عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (26) إلى الآية (29) ]

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَسْتَحْيِي) بياء واحدة مجاهد وابن مُحَيْصِن، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون (لَا يَسْتَحْيِي) بياءين، وهو الاختيار؛ لأن استحييت أتم من استحيت وإن كان استحييت
[الكامل في القراءات العشر: 481]
لغة فيه ولكن التمام بالياءين). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَعُوضَةٌ) بالرفع الأصمعي عن نافع وابن ثعلب، وهو الاختيار؛ لأن (مَا) معنى الذي و(بَعُوضَةٌ) خبره، الباقون (بَعُوضَةً) بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَرْقِيقِ يَاءِ كَثِيرًا وَصْلًا وَوَقْفًا فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "يستحي" [الآية: 26] بكسر الحاء وحذف الياء "وغلظ" الأزرق لام "يوصل" في الوصل واختلف عنه الوقف فروى الترقيق عنه جمع كصاحب الكافي وروى عنه التغليظ، وذكرهما الداني كالشاطبي وهما صحيحان والتغليظ أرجح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا}
{أنه الحق} [26] إذا تقدمت هاء الضمير على الساكن، فإن تقدمها كسرة أو ياء فتكسر من غير صلة، نحو {به الله} [284] و{عليه الله} [الفتح: 10] وإن تقدمها ضم أو فتح أو ساكن غير الياء فتضم من غير صلة، نحو {نصره الله} [التوبة: 40] و{قوله الحق} [الأنعام: 73] {يعلمه الله} [197] و{تذروه الرياح} [الكهف: 45] هذا هو الأصل المطرد لكلهم، وما خرج عنه نبينه في مواضعه إن شاء الله تعالى.
{به كثيرًا} [26] لا خلاف بين القراء ان هاء الضمير إذا تقدمها متحرك أنها توصل، لكن إن كان قبلها فتح أو ضم نحو {له} [116] و{صاحبه} [الكهف: 37] توصل بواو، وإن كان كسر نحو {في ربه} [258] فتوصل بياء.
و{كثيرا} لا خلاف في ترقيق رائه من طرق القصيد لورش.
{به إلا} وهو من باب المنفصل، ولا يضرنا عدم ثبوت حرف المد رسمًا، وثبوته لفظًا كاف). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضه ما فوقها فأما الذين امنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأنهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلًا يضل به كثيرًا وما يضل به إلا الفاسقين (26)}
{لا يستحي}
- قرأ الجمهور «يستحيي» بياءين، والماضي «استحيا»، وهي لغة أهل الحجاز.
- وقرأ ابن كثير رواية شبل وابن محيصن بخلاف عنه ويعقوب ومجاهد «يستحي» بياء واحدة، وهي لغة تميم، يجرونها مجری يستبي» والماضي: استحي.
[معجم القراءات: 1/67]
{أن يضرب}
أدغم النون في الياء خلف عن حمزة بغير غنة، والباقون مع الغنة.
{أن يضرب مثلا كما بعوضة}
- قرأ عبد الله بن مسعود (أن يضرب مثلا بعوضة) بإسقاط (ما)، ويكون (بعوضة) بدلا من (مثلًا)...
{بعوضه}
قرأ الجمهور بالنصب (بعوضة).
- وقرأ الضحاك وإبراهيم عن أبي عبلة، وأبو حاتم عن أبي عبيدة عن رؤبة بن العجاج، وقطرب ومالك بن دينار، والأصمعي عن نافع وابن السماك (بعوضة) بالرفع.- وقرئ (بعوضة) بالجر على أنها بدل من أصل المثل،
و(ما) زائدة فيه، وتقديره: لا يستحي بضرب مثل بعوضة، أي بضرب بعوضة.
[معجم القراءات: 1/68]
{يضل..يهدي}.
- قرأ زيد بن علي (يضل به كثير ويهدي به كثير، وما يضل به إلا الفاسقون) على البناء للمفعول في الثلاثة.
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل: (يضل.. يهدي.. يضل».
وقراءة إبراهيم بن أبي عبلة (يضل. يهدي.. يضل) في الثلاثة على البناء للفاعل الظاهر.
قال عثمان بن سعيد الصيرفي (هذه القراءة قراءة القدرية).
وروي عن ابن مسعود أنه قرأ أيضا بضم الياء في الأول (وما يضل به) بفتح الياء، و(الفاسقون) بالواو، وكذا أيضًا في القراءتين السابقتين.
{به كثيرًا}
- قرأ مسلمة بن محارب (به كثيرا) باختلاس حركة الهاء.
{كثير}
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء وقفا ووصلا.
- وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 1/69]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُ فِي تَفْخِيمِ لَامِ يُوصَلَ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ عَلَيْهِ لَهُ فِي بَابِ اللَّامَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإدغام خلقكم [البقرة: 21] وتفخيم لام يوصل [البقرة: 27]، والوقف عليه للأزرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوصل} [27] لا خلاف في تفخيم لامه لورش حالة الوصل، وفيه حال الوقف وجهان، الترقيق والتفخيم، وهو أرجح، لأن السكون عارض، وفيه دلالة على حكم الوصل). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)}.
{من بعد ميثاقه}
قرئ (ميثاقه) بكسر الهاء من غير إشباع.
[معجم القراءات: 1/69]
- وعن الجماعة (ميثاقهي) بالإشباع.
- وقرئ (ميثاقهو) بضم الهاء والإشباع، لأن أصل الهاء الضم، وعزيت للزهري.
- وقرئ (ميثاقة) بإسكان الهاء، وذلك على إجراء الوصل مجرى الوقف
{أن يوصل}
- غلظ الأزرق وورش اللام في الوصل، واختلف عن ورش في الوقف، فروي عنه الترقيق والتغليظ، والثاني أرجح، والباقون على التفخيم في الحالين.
