عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:10 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (52) إلى الآية (53) ]

{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ) بالضاد ابن مُحَيْصِن طريق العراقي، الباقون بالصاد، وهو الاختيار لقوله: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جئناهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وكذا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "فضلناه" بالضاد المعجمة أي: على غيره "وعن" الحسن "فنعمل" برفع اللام أي: فنحن نعمل ونصبه الجمهور على ما انتصب عليه فيشفعوا، واتفق على رفع "نرد" على أنه عطف فعلية على اسمية وهي هل لنا إلخ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
[معجم القراءات: 3/64]
{جِئْنَاهُمْ}
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه (جيناهم) بإبدال الهمزة الساكنة ياءً.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون في تحقيق الهمز (جئناهم).
{فَصَّلْنَاهُ}
- قراءة الجماعة (فصلناه) بالصاد المهملة من التفصيل.
- وقرأ ابن السميفع وابن محيصن من طريق البزي بخلاف عنه وعاصم الجحدري (فضلناه) بالضاد المنقوطة.
والمعنى: فضلناه على جميع الكتب.
وذكر أبو معشر أنها لغة بعض أهل اليمن يبدلون من الصاد ضادًا.
ورد هذا الصفراوي ورأى أنه على ظاهره بمعنى فضلناه وشرفناه؛ إذ يمكن حمله على معنى صحيح في جميع لغات العرب لا على لغة واحدة.
{هُدًى}
- سبقت الإمالة فيه، انظر الآيتين/2 و5 من سورة البقرة.
{هُدًى وَرَحْمَةً}
- قراءة الجماعة (هدىً ورحمةً) بالنصب على الحال من الهاء في (فصلناه)، أو هو مفعول له، ويجوز عند الفراء أن يكون نصبه على المصدر، قال: (وقد تنصبهما على الفعل).
[معجم القراءات: 3/65]
- وقرأ زيد بن علي (هدىً ورحمةٍ) بالجر على البدل من (بكتابٍ)، أو (على علمٍ)، أو على النعت لـ (كتاب).
قال الفراء:
(ولو خفضته على الإتباع للكتاب كان صوابًا...)، وإلى مثل هذا ذهب الكسائي.
ونقل عنهما هذا أبو حيان، وتجد مثله عند القرطبي، والنحاس، فقد نقلاه أيضًا عن الفراء والكسائي.
وقال الطوسي:
(وإنما لم يوصف القرآن بأنه هدى للكفار لئلا يتوهم أنهم اهتدوا به، وإن كانت هدايةً لهم، بمعنى أنه دلالة لهم وحجة)، فهو قد رد الوصفية بهذا.
- وقرئ (هدى ورحمة) بالرفع على الاستئناف، أي: هو هدىً ورحمة.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا ساكنة انظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/66]

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَنَعْمَلُ) بالرفع الشيزري عن أبي جعفر، الباقون بالنصب، وهو الاختيار؛ لأنه عطف على قوله: (فَيَشْفَعُوا) الياء). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
{تَأْوِيلَهُ ... تَأْوِيلُهُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (تاويله..) كذا بإبدال الهمزة الساكنة واوًا فيهما.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
قال النحاس: (وأهل المدينة يخففون الهمزة ويجعلونها ألفًا)، ومثل هذا عند الطبري.
قلت: هذا مشهور مذهب أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، والخلاف فيه معروف عن أبي عمرو.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (تأويله ...).
{يَأْتِي}
- حكم الهمزة وإبدالها ألفًا (ياتي) كالذي تقدم في (تاويله).
{الَّذِينَ نَسُوهُ}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نَسُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (نسوهو..) بوصل الهاء بواو.
{قَدْ جَاءَتْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم في الآية السابقة/53 من هذه السورة (ولقد جئناهم).
وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/34 من سورة الأنعام.
{رُسُلُ}
- قراءة المطوعي (رسل) بسكون السين.
[معجم القراءات: 3/67]
وتقدم هذا مرارًا.
{رُسُلُ رَبِّنَا}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء والإظهار.
{أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ}
- قراءة الجمهور (أو نرد فنعمل) برفع الدال ونصب اللام على إضمار أن في جواب الاستفهام الثاني، فقد عطف جملة فعلية على جملة اسمية، وتقدمهما استفهام، فانتصب الجوابان، أي: هل شفعاء لنا فيشفعوا لنا في الخلاص من العذاب، أو هل نرد إلى الدنيا فنعمل عملًا صالحًا.
وقال العكبري:
(أو نرد: المشهور الرفع، وهو معطوف على موضع (من شفعاء)، وتقديره: أو هل نرد.
فنعمل: على جواب الاستفهام أيضًا).
وقال مكي: (نرد: مرفوع عطف على الاستفهام، بمعنى: أو هل نرد؛ لأن معنى: (هل لنا من شفعاء) هل يشفع لنا أحد، أو هل نرد، فعطفته على المعنى).
- وقرأ الحسن البصري (أو نرد فنعمل) بنصب الدال ورفع اللام عكس القراءة السابقة.
قال الزمخشري: (بمعنى: فنحن نعمل) ونقله أبو حيان.
قلت: قراءة النصب في (أو نرد) لأنه عطف على (فيشفعوا) أو أن (أو) بمعنى إلى أن، أو حتى أن، على ما اختاره الزمخشري، وقد
[معجم القراءات: 3/68]
ذكر هذا التخريج الشهاب.
- وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد ويزيد النحوي (أو نرد فنعمل) برفعهما، أما (نرد) فقد مضى تخريج الرفع فيه في القراءة الأولى، وأما (فنعمل) فهو عطف على (نرد).
قال العكبري: (ويقرأ برفعهما: أي: فهل نعمل، فهو داخل في الاستفهام).
- وقرأ ابن أبي إسحاق وأبو حيوة (أو نرد فنعمل) بنصبهما عطفًا على (فيشفعوا لنا) جوابًا على جواب.
قال الفراء:
(ولو نصب (نرد) على أن تجعل (أو) بمنزلة (حتى) كأنه قال: فيشفعوا لنا أبدًا حتى نرد فنعمل، ولا نعلم قارئًا قرأ به) كذا!!.
- وذكر ابن جني أن الحسن قرأ (أو تريد فنعمل) فهو على هذه القراءة على أنهم تمنوا إرادته عز وجل إيمانهم وعملهم.
{غَيْرَ الَّذِي}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{قَدْ خَسِرُوا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/69]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس