عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (31) إلى الآية (34) ]
{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}

قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "بغتة" بفتح الغين حيث جاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
{خَسِرَ}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{جَاءَتْهُمُ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف، انظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{بَغْتَةً}
- قراءة الجماعة (بغتة) بسكون الغين، وهو مصدر في موضع الحال.
- وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية وحسين وخارجة كلاهما عن أبي عمرو (بغتة) بفتح الغين.
- وعن أبي عمرو أنه قرأ (بغتة) بتشديد التاء بوزن (جربة)، قالوا: ولم يرد في المصادر مثلها.
[معجم القراءات: 2/414]
وانظر الآية18 من سورة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ذكروا هناك تفصيلًا لم يذكروه هنا). [معجم القراءات: 2/415]

قوله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وللدار الْآخِرَة} 32
كلهم قَرَأَ {وللدار الْآخِرَة} بلامين وَرفع الْآخِرَة غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {ولدار الْآخِرَة} بلام وَاحِدَة وخفض الاخرة). [السبعة في القراءات: 256]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {للَّذين يَتَّقُونَ أَفلا تعقلون} 32 في خَمْسَة مَوَاضِع في الْأَنْعَام والأعراف 169 ويوسف 109 والقصص 60 وَيس 68
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي بِالْيَاءِ في أَرْبَعَة مَوَاضِع أي مَا عدا الْقَصَص فبالتاء
وَقَرَأَ نَافِع ذَلِك كُله بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر بن عَيَّاش ذَلِك كُله بِالْيَاءِ إِلَّا قَوْله في يُوسُف {خير للَّذين اتَّقوا أَفلا تعقلون} فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالتَّاءِ وفي الْقَصَص بِالتَّاءِ أَيْضا
وروى حَفْص عَن عَاصِم ذَلِك كُله بِالتَّاءِ إِلَّا قَوْله في يس {أَفلا يعْقلُونَ} فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالْيَاءِ كَمَا قَرَأَ ابْن عَامر
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَاحِدًا بِالْيَاءِ وَسَائِر ذَلِك بِالتَّاءِ وَهُوَ قَوْله في يس {ننكسه فِي الْخلق أَفلا يعْقلُونَ}
وَكلهمْ قَرَأَ في الْقَصَص بِالتَّاءِ إِلَّا أَبَا عَمْرو فَإِنَّهُ كَانَ يقْرَأ بِالتَّاءِ وَالْيَاء). [السبعة في القراءات: 256]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولدار الآخرة) مضاف شامي). [الغاية في القراءات العشر: 240]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أفلا تعقلون) وفي
[الغاية في القراءات العشر: ٢٤٠]
الأعراف، ويوسف، ويس، بالتاء، مدني، وابن ذكوان، ويعقوب، وسهل، وافق حفص، إلا في يس، وحماد، ويحيى في يوسف). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولدار الآخرة} [32]: مضاف: دمشقي.
{أفلا تعقلون} [32]، وفي الأعراف [169]، ويوسف [109]، ویس [68]: بالتاء فيهن مدني، دمشقي إلا الحلواني عن هشام، وبصري غير أبي عمرو. وافق أبو بكر غير علي والأعشى والبرجمي في يوسف، وحفص، والحلواني عن هشام، وأبو بشر إلا في يس، ضده: عباس). [المنتهى: 2/675]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولدار الآخرة) بلام واحدة وخفض (الآخرة)، وقرأ الباقون
[التبصرة: 201]
بلامين إحداهما مدغمة في الدار ورفع (الآخرة) ). [التبصرة: 202]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وحفص (أفلا تعقلون) هنا وفي الأعراف ويوسف بالتاء، وقرأ الباقون بالياء في الثلاثة غير أن أبا بكر قرأ في يوسف بالتاء.
وقرأ أبو عمرو في سورة القصص بالياء، وذكر عنه أنه خير في الياء والتاء، والأشهر عنه بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
قرأ نافع وابن ذكوان (أفلا تعقلون) في يس بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلف في غير هذه الخمسة المواضع). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ولدار الآخرة} (32): بلام واحدة، وخفض التاء.
