عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (67) إلى الآية (74) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {أتتخذنا هزوا} 67 فِي الْهَمْز وَتَركه وَالتَّخْفِيف والتثقيل وَكَذَلِكَ {جُزْءا} الْبَقَرَة 260 والزخرف 15 و{كفوا} الْإِخْلَاص 4
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ (هزؤا) و(كُفؤًا) بِضَم الزَّاي وَالْفَاء والهمز
وقرءوا (جزأ) بِإِسْكَان الزَّاي وبالهمز
وروى القتبي عَن عبد الْوَارِث عَن أبي عَمْرو وروى اليزيدي أَيْضا عَنهُ أَنه ثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) و(كُفؤًا) وخفف (جزأ)
وروى عَليّ بن نصر وعباس بن الْفضل عَنهُ أَنه خفف (جزأ) و(كُفؤًا) وروى مَحْبُوب عَنهُ (كُفؤًا) مخففا
وروى أَبُو زيد وَعبد الْوَارِث فِي رِوَايَة أبي معمر أَنه خير بَين التثقيل وَالتَّخْفِيف
وروى الْأَصْمَعِي عَنهُ أَنه خفف و(هزأ)وَقَرَأَ حَمْزَة ثلاثتهن بِالْهَمْز أَيْضا غير أَنه يسكن الزَّاي من قَوْله (هزءا) وَالْفَاء من (كفوءا) وَالزَّاي من قَوْله {جُزْءا} فَإِذا وقف قَالَ {هزوا} بِلَا همز وأسكن الزَّاي و{كفوا} بِلَا همز وأسكن الْفَاء
فَأثْبت الْوَاو بعد الزَّاي وَبعد الْفَاء وَلم يهمز ووقف على قَوْله (جزأ) بِفَتْح الزَّاي من غير همز
يرجع فِي الْوَقْف إِلَى الْكتاب
حكى ذَلِك أَبُو هِشَام عَن سليم عَن حَمْزَة
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم (هزؤا) و(كُفؤًا) و(جزؤا) مثقلات مهموزات
وروى عَنهُ حَفْص أَنه لم يهمز {هزوا} و{كفوا} وثقلهما وَأثبت الْوَاو
وهمز جُزْءا وخفف
حَدثنِي وهيب الْمروزِي عَن الْحسن بن الْمُبَارك عَن عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم {هزوا} و{كفوا} يثقل وَلَا يهمز
وَيقْرَأ {جُزْءا} مَقْطُوعًا بِلَا وَاو يُخَفف ويهمز
وَكَذَلِكَ قَالَ هُبَيْرَة التمار عَن حَفْص {جُزْءا} مَهْمُوزَة خَفِيفَة
وحَدثني وهيب قَالَ حَدثنَا الْحسن ابْن الْمُبَارك قَالَ أَبُو حَفْص وحَدثني سهل عَن أبي عَمْرو عَن عَاصِم أَنه كَانَ يثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) وَرُبمَا همز وَرُبمَا لم يهمز
قَالَ وَكَانَ أَكثر قِرَاءَته ترك الْهَمْز
وحَدثني مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ عَن أَبِيه عَن حَفْص عَن عَاصِم أَنه كَانَ لَا ينقص نَحْو {هزوا} و{كفوا} وَيَقُول أكره أَن تذْهب مني عشر حَسَنَات بِحرف أَدَعهُ إِذا همزته
وَذكر عَاصِم أَن أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ كَانَ يَقُول ذَلِك
وروى حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن أَن أبي بكر عَن عَاصِم {هزوا} بواو و{كفوا} وَلم يذكر الْهَمْز
وروى الْمفضل عَن عَاصِم (هزءا) خَفِيفَة سَاكِنة الزَّاي مَهْمُوزَة فِي كل الْقُرْآن
وَاخْتلف عَن نَافِع فِي ذَلِك فروى ابْن جماز وورش وَخلف عَن الْمسَيبِي عَن نَافِع وَأحمد بن صَالح الْمصْرِيّ عَن قالون أَنه ثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) وهمزهما وخفف (جزأ) وهمزهما
وَكَذَلِكَ قَالَ يَعْقُوب بن جَعْفَر عَنهُ
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَبُو بكر بن أبي أويس عَن نَافِع (هزءا) و(كفوءا) و{جُزْءا} مخففات مهموزات
وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْفرج المقرئ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن أَبِيه عَن نَافِع مثله وَحدثنَا إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن قالون عَن نَافِع أَنه ثقل (هزؤا) وهمزهما وخفف {جُزْءا} و{كفوا} وهمزهما
وحَدثني ابْن أبي مهْرَان عَن أَحْمد بن يزِيد الْحلْوانِي عَن قالون إِنَّه ثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) وهمزهما
وَحدثنَا أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور الْحَارِثِيّ الْبَصْرِيّ عَن الْأَصْمَعِي عَن نَافِع أَنه قَرَأَ (هزؤا) مثقلة مَهْمُوزَة
وروى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع (هزءا) خَفِيفَة مَهْمُوزَة
وَلم يذكر غير هَذَا الْحَرْف). [السبعة في القراءات: 157 - 160]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بارئكم، ويأمركم، وينصركم}، مختلف أبو عمرو، وزاد عباس {أنلزمكموها} {وسنمتعهم} و{هذا نزلهم} ). [الغاية في القراءات العشر: 177] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هزؤا} و{كفؤا} [الغاية في القراءات العشر: 177]
خفيف عباس وإسماعيل وحمزة ورويس (كفواً) فقط، حفص كله مثقل غير مهموز). [الغاية في القراءات العشر: 178]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بارئكم} [54]، و{يأمركم} [67]، و{ينصركم} [آل عمران: 160، الملك: 20]، وما في معناهن: بالاختلاس أبو عمرو، وقرأت على أكثرهم
[المنتهى: 2/568]
بالإشباع. وروى اليزيدي إسكان الهمزة والراء التي بين ضمتين وهكذا في تعليقي عن المطوعي عن الجماعة عن أبي عمرو، وقرأت عن عبد الوارث، والعباس، وشجاع طريق الصواف بالإسكان.
وزاد العباس {أنلزمكموها} [هود: 28]، و{سنمتعهم} [هود: 48]، و{هذا نزلهم} [الواقعة: 56]، و{يجمعكم} [الجاثية: 26، التغابن: 9]، و{يلعنهم} [159]، ونحوه.
[المنتهى: 2/569]
وقال أبو زيد: إذا توالت الضمتان في الكلمة الواحدة وكان جمعًا بالاختلاس).[المنتهى: 2/570] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({هزؤًا} [67]: خفيف مهموز: عباس وإسماعيل والمفضل وحمزة،
[المنتهى: 2/573]
وخلف. خفيف بلا همز: أبو بشر. حفص، ويزيد طريق العمري يقلبان الهمزة واوًا).[المنتهى: 2/574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (هزؤًا وكفؤًا) بالإسكان، وقرأ الباقون بالضم، وكلهم همزوا إلا حفصًا فإنه أبدل من الهمزة واوًا، ووقف حمزة ببدل واو من الهمزة أيضًا على غير قياس اتباعًا لخط المصحف وقد ذكرناه، وأما (جزؤًا) فكل القراء أسكنوا إلا أبا بكر فإنه ضم الزاي حيث وقع ووقف حمزة بإلقاء الحركة على الزاي يقول: (جزًا) على الأصل المتقدم). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {بارئكم} (54) في الحرفين، و: {يأمركم} (67)، و: {يأمرهم} (الأعراف: 157)، و: {ينصركم} (آل عمران: 160)، و: {يشعركم} (الأنعام: 109): باختلاس الحركة في ذلك كله، من طريق
[التيسير في القراءات السبع: 226]
البغداديين، وهو اختيار سيبويه. ومن طريق الرقيين وغيرهم: بالإسكان. وهو المروي عن أبي عمرو، دون غيره. وبذلك قرأت على الفارسي، عن قراءته على أبي طاهر.
والباقون: يشبعون الحركة). [التيسير في القراءات السبع: 227] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {هزوا} (67)، و: {كفوا} (الإخلاص: 4): بضم الزاي والفاء، من غير همز.
وحمزة: بإسكان الزاي والفاء، وبالهمز في الوصل، فإذا وقف أبدل الهمزة واوًا اتباعًا للخط وتقديرًا لضمة الحرف المسكن قبلها.
والباقون: بضم الزاي والفاء، وبالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حفص (هزوا) (وكفوا) بضم الزّاي والفاء من غير همز، وحمزة وخلف بإسكان الزّاي وهما ويعقوب بإسكان الفاء، وحمزة بالهمز في
[تحبير التيسير: 288]
الوصل، فإذا وقف أبدل الهمزة واوا أتباعا للخطّ وتقديرا لضمة الحرف المسكن قبلها والباقون بالضّمّ والهمز). [تحبير التيسير: 289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو (بارئكم) في الحرفين و(يأمركم) (ويأمرهم) (وينصركم) (وما يشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويهٍ [ومن طريق الرقيين] وغيرهم بالإسكان وهو المرويّ عن أبي عمرو دون غيره وبذلك قرأت على الفارسي عن [قراءته على] أبي طاهر، والباقون يشبعون الحركة). [تحبير التيسير: 287] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([67]- {هُزُوًا} خفيف مهموز: حمزة، وإذا وقف حذف ونقل، هذا هو المختار.
[الإقناع: 2/598]
بالضم وإبدال الهمزة واوا: حفص.
الباقون بالضم والهمز). [الإقناع: 2/599]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (454 - وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ = وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضاً وَتَأْمُرُهُمْ تَلاَ
455 - وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضاً وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ = جَلِيلٍ عَنِ الْدُّورِيِّ مُخْتَلِساً جَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)

قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (460- .... .... .... ..... = وَهُزْؤاً وَكُفْؤاً في السَّوَاكِنِ فُصِّلاَ
461 - وَضُمَّ لِبَاقِيهِمْ وَحَمْزَةُ وَقْفُهُ = بِوَاوٍ وَحَفْصٌ وَاقِفاً ثُمَّ مُوصِلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([454] وإسكان بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
اعلم أن من النحويين من أنكر الإسكان في هذه القراءة، واحتج بأنها حركة إعراب، فلا يجوز إسكانها.
قال سيبويه: «لم يكن أبو عمرو يسكن شيئًا من هذا، وإنما كان يختلس، فيظل من سمعه أنه أسكن».
وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو والاختلاس معًا.
ووجه الإسكان، أن من العرب من يجتزئ بإحدى الحركتين عن الأخرى.
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وأسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يخففون مثل {يأمركم} فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
[فتح الوصيد: 2/632]
[455] وينصركم أيضًا وشعركم وكم جليل عن (الدوري) مختلسًا جلا
وأما من أخذ للدوري بالاختلاس، وهي رواية العراقيين عن أبي عمرو، فكم فيهم من جليل كابن مجاهد وغيره.
وإنما أشار إلى وجه هذه القراءة بالمدح، لأنه تخفيف لا ينقص من الوزن، ولا يغير الإعراب.
على أن سيبويه رحمه الله، لم ينكر الإسكان بالكلية، بل أجازه في الإعراب كما في البناء، واستشهد عليه بقول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب = إثمًا من ولا واغل
وعلى البناء بقول أبي نخيلة:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم = بالدو أمثال السفين العوم
ولكنه قال: القياس غير ذلك.
فإن كان الاستبعاد من أجل ذهاب حركة الإعراب، فقد أجمعوا على ذلك في الإدغام للمتماثلين والمتقاربين.
ومن قرأ بالإشباع، فهو الأصل). [فتح الوصيد: 2/633] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (وهزوا وكفؤا في السواكن فصلا)، أي ذكرا في السواكن مفصلين، لأن الأصل الضم.
وإنما أسكن هذا تخفيفًا. وكذلك ما أشبهه.
وعيسى بن عمر يروي - في ما حكى الأخفش عنه - أن كل اسم على ثلاثة أحرف، أوله مضموم، ففيه لغتان: التخفيف والتثقيل .وهذا غير الأول.
وعلى هذا لا تكون إحداهما أصلا للأخرى.
ومثله الحُلْمُ والحُلُم. و(هزوًا) و(كفؤا)، مكتوبان بواو على لغة من حرك، أو على الأصل.
فمن خفف، فإما أن يكون أسكن للتخفيف، أو على لغة التخفيف.
[فتح الوصيد: 2/639]
[461] وضم لباقيهم و (حمزة) وقفه = بواوٍ و(حفصٌ) واقفًا ثم موصلا
ومن ضم، فلأنه الأصل، أو إحدى اللغتين.
ووقف حمزة بواو اتباعًا للرسم .وقد اجتمع في قراءته اللغتان.
وفي قراءة حفص، قلب الهمزة واوًا لانضمام ما قبلها، وفيها موافقة الرسم). [فتح الوصيد: 2/640]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [454] وإسكانُ بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
[455] وينصركم أيضًا ويشعركم كم = جليلٍ عن الدوري مختلسًا جلا
ب: (تلا): تبع، (الجليل): الرفيع القدر، (الاختلاس) من الخلس بمعنى السلب، وفي الاصطلاح: أن يؤتى بحرفٍ وثلثي حركته، بحيث يكون الذي حذفته من الحركة أقل مما أتيت به، (جلا): كشف.
ح: (وإسكانُ): مبتدأ، و (له): خبره، والضمير: لأبي عمرو، و(يأمرهم): عطف، و(تأمرهم): مبتدأ، (تلا): خبره، ومفعوله: محذوف، أي: تبع المذكور، و(ينصركم ... ويشعركم): مجرورًا المحل عطفًا على
[كنز المعاني: 2/13]
(بارئكم)، أو مرفوعان عطفًا على (تأمرهم)، (أيضًا): نصب على المصدر من (آض يئيض أيضًا): إذا عاد، و (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (جليلٍ): مميزها، (جلا): خبر، (مختلسًا): حال (عن الدوري): متعلق بـ (جلا).
ص: أي: أسكن أبو عمرو على لغة بني اسد وتميم الهمزة من {بارئكم} في قوله تعالى: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم} [54].
والراء من {يأمركم} [67]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و {تأمرهم} [الطور: 32]، و{ينصركم} [آل عمران: 160]، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقعت كلها تخفيفًا، ولتوالي الضمان في الأربعة المتوسطة.
