يكاد يتعدم إلا بمعلّم، والمال لا يحتاج أن ينتفع فيه بغيره، وجائز أن يكون الكنز كان مالا مكتوبا فيه علم، لأنه قد روي أنه كان لوحا من ذهب عليه مكتوب:
" لا إله إلا الله محمد رسول الله "، فهذا مال وعلم عظيم، هو توحيد اللّه عزّ وجلّ وإعلام أن محمدا مبعوث.
وقوله {رحمة من ربّك}.
{رحمة} منصوب على وجهين:
أحدهما: قوله {فأراد ربك} وأردنا ما ذكرنا رحمة أي للرحمة، أي فعلنا ذلك رحمة كما تقول: أنقذتك من الهلكة رحمة بك.
ويجوز أن يكون (رحمة) منصوبا على المصدر.
لأن معنى {فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما}: رحمهما الله بذلك.
وجميع ما ذكر من قوله: {فأردت أن أعيبها}.
ومن قوله {فأردنا أن يبدلهما ربّهما}، معناه رحمهما اللّه رحمة.
وقوله: {وما فعلته عن أمري}.
يدل على أنه فعله بوحي الله عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 3/307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما} قال سعيد بن جبير ومجاهد علم
وقال قتادة وعكرمة مال
وهذا القول أولى من جهة اللغة لأنه إذا قيل عند فلان كنز فإنما يراد به المال المدفون والمدخر فإن أراد غير ذلك بين فقال عنده كنز علم وكنز فهم ويحتمل أن يكون كما روى أنه لوح من ذهب مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله فهذا يجمع المال والعلم). [معاني القرآن: 4/281]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا} يدل على أن ذلك كان بوحي). [معاني القرآن: 4/282]


رد مع اقتباس