عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:25 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} [طه: 111] سعيدٌ، عن قتادة قال: ذلّت الوجوه للحيّ القيّوم.
قال قتادة: القائم على كلّ شيءٍ.
وقال الحسن: القائم على كلّ نفسٍ بما كسبت حتّى يجزيها بعملها.
قوله: {وقد خاب من حمل ظلمًا} [طه: 111] من حمل شركًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم...}

يقال نصبت له عملت له وذكر أيضاً أنه وضع المسلم يديه وجبهته وركبتيه إذا سجد وركع وهو في معنى العربيّة أن يقول الرجل عنوت لك: خضعت لك وأطعتك.
ويقال الأرض لم تعن بشيء أي لم تنبت شيئاً، ويقال: لم تعن بشيء والمعنى واحد كما قيل حثوت عليه التراب وحثيت التراب.
والعنوة في قول العرب: أخذت هذا الشيء عنوة يكون غلبة ويكون عن تسليم وطاعة ممّن يؤخذ منه الشيء قال الشاعر:
فما أخذوها عن مودّةٍ =ولكن بضرب المشرفيّ استقالها
فهذا على معنى الطاعة والتسليم بلا قتال). [معاني القرآن: 2/193،192]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلماً}
وقال: {وعنت الوجوه} يقول: "عنت" "تعنو" "عنوّاً").[معاني القرآن: 3/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وعنت الوجوه}: أي خضعت يقال عنا لك وجهي يعنو عنوا أي خضع، والعاني الأسير والنساء عوان عند أزواجهن منه).
[غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وعنت الوجوه} أي ذلّت. وأصله من عنيته: أي حبسته.
ومنه قيل للأسير: عان). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلما}
معنى عنت في اللغة خضعت، يقال عنا يعنو إذا خضع، ومنه قيل أخذت البلاد عنوة، إذا أخذت غلبة، وأخذت بخضوع من أهلها). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وعنت الوجوه للحي القيوم} أي: خضعت وذلت). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ}: أي ذلت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَعَنَـتْ}: خضعـت). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} [طه: 112] لا يجزى بالعمل الصّالح في الآخرة إلا المؤمن، ويجزى به الكافر في الدّنيا.
قال: {فلا يخاف ظلمًا} [طه: 112] أن يزاد عليه سيّئاته في تفسير الحسن.
وقال قتادة: لا يخاف أن يحمل عليه من ذنب غيره.
{ولا هضمًا} [طه: 112] لا ينقص من حسناته.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: لا يخاف ظلمًا ولا نقصًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/282]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا يخاف ظلماً ولا هضماً...}

تقول العرب: هضمت لك من حقّي أي حططته، وجاء عن علي بن أبي طالب في يوم الجمل أنه قيل له أهضم أم قصاصٌ قال: ما عمل به فهو تحت قديّ هاتين فجعله هدراً وهو النقص). [معاني القرآن: 2/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن يعمل من الصّالحات} مجازه ومن يعمل الصالحات، و " من " من حروف الزوائد، وفي آية أخرى: " فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين،
وقال الشاعر:
جزيتك ضعف الحبّ لما استثبته=وما إن جزاك الضّعف من أحدٍ قبلي
زاد " من " لماكن النفي لا تزاد " من " في أمرٍ واجبٍ، يقال: ما عندي من شيء وما عندك من خيرٍ وهل عندك من طعام، فإذا كان واجباً لم يجز شيء من هذا فلا تقول: عندي من خير ولا عندي من درهم وأنت تريد: عندي درهم). [مجاز القرآن: 2/31]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا هضماً} أي ولا نقيصة،
قال لبيد:
ومقسّمٌ يعطي العشيرة حقّها=ومغذمرٌ لحقوقها هضّامها
يقال: هضمني فلان حقي ومنه هضيم الكشح أي ضامر البطن ومنه، طلعها هضيمٌ قد لزق بعضه ببعض وضم بعضه بعضاً، ويقال: هضمني طعامي، ألا ترى أنه قد ذهب ؛
وهو في قول أحسن: أكيلٌ هضومٌ مطعمٌ قد أمكن أن يؤكل). [مجاز القرآن: 2/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا هضما}: أي نقيصة ومنه هضمني حقي ومنه هضيم الكشح أي ليس بمنتفخ البطن ومنه هضيم الكشح أي ليس بمنتفخ البطن ومنه طلعها هضيم قد لزق بعضه ببعض ومنه: هضمي الطعام). [غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا هضماً} أي نقصة. يقال: تهضّمني حقّي وهضمني.
ومنه هضيم الكشحين: أي ضامر الجنبين، كأنهما هضما. وقوله: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ} أي منهضم).[تفسير غريب القرآن: 282،283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما}
الهضم: النّقص، يقال فلان يهضمني حقي أي ينقصني، كذلك هذا شيء يهضم الطعام، أي ينقص ثقلته). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا هضما} الهضم: النقص). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا هَضْمًا}: أي نقيصة. ومنه قوله: هضيم الكشحين، أي ضامر الجنبين كأنهما هضما.
وقوله تعالى: {ونخل طلعها هضيم}: أي منضم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {هَضْمـاً}: نقصـاً). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكذلك أنزلناه قرءانًا عربيًّا وصرّفنا فيه من الوعيد} [طه: 113] من يعمل كذا فله كذا، فذكره في هذه السّورة ثمّ في سورةٍ أخرى.
{لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكرًا} [طه: 113] تفسير السّدّيّ: لعلّهم يتّقون ويحدث لهم ذكرًا، يعني القرون الأولى.
والألف هاهنا صلةٌ.
وهي تقرأ بالياء والتّاء.
فمن قرأها بالياء يقول: أو يحدث لهم القرآن ذكرًا أي جدًّا وورعًا في تفسير قتادة.
ومن قرأها بالتّاء يقول: أو تحدث لهم يا محمّد ذكرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/282]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو يحدث لهم ذكراً...}.

شرفاً وهو مثل قول الله {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} أي شرف ويقال {أو يحدث لهم ذكراً} عذاباً أي يتذكرون حلول العذاب الذي وعدوه). [معاني القرآن: 2/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وصرّفنا فيه من الوعيد} مجازه بيناً). [مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين=وربما كانت بمعنى واو النّسق.
كقوله: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يريد: عذرا ونذرا. وقوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وقوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكرا.
هذا كلّه عند المفسرين بمعنى واو النّسق). [تأويل مشكل القرآن: 544]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتعالى اللّه} [طه: 114] من باب العلوّ: ارتفع.
{الملك الحقّ} [طه: 114] والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه.
{ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] سعيدٌ، عن قتادة قال: بيانه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/282]
وقال الحسن: فرائضه، وحدوده، وأحكامه، وحلاله، وحرامه.
كان النّبيّ عليه السّلام إذا نزل عليه الوحي يقرأه ويدئب فيه نفسه مخافة أن ينسى، فأنزل اللّه: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به} [القيامة: 16] نحن نحفظه عليك فلا تنسى.
قال اللّه: {إلا ما شاء اللّه} [الأنعام: 128]، وهو قوله: {سنقرئك فلا تنسى {6} إلا ما شاء اللّه} [الأعلى: 6-7]، وهو قوله: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها} [البقرة: 106] ينسها نبيّه.
قال: {فإذا قرأناه فاتّبع قرءانه} [القيامة: 18] فرائضه، وحدوده، والعمل به.
وقال السّدّيّ: {من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] يعني لا تعجل بالقرآن من قبل أن ينزل إليك جبريل بالوحي.
قال: {وقل ربّ زدني علمًا} [طه: 114] وقال مجاهدٌ: {ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114]...
لا تتله على أحدٍ حتّى نتمّه لك). [تفسير القرآن العظيم: 1/283]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل إن يقضى إليك وحيه...}

كان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل بالوحي عجل بقراءته قبل أن يستتمّ جبريل تلاوته، فأمر ألاّ يعجل حتى يستتمّ جبريل تلاوته،
وقوله: {فنسي} ترك ما أمر به).[معاني القرآن: 2/193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} أي لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ من وحيه إليك.
وكان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- يبادر بقراءته قبل أن يتمم جبريل، خوفا من النسيان). [تفسير غريب القرآن: 283]

رد مع اقتباس