عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م, 07:42 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

تضمن بعض السور المكية آيات مدنية

قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرضي قال أنا علي بن محمد بن زيد، قال: أنا القاسم بن محمد الدلال، قال: أنا أسد بن زيد حدثني أنس يعني ابن أبي القاسم، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن مجاهد قال: فاتحة الكتاب مدنية، ومما دخل من المدني في المكي في الأعراف قوله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر..} الآية كلها).[البيان:132-133]
- قلت: (وقوله: (ومما دخل من المدني في المكّي..) إلخ يشبه أن يكون من قول أبي عمرو الداني؛ فلم أجده مسنداً عن مجاهد، ويشكل على هذا أنه أورد بعده أثراً لمجاهد أيضاً ثم أثراً لقتادة ثم ساق الآثار في المكّي والمدني).

ينظر كلام السخاوي هنا
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وقد وقعت آيات مدنية في سور مكية وكما وقعت آيات مكية في سور مدنية وذلك قليل مختلف في أكثره). [التسهيل:8]
قال إسماعيلُ بنُ عمرَ ابنُ كثيرٍ القُرَشيُّ (ت:774هـ): (ومنهم من يستثنى من المكي آيات يدعى أنها من المدني: كما في سورة الحج وغيرها، والحق في ذلك ما دل عليه الدليل الصحيح فالله أعلم).[فضائل القرآن:؟؟]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(الآيات المدنيات في السور المكية:
منها سورة الأنعام وهي كلها مكية خلا ست آيات واستقرت بذلك الروايات
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} نزلت هذه في مالك بن الصيف إلى آخر الآية والثانية والثالثة
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} نزلت في عبد الله بن أبي سرح أخي عثمان من الرضاعة حين قال: {سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وذلك أنه كان يكتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله جل ذكره: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} فأملاها عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما بلغ قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ} قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكتب: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ} إلخ الآية فقال إن كنت نبيا فأنا نبي لأنه خطر ببالي ما أمليت علي فلحق كافرا
وأما قوله: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} فإنه نزل في مسيلمة الكذاب حين زعم أن الله سبحانه أوحى إليه وثلاث آيات من آخرها: {قُلْ تَعَالَوْا} إلى قوله: {تَتَّقُونَ}.
سورة الأعراف مكية إلا ثلاث آيات: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ} إلى قوله: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} .
سورة إبراهيم مكية غير آيتين نزلتا في قتلى بدر: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً} إلخ الآيتين .
سورة النحل مكية إلى قوله: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} والباقي مدني .
سورة بني إسرائيل مكية غير قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} يعني ثقيفا وله قصة .
سورة الكهف مكية غير قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} نزلت في سلمان الفارسي وله قصة .
سورة القصص مكية غير آية: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} يعني الإنجيل: {مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} يعني الفرقان نزلت في أربعين رجلا من مؤمني أهل الكتاب .
قدموا من الحبشة مع جعفر بن أبي طالب فأسلموا ولهم قصة .
سورة الزمر مكية غير قوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية .
الحواميم كلها مكيات غير آية في الأحقاف نزلت في عبد الله بن سلام: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ}).
[البرهان في علوم القرآن:1/201-202]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما الآيات المدنية التى فى سوره المكية:
- فسورة الأنعام: مكية، سوى ست آيات {وما قدروا الله حق قدره} الآيتين {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} نزلت فى عبد الله بن سعد، وفى مسيلمة الكذاب، و {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم} إلى آخر الثلاث الآيات نزلت بالمدينة أيضا.
- وسورة الأعراف مكية، سوى ثلاث آيات {وسئلهم عن القرية} إلى آخر الثلاث الآيات.
- وسورة إبراهيم مكية، سوى قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله} إلى آخر الآيتين.
- وسورة النحل مكية إلى قوله {والذين هاجروا في الله} وباقي السورة مدنى.
- وسورة بنى إسرائيل مكية، وسوى {وإن كادوا ليفتنونك}.
- وسورة الكهف مكية سوى قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم}.
- وسورة القصص مكية سوى قوله: {الذين آتيناهم الكتاب} نزلت فى أربعين رجلا من مؤمنى أهل الكتاب، قدموا من الحبشة وأسلموا مع جعفر.
- وسورة الزمر مكية سوى قوله: {ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم}.
- والحواميم كلها مكية، سوى هذه الآية فى الأحقاف: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به} نزلت فى عبد الله بن سلام).
[بصائر ذوي التمييز:؟؟]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فرع: قال البيهقي: في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها، وكذا قال ابن الحصار: كل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة، قال: إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل. انتهى.
وها أنا أذكر منه أمثلة حرَّرْتُـهَا بعد الفحص الشديد:
الأول: قال: البلقيني: استثني من البقرة آيتان: {فاعفوا واصفحوا} {ليس عليك هداهم}.
وعلى الاصطلاح الثاني آخر: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} {آمن الرسول} الآيتين فإنهما سفريتان.
قلت: فإن عملنا بما تقدم عن ابن مسعود استثنى قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} وكذا ما بعدها إلى قوله: {خالدون}، لأنها مشتبكة بها في المعنى الثاني، قال أيضاً: استثنى من النساء على الاصطلاح الثاني: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وآية الكلالة.
الثالث: من المائدة: {اليوم أكملت لكم دينكم} عليه أيضاً.
الرابع: قال ابن الحصار: استثنى بعضهم من الأنعام تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصاً أنه ورد أنها نزلت جملة واحدة، والآيات المذكورة: {قل تعالوا} الآيات الثلاث – {وما قدروا الله} الآيات الثلاث.
الخامس: قال البلقيني: استثني من الأنفال أولها و{يا أيها النبي حسبك الله} وهما على الاصطلاح الثاني.
قلت: فيه نظر من وجوه:
أحدها: أن أولها كما أنه لم ينزل بالمدينة لم ينزل بمكة بل ببدر فهو ليس بمكي.
ثانيها: نزل ببدر أيضاً غير أولها كما سيأتي في السفري.
ثالثها: الآية الثانية على الاصطلاح الأول فقد روى البزار من طريق النضر عن عكرمة عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر رضي الله عنه .
السادس: من هود {وأقم الصلاة} الآية، وقيل: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك}.
السابع: من الرعد {ولو أن قرآناً}، {ويقول الذين كفروا} فمدنيتان، وقيل لا، والمدني منها: {ولا يزال الذين كفروا} وقيل: بل قوله: {هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً} إلى قوله: {شديد المحال} فإنها نزلت في عامر بن الطفيل وأربد بن قيس لما قدما المدينة في وفد بني عامر كما رواه الطبراني في الأوسط.
الثامن: ينبغي أن يستثنى من الحجر: {ولقد علمنا المستقدمين} الآية، ففي الترمذي من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حيناً فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لأن لا يراها، ويتأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله هذه الآية.
التاسع: من النحل: {وإن عاقبتم..} إلى آخر السورة فهو نازل بعد الهجرة وسيأتي مكان نزوله، وقال ابن الحصار: الصحيح عندي أنها كلها مكية، وأن آخرها نزل مرة ثانية في أحد والفتح تذكيراً من الله لعباده، واستثنى قتادة: {ثم إن ربك للذين هاجروا} إلى آخر السورة. وقال بعضهم: بل أربعون آية منها مكي والباقي مدني وسيأتي في أول ما نزل.
العاشر: استثنى بعضهم من الإسراء: {وإن كادوا ليفتنونك} الآيات الثمان، وبعضهم: {ويسألونك عن الروح}.
لما روى البخاري عن ابن مسعود قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه، فقالوا: حدثنا عن الروح فقام النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي، ثم قال: ((الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً))، قال ابن كثير: وقد تكون نزلت عليه هذه الآية مرة ثانية بعد نزولها بمكة فإن السورة كلها مكية – واستثنى بعضهم أيضاً: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية.
فقد روى ابن إسحاق عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنها نزلت في نفر من اليهود قالوا لرسول صلى الله عليه وسلم إنا نأتيك بمثل ما جئتنا به.
