عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:46 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم حسبت} تفسير السّدّيّ: أفحسبت.
{أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجبًا} سعيدٌ، عن قتادة قال: أي قد كان في آياتنا ما هو أعجب من ذلك.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: هو عجبٌ.
قال يحيى: معنى تفسير قتادة يقول: ليس هم أعجب آياتنا.
والكهف: كهف الجبل.
والرّقيم: الوادي الّذي فيه الكهف في تفسير قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 1/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {أم حسبت...}

يخاطب محمداً صلّى الله عليه وسلم {أنّ أصحاب الكهف}، الكهف: الجبل الذي أووا إليه.
والرقيم: لوح رصاصٍ كتبت فيه أنسابهم ودينهم وممّ هربوا). [معاني القرآن: 2/134]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {والرّقيم} الوادي الذي فيه الكهف). [مجاز القرآن: 1/394]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {أصحاب الكهف} فالكهف كالحقف، والحقف: ما انحقف من الرمل وانعطف). [معاني القرآن لقطرب: 864]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {والرقيم}: أصله، والله أعلم، المرقوم لأنه بلغنا أنه لوح فيه تسمية أصحاب الكهف. قيل رقيم بمعنى مرقوم كما قيل جريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول.
ويرى أنه سمي رقيما لأن أسمائهم كانت مرقومة فيه فسمي رقيما. يقال للحية أرقم لما فيه من الآثار). [غريب القرآن وتفسيره: 223-224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أم حسبت} أي أحسبت.
{والرّقيم}: لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف، ونصب على باب الكهف والرّقيم: الكتاب. وهو فعيل بمعنى مفعول، ومنه: {كتابٌ مرقومٌ} أي: مكتوب). [تفسير غريب القرآن: 263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجبا}
و"الرقيم" قيل إنه اسم الجبل الذي كان فيه الكهف، والكهف كالفجّ وكالغار في الجبل، وقيل إن الرقيم اسم القرية التي كانوا فيها.
وقيل إن "الرقيم" لوح كان فيه كتاب في المكان الذي كانوا فيه - واللّه أعلم.
وقيل كان المشركون سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين، وذلك أنهم أعياهم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة فصارت جماعة منهم إلى يثرب فأعلمت جماعة من رؤساء اليهود بقصة رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقالت اليهود: إنّ اسمه عندنا مكتوب وأن يبعث على فترة من الرسل فاسألوه عن هذه الأشياء؛ فإن أجاب عنها فهو نبي، فصارت الجماعة من المشركين إلى مكة وجمعوا جمعا كثيرا وسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الأشياء.
فأعلمهم أنه لا يعلمها، وأنه إن نزل عليه وحي بها أعلمهم.
فروى بعضهم أنه قال: سأخبركم بها ولم يقل إن شاء الله فأبطأ عنه الوحي أياما ونزلت: {ولا تقولنّ لشيء إنّي فاعل ذلك غدا * إلّا أن يشاء اللّه}.
فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بما أوحى الله إليه وأنزله الله في كتابه مما دل على حقيقة نبوته.
ثم أعلم الله عزّ وجلّ أنّ قصة أصحاب الكهف ليست بعجيبة من آيات اللّه، لأنّا نشاهد من خلق السّماوات والأرض وما بينهما مما يدل على توحيد اللّه ما هو أعجب من قصة أصحاب الكهف فقال جلّ وعزّ: {أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجبا}؛ أي: حتى نبيّن قصتهم). [معاني القرآن: 3/269-270]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا}
قال الضحاك: الكهف: الغار في الوادي، والرقيم: الوادي.
وقال يزيد بن درهم: سئل أنس بن مالك عن الكهف والرقيم؛ فقال: الكهف: الجبل، والرقيم: الكلب.
وروى سفيان بن سعيد، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه سأل كعبا: ما الرقيم؟ فقال: هو اسم القرية التي خرجوا منها.
وقال عكرمة: "الرقيم": الدواة.
وقال مجاهد: "الرقيم": الكتاب.
وقال السدي: الصخرة.
وقال الفراء: "الرقيم": لوح من رصاص كتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم ودينهم وممن هربوا.
وقال أبو عبيدة: "الرقيم": الوادي الذي فيه الكهف وروى إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة عن ابن عباس قال: كل القرآن أعلم إلا أربعا؛ غسلينا وحنانا والأواه والرقيم.
وروى سفيان بن حسين، عن يعلي بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: إن الفتية فقدوا فطلبهم أهلوهم فلم يجدوهم فرفع ذلك إلى الملك، فقال: (ليكونن لهم نبأ)، وأحضر لوحا من رصاص فكتب فيه أسماءهم وجعله في خزائنه؛ فذلك اللوح هو الرقيم.
وروى وكيع عن أبي مكين، عن سعيد بن جبير قال: الرقيم لوح فيه أسماء فتية رقمت أسماؤهم في الصخرة فذلك الكتاب.
وفي بعض الروايات أنه كتب أسماؤهم وخبرهم في لوح وجعل على باب الكهف.
قال أبو جعفر: والروايات التي رويت عن ابن عباس ليست بمتناقضة لأن القول الأول إنما سمعه من كعب والقول الثاني يجوز أن يكون عرف الرقيم بعده وأحسن ما قيل فيه أنه الكتاب وذلك معروف في اللغة يقال رقمت الشيء أي كتبته؛ قال الله عز وجل: {كتاب مرقوم} ورقيم بمعنى مرقوم، كما يقال قتيل بمعنى مقتول.
وروى ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى: {كانوا من آياتنا عجبا} قال: هم عجب.
قال أبو جعفر: يذهب مجاهد إلى أنه ليس بإنكار على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عنده أنهم عجب.
وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: يقول ليس هم بأعجب آياتنا.). [معاني القرآن: 4/216-220]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({الكهف والرقيم}
قال: "الرقيم": لوح كتب فيه أسماؤهم، وكيف خرجوا، ومن أي شيء هربوا.). [ياقوتة الصراط: 318]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الرقيم} هو لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف، ونصب على باب الكهف، وهو بمعنى "مفعول" أي مرقوم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 141-142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّقِيم}: الكتاب). [العمدة في غريب القرآن: 186]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربّنا آتنا} أعطنا.
{من لدنك} من عندك. {رحمةً}، يعني: رزقًا. وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {وهيّئ لنا من أمرنا رشدًا}
كانوا قومًا قد آمنوا، فرّوا بدينهم من قومهم، وإنّ قومهم على الكفر وخشوا على أنفسهم القتل). [تفسير القرآن العظيم: 1/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وهيّئ...}

كتبت الهمزة بالألف (وهيّأ) بهجائه. وأكثر ما يكتب الهمز على ما قبله. فإن كان ما قبله مفتوحاً كتبت بالألف. وإن كان مضموماً كتب بالواو، وإن كان مكسوراً كتبت بالياء.
وربما كتبتها العرب بالألف في كل حال؛ لأن أصلها ألف.
قالوا: نراها إذا ابتدئت تكتب بالألف في نصبها وكسرها وضمّها؛ مثل قولك: أمروا، وأمرت، {وقد جئت شيئاً إمرا} فذهبوا هذا المذهب.
قال: ورأيتها في مصحف عبد الله (شيأً) في رفعه وخفضه بالألف ورأيت يستهزءون يستهزأون بالألف وهو القياس. والأوّل أكثر في الكتب). [معاني القرآن: 2/134-135]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشدا}
ومعنى "أووا إليه": صاروا إليه وجعلوه مأواهم، و"الفتية": جمع فتى مثل غلام وغلمة، وصبي وصبية، وفعلة من أسماء الجمع، وليس ببناء يقاس عليه، لا يجوز غراب وغربة، ولا غنى وغنية.
وقوله: {فقالوا ربّنا آتنا من لدنك رحمة} أي أعطنا من عندك رحمة، أي مغفرة ورزقا.
{وهيّئ لنا من أمرنا رشدا}.
يجوز في (رَشَدًا): (رُشْدًا) إلا أنه لا يقرأ بها ههنا لأن فواصل الآيات على فعل نحو أمد وعدد، فرشد أحسن في هذا المكان أي أرشدنا إلى ما يقرب منك ويزلف عندك). [معاني القرآن: 3/270]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا}
أي أرشدنا إلى أحب الأشياء إليك). [معاني القرآن: 4/220]

تفسير قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فضربنا على آذانهم...}
بالنوم.
وقوله: {سنين عدداً} العدد ها هنا في معنى معدودة والله أعلم. فإذا كان ما قبل العدد مسمّىً مثل المائة والألف والعشرة والخمسة كان في العدد وجهان:
أحدهما: أن تنصبه على المصدر فتقول: لك عندي عشرة عدداً. أخرجت العدد من العشرة؛ لأن في العشرة معنى عدّت، كأنك قلت: أحصيت وعدّت عدداً وعدّا.
وإن شئت رفعت العدد، تريد: لك عشرة معدودة؛ فالعدد ها هنا مع السنين بمنزلة قوله تبارك وتعالى في يوسف: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ}؛ لأن الدراهم ليست بمسمّاة بعدد. وكذلك ما كان يكال ويوزن تخرجه (إذا جاء) بعد أسمائه على الوجهين؛ فتقول لك عندي عشرة أرطال وزناً ووزنٌ وكيلاً وكيلٌ على ذلك). [معاني القرآن: 2/135]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً}
وقال: {سنين عدداً} أي: نعدّها عددا). [معاني القرآن: 2/74]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فضربنا على آذانهم في الكهف}: أي أنهم رقود والعرب تقول: ضرب الله على أذن فلان أي أنامه). [غريب القرآن وتفسيره: 224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فضربنا على آذانهم} أي أنمناهم.
ومثله قول أبي ذرّ: قد ضرب اللّه على أصمختهم.

والأمد: الغاية). [تفسير غريب القرآن: 264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} إن أردت أن تنقله بلفظه، لم يفهمه المنقول إليه،
فإن قلت: أنمناهم سنين عددا، لكنت مترجما للمعنى دون اللفظ). [تأويل مشكل القرآن: 21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}
معنى {ضربنا على آذانهم} منعناهم - أن يسمعوا، لأن النائم - إذا سمع انتبه. فالمعنى أنمناهم، ومنعناهم السمع.
و{عددا} منصوب على ضربين:
أحدهما: على المصدر، المعنى نعدّ عددا، ويجوز أن يكون نعتا للسنين.
المعنى سنين ذات عدد، والفائدة في قولك عدد في الأشياء المعدودات أنك تريد توكيد كثرة الشيء لأنه إذا قل فهم مقداره ومقدار عدده، فلم يحتج إلى أن يعدّ، فإذا كثر احتاج إلى أن يعد، فالعدد في قولك أقمت أياما عددا أنك تريد بها الكثرة.
وجائز أن تؤكد بعدد معنى الجماعة في أنها قد خرجت من معنى الواحد). [معاني القرآن: 3/271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}
أي منعناهم من أن يسمعوا، والمعنى: أنمناهم لأنهم إذا سمعوا انتبهوا.
ثم قال {سنين عددا}، وفي الفائدة في قوله: {عددا} قولان:
أحدهما: أنه توكيد وإفراد من الواحدة.
والآخر: أنه توكيد معنى الكثرة لأن القليل لا يحتاج إلى عدد لأنه قد عرف). [معاني القرآن: 4/220-221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فضربنا على آذانهم} أي أنمناهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددًا * ثمّ بعثناهم لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدًا} المنتهى الّذي بعثوا فيه، أي: لم يكن لواحدٍ من الفريقين علمٌ لا لكافرهم ولا لمؤمنهم في تفسير قتادة.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: ({أمدًا}، عددًا، أي: لم يكن لهم علمٌ بما لبثوا) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى...}

رفعت أيّا بأحصى لأن العلم ليس بواقع على أيّ؛ إنما هو: لتعلم بالنظر والمسألة وهو كقولك اذهب فاعلم لي أيّهم قام، أفلا ترى أنك إنما توقع العلم على من تستخبره.
ويبيّن ذلك أنك تقول: "سل عبد الله أيّهم قام" فلو حذفت عبد الله لكنت له مريداً، ولمثله من المخبرين.
وقوله: {أيّ الحزبين} فيقال: إنّ طائفتين من المسلمين في دهر أصحاب الكهف اختلفوا في عددهم. ويقال: اختلف الكفّار والمسلمون.
وأما {أحصى} فيقال: أصوب: أي أيّهم قال بالصواب.
وقوله: {أمداً} الأمد يكون نصبه على جهتين إن شئت جعلته خرج من {أحصى} مفسّراً، كما تقول: أي الحزبين أصوب قولاً وإن شئت أوقعت عليه اللّباث: للباثهم أمداً). [معاني القرآن: 2/135-136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أحصى لما لبثوا أمداً} أي غاية). [مجاز القرآن: 1/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أمدا}: غاية). [غريب القرآن وتفسيره: 224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (فمعنى قوله: {ثمّ بعثناهم لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}
أي بعثناهم من نومهم، ويقال لكل من خرج من الموت إلى الحياة أو من النوم إلى الانتباه مبعوث.
وتأويل مبعوث أنه قد زال عنه ما كان يحبسه عن التصرف والانبعاث.
وقوله: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}.
الأمد: الغاية، و (أمدا) منصوب على نوعين، وهو على التمييز منصوب وإن شئت كان منصوبا على أحصى أمدا فيكون العامل فيه أحصى، كأنه قيل لنعلم أهؤلاء أحصى للأمد أم هؤلاء، ويكون منصوبا بـ لبثوا، ويكون أحصى متعلقا بـ (لما) فيكون المعنى أي الحزبين أحصى للبثهم في الأمد). [معاني القرآن: 3/271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ثم بعثناهم} أي من نومهم يقال لمن أحيي أو أقيم من نومه مبعوث لأنه كان ممنوعا من الانبعاث والتصرف). [معاني القرآن: 4/221]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}
قال مجاهد: أي عددا.
قال أبو جعفر: (والأمد في اللغة الغاية) ). [معاني القرآن: 4/222-221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و(الأمد): الغاية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَمَداً}: غاية). [العمدة في غريب القرآن: 186]


رد مع اقتباس