{الخاسرون}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/70]

قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {فأحياكم} 28
كَانَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَعَاصِم يفتحون الْيَاء فِي هَذَا الْبَاب كُله (فأحيكم) {وَأَحْيَا} النَّجْم 44 و{نموت ونحيا} الْمُؤْمِنُونَ 37 {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} الْأَنْفَال 42 و{فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا} النَّحْل 65 {وَهُوَ الَّذِي أحياكم} الْحَج 66 وَمَا كَانَ مثله
وَكَانَ نَافِع يقْرَأ ذَلِك كُله بَين الإمالة والتفخيم
وَكَانَ أَبُو عَمْرو لَا يمِيل من ذَلِك إِلَّا مَا كَانَ فِي رُءُوس الْآي إِذا كَانَت السُّورَة أَوَاخِر آياتها على يَاء مثل {أمات وَأَحْيَا} النَّجْم 44 و{لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يحيى} طه 74 والأعلى 13 فَإِنَّهُ كَانَ يلفظ بِهَذِهِ الْحُرُوف فِي هَذِه الْمَوَاضِع بَين الإمالة والتفخيم وَيفتح سَائِر ذَلِك
وَكَانَ حَمْزَة لَا يمِيل من ذَلِك إِلَّا الْفِعْل الَّذِي فِي أَوله الْوَاو مثل {نموت ونحيا} و{أمات وَأَحْيَا} {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة}
وَكَانَ يمِيل هَذِه الْحُرُوف أَشد من إمالة أبي عَمْرو وَنَافِع
وَكَانَ الْكسَائي يمِيل ذَلِك كُله كَانَ قبل الْفِعْل وَاو أَو فَاء أَو لم يكن قبله شَيْء مثل {أحياكم} ). [السبعة في القراءات: 149 - 150]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ترجعون} بفتح التاء والياء كل القرآن، يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 173]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ترجعون} [28]: بفتح التاء والياء
[المنتهى: 2/562]
حيث جاء يعقوب، وافق سلام في آل عمران [83، 109]، والأنعام [36]، ومريم [40]، والمؤمنون [115]، والنور [64]).[المنتهى: 2/563]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ):
( (تُرْجَعُونَ)، و(يُرْجَعُونَ)، وبأنه بفتح التاء والباء وكسر الجيم يَعْقُوب وابن مُحَيْصِن، والأعرج ضم ابن مُحَيْصِن والأعرج (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) بضم الياء وفتح الجيم ما كان من أمر الآخرة، فابْن مِقْسَمٍ ضم الياء وفتح الجيم (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)، وما كان من أمر الدنيا فبفتح الياء وكسر الجيم كقوله: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وافق الحسن، وأبو حيوة وزبان غير عباس في (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) وخير عباس، وافق سلام، وعباس، وهارون الجهضمي، وعبيد، ومحبوب، والأصمعي، وعصمة، والقزاز، والقرشي عن أَبِي عَمْرٍو في النور وخير سهل في آل عمران والروم طريق الْخُزَاعِيّ، وافق الثعلبي في الأنبياء طريق ابن مجاهد ابن هاشم عنه، وافق سلام وكوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ في (قَدْ أَفْلَحَ)، وافق نافع، وسلام وكوفي غير عَاصِم في القصص، وفتح كلهم في هود غير نافع، وحفص، ويحيى بن سليم عن أبي بكر، واللؤلؤي، والجهضمي، والجعفي، والخفاف، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو وورش والْمُسَيَّبِيّ في اختيارهما كالجماعة البكراوي عن هشام في العنكبوت كيَعْقُوب فإن اتصل به ( .. تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ضم التاء وفتح الجيم مدني وابْن كَثِيرٍ، وشِبْل، ومجاهد، وأَبُو عَمْرٍو، وعَاصِم إلا المفضل بن صدقة، وابْن سَعْدَانَ، الباقون بالفتح والاختيار ما قاله ابْن مِقْسَمٍ للفرق وبين الدارين). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَحْيَاكُمْ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (436 - وترجعوا الضّمّ افتحًا واكسر ظما = إن كان للأخرى وذو يومًا حما
437 - والقصص الأولى أتى ظلماً شفا = والمؤمنون ظلّهم شفا وفا
438 - الامور هم والشّام واعكس إذ عفا = الامر .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وترجعوا الضّمّ افتحا واكسر (ظ) ما = إن كان للأخرى وذو يوما (حما)
يعني قوله: «ثم إليه ترجعون» وما جاء منه غيبا أو خطابا إذا كان من رجوع الآخرة نحو «ويوم يرجعون إليه، وترجع الأمور» قرأه بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم على تسمية الفاعل يعقوب حيث وقع، ووافقه غيره في مواضع يذكرها هنا، ويشهد له قوله تعالى: كل إلينا راجعون وقرأ الباقون بضم حرف المضارعة وفتح الجيم مبنيا للمفعول لأن الله تعالى: أرجعهم، وقيد فتح الضم لأنه لو أطلق لكان ضده الكسر، ولم يقيد الكسر لأن ضده الفتح قوله: (إن كان للأخرى) أي
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 169]
إذا كان من رجوع الآخرة، احترز بذلك عن نحو قوله تعالى: صم بكم عمى فهم لا يرجعون قوله: (وذو يوما) أي المصاحب ليوما، يريد قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله في أواخر البقرة، اتفق أبو عمرو ويعقوب على قراءته بالترجمة المتقدمة.
والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا) = والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا
يريد قوله تعالى: وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون قرأه بتسمية الفاعل نافع ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف والباقون على البناء للمفعول، واحترز بقوله:
الأولى عن قوله: «وإليه ترجعون» آخر القصص، فإن يعقوب وحده فيها على أصله بالترجمة قوله: (والمؤمنون) الخ البيت، يعني قوله تعالى: في المؤمنين وأنكم إلينا لا ترجعون فيعقوب وحمزة والكسائي وخلف بالترجمة على تسمية الفاعل، والباقون مبنيا للمفعول قوله: (وفا) الوفاء: ضد الغدر، ويحتمل أن يكون فعلا بمعنى لم ينقص، ويحتمل أن يكون من الفيء: وهو الرجوع فيناسب ذكر الظل وتكون الواو زائدة، وإنما أتى به لأجل الفصل بواوه.
الأمور هم والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا = الامر وسكّن هاء هو هي بعد فا
أي «ترجع الأمور» حيث وقع بتسمية الفاعل يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وابن عامر والباقون على البناء للمفعول قوله: (الأمور) الأصل الأمور فنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها واعتد بالعارض فحذف همزة الوصل كما تقدم في بابه لورش قوله: (واعكس) أي واعكس الترجمة المذكورة فضم الياء وافتح الجيم، يعني أن نافعا وحفصا قرآ قوله تعالى: «وإليه يرجع الأمر كله» في آخر هود بعكس الترجمة: أي بضم الياء وفتح الجيم عكس الترجمة المذكورة المتقدمة، والباقون بفتح الياء وكسر الجيم وهم ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر، وفعل بالأمر في النقل كما فعل بالأمور). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 170]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وترجعوا الضّمّ افتحن واكسر (ظ) ما = إن كان للأخرى وذو يوما (حما)
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب يرجعون [آل عمران: 83] وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة، نحو: إليه يرجعون [الأنعام: 36] ويرجعون إليه [النور: 64]، وسواء كان غيبا أو خطابا، وكذلك ترجع الأمور [البقرة: 210] ويرجع الأمر [هود: 123] بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن، ووافقه أبو عمرو في واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281]، وإليه أشار بـ (ذو يوما حما).
تنبيه:
خرج بـ (إن كان للأخرى) نحو: عمي فهم لا يرجعون [البقرة: 18]، أي: إلى الإسلام وو لآ إلى أهلهم يرجعون [يس: 50].
ثم أشار إلى بقية الموافقين فقال:
ص:
والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا) = والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا
ش: أي: قرأ ذو ألف (أتى) نافع وظاء (ظلما) يعقوب ومدلول (شفا) حمزة، والكسائي وخلف- يرجعون الأولى من القصص، وهي وظنوا أنهم إلينا لا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
يرجعون [القصص: 39] بفتح الياء وكسر الجيم.
وقرأ ذو ظاء (ظلهم) يعقوب ومدلول (شفا) [حمزة والكسائي وخلف] ترجعون فتعالى الله [المؤمنون: 115، 116] كذلك.
ثم أشار إلى الباقين [فقال]:
ص:
لامورهم والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا = الأمر وسكّن هاء هو هي بعد فا
س: أي: قرأ ترجع الأمور حيث وقع بفتح التاء وكسر الجيم- مفسرهم، وهو ذو ظاء (ظلهم) و(شفا)، ووافقه الشامي، وهو ابن عامر.
والباقون بضم التاء وفتح الجيم في كل ما ذكر، وقرأ (ذو) ألف (إذ) نافع وعين (عفا) حفص وإليه يرجع الأمر كلّه آخر هود [الآية: 123] بعكس المذكورين، فضما الياء وفتحا الجيم.
وقرأ غيرهما بفتح الياء وكسر الجيم.
و «رجع» لازم، نحو: ولمّا رجع موسى [الأعراف: 150]، ومتعد، نحو: فارجع البصر [الملك: 3].
ووجه الضم: إسناده إلى الفاعل الحقيقي، ثم حذف للعلم به، وبناه للمفعول من المتعدي.
والأمور نائب [الفاعل]، ومنه إليه ترجعون [البقرة: 28] ويحشرون [الأنعام: 38].
ووجه الفتح بناؤه للفاعل وإسناده إلى الأمور مجازا، ورفعه على الفاعلية، وأحدهما مطاوع على حد تصير الأمور [الشورى: 53] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/148]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإمالة فأحياكم [البقرة: 28] للكسائي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :
(قلت: [قرأ] يعقوب: (ترجعون) وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم والباقون بفتحها وضم حرف المضارعة. والله الموفق). [تحبير التيسير: 284]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في: "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 28] وبابه، وهو كل فعل أوله ياء أو تاء المضارعة إذا كان من رجوع الآخرة نحو: "إليه ترجعون، ويرجع الأمر" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر "تُرْجَعُ الْأُمُور" حيث وقع وهو في ستة مواضع في: البقرة وآل عمران والأنفال والحج وفاطر والحديد بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، وقرأ أبو عمرو "يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيه" آخر البقرة بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف "أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون" بالمؤمنين بفتح التاء كذلك واقفهم الحسن، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء مبنيا للفاعل في أول القصص "أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُون" وافقهم الحسن وقرأ نافع وحفص "يُرْجَعُ الْأَمْرُ
[إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
كُلُّه" آخر هود بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وقرأ يعقوب جميع الباب بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن مبنيا للفاعل، وافقه ابن محيصن والمطوعي والباقون بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، ووجهه إسناده للفاعل الحقيقي على الأصل من المتعدي، ووجه المبني للفاعل إسناده للمجازي من اللازم، وخرج بالتقييد برجوع الآخرة نحو: "أهلكناها أنهم لا يرجعون، أنهم إلينا لا يرجعون، عمى فهم لا يرجعون، ماذا يرجعون" لكن خالف ابن محيصن أصله في "وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُون" في يس فبناه للمفعول، والجمهور بنوه للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فأحياكم" [الآية: 25] الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون (28)}
{فأحياكم}
- قرأه بالإمالة" الكسائي حيث وقع إذا كان بالفاء أو بغيره.