ثم قال: وكم من مشايخ القراء الجلة جلا عن مذهبه الاختلاس، أي: نقل عن الدوري عن أبي عمرو الاختلاس، وهو اختيار
[كنز المعاني: 2/14]
سيبويه؛ لأن هذه الحركة حركة إعراب، فلا يجوز إذهابها). [كنز المعاني: 2/15] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [460] وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ =وهزؤًا وكفؤًا في السواكن فُصلا
ح: (الهمز): مرفوع على الابتداء، خبره (في الصابئين)، أو منصوب على مفعول (خُذ)، و(هزؤًا): مبتدأ، و (كفؤً): عطف، (فصلا): خبر، والضمير المثنى: لهما، (في السواكن): ظرف (فصلا)، أي: ذكرا في السواكن مفصلين، يعني: من جملة الأسماء التي سكن وسطها كـ (قفل) و (شُكر).
ص: أي: قرأ {والصابئين} في البقرة [62] والحج [17]، و {والصابئون} في المائدة [69] غير نافع بالهمز، من (صبأ عن دينه): إذا خرج عنه، وقرأ نافع (والصابين) و (الصابون) بترك الهمزة كـ (الداعين) و(الداعون) من (صبا يصبو): إذا مال، أو من باب تخفيف الهمز.
وقرأ حمزة (هزؤًا) [67] و (كفؤًا) [الإخلاص: 4] بإسكان الزاي والفاء للتخفيف، إذ كل ما جاء على (فعل) بضمتين قد تسكن عينه
[كنز المعاني: 2/18]
تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/19] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [461] وضم لباقيهم وحمزةُ وقفه = بواوٍ وحفصٌ واقفًا ثم موصلا
ح: (ضم): فعلٌ ماضٍ مجهول، أو أمر مخاطب، ضمير (باقيهم): للقراء، (حفصٌ): مبتدأ، خبره محذوف، أي: يقرأ بالواو، (واقفًا) و (موصلًا): حالان.
ص: أي: قرأ غير حمزة بضم الزاي والفاء من (هزؤًا) [67] و (كفؤًا) [الإخلاص: 4] على الأصل.
وأما حمزة: فإذا وقف عليهما أبدل همزها واوًا اتباعًا للرسم، لأنهما رسما بواو على أصله في تخفيف الهمزة، ولم تلق حركة الهمزة على الساكن قبلها، كما في {جزءًا} [260] لئلا يخالف الخط.
ثم قال: حفص يقرأ بالواو في حالتي الوصل والوقف على قياس تخفيفها مفتوحة وقبلها ضمة). [كنز المعاني: 2/19]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (453- وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ،.. وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضًا وَتَأْمُرُهُمْ تَلا
454- وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضًا وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ،.. جَلِيلٍ عَنِ الدُّورِيِّ مُخْتَلِسًا جَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288]
أي أسكن أبو عمرو في هذه المواضع كلها حيث وقعت حركة الإعراب تخفيفا، وقد جاء ذلك عنه من طريق الرقيين كذا ذكر الداني ومكي وغيرهما، ورواية العراقيين عن أبي عمرو الاختلاس، وهي الرواية الجيدة المختارة؛ فإن الإسكان في حركات الإعراب لغير إدغام ولا وقف ولا اعتلال منكر فإنه على مضادة حكمة مجيء الإعراب وجوزه سيبويه في ضرورة الشعر؛ لأجل ما ورد من ذلك فيه نحو:
وقد بدا هنك من الميزر،.. فاليوم أشرب غير مستحقب
ولا أعلام قد تعلل بالمناة،.. فما تعرفكم العرب
ونحوه: إذا اعوججن قلت: صاحب مقوم.
قال أبو علي في الحجة: أما حركة الإعراب فمختلف في تجويز إسكانها فمن الناس من ينكره فيقول: إن إسكانها لا يجوز من حيث كان علما للإعراب، قال: وسيبويه يجوز ذلك في الشعر، قال الزجاج: روي عن أبي عمرو ابن العلاء أنه قرأ: "بَارِئْكُمْ" بإسكان الهمزة، قال: وهذا رواه سيبويه باختلاس الكسر، قال: وأحسب الرواية
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/289]
الصحيحة ما روى سيبويه فإنه أضبط؛ لما روي عن أبي عمرو، والإعراب أشبه بالرواية عن أبي عمرو؛ لأن حذف الكسر في مثل هذا وحذف الضم إنما يأتي في اضطرار الشعر وفي كتاب أبي بكر بن مجاهد قال سيبويه كان أبو عمرو يختلس الحركة: "من بارئكم"، و{يَأْمُرُكُمْ}، وما أشبه ذلك مما تتوالى فيه الحركات فيرى من يسمعه أنه قد أسكن ولم يسكن قال أبو بكر: وهذا القول أشبه بمذهب أبي عمرو؛ لأنه كان يستعمل في قراءته التخفيف كثيرا كان يقرأ: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}، {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} يشم الميم من يعلمهم، والنون من "يلعنهم" الضم من غير إشباع وكذلك: {عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ} يشم التاء شيئا من الخفض وكذلك: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ}،
يشمها شيئا من الضم، وفي كتاب أبي علي الأهوازي عن المازني عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلا قال سمعت أعرابيا يقول: {بَارِئِكُمْ}، فاختلس الكسر حتى كدت لا أفهم الهمزة قال أبو علي الفارسي وهذا الاختلاس وإن كان الصوت فيه أضعف من التمطيط وأخفى فإن الحرف المختلس حركته بزنة المتحرك قال: وعلى هذا المذهب حمل سيبويه قول أبي عمرو: "على بارئكم"، فذهب إلى أنه اختلس الحركة ولم يشبعها فهو بزنة حرف متحرك فمن روى عن أبي عمرو الإسكان في هذا النحو فلعله سمعه يختلس فحسبه؛ لضعف الصوت به والخفاء إسكانا، وقال أبو الفتح بن جني في كتاب الخصائص
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/290]
الذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة لا حذفها البتة وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذي رووه ساكنا، قال: ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة لكن أتوا من ضعف دراية، قال الشيخ في شرحه: وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو، والاختلاس معا، ووجه الإسكان أن من العرب من يجتزى بإحدى الحركتين عن الأخرى قال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/291]
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وبني أسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يحققون مثل: "يأمركم" فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
قلت: وكان الناظم -رحمه الله- مائلا إلى رواية الاختلاس، وهو الذي لا يليق بمحقق سواه، فقال: وكم جليل أي كثير من الشيوخ الجلة جلوا الاختلاس عن الدوري، وكشفوه، وقرروه، وعملوا به، ومختلسا حال من الدوري أي جلا عن مذهبه في حال اختلاسه، ونسب الناظم ذلك إلى الدوري، وهو محكي عن أبي عمرو نفسه كما نسب إبدال الهمز الساكن إلى السوسي، وهي محكي عن أبي عمرو كما سبق، وسبب ذلك أن رواية الرقيين هي رواية السوسي ومن وافقه، ورواية العراقيين هي رواية الدوري وأضرابه قال أبو علي الأهوازي ومعنى الاختلاس أن تأتي بالهمز وبثلثي حركتها فيكون الذي تحذفه من الحركة أقل مما تأتي به قال: ولا يؤخذ ذلك إلا من أفواه الرجال.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/292]
قلت: وقراءة الباقين بإشباع الكسر في: {بَارِئِكُمْ}، وإشباع الضم في البواقي.
فإن قلت: من أين يؤخذ ذلك؟
قلت: ما بعد: {بَارِئِكُمْ} قد لفظ به مضموما فهو داخل في قوله: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا،.. وقد سبق في شرح الخطبة أن قوله وإسكان: {بَارِئِكُمْ} لا يفهم منه القراءة الأخرى؛ فإنه ليس ضد السكون الكسر، ولو حصل التلفظ بالكسر لصار كالذي بعده، ولو قال: وبارئكم سكن لاستقام وقوله: له أي لأبي عمرو.
فإن قلت: لِمَ لَمْ يكن رمزًا لهشام كما قال في موضع آخر بخلف له، ولا يكون له ثوى، قلت له لفظ صريح حيث يكون له ما يرجع إليه كهذا المكان وإن لم يكن له ما يرجع إليه فهو رمز، وعلامة ذلك اقترانه في الغالب برمز آخر معه ومتى تجرد وكان له ما يرجع فحكمه حكم الصريح وقوله: تلا ليس برمز وهو مشكل؛ إذ لا مانع من جعله رمزًا، ويكون إسكان يأمرهم وما بعده للدوري عن الكسائي، وكان ينبغي أن يحترز عنه بأن بقوله: وتأمرهم حلا أو غير ذلك مما لم يوهم رمزا لغير أبي عمرو وأما جلا فظاهر أنه ليس برمز لتصريحه بالدوي والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/293] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (458- وَفي الصَّابِئِينَ الهَمْزَ وَالصَّابِئُونَ خُذْ،.. وَهُزْؤًا وَكُفْؤًا في السَّوَاكِنِ "فُـ"ـصِّلا
أي خذ الهمز فيهما؛ لأنه الأصل، وروي الهمز رفعا على الابتداء، أي وفي "الصابئين" في البقرة والحج، وفي "الصابئون" في المائدة الهمز، ثم قال: خذ أي خذ ما ذكرت بنية واجتهاد، يقال: صبأ يصبأ إذا خرج من دين إلى آخر، وأبدل نافع الهمز فكأنه من صبا بلا همز كرمى ورعى، فقرأ "الصابون" و"الصابين" كقولك الداعون والداعين، ومثل هذا البدل لا يكون إلا سماعا؛ لأنه همز متحرك بعد متحرك فهو كما قرئ: {سَأَلَ سَائِلٌ} بالهمز وبالألف كما يأتي فاجتمع في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/298]
قراءة نافع همز "النبي" وترك همز "الصابئين" والعكس الذي هو قراءة الجماعة أفصح وأولى، وهذا نحو مما مضى في قراءة ورش ترقيق الراءات وتغليظ اللامات، وأسند أبو عبيد عن ابن عباس أنه قال: ما "الخاطون" إنما هي "الخاطئون"، ما "الصابئون" إنما هي "الصابون"، قال أبو عبيد: وإنما كرهنا ترك الهمزة ههنا؛ لأن من أسقطها لم يترك لها خلفا بخلاف "النبيين" وقرأ حمزة وحده: "هزؤا"، و"كفؤا" بإسكان الزاي والفاء تخفيفًا، والأصل الضم وهو قراءة الجماعة، وقيل: هما لغتان ليست إحداهما أصلا للأخرى. قال مكي: حكى الأخفش عن عيسى بن عمر قال: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم ففيه لغتان التخفيف والتثقيل وقوله: في السواكن فصلا أي ذكرا في السواكن مفصلين أي عدا من جملة الأسماء التي سكن وسطها نحو قفل وشكر وكفر ثم ذكر قراءة الجماعة فقال:
459- وَضُمَّ لِبَاقِيهِمْ وَحَمْزَةُ وَقْفُهُ،.. بِوَاوٍ وَحَفْصٌ وَاقِفاً ثُمَّ مُوصِلا
يجوز في ضم.
هنا أن يكون أمرًا وأن يكون ماضيًا لم يسم فاعله، ورسمت الهمزة في هاتين الكلمتين بواو، فوقف حمزة عليهما بالواو إتباعا للرسم مع كونه يسكن الوسط فهو يقول: "هزوا" و"كفوا".
على وزن جزؤا، ولم يفعل مثل ذلك في جزأ، وإن كان يسكن زايه أيضا؛ لأن الهمزة في جزأ لم ترسم واوا فيقف على ما تمهد في باب وقفه على الهمز بنقل حركة الهمزة إلى الزاي الساكنة فيقول: "جُزًا".
على وزن هدى ومثل ذلك جارٍ في: "هزؤًا"، و"كفؤًا" قياسا وقل من ذكره هنا، قال صاحب التيسير: قراءة حمزة بإسكان الزاي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/299]
والفاء وبالهمز في الوصل، فإذا وقف أبدل الهمز واوًا؛ اتباعًا للخط وتقديرا لضمة الحرف المسكن قبلها يعني فلهذا لم ينقل حركة الهمز إلى الساكن، وقال مكي: وقف حمزة ببدل واو من الهمزة على غير قياس تباعًا لخط المصحف قال: وأما جزأ فكل القراء يسكن إلا أبا بكر؛ فإنه ضم الزاي، ووقف حمزة بإلقاء الحركة على الزاي يقول: "جُزًا" على الأصل المتقدم، وقال في الكشف: كلهم همز في: "هزوًا"، و"كفوًا" إلا حفصا؛ فإنه أبدل من الهمزة واوا مفتوحة على أصل التخفيف؛ لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة فهي تجري على البدل كقوله: "السفهاء إلا" في قراءة الحرميين، وأبو عمرو، وكذلك يفعل حمزة إذا وقف كأنه يعمل الضمة التي كانت على الزاي والفاء في الأصل قال: وكان يجب عليه على أصل التخفيف لو تابع لفظه أن يلقى حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها كما فعل في "جزأ" في الوقف فكان يجب أن يقول: "كفا"، و"هزا"، لكنه رفض ذلك؛ لئلا يخالف الخط فأعمل الضمة الأصلية التي كات على الزاي والفاء في الهمزة، فأبدل منها واوا مفتوحة؛ ليوافق الخط ثم تأتي بالألف التي هي عوض من التنوين بعد ذلك فقوله: وحفص مبتدأ وخبره محذوف؛ أي: وحفص يقرأ بالواو في حال وقفه، وإيصال الكلمة إلى ما بعدها، يقال: وصلت الشيء بالشيء وأوصلته إليه أي بلغته إليه وألصقته به، والمستعمل في مقابلة الوقف هو الوصل لا الإيصال، ولكنه عدل عن واصلا إلى موصلا كراهة السناد في الشعر؛ فإنه عيب؛ لأن هذا البيت كان يبقى مؤسسًا بخلاف سائر أبيات القصيدة، وإنما أبدل حفص هذه الهمزة واوا لأنها همزة مفتوحة قبلها ضم أراد تخفيفها وهذا قياس تخفيفها على باب ما سبق في باب وقف حمزة وانفرد حفص بهذه القراءة؛ لأن كل من ضم الفاء لا يبدل هذه الهمزة: أما السوسي فلأنها متحركة وأما ورش فلأنها لام الفعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/300]
وأما هشام في الوقف فلأنها متوسطة، وأما حمزة فإنه وإن أبدل فإنه لم يضم الزاي والفاء، ومن شأن حفص تحقيق الهمزة أبدا، وإنما وقع له الإبدال في هاتين الكلمتين، وسهل "أعجمي" جمعا بين اللغات ومن عادته مخالفة أصله في بعض الكلم كصلته: "فِيهِ مُهَانًا"، وإمالته: "مجراها"، ولم يصرح الناظم بقراءة حفص هنا، وحذف ما هو المهم ذكره، ولو أنه قال في البيت الأول: "وهزؤا" "وكفؤا" ساكنا الضم فصلا لاستغنى عن قوله: وضم لباقيهم، ثم يقول بدل البيت الثاني:
وأبدل واوا حمزة عند وقفه،.. وحفص كذا في الوصل والوقف أبدلا
ورأيت في بعض النسخ وهو بخط بعض الشيوخ ومنقول من نسخة الشيخ أبي عبد الله القرطبي -رحمه الله- ومقروءة عليه ومسموعة من لفظه عوض هذا البيت:
وفي الوقف عنه الواو أولى وضم غيـ،.. ـره ولحفص الواو وقفا وموصلا
وكتب عليهما معا، ورأيت في حاشية نسخة أخرى مقروءة على المصنف هذا البيت يتفق مع وضم لباقيهم في المعنى ومخالفة في اللفظ وخير المصنف بينهما؛ لأن كل واحد منهما يؤدي معنى الآخر.
قلت: وهذا البيت أكثر فائدة لبيان قراءة حفص فيه، والتنبيه على أن أصل حمزة في الوقف يقتضى وجهًا آخر وهو نقل الهمز وإنما إبداله واوا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/301]
أولى من جهة النقل وإتباع الرسم على أن أبا العباس المهدوي قال في شرح الهداية: الأحسن في "هزوا" و"كفوا" أن يلقي حركة الهمزة على الزاي والفاء كما ألقيت في "جزأ" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/302]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (454 - واسكان بارئكم ويأمركم له ... ويأمرهم أيضا وتأمرهم تلا
455 - وينصركم أيضا ويشعركم وكم ... جليل عن الدّوريّ مختلسا جلا
قرأ أبو عمرو، وهو مرجع الضمير في (له) بإسكان الهمز في بارِئِكُمْ* في الموضعين هنا
[الوافي في شرح الشاطبية: 202]
وبإسكان الراء في هذه الألفاظ حيث ذكرت في القرآن الكريم: يَأْمُرُكُمْ*، يَأْمُرُهُمْ، تَأْمُرُهُمْ، يَنْصُرْكُمُ*، يُشْعِرُكُمْ. ثم ذكر أن كثيرا من حذاق النقلة روى عن الدوري اختلاس كسرة الهمزة في بارِئِكُمْ* واختلاس ضمة الراء في بقية الألفاظ.
والاختلاس: هو الإتيان بثلثي حركة الحرف بحيث يكون المنطوق به من الحركة أكثر من المحذوف منها، ويرادفه الإخفاء، فاللفظان معناهما واحد، ويقابلهما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة بحيث يكون الثابت منها أقل من المحذوف، ويؤخذ مما ذكر أن السوسي ليس له في شيء من هذه الألفاظ إلا الإسكان وأما الدوريّ فله في كل منها الإسكان والاختلاس). [الوافي في شرح الشاطبية: 203] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (460- .... .... .... ..... = وهزؤا وكفؤا في السّواكن فصّلا
461 - وضمّ لباقيهم وحمزة وقفه ... بواو وحفص واقفا ثمّ موصلا
وقرأ حمزة بإسكان الزاي في لفظ هُزُواً* كيف وقع في القرآن وبإسكان الفاء في كُفُواً أَحَدٌ في الإخلاص. وقرأ الباقون بضم الزاي والفاء، فإذا وقف حمزة أبدل الهمزة واوا، وله نقل حركة
[الوافي في شرح الشاطبية: 204]
الهمزة إلى ما قبلها أي إلى الزاي والفاء، وإذا وصل حقق الهمزة، وحفص يبدل الهمزة واوا وقفا ووصلا، والباقون يقرءون بالهمز وصلا ووقفا). [الوافي في شرح الشاطبية: 205]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66- .... .... بَارِئْ بَابَ يَأْمُرْ أَتِمَّ حُمْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف وقال: بارئ باب يأمر أتم حم أي قرأ مرموز (حا) حموهو يعقوب بإتمام حركة همزة {بارئكم} [54] في الموضعين في البقرة
[شرح الدرة المضيئة: 90]
يريد بقوله: باب يأمر أنه أيضًا قرأ بإتمام حركة الراء الواقع بعدها ضمير جمع الغائب والمخاطب حيث وقع). [شرح الدرة المضيئة: 91] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: اخْتِلَاسِ كَسْرَةِ الْهَمْزَةِ وَإِسْكَانِهَا مِنْ بَابِ بَارِئِكُمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَكَذَلِكَ اخْتِلَاسُ ضَمَّةِ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِهَا مِنْ يَأْمُرُكُمْ وَتَأْمُرُهُمْ وَيَأْمُرُهُمْ وَيَنْصُرْكُمُ وَيُشْعِرُكُمْ حَيْثُ وَقَعَ ذَلِكَ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ فِي ذَلِكَ تَخْفِيفًا، وَهَكَذَا وَرَدَ النَّصُّ عَنْهُ، وَعَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَكْثَرِ الطُّرُقِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ فِي رِوَايَةِ الدُّورِيِّ عَلَى شَيْخِهِ الْفَارِسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ، وَعَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ السُّوسِيِّ عَلَى شَيْخَيْهِ أَبِي الْفَتْحِ وَأَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ لِأَبِي عَمْرٍو وَبِكَمَالِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، وَشَيْخُهُ أَبُو الْعِزِّ وَالْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ وَابْنُ سَوَّارٍ، وَأَكْثَرُ الْمُؤَلِّفِينَ شَرْقًا وَغَرْبًا. رَوَى عَنْهُ الِاخْتِلَاسَ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنْ رِوَايَتَيِ الدُّورِيِّ وَالسُّوسِيِّ سِوَاهُ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ أَيْضًا عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيِّ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَرَوَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ الِاخْتِلَاسَ مِنْ رِوَايَةِ الدُّورِيِّ وَالْإِسْكَانَ مِنْ رِوَايَةِ السُّوسِيِّ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ فِي كِتَابِ الْكَافِي، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّبْصِرَةِ، وَالتَّلْخِيصِ، وَالْهَادِي، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ. وَعَكَسَ بَعْضُهُمْ، فَرَوَى الِاخْتِلَاسَ عَنِ السُّوسِيِّ وَالْإِسْكَانَ عَنِ الدُّورِيِّ كَالْأُسْتَاذَيْنِ أَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الْخَيَّاطِ فِي بَارِئِكُمْ، وَرَوَى بَعْضُهُمُ الْإِتْمَامَ عَنِ الدُّورِيِّ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعِزِّ الْقَلَانِسِيُّ مِنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/212]
طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَكَذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ، وَنَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ كِلَاهُمَا عَنِ الدُّورِيِّ إِلَّا أَنَّ أَبَا الْعَلَاءِ خَصَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ بِتَمَامِ بَارِئِكُمْ وَخَصَّ الْحَمَّامِيَّ بِإِتْمَامِ الْبَاقِي وَأَطْلَقَ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّفْرَاوِيُّ الْخِلَافَ فِي الْإِتْمَامِ وَالْإِسْكَانِ وَالِاخْتِلَاسِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِكَمَالِهِ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يَنْصُرْكُمُ، وَذَكَرَ يُصَوِّرُكُمْ وَيُحَذِّرُكُمُ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ الْقِيَاسَ فِي كُلِّ رَاءٍ نَحْوَ يَحْشُرُهُمْ، وَأُنْذِرُكُمْ، وَيُسَيِّرُكُمْ، وَتُطَهِّرُهُمْ، وَجُمْهُورُ الْعِرَاقِيِّينَ لَمْ يَذْكُرُوا تَأْمُرُهُمْ، وَيَأْمُرُهُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ أَيْضًا.
(قُلْتُ): الصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ اخْتِصَاصُ هَذِهِ الْكَلِمِ الْمَذْكُورَةِ أَوَّلًا إِذِ النَّصُّ فِيهَا، وَهُوَ فِي غَيْرِهَا مَعْدُومٌ عَنْهُمْ، بَلْ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: إِنَّ إِطْلَاقَ الْقِيَاسِ فِي نَظَائِرِ ذَلِكَ مِمَّا تَوَالَتْ فِيهِ الضَّمَّاتُ مُمْتَنِعٌ فِي مَذْهَبِهِ، وَذَلِكَ اخْتِيَارِي، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى أَئِمَّتِي.
قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْيَزِيدِيِّ وَمَا يُشْعِرُكُمْ مَنْصُوصًا.
(قُلْتُ): قَدْ نَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ فَقَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ حَرَكَةَ الرَّاءِ مِنْ يُشْعِرُكُمْ فَدَلَّ عَلَى دُخُولِهِ فِي أَخَوَاتِهِ الْمَنْصُوصَةِ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهُ مِنْ سَائِرِ الْبَابِ الْمَقِيسِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو: وَالْإِسْكَانُ - يَعْنِي فِي هَذَا الْكَلِمِ - أَصَحُّ فِي النَّقْلِ، وَأَكْثَرُ فِي الْأَدَاءِ، وَهُوَ الَّذِي أَخْتَارُهُ وَآخُذُ بِهِ.
(قُلْتُ): وَقَدْ طَعَنَ الْمُبَرِّدُ فِي الْإِسْكَانِ، وَمَنَعَهُ وَزَعَمَ أَنَّ قِرَاءَةَ أَبِي عَمْرٍو ذَلِكَ لَحْنٌ وَنَقَلَ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنِ الرَّاوِيَ لَمْ يَضْبِطْ عَنْ أَبِي عَمْرٍو لِأَنَّهُ اخْتَلَسَ الْحَرَكَةَ فَظَنَّ أَنَّهُ سَكَّنَ انْتَهَى.
وَذَلِكَ وَنَحْوُهُ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ وَوَجْهُهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ ظَاهِرٌ غَيْرُ مُنْكَرٍ، وَهُوَ التَّخْفِيفُ وَإِجْرَاءُ الْمُنْفَصِلِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مُجْرَى الْمُتَّصِلِ مِنْ كَلِمَةٍ نَحْوَ إِبِلٍ، وَعَضُدٍ، وَعُنُقٍ. عَلَى أَنَّهُمْ نَقَلُوا أَنَّ لُغَةَ تَمِيمٍ تَسْكِينُ الْمَرْفُوعِ مِنْ (يَعْلَمُهُمْ) وَنَحْوِهِ وَعَزَاهُ الْفَرَّاءُ إِلَى تَمِيمٍ وَأَسَدٍ مَعَ أَنَّ سِيبَوَيْهِ لَمْ يُنْكِرِ الْإِسْكَانَ أَصْلًا، بَلْ أَجَازَهُ وَأَنْشَدَ عَلَيْهِ:
فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ
وَلَكِنَّهُ قَالَ: الْقِيَاسُ غَيْرُ ذَلِكَ وَإِجْمَاعُ الْأَئِمَّةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/213]
عَلَى جَوَازِ تَسْكِينِ حَرَكَةِ الْإِعْرَابِ فِي الْإِدْغَامِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِهِ هُنَا وَأَنْشَدُوا أَيْضًا:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فِيهِمَا... وَقَدْ بَدَا هَنْكِ مِنَ الْمِئْزَرِ
وَقَالَ: جَرِيرٌ:
سِيرُوا بَنِي العَمِّ فَالْأَهْوَازُ مَوْعِدُكُمْ... أَوْ نَهْرُ تِيرِي فَمَا تَعرِفْكُمُ العَرَبُ
وَقَالَ الْحَافِظُ الدَّانِيُّ: رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَتِ الْجَمَاعَةُ عَنِ الْيَزِيدِيِّ إِنَّ أَبَا عَمْرٍو وَكَانَ يُشِمُّ الْهَاءَ مِنْ يَهْدِي وَالْخَاءَ مِنْ يَخِصِّمُونَ شَيْئًا مِنَ الْفَتْحِ. قَالَ: وَهَذَا يُبْطِلُ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْيَزِيدِيَّ أَسَاءَ السَّمْعَ إِذْ كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ الْحَرَكَةَ فِي بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَتَوَهَّمَهُ الْإِسْكَانَ الصَّحِيحَ فَحَكَاهُ عَنْهُ لِأَنَّ مَا سَاءَ السَّمْعَ فِيهِ وَخَفِيَ عَنْهُ لَمْ يَضْبِطْهُ بِزَعْمِ الْقَائِلِ وَقَوْلِ الْمُتَأَوِّلِ، وَقَدْ حَكَاهُ بِعَيْنِهِ وَضَبَطَهُ بِنَفْسِهِ فِيمَا لَا يَتَبَعَّضُ مِنَ الْحَرَكَاتِ لِخِفَّتِهِ، وَهُوَ الْفَتْحُ فَمُحَالٌ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُ وَيَخْفَى عَلَيْهِ فِيمَا يَتَبَعَّضُ مِنْهُنَّ لِقُوَّتِهِ، وَهُوَ الرَّفْعُ وَالْخَفْضُ قَالَ: وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ وَيُوَضِّحُ صِحَّتَهُ أَنَّ ابْنَهُ، وَأَبَا حَمْدُونَ وَأَبَا خَلَّادٍ وَأَبَا عُمَرَ وَأَبَا شُعَيْبٍ وَابْنَ شُجَاعٍ رَوَوْا عَنْهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو إِشْمَامَ الرَّاءِ مِنْ (أَرِنَا) شَيْئًا مِنَ الْكَسْرِ قَالَ: فَلَوْ كَانَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ صَحِيحًا لَكَانَتْ رِوَايَتُهُ فِي (أَرِنَا) وَنَظَائِرِهِ كَرِوَايَتِهِ فِي: (بَارِئِكُمْ) وَبَابِهِ سَوَاءٌ، وَلَمْ يَكُنْ يُسِيءُ السَّمْعَ فِي مَوْضِعٍ، وَلَا يُسِيئُهُ فِي آخَرَ مِثْلِهِ هَذَا مِمَّا لَا يَشُكُّ فِيهِ ذُو لُبٍّ، وَلَا يَرْتَابُ فِيهِ ذُو فَهْمٍ انْتَهَى. وَهُوَ فِي غَايَةٍ مِنَ التَّحْقِيقِ. فَإِنَّ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ أَئِمَّةَ الْقِرَاءَةِ يَنْقُلُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ تَحْقِيقٍ، وَلَا بَصِيرَةٍ، وَلَا تَوْقِيفٍ، فَقَدْ كَانَ ظَنَّ بِهِمْ مَا هُمْ مِنْهُ مُبَرَّءُونَ، وَعَنْهُ مُنَزَّهُونَ. وَقَدْ قَرَأَ بِإِسْكَانِ لَامِ الْفِعْلِ مِنْ كُلٍّ مِنْ هَذِهِ الْأَفْعَالِ، وَغَيْرِهَا. نَحْوَ يَعْلَمُهُمْ وَنَحْشُرُهُمْ وَأَحَدُهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ بِمَكَّةَ، وَقَرَأَ مُسْلِمُ بْنُ مُحَارِبٍ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِإِسْكَانِ التَّاءِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُ وَرُسُلُنَا بِإِسْكَانِ اللَّامِ.
وَتَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى هَمْزِ بَارِئِكُمْ لِأَبِي عَمْرٍو إِذَا خُفِّفَ وَأَنَّ الصَّوَابَ عَدَمُ إِبْدَالِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ أَلِفِهِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/214] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هُزُوًا حَيْثُ أَتَى وَكُفُّوا فِي سُورَةِ الْإِخْلَاصِ، فَرَوَى حَفْصٌ إِبْدَالَ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا وَاوًا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْهَمْزِ. وَتَقَدَّمَ حُكْمُ وَقْفِ حَمْزَةَ عَلَيْهِمَا فِي وَقْفِهِ عَلَى الْهَمْزِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِسْكَانِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا مِنْهُمَا وَمِمَّا كَانَ عَلَى وَزْنِهِمَا، أَوْ فِي حُكْمِهِمَا (كَالْقُدُسِ، وَخُطُوَاتِ، وَالْيُسْرَ، وَالْعُسْرَ، وَجُزْءًا، وَالْأُكُلِ، وَالرُّعْبَ، وَرُسُلُنَا) وَبَابِهِ (وَالسُّحْتَ، وَالْأُذُنَ، وَقُرْبَةٌ، وَجُرُفٍ، وَسُبُلَنَا، وَعُقْبًا، وَنُكْرًا، وَرُحْمًا، وَشُغُلٍ، وَنُكُرٍ، وَعُرُبًا، وَخُشُبٌ، وَسُحْقًا، وَثُلُثَيِ اللَّيْلِ، وَعُذْرًا، وَنُذْرًا)
فَأَسْكَنَ الزَّايَ مِنْ (هُزُؤًا) حَيْثُ أَتَى: حَمْزَةُ وَخَلَفٌ
[النشر في القراءات العشر: 2/215]
وَأَسْكَنَ الْفَاءَ مِنْ (كُفُؤًا) حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَيَعْقُوبُ.
وَأَسْكَنَ الدَّالَ مِنَ الْقُدُسِ حَيْثُ جَاءَ ابْنُ كَثِيرٍ.
وَأَسْكَنَ الطَّاءَ مِنْ خُطُوَاتِ أَيْنَ أَتَى: نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْبَزِّيِّ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو رَبِيعَةَ الْإِسْكَانَ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ الْحُبَابِ الضَّمَّ.
وَضَمَّ السِّينَ مِنَ الْيُسْرَ وَالْعُسْرَ أَبُو عَمْرٍو، وَكَذَا مَا جَاءَ مِنْهُ نَحْوُ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى، وَالْعُسْرَى، وَالْيُسْرَى، وَاخْتُلِفَ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْهُ فِي فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا فِي الذَّارِيَاتِ فَأَسْكَنَ السِّينَ فِيهَا النَّهْرَوَانِيُّ عَنْهُ.
وَضَمَّ الزَّايَ مِنْ (جُزُؤًا، وَجُزُءٌ) حَيْثُ وَقَعَ أَبُو بَكْرٍ.
وَأَسْكَنَ الْكَافَ مِنْ أُكُلَهَا وَأُكُلُهُ وَالْأُكُلِ وَأَكَلَ: نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَافَقَهُمَا أَبُو عَمْرٍو فِي أُكُلَهَا خَاصَّةً.
وَضَمَّ الْعَيْنَ مِنَ الرُّعْبَ وَرُعْبًا حَيْثُ أَتَى ابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ.
وَأَسْكَنَ السِّينَ مِنْ رُسُلُنَا وَرُسُلُهُمْ وَرُسُلُكُمْ مِمَّا وَقَعَ مُضَافًا إِلَى ضَمِيرٍ عَلَى حَرْفَيْنِ أَبُو عَمْرٍو.
وَأَسْكَنَ الْحَاءَ مِنَ (السُّحْتَ وَلِلسُّحْتِ) وَهُوَ فِي الْمَائِدَةِ: نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ.
وَأَسْكَنَ الذَّالَ مِنْ (الْأُذُنِ وَأُذُنٌ) كَيْفَ وَقَعَ نَحْوَ فِي أُذُنَيْهِ، وَقُلْ أُذُنُ خَيْرٍ: نَافِعٌ.
وَضَمَّ الرَّاءَ مِنْ قُرْبَةٌ، وَهُوَ فِي التَّوْبَةِ: وَرْشٌ.
وَأَسْكَنَ الرَّاءَ مِنْ جُرُفٍ، وَهُوَ فِي التَّوْبَةِ أَيْضًا: حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ؛ فَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْهُ الْإِسْكَانَ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ الضَّمَّ.
وَأَسْكَنَ الْبَاءَ مِنْ سُبُلَنَا، وَهُوَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالْعَنْكَبُوتِ: أَبُو عَمْرٍو.
وَأَسْكَنَ الْقَافَ مِنْ عُقْبًا، وَهُوَ فِي الْكَهْفِ: عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ.
وَضَمَّ الْكَافَ مِنْ نُكْرًا، وَهُوَ فِي الْكَهْفِ وَالطَّلَاقِ: الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ وَابْنُ ذَكْوَانَ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَضَمَّ الْحَاءَ مِنْ رُحْمًا، وَهُوَ فِي الْكَهْفِ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ.
وَأَسْكَنَ الْغَيْنَ مِنْ شُغُلٍ، وَهُوَ فِي يس: نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو.
وَأَسْكَنَ الْكَافَ مِنْ نُكُرٍ، وَهُوَ فِي الْقَمَرِ ابْنُ كَثِيرٍ.
وَأَسْكَنَ الرَّاءَ مِنْ عُرُبًا، وَهُوَ فِي الْوَاقِعَةِ: حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَأَسْكَنَ الشِّينَ مِنْ خُشُبٌ، وَهِيَ فِي الْمُنَافِقِينَ: أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ؛ فَرَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْهُ الْإِسْكَانَ،
[النشر في القراءات العشر: 2/216]
وَرَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْهُ الضَّمَّ.
وَضَمَّ الْحَاءَ مِنْ فَسُحْقًا، وَهُوَ فِي الْمُلْكِ: ابْنُ جَمَّازٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْ عِيسَى عَنْهُ، وَعَنِ الْكِسَائِيِّ؛ فَرَوَى النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ عِيسَى الْإِسْكَانَ، وَرَوَى غَيْرُهُ عَنْهُ الضَّمَّ، وَأَمَّا الْكِسَائِيُّ، فَرَوَى الْمَغَارِبَةُ لَهُ قَاطِبَةً الضَّمَّ مِنْ رِوَايَتَيْهِ، وَكَذَلِكَ أَكْثَرُ الْمَشَارِقَةِ، وَنَصَّ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَلَى الْإِسْكَانِ لِأَبِي الْحَارِثِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَعَلَى الْوَجْهَيْنِ الدُّورِيُّ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ، وَذَكَرَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الْحَارِثِ أَيْضًا عَنْ شَيْخِهِ أَبِي عَلِيٍّ الشَّرْمَقَانِيِّ، وَذَكَرَ سِبْطُ الْخَيَّاطِ الضَّمَّ عَنِ الدُّورِيِّ وَالْإِسْكَانَ عَنْ أَبِي الْحَارِثِ، بِلَا خِلَافٍ عَنْهُمَا.
(قُلْتُ): وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنِ الْكِسَائِيِّ مِنْ رِوَايَتَيْهِ، وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ فَقَالَ: قَرَأَ الْكِسَائِيُّ فَسُحْقًا بِضَمِّ الْحَاءِ وَبِإِسْكَانِهَا وَبِالْوَجْهَيْنِ، وَنَصَّ عَلَيْهِمَا أَيْضًا عَنْهُ عَلَى السَّوَاءِ الْإِمَامُ الْكَبِيرُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَالْأُسْتَاذُ الْكَبِيرُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ.
وَأَسْكَنَ اللَّامَ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ فِي الْمُزَّمِّلِ: هِشَامٌ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ أَبُو الْفَتْحِ فَارِسٌ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الْبَاقِي عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِضَمِّ اللَّامِ، قَالَ الدَّانِيُّ: وَهُوَ وَهْمٌ. (قُلْتُ): وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الطَّرِيقُ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا.
وَضَمَّ الذَّالَ مِنْ عُذْرًا فِي الْمُرْسَلَاتِ خَاصَّةً: رَوْحٌ عَنْ يَعْقُوبَ وَأَسْكَنَ الذَّالَ مِنْ نُذْرًا وَهُوَ فِيهَا: أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِسْكَانِ يَأْمُرُكُمْ آنِفًا عِنْدَ ذِكْرِ بَارِئِكُمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {بارئكم} [54] في الموضعين هنا بإسكان الهمزة و{يأمركم}، و{تأمرهم} [الطور: 32]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و{ينصركم}، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقع بإسكان الراء، وروى عنه جماعة الاختلاس في الكلمات الست، وروى بعضهم إتمام الحركة عن الدوري، وبذلك قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {هزوًا} حيث وقع، و{كفوًا} في الإخلاص [4] بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمزة فيهما، وسكن العين منهما، وهي الزاي من (هزوًا)، والفاء من (كفؤًا) حمزة وخلف، وافقهما يعقوب في (كفؤًا).
وكذلك أسكن ابن كثير دال {القدس} حيث وقع.
وأسكن نافع وأبو عمرو وحمزة وخلف وأبو بكر والبزي من طريق أبي ربيعة طاء {خطوات} حيث أتى.
وأسكن سين {اليسر} [185]، و{العسر} [185] كيف وقع نحو: {ذو عسرةٍ} [280]، و{للعسرى} [الليل: 10]، و{لليسرى} [الليل: 10] كل القراء
[تقريب النشر في القراءات العشر: 454]
غير أبي جعفر، واختلف عن عيسى بن وردان في {فالجاريات يُسرًا} من الذاريات [3].
وأسكن الزاي من {جزءًا}، {جزءٌ} [الحجر: 44] حيث وقع كل القراء غير أبي بكر، وتقدم تشديدها لأبي جعفر.
وأسكن كاف {أكلها} [265]، و{أكله} [الأنعام: 141]، و{الأكل} [الرعد: 4]، و{أكل} [سبأ : 16] نافع وابن كثير، وافقهما أبو عمرو في {أكلها} فقط.
وسكن عين {الرعب}، و{رعبًا} [الكهف: 18] حيث أتى نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة وخلف.
وسكن سين: {رسلنا} [المائدة: 32]، و{رسلهم} [الأعراف: 101] و{رسلكم} [غافر: 50] مما وقع مضافًا إلى ضمير على حرفين أبو عمرو.
وسكن حاء {السحت} [المائدة: 62]، و{للسحت} في المائدة [42] نافع
[تقريب النشر في القراءات العشر: 455]
وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف.
وسكن ذال {والأذن} [المائدة: 45]، و{أذن}، و{أذنيه} [لقمان: 7] كيف جاء نافع.
وسكن راء {قربةٌ} في التوبة [99] كل القراء سوى ورش.
وأسكن راء {جرفٍ} في التوبة [109] أيضًا حمزة وخلف وأبو بكر وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
وسكن باء {سبلنا} حيث وقع أبو عمرو.
وسكن قاف {عقبًا} في الكهف [44] عاصم وحمزة وخلف.
وسكن كاف {نكرًا} في الكهف [74] والطلاق [8] ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام وحفص
وسكن حاء {رُحمًا} [الكهف: 81] نافع وابن كثير وأبو عمرو والكوفيون.
وسكن غين {شغلٍ} في يس [55] نافع وابن كثير وأبو عمرو.
وسكن كاف {نكرٍ} في القمر [6] ابن كثير.
وسكن راء {عربًا} في الواقعة [37] حمزة وخلف وأبو بكر.
وسكن شين {خشبٌ} في المنافقون [4] أبو عمرو والكسائي، وابن مجاهد عن قنبل.
وسكن حاء {فسحقًا} [الملك: 11] كل القراء سوى ابن جماز، واختلف عن الكسائي في روايتيه، وعن عيسى بن وردان من طريقيه.
وسكن لام {ثلثي} في المزمل [20] هشام.
وسكن ذال {عذرًا} في المرسلات [6] كل القراء سوى روح.
وسكن ذال {نذرًا} فيها [6] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص، وقرأ الباقون بضم عين الفعل من ذلك كله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 457]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(446 - بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
447 - سكّن أو اختلس حلاً والخلف طب = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(448- .... .... .... .... .... = .... .... .... وأبدلا
449 - عد هزؤًا مع كفؤًا هزؤًا سكن = ضمّ فتىً كفؤًا فتىً ظنّ الأذن
[طيبة النشر: 62]
450 - أذن اتل والسّحت ابل نل فتىً كسا = والقدس نكرٍ دم وثلثي لبسا
451 - عقبًا نهًى فتىً وعربًا في صفا = خطوات إذ هد خلف صف فتىً حفا
452 - ورسلنا مع هم وكم وسبلنا = حز جرفٍ لي الخلف صف فتىً منا
453 - والأكل أكلٌ إذ دنا وأكلها = شغلٌ أتى حبرٍ وخشبٌ حط رها
454 - زد خلف نذرًا حفظ صحبٍ واعكسا = رعب الرّعب رم كم ثوى رحمًا كسا
455 - ثوى وجزأً صف وعذرًا أو شرط = وكيف عسر اليسر ثق وخلف خط
456 - بالذّرو سحقًا ذق وخلفًا رم خلا = قربة جد نكراً ثوى صن إذ ملا). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
أي وقرأ «بارئكم» في الموضعين هنا «ويأمركم» حيث أتى، وكذا «ينصركم، ويأمرهم، وتأمرهم، ويشعركم» بالإسكان والاختلاس أبو عمرو، والاختلاس:
هو إخفاء الحركة: قال بعض أئمتنا بحيث أن يكون ما يترك من الحركة أقل مما يأتي به حتى حدّه بعضهم، فقال: هو أن تأتي بثلثي الحركة. واختلف عن الدوري عنه، فروى عنه جماعة الإتمام كما سيأتي، وبه قرأ الباقون، ووجه الإسكان التخفيف، وأجرى المنفصل مجرى المتصل نحو: إبل وعضد وعنق، ووجه الاختلاس التخفيف مع مراعاة الأمرين، وظهرت قراءة الباقين من تلفظه بها ولم يرد ما ورد على غيره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأبدلا) أي الواو في قوله وأبدلا فاصلة: أي وقرأ حفص «هزوا» حيث وقع، و «كفوا» في الإخلاص بإبدال الهمزة واوا لوقوعها مفتوحة بعد ضم كما علم في باب حمزة فلذلك لم يحتج إلى بيانه هنا، ووجه ذلك التخفيف.
