عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفجر

[ من الآية (1) إلى الآية (14) ]
{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}

قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْعَصْرِ)، (بِالصَّبْرِ)، (وَالْفَجْرِ)، (وَالْوَتْرِ) بكسر ما قبل الساكن في هذه
[الكامل في القراءات العشر: 662]
كلها هارون، وابن موسى عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بالإسكان، وهو الاختيار كالجماعة جمع خفيف مكي، وابْن مِقْسَمٍ، ونافع وابن بشر، وعَاصِم، وبصري غير روح، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن سَعْدَانَ، الباقون مشدد، وهو الاختيار لقوله: (وَعَدَّدَهُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 663] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الْقِرَاءَاتُ:
أَثْبَتَ الْيَاءَ بَعْدَ الرَّاءِ وَصْلاً فِي {يَسْرِ} نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَفِي
الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ.
وَإِثْبَاتُهَا هُوَ الأَصْلُ؛ لأَنَّهَا لاَمُ فِعْلٍ مُضَارِعٍ مَرْفُوعٍ، وَحَذَفَهَا الْبَاقُونَ مُوَافَقَةً لِخَطِّ الْمُصْحَفِ الْكَرِيمِ وَرُؤُوسِ الآيِ.
وَمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ حَالَتَيِ الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ، فَلأَنَّ الْوَقْفَ مَحَلُّ اسْتِرَاحَةٍ، وَتَقَدَّمَ آخِرَ بَابِ الرَّاءَاتِ عَنِ النَّشْرِ أَنَّ الْوَقْفَ عَلَى {يَسْرِ} بِالتَّرْقِيقِ أَوْلَى عِنْدَ مَنْ حَذَفَ الْيَاءَ، وَأَنَّ الْوَقْفَ عَلَى {الْفَجْرِ} بِالتَّفْخِيمِ أَوْلَى، وَتَقَدَّمَ تَوْجِيهُ ذَلِكَ ثَمَّةَ، وَأَنَّ الصَّحِيحَ تَفْخِيمُ نَحْوِ {الْفَجْرِ} لِلْكُلِّ، وَمُقَابَلَةُ الْوَاهِي يُعْتَبَرُ عُرُوضُ الْوَقْفِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/607] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالْفَجْرِ (1)}
{وَالْفَجْرِ}
- قراءة الجماعة (والفجر).
- وقرأ أبو الدينار الأعرابي (والفجرٍ) بالتنوين.
قال ابن خالويه: (كما روي عن بعض العرب أنه يقف على أواخر القوافي بالتنوين وإن كان فعلًا وإن كان فيه ألف ولام، ومن أشعاره:
أقلي اللوم عاذل والعتابا = وقولي إن أصبت لقد أصابا)
ونقل هذا النص أبو حيان ثم قال: (وهذا ذكره النحويون في القوافي المطلقة، إذا لم يترنم [كذا] الشاعر، وهو أحد الوجهين اللذين للعرب إذا وقفوا على الكلم في الكلام لا في الشعر، وهذا الأعرابي أجرى الفواصل مجرى القوافي).
وقال الزمخشري: (وهو التنوين الذي يقع بدلًا من حرف الإطلاق).
وقال الشهاب: (وهو تنوين الترنم ألحقه بالفواصل تشبيهًا لها بالقوافي المطلقة، وهذا التنوين يدخل الفعل والحرف والمعرف بأل).
- ويقرأ (والفجر) بترقيق الراء في الوصل، وبالتفخيم في الوقف.
- وقرأ هارون وابن موسى عن أبي عمرو (والفجر) بكسر الجيم، على نقل الحركة). [معجم القراءات: 10/413]

قوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)}
{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}
- قرأ الجمهور (وليالٍ عشرٍ) بالتنوين.
- وقرأ ابن عباس (وليال عشر) بالإضافة، وذكرها ابن خالويه عن ابن عامر.
وقد يكون مع الإضافة الياء (وليالي عشرٍ).
قال أبو حيان: (فضبطه بعضهم: بلام دون ياء، وبعضهم و(ليالي عشرٍ) بالياء، ويريد ليالي أيامٍ عشرٍ، ولما حذف الموصوف المعدود وهو مذكر جاء في عدده حذف التاء من (عشر)، ومثل هذا النص عند تلميذه السمين.
وقال الشهاب: (في إعراب السمين: هي قراءة ابن عباس، وبعضهم قال (ليال) في هذه القراءة بدون ياء، وبعضهم قال إنه بالياء، وهو القياس، والمراد ليالي أيامٍ عشر، وكان من حقه على هذا أن يقال: عشرة؛ لأن المعدود مذكر، ويجاب عنه بأنه إذا حذف المعدود جاز الوجهان، والمرجح له وقوعه في الفاصلة).