والباقون: بلامين، ورفع التاء). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحفص: {أفلا تعقلون} (32)، هنا، وفي الأعراف: بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (ولدار الآخرة) بلام واحدة وخفض التّاء، والباقون بلامين ورفع التّاء. نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وحفص: (أفلا تعقلون) هنا وفي الأعراف بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَدَارُ الْآخِرَةِ) مضاف دمشقي غير ابن الحارث، الباقون مشدد بالرفع فيهما، وهو الاختيار لاتفاقهم في الأعراف (تَعْقِلُونَ) بالتاء، وفي الأعراف، ويوسف، والقصص، ويس مدني غير اختيار ورش دمشقي غير الْأَخْفَش عن هشام في قول أبو علي، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، والحسن رواية أبن أرقم، وحفص وافق في يوسف حماد وبصري، والآدمي، ويحيى، والاحتياطي، وعصمة، وأبان، والمفضل خالف حفص، والحلواني عن هشام، والْبَلْخِيّ، وأبو بشر، والثعلبي في يس أبو الحسن عن أبي بكر، وشجاع، وابن الْيَزِيدِيّ، وأبو حمدون، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خَلَّاد في قول الحزاعي في القصص بالياء السُّوسِيّ، والدُّورِيّ وعباس، وابْن سَعْدَانَ عن الْيَزِيدِيّ خيروا، الباقون بالياء إلا في القصص، وهو الاختيار على المغايبة عباس بالتاء في ياسين وحدها في قول أبي علي). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([32]- {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} مضاف: ابن عامر.
[32]- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} هنا، وفي [الأعراف: 169] بالتاء: نافع وابن عامر وحفص). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (635 - وَلَلدَّارُ حَذْفُ اللاَّمِ الاُخْرَى ابْنُ عَامِرٍ = وَالآخِرَةُ المَرْفُوعُ بِالْخِفْضِ وُكِّلاَ
636 - وَعَمَّ عُلاً لاَ يَعْقِلُونَ وَتَحْتَهاَ = خِطاَباً وَقُلْ فَي يُوسُفِ عَمَّ نَيْطَلاَ
637 - وَيَاسِينَ مِنْ أَصْلٍ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([635] وللدار حذف اللام الأخرى (ابن عامر) = والآخرة المرفوع بالخفض وكلا
كتبت في مصاحف الشاميين بلام واحدة، وفي غيرها بلامين. فكلٌ وافق مصحفه.
ووجه {ولدار الآخرة}، إضافة الموصوف إلى الصفة؛ وجوز ذلك فيهما اختلاف اللفظين؛ ومنه: ليلة القمراء، وجنة الخضراء.
ويجوز أن يحمل على قولهم: صلاة الأولى؛ وتقديره: ولدار الساعة الآخرة. وحسن ذلك، لأن الآخرة استعملت استعمال الأسماء، وأصلها الصفة، كالأبرق والأبطح.
والرفع على الوصف.
[636] و(عم) (عـ)لا لا يعقلون وتحتها = خطابًا وقل في يوسف (عم) (نـ)يطلا
[637] وياسين (مـ)ن (أ)صل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف (أ)تى (ر)حبًا وطاب تأولا
إنما (عم علالا يعقلون)، لأنه بالخطاب فيها، وفي الأعراف عم جميع المخاطبين.
[فتح الوصيد: 2/874]
وبالياء، يرجع إلى مخصوصين.
و(في يوسف عم نيطلا)، أي نصيبًا، وأصله للدلو، ثم استعير للنصيب كما قال تعالى: {ذنوبًا مثل ذنوب أصحبهم}، ونصبه على أنه مفعولٌ من أجله؛ أي عطاء، لأنه يستعمل في العطاء.
و(خطابًا)، أيضًا منصوب على التمييز.
(ويس من أصل)، لأن قبله: {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون}، فعم المخاطب وغيره، لأنه قال قبل ذلك: {ولو نشاء لمسخنهم على مكانتهم}، كما نكسناهم في الخلق ونقلناهم من أشياء إلى أضدادها، أفلا تعقلون !
هذا ومن قرأ بالياء رده إلى المذكورين). [فتح الوصيد: 2/875]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [635] وللدار حذف اللام الاخرى ابن عامرٍ = والآخرة المرفوع بالخفض وكلا
[كنز المعاني: 2/190]
ح: (للدار): مبتدأ، (حذف): بدل اشتمال، و(اللام): مفعوله أضيف إليه، (ابن عامر): خبر، أي: قراءة ابن عامر، (الآخرة): مبتدأ، (المرفوع): صفته (وكلا): خبر (بالخفض): متعلق به.
ص: يعني: حذف اللام الأخيرة ابن عامر من قوله تعالى: {ولدار الآخرة خيرٌ} [32] وجر {الآخرة} على إضافة {الدار} إليها، نحو: (مسجد الجامع)، أي: دار الساعة الآخرة، والباقون بلامين ورفع: {الآخرة} على الصفة.
[636] وعم علا لا يعقلون وتحتها = خطابًا وقل في يوسفٍ عم نيطلا
ب: (النيطل): الدلو، استعير للصب.
