عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 09:04 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان} راضٍ بالتّوحيد.
تفسير السّدّيّ.
نزلت في عمّار بن ياسرٍ وأصحابه.
أخذهم المشركون، فوقفوهم على الكفر باللّه ورسوله، فخافوا منهم، فأعطوهم ذلك بأفواههم.
- الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزريّ عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسرٍ، قال: أخذ المشركون عمّار بن ياسرٍ فلم يتركوه حتّى سبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وذكر آلهتهم بخيرٍ ثمّ تركوه.
فلمّا أتى النّبيّ عليه السّلام قال: «ما وراءك» ؟ قال: شرٌّ يا رسول اللّه، واللّه ما تركت حتّى نلت منك وذكرت آلهتهم بخيرٍ.
قال: فقال له رسول اللّه: «كيف تجد قلبك؟».
قال: أجد قلبي مطمئنًّا بالإيمان.
قال: «فإن عادوا فعد».
قال يحيى: بلغني أنّ هذه الآية نزلت عند ذلك: {إلا من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان}.
وقوله: {مطمئنٌّ} راضٍ بالإيمان.
- إسماعيل بن مسلمٍ عن أبي المتوكّل النّاجيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث عمّار بن ياسرٍ إلى بئرٍ للمشركين ليستقي منها، وحولها ثلاثة صفوفٍ يحرسونها، فاستقى في قربةٍ، ثمّ أقبل حتّى أتى على الصّفّ الأوّل، فأخذوه فقال: دعوني فإنّما أستقي لأصحابكم، فتركوه.
فذهب حتّى أتى على الصّفّ الثّاني، فأخذوه فقال: دعوني فإنّما أستقي لأصحابكم، فتركوه.
فذهب حتّى أتى على الصّفّ الثّالث، فأخذوه فردّوه إلى البئر، فصبّوا ماءه، ثمّ نكّسوه حتّى قاء ما شرب، ثمّ قالوا له: لتكفرنّ أو لنقتلنّك.
فتكلّم بما أرادوه عليه ثمّ تركوه.
فرجع الثّانية، ففعلوا به مثل ذلك وتركوه.
ثمّ رجع الثّالثة، ففعلوا به مثل ذلك.
فلمّا أرادوه على أن يتكلّم بالكفر أبى.
فبعث نبيّ اللّه الخيل فاستنقذته.
فأنزلت فيه: {إلا من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان}.
وتفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: ناسٌ بمكّة آمنوا، فكتب إليهم بعض أصحاب محمّدٍ بالمدينة: أن هاجروا فإنّكم لا ترون منّا خيرًا حتّى تهاجروا.
فخرجوا يريدون المدينة، فأدركتهم قريشٌ بالطّريق ففتنوهم، فكفروا مكرهين.
ففيهم نزلت هذه الآية.
قال: {ولكن من شرح بالكفر صدرًا فعليهم غضبٌ من اللّه ولهم عذابٌ عظيمٌ} في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/93-91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضبٌ من الله} شرح صدره بذلك: تابعته نفسه وانبسط إلى ذلك،
يقال: ما يشرح صدري لك بذلك، أي لا يطيب، وجاء قوله: فعليهم غضب على معنى الجميع لأن من يقع على الجميع). [مجاز القرآن: 1/368]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن مّن شرح بالكفر صدراً فعليهم غضبٌ مّن اللّه ولهم عذابٌ عظيمٌ}
وقال: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن مّن شرح بالكفر صدراً فعليهم غضبٌ مّن اللّه} خبر لقوله {ولكن من شرح} ثم دخل معه قوله:
{من كفر باللّه من بعد إيمانه} فأخبر عنهم بخبر واحد إذ كان ذلك يدل على المعنى). [معاني القرآن: 2/68]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون * من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} ولا يجوز أن تكون "من" ابتداءً على حال، وقد استثنى منها {إلا من أكره}؛ لأنك إذا قلت: الذي كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره؛ كان غير جائز؛ لأنه غير مستغن؛ ولكن "من" مردودة على "إنما يفتري الكذب"؛ كأنه قال: "إنما يفتري الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه، إلا من أكره من هؤلاء وقلبه مطمئن بالإيمان"؛ فعلى هذا جوازه ووجهه). [معاني القرآن لقطرب: 821]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولكن من شرح بالكفر صدراً} أي فتح له صدرا بالقبول). [تفسير غريب القرآن: 249]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلّا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من اللّه ولهم عذاب عظيم}
(من) في موضع رفع على البدل من الكاذبين ومفسّر عن الكاذبين.
ولا يجوز أن يكون (من) رفعا بالابتداء، لأنه لا خبر ههنا للابتداء، لأنّ قوله: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلّا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان}.
ليس بكلام تام، وبعده: {ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من اللّه}.
فقوله: {فعليهم غضب من اللّه} خبر (من) التي بعد (لكن) ). [معاني القرآن: 3/219]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} أهل التفسير أن هذه الآية نزلت في
عمار بن ياسر رحمة الله لأنه قارب بعض ما ندبوه إليه). [معاني القرآن: 4/107]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله} أي من فتح صدره لقبوله). [معاني القرآن: 4/108-107]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ذلك بأنّهم استحبّوا الحياة الدّنيا على الآخرة} اختاروا الحياة الدّنيا على الآخرة.
{وأنّ اللّه لا يهدي القوم الكافرين} ، يعني: الّذين يلقون اللّه بكفرهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/93]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)}

تفسير قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا جرم} وهذا وعيدٌ.
{أنّهم في الآخرة هم الخاسرون} خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النّار، وخسروا أهليهم من الحور العين، فهو الخسران المبين.
وتفسيره في سورة الزّمر). [تفسير القرآن العظيم: 1/93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا جرم أنّهم في الآخرة هم الخاسرون}
" أنّ " يصلح أن تكون في موضع رفع على أنّ " لا " ردّ للكلام، والمعنى وجب أنّهم، ويجوز أن تكون " أن " في موضع نصب على أن المعنى جرم فعلهم هذا أنهم في الآخرة هم الخاسرون. ومعنى جرم كسب، والمجرم الكاسب، وأكثر ما يستعمل للذنوب). [معاني القرآن: 3/220]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} يعني: من بعد ما عذّبوا في الدّنيا.
تفسير السّدّيّ.
{ثمّ جاهدوا وصبروا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ} تفسير الحسن: أنّهم قومٌ كانوا بمكّة، فعرضت لهم فتنةٌ، فارتدّوا عن الإسلام، وشكّوا في نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ثمّ إنّهم أسلموا وهاجروا إلى رسول اللّه عليه السّلام بالمدينة، ثمّ جاهدوا معه وصبروا، فنزلت هذه الآية.
سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر لنا أنّه لمّا أنزل اللّه أنّ أهل مكّة لا يقبل منهم الإسلام حتّى يهاجروا، كتب بذلك المسلمون إلى أصحابٍ لهم بمكّة، وخرجوا فأدركهم المشركون فردّوهم،
فأنزل اللّه: {الم * أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} والآية الأخرى الّتي بعدها.
فكتب بها أهل المدينة إلى أهل مكّة، فلمّا جاءهم ذلك تبايعوا أن يخرجوا، فإن لحق بهم المشركون أن يقاتلوهم حتّى يلحقوا باللّه أو ينجوا، فخرجوا.
فأنزل اللّه: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 1/94-93]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا...}
يقول: عذّبوا. نزلت في عمّار بن ياسر وأصحابه الذين عذّبوا، حتّى أشرك بعضهم بلسانه وهو مؤمن بقلبه فغفر الله لهم، فذلك قوله: {إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رّحيمٌ} بعد الفعلة). [معاني القرآن: 2/114-113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثمّ جاهدوا وصبروا إنّ ربّك من بعدها لغفور رحيم}
أي من بعد الفعلة التي فعلوها. وهذه الآية في قصة عمّار بن ياسر وأصحابه حين عذبهم أهل مكة فأكرهوهم على أن تركوا الإيمان، وكفروا بألسنتهم وفي قلوبهم ونيّاتهم الإيمان، ثم هربوا منهم وهاجروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلحقهم جمع من أهل مكة فقاتلوهم حتى نجّاهم الله منهم، وصبروا على جهادهم). [معاني القرآن: 3/220]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا} هذا كله في عمار والمعنى وصبروا على الجهاد). [معاني القرآن: 4/108]


رد مع اقتباس