{عَشْرٍ}
- يقرأ بترقيق الراء في الوصل، وبالتفخيم في الوقف). [معجم القراءات: 10/414]

قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {وَالشَّفْع وَالْوتر} 3
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {وَالْوتر} بِفَتْح الْوَاو
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَالْوتر} بِكَسْر الْوَاو). [السبعة في القراءات: 683]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وَالوِتْرِ) بكسر الواو كوفي غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 436]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والوتر) [3]: بكسر الواو حمصي، وكوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/1040]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (والوتر) بكسر الواو، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 382]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حمزة، والكسائي: {والوتر} (3): بكسر الواو.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ حمزة والكسائيّ وخلف: (والوتر) بكسر الواو والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 612]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْوَتْرِ) بكسر الواو وإسكان التاء حمصي، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير، وعَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، وزائدة عن الْأَعْمَش، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، والحسن، وقَتَادَة، وهو الاختيار على أنه اسم من أسماء اللَّه أقسم به، الباقون بفتح الواو وكسرتها يونس عن أَبِي عَمْرٍو). [الكامل في القراءات العشر: 660]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((وَالْعَصْرِ)، (بِالصَّبْرِ)، (وَالْفَجْرِ)، (وَالْوَتْرِ) بكسر ما قبل الساكن في هذه
[الكامل في القراءات العشر: 662]
كلها هارون، وابن موسى عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بالإسكان، وهو الاختيار كالجماعة جمع خفيف مكي، وابْن مِقْسَمٍ، ونافع وابن بشر، وعَاصِم، وبصري غير روح، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن سَعْدَانَ، الباقون مشدد، وهو الاختيار لقوله: (وَعَدَّدَهُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 663] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (3- {وَالْوَتْرِ} بكسرِ الواوِ: حمزةُ والكِسَائِيُّ). [الإقناع: 2/810]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1110- .... وَالْوَتْرِ بِالْكَسْرِ شَائِعٌ = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 89]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1110] وبالسين (لـ)ـذ والوتر بالكسر (شـ)ـائع = فقدر يروي (اليحصبي) مثقلا
...
والوَتر والوِتر في العدد لغتان. وفي الترة قيل: الكسر لا غير. وقيل: الفتح أيضًا فيها كالعدد). [فتح الوصيد: 2/1317]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1108- وَبَلْ يُؤْثِرُونَ حُزْ وَتَصْلَى يُضَمُّ حُزْ = صَفَا تُسْمَعُ التَّذْكِيرُ حَقٌّ وَذُو جِلاَ
1109- وَضَمَّ أَولُوا حَقٍّ وَلاَغِيَةٌ لَهُمْ = مُصَيْطِرُ اشْمِمْ ضَاعَ وَالْخُلْفُ قُلِّلاَ
1110- وَبِالسِّينِ لُذْ وَالْوَتْرُ بِالْكَسْرِ شَائِعٌ = فَقَدَّرَ يَرْوِي اليَحْصُبِيُّ مُثَقَّلاَ
(ب) حُزْ: أَمْرٌ مِنَ الْحَوْزِ وَهُوَ الْجَمْعُ، الْجِلا: بِالْكَسْرِ الْكَشَّافُ: ضَاعَ الطِّيبُ: إِذَا فَاحَ وَانْتَشَرَ، لُذْ: أَمْرٌ مِنْ اللَّوْذِ بِمَعْنَى الْعِيَاذَةِ.
(ح) بَلْ يُؤْثِرُونَ: مَفْعُولُُزْ) وَكَذَلِكَ (تَصْلَى)، يُضَمُّ: حَالٌ، أَيْ: مَضْمُومًا، أَيْ: قَدْ ضُمَّ، صَفَا: جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ وَالْفَاعِلُ (تَصْلَى) إِذَا كَانَ فِعْلاً، أَوْ حَالٌ إِذَا كَانَ اسْمًا، أَيْ: ذَا صَفَاءٍ، تُسْمَعُ: مُبْتَدَأٌ، التَّذْكِيرُ: مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، حَقٌّ: خَبَرُهُ، وَذُو جِلا: عَطْفٌ عَلَى الْخَبَرِ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الأَوَّلِ وَهُوَ (تُسْمَعُ)، وَلامُ التَّذْكِيرِ بَدَلُ الْعَائِدِ، أُولُو حَقٍّ: فَاعِلَُمَّ) أَيْ: أَصْحَابُ حَقٍّ، لاغِيَةٌ لَهُمْ: مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، أَيْ: بِالرَّفْعِ لَهُمْ، وَالضَّمِيرُ لـ (أُولُوا حَقٍّ)،
[كنز المعاني: 2/714]
مُصَيْطِرٌ: مَفْعُولُ اشْمِمْ، ضَاعَ: حَالٌ، أَيْ: قَدْ ضَاعَ، وَالْخُلْفُ قُلِّلا: مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، بِالسِّينِ: مُتَعَلِّقُُذْ)، الْوَتْرَ شَائِعٌ: مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، بِالْكَسْرِ: مُتَعَلِّقُ الْخَبَرِ، فَقُدِّرَ: مَفْعُولُُرْوَى)، مُثَقَّلاً: حَالٌ مِنْهُ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو: (بَلْ يُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) بِالْغَيْبَةِ وَالْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ.
[كنز المعاني: 2/715]
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو بَكْرٍفِي الْغَاشِيَةِ:ُصَلَّى نَارًا)، بِضَمِّ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ، وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ: (لا يُسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةٌ)، بِيَاءِ التَّذْكِيرِ وَالْبَاقُونَ بِالتَّأْنِيثِ وَهُمَا مَعَ نَافِعٍ بِضَمِّ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ، وَكُلُّهُمْ بِرَفْعِ (لاغِيَةٌ) وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا وَنَصْبِ (لاغِيَةً)، فَحَصَلَ لأَبِي عَمْرٍو وَابْنِ كَثِيرٍ (لا يُسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةٌ)، بِالْيَاءِ الْمَضْمُومَةِ وَرَفْعِ (لاغِيَةٌ).
وَلِنَافِعٍ (لا تُسْمَعُ) بِالتَّاءِ الْمَضْمُومَةِ وَالرَّفْعِ عَلَى أَنَّ (لاغِيَةً) فِي الْقِرَاءَتَيْنِ فَاعِلٌ.
[كنز المعاني: 2/716]
وَلِلْبَاقِينَ بِالتَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ لِلْخِطَابِ وَنَصْبُ (لاغِيَةً) عَلَى الْمَفْعُولِ، وَفِي كَوْنِ التَّذْكِيرِ ضِدَّ تَاءِ الْخِطَابِ إِشْكَالٌ لا يَخْفَى، وَقَرَأَ خَلَفٌ عَنْ حَمْزَةَ وَخَلاَّدٌ بِخِلافٍ عَنْهُ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} بِإِشْمَامِ الصَّادِ زَايًا، وَلَمْ يُقَيِّدِ الإِشْمَامَ لِتَقَدُّمِهِ فِي الْفَاتِحَةِ وَالطُّورِ، وَقَالَ: الْخُلْفُ فِيهَا قُلِّلا، عَنْ خَلاَّدٍ لأَنَّ بَعْضَ الْمُحَقِّقِينَ لَمْ يَذْكُرْ إِلا أَحَدَ الْوَجْهَيْنِ لَهُ: الصَّادُ الْخَالِصَةُ أَوِ الإِشْمَامُ، فَذِكْرُ الْخِلافِ قَلِيلٌ، وَقَرَأَهُ هِشَامٌ بِالسِّينِ عَلَى الأَصْلِ وَالْبَاقُونَ بِالصَّادِ الْخَالِصَةِ.
[كنز المعاني: 2/717]
وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ فِي الْفَجْرِ: (وَالشَّفْعِ وَالْوِتْرِ)، بِكَسْرِ الْوَاوِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، لُغَتَانِ، وَقَرَأَ الْيَحْصُبِيُّ ابْنُ عَامِرٍ: (فَقَدَّرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ)، بِالتَّشْدِيدِ، وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَمَضَتْ لَهُ نَظَائِرُ). [كنز المعاني: 2/718] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والوِتْرُ بكَسْرِ الواوِ وفَتْحِها لُغَتانِ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وبكَسْرِ الواوِ نَقْرَؤُهَا؛ لأنَّها أَكْثَرُ في العامَّةِ وأَفْشَى، ومع هذا إنَّا تَدَبَّرْنَا الآثارَ الَّتِي جَاءَ فيها ذِكْرُ وِتْرِ الصَّلاةِ فوَجَدْنَاها كُلَّها بهذه اللُّغَةِ لم نَسْمَعْ في شَيْءٍ منها الوَتْرَ، يعْنِي بالفَتْحِ، قالَ: والمَعْنَى فيهما وَاحِدٌ، إنَّما تَأْوِيلُهُ الفَرْدُ الَّذِي هو ضِدُّ الشَّفْعِ، وقالَ مَكِّيٌّ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/257]
وغَيْرُهُ: الفَتْحُ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ والكَسْرُ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/258]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1110- .... .... وَالْوَتْرِ بِالْكَسْرِ شَائِعٌ = .... .... .... ....