ح: (لا يعقلون): فاعل (عم)، (علا): تمييز، (تحتها): عطف على محذوف، أي: هنا وتحتها فالفاء: للسورة، (خطابًا): حال من الفاعل، أي: مخاطبًا، فاعل (عم): ضمير (لا يعقلون)، (نيطلا): تمييز.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحفص {أفلا تعقلون، قد نعلم} هنا [32-33]، وفي الأعراف تحتها: {أفلا تعقلون، والذين يمسكون} [169 170] بالخطاب.
ونافع وابن عامر وعاصم بكماله في يوسف: {أفلا تعقلون، حتى
[كنز المعاني: 2/191]
إذا استيئس الرسل} [109 -110]، فيعم المخاطبين، والباقون في المواضع الثلاثة بالغيبة راجعًا إلى المذكورين قبله.
[637] وياسين من أصل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رُحبا وطاب تأولا
ح: (يس): عطف على (يوسفٍ)، أي: لا تعقلون في يس من أصل، (لا يكذبونك): مبتدأ، (الخفيف): صفته، (أتى رُحبًا): جملة خبره، و(رُحبًا) مفعول به، (طاب) عطف على (أتى)، (تأولًا): تمييز.
ص: قرأ ابن ذكوان ونافع: {أفلا تعقلون، وما علمناه} في يس [68- 69] بالخطاب، والباقون بياء الغيبة.
وقرأ نافع والكسائي: {فإنهم لا يكذبونك} [33] بالتخفيف من الإكذاب، والباقون بالتثقيل من التكذيب، وهما بمعنًى مثل: (أنزل) و (نزل)، أو من (أكذب): إذا وجده كاذبًا، و(كذب): إذا نسبه إلى الكذب). [كنز المعاني: 2/192]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (635- وَلَلدَّارُ حَذْفُ اللامِ الُاخْرَى ابْنُ عَامِرٍ،.. وَالَاخِرَةُ المَرْفُوعُ بِالخِفْضِ وُكِّلا
يعني: حذف ابن عامر لام التعريف، وأبقى لام الابتداء، وأضاف الدار إلى الآخرة على تقدير: ولدار الساعة الآخرة أو لدار الحياة الآخرة، وكتبت في مصاحف الشام بلام واحدة وقراءة الجماعة بالتعريف وجعل الآخرة صفة للدار.
636- وَ"عَمَّ عُـ"ـلًا لا يَعْقِلُونَ وَتَحْتَها،.. خِطابًا وَقُلْ فَي يُوسُفِ "عَمَّ نَـ"ـيْطَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/111]
علا: تمييز أو حال؛ أي: عم علاه أو عاليا وفاعل عم لا يعقلون، وخطابا أيضا حال؛ أي: مخاطبا وذا خطاب، ويجوز أن يكون خطابا تمييز على قولنا: إن علا حال ونيطلا أيضا تمييز؛ أي: نصيبا، وقال الشيخ: هو مفعول من أجله؛ أي: عطاء؛ لأنه يستعمل في العطاء وأصله للدلو ثم استعير للنصب كما قال تعالى: {ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ}.
والغيبة والخطاب في ذلك ظاهران، ولفظه في السور الثلاث: {أَفَلا تَعْقِلُونَ}، وبعده في الأنعام: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}.
وفي الأعراف وهي المراد بقوله: وتحتها؛ أي: تحت هذه السورة بعده: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}.
وبعده في يوسف: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}.
الخطاب في الثلاث لعم علا، وتابعهم أبو بكر في يوسف والذي في يس لابن ذكوان ونافع وذلك قوله:
637- وَيَاسِينَ "مِـ"ـنْ "أَ"صْلٍ وَلا يُكْذِبُونَكَ الْـ،.. ـخَفِيفُ "أَ"تى "رُ"حْبًا وَطَابَ تأَوُّلا
يعني: الذي بعده: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}، وبقي موضع آخر في القصص ذكره في سورته: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ} الخطاب فيه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/112]
لغير أبي عمرو). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (635 - وللدّار حذف اللّام الاخرى ابن عامر = والآخرة المرفوع بالخفض وكّلا
قرأ ابن عامر: ولدار الآخرة خير للّذين يتّقون. بحذف اللام الثانية من وَلَلدَّارُ وخفض رفع التاء من الْآخِرَةُ، وقرأ غيره بإثبات اللام الثانية ورفع التاء من الْآخِرَةُ والدال في قراءة ابن عامر مخففة ويؤخذ تخفيفها من النص على أن اللام المحذوفة هي الأخرى وهي لام التعريف فتكون الباقية هي الأولى وهي لام الابتداء ولام الابتداء لا تدغم في الدال ولا في غيرها وأما في قراءة غير ابن عامر فالدال فيها مشددة وأخذ تشديدها من لفظه ومن بقاء لام التعريف التي إذا اجتمعت مع الدال أدغمت فيها.
636 - وعمّ علا لا يعقلون وتحتها = خطابا وقل في يوسف عمّ نيطلا
637 - وياسين من أصل .... .... = .... .... .... .... ....
قرأ نافع وابن عامر وحفص: أَفَلا تَعْقِلُونَ هنا الذي بعده قَدْ نَعْلَمُ. وأَفَلا تَعْقِلُونَ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ في السورة التي تحت هذه السورة وهي الأعراف بتاء الخطاب، فتكون قراءة غيرهم بياء الغيب فيهما، وقرأ ابن عامر ونافع وعاصم أَفَلا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ في يوسف بالخطاب، فتكون قراءة غيرهم بالغيب، وقرأ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ في سورة يس ابن ذكوان ونافع بتاء الخطاب، فتكون قراءة غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (104- .... .... .... يَعْقِلُوا وَتَحْـ = ـتُ خَاطِبْ كَيَاسِيْنَ الْقَصَصْ يُوْسُفٍ حَلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يعقلوا وتحت إلخ جميع ذلك ليعقوب، أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {أفلا تعقلون قد نعلم} [32، 33] هنا {أفلا تعقلون والذين يمسكون} [169 - 170] بالأعراف، وإليه أشار بقوله: وتحت و{أفلا يعقلون وما علمناه} [68 69] بياسين و{أفلا تعقلون أمن وعدناه} [60 - 61] بالقصص، و{أفلا تعقلون حتى إذا} [109 - 110] بيوسف بالخطاب في الجميع). [شرح الدرة المضيئة: 124]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (وَلَدَارُ)، بِلَامٍ وَاحِدَةٍ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ (الْآخِرَةِ) بِخَفْضِ التَّاءِ عَلَى الْإِضَافَةِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِلَامَيْنِ مَعَ تَشْدِيدِ الدَّالِ لِلْإِدْغَامِ وَبِالرَّفْعِ عَلَى النَّعْتِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَلَا خِلَافَ فِي حَرْفِ يُوسُفَ أَنَّهُ بِلَامٍ وَاحِدَةٍ لِاتِّفَاقِ الْمَصَاحِفِ عَلَيْهِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَفَلَا تَعْقِلُونَ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَيُوسُفَ وَيس فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ فِي الْأَرْبَعَةِ وَافَقَهُمُ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَيُوسُفَ، وَوَافَقَهُمُ أَبُو بَكْرٍ فِي يُوسُفَ، وَاخْتَلَفَ ابْنُ عَامِرٍ فِي يس، فَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الشَّذَائِيِّ، وَرَوَى الْأَخْفَشُ وَالصُّورِيُّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ زَيْدٍ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ كَذَلِكَ الْخِطَابُ، وَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ،، وَالشَّذَائِيُّ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ وَزَيْدٌ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ بِالْغَيْبِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {وللدار} [32] بلام واحدة وتخفيف الدال {الآخرة} [32] بالخفض، والباقون بلامين مع تشديد الدال للإدغام، ورفع {الآخرة} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {أفلا تعقلون} هنا [32]، والأعراف [169]، ويوسف [109]، ويس [68] بالخطاب، وافقهم ابن عامر وحفص هنا، والأعراف، ويوسف، ووافقهم أبو بكر في يوسف، واختلف عن ابن عامر في يس من روايتيه، فالأكثرون عن الداجوني عن هشام وعن الأخفش عن ابن ذكوان كذلك بالخطاب، والباقون بالغيب في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (593- .... .... .... .... وخف = للدّار الآخرة خفض الرّفع كف
594 - لا يعقلون خاطبوا وتحت عم = عن ظفرٍ يوسف شعبة وهم
595 - يس كم خلفٍ مدا ظلٍّ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) يعني قرأ «والدار الآخرة» بتخفيف
الدال، وخفض الآخرة ابن عامر، والباقون بالتشديد ورفع الآخرة ولم يحتج إلى التعرض لحذف اللام لأن تخفيف الدال كاف في معرفة المعنى على اللفظ لا على الخط، إذ لا فائدة فيه غير التطويل.
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
يريد «أفلا تعقلون قد نعلم» هنا وتحت: أي تحت هذه السورة، يعني «أفلا تعقلون والذين يمسّكون» في الأعراف، قرأ الحرفين بالخطاب نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب والباقون بالنصب قوله: (يوسف الخ) يعني قوله تعالى: أفلا تعقلون حتى في آخر يوسف، قرأه بالخطاب شعبة والمذكورون قبل وهم نافع وأبو جعفر ويعقوب وابن عامر فدخل عاصم فيهم بكماله، والباقون بالغيب.