- وقرأ الأزرق وورش ونافع بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{إليه ترجعون}.
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر واليزيدي والشنبوذي ترجعون مبنية للمفعول من (رجع) المتعدي.
[معجم القراءات: 1/70]
- وقرأ مجاهد ويحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق وابن محيصن والفياض بن غزوان ويعقوب وسلام والمطوعي (ترجعون) مبنية للفاعل من (رجع) اللازم؛ لأن (رجع) يكون لازما ومتعديا- وقراءة الجمهور أفصح). [معجم القراءات: 1/71]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - قَوْله {وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم} 29
اخْتلفُوا فِي الْهَاء من قَوْله {وَهُوَ} {وَهِي} إِذا كَانَ قبلهَا وَاو أَو فَاء أَو لَام أَو ثمَّ
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {وَهُوَ} {فَهُوَ} وَلَهو وَثمّ هُوَ وَهِي {فَهِيَ تملى عَلَيْهِ بكرَة وَأَصِيلا} الْفرْقَان 5 بتحريك الْهَاء فِي كل ذَلِك
وَقَرَأَ الْكسَائي بتَخْفِيف ذَلِك وَإِسْكَان الْهَاء
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يضم الْهَاء فِي قَوْله {ثمَّ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة} فِي سُورَة الْقَصَص آيَة 61 ويسكنها فِي كل الْقُرْآن
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى ابْن جماز وَأَبُو بكر بن أبي أويس وورش وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْفرج عَن ابْن الْمسيب عَن أَبِيه عَن نَافِع التثقيل فِي ذَلِك كُله
وروى قالون وَإِسْمَاعِيل بن ابي أويس وَخلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع التَّخْفِيف فِي كل ذَلِك
وَكَذَلِكَ روى أَبُو عبيد عَن إِسْمَاعِيل عَن نَافِع). [السبعة في القراءات: 150 - 151]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وهو}.
[الغاية في القراءات العشر: 173]
وأخواته، خفيف مدني غير ورش- وأبو عمرو والكسائي، وزاد الحلواني (أن يمل هو) وأبو حمدون (لكن هو) ). [الغاية في القراءات العشر: 174]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وهو} [29]، وأخواتها: ساكنة الهاء: مدني إلا ورشًا وإسماعيل طريق البلخي، وإسحاق طريق ابنه، وأبو عمرو، وحمصي، وعلي، وأبو عبيد.
زاد علي إلا ابن بكار وعيسى، ويزيد طريق الفضل، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، وقالو إلا أبا نشيط {ثم هو} [القصص: 61].
[المنتهى: 2/563]
وزاد قتيبة، وأبو عون طريق الواسطي، وأبو نشيط طريق عمر، ويزيد طريق الفضل {أن يمل هو} [البقرة: 282].
بهاء بعد الواو والياء والميم في الوقف يعقوب، وسلام في حكاية بعضهم، زاد روح بعد نون مشددة. وافق قنبل طريق الواسطي عند الميم،
[المنتهى: 2/564]
وزاد {يا أسفى} [يوسف: 84]).[المنتهى: 2/565]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقرأ أبو عمرو وقالون والكسائي (هو وهي) بالتخفيف، وذلك إذا كان قبلهما واو أو فاء ولام متصلاً بهما نحو (وهو) و(فهو) و(لهو) و(لهي)، وقرأ الباقون بضم الهاء من (هو) وكسرها من (هي) فأما (ثم هو) فقالون والكسائي بالتخفيف، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 154]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، وأبو عمرو، والكسائي: يسكنون الهاء من: {هو} (29)، و: {هي} (259)، إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، حيث وقع.
وقالون، والكسائي يسكنانها مع (ثم) في قوله: {ثم هو يوم القيامة} في القصص: (61)
والباقون: يحركون الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 226] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قالون وأبو عمرو وأبو جعفر والكسائيّ يسكنون الهاء من (هو وهي) إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام حيث وقع [وقالون] وأبو جعفر والكسائيّ يسكنونها مع (ثمّ)
[تحبير التيسير: 284]
[في] قوله تعالى {ثمّ هو يوم القيامة}. قلت: وأبو جعفر يسكنها مع يمل في قوله تعالى: أن يمل هو) والله الموفق. والباقون يحركون الهاء). [تحبير التيسير: 285] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَهُوَ)، و(هُوَ)، (فَهِىَ)، (بإسكان الهاء أَبُو عَمْرٍو، وحمصي، والكسائي، وقاسم غير ابن مجاهد، وطَلْحَة، وأبو جعفر غير ميمونة، وشيبة، ونافع غير ورش في روايته، وابن قريب، وإسماعيل طريق الْبَلْخِيّ وإسحاق طريق أبيه.
قال أبو الحسين: ابن أبي حماد عن قَالُون كورش، ولم يستثن أحدًا غير السيبي بل جعله كقَالُون، أما (ثُمَّ هْوَ) بإسكان الهاء أبو جعفر طريق الفضل وشيبة طريق ابن جماز، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، وقَالُون غير أبي نشيط، زاد أبو الحسين ابن فرح عن إسماعيل وعلي إلا ابن بكار والشيزري، زاد ابن مهران عن أبي حمدون؛ قوله: (أَنْ يُمِلَّ هُوَ) بإسكان الهاء قُتَيْبَة طريق النهاوندي وأبو عون طريق الواسطي، وأبو نشيط طريق عمر، والفضل عن أبي جعفر، وابن جماز عن شيبة قال أبو الحسين الْعُمَرِيّ: في الكل يثقل وهو الصواب لموافقة المفرد، زاد أبو الحسين: ابن قَالُون كأبي عون، قلت: ابن مجاهد عن أبي عبيد عن إسماعيل بالتثقيل قال الراوي أبر نشيط (ثُمَّ هْوَ) بالإسكان يعني: طريق عمر قد انفرد به الرَّازِيّ، زاد الرَّازِيّ أيضًا عن علي كقُتَيْبَة، الباقون بضم الياء في الكل، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع وأفخم بها بعد الواو والياء والميم نحو " وهوه " " فهيه " " بمه " و" لمه " و" عمَّه " وبابه في الوقف سلام ويَعْقُوب، زاد روح عند النون المشددة انهبه كقوله في قول الْخُزَاعِيّ وابن مهران، زاد بن مهران كل نون جمع نحو " يقتلونه "، و" يعلمونه "، و" كيفه " و" فيمه " و" أينه "، وشبه ذلك وافق ابْن مُخَلَّدٍ عن البزي في " لمه " و" عمه "، الباقون بغير هاء في الوقف، وهو الاختيار لموافقة المصحف ولأنه الأصل). [الكامل في القراءات العشر: 484]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (449 - وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَا وَلاَمِهَا = وَهَا هِيَ أَسْكِنْ رَاضِياً بَارِداً حَلاَ
[الشاطبية: 36]
450 - وَثُمَّ هْوَ رُِفْقًا بَانَ وَالضَّمُّ غَيْرُهُمُ = وَكَسْرٌ وَعَنْ كُلٍّ يُمِلُّ هُوَ انْجَلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([449] وها هو بعد الواو والفا ولامها = وها هي أسكن (ر)اضيًا (بـ)اردًا (حـ)لا
قوله: (أسكن راضيًا باردًا حلا)، أشار به إلى أن هذه الأحرف التي هي الواو والفاء واللام في نحو: {وهو} و{فهو} و{لهو}، وكذلك {هي}، قد عدّت لكونها لا تقوم بنفسها، كأنها من نفس الكلمة، فخففت الكلمة بالإسكان كما خفف (عضدٌ) و(كتفٌ) ونحوه.
فارض بهذا الإحتجاج، ودع قول من فرق بين (هو) و(هي) فأسكن في (هو) لثقل الضم، ورآه أحسن من الإسكان في (هي) لكون الكسر أخف.
[450] وثم هو (ر)فقًا (بـ)ان والضم غيرهم = وكسر وعن كل يُمل هو انجلى
قوله: (رفقًا بان)، أشار به إلى من رد الإسكان فيه، واحتج بأن (ثم) تنفصل، ويمكن الوقف عليها، بخلاف السابقة فقال: أسكنه رافقًا غير مسارع إلى رده، فإن (ثم) شبهه إلى الواو والفاء، لا أنها مشتركة في العطف.
[فتح الوصيد: 2/627]
وقد أجروا المنفصل مجرى المتصل في نحو:
...أشرب غير ....
وفي الحقيقة، أن تلك الأحرف ليست من الكلمة، كما أن (ثم) ليست منها.
وقوله: (والضم غيرهم)، لأن الضم هو الأصل، وكذلك الكسر في: {هي}.
والدليل على ذلك، أنها كذلك إذا لم يكن قبلها هذه الأحرف.
وقوله: (وعن كل يمل هو)، إنما ذكر هذا، لأنه قال: (بعد الواو والفا ولامها)، فيدخل هذا فيه، فذكر أنه محرك لا غير.
ونبه أيضًا على أن الرواية التي جاءت عن قالون من طريق الحلواني في إسكانه، لا معول عليها، فإنها مخالفة لما رواه جميع أصحاب قالون). [فتح الوصيد: 2/628]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [449] وها هو بعد الواو والفا ولامها = وها هي أسكن راضيًا باردًا حلا
ح: (ها) مضاف إلى (هو) قصرت للضرورة، وكذلك: (ها هي)، و(ها هو): مفعول (أسكن)، (راضيًا): حال من فاعل (أسكن)، (باردًا): حال من مفعول، وكذلك: (حلا)، أو (باردًا): مفعول (راضيًا)، (حلا): صفته، و(والفا ولامها): عطفان على (الواو) وضمير (لامها): للحروف، أو لـ (هو).
ص: أي: أسكن الهاء من {هو} ومن {هي} بعد الواو نحو: {وهو بكل شيء عليم} [29]، {وهي تجري بهم} [هود: 42]، وبعد الفاء نحو: {فهو وليهم اليوم} [النحل: 63]، {فهي كالحجارة} [74]، وبعد اللام نحو: {وإن الله لهو الغني} [الحج: 64]، و{لهي الحيوان} [العنكبوت: 64] الكسائي وقائلون وأبو عمرو تشبيهًا له بلفظ: (عضد) و (كتف)، كما أسكنوا الضاد والتاء من: (عضد) و (كتف).
وهذا الحكم مطرد في سائر القرآن، يعلم من ضابط:
.............. بعد الوا والفا ولامها = ..............
إذ المجموع ليس في سورة البقرة.
[كنز المعاني: 2/9]
[450] وثم هو رفقًا بان والضم غيرهم = وكسرٌ وعن كل يمل هو انجلى
ح: (ثم هو): معطوف على مفعول (أسكن)، (رفقًا): حال من فاعل (أسكن)، (بان): صفة (رفقًا)، و (الضم غيرهم): مبتدأ وخبر، أي: قراءة غيرهم، (عن كل): متعلق بـ (انجلى).
ص: أي: أسكن الهاء من: {ثم هو يوم القيامة من المحضرين} [القصص: 61] الكسائي وقالون تشبيهًا لـ {ثم} بالحروف الثلاثة، لمشاركته لها في الحرفية، وللواو والفاء في العطفية، ولم يسكن أبو عمرو إذ لم يتصل {ثم} بـ {هو}.
ومعنى (رفقًا بان)، أي: ذا رفق بين في توجيه قراءته.
ثم قال: (والضم)، أي: الضم في هاء {هو} والكسر في هاء {هي} قراءة غير المذكورين، وهم الباقون على الأصل.
وعند كل القراء انكشف {هو} بالضم في: {لا يستطيع أن يمل هو} [282]، إذ لا موجب لإسكان الهاء، لعدم مشابهته الكلم المذكورة، وإنما ذكره لأن {هو} مذكور بعد اللام لئلا
[كنز المعاني: 2/10]
يلتبس، وذكر عن قالون إسكانه). [كنز المعاني: 2/11]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (448- وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالفَا وَلاَمِهَا،.. وَهَا هِيَ أَسْكِنْ "رَ"اضِياً "بَـ"ـارِدًا "حَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/282]
أي إذا كانت الهاء من لفظ هو والهاء من لفظ هي بعد واو أو فاء أو لام زائدة نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ} {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ}، {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ}، {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ}، {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ}، {لَهِيَ الْحَيَوَانُ}،
فأسكن الهاء في هذه المواضع الكسائي وقالون وأبو عمرو؛ لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف، فأسكنت الهاء كما أسكنا تخفيفا وقولنا: زائدة احتراز من نحو: {لَهْوَ الْحَدِيثِ}، {إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} فالهاء ساكنة باتفاق؛ لأنها ليست هاء هو الذي هو ضمير مرفوع منفصل، وذلك معروف ولكنه قد يخفى على المبتدئ فبيانه أولى وقصر لفظ "ها" في الموضعين ضرورة، والضمير في لامها للحروف أو للفظ هو؛ لكثرة دخولها عليها وراضيا حال وباردا مفعول به، وحلا صفة باردا كما تقول رضيت شيئا جيدًا وباردًا من قولهم غنيمة باردة أي حاصلة من غير مشقة ويمكن جعل الكل أحوالا ويكون راضيا حال من الفاعل وباردا حالا من المفعول نحو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/283]
لقيته مصعدا منحدرا وقيل باردا نعت مصدر محذوف إي إسكانا باردا حلوا، يروى عن من قرأ به كالماء البارد، وهذا الحكم المذكور في هذا البيت أيضا مطرد حيث جاءت هذه الألفاظ لا يختص بهذه السورة، ولم يصرح بذلك وكأنه اكتفى بضابط قوله بعد الواو وللفاء ولامها؛ لأن المجموع ليس في سورة البقرة والله أعلم.
449- وَثُمَّ هْوَ "رُِ"فْقًا "بَـ"ـانَ وَالضَّمُّ غَيْرُهُمُ،.. وَكَسْرٌ وَعَنْ كُلٍّ يُمِلُّ هُوَ انْجَلا
أراد: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} لم يسكنه أبو عمرو؛ لأن ثم ليس اتصالها بهو كاتصال الواو والفاء واللام بها؛ لأن ثم كلمة مستقلة، وأسكنه الكسائي وقالون حملا لثم على هذه الحروف لمشاركتها لها في الحرفية والواو والفاء في العطفية، وقوله: رفقا بان حال أي أسكنه ذا رفق بين أي أرفق به في تقرير وجه إسكانه، والضم غيرهم في لفظ هو بعد هذه الحروف والكسر في لفظ هي بعدها، وإنما بين قراءة الباقين؛ لأنها لا تفهم من ضد الإسكان المطلق فإن ضده -على ما سبق في الخطبة- هو الفتح على أنه كان يمكنه أن لا يتكلف ببيان قراءة الباقين؛ فإنها قد علمت من تلفظه بها في قوله: وها هو وها هي فكأنه قال: أسكن ضم هذه وكسر هذه، ولو قال ذلك تصريحا لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين فهذا المذكور في معناه، وأما قوله تعالى في آية الدين: {أَنْ يُمِلَّ هُوَ} فلم يسكن الهاء أحد؛ لأن يمل كلمة مستقلة وليست حرفا فتحمل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/284]
على أخواتها وإنما ذكره؛ لأن هو قد جاء فيها بعد لام فخشي أن تدخل في عموم قوله ولامها فقال ضمها عن كل القراء ولم يصرح بذلك، ولكن لفظه أنبأ عنه ولهذا قال: انجلا أي انكشف الأمر في ذلك وبعض المصنفين ذكر عن قالون إسكانها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/285]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (449 - وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن راضيا باردا حلا
450 - وثمّ هو رفقا بان والضّمّ غيرهم ... وكسر وعن كلّ يملّ هو انجلا
أمر بإسكان الهاء من لفظي (هو، هي) واللفظان من ضمائر الفصل للكسائي وقالون وأبي عمرو إذا كان كل منهما مقرونا بالواو نحو: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*، وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ أو بالفاء نحو: فَهُوَ وَلِيُّهُمُ، فَهِيَ كَالْحِجارَةِ، أو باللام نحو: وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، لَهِيَ الْحَيَوانُ، وأسكن الكسائي وقالون الهاء في: ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ في
[الوافي في شرح الشاطبية: 201]
القصص، وقرأ غيرهم بالضم في لفظ هو والكسر في لفظ هي وعن كل القراء السبعة ضم الهاء في أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ في البقرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ مَذَاهِبُهُمْ فِي اسْتَوَى، وَفِي فَسَوَّاهُنَّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي الْوَقْفِ عَلَى فَسَوَّاهُنَّ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/209]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَاءِ هُوَ، وَهِيَ إِذَا تَوَسَّطَتْ بِمَا قَبْلَهَا فَقَرَأَهُ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَقَالُونُ بِإِسْكَانُ الْهَاءُ إِذَا كَانَ قَبْلَهَا وَاوٌ، أَوْ فَاءٌ، أَوْ لَامٌ نَحْوَ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، لَهُوَ خَيْرٌ، وَهِيَ تَجْرِي، فَهِيَ خَاوِيَةٌ، لَهِيَ الْحَيَوَانُ قَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِإِسْكَانِ هَاءِ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِيهِ، وَفِي يُمِلَّ هُوَ آخِرَ السُّورَةِ، فَرَوَى عِيسَى عَنْهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ مِهْرَانَ. وَرَوَى الْأُشْنَانِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ إِسْكَانَ الْهَاءِ عَنْهُ فِيهِمَا. وَرَوَى ابْنُ جَمَّازٍ سِوَى الْهَاشِمِيِّ عَنْهُ، وَابْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنْ عِيسَى ضَمَّ الْهَاءِ فِيهِمَا عَنْهُ. وَقَطَعَ بِالْخِلَافِ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي ثُمَّ هُوَ ابْنُ فَارِسٍ فِي جَامِعِهِ، وَكِلَا الْوَجْهَيْنِ فِيهِمَا صَحِيحٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَاخْتُلِفَ أَيْضًا عَنْ قَالُونَ فِيهِمَا، فَرَوَى الْفَرَضِيُّ عَنِ ابْنِ بُويَانَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ عَنْهُ إِسْكَانَ يُمِلَّ هُوَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَنَصَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنِ ابْنِ مَرْوَانَ عَنْ قَالُونَ، وَعَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ. وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْ قَالُونَ الضَّمَّ كَالْجَمَاعَةِ، وَرَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ الضَّمَّ فِي ثُمَّ هُوَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْحُلْوَانِيِّ مِنْ أَكْثَرِ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَرَوَى الطَّبَرِيُّ عَنْهُ السُّكُونَ، وَالْوَجْهَانِ فِيهِمَا صَحِيحَانِ عَنْ قَالُونَ، وَبِهِمَا قَرَأْتُ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ الْمَذْكُورَةِ إِلَّا أَنَّ الْخُلْفَ فِيهِمَا عَزِيزٌ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ.
[النشر في القراءات العشر: 2/209]
وَتَقَدَّمَ وَقَفُ يَعْقُوبَ عَلَى: هُوَ، وَهِيَ بِالْهَاءِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/210]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون {هو}، و{هي} بإسكان الهاء إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، نحو: {وهو بكل شيء عليمٌ} [29]، {فهو خيرٌ لكم} [271]، {لهو خيرٌ} [النحل: 126، والحج: 58]، {وهي تجري} [هود: 42]، {فهي خاويةٌ} [الحج: 45]، {لهي الحيوان} [العنكبوت: 64]، والكسائي أسكن هاء {ثم هو يوم القيامة} في القصص [61]، وافقه أبو جعفر وقالون بخلاف عنهما، واختلف عنهما أيضًا في {يمل هو} آخر البقرة [282] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (438- .... .... .... .... .... = .... وسكّن هاء هو هي بعد فا
439 - واوٍ ولامٍ رد ثنا بل حز ورم = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثم
440 - ثبتٌ بدا .... .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وسكن الخ) أي سكن الهاء من هو وهي الواقعة بعد الفاء والواو واللام كما سيأتي في البيت الآتي الكسائي وأبو جعفر وقالون وأبو عمرو نحو «وهو بكل شيء عليم، فهو خير لكم، وهي تجري بهم، فهي خاوية، لهى الحيوان» وذلك لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف فسكنت تخفيفا والباقون بضم الهاء من هو وكسرها من هي على الأصل،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 170]
ولم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين ضم هذه فلما لفظ بذلك لم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين بضم هو وكسر هي، لأنه تلفظ بالهاء من مضمومة ومن هي مكسورة فعلم ذلك من لفظه كأنه قال سكن ضم هذه وكسر هذه فلما لفظ به لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين.
واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) ل (ح) زو (ر) م = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثم
أي وواو ولام فحذف واو العطف للعلم بها وذلك شائع جائز قوله: (رد) أي اقصد، والمعنى اطلب الثناء الحسن، ثم أضرب عن ذلك فقال بل املكه لتذكر به، وفي المثل: الثنا خير من الغنا قوله: (ورم الخ) أي وسكن الكسائي الهاء من قوله تعالى: ثم هو يوم القيامة في القصص حملا لثم على هذه الأحرف لمشاركتها لهل في الحرفية وللواو والفاء في العطفية قوله: (والخلف) أي واختلف في إسكان الهاء من قوله تعالى: أن يمل هو في آخر البقرة وثم هو أيضا عن أبي جعفر وقالون كما ذكر في البيت الآتي، ووجه إسكان يمل هو إلحاقه بنظائره وتشبيه لامه بلام لهو تخفيفا قوله: (وثم) أي وثم هو، فاكتفى بما تقدم.
(ث) بت (ب) دا وكسرتا الملائكة = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
يشير إلى ثبوت ذلك وظهوره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 171]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) لـ (ح) ز و(ر) م = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثمّ
ش: أي: أسكن ذو راء (رد) الكسائي وثاء (ثنا) أبو جعفر وباء (بل) قالون، وحاء (حز) أبو عمرو هاء (هو) ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع، والمؤنث كذلك، حيث وقع كل منهما بعد فاء العطف أو واوه أو لام الابتداء، نحو: فهو وليهم [النحل: 63]، وهو بكلّ [البقرة: 29]، وهو خير النّاصرين [آل عمران: 150]، فهي خاوية [الحج: 45]، لهي الحيوان [العنكبوت: 64]، وهي تجري [هود: 42].
وأسكن ذو راء (رم) الكسائي الهاء من ثم هو يوم القيامة [القصص: 61].
وقوله: (والخلف) أي: اختلف عن ثاء (ثبت) وباء «بدا»، أول البيت التالي - أبو جعفر وقالون في هاء (هو) من أن يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61].