....
وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: (وَالْوِتْرِ) بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُمَا بِفَتْحِهَا). [الوافي في شرح الشاطبية: 379]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتَلَفُوا في {الْوَتْرِ} [الفجر: 3]؛ فقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ وخَلَفٌ بكسرِ الواوِ، وقَرَأَ الباقونَ بفتحِها). [النشر في القراءات العشر: 2/400]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ وخَلَفٌ (وَالْوِتْرِ) بكَسْرِ الواوِ, والباقُونَ بالفَتْحِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 740]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (990- .... .... .... .... .... = .... .... وكسر الوتر رد
991 - فتىً .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 101]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ بكسر الواو من قوله تعالى: والوتر الكسائي وحمزة وخلف كما في البيت الآتي، والباقون بفتحها؛ الكسر لغة تميم، والفتح لغة الحجاز). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 329]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... .... = ..... وكسر الوتر (ر) د
(فتى) فقدّر الثقيل (ث) بـ (ك) لا = وبعد بل لا أربع غيب (ح) لا
(ش) د خلف غوث وتحضّوا ضم حا = فافتح ومد (ن) لـ (شفا) (ث) ق وافتحا
ش: أي: كسر الواو من: والشفع والوتر [3] ذو راء (رد) آخر المتلو الكسائي، و(فتى) حمزة، وخلف، وهي لغة تميم.
والباقون بفتحها وهي لغة الحجاز). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/617]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي {وَالْوَتْرِ}. فَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَافَقَهُمُ الْحَسَنُ وَالأَعْمَشُ.
وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا لُغَتَانِ الْفَتْحُ لِقُرَيْشٍ، وَالْكَسْرُ لِتَمِيمٍ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/608]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والوتر} قرأ الأخوان بكسر الواو، والباقون بالفتح، لغتان، كالحبر والحبر، والفتح لغة قريش ومن والاها، والكسر لغة تميم). [غيث النفع: 1271]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
{وَالشَّفْعِ}
- حكى الأهوازي أن جماعة أثبتوا التنوين في هذا (والشفعٍ).
{وَالْوَتْرِ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وعاصم والسلمي
[معجم القراءات: 10/414]
والحسن وأبو جعفر وشيبة (الوتر) بفتح الواو وسكون التاء، وهي لغة قريش والحجاز.
- وقرأ الأغر عن ابن عباس وأبو رجاء وابن وثاب وقتادة وطلحة والأعمش والحسن بخلاف عنه وخلف والمفضل وابن مسعود وحمزة والكسائي (الوتر) بكسر الواو، وهي لغة تميم وبكر وأسد واختارها أبو عبيد، وحكى الأصمعي فيه اللغتين: الفتح والكسر.
- وروى يونس وهارون وابن موسى، ثلاثتهم عن أبي عمرو (والوتر) بفتح الواو وكسر التاء.
قال الشهاب: (وهو إما لغة، أو نقل حركة الراء في الوقف لما قبلها).
- وقرأ أبو الدينار الأعرابي (والوترٍ) بالتنوين.
وتقدم بيان مثل هذا في القراءة عنه في (الفجر) قبل قليل.
- ويقرأ (الوتر) بترقيق الراء في الوصل وبالتفخيم في الوقف). [معجم القراءات: 10/415]

قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {وَاللَّيْل إِذا يسر} 4 و{جابوا الصخر بالواد} 9
قَرَأَ ابْن كثير {يسر} بِالْيَاءِ وصل أَو وقف وَكَذَلِكَ {الصخر بالواد} مثله
وَقَرَأَ نَافِع {يسر} بياء في الْوَصْل وَبِغير يَاء في الْوَقْف
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن أَبي أويس عَنهُ {بالواد} بِغَيْر يَاء وروى عَنهُ ورش {بالواد} بياء
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يسر} بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف
وَقَالَ أَبُو عبيد كَانَ الكسائي يقْرَأ دهرا {يسر} بِالْيَاءِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى غير يَاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو فِيمَا روى عَبَّاس {يسر} جزما إِذا وصل وَإِذا وقف قَالَ وهي قِرَاءَته
وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا كتبه إِلَى أَبُو حَاتِم عَن أَبي زيد عَن أَبي عَمْرو {يسر} بِالْيَاءِ وَالْوَقْف {يسر} بِغَيْر يَاء قَالَ وَهُوَ لَا يصل {يسر}
وَقَالَ عبيد عَن أَبي عمر {يسر} يقف عِنْد
كل آيَة وَإِذا وصل قَالَ {يسر}
وَقَالَ علي بن نصر سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرَأ {يسر} يقف عَلَيْهَا لِأَنَّهَا رَأس آيَة فَإِذا كَانَ وسط الْآيَة أشبعها الْجَرّ مثل {مَا كُنَّا نبغ} الْكَهْف 64 يثبت الْيَاء و{دَعْوَة الداع إِذا دعان} الْبَقَرَة 186 فَإِذا وقف قَالَ {نبغ} و{الداع} وَقَالَ اليزيدي الْوَصْل بِالْيَاءِ والسكت بِغَيْر يَاء على الْكتاب). [السبعة في القراءات: 683 - 684]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الْقِرَاءَاتُ:
أَثْبَتَ الْيَاءَ بَعْدَ الرَّاءِ وَصْلاً فِي {يَسْرِ} نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَفِي
الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ.
وَإِثْبَاتُهَا هُوَ الأَصْلُ؛ لأَنَّهَا لاَمُ فِعْلٍ مُضَارِعٍ مَرْفُوعٍ، وَحَذَفَهَا الْبَاقُونَ مُوَافَقَةً لِخَطِّ الْمُصْحَفِ الْكَرِيمِ وَرُؤُوسِ الآيِ.
وَمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ حَالَتَيِ الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ، فَلأَنَّ الْوَقْفَ مَحَلُّ اسْتِرَاحَةٍ، وَتَقَدَّمَ آخِرَ بَابِ الرَّاءَاتِ عَنِ النَّشْرِ أَنَّ الْوَقْفَ عَلَى {يَسْرِ} بِالتَّرْقِيقِ أَوْلَى عِنْدَ مَنْ حَذَفَ الْيَاءَ، وَأَنَّ الْوَقْفَ عَلَى {الْفَجْرِ} بِالتَّفْخِيمِ أَوْلَى، وَتَقَدَّمَ تَوْجِيهُ ذَلِكَ ثَمَّةَ، وَأَنَّ الصَّحِيحَ تَفْخِيمُ نَحْوِ {الْفَجْرِ} لِلْكُلِّ، وَمُقَابَلَةُ الْوَاهِي يُعْتَبَرُ عُرُوضُ الْوَقْفِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/607] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يسر} قرأ نافع والبصري بزيادة ياء بعد الراء وصلاً لا وقفًا، والمكي بزيادتها وصلاً ووقفًا، والباقون بغير ياء وصلاً ووقفًا.
والأصل إثباتها، لأنها لام الفعل، وحذفها لسقوطها في الرسم لموافقة الفصل، لجريانها مجرى القوافي، ومن فرق بين الوصل والوقف فلأن الوقف محل الاستراحة، ومن وقف بغير ياء فخم الراء، ومن وقف بالياء رققها). [غيث النفع: 1271]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)}
{يَسْرِ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وعباس عن أبي عمرو وخلف (يسر) بحذف الياء في الوصل والوقف.
قال الطبري: (وهو أعجب إلينا؛ ليوافق رؤوس الآي).
وقال الفراء: (وحذفها أحب إلي لمشاكلتها رؤوس الآيات؛ ولأن العرب قد تحذف الياء، وتكتفي بكسر ما قبلها منها).
وقال القرطبي: (وهي اختيار أبي عبيد اتباعًا للخط).
وقال الزجاج: (حذفت الياء لأنها رأس آية، واتباع المصحف، وحذف الياء أحب إلي؛ لأن القراءة بذلك أكثر، ورؤوس الآي فواصل تحذف معها الياءات، وتدل عليها الكسرات).
- وقرأ ابن كثير ويعقوب وابن محيصن والهاشمي عن البزي والقواس وأبو ربيعة عن أصحابه (يسري) بإثبات الياء في الحالين.
- وقرأ نافع وأبو عمرو بخلاف عنهما وأبو جعفر وقتيبة عن الكسائي وسهل واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل (يسري)، وحذفها في الوقف (يسر).
[معجم القراءات: 10/416]
وفي السبعة: (قال أبو عبيد: كان الكسائي يقرأ دهرًا (يسري) بالياء، ثم رجع إلى غير ياء).
(وقال أبو زيد، فيما كتبه إلى أبو حاتم عن أبي زيد عن أبي عمرو (يسري) بالياء، والوقف (يسر) بغير ياء، قال: وهو لا يصل.
وقال عبيد عن أبي عمرو: يسر، يقف عند كل آية، وإذا وصل قال (يسري)).
وهذا الوقف من نافع وأبي عمرو إنما هو لمراعاة الفواصل.
قال ابن جني: (كما قرأت القراء: والليل إذا يسر فحذف الياء في هذا ونحوه في الوقف إنما هو لرؤوس الآي، وتشبيههم إياها بالقوافي).
- وقرئت (يسر) بترقيق الراء وقفًا ووصلًا.
- وقرأ أبو الدينار الأعرابي (يسرٍ) بالتنوين، وتقدم بيان هذا في الآية الأولى (والفجرٍ) ). [معجم القراءات: 10/417]

قوله تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)}
{ذَلِكَ قَسَمٌ}
- قرأ بإدغام الكاف في القاف أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 10/417]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((بِعَادٍ * إِرَمَ) مضاف عباد عن الحسن، الباقون منون، وهو الاختيار على أن يكون اسم رجل لا اسم الجنة). [الكامل في القراءات العشر: 660]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَعَنِ الْحَسَنِ {بِعَادٍ} بِفَتْحِ الدَّالِ غَيْرِ مَصْرُوفٍ بِمَعْنَى الْقَبِيلَةِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/608]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)}
{كَيْفَ فَعَلَ}
- أدغم الفاء في الفاء أبو عمرو ويعقوب.
{فَعَلَ رَبُّكَ}
- أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 10/417]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({بِعَادٍ، إِرَمَ}
- قرأ الجمهور (بعادٍ إرم).
بعادٍ: مصروفًا، وقد لحظ فيه معنى الحي، أو هو على أنه اسم للقبيلة ولكنه على لغة من صرف (هند).
إرم: بكسر الهمزة وفتح الراء والميم غير مصروف للتأنيث والعلمية لأنه اسم للقبيلة، وهو عطف بيان أو بدل.
- وقرأ الحسن والضحاك (بعاد) ممنوعًا من الصرف للعلمية والتأنيث، فهو اسم للقبيلة.
- وقرأ الحسن وأبو العالية وابن الزبير (بعاد إرم) بالجر على الإضافة وعدم الصرف.
- وقرأ ابن الزبير (بعاد أرم) بالإضافة، وفتح الهمزة وكسر الراء، وهي لغة في المدينة.
- وعن أبي الزبير أنه قرأ (بعادٍ أرم) بالصرف، وأرم: بفتح الهمزة والميم وكسر الراء.
[معجم القراءات: 10/418]
- وعنه أنه قرأ (بعاد إرم) بالإضافة وكسر الهمزة والميم، وفتح الراء، وذكرها أبو جعفر النحاس قراءة للحسن، وهي لغة في المدينة.
- وقرأ الضحاك (بعاد أرم) بفتح الهمزة وسكون الراء، وهو تخفيف من (أرم) بكسر الراء.
- وروى عنه أنه قرأ (بعادٍ أرم) كالقراءة السابقة غير أنه بصرف (عاد)، وأصل أرم بكسر الراء فخفف مثل فخذ.
- وقرئ (بعاد إرم).
عاد: ممنوع من الصرف، وإرم بكسر الهمزة وسكون الراء وفتح الميم كأنه تخفيف من (إرم).
- وقرأ ابن عباس والضحاك وشهر بن حوشب (أرمه ذات العماد) أرم: فعل ماضٍ، أي: بلي.
قال أبو حيان: (يقال: رم العظم، وأرم هو أي بلي، وأرمه غيره معدى بالهمزة من (رم الثلاثي)، ثم قال: (وذات: على هذه القراءة مكسورة التاء)، ولم يذكر سببًا لذلك.
قلت: لعل التقدير: بعادٍ ذات العماد أرم فتكون ذات نعتًا لعادٍ، وأرم: فعل لازم أي: بلي هذا الحيس ذو العماد.
[معجم القراءات: 10/419]
- وقرأ ابن عباس والضحاك (أرم ذات العماد).
أرم: فعل ماضٍ، ذات: بنصب التاء على المفعول به، أي: جعل الله ذات العماد رميمًا.
- وقرأ مجاهد والضحاك وقتادة والحسن (أرم) ). [معجم القراءات: 10/420] (م)

قوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إرم} [7] ورش فيه كغيره بتفخيم الراء، وإن كان قبلها كسرة لازمة متصلة، إما لأنه أعجمي ففخم كالأسماء الأعجمية، ولهذا منع من الصرف بلا خلاف، وإما للتعريف والعجمية، أو للتعريف والتأنيث، واختلف في مسماه:
فقيل: قبيلة من عاد.
وقيل: بلدة قوم عاد.
وقيل: عادًا الأولى.
وقيل: سام بن نوح عليهما السلام.
