عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 05:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقالت فرقة: "الزبور": اسم يعم جميع الكتب المنزلة؛ لأنه مأخوذ من "زبرت الكتاب": إذا كتبته، قالت فرقة: و"الذكر" أراد به اللوح المحفوظ، وقال بعضهم: الذكر الذي في السماء. وقالت فرقة: الزبور هو زبور داود عليه السلام، والذكر أراد به التوراة، وقالت فرقة: الزبور ما بعد التوراة من الكتب، والذكر التوراة. وقرأ حمزة وحده: "الزبور" بضم الزاي.
وقالت فرقة: "الأرض" أراد بها أرض الدنيا، أي كل ما يناله المؤمنون من الأرض، وقالت فرقة: أراد أرض الجنة، واستشهدوا بقوله تبارك وتعالى: {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء}، وقالت فرقة: إنما أراد بهذه الآية الإخبار عما كان صنعه مع بني إسرائيل؛ أي: فاعلموا أنا كنا وفينا لهم بما وعدناهم، فكذلك ننجز لكم ما وعدناكم من النصرة). [المحرر الوجيز: 6/207]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون}
قالت فرقة: الإشارة بقوله تعالى: "في هذا" إلى هذه الآيات المتقدمة، وقالت
[المحرر الوجيز: 6/207]
فرقة: الإشارة إلى القرآن بجملته، والعبادة تتضمن الإيمان بالله تعالى). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {إلا رحمة للعالمين} قالت فرقة: عم العالمين وهو يريد من آمن فقط، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس برحمة على من كفر به ومات على كفره، وقالت فرقة: العالمون عام ورحمته للمؤمنين بينة، وهي للكافرين بأن الله تعالى رفع عن الأمم أن يصيبهم ما كان يصيب القرون قبلهم من أنواع العذاب المستأصلة كالطوفان وغيره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل الكلام أن يكون معناه: وما أرسلناك للعالمين إلا رحمة، أي: هو رحمة في نفسه وهدى، أخذ به من أخذ، وأعرض عنه من أعرض). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {على سواء} وإن معناه: عرفتكم بنذارتي، وأردت أن تشاركوني في معرفة ما عندي من الخوف عليكم من الله.
ثم أعلمهم بأنه لا يعرف تعيين وقت لعقابهم، بل هو مترقب في القرب والبعد، وهذا أهول وأخوف). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون}
الضمير في قوله: "إنه" عائد على الله تعالى، وفي هذه الآية تهديد، أي: يعلم جميع الأشياء الواقعة منكم، وهو بالمرصاد في الجزاء عليها). [المحرر الوجيز: 6/208]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ يحيى بن عامر: "وإن أدري لعله" "وإن أدري أقريب" بفتح الياء فيهما، وأنكر ابن مجاهد فتح هذه الياء، ووجهه أبو الفتح.
[المحرر الوجيز: 6/208]
قوله تعالى: "لعله" الضمير فيه عائد على الإملاء لهم، وصفح الله تعالى عن عذابهم، وتمادي النعمة عليهم. و"فتنة" معناها: امتحان وابتلاء، و"المتاع" ما يستمتع به مدة الحياة الدنيا). [المحرر الوجيز: 6/209]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره الله تعالى أن يقول على جهة الدعاء: {رب احكم بالحق}، والدعاء بهذا ها هنا فيه توعد، أي: إن الحق إنما هو نصرتي عليكم، وأمر الله تعالى بهذا الدعاء دليل على الإجابة والعدة بها.
وقرأت فرقة: "رب احكم"، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: "رب" بالرفع على المنادى المفرد، وقرأت فرقة: "ربي أحكم" على وزن أفعل، وذلك على الابتداء والخبر، وقرأت فرقة: "ربي أحكم" على أنه فعل ماض، ومعاني هذه القراءات بينة.
ثم توكل في آخر الآية واستعان بالله تعالى، وقرأ جمهور القراء: "قل رب احكم"، وقرأ عاصم - فيما روي عنه -: "قال رب احكم". وقرأ ابن عامر وحده: "على ما يصفون" بالياء، وقرأ الباقون والناس: "على ما تصفون" بالتاء من فوق على المخاطبة). [المحرر الوجيز: 6/209]

رد مع اقتباس