عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:48 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى (9) إذ رأى نارًا فقال لأهله امكثوا إنّي آنست نارًا لعلّي آتيكم منها بقبسٍ أو أجد على النّار هدًى}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم مسلّيه عمّا يلقى فيه من الشّدّة من مشركي قومه، ومعرفة ما إليه صائرٌ أمره وأمرهم، وأنّه معليه عليهم، وموهن كيد الكافرين، ويحثّه على الجدّ في أمره، والصّبر على عبادته، وأن يتذكّر فيما ينوبه فيه من أعدائه من مشركي قومه وغيرهم، وفيما يزاول من الاجتهاد في طاعته ما نال أخاه موسى صلوات اللّه عليه من عدوّه فرعون، ثمّ من قومه، ومن بني إسرائيل وما لقي فيه من البلاء والشّدّة طفلاً صغيرًا، ثمّ يافعًا مترعرعًا، ثمّ رجلاً كاملاً: {وهل أتاك} يا محمّد {حديث موسى} ابن عمران {إذ رأى نارًا}؟). [جامع البيان: 16/18]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى أو أجد على النار هدى قال من يهديني الطريق). [تفسير عبد الرزاق: 2/15]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {بقبسٍ} [طه: 10] : " ضلّوا الطّريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطّريق آتكم بنارٍ توقدون "). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ بقبسٍ ضلّوا الطّريق وكانوا شاتين إلخ وصله بن عيينة من طريق عكرمة عنه وفي آخره آنكم بنارٍ توقدون ووقع في رواية أبي ذرٍّ تدفئون). [فتح الباري: 8/433]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {بقبس} ضلوا الطّريق وكانوا شاتين فقال إن لم أجد عليها من يهدي الطّريق آتكم بنار توقدون
قال سعيد بن عبد الرّحمن عن ابن عيينة في تفسيره بالإسناد المتقدّم إليه قريبا عن أبي سعد عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 10 طه {لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النّار هدى} قال من يهدي الطّريق
وبه في قوله 10 طه {لعلي آتيكم منها بقبس} أو جذوة من النّار لعلّكم تصطلون قال ابن عبّاس ضلوا الطّريق وكانوا شاتين فلمّا رأى النّار قال لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النّار هدى أهتدي به الطّريق فإن لم أجد أحدا يهدي آتيكم بنار تستدفئون بها). [تغليق التعليق: 4/254-255]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس) في قوله تعالى ({بقبس} ضلوا}) أي موسى وأهله (الطريق) في سيرهم لمصر (وكانوا شاتين) في ليلة مظلمة مثلجة ونزلوا منزلًا بين شعاب وجبال وولد له ابن وتفرقت ماشيته وجعل يقدح بزند معه ليوري فجعل لا يخرج منه شرر فرأى من جانب الطور نارًا (فقال) لأهله امكثوا إني أبصرت نارًا (إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون) وفي نسخة لأبي ذر تدفؤون بفتح الفوقية والفاء بدل توقدون وقوله في الآية ({لعلكم تصطلون}) يدل على البرد وبقبس على وجود الظلام ({أو أجد على النار هدى}) على أنه قد تاه عن الطريق، وقول ابن عباس هذا ثابت هنا على هامش الفرع كأصله مخرج له بعد قوله في الدنيا في رواية أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/237]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إذ رأى نارًا} ذكر أنّ ذلك كان في الشّتاء ليلاً، وأنّ موسى كان أضلّ الطّريق، فلمّا رأى ضوء النّار {قال لأهله} ما قال.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا قضى موسى الأجل، سار بأهله فضلّ الطّريق.
قال عبد اللّه بن عبّاسٍ: كان في الشّتاء، ورفعت لهم نارٌ، فلمّا رآها ظنّ أنّها نارٌ، وكانت من نور اللّه {قال لأهله امكثوا إنّي آنست نارًا}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبّهٍ اليمانيّ، قال: لمّا قضى موسى الأجل، خرج ومعه غنمٌ له، ومعه زندٌ له، وعصاه في يده يهشّ بها على غنمه نهارًا، فإذا أمسى اقتدح بزنده نارًا، فبات عليها هو وأهله وغنمه، فإذا أصبح غدًا بأهله وبغنمه، يتوكّأ على عصاه، فلمّا كانت اللّيلة الّتي أراد اللّه بموسى كرامته، وابتداءه فيها بنبوّته وكلامه، أخطأ فيه الطّريق حتّى لا يدري أين يتوجّه، فأخرج زنده ليقتدح نارًا لأهله ليبيتوا عليها حتّى يصبح، ويعلم وجه سبيله، فأصلد زنده فلا يوري له نارًا، فقدح حتّى إذا أعياه لاحت النّار فرآها، فـ {قال لأهله امكثوا إنّي آنست نارًا لعلّي آتيكم منها بقبسٍ أو أجد على النّار هدًى}.
- حدّثني يونس، قال: حدّثنا سفيان، عن أبى سعيدٍ، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: كانو شاتين، فلما رأى النار قال: لعلّي آتيكم منها بخبرٍ.
وعنى بقوله: {آنست نارًا} وجدت، ومن أمثال العرب: بعد اطّلاعٍ إيناسٌ، ويقال أيضًا: بعد طلوعٍ إيناسٌ، وهو مأخوذٌ من الأنس.
وقوله: {لعلّي آتيكم منها بقبسٍ} يقول: لعلّي أجيئكم من النّار الّتي آنست بشعلةٍ.
والقبس: هو النّار في طرف العود أو القصبة. يقول القائل لصاحبه: أقبسني نارًا، فيعطيه إيّاها في طرف عودٍ أو قصبةٍ.
وإنّما أراد موسى بقوله لأهله: {لعلّي آتيكم منها بقبسٍ} لعلّي آتيكم بذلك لتصطلوا به.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبّهٍ، {لعلّي آتيكم منها بقبسٍ} قال: بقبسٍ تصطلون.
وقوله: {أو أجد على النّار هدًى} يقول: أو لأجد على النار دلالةٌ تدلّ على الطّريق الّذي أضللناه، إمّا من خبرٍ هادٍ يهدينا إليه، وإمّا من بيانٍ وعلمٍ نتبيّنه به ونعرفه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أو أجد على النّار هدًى} يقول: من يدلّ على الطّريق.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أو أجد على النّار هدًى} قال: هادٍ يهديه الطّريق.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أو أجد على النّار هدًى} أي هداةً يهدونه الطّريق.
- حدّثني أحمد بن المقدام، قال: حدّثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يحدّث، عن قتادة، عن صاحبٍ له عن حديث ابن عبّاسٍ، أنّه زعم أنّها أيلة {أو أجد على النّار هدًى} وقال أبي: وزعم قتادة أنّه هدى الطّريق.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {أو أجد على النّار هدًى} قال: من يهديني إلى الطّريق.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبّهٍ، {أو أجد على النّار هدًى} قال: هدًى عن علم الطّريق الّذي أضللنا بنعتٍ من خبرٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي سعيدٍ، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ {لعلّي آتيكم منها بقبسٍ أو أجد على النّار هدًى} قال: كانوا أضلّوا عن الطّريق، فقال: لعلّني أجد من يدلّني على الطّريق، أو آتيكم بقبسٍ لعلّكم تصطلون). [جامع البيان: 16/18-22]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو أجد على النار هدى يهديه الطريق). [تفسير مجاهد: 393-394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إني آنست نارا} أي أحسست نارا، {أو أجد على النار هدى} قال: من يهديني). [الدر المنثور: 10/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله: {أو أجد على النار هدى} قال: من يهديني إلى الطريق وكانوا شاتين فضلوا الطريق). [الدر المنثور: 10/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {أو أجد على النار هدى} يقول: من يدل على الطريق). [الدر المنثور: 10/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أو أجد على النار هدى} قال: يهديه الطريق). [الدر المنثور: 10/162-163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {أو أجد على النار هدى} قال: هاد يهديني إلى الماء). [الدر المنثور: 10/163]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا أتاها نودي يا موسى (11) إنّي أنا ربّك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوًى}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أتى النّار موسى، ناداه ربّه: {يا موسى إنّي أنا ربّك فاخلع نعليك}.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبّهٍ، قال: خرج موسى نحوها، يعني نحو النّار، فإذا هي في شجرٍ من العلّيق، وبعض أهل الكتاب يقول في عوسجةٍ، فلمّا دنا استأخرت عنه، فلمّا رأى استئخارها رجع عنها، وأوجس في نفسه منها خيفةً، فلمّا أراد الرّجعة، دنت منه ثمّ كلّم من الشّجرة، فلمّا سمع الصّوت استأنس، وقال اللّه تبارك وتعالى: يا موسى {اخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوًى} ). [جامع البيان: 16/22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال: لما رأى موسى النار انطلق يسير حتى وقف منها قريبا فإذا هو بنار عظيمة: تفور من ورق الشجر خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق لا تزداد النار فيما يرى إلا عظما وتضرما ولا تزداد الشجرة على شدة الحريق إلا خضرة وحسنا فوقف ينظر لا يدري ما يصنع إلا أنه قد ظن أنها شجرة تحترق وأوقد إليها موقد فنالها فاحترقت وإنه إنما يمنع النار شدة خضرتها وكثرة مائها وكثافة ورقها وعظم جذعها فوضع أمرها على هذا فوقف وهو يطمع أن يسقط منها شيء فيقتبسه فلما طال عليه ذلك أهوى إليها بضغث في يده وهو يريد أن يقتبس من لهبها فلما فعل ذلك موسى مالت نحوه كأنها تريده فاستأخر عنها وهاب ثم عاد فطاف بها ولم تزل تطمعه ويطمع بها ثم لم يكن شيء بأوشك من خمودها فاشتد عند ذلك عجبه وفكر موسى في أمرها فقال: هي نار ممتنعة لا يقتبس منها ولكنها تتضرم في جوف شجرة فلا تحرقها ثم خمودها على قدر عظمها في أوشك من طرفة عين، فلما رأى ذلك موسى قال: إن لهذه شأنا، ثم وضع أمرها على أنها مأمورة أو مصنوعة لا يدري من أمرها ولا بما أمرت ولا من صنعها ولا لم صنعت فوقف متحيرا لا يدري أيرجع أم يقيم فبينا هو على ذلك إذ رمى بطرفه نحو فرعها فإذا هو أشد مما كان خضرة ساطعة في السماء ينظر إليها يغشى الظلام ثم لم تزل الخضرة تنور وتصفر وتبيض حتى صارت نورا ساطعا عمودا بين السماء والأرض عليه مثل شعاع الشمس تكل دونه الأبصار كلما نظر إليه يكاد يخطف بصره فعند ذلك اشتد خوفه وحزنه فرد يده على عينيه ولصق بالأرض وسمع الحنين والوجس، إلا أنه سمع حينئذ شيئا لم يسمع السامعون بمثله عظما فلما بلغ موسى الكرب واشتد عليه الهول نودي من الشجرة فقيل: يا موسى فأجاب سريعا وما يدري من دعاه وما كان سرعة إجابته إلا استئناسا بالإنس فقال لبيك مرارا إني لأسمع صوتك وأحس حسك ولا أرى مكانك فأين أنت قال: أنا فوقك ومعك وخلفك وأقرب إليك من نفسك.
فلما سمع هذا موسى علم أنه لا ينبغي هذا إلا لربه فأيقن به فقال: كذلك أنت يا إلهي فكلامك أسمع أم رسولك قال: بل أنا الذي أكلمك فادن مني فجمع موسى يديه في العصا ثم تحامل حتى استقل قائما فرعدت فرائصه حتى اختلفت واضطربت رجلاه وانقطع لسانه وانكسر قلبه ولم يبق منه عظم يحمل آخر فهو بمنزلة الميت إلا أن روح الحياة تجري فيه ثم زحف على ذلك وهو مرعوب حتى وقف قريبا من الشجرة التي نودي منها، فقال له الرب تبارك وتعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى} قال: هي عصاي، قال: ما تصنع بها - ولا أحد أعلم منه بذلك - قال موسى: {أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى} قد علمتها وكان لموسى في العصا مآرب كان لها شعبتان ومحجن تحت الشعبتين فإذا طال الغصن حناه بالمحجن وإذا أراد كسره لواه بالشعبتين وكان يتوكأ عليها ويهش بها وكان إذا شاء ألقاها على عاتقه فعلق بها قوسه وكنانته ومرجامه ومخلاته وثوبه وزادا إن كان معه وكان إذا ارتع في البرية حيث لا ظل له ركزها ثم عرض بالوتد بين شعبتيها وألقى فوقها كساءه فاستظل بها ما كان مرتعا وكان إذا ورد ماء يقصر عنه رشاؤه وصل بها وكان يقاتل بها السباع عن غنمه، قال له الرب {ألقها يا موسى} فظن موسى أنه يقول: ارفضها، فألقاها على وجه الرفض ثم حانت منه نظرة فإذا بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون يرى يلتمس كأنه يبتغي شيئا يريد أخذه يمر بالصخرة مثل الخلفة من الإبل فيلتقمها ويطعن بالناب من أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها عينان توقدان نارا وقد عاد المحجن عرقا فيه شعر مثل النيازك وعاد الشعبتان فهما مثل القليب الواسع فيه أضراس وأنياب لها صريف فلما عاين ذلك موسى (ولى مدبرا ولم يعقل) (النمل آية 10) فذهب حتى أمعن ورأى أنه قد أعجز الحية ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه ثم {نودي يا موسى} أن ارجع حيث كنت فرجع وهو شديد الخوف فقال: خذها بيمينك ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى، قال: وكان على موسى حينئذ مدرعة فجعلها في يده فقال له ملك: أرأيت يا موسى لو أذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغني عنك شيئا قال: لا، ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت، فكشف عن يده ثم وضعها على فم الحية ثم سمع حس الأضراس والأنياب ثم قبض فإذا هي عصاه التي عهدها وإذا يده في موضعها الذي كان يضعها إذا تؤكأ بين الشعبتين، قال له ربه: ادن، فلم يزل يدينه - حتى شد ظهره بجذع الشجرة، فاستقر وذهبت عنه الرعدة وجمع يديه في العصا وخضع برأسه وعنقه ثم قال له: إني قد أقمتك اليوم في مقام لا ينبغي لبشر بعدك أن يقوم مقامك، إذ أدنيتك وقربتك حتى سمعت كلامي وكنت بأقرب الأمكنة مني فانطلق برسالتي فإنك بعيني وسمعي وإن معك يدي وبصري وإني قد ألبستك جبة من سلطاني لتكمل بها القوة في أمري فأنت جند عظيم من جنودي بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي بطر من نعمتي وأمن مكري وغرته الدنيا حتى جحد حقي وأنكر ربوبيتي وعد من دوني وزعم أنه لا يعرفني وإني لأقسم بعزتي: لولا العذر والحجة التي وضعت بيني وبين خلقي، لبطشت به بطشة جبار - يغضب لغضبه السموات والأرض والجبال والبحار - فإن أمرت السماء حصبته وإن أمرت الأرض ابتلعته وإن أمرت البحار غرقته وإن أمرت الجبال دمرته ولكنه هان علي وسقط من عيني وسعه حلمي واستغنيت بما عندي وحق لي أني أنا الغني لا غني غيري فبلغه رسالتي وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخلاص اسمي وذكره بآياتي وحذره نقمتي وبأسي وأخبره أنه لا يقوم شيء لغضبي وقل له فيما بين ذلك: {قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} وأخبره أني أنا العفو والمغفرة أسرع مني إلى الغضب والعقوبة ولا يروعنك ما ألبسته من لباس الدنيا فإن ناصيته بيدي ليس يطرف ولا ينطق ولا يتنفس إلا بإذني وقل له: أجب ربك فإنه واسع المغفرة فإنه قد أمهلك أربعمائة سنة - في كلها أنت مبارزه بالمحاربة تتشبه وتتمثل به وتصد عباده عن سبيله وهو يمطر عليك السماء وينبت لك الأرض لم تسقم ولم تهرم ولم تفتقر ولم تغلب ولو شاء أن يجعل لك ذلك أو يسلبكه فعل ولكنه ذو أناة وحلم عظيم وجاهده بنفسك وأخيك وأنتما محتسبان بجهاده فإني لو شئت أن آتيه بجنود لا قبل له بها فعلت ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذي قد أعجبته نفسه وجموعه: أن الفئة القليلة ولا قليل مني تغلب الفئة الكبيرة بإذني ولا يعجبنكما زينته ولا ما متع به ولا تمدا إلى ذلك أعينكما فإنها زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين وإني لو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة يعلم فرعون - حين ينظر إليها - أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما فعلت ولكن أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقد نما ما حويت لهم من ذلك فإني لأذودهم عن نعيمها ورخائها كما يذود الراعي الشفيق غنمه من مواقع الهلكة وإني لأجنبهم شكوها وغنمها كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة وما ذاك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفرا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى واعلم أنه لم يتزين إلي العباد بزينة، هي أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا فإنه زينة المتقين عليهم منه: لباس يعرفون به من السكينة والخشوع (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) (الفتح آية 29) أولئك هم أوليائي حقا فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك وذلل لهم قلبك ولسانك واعلم أنه من أهان لي وليا أو أخافه فقد بارزني بالمحاربة وبادأني وعرض لي نفسه ودعاني إليها وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي فيظن الذي يحاربني أو يعاديني أن يعجزني أو يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أكل نصرتهم إلى غيري قال: فأقبل موسى إلى فرعون في مدينة قد جعل حولها الأسد في غيضة قد غرسها والأسد فيها مع ساستها إذا أرسلها على أحد أكلته وللمدينة أربعة أبواب في الغيضة فأقبل موسى من الطريق الأعظم الذي يراه فرعون فلما رأته الأسد صاحت صياح الثعالب فأنكر ذلك الساسة وفرقوا من فرعون فأقبل موسى حتى انتهى إلى الباب الذي فيه فرعون فقرعه بعصاه وعليه جبة من صوف وسراويل فلما رآه البواب عجب من جراءته فتركه ولم يأذن له فقال: هل تدري باب من أنت تضرب إنما أنت تضرب باب سيدك، قال: أنت وأنا وفرعون عبيد لربي فأنا ناصره فأخبر البواب الذي يليه من البوابين حتى بلغ ذلك أدناهم ودونه سبعون حجابا كل حاجب منهم تحت يده من الجنود ما شاء الله حتى خلص الخبر إلى فرعون فقال: أدخلوه علي فأدخل فلما أتاه قال له فرعون: أعرفك قال: نعم، قال: {ألم نربك فينا وليدا} الشعراء آية 18 قال: فرد إليه موسى الذي رد، قال: فرعون خذوه، فبادر موسى (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) (الشعراء آية 32) فحملت على الناس فانهزموا منها فمات منهم خمسة وعشرون ألفا قتل بعضهم بعضا وقام فرعون منهزما حتى دخل البيت فقال لموسى: {فاجعل بيننا وبينك موعدا} ننظر فيه، قال: موسى: لم أؤمر بذلك إنما أمرت بمناجزتك وإن أنت لم تخرج إلي دخلت عليك، فأوحى الله إلى موسى: أن اجعل بينك وبينه أجلا وقل له: أن يجعله هو، قال فرعون: اجعله إلى أربعين يوما ففعل، قال: وكان فرعون لا يأتي الخلاء إلا في كل أربعين يوما مرة فاختلف ذلك اليوم أربعين مرة، قال: وخرج موسى من المدينة فلما مر بالأسد خضعت له بأذنابها وسارت مع موسى تشعيه ولا تهيجه ولا أحدا من بني إسرائيل). [الدر المنثور: 10/163-170]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فاخلع نعليك قال كانتا من جلد حمار فقيل له اخلعهما فالقدس قدس بها مرتين وطوى اسم الوادي). [تفسير عبد الرزاق: 2/15]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن كعب الأحبار قال كانتا من جلد حمار ميت). [تفسير عبد الرزاق: 2/15]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عاصم عن أبي قلابة عن كعب قال هل تدرون لم قال الله لموسى اخلع نعليك قال إنهما كانتا من جلد حمار ميت فأمر أن يباشر القدس بقدميه). [تفسير عبد الرزاق: 2/15]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن مسعر عن مصعب بن شيبة عن ابن الزبير قال كانت الأئمة من بني إسرائيل إذا بلغوا طوى خلعوا نعالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/15-16]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن جريج عن أشياخهم أن تبعا لما بلغ مرا نزل عن دابته وخلع نعليه تعظيما للحرم ثم مشى حتى أتى البيت). [تفسير عبد الرزاق: 2/16]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن جابر بن زيد عن عمير بن سعيد عن علي قال كانتا من جلد حمار فقيل له اخلعهما). [تفسير عبد الرزاق: 2/16]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عاصمٍ الأحول عن أبي قلابة عن كعبٍ في قول الله: {فاخلع نعليك} قال {إنك بالواد المقدس} قال: كانتا من جلد حمارٍ ميّتٍ فأراد ربّك أن يمسّ القدس كله [الآية: 12]). [تفسير الثوري: 192]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن جابرٍ عن عمير بن سعيدٍ عن عليّ بن أبي طالبٍ قال: كانتا من جلد حمار ميت [الآية: 12].
سفيان [الثوري] عن حصينٍ عن عكرمة مثله). [تفسير الثوري: 192-193]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( (بالوادي المقدّس) : «المبارك» {طوًى} [طه: 12] : " اسم الوادي). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله هوى شقي وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة أيضًا قوله سيرتها حالتها الأولى وقوله النّهى التّقى بالوادي المقدّس المبارك طوًى اسم الوادي تقدّم كلّه في أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/434] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشّقاء {هوى} شقي {المقدّس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا وقال مجاهد {مكانا سوى} منتصف بينهم {يبسا} يابسا {على قدر} على موعد {ولا تنيا} تضعفا {يفرط} عقوبة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 112 طه {فلا يخاف ظلما} قال لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته
وبه في قوله 107 طه {لا ترى فيها عوجا} يقول واديا
وفي قوله 107 طه {ولا أمتا} يقول رابية
وبه في قوله 121 طه {سيرتها الأولى} يقول حالتها الأولى
وقال ابن جرير ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية عن علّي عن عبّاس في قوله 54 طه {إن في ذلك لآيات لأولي النهى} قال التقي
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 124 طه {معيشة ضنكا} قال الشّقاء
وبه في قوله 81 طه {هوى} يقول شقي
وبه في قوله 12 طه {المقدّس} يقول المبارك
وبه في قوله 12 طه {طوى} يقول اسم الوادي). [تغليق التعليق: 4/255-256] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المقدّس المبارك
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّك بالوادي المقدّس طوى} (طه: 12) ، وفسره بقوله (المبارك) .
طوًى: اسم الوادي
أشار به إلى قوله تعالى: {المقدّس طوى} وفسره بالوادي، وعن الضّحّاك: واد عميق مستدير مثل المطوى في استدارته، وقيل: هو اللّيل، يقال: أتيتك طوى من اللّيل، وقيل: طويت عليه البركة طياً). [عمدة القاري: 19/59]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بالوادي المقدّس}) أي (المبارك) ولغير أبي ذر المقدس المبارك مع إسقاط بالوادي ({طوى}) [طه: 12] بالتنوين وبه قرأ ابن عامر والكوفيون (اسم الوادي) ولأبي ذر واد وهو بدل من الوادي أو عطف بيان له أو مرفوع على إضمار مبتدأ أو منصوب بإضمار أعني). [إرشاد الساري: 7/238]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {اخلع نعليك} قال: طإ الأرض بقدميك). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 54]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {المقدس} المبارك). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 54]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقال اللّه تبارك وتعالى: يا موسى {اخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوًى} فخلعها فألفاها.
واختلف أهل العلم في السّبب الّذي من أجله أمر اللّه موسى بخلع نعليه، فقال بعضهم: أمره بذلك، لأنّهما كانتا من جلد حمارٍ ميّتٍ، فكره أن يطأ بهما الوادي المقدّس، وأراد أن يمسّه من بركة الوادي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي قلابة، عن كعبٍ، أنّه رآهم يخلعون نعالهم فى الصلاه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك؟ فقرئ عليه: {اخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوًى} فقال: كانت من جلد حمارٍ ميّتٍ، فأراد اللّه أن يمسّه القدس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله {فاخلع نعليك} قال: كانتا من جلد حمارٍ ميّتٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٍ، عن قتادة، قال: حدّثنا أنّ نعليه كانتا من جلد حمارٍ، فخلعهما ثمّ أتاه.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {فاخلع نعليك} قال: كانتا من جلد حمارٍ، فقيل له اخلعهما.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: وأخبرني عمر بن عطاءٍ، عن عكرمة، وأبو سفيان عن معمرٍ، عن جابرٍ الجعفيّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، {فاخلع نعليك} قال: كانتا من جلد حمارٍ، فقيل له اخلعهما قال: وقال قتادة مثل ذلك.

وقال آخرون: كانتا من جلد بقرٍ، ولكنّ اللّه أراد أن يطأ موسى الأرض بقدميه، ليصل إليه بركتها
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال الحسن: كانتا يعني نعلي موسى من بقرٍ، ولكن إنّما أراد اللّه أن يباشر بقدميه بركة الأرض، وكان قد قدّس مرّتين.
- قال ابن جريجٍ: وقيل لمجاهدٍ: زعموا أنّ نعليه كانتا من جلد حمارٍ أو ميتةٍ، قال: لا، ولكنّه أمر أن يباشر بقدميه بركة الأرض.
- حدّثني يعقوب، قال: قال أبو بشرٍ، يعني ابن عليّة، سمعت ابن أبي نجيحٍ، يقول في قوله: {فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوًى} قال: يقول: أفض بقدميك إلى بركة الوادي.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: أمره اللّه تعالى ذكره بخلع نعليه ليباشر بقدميه بركة الوادي، إذ كان واديًا مقدّسًا.
وإنّما قلنا ذلك أولى التّأويلين بالصّواب، لأنّه لا دلالة في ظاهر التّنزيل على أنّه أمر بخلعهما من أجل أنّهما من جلد حمارٍ ولا لنجاستهما، ولا خبر بذلك عمّن يلزم بقوله الحجّة، وإنّ في قوله {إنّك بالواد المقدّس} بعقبه دليلاً واضحًا، على أنّه إنّما أمره بخلعهما لما ذكرنا.
ولو كان الخبر الّذي؛
- حدّثنا به، بشرٌ قال: حدّثنا خلف بن خليفة، عن حميد عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن مسعودٍ، عن نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: " يوم كلّم اللّه موسى، كانت عليه جبّة صوفٍ وكساء صوفٍ، وسراويل صوفٍ، ونعلان من جلد حمارٍ غير ذكًّى صحيحًا لم نعده إلى غيره، ولكن في إسناده نظرٌ يجب التّثبّت فيه.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {إنّي أنا ربّك} فقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة والبصرة: ( نودي يا موسى أنّي ) بفتح الألف من " أنّي "، فأنّ على قراءتهم في موضع رفعٍ بقوله: نودي، كأنّ معناه كان عندهم: نودي هذا القول.
وقرأته بعد عامّة قرّاء المدينة والكوفة بالكسر: {نودي يا موسى إنّي} على الابتداء، وأنّ معنى ذلك قيل: يا موسى إنّي.
والكسبر أولى القراءتين عندنا بالصّواب، وذلك أنّ النّداء قد حال بينه وبين العمل في أنّ قوله " يا موسى " وحظّ قوله " نودي " أن يعمل في أن لو كانت قبل قوله " يا موسى " وذلك أن يقال: نودي أن يا موسى إنّي أنا ربّك، ولا حظّ لها في " إنّ " الّتي بعد موسى.
وأمّا قوله: {إنّك بالواد المقدّس} فإنّه يقول: إنّك بالوادي المطهّر المبارك.
- كما: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّك بالواد المقدّس} يقول: المبارك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال مجاهدٌ، قوله {إنّك بالواد المقدّس طوًى} قال: قدّس بورك مرّتين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، قوله: {إنّك بالواد المقدّس طوًى} قال: بالوادي المبارك.
واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله {طوًى} فقال بعضهم: معناه: إنّك بالوادي المقدّس طويته، فعلى هذا القول من قولهم طوًى مصدرٌ خرج من غير لفظه، كأنّه قال: طويت الوادي المقدّس طوًى
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: قوله: {إنّك بالواد المقدّس طوًى} يعني الأرض المقدّسة، وذلك أنّه مرّ بواديها ليلاً فطواه، يقال: طويت وادي كذا وكذا طوًى من اللّيل، وارتفع إلى أعلى الوادي، وذلك نبيّ اللّه موسى صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: مرّتينٍ، وقال: ناداه ربّه مرّتين، فعلى قول هؤلاء طوًى مصدر أيضًا من غير لفظه، وذلك أنّ معناه عندهم: نودي يا موسى مرّتين نداءين. وكان بعضهم ينشد شاهدًا لقوله طوًى، أنّه بمعنى مرّتين، قول عديّ بن زيدٍ العباديّ:
أعاذل إنّ اللّوم في غير كنهه = عليّ طوًى من غيّك المتردّد
وروى ذلك آخرون: عليّ ثنًى: أي مرّةً بعد أخرى، وقالوا: طوًى وثنًى بمعنًى واحدٍ
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوًى} كنّا نحدّث أنّه وادٍ قدّس مرّتين، وأنّ اسمه طوًى.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّه قدّس طوًى مرّتين
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال الحسن: كان قد قدّس مرّتين.
وقال آخرون: بل طوًى: اسم الوادي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {طوًى} اسمٌ الوادي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: طوًى: قال: اسم الوادي.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {بالواد المقدّس طوًى} قال: ذاك الوادي هو طوًى، حيث كان موسى، وحيث كان إليه من اللّه ما كان. قال: وهو نحو الطّور.
وقال آخرون: بل هو أمرٌ من اللّه لموسى أن يطأ الوادي بقدميه
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا صالح بن إسحاق، عن جعفر بن برقان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه تبارك وتعالى: {اخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوًى} قال: طأ الوادي.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا الحسن، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {طوًى} قال: طأ الوادي.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه {طوًى} قال: طأ الأرض حافيًا، كما تدخل الكعبة حافيًا، يقول: من بركة الوادي.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {طوًى} طأ الأرض حافيًا.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء المدينة: ( طوى ) بضمّ الطّاء وترك التّنوين، كأنّهم جعلوه اسم الأرض الّتي بها الوادي، كما قال الشّاعر:
نصروا نبيّهم وشدّوا أزره = بحنين حين تواكل الأبطال
فلم يجرّ حنين، لأنّه جعله اسمًا للبلدة لا للوادي، ولو كان جعله اسمًا للوادي لأجراه كما قرأت القرّاء: {ويوم حنينٍ إذ أعجبتكم كثرتكم} وكما قال الآخر:
ألسنا أكرم الثّقلين رحلاً = وأعظمه ببطن حراء نارا
لم يجرّ حراء، وهو جبلٌ، لأنّه جعله اسمًا للبلدة، فكذلك " طوًى " في قراءة من لم يجرّه جعله اسمًا للأرض.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة: {طوًى} بضمّ الطّاء والتّنوين، وقارئو ذلك كذلك مختلفون في معناه على ما قد ذكرت من اختلاف أهل التّأويل، فأمّا من أراد به المصدر من طويت، فلا مؤنة في تنوينه، وأمّا من أراد أن يجعله اسمًا للوادي، فإنّه إنّما ينوّنه لأنّه اسم ذكرٍ لا مؤنّثٍ، وأنّ لام الفعل منه ياءٌ، فزاده ذلك خفّةً فأجراه كما قال اللّه: {ويوم حنينٍ} إذ كان حنينٌ اسم وادٍ، والوادي مذكّرٌ.
وأولى القولين عندي بالصّواب قراءة من قرأه بضمّ الطّاء والتّنوين، لأنّه إن يكن اسمًا للوادي فحظّه التّنوين لما ذكر قبل من العلّة لمن قال ذلك، وإن كان مصدرًا أو مفسّرًا، فكذلك أيضًا حكمه التّنوين، وهو عندي اسم الوادي. وإذ كان ذلك كذلك، فهو في موضع خفضٍ ردًّا على الوادي). [جامع البيان: 16/22-30]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن سعيد بن جبير في قوله طوى قال يقول طأ الأرض حافيا كما تدخل الكعبة حافيا يعني من بركة الوادي). [تفسير مجاهد: 394]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الشّيخ أبو بكرٍ أحمد بن إسحاق، أنبأ محمّد بن غالبٍ، ثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، ثنا أبي وخلف بن خليفة، عن حميد بن قيسٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «يوم كلّم اللّه موسى كانت عليه جبّةٌ صوفٌ، وكساءٌ صوفٌ، وسراويل صوفٌ، وكمّه صوفٌ، ونعلاه من جلد حمارٍ غير ذكيٍّ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 12 - 14
أخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه في قوله: {فاخلع نعليك} قال: كانتا من جلد حمار ميت فقيل له اخعلهما). [الدر المنثور: 10/170-171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: ما بال خلع النعلين في الصلاة إنما أمر موسى بخلع نعليه إنهما كانتا من جلد حمار ميت). [الدر المنثور: 10/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضي الله عنه في قوله: {فاخلع نعليك} قال: كان نعلا موسى من جلد حمار ميت فأراد ربك أن يمسه القدس كله). [الدر المنثور: 10/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم الزهري في قوله: {فاخلع نعليك} قال: كانتا من جلد حمار أهلي). [الدر المنثور: 10/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: كانت نعلا موسى التي قيل له اخعلهما: من جلد خنزير). [الدر المنثور: 10/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {فاخلع نعليك} قال كي تمس راحة قدميك الأرض الطيبة). [الدر المنثور: 10/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن علقمة أن ابن مسعود أتى أبا موسى الأشعري منزله فحضرت الصلاة فقال أبو موسى رضي الله عنه: - تقدم يا أبا عبد الرحمن فإنك أقدم سنا وأعلم، قال: لا، بل تقدم أنت فإنما أتيناك في منزلك فتقدم أبو موسى رضي الله عنه فخلع نعليه فلما صلى قال له ابن مسعود رضي الله عنه: - لم خلعت نعليك أبالواد المقدس أنت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الخفين والنعلين). [الدر المنثور: 10/171-172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إنك بالواد المقدس} قال: المبارك {طوى} قال: اسم الوادي). [الدر المنثور: 10/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله: {بالواد المقدس} قال: الطاهر). [الدر المنثور: 10/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {بالواد المقدس} قال: واد بلفلسطين قدس مرتين). [الدر المنثور: 10/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله: {بالواد المقدس طوى} يعني الأرض المقدسى وذلك أنه مر بواديها ليلا فطوي، يقال: طويت وادي كذا وكذا والطاوي من الليل وارتفع إلى أعلى الوادي وذلك نبي الله موسى عليه السلام). [الدر المنثور: 10/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنك بالواد المقدس} قال: المبارك: {طوى} قال: اسم الوادي). [الدر المنثور: 10/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد {طوى} بغير نون واد بإيلة زعم أنه طوي بالبركة مرتين). [الدر المنثور: 10/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {طوى} قال: طا الوادي). [الدر المنثور: 10/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله: {طوى} قال طا الأرض حافيا كما تدخل الكعبة حافيا، يقول: من بركة الوادي هذا قول سعيد بن جبير، قال: وكان مجاهد رضي الله عنه يقول: {طوى} اسم الوادي). [الدر المنثور: 10/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بالواد المقدس طوى} قال: واد قدس مرتين واسمه {طوى} ). [الدر المنثور: 10/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {طوى} برفع الطاء وبنون فيها). [الدر المنثور: 10/173]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش قال في قراءة عبد اللّه (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى) اخترناك [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 193]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (13) إنّني أنا اللّه لا إله إلاّ أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري}.
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة القرّاء الّذين قرءوا: ( وأنّا ) بتشديد النّون، و{أنا} بفتح الألف من " أنا " ردًّا على: نودي يا موسى، كأنّ معنى الكلام عندهم: نودي يا موسى إنّي أنا ربّك، وأنا اخترناك، وبهذه القراءة قرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة.
وأمّا عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة فقرءوه: {وأنا اخترتك} بتخفيف النّون على وجه الخبر من اللّه عن نفسه أنّه اختاره.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنّهما قراءتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما قرّاء أهل العلم بالقرآن، مع اتّفاق معنييهما، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصّواب فيه. وتأويل الكلام: نودي أنّا اخترناك، فاجتبيناك لرسالتنا إلى من نرسلك إليه.
فاستمع إلى ما يوحى يقول: فاستمع لوحينا الّذي نوحيه إليك وعه، واعمل به). [جامع البيان: 16/31]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب أن النبي قال من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله يقول وأقم الصلاة لذكري). [تفسير عبد الرزاق: 2/16]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: لمّا قفل رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم من خيبر أسرى ليلةً حتّى أدركه الكرى أناخ فعرّس، ثمّ قال: يا بلال اكلأ لنا اللّيلة، قال: فصلّى بلالٌ، ثمّ تساند إلى راحلته مستقبل الفجر، فغلبته عيناه فنام، فلم يستيقظ أحدٌ منهم، وكان أوّلهم استيقاظًا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أي بلال، فقال بلالٌ: بأبي أنت يا رسول الله، أخذ بنفسي الّذي أخذ بنفسك. فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: اقتادوا، ثمّ أناخ فتوضّأ فأقام الصّلاة. ثمّ صلّى مثل صلاته للوقت في تمكّثٍ، ثمّ قال: {وأقم الصّلاة لذكري}.
هذا حديثٌ غير محفوظٍ، رواه غير واحدٍ من الحفّاظ عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يذكروا فيه عن أبي هريرة. وصالح بن أبي الأخضر يضعّف في الحديث، ضعّفه يحيى بن سعيدٍ القطّان وغيره من قبل حفظه). [سنن الترمذي: 5/170]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إنّني أنا اللّه} يقول تعالى ذكره: إنّني أنا المعبود الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له، لا إله إلاّ أنا فلا تعبد غيري، فإنّه لا معبود تجوز أو تصلح له العبادة سواي {فاعبدني} يقول: فأخلص العبادة لي دون كلّ ما عبد من دوني.
{وأقم الصّلاة لذكري}. واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم: معنى ذلك: أقم الصّلاة لي فإنّك إذا أقمتها ذكرتني
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أقم الصّلاة لذكري} قال: إذا صلّى ذكر ربّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله {وأقم الصّلاة لذكري} قال: إذا ذكر عبد ربّه.
قال آخرون: بل معنى ذلك: وأقم الصّلاة حين تذكرها
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {وأقم الصّلاة لذكري} قال: يصلّيها حين تذكرها.
- حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن بن وهبٍ، قال: حدّثني عمّي عبد اللّه بن وهبٍ، قال: حدّثني يونس ومالك بن شهابٍ، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " من نسي صلاةً فليصلّيها إذا ذكرها، قال اللّه: {أقم الصّلاة لذكري} وكان الزّهريّ يقرؤها: {أقم الصّلاة لذكري} قال أبو جعفر: ذكرى بمنزلة فعلي.
وأولى التّأويلين في ذلك بالصّواب تأويل من قال: معناه: أقم الصّلاة لتذكرني فيها، لأنّ ذلك أظهر معنييه، ولو كان معناه: حين تذكرها، لكان التّنزيل: أقم الصّلاة لذكركها. وفي قوله: {لذكري} دلالةٌ بيّنةٌ على صحّة ما قال مجاهدٌ في تأويل ذلك، ولو كانت القراءة الّتي ذكرناها عن الزّهريّ قراءةً مستفيضةً في قراءة الأمصار، كان صحيحًا تأويل من تأوّله بمعنى: أقم الصّلاة حين تذكرها، وذلك أنّ الزّهريّ وجّه بقراءته {أقم الصّلاة لذكري} بالألف لا بالإضافة، إلى أقم لذكراها، لأنّ الهاء والألف حذفتا، وهما مرادتان في الكلام ليوفّق بينها وبين سائر رءوس الآيات، إذ كانت بالألف والفتح.
ولو قال قائلٌ في قراءة الزّهريّ هذه الّتي ذكرنا عنه، إنّما قصد الزّهريّ بفتحها تصييره الإضافة ألفًا للتّوفيق بينه وبين رءوس الآيات قبله وبعده، لأنّه خالف بقراءته ذلك كذلك من قرأه بالإضافة، وقال: إنّما ذلك كقول الشّاعر:
أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي = إلى أمّا ويرويني النّقيع
وهو يريد: إلى أمّي، وكقول العرب: يا أبا وأمّا، وهي تريد: يا أبي وأمّي، كان له بذلك مقالٌ). [جامع البيان: 16/31-33]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أقم الصلاة لذكري يقول إذا صلى عبد ذكر ربه). [تفسير مجاهد: 394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مكتوب على باب الجنة: إنني أنا الله لا إله إلا أنا لا أعذب من قالها). [الدر المنثور: 10/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال: خرج عمر متقلدا بالسيف فاقيه رجل من بني زهرة فقال له: أين تغدو يا عمر قال: أريد أن أقتل محمدا، قال: وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة فقال له عمر: ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك قال: أفلا أدلك على العجب إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك فمشى عمرا زائرا حتى أتاهما وعندهما خباب فلما سمع خباب بحس عمر توارى في البيت فدخل عليهما فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرأون {طه} فقالا: ما عدا حديثا تحدثنا به، قال: فلعلكما قد صبأتما، فقال له خنته: يا عمر إن كان الحق في غير دينك فوثب عمر على خنته فوطئه وطأ شديدا: فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها، فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه فقالت أخته: إنك رجس وإنه (لا يمسه إلا المطهرون) (الواقعة آية 79) فقم فتوضأ فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ {طه} حتى انتهى إلى {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} فقال عمر: دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك - ليلة الخميس - اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمر بن هشام فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 10/173-174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام قال: قال الله عز وجل {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي). [الدر المنثور: 10/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وأقم الصلاة لذكري} قال: إذا صلى عبد ذكر ربه). [الدر المنثور: 10/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم في قوله: {وأقم الصلاة لذكري} قال: حين تذكر). [الدر المنثور: 10/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود، وابن مردويه عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله قال أقم الصلاة لذكري). [الدر المنثور: 10/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أسري ليلة حتى أدركه الكرى أناخ فعرس ثم قال: يا بلال أكلأنا الليلة قال: فصلى بلال ثم تساند إلى راحلته مستقبل الفجر فغلبته عيناه فنام فلم يستيقظ أحد منهم حتى ضربتهم الشمس وكان أولهم استيقاظا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أي بلال فقال بلال: بأبي أنت يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتادوا ثم أناخ فتوضأ وأقام الصلاة ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث ثم قال: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله قال: {وأقم الصلاة لذكري} وكان ابن شهاب يقرؤها للذكرى). [الدر المنثور: 10/175-176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل غفل عن الصلاة حتى طلعت الشمس أو غربت ما كفارتها قال: يتقرب إلى الله ويحسن وضوءه ويصلي الصلاة ويستغفر الله فلا كفارة لها إلا ذلك إن الله يقول: {وأقم الصلاة لذكري} ). [الدر المنثور: 10/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن سمرة بن يحيى قال: نسيت صلاة العتمة حتى أصبحت فغدوت إلى ابن عباس فأخبرته فقال: قم فصلها ثم قرأ {وأقم الصلاة لذكري} ). [الدر المنثور: 10/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا نسيت صلاة فاقضها متى ذكرت). [الدر المنثور: 10/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي وإبراهيم في قوله: {وأقم الصلاة لذكري}، قالا: صلها إذا ذكرتها وقد نسيتها). [الدر المنثور: 10/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: من نام عن صلاة أو نسيها يصلي متى ذكرها عند طلوع الشمس وعند غروبها ثم قرأ {وأقم الصلاة لذكري} قال: إذا ذكرتها فصلها في أي ساعة كنت). [الدر المنثور: 10/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية فنزلنا دهاسا من الأرض - والدهاس الرمل - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يكلؤنا قال بلال: أنا فناموا حتى طلعت عليهم الشمس فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: افعلوا كما كنتم تفعلون كذلك لمن نام أو نسي). [الدر المنثور: 10/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس ثم قال: إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم فمن نام عن الصلاة أو نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها وإذا استيقظ). [الدر المنثور: 10/177-178]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث بن نبهان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير في قول الله: {أكاد أخفيها}، قال: لقد أخفاها إني أكاد أخفيها من نفسي). [الجامع في علوم القرآن: 1/42]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال إن في بعض الحروف إن الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي). [تفسير عبد الرزاق: 2/16]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها} أي من نفسي [الآية: 15]). [تفسير الثوري: 193]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ السّاعة آتيةٌ أكاد أخفيها لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى (15) فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها واتّبع هواه فتردى}.
يقول تعالى ذكره: إنّ السّاعة الّتي يبعث اللّه فيها الخلائق من قبورهم لموقف القيامة جائيةٌ {أكاد أخفيها}.
فعلى ضمّ الألف من أخفيها قراءة جميع قرّاء أمصار الإسلام، بمعنى: أكاد أخفيها من نفسي، لئلاّ يطّلع عليها أحدٌ، وبذلك جاء تأويل أكثر أهل العلم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أكاد أخفيها} يقول: لا أظهر عليها أحدًا غيري.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ السّاعة آتيةٌ أكاد أخفيها} قال: لا تأتيكم إلاّ بغتةً.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {إنّ السّاعة آتيةٌ أكاد أخفيها} قال: من نفسي.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أكاد أخفيها} قال: من نفسي.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاس {أكاد أخفيها} قال: من نفسي.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصور، عن مجاهد: {إنّ السّاعة آتيةٌ أكاد أخفيها} قال: أكاد أخفيها من نفسي.
- وحدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الطّنافسيّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {أكاد أخفيها} قال: يخفيها من نفسه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أكاد أخفيها} وهي في بعض القراءة: " أخفيها من نفسي " ولعمري لقد أخفاها اللّه من الملائكة المقرّبين، ومن الأنبياء المرسلين.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، قال: في بعض الحروف: " إنّ السّاعة آتيةٌ أكاد أخفيها من نفسي ".
وقال آخرون: إنّما هو: " أكاد أخفيها " بفتح الألف من أخفيها بمعنى: أظهرها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن سهلٍ، قال: سألني رجلٌ في المسجد عن هذا البيت:
داب شهرين ثمّ شهرًا دميكًا = بأريكين يخفيان غميرا
فقلت: يظهران، فقال وقاء بن إياس وهو خلفي: أقرأنيها سعيد بن جبيرٍ: " أكاد أخفيها " بنصب الألف.
وقد روي عن سعيد بن جبيرٍ وفاقٌ لقول الآخرين الّذين قالوا: معناه: أكاد أخفيها من نفسي.
ذكر الرّواية عنه بذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، ومنصورٌ، عن مجاهدٍ، قالا {إنّ السّاعة آتيةٌ أكاد أخفيها} قالا: من نفسي.
- حدّثني عبيد بن إسماعيل الهبّاريّ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ {أكاد أخفيها} قال: من نفسي.
والّذي هو أولى بتأويل الآية من القول، قول من قال: معناه: أكاد أخفيها من نفسي، لأنّ تأويل أهل التّأويل بذلك جاء.
والّذي ذكر عن سعيد بن جبيرٍ من قراءة ذلك بفتح الألف قراءةٌ لا أستجيز القراءة بها لخلافها قراءة الحجّة الّتي لا يجوز خلافها فيما جاءت به نقلاً مستفيضًا.
فإن قال قائلٌ: ولم وجّهت تأويل قوله {أكاد أخفيها} بضمّ الألف إلى معنًى: أكاد أخفيها من نفسي، دون توجيهه إلى معنًى: أكاد أظهرها، وقد علمت أنّ للإخفاء في كلام العرب وجهين: أحدهما الإظهار، والآخر الكتمان، وأنّ الإظهار في هذا الموضع أشبه بمعنى الكلام، إذ كان الإخفاء من نفسه يكاد عند السّامعين أن يستحيل معناه، إذ كان محالاً أن يخفي أحدٌ عن نفسه شيئًا هو به عالمٌ، واللّه تعالى ذكره لا يخفى عليه خافيةٌ؟
قيل: الأمر في ذلك بخلاف ما ظننت، وإنّما وجّهنا معنى {أخفيها} بضمّ الألف إلى معنى: أسترها من نفسي، لأنّ المعروف من معنى الإخفاء في كلام العرب: السّتر. يقال: قد أخفيت الشّيء: إذا سترته. وأنّ الّذين وجّهوا معناه إلى الإظهار اعتمدوا على بيتٍ لامرئ القيس بن عابسٍ الكنديّ.
- حدّثت عن معمر بن المثنّى، أنّه قال: أنشدنيه أبو الخطّاب، عن أهله، في بلده:
فإن تدفنوا الدّاء لا نخفه = وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
بضمّ النّون من لا نخفه، ومعناه: لا نظهره، فكان اعتمادهم في توجيه الإخفاء في هذا الموضع إلى الإظهار على ما ذكروا من سماعهم هذا البيت، على ما وصفت من ضمّ النّون من نخفه.
وقد أنشدني الثّقة عن الفرّاء:
فإن تدفنوا الدّاء لا نخفه
بفتح النّون من نخفه، من خفيته أخفيه، وهو أولى بالصّواب لأنّه المعروف من كلام العرب. فإذا كان ذلك كذلك. وكان الفتح في الألف من أخفيها غير جائزٍ عندنا لما ذكرنا، ثبت وصحّ الوجه الآخر، وهو أنّ معنى ذلك. أكاد أسترها من نفسي.
وأمّا وجه صحّة القول في ذلك، فهو أنّ اللّه تعالى ذكره خاطب بالقرآن العرب على ما يعرفونه من كلامهم وجرى به خطابهم بينهم، فلمّا كان معروفًا في كلامهم أن يقول أحدهم إذا أراد المبالغة في الخبر عن إخفائه شيئًا هو له مسرٌّ: قد كدت أخفي هذا الأمر عن نفسي من شدّة استسراري به، ولو قدرت أخفيه عن نفسي أخفيته، خاطبهم على حسب ما قد جرى به استعمالهم في ذلك من الكلام بينهم، وما قد عرفوه في منطقهم. وقد قيل في ذلك أقوالٌ غير ما قلنا، وإنّما اخترنا هذا القول على غيره من الأقوال لموافقة أقوال أهل العلم من الصّحابة والتّابعين، إذ كنّا لا نستجيز الخلاف عليهم، فيما استفاض القول به منهم، وجاء عنهم مجيئًا يقطع العذر.
فأمّا الّذين قالوا في ذلك غير قولنا ممّن قال فيه على وجه الانتزاع من كلام العرب، من غير أن يعزوه إلى إمامٍ من الصّحابة أو التّابعين، وعلى وجهٍ تحميل الكلام غير وجهه المعروف، فإنّهم اختلفوا في معناه بينهم، فقال بعضهم: يحتمل معناه: أريد أخفيها، قال: وذلك معروفٌ في اللّغة. وذكر أنّه حكي عن العرب أنّهم يقولون: أولئك أصحابي الّذين أكاد أنزل عليهم، وقال: معناه: لا أنزل إلاّ عليهم. قال: وحكي: أكاد أبرح منزلي: أي ما أبرح منزلي، واحتجّ ببيتٍ أنشده لبعض الشّعراء:
كادت وكدت وتلك خير إرادةٍ = لو عاد من لهو الصّبابة ما مضى
وقال: يريد: بكادت: أرادت، قال: فيكون المعنى: أريد أخفيها لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى. قال: وممّا يشبه ذلك قول زيد الخيل:
سريعٌ إلى الهيجاء شاكٍ سلاحه = فما إن يكاد قرنه يتنفّس
وقال: كأنّه قال: فما يتنفّس قرنه، وإلاّ ضعف المعنى، قال: وقال ذو الرّمّة:
إذا غيّر النّأي المحبّين لم يكد = رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح
قال: وليس المعنى: لم يكد يبرح: أي بعد بين يبرح بعد عسرٍ، وإنّما المعنى: لم يبرح، أو لم يرد يبرح، وإلاّ ضعف المعنى، قال: وكذلك قول أبي النّجم:
وإن أتاك نعيٌّ فاندبنّ أبًا = قد كاد يضطلع الأعداء والخطبا
وقال: يكون المعنى: قد اضطلع الأعداء، وإلاّ لم يكن مدحًا إذا أراد كاد ولم يفعل.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنّ السّاعة آتيةٌ أكاد، قال: وانتهى الخبر عند قوله أكاد لأنّ معناه: أكاد أن آتي بها، قال: ثمّ ابتدأ فقال: ولكنّي أخفيها لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى. قال: وذلك نظير قول ابن ضابئٍ:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني = تركت على عثمان تبكي حلائله
فقال: كدت، ومعناه: كدت أفعل.
وقال آخرون: معنى {أخفيها} أظهرها، وقالوا: الإخفاء والإسرار قد توجّههما العرب إلى معنى الإظهار، واستشهد بعضهم لقيله ذلك ببيت الفرزدق:
فلمّا رأى الحجّاج جرّد سيفه = أسرّ الحروريّ الّذي كان أضمرا
وقال: عنى بقوله: أسرّ: أظهر. قال: وقد يجوز أن يكون معنى قوله: {وأسرّوا النّدامة} وأظهروها. قال: وذلك أنّهم قالوا: {يا ليتنا نردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا}.
وقال جميع هؤلاء الّذين حكينا قولهم جائزٌ أن يكون قول من قال: معنى ذلك: أكاد أخفيها من نفسي، أن يكون أراد: أخفيها من قبلي ومن عندي.
وكلّ هذه الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا توجيهٌ منهم للكلام إلى غير وجهه المعروف، وغير جائزٍ توجيه معاني كلام اللّه إلى غير الأغلب عليه من وجوهه عند المخاطبين به، ففي ذلك مع خلافهم تأويل أهل العلم فيه شاهدٌا عدلٌ على خطأ ما ذهبوا إليه فيه.
وقوله: {لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى} يقول تعالى ذكره: إنّ السّاعة آتيةٌ لتجزى كلّ نفسٍ، يقول: لتثاب كلّ نفسٍ امتحنها ربّها بالعبادة في الدّنيا بما تسعى، يقول: بما تعمل من خيرٍ وشرٍّ، وطاعةٍ ومعصيةٍ). [جامع البيان: 16/34-41]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أكاد أخفيها أي من نفسي
- نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله). [تفسير مجاهد: 394-395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 15 - 24
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها} يقول: لا أظهر عليها أحدا غيري). [الدر المنثور: 10/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها} قال: أكاد أخفيها من نفسي). [الدر المنثور: 10/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الأنباري في المصاحف عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أكاد أخفيها} قال: من نفسي). [الدر المنثور: 10/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قرأ أكاد أخفيها من نفسي، يقول: لأنها لا تخفى من نفس الله أبدا). [الدر المنثور: 10/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: ليس من أهل السموات والأرض أحد إلا وقد أخفى الله عنه علم الساعة وهي في قراءة ابن مسعود أكاد أخفيها عن نفسي، يقول: أكتمها من الخلائق حتى لو استطعت أن أكتمها من نفسي فعلت). [الدر المنثور: 10/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: في بعض القراءة أكاد أخفيها عن نفسي، قال: لعمري لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين ومن الأنبياء والمرسلين). [الدر المنثور: 10/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله: {أكاد أخفيها} قال: يخفيها من نفسه). [الدر المنثور: 10/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن الأنباري عن ورقاء قال: أقرأنيها سعيد بن جبير {أكاد أخفيها} يعني بنصب الألف وخفض الفاء، يقول: أظهرها، ثم قال أما سمعت قول الشاعر:
دأت شهرين ثم شهرا دميكا * ما دميكين يخفيان عميرا). [الدر المنثور: 10/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن الفراء قال: في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه أكاد أخفيها من نفسي فكيف أطلعكم عليها). [الدر المنثور: 10/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن جميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لتجزى كل نفس بما تسعى} قال: لتعطى ثواب ما تعمل). [الدر المنثور: 10/179-180]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا يصدّنّك عنها} يقول تعالى ذكره: فلا يردّنّك يا موسى عن التّأهّب للسّاعة، من لا يؤمن بها، يعني: من لا يقرّ بقيام السّاعة، ولا يصدّق بالبعث بعد الممات، ولا يرجو ثوابًا، ولا يخاف عقابًا. وقوله: {واتّبع هواه} يقول: اتّبع هوى نفسه، وخالف أمر اللّه ونهيه {فتردى} يقول: فتهلك إن أنت انصددت عن التّأهّب للسّاعة، وعن الإيمان بها، وبأنّ اللّه باعث الخلق لقيامها من قبورهم بعد فنائهم بصدّ من كفر بها.
وكان بعضهم يزعم أنّ الهاء والألف من قوله {فلا يصدّنّك عنها} كنايةٌ عن ذكر الإيمان، قال: وإنّما قيل عنها وهي كنايةٌ عن الإيمان كما قيل {إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ} يذهب إلى الفعلة.
ولم يجر للإيمان ذكرٌ في هذا الموضع، فيجعل ذلك من ذكره، وإنّما جرى ذكر السّاعة، فهو بأن يكون من ذكرها أولى). [جامع البيان: 16/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه، وابن شبرمة قال: إنما سمي هوى لأنه يهوي بصاحبه إلى النار). [الدر المنثور: 10/180]


رد مع اقتباس