وقيل: إن شداد بن عاد لما انفرد بالملك بعد أخيه شديد، وملكه الله معمور الأرض، ودانت له ملوكها، وسمع بالجنة فبنى على مثلها في زعمه في بعض صحاري
[غيث النفع: 1272]
عدن، وسماها إرم، فلما تمت سار إليها بأهله، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليه وعلى من معه صيحة من السماء فهلكوا جميعًا). [غيث النفع: 1273]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({بِعَادٍ، إِرَمَ}
- قرأ الجمهور (بعادٍ إرم).
بعادٍ: مصروفًا، وقد لحظ فيه معنى الحي، أو هو على أنه اسم للقبيلة ولكنه على لغة من صرف (هند).
إرم: بكسر الهمزة وفتح الراء والميم غير مصروف للتأنيث والعلمية لأنه اسم للقبيلة، وهو عطف بيان أو بدل.
- وقرأ الحسن والضحاك (بعاد) ممنوعًا من الصرف للعلمية والتأنيث، فهو اسم للقبيلة.
- وقرأ الحسن وأبو العالية وابن الزبير (بعاد إرم) بالجر على الإضافة وعدم الصرف.
- وقرأ ابن الزبير (بعاد أرم) بالإضافة، وفتح الهمزة وكسر الراء، وهي لغة في المدينة.
- وعن أبي الزبير أنه قرأ (بعادٍ أرم) بالصرف، وأرم: بفتح الهمزة والميم وكسر الراء.
[معجم القراءات: 10/418]
- وعنه أنه قرأ (بعاد إرم) بالإضافة وكسر الهمزة والميم، وفتح الراء، وذكرها أبو جعفر النحاس قراءة للحسن، وهي لغة في المدينة.
- وقرأ الضحاك (بعاد أرم) بفتح الهمزة وسكون الراء، وهو تخفيف من (أرم) بكسر الراء.
- وروى عنه أنه قرأ (بعادٍ أرم) كالقراءة السابقة غير أنه بصرف (عاد)، وأصل أرم بكسر الراء فخفف مثل فخذ.
- وقرئ (بعاد إرم).
عاد: ممنوع من الصرف، وإرم بكسر الهمزة وسكون الراء وفتح الميم كأنه تخفيف من (إرم).
- وقرأ ابن عباس والضحاك وشهر بن حوشب (أرمه ذات العماد) أرم: فعل ماضٍ، أي: بلي.
قال أبو حيان: (يقال: رم العظم، وأرم هو أي بلي، وأرمه غيره معدى بالهمزة من (رم الثلاثي)، ثم قال: (وذات: على هذه القراءة مكسورة التاء)، ولم يذكر سببًا لذلك.
قلت: لعل التقدير: بعادٍ ذات العماد أرم فتكون ذات نعتًا لعادٍ، وأرم: فعل لازم أي: بلي هذا الحيس ذو العماد.
[معجم القراءات: 10/419]
- وقرأ ابن عباس والضحاك (أرم ذات العماد).
أرم: فعل ماضٍ، ذات: بنصب التاء على المفعول به، أي: جعل الله ذات العماد رميمًا.
- وقرأ مجاهد والضحاك وقتادة والحسن (أرم) ). [معجم القراءات: 10/420] (م)

قوله تعالى: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((لَمْ يُخْلَقْ) [لي] تسمية الفاعل مثلها نصب هو الاختيار كاليماني وغيره؛ لأن الفعل له، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 660]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)}
{لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا}
- قرأ الجمهور (لم يخلق مثلها)، الفعل مبني للمفعول، ومثلها: بالرفع.
- قرأ عكرمة وابن الزبير (لم يخلق مثلها) الفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، مثلها: بالنصب مفعول به.
قال النحاس: (أي لم يخلق ربك مثل عاد في البلدان على عظم أجسادهم وقوتهم، فلم يغن ذلك عنهم شيئا لما خالفوا أمر الله جل وعز فأهلكهم).
- وقر معاذ القارئ وعمرة بن دينار وابن الزبير (لم نخلق مثلها) الفعل بنون العظمة، ومثلها: بالنصب مفعول به.
- وقرأ ابن مسعود (لم يخلق مثلهم) الفعل مبني للمفعول.
ومثلهم: رفع؛ الضمير يعود على قوم عاد، أي لم يخلق مثلهم شدةً
[معجم القراءات: 10/420]
وطول قدود وأعمار.
- وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وأبو عمران (لم تخلق مثلها) بتاء مفتوحة ورفع اللام ونصب (مثلها) ). [معجم القراءات: 10/421]

قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {وَاللَّيْل إِذا يسر} 4 و{جابوا الصخر بالواد} 9
قَرَأَ ابْن كثير {يسر} بِالْيَاءِ وصل أَو وقف وَكَذَلِكَ {الصخر بالواد} مثله
وَقَرَأَ نَافِع {يسر} بياء في الْوَصْل وَبِغير يَاء في الْوَقْف
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن أَبي أويس عَنهُ {بالواد} بِغَيْر يَاء وروى عَنهُ ورش {بالواد} بياء
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يسر} بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف
وَقَالَ أَبُو عبيد كَانَ الكسائي يقْرَأ دهرا {يسر} بِالْيَاءِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى غير يَاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو فِيمَا روى عَبَّاس {يسر} جزما إِذا وصل وَإِذا وقف قَالَ وهي قِرَاءَته
وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا كتبه إِلَى أَبُو حَاتِم عَن أَبي زيد عَن أَبي عَمْرو {يسر} بِالْيَاءِ وَالْوَقْف {يسر} بِغَيْر يَاء قَالَ وَهُوَ لَا يصل {يسر}
وَقَالَ عبيد عَن أَبي عمر {يسر} يقف عِنْد
كل آيَة وَإِذا وصل قَالَ {يسر}
وَقَالَ علي بن نصر سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرَأ {يسر} يقف عَلَيْهَا لِأَنَّهَا رَأس آيَة فَإِذا كَانَ وسط الْآيَة أشبعها الْجَرّ مثل {مَا كُنَّا نبغ} الْكَهْف 64 يثبت الْيَاء و{دَعْوَة الداع إِذا دعان} الْبَقَرَة 186 فَإِذا وقف قَالَ {نبغ} و{الداع} وَقَالَ اليزيدي الْوَصْل بِالْيَاءِ والسكت بِغَيْر يَاء على الْكتاب). [السبعة في القراءات: 683 - 684] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَثْبَتَ الْيَاءَ فِي {بِالْوَادِ} وَصْلاً وَرْشٌ، وَفِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، لَكِنِ اخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ فِي الْوَقْفِ، وَالإثْبَاتُ لَهُ فِي طُرُقِ التَّيْسِيرِ، إِذْ هُوَ مِنْ قِرَاءَةِ الدَّانِيِّ، عَلَى فَارِسٍ، وَعَنْهُ أَسْنَدَ رِوَايَةَ قُنْبُلٍ فِيهِ، وَفِي النَّشْرِ كِلاَ الْوَجْهَيْنِ صَحِيحٌ عَنْ قُنْبُلٍ فِي الْوَقْفِ نَصًّا وَأَدَاءً، وَالْبَاقُونَ بِالْحَذْفِ فِيهِمَا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/608]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالواد} قرأ ورش بإثبات ياء بعد الدال، وصلاً لا وقفًا، والبزي بإثباتها، مطلقًا، وقنبل في الوصل، واختلف عنه في الوقف:
فروى الجمهور عنه حذفها فيه على غير أصله، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون.
وقطع له غير واحد كابن فارس وابن مجاهد بإثباتها فيه على أصله، وبه قرأ الداني على فارس بن أحمد، وعنه أسند رواية قنبل في التيسير.
قال المحقق: «وكلا الوجهين صحيح عن قنبل نصًا وأداءً حالة الوقف، وبهما قرات وبهما آخذ»). [غيث النفع: 1273]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)}
{وَثَمُودَ}
- قراءة (وثمود) بمنع الصرف، وهو موضع خفض على العطف على (عاد).
- وقرأ ابن وثاب والأعمش (وثمودٍ) بالصرف، ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين، سكون التنوين وسكون همزة الوصل بعده (وثمود الذين).
{بِالْوَادِ}
- قراءة الجمهور (بالواد) بغير ياء في الوقف والوصل.
قال النحاس: (لأنه رأس آية، والكسرة تدل عليها).
- وقرأ ابن كثير في رواية القواس وقنبل بخلاف عنه والرهاوي عن أبي جعفر والبزي ويعقوب وابن محيصن (بالوادي) بالياء في الوقف والوصل.
- وقرأ ورش عن نافع، وكذا إسماعيل بن أبي أويس عنه وأبو طاهر عن قنبل، والمسيبي والحسن (الوادي) في الوصل، وبغير ياء في الوقف). [معجم القراءات: 10/421]

قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)}
قوله تعالى: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)}
قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم} [13] جلي). [غيث النفع: 1273]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوط} هو بالطاء، وقراءته بالتاء لحن فظيع). [غيث النفع: 1273]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة فيه بضم الهاء وكسرها، وانظر الآية/ 7 من سورة الفاتحة، والآية/ 16 من سورة الرعد). [معجم القراءات: 10/422]

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لبالمرصاد} راؤه مفخم للجميع). [غيث النفع: 1273]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس