عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الآخرة 1434هـ/23-04-2013م, 10:28 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته}
لا يحكم في الآخرة بخلاف ما قال في الدّنيا، هو كقوله: {ما يبدّل القول لديّ}.
قوله: {ولن تجد من دونه ملتحدًا}
قال قتادة: وليًّا ولا مولًى). [تفسير القرآن العظيم: 1/180-181]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {ملتحداً...}
الملتحد: الملجأ). [معاني القرآن: 2/139]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {ولن تجد من دونه ملتحدا} فهو ما فسرنا من قوله {لسان الذي يلحدون إليه} وهو: الميل والاعوجاج إلى الشيء). [معاني القرآن لقطرب: 868]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ملتحدا}
- قالوا: ملجأ.
- وقال بعضهم: معدلا مأخوذ من الإلحاد.). [غريب القرآن وتفسيره: 227]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ملتحداً} أي معدلا. وهو من ألحدت ولحدت: إذا عدلت). [تفسير غريب القرآن: 266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا}
أي لن تجد معدلا عن أمره ونهيه، ولا ملجأ إلا إليه.
وكذلك: {لا مبدّل لكلماته} أي ما أخبر الله به، وما أمر به فلا مبدّل له). [معاني القرآن: 3/280]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا} قال مجاهد أي ملجأ أي يمنعك منه جل وعز.
قال أبو جعفر: وهو حسن في اللغة وأصله في اللغة من اللحد وهو من الميل والملحد المائل عن الحق العادل عنه فإذا ألحدت إلى الشيء فقد ملت إليه.). [معاني القرآن: 4/229]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ملتحدا} أي: ملجأ). [ياقوتة الصراط: 324]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}
قال قتادة: وهما الصّلاتان: صلاة الفجر وصلاة العصر.

وإنّما فرضت الصّلوات قبل خروج النّبيّ من مكّة إلى المدينة بسنةٍ.
نزلت في سلمان الفارسيّ، وبلالٍ، وصهيبٍ، وخبّاب بن الأرتّ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة.
قال المشركون للنّبيّ: إن أردت أن نجالسك فاطرد عنّا هؤلاء القوم؛ فأنزل اللّه: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ} .
{يريدون وجهه ولا تعد عيناك} محقّرةً لهم إلى غيرهم.
{تريد زينة الحياة الدّنيا}
الخليل بن مرّة قال: سمعت معاوية بن قرّة يقول في هذه الآية: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}، قال: في الصّلاة.
- الحسن بن دينارٍ، عن قتادة قال: لمّا نزلت: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ} قال رسول اللّه: ((الحمد للّه الّذي جعل في أمّتي من أصبر نفسي معه))، أو قال: ((من أمرت أن أصبر نفسي معه)).
- أشعث، عن يعلى بن عطاءٍ، عن عمرو بن عاصمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لذكر اللّه بالغداة والعشيّ أفضل من خطم السّيوف في سبيل اللّه ومن إعطاء المال سحًّا)).
- الحسن بن دينارٍ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم أتى على سراقة بن مالكٍ وهو يحدّث أصحابه، فلمّا رأى النّبيّ أمسك، ورئي في نفسه أنّ النّبيّ أحقّ بالمجلس، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((حدّث فوالّذي نفسي بيده لأن أصبر نفسي مع قومٍ يذكرون اللّه من صلاة الصّبح حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعةً محرّرين)).
- الرّبيع بن صبيحٍ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لأن أجالس قومًا يذكرون اللّه بعد صلاة العصر حتّى تغيب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانيةً من ولد إسماعيل)).
قوله: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه}، يعني: شهوته. تفسير السّدّيّ.
{وكان أمره فرطًا} ضياعًا في تفسير مجاهدٍ والسّدّيّ.
وقال: كان مقصّرًا مضيّعًا وهو مثل قوله: {يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه} ، يعني: ضيّعت وقصّرت.
قال يحيى: ومثل قوله: {يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/181-182]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {بالغداة والعشيّ...}

قرأ أبو عبد الرحمن السّلمي {بالغدوة والعشّي} ولا أعلم أحداً قرأ غيره. والعرب لا تدخل الألف واللام في الغدوة؛ لأنها معرفة بغير ألف ولام سمعت أبا الجراح.
يقول: ما رأيت كغدوة قطّ، يعني غداة يومه. وذاك أنها كانت باردة؛ ألا ترى أن العرب لا تضيفها فكذلك لا تدخلها الألف واللام.
إنما يقولون: أتيتك غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس. فهذا دليل على أنها معرفة.
وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم} الفعل للعينين: لا تنصرف عيناك عنهم. وهذه نزلت في سلمان وأصحابه.
وقوله: {وكان أمره فرطاً} متروكاً قد ترك فيه الطاعة وغفل عنها. ويقال إنه أفرط في القول فقال: نحن رءوس مضر وأشرافها، وليس كذلك. وهو عيينة بن حصن.
وقد ذكرنا حديثه في سورة الأنعام). [معاني القرآن: 2/140-139]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولن تجد من دونه ملتحداً} أي معدلاً واللّحد منه والإلحاد). [مجاز القرآن: 1/398]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطاً}
وقال: {ولا تعد عيناك عنهم} أي: العينان فلا تعدوان). [معاني القرآن: 2/76]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {بالغداة والعشي}.
الحسن {بالغدوة والعشي}، و{بالغداة} أيضًا.
وأبو عبد الرحمن {بالغدوة والعشي} أدخل الألف واللام على "غدوة" فيمن جعلها نكرة، أراد غدوة من الغدوات؛ ومن ترك صرفها قال: رأيته غدوة يا هذا، صيرها معرفة لغداة يومه). [معاني القرآن لقطرب: 849]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {ولا تعد عيناك عنهم} فالمعنى: لا تنب عيناك عنهم؛ من عدت عيني عنه تعدوا؛ أي نبت). [معاني القرآن لقطرب: 868]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {وكان أمره فرطا} وهو خطأ وتفريط؛ وهو من قوله {أن يفرط علينا} يقال: فرط إلي منه قول، يفرط فروطًا). [معاني القرآن لقطرب: 869]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ولا تعد عيناك}: أي لا تجاوز، من تعديت). [غريب القرآن وتفسيره: 227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا تعد عيناك عنهم} أي لا تتجاوزهم إلى زينة الحياة الدنيا.
{وكان أمره فرطاً} أي ندما. [هذا] قول أبي عبيدة: وقول
المفسرين: سرفا. وأصله العجلة والسّبق. يقال: فرط مني قول قبيح: أي سبق. وفرس فرط: أي متقدم.
و(السّرادق) الحجرة التي تكون حول الفسطاط. وهو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة. وهو الظل ذو الثلاث شعب، الذي ذكره اللّه في سورة والمرسلات عرفا). [تفسير غريب القرآن: 267-266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطا}
وقرئت بالغدوة والعشي، وبالغداة والعشي أجود في قول جميع العلماء لأن " غدوة " معرفة لا تدخلها الألف واللام، والذين أدخلوا الألف واللام جعلوها نكرة،
ومعنى {يدعون ربهم بالغداة والعشي} أي: يدعونه بالتوحيد والإخلاص له، ويعبدونه يريدون وجهه، أي لا يقصدون بعبادتهم إلا إياه.
وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم} أي: لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة.
روي أن جماعة من عظماء المشركين قالوا للنبي عليه السلام،: باعد عنك هؤلاء الذين رائحتهم كرائحة الضّأن، وهم موال وليسوا بأشراف لنجالسك ولنفهم عنك، يعنون خبّابا، وصهيبا وعمّارا - وبلالا ومن أشبههم، فأمره اللّه بأن لا يفعل ذلك وأن يجعل إقباله على المؤمنين وألا يلتفت إلى غيرهم فقال: {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطا}أي كان أمره التفريط، والتفريط تقديم العجز). [معاني القرآن: 3/281-280]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قوله جل وعز: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}
روى ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: الصلاة المكتوبة.
قال مجاهد وإبراهيم: الصلوات الخمس.). [معاني القرآن: 4/230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} أي لا تتجاوزهم إلى المترفين.
وروى عن الحسن أنه قرأ {ولا تعد عينيك عنهم} بتشديد الدال والنصب). [معاني القرآن: 4/231-230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} قال مجاهد: أي ضياعا.
قال أبو جعفر: وقيل إسرافا وقيل ندما وهذه الأقوال متقاربة وهو من الإفراط في الشيء والتجاوز فيه وبين هذا أن سفيان بن سعيد
قال: هو عيينة بن حصن، وقال غيره قال أنا أشرف مضر وأجلها فهذا هو التجاوز بعينه
وقال الفراء: فرطا متروكا قد تركت فيه الطاعة.). [معاني القرآن: 4/232-231]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {فرطا} أي: عجلة بغير تثبت). [ياقوتة الصراط: 324]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولا تعد عيناك} أي لا تتجاوز.
{فرطا} أي ندما، وقيل: سرفا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 143-142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولا تَعْدُ}: لا تجاوز). [العمدة في غريب القرآن: 188]


رد مع اقتباس