عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 06:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا (105) فيذرها قاعًا صفصفًا (106) لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا (107) يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلا همسًا (108)}
يقول تعالى: {ويسألونك عن الجبال} أي: هل تبقى يوم القيامة أو تزول؟ {فقل ينسفها ربّي نسفًا} أي: يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيّرها تسييرًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 316]

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فيذرها} أي: الأرض {قاعًا صفصفًا} أي: بساطًا واحدًا.
والقاع: هو المستوي من الأرض. والصّفصف تأكيدٌ لمعنى ذلك، وقيل: الّذي لا نبات فيه. والأوّل أولى، وإن كان الآخر مرادًا أيضًا باللّازم؛ ولهذا قال: {لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} أي: لا ترى في الأرض يومئذٍ واديًا ولا رابيةً، ولا مكانًا منخفضًا ولا مرتفعًا، كذلك قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٌ، والحسن البصريّ، والضّحّاك، وقتادة، وغير واحدٍ من السّلف). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 316]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له} أي: يوم يرون هذه الأحوال والأهوال، يستجيبون مسارعين إلى الدّاعي، حيثما أمروا بادروا إليه، ولو كان هذا في الدّنيا لكان أنفع لهم، ولكن حيث لا ينفعهم، كما قال تعالى: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} [مريم: 38]، وقال: {مهطعين إلى الدّاع يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ} [القمر: 8].
قال محمّد بن كعبٍ القرظي: يحشر اللّه النّاس يوم القيامة في ظلمة، وتطوي السماء، وتتناثر النّجوم، وتذهب الشّمس والقمر، وينادي منادٍ، فيتبع النّاس الصّوت [فيأتونه] فذلك قوله: {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي لا عوج له}.
وقال قتادة: {لا عوج له} لا يميلون عنه.
وقال أبو صالحٍ: {لا عوج له} لا عوج عنه.
وقوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن}: قال ابن عبّاسٍ: سكنت: وكذا قال السّدّيّ.
{فلا تسمع إلا همسًا} قال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: يعني: وطء الأقدام. وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، والضّحاك، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، وابن زيدٍ، وغيرهم.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {فلا تسمع إلا همسًا}: الصّوت الخفيّ. وهو روايةٌ عن عكرمة، والضّحّاك.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {فلا تسمع إلا همسًا}: الحديث، وسرّه، ووطء الأقدام. فقد جمع سعيدٌ كلا القولين وهو محتملٌ، أمّا وطء الأقدام فالمراد سعي النّاس إلى المحشر، وهو مشيهم في سكونٍ وخضوعٍ. وأمّا الكلام الخفيّ فقد يكون في حالٍ دون حالٍ، فقد قال تعالى: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ} [هودٍ: 105]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 316-317]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلا من أذن له الرّحمن ورضي له قولا (109) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا (110) وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلمًا (111) ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا (112)}.
يقول تعالى: {يومئذٍ} أي: يوم القيامة {لا تنفع الشّفاعة} أي: عنده {إلا من أذن له الرّحمن ورضي له قولا} كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، وقوله: {وكم من ملكٍ في السّماوات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى} [النّجم: 26]، وقال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] وقال: {ولا تنفع الشّفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأٍ: 23]، وقال: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النّبأ: 38].
وفي الصّحيحين، من غير وجهٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو سيّد ولد آدم، وأكرم الخلائق على اللّه عزّ وجلّ أنّه قال: "آتي تحت العرش، وأخرّ للّه ساجدًا، ويفتح عليّ بمحامد لا أحصيها الآن، فيدعني ما شاء اللّه أن يدعني، ثمّ يقول: يا محمّد، ارفع رأسك، وقل يسمع واشفع تشفّع". قال: "فيحدّ لي حدًّا، فأدخلهم الجنّة، ثمّ أعود"، فذكر أربع مرّاتٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء.
وفي الحديث [أيضًا] يقول تعالى: أخرجوا من النّار من كان في قلبه مثقال حبّةٍ من إيمانٍ، فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثمّ يقول: أخرجوا من النّار من كان في قلبه نصف مثقالٍ من إيمانٍ، أخرجوا من النّار من كان في قلبه ما يزن ذرّةً، من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ" الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 317-318]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} أي: يحيط علمًا بالخلائق كلّهم، {ولا يحيطون به علمًا} كقوله: {ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء} [البقرة: 255]).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 318]

رد مع اقتباس