الحادي عشر: من الحج على قول إنها مكية: الآيات السفرية وسيأتي، وعلى قول إنها مدنية: {وما أرسلنا من قبلك} إلى {عقيم}. فهو مكي.
الثاني عشر: من الشعراء {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخر السورة فهو مدني قاله مكي.
الثالث عشر: الروم أولها فقد نزل ببدر كما رواه الترمذي عن أبي سعيد قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزل: {الم * غلبت الروم..} إلى قوله: {بنصر الله}.
لكن روي أيضاً عن نِيار بن مكرم الأسلمي قال: لما نزلت: {الم * غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} خرج أبو بكر الصديق يصيح بها في نواحي مكة. الحديث. وقال: حسن صحيح، قال ابن الحصار: وهو أصح من الأول.
وقد يتكرر نزول الآية تذكاراً وموعظة. انتهى.
الرابع عشر: من السجدة: {أفمن كان مؤمناً} الآيات الثلاث.
الخامس عشر: من سورة سبأ الآيات التي فيها ذكر سبأ، فقد روى الترمذي عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: ألا أقاتل من أدبر من قومي الحديث، وفيه وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ إلى آخره. قال ابن الحصار: ومهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع قال: ويحتمل أن يكون قوله: وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل.
السادس عشر: من يس: {إنا نحن نحيي الموتى} الآية.
فقد روى الترمذي والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي سعيد الخدري قال: كانت بنو سلمة في نواحي المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فأنزل الله: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم..} فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنه يكتب آثاركم)) وقرأ عليهم الآية فتركوا، والحديث في الصحيح عن أنس بدون ذكر الآية.
السابع عشر: من الزمر: {قل يا عبادي الذين أسرفوا} الآيات الثلاث، ففي الصحيح من حديث نافع عن ابن عمر – رضي الله تعالى عنه – قال: كنا نقول: ما لمفتتن توبة وما الله بقابل منه شيئاً، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل فيهم: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} والآيات التي بعدها، واستثنى أيضاً: {وما قدروا الله حق قدره} الآيات، روى الترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: ((يا يهودي حدثنا)) فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره} وقال: حسن صحيح لكنه في الصحيحين بلفظ: "فتلا" الآية، ولم يقل: فأنزل.
الثامن عشر: من الحديد على ما اخترته من أنها مكية {يا أيها آمنوا اتقوا الله..} إلى آخر السورة فهو مدني نزل بعد أحد في أربعين من الحبشة كما رواه الطبراني في الأوسط.
التاسع عشر: من التغابن على قول إنها مكية ما رواه الحاكم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: نزلت هذه الآية: {إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم} في قوم من أهل مكة أسلموا فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فأتوا المدينة فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا فهمُّوا أن يعاقبهم فأنزل الله: {وإن تعفوا وتصفحوا} فهذه أمثلة حررتها نقلاً ودليلاً وما أحب أن لي بتحريرها الدنيا وما فيها). [التحبير في علم التفسير: 42-61]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (قال البيهقي في الدلائل: في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها وكذا قال ابن الحصار: كل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة قال إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل
وقال ابن حجر في شرح البخاري قد اعتنى بعض الأئمة ببيان ما نزل من الآيات بالمدينة في السور المكية قال وأما عكس ذلك وهو نزول شيء من سورة بمكة تأخر نزول تلك السورة إلى المدينة فلم أره إلا نادرا.
قلت وها أنا أذكر ما وقفت على استثنائه من النوعين مستوعبا ما رأيته من ذلك على الاصطلاح الأول دون الثاني وأشير إلى أدلة الاستثناء لأجل قول ابن الحصار السابق ولا أذكر الأدلة بلفظها اختصارا وإحالة على كتابنا أسباب النزول.
الفاتحة تقدم قول أن نصفها نزل بالمدينة والظاهر أنه النصف الثاني ولا دليل لهذا القول.
البقرة استثني منها آيتان {فاعفوا واصفحوا}، {ليس عليك هداهم}.
الأنعام قال ابن الحصار استثني منها تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصا قد ورد أنها نزلت جملة.
قلت قد صح النقل عن ابن عباس استثناء {قل تعالوا} الآيات الثلاث كما تقدم والبواقي {وما قدروا الله حق قدره} لما أخرجه ابن أبي حاتم أنها نزلت في مالك بن الضيف وقوله: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} الآيتين نزلتا في مسيلمة وقوله: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} وقوله: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق}.
وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال: نزلت الأنعام كلها بمكة إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهو الذي قال: {ما أنزل الله على بشر من شيء}.
وقال الفريابي حدثنا سفيان عن ليث عن شهر قال: الأنعام مكية إلا {قل تعالوا أتل} والآية التي بعدها.
الأعراف أخرج أبو الشيخ بن حيان عن قتادة قال: الأعراف مكية إلا آية: {واسألهم عن القرية} وقال غيره: من هنا إلى {وإذ أخذ ربك} مدني.
الأنفال استثني منها {وإذ يمكر بك الذين كفروا} الآية قال مقاتل: نزلت بمكة.
قلت يرده ما صح عن ابن عباس أن هذه الآية بعينها نزلت بالمدينة كما أخرجناه في أسباب النزول واستثنى بعضهم قوله: {يا أيها النبي حسبك الله} الآية وصححه ابن العربي وغيره.
قلت: يؤيده ما أخرجه البزار عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر.
براءة قال ابن الفرس مدنية إلا آيتين {لقد جاءكم رسول} إلى آخرها
قلت غريب كيف وقد ورد أنها آخر ما نزل واستثنى بعضهم {ما كان للنبي} الآية لما ورد أنها نزلت في قوله: صلى الله عليه وسلم لأبي طالب: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك)).
يونس استثني منها {فإن كنت في شك} الآيتين وقوله: {ومنهم من يؤمن به} الآية قيل نزلت في اليهود وقيل من أولها إلى رأس أربعين مكي والباقي مدني حكاه ابن الفرس والسخاوي في جمال القراء.
هود استثني منها ثلاث آيات{فلعلك تارك} {أفمن كان على بينة من ربه} {وأقم الصلاة طرفي النهار}.
قلت دليل الثالثة ما صح من عدة طرق أنها نزلت بالمدينة في حق أبي اليسر
يوسف استثني منها ثلاث آيات من أولها حكاه أبو حيان وهو واه جدا لا يلتفت إليه.
الرعد أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال سورة الرعد مدنية إلا آية ،قوله: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} وعلى القول بأنها مكية يستثنى قوله: {الله يعلم} إلى قوله: {شديد المحال} كما تقدم والآية آخرها فقد أخرج ابن مردويه عن جندب قال: جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد قال: أنشدكم بالله أي قوم أتعلمون أني الذي أنزلت فيه {ومن عنده علم الكتاب} قالوا: اللهم نعم
إبراهيم أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال سورة إبراهيم مكية غير آيتين مدنيتين {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} إلى {وبئس القرار}.
الحجر استثنى بعضهم منها {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} الآية.
قلت وينبغي استثناء قوله {ولقد علمنا المستقدمين} الآية
لما أخرجه الترمذي وغيره في سبب نزولها وأنها في صفوف الصلاة.
النحل تقدم عن ابن عباس أنه استثنى آخرها وسيأتي في السفري ما يؤيده وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي قال: نزلت النحل كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات {وإن عاقبتم} إلى آخرها.
وأخرج عن قتادة قال سورة النحل من {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} إلى آخرها مدني وما قبلها إلى أول السورة مكي وسيأتي في أول ما نزل عن جابر بن زيد أن النحل نزل منها بمكة أربعون وبقيتها بالمدينة ويرد ذلك ما أخرجه أحمد عن عثمان بن أبي العاص في نزول {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} وسيأتي في نوع الترتيب.
الإسراء استثني منها {ويسألونك عن الروح} الآية لما أخرج البخاري عن ابن مسعود أنها نزلت بالمدينة في جواب سؤال اليهود عن الروح واستثني منها أيضا {وإن كادوا ليفتنونك} إلى قوله: {إن الباطل كان زهوقا} وقوله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية وقوله: {وما جعلنا الرؤيا} الآية و{إن الذين أوتوا العلم من قبله} لما أخرجناه في أسباب النزول.
الكهف استثني من أولها إلى {جرزا} وقوله: {واصبر نفسك} الآية و{إن الذين آمنوا} إلى آخر السورة.
مريم استثني منها آية السجدة وقوله: {وإن منكم إلا واردها}
طه استثني منها {فاصبر على ما يقولون} الآية
قلت ينبغي أن يستثنى آية أخرى فقد أخرج البزار وأبو يعلى عن أبي رافع قال: أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا فأرسلني إلى رجل من اليهود أن أسلفني دقيقا إلى هلال رجب فقال: لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: ((أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض)) فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}.
الأنبياء استثني منها {أفلا يرون أنا نأتي الأرض} الآية
الحج تقدم ما يستثنى منها
المؤمنين استثني منها {حتى إذا أخذنا مترفيهم} إلى قوله: {مبلسون}.
الفرقان استثني منها {والذين لا يدعون} إلى {رحيما}.
الشعراء استثنى ابن عباس منها {والشعراء} إلى آخرها كما تقدم زاد غيره قوله: {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} حكاه ابن الفرس.
القصص استثني منها {الذين آتيناهم الكتاب} إلى قوله {الجاهلين} فقد أخرج الطبراني عن ابن عباس أنها نزلت هي وآخر الحديد في أصحاب النجاشي الذين قدموا وشهدوا وقعة أحد وقوله {إن الذي فرض} الآية لما سيأتي
العنكبوت استثني من أولها إلى {وليعلمن المنافقين} لما أخرجه ابن جرير في سبب نزولها.
قلت ويضم إليه {وكأين من دابة} الآية لما أخرجه ابن أبي حاتم في سبب نزولها.
لقمان استثنى منها ابن عباس {ولو أن ما في الأرض} الآيات الثلاث كما تقدم.
السجدة استثنى منها ابن عباس {أفمن كان مؤمنا} الآيات الثلاث كما تقدم وزاد غيره {تتجافى جنوبهم} ويدل له ما أخرجه البزار عن بلال قال: كنا نجلس في المسجد وناس من الصحابة يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت.
سبأ استثني منها {ويرى الذين أوتوا العلم} الآية وروى الترمذي عن فروة بن نسيك المرادي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي الحديث وفيه ((وأنزل في سبأ ما أنزل)) فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ؟ الحديث
قال ابن الحصار هذا يدل على أن هذه القصة مدنية لأن مهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع.
قال ويحتمل أن يكون قوله: وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرته.
يس استثني منها {إنا نحن نحيي الموتى} الآية لما أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي سعيد قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن آثاركم تكتب)) فلم ينتقلوا واستثنى بعضهم {وإذا قيل لهم أنفقوا} الآية قيل نزلت في المنافقين.
الزمر استثني منها {قل يا عبادي} الآيات الثلاث كما تقدم عن ابن عباس.
وأخرج الطبراني من وجه آخر عنه أنها نزلت في وحشي قاتل حمزة وزاد بعضهم {قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم} الآية ذكره السخاوي في جمال القراء وزاد غيره {الله نزل أحسن الحديث} الآية وحكاه ابن الجزري.
غافر استثني منها {إن الذين يجادلون} إلى قوله: {لا يعلمون} فقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية وغيره أنها نزلت في اليهود لما ذكروا الدجال وأوضحته في أسباب النزول.
شورى استثني منها {أم يقولون افترى} إلى قوله {بصير}.
قلت بدلالة ما أخرجه الطبراني والحاكم في سبب نزولها فإنها نزلت في الأنصار وقوله: {ولو بسط} الآية نزلت في أصحاب الصفة واستثنى بعضهم {والذين إذا أصابهم البغي} إلى قوله {من سبيل} حكاه ابن الفرس.
الزخرف استثني منها {واسأل من أرسلنا} الآية قيل نزلت بالمدينة وقيل في السماء.
الجاثية استثني منها {قل للذين آمنوا} الآية حكاه في جمال القراء عن قتادة
الأحقاف استثني منها {قل أرأيتم إن كان من عند الله} الآية فقد أخرج الطبراني بسند صحيح عن عوف بن مالك الأشجعي أنها نزلت بالمدينة في قصة إسلام عبد الله بن سلام وله طرق أخرى لكن أخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال: أنزلت هذه الآية بمكة إنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة وإنما كانت خصومة خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عن الشعبي قال ليس بعبد الله بن سلام وهذه الآية مكية واستثنى بعضهم {ووصينا الإنسان} الآيات الأربع وقوله: {فاصبر كما صبر أولوا العزم} الآية حكاه في جمال القراء.
ق استثني منها {ولقد خلقنا السماوات} إلى {لغوب} فقد أخرج الحاكم وغيره أنها نزلت في اليهود.
النجم استثني منها {الذين يجتنبون} إلى {اتقى} وقيل {أفرأيت الذي تولى} الآيات التسع
القمر استثني منها {سيهزم الجمع} الآية وهو مردود لما سيأتي في النوع الثاني عشر وقيل {إن المتقين} الآيتين.
الرحمن استثني منها {يسأله} الآية حكاه في جمال القراء
الواقعة استثني منها {ثلة من الأولين} {وثلة من الآخرين} وقوله {فلا أقسم بمواقع النجوم} إلى {تكذبون} لما أخرجه مسلم في سبب نزولها.
الحديد يستثنى منها -على القول بأنها مكية- آخرها
المجادلة استثني منها {ما يكون من نجوى ثلاثة} الآية حكاه ابن الفرس وغيره.
التغابن يستثنى منها -على أنها مكية- آخرها لما أخرجه الترمذي والحاكم في سبب نزولها
التحريم تقدم عن قتادة أن المدني منها إلى رأس العشر والباقي مكي
تبارك أخرج جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال أنزلت تبارك الملك في أهل مكة إلا ثلاث آيات.
ن استثني منها {إنا بلوناهم} إلى {يعلمون} ومن {فاصبر} إلى {الصالحين} فإنه مدني حكاه السخاوي في جمال القراء.
المزمل استثني منها {واصبر على ما يقولون} الآيتين حكاه الأصبهاني وقوله {إن ربك يعلم} إلى آخر السورة حكاه ابن الفرس ويرده ما أخرجه الحاكم عن عائشة أنه نزل بعد نزول صدر السورة بسنة وذلك حين فرض قيام الليل في أول الإسلام قبل فرض الصلوات الخمس.
الإنسان استثني منها {فاصبر لحكم ربك}
المرسلات استثني منها {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} حكاه ابن الفرس وغيره
المطففين قيل مكية إلا ست آيات من أولها
البلد قيل مدنية إلا أربع آيات من أولها
الليل قيل مكية إلا أولها
أرأيت نزل ثلاث آيات من أولها بمكة والباقي بالمدينة). [الإتقان في علوم القرآن: 1/84-105]
قال محمد عبد العظيم الزُّرْقاني (ت: 1367هـ): (قد تكون السورة كلها مكية، وقد تكون كلها مدنية، وقد تكون السورة مكية ما عدا آيات منها، وقد تكون مدنية ما عدا آيات منها، فتلك أربعة أنواع:
مثال النوع الأول: سورة المدثر فإنها كلها مكية.
ومثال الثاني: سورة آل عمران فإنها كلها مدنية.
ومثال الثالث: سورة الأعراف فإنها مكية ما عدا آية {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} قاله قتادة. واستثنى غيره هذه الآية المذكورة وما بعدها من الآيات إلى قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} وقال: إن تلك الآيات مدنية.
ومثال النوع الرابع: سورة الحج فإنها مدنية ما عدا أربع آيات منها تبتدئ بقوله سبحانه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} إلى قوله {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} ).
[مناهل العرفان:؟؟]


رد مع اقتباس