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لّ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
أي وقرأ حرف يس وهو قوله تعالى: أفلا تعقلون ومن نعمره بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب، واختلف عن ابن عامر، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عمّ) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لـ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
ش: أي: قرأ المدنيان، وابن عامر وعين (عن) حفص وظاء (ظفر) يعقوب أفلا تعقلون قد نعلم هنا [الآيتان: 32، 33]، وأ فلا تعقلون والّذين بالأعراف [الآيتان: 169، 170] بتاء الخطاب.
وكذلك قرأ هؤلاء و(شعبة) أفلا تعقلون حتّى إذا استيئس بيوسف [الآية: 110].
وكذلك قرأ مدلول (مدا) المدنيان وظاء (ظل) يعقوب أفلا تعقلون وما علمناه في يس [الآيتان: 68، 69].
واختلف فيه عن ذي كاف (كم) ابن عامر: فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من [غير] طريق الشذائي، وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد، كلاهما عن ابن ذكوان بالخطاب.
وروى الحلواني عن هشام، والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه، وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب.
وكذلك قرأ الباقون في الأربعة.
وقرأ ذو همزة (اتل) وراء (رم) نافع والكسائي فإنهم لا يكذبوك [الأنعام: 33]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/297]
بتسكين الكاف وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف وتشديد الذال.
وعلم فتح الكاف مع التشديد من لفظه.
تنبيه:
خرج بتقييد يعقلون بالنفي لعلّكم تعقلون أول يوسف [الآية: 2] وأ فلم تكونوا تعقلون بيس [الآية: 62].
وجه الخطاب: الالتفات، والغيب: حمله على ما قبله، والفرق الجمع.
ووجه التخفيف: أنه من «أكذبه» على حد: [«أبخله»، فهمزه] للمصادفة، أي: لا يلفونك كاذبا، أو للنسبة، أي: لا ينسبونك إلى الكذب؛ اعتقادا، أو للتعدية، أي: لا يقولون: أنت كاذب، بل رويت الكذب، وهو معنى قول أبي جهل: «إنا لا نكذبك، ولكنا نكذب الذي جئت به».
ووجه التشديد: أن التضعيف للتعدية، أي: لا يكذبونك بحجة.
قال الكسائي: تقول العرب: «أكذبت الرجل» إذا قلت له: جئت بالكذب، و«كذبته» إذا قلت له: كذبت.
أو لا يكذبونك إلا عنادا [لا] حقيقة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَلدَّارُ الْآخِرَة" [الآية: 32] فابن عامر بلام واحدة كما هي في المصحف الشامي وهي لام الابتداء. وتخفيف الدال و"الآخرة" بخفض التاء على الإضافة إما على حذف الموصوف أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة كمسجد الجامع أي: المكان الجامع، وإما للاكتفاء باختلاف لفظ الموصوف وصفته في جواز الإضافة، والباقون بلامين لام الابتداء ولام التعريف مع التشديد للإدغام، ورفع الآخرة على أنها صفة للدار، وخير خبرها وعليه بقية الرسوم، ولا خلاف في حرف يوسف أنه بلام واحدة لاتفاق الرسوم عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/9]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَفَلا تَعْقِلُون" [الآية: 32] هنا و[الأعراف الآية: 169] و[يوسف الآية: 109] و[يس الآية: 68] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بتاء الخطاب في الأربعة على الالتفات وافقهم هنا الحسن، وقرأ ابن عامر وحفص كذلك هنا والأعراف ويوسف، وقرأ أبو بكر كذلك في يوسف، واختلف عن ابن عامر في يس فالداجوني من أكثر طرقه عن هشام والأخفش كذلك عن ابن ذكوان بالخطاب، وقرأ الباقون بالغيب في الأربعة، وبه قرأ الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه والصوري عن ابن ذكوان من طريق زيد في موضع يس خاصة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وللدار الآخرة} [32] قرأ الشامي بلام واحدة، وتخفيف الدال و{الآخرة} بخفض التاء، على الإضافة، كمسجد الجامع، والباقون بلامين، وتشديد الدال، ورفع {الآخرة} على النعت، وكل وافق مصحفه حذفًا وإثباتًا، ولهذا اتفقوا عل حرف يوسف أنه بلام واحدة، لاتفاق المصاحف عليه). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعقلون} قرأ نافع والشامي وحفص بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ}
- قراءة الجماعة (وللدار الآخرة) بتعريف (الدار) بأل، ورفع (الآخرة) نعتًا لها، وهو كذلك في مصاحف العراق.
- وقرأ ابن عامر وابن عباس (ولدار الآخرة) بلام واحدة على الإضافة، وهي كذلك في المصحف الشامي، وهذه اللام هي لام الابتداء، والإضافة على حذف موصوف أي: ولدار الحياة الآخرة.
{الْآَخِرَةُ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{تَعْقِلُونَ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن ذكوان
[معجم القراءات: 2/415]
وسهل ويعقوب والحسن (تعقلون) بالتاء، وهو خطاب مواجهة لمن كان بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم من منكري البعث.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر بن عياش والأعشى وخلف والبرجمي وعباس والحلواني وهشام والشذائي والداجوني والصوري عن ابن ذكوان (يعقلون) بالياء، عودًا على ما قبلها؛ لأنها أسماء غائبة). [معجم القراءات: 2/416]

قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {ليحزنك الَّذِي يَقُولُونَ} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي {إِنَّه ليحزنك} مَفْتُوحَة الْيَاء مَضْمُومَة الزاي
وَقَرَأَ نَافِع وَحده {ليحزنك} بِالضَّمِّ). [السبعة في القراءات: 256 - 257]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {لَا يكذبُونَك} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر {لَا يكذبُونَك} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ نَافِع والكسائي {لَا يكذبُونَك} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 257]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يكذبونك) خفيف، نافع، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا يكذبونك} [33]: خفيف: نافع، وعلي، وأبو عبيد، والأعشى). [المنتهى: 2/676]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي (يكذبونك) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد). [التبصرة: 202]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي: {لا يكذبونك} (33): مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع والكسائيّ: (لا يكذبونك) مخففا، والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 354]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُكَذِّبُونَكَ) خفيف نافع غير
[الكامل في القراءات العشر: 539]
اختيار ورش، والكسائي، واختيار أبي بكر، والأعشى، وأبو السَّمَّال، وابْن سَعْدَانَ.
قال الرَّازِيّ: إلا النقار، الباقون مشدد وهو الاختيار؛ لأنهم عوتبوا على التكذيب مع علمهم بأنه لا يكذب). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {لَا يُكَذِّبُونَكَ} خفيف: نافع والكسائي). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (637- .... .... .... وَلاَ يُكْذِبُونَكَ الْـ = ـخَفِيفُ أَتى رُحْباً وَطَابَ تأَوُّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ولا يكذبونك الخفيف أتی رحبًا): في (أتی)، ضميرٌ يعود إلى الخفيف. و(رحبا): مفعول، أو منصوب على الحال. وطاب تأوله الكسائي: العرب تقول: أكذبته، إذا أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه.
قال: ويقولون: كذبته، إذا أخبرت أنه كاذب.
فهذه حجة للتخفيف.
والمعنى، أنهم يعتقدون صدق ما جئت به، ولكنهم يجحدون ذلك.
ومن حجة التثقيل، أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم : «إنا لا نكذبك ولكنا نكذب الذي جئت به».
[فتح الوصيد: 2/875]
وروي أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل: أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا أحد؟ فقال: والله إنه لصادق، وما كذب قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش ؟... فنزلت.
ويجوز أن يكون التخفيف من: أكذبه، إذا وجده كاذبًا. ويجوز أن يكون أكذبته بمعني كذبته، نسبته إلى الكذب كما قال:
وطائفة قد أكفرتني بحبكم.
أي: نسبتني إلى الكفر). [فتح الوصيد: 2/876]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [637] وياسين من أصل ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رُحبا وطاب تأولا
ح: (يس): عطف على (يوسفٍ)، أي: لا تعقلون في يس من أصل، (لا يكذبونك): مبتدأ، (الخفيف): صفته، (أتى رُحبًا): جملة خبره، و(رُحبًا) مفعول به، (طاب) عطف على (أتى)، (تأولًا): تمييز.
ص: قرأ ابن ذكوان ونافع: {أفلا تعقلون، وما علمناه} في يس [68- 69] بالخطاب، والباقون بياء الغيبة.
وقرأ نافع والكسائي: {فإنهم لا يكذبونك} [33] بالتخفيف من الإكذاب، والباقون بالتثقيل من التكذيب، وهما بمعنًى مثل: (أنزل) و (نزل)، أو من (أكذب): إذا وجده كاذبًا، و(كذب): إذا نسبه إلى الكذب). [كنز المعاني: 2/192] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ" فالتخفيف فيه والتشديد من باب واحد: أكذَبَ وكذَّبَ مثل: أنزل ونزل، وتأولا تمييز ورحبا حال من الضمير في أتي العائد على يكذبونك أو مفعول به؛ أي: صادف مكانا رحبا من صدور قرائه لقبولهم له، وتوجيههم لمعانيها إذ يحتمل أن يكون من أكذبته؛ أي: وجدته كاذبا وأكذبته أيضا إذا نسبته إلى الكذب كقول الكميت:
فطائفة قد أكفرتني بحبكم
أي نسبتني إلى الكفر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/113]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (637 - .... .... .... ولا يكذبونك الـ = ـخفيف أتى رحبا وطاب تأوّلا
....
وقرأ نافع والكسائي فإنهم لا يُكَذِّبُونَكَ بسكون الكاف وتخفيف الذال، وأخذ سكون الكاف من لفظه ومن ضرورة التخفيف، وقرأ الباقون بفتح الكاف وتشديد الذال فتشديد الذال أخذ من الضد، وأما فتح الكاف فأخذ من الاجتماع ومن ضرورة التشديد مع ملاحظة قواعد اللغة العربية، (والنيطل) الدلو، (والرحب) الواسع، و(تأولا) منصوب على التمييز؛ أي تفسيرا). [الوافي في شرح الشاطبية: 256]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (105- .... .... .... .... .... = .... .... .... وَيُكْذِبُ أُصِّلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يكذب أصلا أي قرأ مرموز (ألف) أصلا وهو أبو جعفر{لا يكذبونك} [33] بتشديد الذال كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 125]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُكَذِّبُونَكَ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَالْكِسَائِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/257]
بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ قِرَاءَةُ نَافِعٍ يَحْزُنْكَ فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {لا يكذبونك} [33] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليحزنك} [33] تقدم لنافع في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (595- .... .... .... .... وخف = يكذّب اتل رم .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله: وخف، يعني وخفف الذال من قوله: «فإنهم لا يكذبونك» نافع والكسائي، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
لا يعقلون خاطبوا وتحت (عمّ) = (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم
يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لـ وخف = يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف
ش: أي: قرأ المدنيان، وابن عامر وعين (عن) حفص وظاء (ظفر) يعقوب أفلا تعقلون قد نعلم هنا [الآيتان: 32، 33]، وأ فلا تعقلون والّذين بالأعراف [الآيتان: 169، 170] بتاء الخطاب.
وكذلك قرأ هؤلاء و(شعبة) أفلا تعقلون حتّى إذا استيئس بيوسف [الآية: 110].
وكذلك قرأ مدلول (مدا) المدنيان وظاء (ظل) يعقوب أفلا تعقلون وما علمناه في يس [الآيتان: 68، 69].
واختلف فيه عن ذي كاف (كم) ابن عامر: فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من [غير] طريق الشذائي، وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد، كلاهما عن ابن ذكوان بالخطاب.
وروى الحلواني عن هشام، والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه، وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب.
وكذلك قرأ الباقون في الأربعة.
وقرأ ذو همزة (اتل) وراء (رم) نافع والكسائي فإنهم لا يكذبوك [الأنعام: 33]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/297]
بتسكين الكاف وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف وتشديد الذال.
وعلم فتح الكاف مع التشديد من لفظه.
تنبيه:
خرج بتقييد يعقلون بالنفي لعلّكم تعقلون أول يوسف [الآية: 2] وأ فلم تكونوا تعقلون بيس [الآية: 62].
وجه الخطاب: الالتفات، والغيب: حمله على ما قبله، والفرق الجمع.
ووجه التخفيف: أنه من «أكذبه» على حد: [«أبخله»، فهمزه] للمصادفة، أي: لا يلفونك كاذبا، أو للنسبة، أي: لا ينسبونك إلى الكذب؛ اعتقادا، أو للتعدية، أي: لا يقولون: أنت كاذب، بل رويت الكذب، وهو معنى قول أبي جهل: «إنا لا نكذبك، ولكنا نكذب الذي جئت به».
ووجه التشديد: أن التضعيف للتعدية، أي: لا يكذبونك بحجة.
قال الكسائي: تقول العرب: «أكذبت الرجل» إذا قلت له: جئت بالكذب، و«كذبته» إذا قلت له: كذبت.
أو لا يكذبونك إلا عنادا [لا] حقيقة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ليحزنك [الأنعام: 33] لنافع، وينزل آية [الأنعام: 37] لابن كثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/298] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ليحزنك" [الآية: 33] بضم الياء وكسر الزاي من أحزن الرباعي نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يُكَذِّبُونَك" [الآية: 33] فنافع والكسائي بالتخفيف من أكذب والباقون بالتشديد من كذب، قيل هما بمعنى كنزل وأنزل وقيل بالتشديد نسبة الكذب إليه، والتخفيف نسبة الكذب إلى ما جاء به، روي أن أبا جهل كان يقول: ما نكذبك وإنك عندنا لصادق، وإنما نكذب ما جئتنا به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليحزنك} [33] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 571]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يكذبونك} [33] قرأ نافع وعلي بإسكان الكاف، وتخفيف الذال، والباقون بفتح الكاف، وتشديد الذال، واتفقوا على ضم الياء). [غيث النفع: 571]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
{إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}
- قرأ الأعمش: (أنه يحزنك) بفتح الهمزة وبغير لام.
- وقراءة الجماعة: (إنه ليحزنك) بكسر الهمزة واللام.
{لَيَحْزُنُكَ}
- تقدمت قراءة نافع (ليحزنك) بضم الياء رباعيًا من (أحزن).
- وقراءة الجماعة (ليحزنك) بفتح الياء ثلاثيًا من (حزن)، وهي عند النحاس أفصح اللغتين.
[معجم القراءات: 2/416]
انظر الآية/176 من سورة آل عمران.
- وذكر ابن عطية قراءة أبي رجاء (ليحزنك) بكسر اللام والزاي، وجزم النون.
{فَإِنَّهُمْ}
- ذكر ابن خالويه أن الأخفش حكى أن بعض بني أسد يقولون (فإنهم) بكسر الفاء.
- وذكر ابن عصفور أنه إمالة للفاء للكسرة بعدها.
{لَا يُكَذِّبُونَكَ}
- قرأ نافع والكسائي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم وجعفر الصادق وعلي وزيد بن علي والأعمش، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (لا يكذبونك) بالتخفيف من (أكذب).
واختار هذه القراءة أبو عبيد، ورجحها الزجاج، ولا ترجيح بين المتواترتين.
- وقرأ زيد بن علي (لا يكذبونك) بفتح الياء والتخفيف من (كذب)، أي: لا يجحدونك.
[معجم القراءات: 2/417]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وعاصم وابن عباس وأبو جعفر ويعقوب (لا يكذبونك) مثقلًا من (كذب).
قال الزجاج:
(ومعنى: كذبته قلت له: كذبت، ومعنى: أكذبته ادعيت أن ما أتى به كذب ...).
والقراءتان عند الطبري في القوة سواء.
{بِآَيَاتِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 2/418]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "آتاهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا كل ما وقع من هذا اللفظ بقصر الهمزة بمعنى المجئ نحو: أتاكم أتاها أتى أتاك فأتاهم أتانا الجملة سبع كلمات). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جاءك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال جاء حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/10]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام على من "نبائ" بإبدال الهمزة ألفا لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح وبإبدالها ياء ساكنة؛ لأنها رسمت بياء بعد الألف وصوب في النشر أن الياء صورة الهمزة، وبياء مكسورة بحركة نفسها، فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله وتجوز الإشارة بالروم وبالتسهيل بين بين فهي أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/11]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
{رُسُلٌ}
- قراءة المطوعي (رسل) بسكون ثانية حيث جاء.
{وَأُوذُوا}
- قراءة الجماعة (وأوذوا) مبنيًا للمفعول من (آذى) الرباعي.
- وروي عن ابن عامر أنه قرأ (وأذوا) بغير واو بعد الهمزة، وهو من (أذيت فلانًا) الثلاثي.
{أَتَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{وَلَا مُبَدِّلَ}
- قراءة الجماعة (ولا مبدل) بشد الدال من (بدل) المضعف.
[معجم القراءات: 2/418]
- وروي عن بعض النحويين أنه قرأ (ولا مبدل) بتخفيف الدال، وهو من (أبدل).
{وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{وَلَقَدْ جَاءَكَ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- والباقون على إظهار الدال.
{جَاءَكَ}
- تقدمت الإمالة فيه. وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
- وحمزة في الوقف يسهل الهمزة مع المد والقصر، وتقدم هذا أيضًا.
{مِنْ نَبَإِ}
- رسمت الهمزة فيه على ياء، وفيه لحمزة وهشام في الوقف عليه ما يلي:
1- إبدال الهمزة ألفًا؛ لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح.
2- بإبدال الهمزة ياءً ساكنة؛ لأنها رسمت بياء بعد الألف.
3- وبإبدال الهمزة ياءً ساكنة بحركة نفسها، فإذا سكنت للوقف اتحد هذا الوجه مع ما قبله.
4- وتجوز الإشارة بالروم.
5- ويجوز تسهيلها بين بين مع الروم). [معجم القراءات: 2/419]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس