عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:52 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوي هذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/135]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظّلّ ولا الحرور (21) وما يستوي الأحياء ولا الأموات إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور (22) إن أنت إلاّ نذيرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {وما يستوي الأعمى} عن دين اللّه الّذي ابتعث به نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {والبصير} به، الّذي قد أبصر فيه رشده، فاتّبع محمّدًا وصدّقه، وقبل عن اللّه ما ابتعثه به). [جامع البيان: 19/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وإن تدع مثقلة إلى حملها} أي إلى ذنوبها {لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} قال: قرابة قريبة لا يحمل من ذنوبه شيئا ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيئا {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب} أي يخشون النار والحساب، وفي قوله {ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} أي من عمل عملا صالحا فإنما يعمل لنفسه، وفي قوله {وما يستوي}، قال: خلق فضل بعضه على بعض فأما المؤمن فعبد حي الأثر حي البصر حي النية حي العمل، والكافر عبد ميت الأثر ميت البصر ميت القلب ميت العمل). [الدر المنثور: 12/274-275] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول: كما لا يستوي هذا وهذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [الدر المنثور: 12/275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوي هذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/135] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولا الظّلمات ولا النّور} يقول: وما تستوي ظلمات الكفر، ونور الإيمان). [جامع البيان: 19/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوي هذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/135] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {الحرور} [فاطر: 21] : «بالنّهار مع الشّمس» وقال ابن عبّاسٍ: {الحرور} [فاطر: 21] : «باللّيل والسّموم بالنّهار»). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ الحرور باللّيل والسّموم بالنّهار سقط هذا لأبي ذرٍّ هنا وتقدّم في كتاب بدء الخلق قوله وقال غيره الحرور بالنّهار مع الشّمس ثبت هذا هنا للنّسفيّ وحده وهو قول رؤبة كما تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/540]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد القطمير لفافة النواة مثقلة مثقلة وقال ابن عبّاس الحرور باللّيل والسموم بالنّهار وغرابيب سود سواد الغربيب الشّديد السواد
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 فاطر {ما يملكون من قطمير} قال لفافة النواة
وفي قوله 18 فاطر {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} قال إلى ذنوب لا تحمل منه شيء
أما قول ابن عبّاس في الحرور واللّيل فتقدم في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/289-290]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: الحرور بالنّهار مع الشّمس
أي: قال غير مجاهد في قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظل ولا الحرور} (فاطر: 19، 21) وقال: (الحرور بالنّهار مع الشّمس) وفي التّفسير: (وما يستوي الأعمى والبصير) (فاطر: 19) يعني: العالم والجاهل، ولا الظّلمات ولا النّور يعني: الكفر والإيمان، ولا الظل ولا الحرور يعني: الجنّة والنّار، والحرور بالنّهار مع الشّمس، وقيل: الحرور الرّيح الحارة باللّيل، والسموم بالنّهار مع الشّمس.
وقال ابن عبّاسٍ: الحرور باللّيل والسّموم بالنّهار
أي: قال ابن عبّاس في تفسير الحرور ما ذكره ولم يثبت هذا لأبي ذر). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير مجاهد في قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظلمات ولا النور (20) ولا الظل ولا الحرور} [فاطر: 19 - 21] (الحرور بالنهار مع الشمس) عند شدة حرّها. (وقال ابن عباس) في تفسير الحرور (الحرور بالليل والسموم) بفتح المهملة (بالنهار) ونقله ابن عطية عن رؤبة وقال: ليس بصحيح بل الصحيح ما قاله الفرّاء وذكره في الكشاف الحرور السموم إلا أن السموم بالنهار والحرور فيه وفي الليل. قال في الدر: وهذا عجيب منه كيف يرد على أصحاب اللسان يقول من يأخذ عنهم، وسقط لأبي ذر من قوله مثقلة إلى آخره والسموم بالنهار). [إرشاد الساري: 7/311]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (الحرور بالنهار)، أي: هو الحر بالنهار، وقوله: مع الشمس، أي: عند شدة حرها، فالظل مقابله، وغيره فسر الظل بالجنة، والحرور بالنار). [حاشية السندي على البخاري: 3/66]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولا الظّلّ} قيل: ولا الجنّة {ولا الحرور} قيل: النّار، كأنّ معناه عندهم: وما تستوي الجنّة والنّار؛ والحرور بمنزلة السّموم، وهي الرّياح الحارّة.
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنّى، عن رؤبة بن العجّاج، أنّه كان يقول: الحرور باللّيل، والسّموم بالنّهار وأمّا أبو عبيدة فإنّه قال: الحرور في هذا الموضع والنّهار مع الشّمس وأمّا الفرّاء فإنّه كان يقول: الحرور يكون باللّيل والنّهار، والسّموم لا يكون باللّيل إنّما يكون بالنّهار.
والصّواب في ذلك عندنا، أنّ الحرور يكون باللّيل والنّهار، غير أنّه يكون في هذا الموضع بأن يكون كما قال أبو عبيدة: أشبه مع الشّمس، لأنّ الظّلّ إنّما يكون في يومٍ شمسٍ، فذلك يدلّ على أنّه أريد بالحرور: الّذي يوجد في حال وجود الظّلّ). [جامع البيان: 19/356-357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} يقول: وما يستوي الأحياء القلوب بالإيمان باللّه ورسوله، ومعرفة تنزيل اللّه، ولا الأموات القلوب لغلبة الكفر عليها، حتّى صارت لا تعقل عن اللّه أمره ونهيه، ولا تعرف الهدى من الضّلال؛ وكلّ هذه أمثالٌ ضربها اللّه للمؤمن والإيمان، والكافر والكفر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير} الآية، قال: هو مثلٌ ضربه اللّه لأهل الطّاعة وأهل المعصية. يقول: وما يستوي الأعمى والظّلمات والحرور، ولا الأموات، فهو مثل أهل المعصية ولا يستوي البصير ولا النّور، ولا الظّلّ والأحياء، فهو مثل أهل الطّاعة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما يستوي الأعمى} الآية: خلقًا فضّل بعضه على بعضٍ؛ فأمّا المؤمن فعبدٌ حيّ الأثر، حيّ البصر، حيّ النّيّة، حيّ العمل وأمّا الكافر فعبدٌ ميّتٌ، ميّت البصر، ميّت القلب، ميّت العمل.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظّلمات ولا النّور ولا الظّلّ ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه؛ فالمؤمن بصيرٌ في دين اللّه، والكافر أعمى، كما لا يستوي الظّلّ ولا الحرور، ولا الأحياء ولا الأموات، فكذلك لا يستوي هذا المؤمن الّذي يبصر دينه، ولا هذا الأعمى، وقرأ: {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في النّاس} قال: الهدى الّذي هداه اللّه به ونوّره له هذا مثلٌ ضربه اللّه لهذا المؤمن الّذي يبصر دينه، وهذا الكافر الأعمى، فجعل المؤمن حيًّا، وجعل الكافر ميّتًا، ميّت القلب {أومن كان ميتًا فأحييناه} قال: هديناه إلى الإسلام كمن مثله في الظّلمات أعمى القلب، وهو في الظّلمات، أهذا وهذا سواءٌ؟
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول لا مع حروف العطف في قوله: {ولا الظّلمات ولا النّور. ولا الظّلّ ولا الحرور} فقال بعض نحويّي البصرة: قال: ولا الظّلّ ولا الحرور، فيشبهّ أن تكون (لا) زائدةً، لأنّك لو قلت: لا يستوي عمرٌو ولا زيدٌ في هذا المعنى لم يكن إلاّ أن تكون زائدةً؛ وكان غيره يقول: إذا لم تدخل لا مع الواو، فإنّما لم تدخل اكتفاءً بدخولها في أوّل الكلام، فإذا أدخلت فإنّه يراد بالكلام أنّ كلّ واحدٍ منهما لا يساوي صاحبه، فكان معنى الكلام إذا أعيدت لا مع الواو عند صاحب هذا القول: لا يساوي الأعمى البصير ولا البصير الأعمى، فكلّ واحدٍ منهما لا يساوي صاحبه.
وقوله: {إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور} يقول تعالى ذكره: أنّ اللّه يعظ بكتابه وتنزيله من يشاء من خلقه؛ حتّى يتعظ به ويعتبر، وينقاد للحقّ ويؤمن به، وما أنت يا محمّد بمسمعٍ من في القبور كتاب اللّه، فيهديهم به إلى سبيل الرّشاد، فكذلك لا يقدر أن ينفع بمواعظ كتاب اللّه، وبينات حججه، من كان ميّت القلب من أحياء عباده، عن معرفة اللّه، وفهم كتابه وتنزيله، وواضح حججه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور} كما لا يسمع من في القبور، كذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما يسمع). [جامع البيان: 19/357-359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (فإنك لا تسمع الموتى) (الروم 52) {وما أنت بمسمع من في القبور} قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقف على القتلى يوم بدر ويقول: هل وجدتم ما وعد ربكم حقا يا فلان بن فلان، ألم تكفر بربك ألم تكذب نبيك ألم تقطع رحمك فقالوا: يا رسول الله أيسمعون ما نقول قال: ما أنتم بأسمع منهم لما أقول، فأنزل الله (فإنك لا تسمع الموتى) {وما أنت بمسمع من في القبور} ومثل ضربة الله للكفار أنهم لا يسمعون لقوله). [الدر المنثور: 12/275-276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن أنت إلاّ نذيرٌ} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أنت إلاّ نذيرٌ تنذر هؤلاء المشركين باللّه، الّذين طبع اللّه على قلوبهم، ولم يرسلك ربّك إليهم إلاّ لتبلّغ رسالته، ولم يكلّفك من الأمر ما لا سبيل لك إليه؛ فأمّا اهتداؤهم وقبولهم منك ما جئتهم به، فإنّ ذلك بيد اللّه لا بيدك، ولا بيد غيرك من النّاس، فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ إن هم لم يستجيبوا لك). [جامع البيان: 19/360]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرًا ونذيرًا وإن من أمّةٍ إلاّ خلا فيها نذيرٌ (24) وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير (25) ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّا أرسلناك} يا محمّد {بالحقّ} يعني: بالدّين الحقّ وهو الإيمان باللّه وشرائع الدّين الّتي افترضها على عباده {بشيرًا} يقول: مبشّرًا بالجنّة من صدّقك وقبل منك ما جئته به من عند اللّه من النّصيحة {ونذيرًا} تنذر النّار من كذّبك وردّ عليك ما جئته به من عند اللّه من النّصيحة {وإن من أمّةٍ إلاّ خلا فيها نذيرٌ} يقول: وما من أمّةٍ من الأمم الخالية الدّائنة بملّةٍ إلاّ خلا فيها من قبلك نذيرٌ ينذرهم بأسنا على كفرهم باللّه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإن من أمّةٍ إلاّ خلا فيها نذيرٌ} كلّ أمّةٍ كان لها رسولٌ). [جامع البيان: 19/360-361]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير} يقول تعالى ذكره مسليًا نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يلقى من مشركي قومه من التّكذيب: {وإن يكذّبك} يا محمّد مشركو قومك، {فقد كذّب الّذين من قبلهم} من الأمم الّذين {جاءتهم} رسلنا {بالبيّنات} يقول: بحججٍ من اللّه واضحةٍ {وبالزّبر} يقول: وجاءتهم بالكتب من عند اللّه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بالبيّنات وبالزّبر} أي الكتب.
وقوله: {وبالكتاب المنير} يقول: وجاءهم من اللّه الكتاب المنير لمن تأمّله وتدبّره أنّه الحقّ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وبالكتاب المنير} يضعّف الشّيء وهو واحدٌ). [جامع البيان: 19/361]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير (25) ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276] (م)

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير} يقول تعالى ذكره: ثمّ أهلكنا الّذين جحدوا رسالة رسلنا، وحقيقة ما دعوهم إليه من آياتنا، وأصرّوا على جحودهم {فكيف كان نكير} يقول: فانظر يا محمّد كيف كان تغييري لهم، وحلول عقوبتي بهم). [جامع البيان: 19/362]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير (25) ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276] (م)


رد مع اقتباس