(ع) د هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن = ضمّ (فتى) كفؤا (فتى) (ظ) نّ الأذن
قوله: (سكن) أي قرأ حمزة وخلف بإسكان ضم الزاي، وقرأ حمزة وخلف ويعقوب «كفؤا» بإسكان الفاء، ووجه ذلك التخفيف كما سيأتي في سائر باب فعل مما سيأتي
ما وقع منه، والباقون بالضم على أصله قوله: (الأذن) عطف على سكون الضم، يعني قوله تعالى «والأذن بالأذن» في المائدة، قرأه بالإسكان نافع كما سيأتي في البيت بعده.
أذن (ا) تل والسّحت (ا) تل (ن) ل (فتى) (ك) سا = والقدس نكر (د) م وثلثى (ل) بسا
أي كيف جاء يريد نحو قوله تعالى «أذن قل أذن خير، كأنّ في أذنيه وقرأ» بإسكان الذال فيه نافع قوله: (والسحت) أي وكذاك سكن الحاء من السحت وللسحت نافع وعاصم وحمزة وخلف وابن عامر قوله: (والقدس): أي سكن الدال من القدس حيث وقع والكاف من نكر، يعني قوله تعالى في القمر «إلى شيء نكر» ابن كثير، وسكن اللام من «ثلثي» في المزمل هشام قوله: (دم) من الدوام على وجه الدعاء بالبقاء قوله: (لبسا) من اللبس: وهو اختلاط الظلام، ويقال لبست عليه الأمر: إذا خلطته.
عقبا (ن) هى (فتى) وعربا (ف) ي (صفا) = خطوات (إ) ذ (هـ) د خلف (ص) ف (فتى) (ح) فا
وسكن القاف من عقبا وهو في الكهف عاصم وحمزة وخلف، وسكن الراء من «عربا» في الواقعة حمزة وشعبة وخلف، وسكن الطاء من «خطوات» حيث وقع نافع والبزي بخلاف عنه، وشعبه وحمزة وخلف وأبو عمرو قوله: (نهى)
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 175]
جمع نهية: وهو العقل قوله: (صفا) أي في عيش صاف. إشارة إلى قوله تعالى «عربا أترابا».
قوله: (حفا) أي بالغ واستقصى، والحفّى: الذي يعلم الشيء باستقصاء وتحقيق، ومنه المحافة: إذا غلب.
ورسلنا مع هم وكم وسبلنا = (ح) ز جرف (ل) ى الخلف (ص) ف (ف) تى (م) نا
يعني وسكن السين من «رسلنا، ورسلهم، ورسلكم» حيث أتى، والباء من «سبلنا» أبو عمرو، وسكن الراء من «جرف هار» في التوبة هشام بخلاف عنه، وشعبة وحمزة وخلف وابن ذكوان قوله: (منا) أي قصد.
والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها = شغل (أ) تى (حبر) وخشب (ح) ط (ر) ها
أي وسكن الكاف من «الأكل، وأكل» حيث جاء نافع وابن كثير وسكن الكاف أيضا من «أكلها» والغين من «شغل» نافع وابن كثير وأبو عمرو، وسكن الشين من «خشب» وهو في المنافقون أبو عمرو والكسائي وقنبل بخلاف عنه كما ذكره أول البيت الآتى قوله: (رها) هو بالضم والفتح، فبالضم: حي من العرب، يقال له مذحج، وبالفتح: الأرض الواسعة، وهو مدود قصر للوقف.
(ز) د خلف نذرا (ح) فظ (صحب) واعكسا = رعب الرّعب (ر) م (ك) م (ثوى) رحما (كسا)
أي وسكن الذال من «نذرا» وهو في المرسلات أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص، وإلى هنا الكل معطوف على إسكان الضم والباقون في هذه الأحرف كلها بضم العين من ذلك، وهما لغتان فصيحتان قوله: (واعكسا) أي واجعل ضد هذه الترجمة، والعكس يستعمل بمعنى الضد، ومنه قولهم: هذا يعاكس فلانا: أي يضاده كما سيأتي كثيرا حيث يحتاج إليه كما فعل الشاطبي رحمه الله تعالى؛ والمعنى اعكس هذه الترجمة فضم الساكن من عين الفعل من المواضع الآتية وهي «رعب، والرعب» حيث جاء ضم العين منه الكسائي وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب قوله: (رحما) أي وضم الحاء من «رحما» في الكهف ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب كما سيأتي في البيت بعده.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 176]
(ثوى) وجزءا (ص) ف وعذرا أو (ش) رط = وكيف عسر اليسر (ث) ق وخلف (خ) ط
أي وضم الزاي من «جزءا، وجزء» شعبة وضم الذال من «عذرا» وهو في المرسلات روح، وقيدها بأو احترازا من «قد بلغت من لدني عذرا» في الكهف فإنه لا خلاف في إسكانه وضم السين من العسر واليسر كيف جاء نحو «ذو عسرة، والعسر، واليسر» أبو جعفر ولكن اختلف عن عيسى عنه في حرف الذاريات، يعني قوله تعالى «فالجاريات يسرا» وإلى ذلك أشار بقوله: وخلف خط بالذرو كما في أول البيت الآتي قوله: (أو شرط) يقال شرط عليه كذا وانشرط واشترط، والشرط أيضا بالتحريك: العلامة، فعلى هذا يجوز أن يكون فعلا كما تقدم من الشرط وهو الالتزام، وأن يكون اسما بمعنى العلامة قوله: (ثق) من الوثوق قوله: (خط) الخط واحد الخطوط، والخط خط الزاجر، وهو أن يخط بإصبعه في الرمل.
بالذر وسحقا (ذ) ق وخلفا (ر) م (خ) لا = قربة (ج) د نكرا (ثوى) (ص) ن (إ) ذ (م) لا
أي ضم الحاء من سحقا في الملك ابن جماز، واختلف عن الكسائي وعيسى، وضم الراء من «قربة» في التوبة ورش من طريقيه، لأنه وقع في الفرش، وهو أول ما وقع له فيه، وضم الكاف من «نكرا» وهو في الكهف والطلاق أبو جعفر ويعقوب وشعبة ونافع وابن ذكوان، والباقون في ذلك كله بالإسكان، وهو آخر ما وقع من باب فعل والملحق به، وإنما ساقه الناظم في موضع واحد رعاية للاختصار وعونا على الاستحضار، والضم والإسكان في ذلك كله لغتان كما قدمنا. قال ابن مقسم: التثقيل لغة أهل الحجاز والتخفيف لغة أهل نجد. وقال غيره من الأئمة: كل ما كان على وزن فعل وكان جمعا فالضم فيه أكثر والتخفيف فيه جائز، وما كان اسما فالتخفيف أكثر والضم فيه جائز، وربما حسن الضم في بعضه لعلة، وحسن التخفيف في بعضه لعلة قوله: (ملا) من الملى، يقال ملأ الإناء وغيره، ورجل ملآن من العلم ومملوء: أي امتلأ منه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 177]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
سكن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) بـ = يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و(ظ) رب
ش: [أي]: اختلف عن ذي حاء (حلا)، أبو عمرو، في إسكان الحروف المتقدمة، وهي: الهمزة من بارئكم [البقرة: 54]، والراء من الخمسة الباقية في اختلاسهما، وفي إشباعهما.
فقرأ أبو عمرو بإسكانهما.
وهكذا ورد النص عنه، وعن أصحابه من أكثر الطرق.
وبه قرأ الداني في رواية الدوري على عليّ الفارسي عن قراءته بذلك على أبي طاهر ابن أبي هاشم، وعلى أبي الفتح فارس عن قراءته بذلك على عبد الباقي بن الحسن.
وبه قرأ أيضا في رواية السوسي على شيخيه أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما، وهو الذي نص عليه لأبي عمرو بكماله أبو العلاء وشيخه أبو العز، وسبط الخياط، وابن سوار، وأكثر المؤلفين [شرقا وغربا].
وروي عنه الاختلاس فيهما جماعة من الأئمة، وهو الذي لم يذكر صاحب «العنوان» عن أبي عمرو من روايته سواه.
وبه قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على السامري، وهو اختيار ابن مجاهد.
وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي.
وبه قرأ [الداني] على أبي الحسن وغيره.
وهو المنصوص في «الكافي» و«الهداية» و(التبصرة» و«التلخيص» و«الهادي»، وأكثر كتب المغاربة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/157]
وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة، نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء.
ومن طريق الوراق عن ابن فرح كلاهما عن الدوري.
وأطلق الصفراوي الخلاف في الإسكان والاختلاس والإشباع عن أبي عمرو بكماله؛ فصار عند [غير] الصفراوي للدوري ثلاثة [أوجه].
وللسوسي الإسكان، والاختلاس؛ فلذا قال: (والخلف طب) أي: اختلف عن الدوري فيما تقدم وفي غيره، وهو الإشباع.
تنبيه: بارئكم موضعان بالبقرة [الآية: 54]، ويأمركم، [البقرة: 67، النساء: 58] شرطه أن يقع مرفوعا على قراءته نحو إنّ الله يأمركم [البقرة: 67، النساء: 58] وو لا يأمركم [آل عمران: 80] وأ يأمركم بالكفر [آل عمران: 80] ويأمرهم بالمعروف [الأعراف: 157]، وأم تأمرهم أحلمهم [الطور: 32]، وينصركم: كذلك عامة نحو: ينصركم من بعده [آل عمران: 160]، [و] ينصركم من دون الرّحمن [الملك: 20].
وعلم شمول الحكم من الجمع وكسر همز بارئكم [البقرة: 54] وضم راء غيره لغير أبي عمرو من اللفظ.
وفهم من قوله: [سكن] أن الحكم منوط بالمتحرك؛ إذ هو الصالح للإسكان، فخرج إن ينصركم الله [آل عمران: 160] ومن مطلق لفظه بـ يأمركم [، و، وآل عمران: 80] ويأمرهم [الأعراف: 157]، وتأمرهم [الطور: 32]- قصر الخلاف على ما فيه ثلاث ضمات، فخرج لما تأمرنا [الفرقان: 60]، أو خرج بإضافة «تأمر» إلى «هم» و«كم» أو بحصر الأنواع.
[فائدة]:
لا يقال: الوزن يصح بالإسكان مع صلة الميم؛ لأنه لا قارئ به.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/158]
[تنبيه]:
قال الأهوازي: الاختلاس هنا: أن يأتي بثلثي الحركة، ويعني: بأكثرها، وإلا فهو:
تحديد ممتنع عقلا وعادة، بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها مراعاة لمحليها، ويضبط بالمشافهة.
[وجه] الإسكان: نقل الفراء أنه لغة تميم، وأسد [وبعض] نجد؛ طلبا لتخفيف اجتماع ثلاث حركات ثقال، وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف، فإسكانه وإبقاؤه أولى، ومما جاء على هذه اللغة قراءة مسلمة بن محارب وبعولتهن [البقرة: 228] بإسكان التاء ورسلنا [الزخرف: 80] بإسكان اللام.
وأنشد سيبويه:
فاليوم أشرب غر مستحقب = إثما من الله ولا واغل
وأنشد أيضا:
رحت وفي رجليك ما فيهما = وقد بدا هنك من المئزر
وقال جرير:
سيروا بنى العمّ فالأهواز منزلكم = ونهر تيرى فلم تعرفكم العرب
وجه الاختلاس: ما نقل الأصمعي عن أبي عمرو، قال: سمعت أعرابيّا يختلس كسرة بارئكم [البقرة: 54] حتى كدت لا أفهم الهمزة، أي: حركتها.
ووجه الإتمام: أنه الأصل ومحافظة على دلالة الإعراب أيضا.
تنبيه:
تلخص مما ذكر أن للدوري، والسوسي الاختلاس، والإسكان للدوري، ثالث، وهو الإشباع.
تفريع:
قوله تعالى: إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية [البقرة: 67]، أصولها المد والقصر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/159]
مع تثليث الراء مع الهمزة، والتثليث [أيضا] مع الإبدال، ولا يكون إلا مع القصر.
فالحاصل تسعة في ثلاثة الجهلين [البقرة: 67] فالحاصل سبعة وعشرون، [في اثنين: الفتح والتقليل؛ فالحاصل أربعة وخمسون].
وقوله تعالى: فتوبوا إلى بارئكم [البقرة: 54] أصولها المد، والقصر مع تثليث الهمز، والقصر مع الإبدال، يضرب في سبعة الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ تسعة وأربعين وجها، هذا مع إظهار إنّه هو [الشعراء: 220] وأما مع إدغامه ولا يكون إلا مع القصر، ففيه أربعة أوجه في بارئكم [البقرة: 54] مع الإدغام بالسكون المجرد، وبالروم، وبالإشمام، فهذه اثنا عشر وجها تضرب أيضا في سبعة: الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ أربعة وثمانين وجها.
[فالحاصل] مائة وثلاثة وثلاثون وجها، ويحتاج كله إلى تتبع الطرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/160] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم تمم قوله: (وأبدلا) فقال:
ص:
(ع) د هزؤا مع كفؤا هزءا سكن = ضمّ (فتى) كفؤا (فتى) (ظ) نّ الأذن
ش: أي: أبدل ذو عين (عد) حفص الهمزة من [هزؤا [البقرة: 67، 231]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/161]
وكفؤا] [الصمد: 4] واوا وقرأ الباقون بالهمزة.
واختلفوا في إسكان العين، وضمها منهما، ومن كل ما كان على وزنهما ك القدس [النحل: 102] وخطوت [النور: 21]، واليسر [البقرة: 185]، والعسر [البقرة: 185، الشرح: 5، 6]، وجزءا [البقرة: 260]، والأكل [الرعد: 4]، والرّعب [الأحزاب: 26]، [وو رسلنا] [الزخرف: 80]، وبابه، والسّحت [المائدة: 62، 63]، وو الأذن [المائدة: 45]، وقربة [التوبة: 99]، وسبلنا [العنكبوت: 69]، وعقبا [الكهف: 44] ونكرا [الكهف: 74]، ورحما [الكهف: 81]، وشغل [يس: 55]، ونكر [القمر: 6] وعربا [الواقعة:
37]، وخشب [المنافقون: 4]، وفسحقا [الملك: 11]، وجرف [التوبة:
109]، وعذرا أو نذرا [المرسلات: 6]، وثلثي الّيل [المزمل: 20].
فأسكن الزاي من هزؤا [البقرة: 67، والكهف 56] مدلول (فتى) حمزة وخلف، وضمها الباقون، وأسكن كفؤا [الإخلاص: 4] مدلول (فتى) أيضا، وذو ظاء (ظن) يعقوب.
ثم عطف على (الأذن) فقال:
ص:
أذن (ا) تل والسّحت (ا) بل (ن) لـ (فتى) (ك) سا = والقدس نكر (د) م وثلثي (ل) يسا
ش: أي: أسكن الذال من الأذن [المائدة: 45، والتوبة: 61] المعرف باللام والمنكر في قوله تعالى والأذن بالأذن [المائدة: 45] وأذن خير لكم [التوبة: 61]، وكأن في أذنيه وقرا [لقمان: 7]- ذو ألف (اتل) نافع، وأسكن الحاء من السّحت [المائدة: 62] ذو ألف (ابل) نافع ونون (نل) عاصم ومدلول (فتى) حمزة وخلف وذو كاف
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/162]
(كسا) ابن عامر.
وأسكن الدال من القدس حيث وقع، والكاف من نكر خشعا [القمر: 6، 7]:
ذو دال (دم) ابن كثير.
وأسكن اللام من ثلثي الليل [المزمل: 20] ذو لام (ليسا) هشام.
ثم عطف فقال:
ص:
عقبا (ن) هي (فتى) وعربا (فى) ى (صفا) = خطوات (إ) ذ (هـ) وخلف (ص) ف (فتى) (ح) فا
ش: أي: أسكن القاف ذو نون (نهى) عاصم و[مدلول] (فتى) حمزة وخلف.
وأسكن الراء من عربا أترابا [الواقعة: 37]، ذو فاء (في) حمزة ومدلول (صفا) شعبة وخلف.
وأسكن [الطاء] من خطوات حيث وقع ذو همزة (إذ) نافع وصاد (صف) شعبة ومدلول (فتى) حمزة وخلف وذو حاء (حفا) أبو عمرو وخلف عن ذي هاء (هو) البزي، فروى عنه أبو ربيعة الإسكان، وابن الحباب الضم.
ثم عطف فقال:
ص:
ورسلنا مع هم وكم وسبلنا = (ح) ز جرف (ل) ى الخلف (ص) ف (فتى) (م) نا
ش: أي: أسكن ذو حاء (حز) أبو عمرو السين من رسلنا [المائدة: 32] ورسلكم [غافر: 50]، ورسلهم [الأعراف: 101] مما وقع مضافا [إلى ضمير] على حرفين، وكذلك: أسكنها من سبلنا بإبراهيم [الآية: 12]، والعنكبوت [الآية: 69].
وأسكن الراء من جرف بالتوبة [الآية: 109] ذو صاد (صف) أبو بكر وميم (منا) ابن ذكوان ومدلول (فتى) حمزة وخلف.
واختلف عن ذي لام (لى) هشام، فروى الحلواني عنه الإسكان، وروى الداجوني [عن أصحابه] عنه الضم.
ثم عطف فقال:
ص:
والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها = شغل أتى (حبر) وخشب (ح) ط (ر) ها
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/163]
ش: أي: أسكن الكاف من الأكل [الرعد: 4] وأكل المجرد من الإضافة حيث وقع- ذو همزة (إذ) نافع ودال (دنا) ابن كثير.
وأسكن [الكاف] من أكلها [البقرة: 265] المضاف لضمير المؤنث الغائب والغين من شغل ذو همزة (أتى) نافع ومدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو.
وأسكن الشين من خشب مسندة [المنافقون: 4] ذو حاء (حط) أبو عمرو وراء (رها) الكسائي.
واختلف عن ذي زاي (زد) أول الثاني قنبل.
فروى ابن مجاهد عنه الإسكان وابن شنبوذ عنه الضم، وإلى هذا أشار بقوله:
ص:
زد خلف نذرا (ح) فظ (صحب) واعكسا = رعب الرّعب (ر) م (ك) م (ثوى) رحما (ك) سا
ش: أي: أسكن الذال من نذرا في المرسلات [الآية: 6] ذو حاء (حفظ) أبو عمرو ومدلول (صحب) [حمزة والكسائي وخلف وحفص].
وقرأ من لم يذكر من أول الباب إلى هنا بضم كل ما ذكر.
ثم شرع في بقية الباب، ولقلة من ضم ذكره، وترك من سكن، فقرأ ذو راء (رم) الكسائي وكاف (كم) ابن عامر ومدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب الرعب [آل عمران: 151] ورعبا [الكهف: 18] بضم العين، والباقون بالإسكان.
وقرأ ذو كاف (كسا) ابن عامر ومدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب رحما [الكهف: 81] بضم الحاء، والباقون بالإسكان.
ثم أشار إلى تتميم رحما فقال:
ص:
(ثوى) وجزأ (ص) ف وعذرا أو (ش) وط = وكيف عسر اليسر (ث) ق وخلف (خ) ط
ش: أي: وضم ذو صاد (صف) أبو بكر الزاي من جزؤا وجزء حيث وقع، وضم الذال [من عذرا أو] في المرسلات [الآية: 6] ذو شين (شوط) روح عن يعقوب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/164]
وضم ذو ثاء (ثق) أبو جعفر السين من العسر [الشرح: 5، 6] واليسر [البقرة: 185].
وما جاء منه نحو: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة [البقرة: 280] واليسرى [الليل: 10]، إلا [أنه] اختلف عن ذي خاء (خط) ابن وردان عنه في فالجاريات يسرا [الذاريات: 3] فأسكن السين فيها النهرواني [عنه]، وضمها غيره.
وإلى محل الخلاف أشار بقوله:
ص:
بالذّرو سحقا (ذ) ر وخلفا (ر) (خ) لا = قربة (ج) د نكرا (ثوى) (ص) ن (إ) ذ (م) لا
ش: أي: وضم الحاء من سحقا في الملك [الآية: 11] ذو ذال (ذي) ابن جماز [عن أبي جعفر].
واختلف عن ذي راء (رم) الكسائي وخاء (خلا) ابن وردان.
فأما هذا: [فروى النهرواني عنه] الإسكان.
وروى غيره عنه الضم.
وأما ذاك: فروى المغاربة عنه الضم من روايتيه وكذلك أكثر المشارقة.
ونص أبو العلاء على الإسكان لأبي الحارث وجها واحدا، وعلى الوجهين للدوري [عنه].
وكذلك ابن سوار ذكر الوجهين جميعا من رواية لأبي الحارث أيضا عن أبي علي الشرمقاني.
وذكر سبط الخياط الضم عن الدوري والإسكان عن أبي الحارث بلا خلاف.
ونص عليهما صاحب «الجامع» وابن مجاهد وابن سلام.
وضم الراء من قربة في التوبة [الآية: 99] ذو جيم (جد) ورش من طريق الأزرق.
وضم الكاف من نكرا في الكهف [الآية: 74] مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب وذو صاد (صن) أبو بكر وهمزة (إذ) نافع وميم (ملا) ابن ذكوان.
فوجه إسكان الباب كله: أنه لغة تميم، وأسد، وعامة قيس.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/165]
[ووجه] الضم: أنه لغة الحجازيين.
وقيل: الأصل الإسكان وأتبع، أو الضم وأسكن؛ تخفيفا ك «الرسل».
ووجه إبدال حمزة تقدم في الوقف.
ووجه إبدال حفص [أفّ] [الإسراء: 23، الأنبياء: 67] [أن] أصله غالبا: أن يجمع بين اللغتين في [كل] فصل كصلة «فيه» وك ءاعجميّ [فصلت: 44]، ومجريها [هود: 41].
وخص هذا استثقالا للهمز بعد الضمتين واتفاق القياس، والرسم.
ووجه من فصل: الجمع بين اللغتين، وإنما اشترط في «رسل» زيادة حرفين؛ [لتحقق الثقل] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/166]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في همز "بارئكم" [الآية: 54] معا وراء "يأمركم" [الآية: 67] المتصل بضمير جمع المخاطب وتأمرهم، ويأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب "وينصركم" مطلقا و"يشعركم" حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة والراء كما ورد عنه وعن أصحابه منصوصا، وعليه أكثر المؤلفين، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد كـ"يأمركم" أو نوعين كـ"بارئكم" وإذا جاز إسكان حرف
[إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى، والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو: "إن ينصركم"
المجزوم وبالحركات الثقال نحو: "تأمرنا" لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو: "يصوركم، ويحذركم، ونحشرهم، وانذركم، ويسيركم، ويطهركم" خلافا لمن ذكرها، وروى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما، وعبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة، قال الجعبري: معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها وروى أكثرهم الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعكس بعضهم، وروى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده، وبه قرأ الباقون فصار للدوري ثلاثة، وللسوسي الإسكان والاختلاس، ولذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ:
سكن أو اختلس حلا والخلف طب
وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف وعنه الإسكان في الكلمات الخمس ونحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم ويعلمكم ونطعمكم والاختلاس في ذلك كله من المفردة، وقال بعضهم: يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان وهي ستة أحرف إذا لم يكن فيها
[إتحاف فضلاء البشر: 1/392]
تشديد أو ساكن نحو: "يأمركم، وينصركم، ويحشرهم، ويشعركم، يذرؤكم، يكلؤكم" ونحوهن ا. هـ. ولا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة "بارئكم" معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون ومن تبعه من إبدالها ياء ساكنة، قال في النشر: وهو غير مرضي؛ لأن سكون الهمزة عارض فلا يعتد به ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وإبدالها ياء على الرسم ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/393] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هزوا" [الآية: 67] حيث جاءوا "كفوا" في سورة الإخلاص [الآية: 4] حفص بإبدال الهمزة فيهما واوا في الحالين تخفيفا وافقه الشنبوذي وأسكن الزاي من "هزوا" حيث أتى حمزة وكذا خلف وأسكن الفاء من "كفوا" حمزة، وكذا يعقوب وخلف والباقون بضمهما وأما قوله: هنا في الأصل، وقرأ بحذف الهمزة وتشديد الزاي في هزوا أبو جعفر، فلعله سبق قلم، فإن ما كان من أقسام الهمز متحركا وقبله زاي اختص منه جزأ فقط منصوبا ومرفوعا، فقرأه أبو جعفر بحذف الهمزة وتشديد الزاي كما تقدم فليس في هزوا ما ذكر لأبي جعفر وغيره، ويوقف عليهما لحمزة بوجهين وهما: النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم، وحكى بين بين وأيضا تشديد الزاي على الإدغام، ولا يقرأ بهما وتقدم وقف يعقوب بهاء السكت على ما هي قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/397]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يأمركم} [67] قرأ البصري بإسكان ضمة الراء، وزاد عنه الدوري اختلاسها، والباقون بالحركة الكاملة، وأبد لهمزه ألفًا ورش والسوسي). [غيث النفع: 385]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({هزؤا} قرأ حفص بالواو موضع الهمزة، والباقون بالهمزة، وحمزة بإسكان الزاي، وهي لغة تميم وأسد وقيس والباقون بالضم.
فإن وقفت عليه ففيه لحمزة وجهان، أحدهما وهو المقدم في الأداء النقل، على القياس المطرد من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وإسقاطها، الثاني إبدال الهمزة واوًا مع إسكان الزاي على اتباع الرسم، وأما تسهيل همزه بين بين، وكذا تشديد الزاي، وكذا ضم الزاي، مع إبدال الهمزة واوًا فكله ضعيف). [غيث النفع: 385]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال موسي لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين (67)}
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/51من هذه السورة
{يأمركم}
قرأ أبو عمرو (يأمركم) بالسكون علي الراء، ونقل هذا عن السوسي والدوري.
ونقل الدوري عن أبي عمرو أنه قرأ باختلاس الحركة.
وقرأ ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال الهمزة ألفا في الحالين (يأمركم).
وقرأ حمزة بالإبدال في الوقف.
{بقرة}
قرأه حمزة والكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في حالة الوقف بخلف عنهما.
{أتتخذنا}
قرأه الجمهور بالتاء (أتتخذنا) علي أن الخطاب لموسي.
وقرأ عاصم الجحدري وابن محيض (أيتخذننا) بالياء، علي أن الضمير لله تعالي، وهو استفهام علي سبيل الإنكار.
{هزوا}
قرأ بنافع وابن كثير وأبو عمروا وابن عامر والكسائي وشعبة وعاصم ويعقوب في رواية رويس (هزؤا) بضم الزاي والهمز.
[معجم القراءات: 1/120]
وقرأ حمزة وإسماعيل وخلف في اختياره ويعقوب والمطوعي والقزاز عن عبد الوارث والمفضل، ونافع برواية إسماعيل (هزءا) بإسكان الزاي، والهمز.
وقرأ عاصم في رواية حفص(هزوا) بضم الزاي والواو بدل الهمزة، وكذا قرأ الشنبوذي.
وقرأ أبو جعفر وشيبة (هزأ) بحذف الهمزة وتشديد الزاي.
قال ابن خالويه: (سألت ابن مجاهد عن ذلك فقال من العرب من يشدد عوضا من الهمز).
والوقف لحمزة علي وجهين:
1- النقل علي القياس، أي نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها (هزأ).
2- الإبدال واوا علي غير قياس اتباعاً لرسم المصحف (هزوا) ). [معجم القراءات: 1/121]

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْوَقْفُ عَلَى (هِيَ) لِيَعْقُوبَ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تؤمرون} أبدل همزه واوًا وصلاً ووقفًا ورش وسوسي، ووقفًا حمزة). [غيث النفع: 385]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون(68)}
{ادع}
قرأ عبد الله بن مسعود (سل).
وقراءة الجماعة (ادع) أمرا من (دعا)
{ما هي}
قرأ يعقوب في الوقف (ماهية)، أي بهاء السكت.
{بقرة}
تقدم في الآية السابقة إمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{بكر}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
قراءة الباقيين بالتفخيم.
{تؤمرون}
قرأ ورش من طريق الأصبهاني وأبو جعفر والسوسي والأزرق، وأبو خلاف عنه (تؤمرون) بالإبدال.
وكذا قرأ حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالتحقيق (تؤمرون) ). [معجم القراءات: 1/122]

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين(69)}
{يبين لنا}
القراءة بإدغام النون في اللام، وهو إدغام بلا غنة، وهذا مذهب الجمهور، وذهب كثير من أهل الأداء إلي إبقاء الغنة مع الراء واللام، ورووا ذلك عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر
[معجم القراءات: 1/122]
وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم.
{بقرة}
تقدمت إمالة الهاء وما قبلها في الوقف في الآية67 من هذه السورة.
{تسر}
قراءة الجمهور بالتاء (تسر)، بالتاء من فوق.
وذكر أبو حيان أنه قري (يسر) بالياء، ولم يذكر لهذا قارئا). [معجم القراءات: 1/123]

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" إن الباقر " بألف ووهيب ابن أبي عبلة، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار لموافقة المصحف والقراء). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَشَّابَهَ عَلَيْنَا) مشددة الشين على المستقبل الحسن، ومجاهد، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة وشذ ابْن مِقْسَمٍ بالياء كذلك، وهو الاختيار؛ لأنه جنس والتذكير بالجنس أولى، الباقون (تَشَابَهَ عَلَيْنَا) على الماضي " قساوة " بألف أبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ، وابن حنبل، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار للخفة). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُمْ فِي إِمَالَةِ شَاءَ اللَّهُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "متشابه" بميم وتاء مرفوعة الهاء منونة في الوصل وتخفيف الشين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي يـ"تَشَابَهَ عَلَيْنَا" [الآية: 70] مضارعا بالياء وتشديد الشين مرفوع الهاء وأصله يتشابه فأدغم "وأمال شاء" حمزة وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وكذا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون (70)}
{يبين لنا}
تقدم الإدغام في الآية السابقة.
{ما هي}
تقدمت في الآية/68 قراءة يعقوب بالوقف بهاء السكت.
{إن البقر}
قرأ عكرمة ويحيي بن يعمر وابن أبي ليلي وأبي عبلة ومحمد ذو الشامة (إن الباقر).
وذهب العكبري وغيره إلي أنه اسم جمع بقر.
وقراءة الجماعة علي الجمع (إن البقر).
{تشابه}
قرأ الجمهور (تشابه) جعلوه فعلا ماضيا علي وزن تفاعل.
وقرأ الحسن ويحيي بن يعمر (تشابه) بضم الهاء جعله فعلا مضارعا محذوف التاء
وقرأ الأعرج والحسن ويحيى بن يعمر وابن مسعود وعباس عن أبي عمرو (تشابه) بتشديد الشين، جعله فعلا مضارعا، ماضيه
[معجم القراءات: 1/123]
(تشابه) وأصل المضارع، تتشابه، فأدغم.
وقرأ محمد المعيطي المعروف بذي الشامة(تشبه علينا).
وقرأ مجاهد (تشبه علينا) جعله ماضيا علي تفعل.
وقرأ ابن مسعود ومحمد ذو الشامة ويحيي بن يعمر والمطوعي (يشابه) بالياء وتشديد الشين، جعله مضارعا من تفاعل، لكنه أدغم التاء في الشين.
وحكي الداني أنه قرئ (متشبه) اسم فاعل من (تشبه).
وقرأ بعضهم (يتشابه) مضارع تشابه.
وقرأ ابن أبي إسحاق وأبي بن كعب (تشابهت) بتشديد الشين، مع كونه فعلا ماضيا، وبتاء التأنيث في آخره، وذكروا أنه كذلك في مصحف أبي.
وذكر ابن هشان عن ابن مهران في كتاب (الشواذ) أنه قرئ
[معجم القراءات: 1/124]
(إن البقر تشابهت) بتشديد التاء، وذكر أن العرب تزيد تاء علي التاء الزائدة في أول الماضي، وأنشد:
... ... ... ... = تتقطعت بي دونك الأسباب
قال ابن هشام: (ولا حقيقة لهذا البيت، ولا لهذه القاعدة، وإنما أصل القراءة: (إن البقرة) بتاء الوحدة، ثم أدغمت في تاء (تشابهت)
فهو إدغام من كلمتين) كذا قلت: وهو بعيد بعيد!!
وقرأ الأعمش والحسن وابن مسعود (متشابه) ومتشابهة).
وقرأ يحيى بن يعمر (يشابه).
وقرأ بعضهم (يتشابه) مضارع تشابه، وفيه ضمير يعود علي البقر.
{شاء}
قرأ حمزة وابن ذكوان من طريق الداجوني وخلف بالإمالة.
وإذا وقف حمزة وهشام على (شاء) أبدلا الهمزة ألفا). [معجم القراءات: 1/125]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ابن وردان (آلان) بالنّقل حيث أتى كورش) ). [تحبير التيسير: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ فِي نَقْلِ الْآنَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ الأزرق بترقيق راء "تثير" [الآية: 71] على الأصح كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "لا شية" فبالياء المثناة التحتية من غير همز باتفاق، أي: لا لون فيها يخالف جلدها، وكتبت بالهاء المربوطة، ونقل همزة الآن ورش وكذا ابن وردان بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لا شية} [71] هو بالياء، وقراءته بالهمز لحن). [غيث النفع: 385]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا الآن} إذا كان قبل لام التعريف المنقول إليها حركة الهمزة حرف من حروف المد نحو {وإذا الأرض} [الانشقاق: 3] {وأولى الأمر} [النساء: 59] {وأنكحوا الأياما} [النور: 32] فلا خلاف بين أئمة القراءة في حذف حرف المد لفظًا، ولا يقال إن حرف المد إنما حذف للسكون، وهو قد زال في قراءة من قرأ بالنقل، لأنا نقول التحريك في ذلك عارض فلا يعتد به، وبعض من لا علم عنده يثبت حرف المد في مثل هذا حال النقل، وهو خطأ في القراءة، وإن كان يجوز في العربية، وكذلك إ ذا كان قبل لام التعريف ساكن، نحو {يستمع الآن} [الجن: 9] {بل الإنسان} [القيامة: 14] ولم يجز رد الساكن حال النقل لعروض الحركة). [غيث النفع: 385]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جئت} و{فادارأتم} [72] اختص بإبدالهما السوسي). [غيث النفع: 385] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون (71)}
{لا ذلول}
قراءة الجمهور (لا ذلول) بالرفع صفة لبقرة
[معجم القراءات: 1/125]
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (لا ذلول) بالفتح.
وكان أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد يقف علي (لا ذلول)، ثم يبتدئ، فيقرأ: (تثير الأرض)، وذلك علي تقدير: فهي تثير الأرض.
{تثير}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنه.
والباقون علي التفخيم
{ولا تسقي}
قراءة الجمهور بفتح التاء (ولا تسقي) من (سقي).
وقرأ بعضهم (تسقي) بضم التاء من (أسقي)، وسقي وأسقي بمعني واحد.
{لا شية}
قرأ حمزة بخلف عنه بمد (لا) أربع حركات للمبالغة في النص.
{قالوا الآن}
قرأ الجمهور بإسكان اللام، وبعدها همزة، قالو الآن).
وعن نافع قراءتان:
أ- بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام (قالو لان).
ب- بحذف الواو من قالوا، وصورة القراءة: (قال لان)، وهي قراءة ورش، وقد خفف الهمزة مع الحذف
[معجم القراءات: 1/126]
- وقرأ ورش وابن وردان وأبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، فتصير اللام مفتوحة (قالوا الان).
- وقرأ الأخفش «قالوا ألآن، بقطع همزة الوصل.
قال ابن جني: «فتثبت الواو من قالوا لتلومك عليها للاستذكار ثم تثبت همزة الآن، أعني همزة لام التعريف»
- وقرئ «الآن» بالمد على الاستفهام التقريري إشارة إلى استبطائه وانتظارهم له.
{جئت}
- قرأ ورش من طريق الأصبهاني وأبو جعفر وأبو عمرو والسوسي «جيت»، بإبدال الهمزة حرف مد من جنس الحركة التي سبقتها، وذلك في الحالين.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز «جئت» في الحالين.
{فذبحوها}
- كذا قرأ الجماعة «فذبحوها، من الذبح.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «فنحروها، وأغلب قراءاته محمولة على التفسير، وإن كان لفظ الذبح لا يحتاج إلى تفسير.
{وما كادوا}
- ذكر ابن خالويه أن ابن أبي إسحاق قرأ الفعل «كادوا بالإمالة تنبيه على أن أصله «فعل» بكسر العين، ولذلك
[معجم القراءات: 1/127]
كسرت الكاف في «كدت».
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 1/128]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "فادارأتم" [الآية: 72] لحمزة بإبدال الهمزة ألفا كأبي عمرو بخلفه ومن وافقه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جئت} و{فادارأتم} [72] اختص بإبدالهما السوسي). [غيث النفع: 385] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون (72)}
{فادارءتم}
- قراءة الجمهور «فاداراتم» بالإدغام.
- وقرأ أبو حيوة وابن مسعود «فتدارأتم» على وزن تفاعلتم، وهو الأصل.
- وقرأ أبو حيوة وأبو السوار الغنوي «فادرأتم» بحذف الألف بعد الدال.
- وقرأ أبو السؤارالغنوي «فدرأتم» بغير ألف.
- وعن أبي عمرو «فاداراتم» بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
{مخرج ما}
-كذا قراءة الجماعة بالتنوين «مخرج ما».
- وقرأ بعضهم «مخرج ما» بغير تنوين). [معجم القراءات: 1/128]

قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فقلنا اضربوه يبعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون (73)}
{اضربوه}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بواو، وصورتها: «اضربوهو».
- وقراءة الجماعة بالضم «اضربوه».
{الموتى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بخلاف عنه بالتقليل). [معجم القراءات: 1/128]

قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} 74 فِي التَّاء وَالْيَاء
فَقَرَأَ ابْن كثير كل مَا فِي الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ إِلَّا ثَلَاثَة أحرف قَوْله {وَإِن مِنْهَا لما يهْبط من خشيَة الله وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْبَقَرَة 74 بِالْيَاءِ وَكَذَلِكَ {يردون إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغفل عَمَّا يعْملُونَ} الْبَقَرَة 85 بِالْيَاءِ
وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْبَقَرَة 144 بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ مَا كَانَ من قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْأَنْعَام 132 والنمل 93 بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع حرفين من هَذِه الثَّلَاثَة الأحرف بِالْيَاءِ قَوْله (إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغفل عَمَّا يعْملُونَ) بِالْيَاءِ وَقَوله {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ
وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ وَقَرَأَ قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ حرفان فِي آخر سُورَة هود وَآخر سُورَة النَّمْل فَإِنَّهُمَا عِنْده بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ فِي سُورَة الْأَنْعَام {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ هَذِه وَحدهَا
وَقَرَأَ ابْن عَامر كل مَا جَاءَ فِي الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ فِي سُورَة الْأَنْعَام وَآخر سُورَة هود {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ فِي آخر سُورَة النَّمْل {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالْيَاءِ
كَذَا فِي كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان وَرَأَيْت فِي كتاب مُوسَى بن مُوسَى الْخُتلِي عَن ابْن ذكْوَان بِالتَّاءِ أَيْضا فِي آخر النَّمْل وَقَالَ الْحلْوانِي عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر ذَلِك كُله بِالتَّاءِ {وَمَا الله بغافل} {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ}
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} فِي موضِعين بِالْيَاءِ
قَوْله {إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} وَقَوله {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ
وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ مثل نَافِع
وكل مَا فِي الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} فَهُوَ بِالْيَاءِ
هَذَا قَول أبي بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم فِي رَأس الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ هَذِه وَحدهَا وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ
وَقَالَ حَفْص قَرَأَ عَاصِم فِي سُورَة الْأَنْعَام {وَلكُل دَرَجَات مِمَّا عمِلُوا وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْأَنْعَام 132 بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ فِي آخر سُورَة هود وَآخر سُورَة النَّمْل {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ مثل نَافِع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو فِي رَأس الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة وَالتسع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة {وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ وَسَائِر الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ كل مَا كَانَ من قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 160 - 162]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وما الله بغافل عما تعملون} {وما ربك بغافل عما تعملون}.
[الغاية في القراءات العشر: 178]
بالتاء كل القرآن شامي يزيد كمثل إلا في الأنعام {وما الله} بالتاء {وما ربك} بالياء حمزة والكسائي وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 179]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({عما يعملون.. أفتطمعون} بياء مكي. {يعملون.. أولئك} {يعملون...ولئن} بياء مكي ونافع وأبو بكر ويعقوب وخلف، وافق أبو عمرو وحفص في الثاني، وزاد أبو عمرو {يعملون.. ومن حيث} ). [الغاية في القراءات العشر: 179] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عما يعملون * أفتطمعون } [74- 75]: بياء مكي ).[المنتهى: 2/574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (يعملون أفتطمعون) بالياء وقرأ الباقون بالتاء، ولا خلاف في (أفتطمعون) أنه بالتاء). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {عما يعملون} (74)، بعده: {أفتطمعون} (75): بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَإِنْ مِنْهَا) خفيف قَتَادَة، الباقون مشدد، وهو الاختيار؛ لأن إن للتخفيف). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعمَلُونَ) بالياء ابْن كَثِيرٍ غير الشافعي، والأعرج، وابن مُحَيْصِن، وقَتَادَة، والحسن، وأبان بن يزيد، وحَمْزَة بن القاسم عن حفص رواية الْأَصْفَهَانِيّ عن جبلة عن المفضل، الباقون بالتاء، وهو الاختيار في جميع (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)، (وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) بالياء كما اختاره ابْن مِقْسَمٍ وحَمْزَة، والكسائي، والْأَعْمَش، ومذهب الدمشقي في الكل بالتاء خالفه ابن الحارث في (تعمَلُونَ)، (أُولَئِكَ)، وافقه قَتَادَة في الأنعام مذهب أبي جعفر وشيبة فيها مثل الدمشقي إلا في الأنعام ومذهب الباقين أفضله في مواضعه قرأ نافع والمفضل، وأبو بكر، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ، ويَعْقُوب غبر الوليد، وأيوب، وقاسم، وخلف، والشيزري، وشريح بن يونس عن علي، وحمصي، وطَلْحَة، وابْن سَعْدَانَ، ومسعود بن صالح، والهمذاني (عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولَئِكَ) بالياء بصري غير الوليد، وَرَوْحٌ، والْجَحْدَرِيّ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو السَّمَّال، والشيزري، وطَلْحَة، وقاسم، وعَاصِم، والْعَبْسِيّ، وابْن سَعْدَانَ، وحجازي غير أبي جعفر وشيبة، وأبو حيوة، وحمصي، الباقون بالتاء وقرأ (تَعْمَلُونَ وَمِنْ حَيْثُ) بالياء زبان غير ابن عقيل، والْيَزِيدِيّ من اختياره، وأبان بن يزيد، والوليد بن حسان عن يَعْقُوب، وحَمْزَة بن القاسم عن حفص و(يَعْمَلُونَ) في هود، والنمل بالتاء مدني غير ورش في اختياره، وحفص ودمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، وحكى ابن مجاهد عن الثعلبي عن ابْن ذَكْوَانَ الياء فيهما فجملة (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ) ستة، خمسة في البقرة، وواحدة في آل عمران، والمختلف فيه أربعة، وقد بيناه (وَمَا رَبُّكَ) ثلاث مواضع في الأنعام، ومن آخر هود والنمل). [الكامل في القراءات العشر: 487]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([74]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بعده {أَفَتَطْمَعُونَ} بياء: ابن كثير). [الإقناع: 2/599]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (462 - وَبِالْغَيْبِ عَمَّا تَعْمَلُونَ هُنَا دَنَا = وَغَيْبُكَ في الثَّانِي ِإلَى صَفْوَهِ دَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([462] بالغيب عما تعملون هنا (د)نا = وغيبك في الثاني (إ)لى (صـ)فوه (د)لا
(دنا)، أي قرب؛ يريد {يعملون} الذي دنا مما فرغنا منه وهو (هزؤًا) و(كفؤًا).
ووجه هذه القراءة، أن الذي بعدها على الغيبة في قوله: {أن يؤمنوا...} إلى آخر الكلام، فيكون مردودًا عليها، وهو خطاب للمؤمنين؛ كأنه لما فرغ من حديثهم قال: (وما الله بغفلٍ عما يعملون أفتطمعون أن يؤمنوا).
ووجه الخطاب، إجراء الكلام على ما قبله .
والغيب في الثاني، وهو الذي بعده: {أولئك الذين اشتروا}.
(إلى صفوه دلا)، أي أرسل دلوه؛ يقال: دلوت الدلو وأدليتها بمعنًى.
[فتح الوصيد: 2/640]
وفي (دلا) ضمير مرفوع يعود على القارئ.
وجعل هذه القراءة كماء صاف أرسلت إليه دلوًا، من أجل ظهور معناه، لأن قبله: {يردون}، وبعده: {أولئك الذين اشتروا..}، إلى قوله: {عنهم العذاب ولا هم ينصرون}.
ومن قرأ بالخطاب، حمله على قوله قبله: {فما جزاء من يفعل ذلك منكم}، وما قبله من لفظ الخطاب.
وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وأصحاب حمزة: إذا قال: {وما الله}، فـ {تعملون} بالتاء، وإذا جاء {وما ربك} فهو بالياء.
وليس هذا معتمد الفرق .وقول عبد الله محمول على أنه وقع في قراءته كذلك.
وإنما الفارق بينهما مع اتباع الأثر- ما قبل الكلام من الغيبة والخطاب). [فتح الوصيد: 2/641] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [462] وبالغيب عما يعلمون هنا دنا = وغيبك في الثاني إلى صفوه دلا
ب: (دلا دلوه): إذا أخرجها ملأى.
ح: (عما يعملون): مبتدأ، (بالغيب): حال، (دنا هنا): خبر،
[كنز المعاني: 2/19]
(غيبك): مبتدأ، (دلا إلى صفوه): خبره، وفاعل (دلا): ضمير (غيبُك)، وكذلك: الهاء في (صفوه).
ص: أي: قرأ ابن كثير قوله تعالى: {وما الله بغافل عما يعملون} هنا [74]، أي: عند قوله: (أتتخذنا هزؤًا) [67]، وهو الذي بعده: {أفتطمعون أن يؤمنوا} [75] بالغيبة، أي: بالياء في {يعملون} ومعنى (دنا): قرب من قوله: (أتتخذنا هزؤًا) [67].
وأما قوله: {عما تعملون، أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا} [85- 86]، وهو الثاني، فقرأه بالغيبة نافع وأبو بكر وابن كثير، والباقون بالخطاب؛ إذ قبلهما ما يحتمل كليهما.
وقوله: (إلى صفوه دلا): استعارة، جعل هذه القراءة كماءٍ صافٍ أرسل صاحب القراءة إليه دلوه، فخرج بنصيب وافرٍ منه). [كنز المعاني: 2/20] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (460- وَبِالغَيْبِ عَمَّا تَعْمَلُونَ هُنَا "دَ"نَا،.. وَغَيْبُكَ في الثَّانِي "إ"لَى "صَـ"ـفْوَهِ "دَ"لا
هنا أي بعد هزؤا وهو قوله تعالى: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا}. ودنا أي: دنا مما فرغنا منه يعني: {عَمَّا يَعْمَلُونَ}، {أَفَتَطْمَعُونَ}، ووجه الغيب قطعه عن الأول واستئناف أخبار عنهم ولهذا قال بعده: {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}، ووجه الخطاب رده على قوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ}.
ويعني بالثاني: {عَمَّا تَعْمَلُونَ}، {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ}، ووجه الغيب فيه ظاهر وهو موافقة ما قبله وما بعده، ولهذا قال: إلى صفوه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/302]
دلا أي أخرج دلوه ملأى بعد أن أدلاها إلى صفوه، وقيل: دلوت الدلو، وأدليتها بمعنى، وهذه عبارة حلوة شبه هذه القراءة بماء صاف أرسل القارئ إليه آنية فاستخرجها وافية الامتلاء يشير إلى اختياره على ما هو أهل للاختيار ووجه الخطاب رده على قوله: {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ}، وفاعل قوله دنا ضمير: {عَمَّا يَعْمَلُونَ}، وفاعل دلا ضمير قوله وغيبك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/303] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (462 - وبالغيب عمّا تعملون هنا دنا ... وغيبك في الثّاني إلى صفوه دلا
قرأ ابن كثير وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الذي بعده أَفَتَطْمَعُونَ بياء الغيب وقرأ غيره بتاء الخطاب، وعلم أن مراده هذا الموضع من قوله: (هنا) أي في المكان القريب من لفظ هُزُواً*. وقرأ نافع وشعبة وابن كثير وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الذي بعده أُولئِكَ الَّذِينَ بياء الغيبة، وقرأ غيرهم بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 205] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَمَّا تَعْمَلُونَ أَفَتَطْمَعُونَ. فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ (عَمَّا يَعْمَلُونَ) بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَسْرِ هَاءِ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ عِنْدَ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {عما تعملون} [74] الذي بعده {أفتطمعون} [75] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 457]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (457 - ما يعملون دم .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ما يعملون (د) م وثان (إ) ذ (صفا) = (ظ) لّ (د) نا باب الأماني خفّقا
يريد قوله تعالى «وما الله بغافل عما تعملون، أفتطمعون» وهو الأول قرأه
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 177]
على الغيب كما لفظ به ابن كثير، وهذا أول موضع من الغيب الذي إطلاقه قيد كما تقدم في الخطبة، ووجه الغيب حمله على ما قبله نحو «فذبحوها وما كادوا يفعلون» وعلى ما بعده نحو «أن يؤمنوا لكم» ووجه الخطاب حمله على «وإذ قتلتم نفسا فادّارأتم فيها» ونحو ذلك إلى قوله «ثم قست قلوبكم» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 178]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ما يعملون (د) م وثان (إ) ذ (صفا) = (ظ) لـ (د) ما باب الأماني خفّفا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير عما يعملون أفيطمعون [البقرة: 74، 75] بالياء المثناة تحت، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو همزة (إذ) نافع و[مدلول] (صفا) أبو بكر وخلف، وظاء (ظل) يعقوب ودال (دما) ابن كثير عما يعملون أولئك الذين اشتروا [البقرة: 85، 86]: وهي الثانية بالغيب، والباقون بالخطاب.
وفهم الغيب من قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا [وغيبا»].
وجه غيب الأول: مناسبة قوله تعالى: فذبحوها وما كادوا يفعلون [البقرة: 71]، وو هم يعلمون [البقرة: 75].
ووجه الخطاب: مناسبة وإذ قتلتم نفسا فادّرءتم فيها [البقرة: 72]، وتكتمون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/166]
[البقرة: 72]، ولعلّكم تعقلون ثمّ قست قلوبكم [البقرة: 73، 74]، لا أفتطمعون [البقرة: 75]؛ لأن الخطاب للمؤمنين.
ووجه غيب الثاني مناسبة يردّون [البقرة: 85]، [و] أولئك الّذين اشتروا [البقرة: 86]، [و] ولا هم ينصرون [البقرة: 86].
ووجه الخطاب: مناسبة وإذ أخذنا ميثاقكم [البقرة: 84]، ووقع [منه] إلى يعملون [البقرة: 96]- نيف وعشرون خطابا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/167] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (عمّا تعملون) بعده (أفتطمعون) بالياء [والباقون بالتّاء] ). [تحبير التيسير: 289] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "لما يتفجر، لما يشقق، لما يهبط" [الآية: 74] بالتشديد في لما الثلاثة بخلاف في الأخيرين، قال ابن عطية: وهي قراءة غير متجهة، وعنه يهبط بضم الياء والجمهور بكسرها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في عما تعملون، أفتطعمون" [الآية: 74، 75] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب
وعن ابن محيصن "أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ" [الآية: 77]. بالخطاب واختلف عنه في "يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" [الآية: 77] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فهي} [74] قرأ قالون وبصري وعلي بإسكان الهاء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({المآء} فيه لحمزة وهشام لدى الوقف خمسة أوجه: البدل مع المد والتوسط والقصر، وروم الحركة وتسهيل الهمزة مع المد والقصر). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تعملون * أفتطمعون} قرأ المكي {يعملون} بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وعليه فهو تام، وعلى الأول فهو كاف، وهو فاصلة، ومنتهى الحزب الأول اتفاقًا). [غيث النفع: 386]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثم قست قلوبكم بعد ذلك فهي كالحجارۃ أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (74)}
{قست}
- قراءة الجمهور بالتاء «قست»
- وقرئ «قسا» بالألف لأن تأنيث القلوب غير حقيقي، وعزيت إلى زید بن علي.
{من بعد ذلك}
- إدغام الدال في الذال وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
وتقدم هذا في الآية /64.
{فهي}
- قرأ الكسائي وأبو عمرو وقالون وأبو جعفر «فهي» بإسكان الهاء.
- وقراءة الباقين على كسرها فهي».
- وتقدم وقف يعقوب بهاء السكت «فهيه».
في الآية/ 68 من هذه السورة: «ماهيه».
{أو أشد}
- قراءة الجمهور على الرفع «أشد».
- وقرأ الأعمش وأبو حيوة «أشد» بنصب الدال عطفا على قوله «كالحجارة»، وهو ممنوع من الصرف، فجر بالفتحة.
{قسوة}
- قرأ أبو حيوة «قساوة»، وهو مصدر الفعل «قسا».
- وقراءة الجماعة بدون ألف «قسوة».
[معجم القراءات: 1/129]
وقرأ الكسائي بإمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف، وهي لغة أهل الكوفة، وكذا قرأ حمزة بخلف عنه.
{وإن من الحجارة لما.. وإن منها... وإن منها لما يهبط}
- قراءة الجمهور «وان» مشددة مكسورة الهمز في المواضع الثلاثة.
- وقرأ قتادة «وإن» مخففة في المواضع الثلاثة.
قال ابن مجاهد: «أحسبه أراد بقوله: «مخففة» الميم؛ لأني لا أعرف لتخفيف النون معنى».
. قال ابن جني: «هذا الذي أنكره ابن مجاهد صحيح، وذلك أن التخفيف في إن المكسورة شائع عنهم...»
{لما}
- قرأ الجمهور «لما» بميم خفيفة، وهي موصولة في المواضع الثلاثة.
- وقرأ طلحة بن مصرف والمطوعي «لما» بتشديد الميم، وهي عند ابن خالويه قراءة مالك بن دينار.
وذهب ابن عطية إلى أنها قراءة غير متجهة.
{يتفجر}
- قراءة الجمهور «يتفجر» بالياء، مضارع «تفجر».
[معجم القراءات: 1/130]
- وقرأ مالك بن دینار «ينفجر»، مضارع «انفجر».
{يتفجر منه}
قراءة الجمهور «يتفجر منه»، والضمير محمول على لفظ «ما».
- وقرأ أبي والضحاك «يتفجر منها»، حم على الحجارة.
{يشقق}
- قرأ الجمهور «شقق» بتشديد الشين، وأصله يتشقق، فأدغم التاء في الشين.
وقرأ الأعمش وابن مصرف «تشقق» بالتاء والشين المخففة على الأصل.
. وذكر ابن عطية أن ابن مصرف قرأ: «ينشقق» بالنون وقافين، والذي يقتضيه اللسان أن يكون بقاف واحدة مشددة، «ينشق» وقد يجيء الفك في شعر، فإن كان المضارع مجزوما جاز الفك فصيحا، وهو هنا مرفوع فلا يجوز الفك، إلا أنها قراءة شاذة، فيمكن أن يكون ذلك فيها.
- وقرأ الأعمش «تشقق».
{الماء}
- قرأ حمزة وهشام والأعمش بتسهيل الهمزة في الوقف، ثم تبدل ألفا من جنس ما قبلها، فيجوز حذف أحدهما للساكنين. وصورتها بعد الحذف «الما»، ولنا ما يلي:
[معجم القراءات: 1/131]
أ- إن قدر المحذوف الألف الأولى وهو القياس قرئت الكلمة بالقصر «الما» من غير مد.
ب. وإن قدر الحذف في الثانية جاز المد والقصر.
ج. ويجوز إبقاء الألفين للوقف «الماا» فيمد لذلك مدا طويلا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط، وقد نص على ذلك أبو شامة.
- وقراءة الجماعة بالهمز وقفا ووصلا «الماء».
{يهبط}
- قرأ الجمهور بكسر الباء «يهبط».
- وقرأ الأعمش والمطوعي «يهبط» بضم الباء، وهي لغة.
{من خشية الله}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء.
{عما تعملون}
ابن كثير وابن محيصن «يعملون» بالياء.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم وحفص وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وخلف ويعقوب بالتاء «تعلمون» ). [معجم القراءات: 1/132]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس