عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م, 03:20 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإذ اعتزلتموهم} يقوله بعضهم لبعضٍ.
{وما يعبدون إلا اللّه}، أي: وما يعبدون من دون اللّه، أي: وما يعبدون سوى اللّه.
سعيدٌ، عن قتادة قال: هي في مصحف عبد اللّه: وما يعبدون من دون اللّه.
وهذا تفسيرها.
{فأووا إلى الكهف}، يعني: فانتهوا إلى الكهف.
{ينشر لكم ربّكم}، يعني: يبسط لكم ربّكم.
{من رحمته ويهيّئ لكم من أمركم مرفقًا}). [تفسير القرآن العظيم: 1/174]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون...}

يعني أصحاب الكهف فقال: وإذ اعتزلتم جميع ما يعبدون من الآلهة إلاّ الله. و(ما) في موضع نصب. وذلك أنهم كانوا يشركون بالله، فقال: اعتزلتم الأصنام ولم تعتزلوا الله تبارك وتعالى ولا عبادته:
وقوله: {فأووا إلى الكهف} جواب لإذ كما تقول: إذ فعلت ما فعلت فتب.
وقوله: {مّن أمركم مّرفقاً} كسر الميم الأعمش والحسن، ونصبها أهل المدينة وعاصم. فكأنّ الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر والمرفق من الإنسان وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان. والعرب أيضاً تفتح الميم من مرفق الإنسان. لغتان فيهما). [معاني القرآن: 2/136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ويهيّئ لكم من أمركم مرفقاً} هو ما ارتفق به ويقرؤه قوم مرفقاً فأما في اليدين فهو مرفق). [مجاز القرآن: 1/395]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلاّ اللّه فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربّكم مّن رّحمته ويهيّئ لكم مّن أمركم مّرفقاً}
وقال: {مّن أمركم مّرفقاً} أي: شيئاً يرتفقون به مثل: "المقطع" و{مرفقا} جعله أسما كـ"المسجد" أو يكون لغة يقولون: "رفق" "يرفق". وإن شئت {مرفقا} يريد: "رفقاً" ولم تقرأ).[معاني القرآن: 2/74]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {ويهيئ لكم من أمركم مرفقا}.
[معاني القرآن لقطرب: 846]
والأعرج {مرفقا} بنصب الميم؛ وهما لغتان: لي فيه مرفق، ومرفق؛ وكذلك مرفق اليد في لغتان، إلا أن الكسر في مرفق اليد كأنه أكثر.
وقالوا في الفعل: رفق به، ورفق به، ورفق به؛ لغات ثلاث). [معاني القرآن لقطرب: 847]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مرفقا}
ما ارتفقت به وبعضهم يقول المرفق، فأما في اليد فهو المرفق). [غريب القرآن وتفسيره: 225]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مرفقاً}: ما يرتفق به). [تفسير غريب القرآن: 264]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربّكم من رحمته ويهيّئ لكم من أمركم مرفقا}
موضع (ما) نصب، المعنى إذا اعتزلتموهم واعتزلتم ما يعبدون إلا اللّه فإنكم لن تتركوا عبادته.
{فأووا إلى الكهف} أي اجعلوا الكهف مأواكم
{ينشر لكم ربّكم من رحمته} أي ينشر لكم من رزق
{ويهيّئ لكم من أمركم مرفقا}يقال هو مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك مرفق الأمر مثل مرفق اليد سواء.
قال الأصمعي: لا أعرف غير هذا. وقرأت القراء مرفقا
- بفتح الميم وكسر الفاء.
وذكر قطرب وغيره من أهل اللغة اللغتين جميعا في مرفق الأمر ومرفق اليد.
وقالوا جميعا المرفق لليد بكسر الميم. هو أكثر في اللغة وأجود). [معاني القرآن: 3/273-272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} والمعنى اعتزلتم ما يعبدون إلا الله فإنكم لم تتركوا عبادته
روى سعيد عن قتادة قال في قراءة ابن مسعود {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله}). [معاني القرآن: 4/223]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {فأووا إلى الكهف} أي صيروه مأواكم
ثم قال جل وعز: {ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا}
قرئ بفتح الميم وكسرها وهو ما يرتفق به وكذلك مرفق الإنسان ومرفقه ومنهم من يجعل المرفق بفتح الميم وكسر الفاء من الأمر والمرفق من الإنسان وقد قيل المرفق بفتح الميم الموضع كالمسجد وهما لغتان). [معاني القرآن: 4/224]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مرفقا} مرتفق به). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المِرْفَقُ}: ما ارتفقْت به). [العمدة في غريب القرآن: 187]


تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وترى الشّمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم} تعدل عن كهفهم.
وقال قتادة: تميل.
{ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشّمال} وقال قتادة: تدعهم ذات اليمين.
{وإذا غربت تقرضهم ذات الشّمال}، يقول: تدعهم ذات اليمين.
وقال الحسن: لا تدخل الشّمس كهفهم على حالٍ.
{وهم في فجوةٍ منه} سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي في قضاءٍ من الكهف.
وتلك آيةٌ.
قال: {ذلك من آيات اللّه من يهد اللّه فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا}). [تفسير القرآن العظيم: 1/174-175]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تّزاور...}

وقرئت {تزّاور} وتريد (تتزاور) فتدغم التاء عند الزاي. وقرأ بعضهم (تزورّ) وبعضهم (تزوارّ) مثل تحمرّ وتحمارّ. والازورار في هذا الموضع أنها كانت تطلع على كهفهم ذات اليمين ولا تدخل عليهم، وذات الشمال. والعرب تقول: قرضته ذات اليمين وحذوته وكذلك ذات الشمال وقبلا ودبرا، كلّ ذلك أي كنت بحذائه من كلّ ناحية). [معاني القرآن: 2/137-136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تزاور عن كهفهم} أي تميل وتعدل وهو من الزور يعني العوج والميل، قال ابن مقبل:
فينا كراكر أجوازٍ مضبّرةٍ.......فيها دروٌّ إذا شئنا من الزّور
وقال أبو الزحف الكليبي:
ودون ليــــلــــى بــــلـــــدٌ ســـمـــــــهـــــــــــدر.......جدب المندّى عن هوانا أزور
بنضـــى المــطايــــا خمـــســـة العشنزر....... . . . . . . . . . . . . .
العشنزر: الشديد؛ المندّى حيث يرتع ساعة من النهار). [مجاز القرآن: 1/395]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تقرضهم ذات الشّمال} أي تخلّفهم شمالاً وتجاورهم وتقطعهم وتتركهم عن شمالها، ويقال: هل مررت بمكان كذا وكذا،
فيقول المسئول: قرضته ذات اليمين ليلا،
وقال ذو الرّمّة:
إلى ظعنٍ يقرضن أجواز مشرفٍ.......شمالاًوعن أيمانهن الفوارس
(وهم في فجوةٍ منه ذلك من آيات الله) أي متّسع، والجميع فجوات، وفجاء مكسورة الفاء). [مجاز القرآن: 1/396]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وترى الشّمس إذا طلعت تّزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تّقرضهم ذات الشّمال وهم في فجوةٍ مّنه ذلك من آيات اللّه من يهد اللّه فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مّرشداً}
وقال: {تّقرضهم ذات الشّمال} فـ{ذات الشّمال} نصب على الظرف). [معاني القرآن: 2/75]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {تزاور عن كهفهم} مثقل.
الأعمش وعاصم بن بهدلة {تزاور} مخففة؛ كأنه يريد تتزاور، فحذف إحدى التاءين.
وقراءة أهل الشام {تزور عن كهفهم} من ازورت). [معاني القرآن لقطرب: 847]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {تقرضهم} يقولون: تأتي عليهم يمينًا وشمالاً.
وقال رجل من صداء:
واستبطنوا الطف من ذي الشيح تقرضهم عن مشأم الأمن [...]
وقال ذو الرمة:
إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف = شمالاً وعن أيمانهن الفوارس
وقال أبو داود أيضًا:
ومرت تقرض الأرواح شدا = يقارب منه بعد المراد
[وروى محمد بن صالح]:
"بعد المزار".
وقال كثير:
قارضات الكديد مجتزعات = خل وادي الجخوف بالأثقال
قارضات: مارات قاطعات.
وقال ابن عباس {تقرضهم} تمر بهم.
وقوله عز وجل {في فجوة منه} فالفجوة: الرحبة، وهي الفسحة والسعة، والفتح بين الشيئين.
[عن محمد].
[معاني القرآن لقطرب: 865]
وكان ابن عباس يقول: {في فجوة منه} أي في ناحية والقوس الفجواء: التي تجافت عن وترها؛ فكأنه من ذلك السعة والانفراج؛ وحكي لنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا رأى فجوة نص"؛ أي سعة سار.
وقال الشاعر قال أبو علي ولم أسمعه ممن يحكيه، ولكنه في كتاب -:
ملأنا عليهم كل واد وفجوة = رجالاً وخيلا غير ميل ولا عزل). [معاني القرآن لقطرب: 866]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تزاور}: أي تميل.
{تقرضهم}: تأخذ عن اليمين وعن الشمال، يقال: هل وردت مكان كذا وكذا فيقول: قرضته ذات الشمال.
{وهم في فجوة منه}: أي متسع والجمع فجوات وفجاء ممدود). [غريب القرآن وتفسيره: 226-225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تتزاور}: تميل.
{تقرضهم ذات الشّمال} تعدل عنهم وتجاوزهم. قال ذو الرّمّة:
إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس
{وهم في فجوةٍ} أي متسع وجمعها فجوات وفجاء. ويقال: في مقنأة والتفسير الأول أشبه بكلام العرب.
و{بالوصيد}: الفناء. ويقال: عتبة الباب. وهذا أعجب إليّ، لأنهم يقولون: أوصد بابك. أي أغلقه. ومنه {إنّها عليهم مؤصدةٌ} أي مطبقة مغلقة.
وأصله أن تلصق الباب بالعتبة إذا أغلقته. ومما يوضح هذا: أنك إن جعلت الكلب بالفناء كان خارجا من الكهف.
وإن جعلته بعتبة الباب أمكن أن يكون داخل الكهف. والكهف وإن لم يكن له باب وعتبة - فإنما أراد أن الكلب منه بموضع العتبة من البيت.
فأستعير على ما أعلمتك من مذاهب العرب في كتاب «المشكل».
وقد يكون الوصيد الباب نفسه. فهو على هذا كأنه قال: وكلبهم باسط ذراعيه بالباب. قال الشاعر:
بأرض فضاء لا يسد وصيدها عليّ ومعروفي بها غير منكر). [تفسير غريب القرآن: 264-265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وقد قال قوم بقُصورِ العلم وسوء النظر في قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} : وما في هذا الكلام من الفائدة؟.
وما في الشمس إذا مالت بالغداة والعشيّ عن الكهف من الخبر؟
ونحن نقول: وأيّ شيء أولى بأن يكون فائدة من هذا الخبر؟ وأيّ معنى ألطف مما أودع الله هذا الكلام؟.
وإنما أراد عز وجل: أن يعرّفنا لطفه للفتية، وحفظه إياهم في المهجع، واختياره لهم أصلح المواضع للرّقود، فأعلمنا أنه بَوَّأَهم كهفا في مِقْنَأَةِ الجبل، مستقبلا بناتِ نَعْشٍ، فالشمس تَزْوَرُّ عنه وتستدبرُه طالعةً، وجارِيَةً، وغارِبَةً. ولا تدخلُ عليهم فتؤذيهم بحرّها وتلفحهم بسمومها، وتغيّر ألوانهم، وتبلي ثيابهم. وأنهم كانوا في فجوة من الكهف- أي متَّسَعٍ منه- ينالهم فيه نسيمُ الريح وبردُها، وينفي عنهم غُمَّةَ الغارِ وكَرْبَه). [تأويل مشكل القرآن: 9]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وترى الشّمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشّمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات اللّه من يهد اللّه فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا}
في (تزاور) ثلاثة أوجه: تزاور، وتزورّ - بغير ألف، على مثال تحمرّ.
وتزوارّ على مثال تحمارّ، ووجه رابع تزاور. والأصل فيه تتزاور فأدغمت التاء في الزاي.
{وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}.
{تقرضهم} بكسر الراء، وتقرضهم - بضم الراء -.
والكسر القراءة عليه، وتأويله تعدل عنهم وتتركهم.
قال ذو الرؤبة:
إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف.......شمالا وعن أيمانهنّ الفوارس
يقرضن يتركن، وأصل القرض القطع والتفرقة بين الأشياء، ومن هذا قولك: اقرضني درهما، تأويله اقطع لي من مالك درهما.
وقوله: {وهم في فجوة منه} أي في متسع منه
{ذلك من آيات اللّه} قيل إنّ باب الكهف كان بإزاء بنات نعش، فلذلك لم تكن الشمس تطلع عليهم وهذا التفسير ليس ببيّن،
إنما جعل اللّه فيهم هذه الآية لأن الشمس لا تقربهم في مطلعها ولا عند غروبها.
وقوله: {ذلك من آيات اللّه من يهد الله فهو المهتد}
أكثر اللغة فهو المهتدي بإثبات الياء، وفي المصحف في هذا.
الموضع بغير ياء وهذا في هذا الموضع كالذي في الأعراف، فهذا هو الوجه، وهو في الأعراف بالياء وفي الكهف بغير ياء. -
وحذف الياء جائز في الأسماء خاصة ولا يجوز في الأفعال، لأن حذف الياء في الفعل دليل الجزم.
وحذف الياء في الأسماء واقع إذا لم يكن مع الاسم، الألف واللام، نحو مهتد ومقتد، فأدخلت الألف واللام وترك الحذف على ما كان عليه. ودلت الكسرة على الياء المحذوفة). [معاني القرآن: 3/274-273]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({في فجوة منه} أي: في سعة منه). [ياقوتة الصراط: 318]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تزاور} تميل.
{تقرضهم} أي تعدل عنهم وتجاوزهم.
{فجوة} أي متسع. وقيل: في مقنأة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَزاوَرُ}: تميل.
{تَقْرِضُهم}: تأخذ يمينا وشمالا.
{فَجْوَةٍ}: متسع). [العمدة في غريب القرآن: 187]

تفسير قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتحسبهم أيقاظًا وهم رقودٌ} مفتّحةٌ أعينهم وهم موتى.
{ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشّمال} قال قتادة: ذاك في رقدتهم الأولى قبل أن يموتوا.
قال قتادة: وقال أبو عياضٍ: لهم في كلّ عامٍ تقليبتان.
{وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد} قال قتادة: بفناء الكهف.
{لو اطّلعت عليهم لولّيت منهم فرارًا ولملئت منهم رعبًا} لحالهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/175]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذراعيه بالوصيد...}

الوصيد: الفناء. والوصيد والأصيد لغتان مثل الإكاف والوكاف، ومثل أرّخت الكتاب وورّخته، ووكّدت الأمر وأكّدته، ووضعته يتنا وأتنا ووتنا يعني الولد. فأمّا قول العرب: واخيت ووامرت وواتيت وواسيت فإنها بنيت على المواخاة والمواساة والمواتاة والموامرة، وأصلها الهمز؛ كما قيل: هو سول منك، وأصله الهمز فبدّل واوا وبنى على السؤال.
وقوله: {في فجوةٍ مّنه} أي ناحية متّسعة.
وقوله: {ولملئت} بالتخفيف قرأه عاصم والأعمش وقرأ أهل المدينة {ولملئت منهم} مشدّداً.وهذا خوطب به محمّد صلّى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 2/137]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتحسبهم أيقاظاً} واحدهم: يقظٌ، ورجال أيقاظ، وكذلك جميع يقظان أيقاظ، يذهبون به إلى جميع يقظٍ،
وقال رؤبة:
ووجدوا إخوانهم أيقاظاً.......وسيف غيّاظٍ لهم غياظا
{ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشّمال} أي على أيمانهم وعلى شمائلهم.
{باسطٌ ذراعيه بالوصيد} على الباب وبفناء الباب جميعاً لأن الباب يوصد، أي يغلق، والجميع وصائد ووصد). [مجاز القرآن: 1/397-396]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وتحسبهم أيقاظاً وهم رقودٌ ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشّمال وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد لو اطّلعت عليهم لولّيت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً}
وقال: {أيقاظاً} واحدهم "اليقظ"، وأما "اليقظان" فجماعه "اليقاظ"). [معاني القرآن: 2/75]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {ولمليت منهم رعبا} فعلت، من ملأت الشيء؛ مخففة.
أبو جعفر والأعرج {ولميت} مثقلة؛ والتخفيف كأنه أقرب؛ لأنه ليس هاهنا معنى توكيد سهل، كقولك: كسرته وكسرته؛ وقطعته وقطعته؛ لأنه إذا ثقل أراد توكيد الكسر والقطع، وكثرته؛ وإذا قال {ولمليت} مخففة، فقد استقصى الفعل.
أبو جعفر والأعرج {منهم رعبا}.
الحسن وشيبة ونافع {رعبا} بإسكان العين، والفعل منه: رعبني يرعبني، ويرعبني: وهو الفرق منه، رعبا ورعبا). [معاني القرآن لقطرب: 847]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {وتحسبهم أيقاظا} فقالوا في الواحد: رجل يقظ بالضم، ويقظ بالكسر؛ وقالوا أيضًا: قوم يقضى؛ وقد يقظ الرجل يقظًا؛ ورجل يقظ.
[وروى محمد]:
يقظ لا يكاد ينام؛ ورجل يقظ ويقظان؛ في معنى فطن.
وأما {بالوصيد} فهو الفناء، فناء البيت بلغة حمير؛ وهو قول ابن عباس؛ وقالوا الوصيد: المخرج نفسه؛ وقال العقيلي: الإصاد يريد: الغلق والشيء نفسه الذي يمنع من الخروج؛ وإنما هو من قول الله عز وجل {إنها عليها مؤصدة} أي مطبقة، وقالوا: آصدت وأوصدت، جميعًا لغتان.
وقال الأعشى:
قوما يعالج قملا أبناؤهم = وسلاسلا أجدا وبابا موصدا). [معاني القرآن لقطرب: 866]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {والوصيد}: الفناء وقالوا الحظيرة وقالوا عتبة الباب والجميع وصائد ووصد). [غريب القرآن وتفسيره: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشّمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطّلعت عليهم لولّيت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا }
الأيقاظ: المنتبهون، والرقود النيام، وواحد الأيقاظ يقظ ويقظان والجمع أيقاظ.
قال الراجز:
ووجدوا إخوتهم أيقاظا
وقيل في التّفسير إنهم كانوا مفتحي الأعين، الّذي يراهم يتوهمهم منتبهين وقيل لكثرة تقلبهم يظن أنهم غير نيام، ويدل عليه (ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال)
ويجوز وتحسبهم، وتحسبهم.
{وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} والوصيد فناء البيت، وفناء الدار.
وقوله: {لو اطّلعت عليهم}بكسر الواو، وتقرأ لو اطلعت عليهم بضم الواو، والكسر أجود، لأن الواو ساكنة والطاء ساكنة، فكسرت الواو لالتقاء السّاكنين، وهذا هو الأصل.
وجاز الضم لأن الضم من جنس الواو، ولكنه إذا كان بعد الساكن مضموم فالضم هناك أحسن منه ههنا. نحو (أو انقص) -واو انقص بالضم والكسر -وقوله:{لولّيت منهم فرارا}.
{فرارا} منصوب على المصدر، لأن معنى ولّيت فررت منهم.
{ولملئت منهم رعبا}ورعبا ورعبا، ورعبا منصوب على التمييز، تقول: امتلأت ماء وامتلأت فرقا، أي امتلأت من الفرق ومن الماء.
وقيل في التفسير إنهم طالت شعورهم جدا وأظفارهم، فلذلك كان الرائي لو رآهم لهرب منهم مرعوبا). [معاني القرآن: 3/275-274]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ({أيقاظا} أي: منتبهين، واحدهم: يقظ ويقظ. (وهم رقود) أي: نيام). [ياقوتة الصراط: 319]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ({بالوصيد} قال أبو العباس: اختلف الناس فيه، فقالت طائفة: الوصيد: الباب نفسه،
وقالت طائفة: الوصيد: الفناء). [ياقوتة الصراط: 319]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الوصيد}: الفناء، وقيل: عتبة الباب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الوَصيدُ}: الفناء، الباب). [العمدة في غريب القرآن: 187]


رد مع اقتباس