عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 جمادى الآخرة 1434هـ/6-05-2013م, 03:44 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واضرب لهم مثل الحياة الدّنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض} وقد فسّرناه في غير هذا الموضع.
قال: {فأصبح هشيمًا تذروه الرّياح} هشّمته الرّياح فأذهبته؛ فأخبر أنّ الدّنيا ذاهبةٌ زائلةٌ كما ذهب ذلك النّبات بعد بهجته وحسنه.
{وكان اللّه على كلّ شيءٍ مقتدرًا} قديرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تذروه الرّياح...}

من ذروت وذريت لغة، وهي كذلك في قراءة عبد الله (تذريه الريح) ولو قرأ قارئ (تذريه الريح) من أذريت أي تلقيه كان وجهاً وأنشدني المفضّل:
فقلت له صوّب ولا تجهدنّه.......فيذرك من أخرى القطاة فتزلق
تقول: أذريت الرجل عن الدابّة وعن البعير أي ألقيته). [معاني القرآن: 2/146]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({هشيماً} أي يابساً متفتّتا، قال لبيد:
ولا للضّيف إن طرقت بليلٌ.......بأفنان العضاة وبالهشيم).
[مجاز القرآن: 1/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تذروه الرّياح}
أي: تطيّره وتفرقه، ويقال: ذرته الريح تذروه وأذرته تذريه). [مجاز القرآن: 1/405]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {فأصبح هشيما تذروه الرياح} فهو مصدر للمهشم، هشمته تهشيمًا، وهو يهشمه بالتخفيف.
وأما {تذره الرياح} ذرته تذروه ذروًا: فرقته؛ وأذرته إذراءً: ألقته). [معاني القرآن لقطرب: 874]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الهشيم}: اليابس المفتت.
{تذروه}: تفرقه). [غريب القرآن وتفسيره: 230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({تذروه الرّياح} أي تنسفه.

{مقتدراً} مفتعل من قدرت). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واضرب لهم مثل الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرّياح وكان اللّه على كلّ شيء مقتدرا }
تأويله أنه نجع في النبات حتى خالطه، فأخذ النبات زخرفة.
{فأصبح هشيما}
والهشيم: النبات الجاف الذي تسفيه الريح.

{تذروه الرّياح}
ويقرأ (الريح)، وفي (تذروه) لغتان لا يقرأ بهما:
- تذريه - بضم التاء وكسر الراء.
-
وتذريه بفتح التاء.
أعلم اللّه -عزّ وجلّ- أن الحياة الدنيا زائلة، ودليل ذلك أنّ ما مضى منها بمنزلة ما لم يكن، وأعلم أن مثلها هذا المثل.

وقوله: {وكان اللّه على كلّ شيء مقتدرا} أي على الإنشاء، والإفناء، مقتدرا.
فإن قال قائل: " فالكلام كان اللّه "، فتأويله أنّ ما شاهدتم من قدرته ليس بحادث عنده، وأنه كذلك كان لم يزل.
هذا مذهب سيبويه، وقال الحسن: {وكان اللّه على كلّ شيء مقتدرا} أي كان مقتدرا عليه قبل كونه.
وقال بعضهم: "كان" من اللّه بمنزلة كائن ويكون.
وقول الحسن في هذا حسن جميل ومذهب سيبويه والخليل مذهب النحويين الحذاق كما وصفنا، لأنهم يقولون: إنما خوطبت العرب بلغتها ونزل القرآن بما يعقلونه ويتخاطبون به، والعرب لا تعرف كان في معنى يكون، إلا أن يدخل على الحرف آلة تنقلها إلى معنى الاستقبال، وكذلك لا يعرف الماضي في معنى الحال.
فهذا شرح ما في القرآن من هذا الباب نحو قوله: {وكان اللّه غفورا رحيما}،{وكان اللّه بكلّ شيء عليما}، وقد فسرناه قبل هذا الموضع). [معاني القرآن: 3/291-290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما}
(الهشيم): ما جف من الثياب أو تفتت ويقال هشمته أي كسرته). [معاني القرآن: 4/248]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {تذروه الرياح} أي تنسفه ضرب الله هذا المثل للحياة الدنيا لأن ما مضى منها بمنزلة ما لم يكن). [معاني القرآن: 4/248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الهَشِيمُ): اليابس.
{تَذْرُوهُ}: تفرقه). [العمدة في غريب القرآن: 190]


تفسير قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {المال والبنون زينة الحياة الدّنيا والباقيات الصّالحات} الصّلوات الخمس.
- حدّثني أبو الأسحم، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عليًّا يقول: الباقيات الصّالحات هي: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر.
وبعضهم يقول: الصّلوات الخمس.
وبعضهم يجمعها جميعًا.هو قول ابن عبّاسٍ.
{خيرٌ عند ربّك ثوابًا}: عاقبةً.
{وخيرٌ أملا}: خير ما يأمل العباد في الدّنيا أن يثابوه في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/189]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والباقيات الصّالحات...}
يقال هي الصلوات الخمس ويقال هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
وقوله: {وخيرٌ أملاً} (يقول خير ما يؤمل) والأمل للعمل الصّالح خير من الأمل للعمل السّيء). [معاني القرآن: 2/146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والباقيات الصّالحات} يقال: الصلوات الخمس. ويقال: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر.
{وخيرٌ أملًا} أي خير ما تؤمّلون). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {المال والبنون زينة الحياة الدّنيا والباقيات الصّالحات خير عند ربّك ثوابا وخير أملا}
{الباقيات الصّالحات} هي الصلوات الخمس، - وقيل هي: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر.
والباقيات الصّالحات - واللّه أعلم - كل عمل صالح يبقى ثوابه، فالصلوات الخمس وتوحيد اللّه وتعظيمه داخل في الباقيات الصّالحات، وكذلك الصدقات والصيام والجهاد وأعمال الخير والبر كلّها). [معاني القرآن: 3/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا}
قال أبو جعفر: حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا خالد هو ابن عبد الله عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس قال: (الباقيات الصالحات): سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
-وحدثنا أبو بكر قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن عمارة بن صياد، عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول في (الباقيات الصالحات) إنها قول العبد: سبحان الله والله أكبر والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال أبو جعفر: وروى عن ابن عباس أيضا أنه قال: "الباقيات الصالحات": الصلاة، والصوم، والحج، والغزو، والتهليل، والتسبيح.
ولا يمتنع شيء من هذا عند أهل اللغة؛ لأنه كل ما بقي ثوابه جاز أن يقال له هذا). [معاني القرآن: 4/250-248]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وخير أملا} أي خير ما يؤمل). [معاني القرآن: 4/250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والباقيات الصالحات} الصلوات الخمس. وقيل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]


رد مع اقتباس