عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 08:50 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"إن"
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "إن"
"إن": تكون بمعنى الشّرط. تقول: "إن" جاء زيد فأكرمه. وتكون بمعنى: "ما"، تقول: "إن" زيد إلّا ذاهب.
وذكر أهل التّفسير أنّها في القرآن على أربعة أوجه:
أحدها: بمعنى الشّرط ومنه قوله تعالى في آل عمران: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني}، وفي سورة النّساء: {وإن كنتم مرضى أو على سفر}، وفي الحجرات: {يا أيها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبيّنوا}، وهي كثيرة بالقرآن.
والثّاني: بمعنى "ما"، ومنه قوله تعالى في الأنبياء: {لو أردنا أن نتّخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنّا فاعلين}، وفي الزخرف: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدّنيا}، وفي يس: {إن كانت إلّا صيحة واحدة فإذا هم خامدون}، وفي الملك: {إن الكافرون إلّا في غرور}، وفي الطارق: {إن كل نفس لما عليها حافظ}.
والثّالث: بمعنى "لقد". ومنه قوله تعالى في يونس: {فكفى باللّه شهيدا بيننا وبينكم إن كنّا عن عبادتكم لغافلين}، وفي بني إسرائيل: {إن كان وعد ربنا لمفعولا}، وفي الشّعراء: {تالله إن كنّا لفي ضلال مبين}، وفي الصافات: {إن كدت لتردين}، وفي الأعلى: {فذكر إن نفعت الذكرى}.
(قال مقاتل: " "قد" نفعت الذكرى ")، وهذا الوجه في معنى الّذي قبله، إلّا الآية الأخيرة فإنّها بمعنى الشّرط لأن المعنى "إن" نفعت، و"إن" لم تنفع.
والرّابع: بمعنى "إذ". منه قوله تعالى في البقرة: (وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين}. وفي آل عمران: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}، وفي براءة: {فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين}.
قال ابن قتيبة: وهذه عند أهل اللّغة: "إن" بعينها، لا يجعلونها بمعنى "إذ" ويذهبون إلى أنه أراد: من كان مؤمنا ترك الرّبا. ولم يهن، ولم يخش إلّا الله
). [نزهة الأعين النواظر: 129 - 131]


رد مع اقتباس