فأما أبو جعفر فروى عنه عيسى من طريق ابن مهران، وكذلك الأشناني عن الهاشمي عن ابن جماز-[إسكان الهاء فيهما.
وروى ابن جماز ] سوى الهاشمي عنه وابن مهران وغيره عن ابن شبيب عن عيسى- ضم الهاء فيهما عنه.
وأما قالون فروى الفرضي عن [ابن] بويان من طريق أبي نشيط عنه إسكان يملّ هو [البقرة: 282]، وكذلك روى الطبري عن ابن مهران من طريق الحلواني، ونص عليه الداني في «جامعه» عن ابن مهران عن قالون وعن أبي عون عن الحلواني عنه.
وروى سائر الرواة عن قالون الضم [كسائر الجماعة].
وروى ابن شنبوذ عن أبي نشيط الضم في ثمّ هو [القصص: 61]، وكذلك روى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/149]
الحلواني من أكثر طرق العراقيين عنه.
وروى الطبري عنه السكون، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط، وضم الباقون الهاء [في «هو»، وكسروها في «هي»] في الجميع.
تنبيه:
علم عموم الخلاف في الكل من الضم، وخرج بالضمير لهو ولعب [العنكبوت: 64] ولهو الحديث [لقمان: 6]؛ إذ هو متفق على إسكانه؛ ولهذا لفظ بها الناظم.
ولما عمت عبارته اللام المنفصلة، وكانت مختصة بحكم، ذكرها.
وقراءة الباقين بالضم مفهومة من اللفظ والإجماع لا من الضد.
وجه الإسكان بعد الواو والفاء: أن هذه الحروف لعدم استقلالها؛ تنزلت منزلة الجزء مما اتصلت به؛ فصار المذكر ك «عضد»، والمؤنث ك «كتف»؛ فحملا عليهما في الإسكان، وهي لغة نجد.
ووجه الإسكان بعد (ثم) حمل [(ثم)] على الواو والفاء؛ بجامع العطف والتشريك في الإعراب والمعنى.
ووجه إسكان يميل هو [البقرة: 282]: إجراء المنفصل مجرى المتصل؛ كقوله:
فاليوم أشرب غير مستحقب = ... ... ... ...
حيث أجرى [الراء والباء] والغين مجرى «عضد»، ونقل للاستثقال وقوة الفعل.
ووجه التفريق [بين] يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61] وبين الواو والفاء الاستقلال في الأول والثقل فيهما.
[ووجه التحريك]: أنه الأصل؛ بدليل تعينه دونها، وهو لغة الحجازيين، والرسم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/150]
واحد.
تتمة:
تقدم وقف يعقوب على «هو» و«هي» بالهاء وإنّي أعلم [البقرة: 30] في الإضافة وهؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] في «الهمزتين من كلمتين» وفي «باب المد».
ومذهب حمزة في أنبئهم، وفي همزتي بأسمائهم [البقرة: 33] في الوقف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/151]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم [إمالة] سوى [طه: 58] وفسوّاهن [البقرة: 29]، ووقف يعقوب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/148]
على سواهن بالهاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "استوى" و"فسويهن" [الآية: 29] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا كل ما وقع منه و"فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ" "وسواك" بالكهف "وسويه" بالسجدة "وسواك" بالانفطار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الآية: 29] و"وَهِيَ تَجْرِي" أو فاء نحو: "فهو خير لكم، فهي خاوية" أو لام ابتداء نحو: "لَهِيَ الْحَيَوَان" أو ثم نحو: "ثم هو" وفي "يمل هو"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
آخر البقرة، فقالون وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ الكسائي وقالون، وكذا أبو جعفر بخلاف عنهما، ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا، وقرأ أيضا أعني قالون وأبو جعفر بإسكان الهاء في "يمل هو" آخر البقرة بخلف عنهما، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر، والباقون بالضم في الجميع، ولا خلاف في إسكان "لَهْوَ الْحَدِيثِ" إذ ليس بضمير، والتحريك لغة الحجاز والتسكين لغة نجد، ووقف يعقوب على وهو وهي بها السكت، وتقدم قريبا وقف حمزة على بكل شيء وفتح ياء "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي وسكنها الباقون "وعن" الحسن "وعلم" بضم العين وكسر اللام مبنيا للمفعول و"آدم" بالرفع على النيابة عن الفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/384] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [29] قرأ قالون والبصري وعلي بسكون الهاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسونهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (29)}
{استوى}
- أهل الحجاز على الفتح، وأهل نجد على الإمالة، وقرئ في السبعة بهما.
- فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف بالإمالة، وكذا الأعمش.
- وقرأ بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{فسواهن}
- في هذا الفعل ما في الفعل السابق (استو) من الإمالة والفتح.
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت (فسواهنة).
- وقراءة غيره بحذفها.
[معجم القراءات: 1/71]
{وهو}
- قرأ بتسكين الهاء «وهو نافع وأبو عمرو والكسائي وقالون وأبو جعفر والحسن واليزيدي، والإسكان لغة نجد.
- وقرأ الباقون بضم الهاء على الأصل (وهو)، والتحريك لغة الحجاز، وفتح الواو مشهور لغات العرب، وإسكانها (هو) لغة أسد وقيس.
- ووقف يعقوب عليه بهاء السكت (وهوه).
- وروى الأخفش عن ابن عامر (وهو) بتشديد الواو وهي لغة همدان.
{شيء}
- قرأ بالمد المشيع والمتوسط ورش من طريق الأزرق.
- وجاء التوسط في الوصل بخلاف عن حمزة.
- وإذا وقف فله مع هشام النقل مع الإسكان والروم، وله الإدغام معهما.
وانظر الآية/ ۲۰ من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/72]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس