الموضوع: أم
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 07:17 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "أمْ"
اعلم أن "أم" يكون لها في الكلام ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: أن تكون متصلة عاطفة في الاستفهام وتقع بين المفردين والجملتين، ويكون الكلام بها متعادلًا، والجملة التي بعدها مع ما قبلها في تقدير المفردين، وتتقدر مع حرف الاستفهام بـ "أيهما" أو "أيهم"، وجوابها أحد الشيئين والأشياء، فتقول: أقام زيد "أم" عمرو، ومعناه: "أيهما" قام، و«أقام زيد"أم" قعد»، ومعناه: "أيهما" فعل، والأحسن فيها تقدم الذي يسأل عنه من اسم أو فعل، نحو: «أزيدٌ قام "أم" عمرو»، و«أقام زيد "أم" قعد»، ويجوز خلاف ذلك، ويقال في الجواب: زيدٌ "أم" عمرو، أو: قام "أو" قعد، ولا يقال: نعم ولا، فأما قول الشاعر.
أذو زوجةٍ بالمصر أم ذو خصومةٍ .... أراك لها بالبصرة العام ثاويا
فقلت لها: لا إن أهلي جيرةٌ ..... لأكثيبة الدهنا جميعًا وماليا

وكان الوجه أن يقال: ذو زوجةٍ "أو" ذو خصومةٍ، ولكنه لم يجاوب على ذلك، ولكنه نفاه جملة، واستأنف كلامًا آخر، فكأنه قال: ليس ثوائي لاحدٍ مما سألت عنه، وإن مالي وأهلي كائنان بالبصرة، فهما الداعيان إلى إقامتي بها.
ويقع قبلها حرف الاستفهام ظاهرًا أو مقدرًا، وقد ذكر، ولا يشترط أن تتقدمها "الهمزة" لا غير، بل تتقدم "هل" إذا وقع الاستفهام عن كل جملة، وإن كان المعنى المعادلة، كما قال:
هل ما علمت وما استودعت مكتوم .... أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم
لأن المعنى: أي هذين كان.

الموضع الثاني: أن تكون منفصلة فلا تكون عاطفة، ويقع قبلها الاستفهام وغيره، فتقول: أقام زيد "أم" انطلق عمرو، ويقوم زيد "أم" ينطلق عمرو، ولا يقع بعدها إلا الجملة المنفصلة من الأول، وتتقدر بـ "بل" و"الهمزة" في موضع، ودون "همزة" في موضع فمعناها الإضراب عن الأول والرجوع إلى الثاني باستفهام أو غيره، خلاف ما ذكره أكثرهم أنها تتقدر بـ "بل" و"الهمزة" معًا.
فأما "ما" تتقدر بـ "بل" و"الهمزة" معًا فما جاء من قولهم: «إنها لإبلٌ "أم" شاء»، والمعنى: "بل" أهي شاء، وأما "ما" تتقدر بـ "بل" خاصة فقوله تعالى: {آلله خيرٌ أما تشركون} و{أم من خلق السموات والأرض}، الأولى متصلة، والثانية منفصلةٌ، والمعنى: «"بل" الذي خلق السموات والأرض خيرٌ» فلا استفهام هنا، ويقع الجواب بعد هذه المنفصلة بـ "نعم"و"لا"، إذا تقدمها الاستفهام؛ لأن الكلام جملتان يصح الجواب عن كل واحدٍ منهما بـ "نعم" وحدها أو "لا"، فاعلمه.

الموضع الثالث: أن تكون بمعنى "الألف" و"اللام" التي للتعريف، فتقطع "همزتها" في الابتداء، وتسقط في الدرج مثل "ألف" "لام" التعريف، فمن ذلك قوله عليه السلام: «ليس من أم بر أم صيامُ في أم سفر»، المعنى: ليس من البر الصيام في السفر، إلا أنه لا يقاس على ذلك لقلته). [رصف المباني: 93 - 96]


رد مع اقتباس