عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 رجب 1434هـ/1-06-2013م, 05:48 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّما المؤمنون الّذين آمنوا باللّه ورسوله وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ} [النور: 62] الجمعة، والعيدين، والاستسقاء، وكلّ شيءٍ تكون فيه الخطبة.
{لم يذهبوا حتّى يستأذنوه إنّ الّذين يستأذنونك أولئك الّذين يؤمنون باللّه ورسوله} [النور: 62] أي: مخلصين غير منافقين.
{فإذا استأذنوك لبعض شأنهم} [النور: 62] كما أمر اللّه عن الغائط والبول.
{فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62] وقد أوجب اللّه على النّبيّ والإمام بعده أن يأذن لهم ولكن زاد اللّه بذلك إكرام النّبيّ عليه السّلام وإعظام منزلته.
فإذا كانت لرجلٍ حاجةٌ قام حيال الإمام وأمسك بأنفه وأشار بيده.
قال: {واستغفر لهم اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ} [النور: 62] قال يحيى: وسمعت سعيدًا يذكر عن قتادة أنّها نسخت الآية في براءةٍ: {عفا اللّه عنك لم أذنت لهم حتّى يتبيّن لك الّذين صدقوا وتعلم الكاذبين} [التوبة: 43] وهي عنده في الجهاد، لأنّ المنافقين كانوا يستأذنونه في المقام عن الغزو بالعلل، فرخّص اللّه للمؤمنين أن يستأذنوا إذا كان لهم عذرٌ.
وقال مجاهدٌ: {وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ} [النور: 62] على أمر طاعةٍ، وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/466]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:
{وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ...}

كان المنافقون يشهدون الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم فيذكّرهم ويعيبهم بالآيات التي تنزل فيهم، فيضجرون من ذلك. فإن خفي لأحدهم القيام قام). [معاني القرآن: 2/261]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ} يريد: يوم الجمعة، {لم يذهبوا حتّى يستأذنوه}: لم يقوموا إلا بإذنه.
ويقال: بل نزل هذا في حفر الخندق، وكان قوم يتسلّلون منه بلا إذن). [تفسير غريب القرآن: 309]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما المؤمنون الّذين آمنوا باللّه ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتّى يستأذنوه إنّ الّذين يستأذنونك أولئك الّذين يؤمنون باللّه ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم اللّه إنّ اللّه غفور رحيم}
قال بعضهم كان ذلك في الجمعة، فهو - واللّه أعلم - أن اللّه عزّ وجل أمر المؤمنين إذا كانوا مع نبيّه - صلى الله عليه وسلم - فيما يحتاج فيه إلى الجماعة، نحو الحرب للعدو، أو ما يحضرونه مما يحتاج إلى الجمع فيه، لم يذهبوا حتى يستأذنوه.
وكذلك ينبغي أن يكونوا مع أئمّتهم لا يخالفونهم ولا يرجعون عنهم في جمع من جموعهم إلا بإذنهم، وللإمام أن يأذن، وله أن لا يأذن، على قدر ما يرى من الحظّ في ذلك لقوله تعالى: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم}فجعل المشيئة إليه في الإذن.
(واستغفر لهم اللّه) أي استغفر لهم بخروجهم عن الجماعة إذا رأيت أنّ لهم عذرا). [معاني القرآن: 4/55]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه}
قال سعيد بن جبير إذا حزبهم أمر من حرب أو غيرها استأذنوه قبل أن يذهبوا
وقال مجاهد هذا في الغزو ويوم الجمعة
وقال قتادة والضحاك وإذا كانوا معه على أمر جامع أي على أمر طاعة
قال أبو جعفر قول سعيد بن جبير أولاها أي إذا احتاج الإمام إلى جمع المسلمين لأمر يحتاج إلى اجتماعهم فيه فالإمام مخير في الإذن لمن رأى الإذن له
فأما إذا انتقض وضوءه يوم الجمعة فلا وجه لمقامه في المسجد ولا معنى لاستئذانه الإمام في ذلك لأنه لا يجوز له منعه). [معاني القرآن: 4/564-563]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم}
قال قتادة وقد قال سبحانه: {عفا الله عنك لم أذنت لهم} فنسخت هذه يعني التي في سورة النور التي في سورة براءة). [معاني القرآن: 4/565-564]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا تجعلوا دعاء الرّسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا} [النور: 63] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه قال: أمرهم أن يدعوه يا رسول اللّه في لينٍ وتواضعٍ ولا يقولوا: يا محمّد.
وقال قتادة: أمر اللّه أن يهاب نبيّه، وأن يعظّم ويسوّد، وأمروا أن يجيبوه لما دعاهم إليه من الجهاد والدّين.
[تفسير القرآن العظيم: 1/466]
قوله: {قد يعلم اللّه الّذين يتسلّلون منكم لواذًا} [النور: 63] سعيدٌ عن قتادة قال: أي عن نبيّ اللّه وعن كتابه وذكره.
وقال مجاهدٌ: خلفًا يعني التّخلّف، أي: فرارًا من الجهاد في سبيل اللّه.
يعني المنافقين يلوذ بعضهم ببعضٍ استتارًا من النّبيّ حتّى يذهبوا.
قال: {فليحذر الّذين يخالفون عن أمره} [النور: 63] عن أمر اللّه، يعني المنافقين.
{أن تصيبهم فتنةٌ} [النور: 63] بليّةٌ.
يقول: فليحذروا أن تصيبهم فتنةٌ، بليّةٌ.
{أو يصيبهم عذابٌ أليمٌ} [النور: 63] أي: يستخرج اللّه ما في قلوبهم من النّفاق حتّى يظهروه شركًا فيصيبهم بذلك العذاب الأليم، القتل). [تفسير القرآن العظيم: 1/467]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:
{قد يعلم اللّه الّذين يتسلّلون منكم...}

أي يستتر (هذا بهذا) وإنّما قالوا: لو إذا لأنها مصدر لاوذت، ولو كانت مصدراً للذت لكانت لياذاً أي لذت لياذاً، كما تقول: قمت إليه قياماً، وقامتك قواماً طويلا. وقوله: {لاّ تجعلوا دعاء الرّسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} يقول: لا تدعوه يا محمد كما يدعو يعضكم بعضاً. لكن وقّروه فقولوا: يا نبيّ الله يا رسول الله يا أبا القاسم). [معاني القرآن: 2/261]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لواذاً} مصدر " لاوذته " من الملاوذة). [مجاز القرآن: 2/69]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الّذين يخالفون عن أمره} مجازه يخالفون أمره سواء، وعن زائدة). [مجاز القرآن: 2/69]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لواذا}: ملاوذة). [غريب القرآن وتفسيره: 275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا تجعلوا دعاء الرّسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} يعني: فخّموه وشرفوه، وقولوا: يا رسول اللّه، ويا نبي اللّه، ونحو هذا. ولا تقولوا: يا محمد، كما يدعو بعضكم بعضا بالأسماء.
{قد يعلم اللّه الّذين يتسلّلون منكم لواذاً} أي من يستتر بصاحبه في استلاله، ويخرج. يقال: لاذ فلان بفلان، [إذا استتر به].
و«اللواذ»: مصدر «لاوذت به»، فعل اثنين ولو كان مصدرا ل «لذت» لكان «لياذا». هذا قول الفراء). [تفسير غريب القرآن: 309]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(عن) تزاد قال تعالى: {يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: الإشراك والكفر والإثم، كقوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، أي: شرك.
وقال: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} يعني الشرك.
وقال: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} أي: في الإثم.
وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}، أي: كفر وإثم). [تأويل مشكل القرآن: 473] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا تجعلوا دعاء الرّسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم اللّه الّذين يتسلّلون منكم لواذا فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
أي لا تقولوا: يا محمد كما يقول أحدكم لصاحبه، ولكن قولوا يا رسول الله ويا نبي اللّه بتبجيل وتوقير وخفض صوت.
أعلمهم اللّه عزّ وجلّ فضل النبي عليه السلام على سائر البريّة في المخاطبة.
وقوله: (قد يعلم اللّه الّذين يتسلّلون منكم لواذا).
أظهرت الواو في (لواذا) على معنى لاوذت لواذا، ومعنى لواذا ههنا الخلاف - أي، يخالفون خلافا، ودليل ذلك قوله: {فليحذر الّذين يخالفون عن أمره}.
فأمّا مصدر لذت فقولك: لذت به لياذا). [معاني القرآن: 4/56-55]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}
قال مجاهد قولوا يا رسول الله في رفق ولين ولا تقولوا يا محمد بتجهم
وقال قتادة أمروا أن يفخموه ويشرفوه
ويروى عن ابن عباس كان يقول دعوة الرسول عليكم واجبة فاحذروها وهذا قول حسن لكون الكلام متصلا لأن الذي قبله والذي بعده نهي عن مخالفته أي لا تتعرضوا لما يسخطه فيدعو عليكم فتهلكوا ولا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس). [معاني القرآن: 4/566-565]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا}
قال مجاهد أي خلافا
وقيل حيادا كما تقول لذت من فلان أي حدت عنه
وقيل لواذا في سترة ولذت من فلان تنحيت عنه في سترة
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة
وقول مجاهد يدل عليه فليحذر الذين يخالفون عن أمره
و{لواذ} مصدر لاوذ فأما لاذ فمصدره لياذ
وزعم أبو عبيدة أن قوله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره}
معناه يخالفون أمره
قال أبو جعفر وهذا القول خطأ على مذهب الخليل وسيبويه لأن عن وعلى لا يفعل بهما ذلك أي لا يزادان، وعن في موضعها غير زائدة
والمعنى يخالفون بعد ما أمر كما قال الشاعر:
نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
وحقيقة عن ههنا إن شئت خلافهم أن تأمر فخلافهم عن أمره وهذا مذهب الخليل وسيبويه كذا قالا في قوله جل وعز: {ففسق عن أمر ربه} ). [معاني القرآن: 4/567-566]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا}: أي يتسللون ويمضون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 169]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِوَاذًا}: ملاوذة وتستراً). [العمدة في غريب القرآن: 221]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألا إنّ للّه ما في السّموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه} [النور: 64] من النّفاق، يعني المنافقين.
{ويوم يرجعون إليه} [النور: 64] يقول للنّبيّ: يوم يرجع المنافقون إليه يوم القيامة.
{فينبّئهم بما عملوا} [النور: 64] من النّفاق والكفر.
{واللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ} [النور: 64]
- ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ قال: رأيت رسول اللّه وهو يقرأ هذه الآية، خاتمة النّور، فجعل إصبعه تحت عينه فقال: بكلّ شيءٍ بصيرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/467]


رد مع اقتباس