الموضوع: الألف
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 03:46 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("الألف"
حرف مهمل، له عشرة أقسام:
الأول: أن تكون للإنكار نحو: أعمراه! لمن قال: رأيت عمراً.
الثاني: أن تكون للتذكار نحو: رأيت الرجلا، تريد الرجل، ووقفت لتتذكر ما بعده. وقد تقدم ذكر هذين المعنيين في "الواو".
الثالث: أن تكون علامة التثنية في اللغة التي تقدم ذكرها. كقول الشاعر:
تولى قتال المارقين، بنفسه ... وقد أسلماه مبعده، وحميم
الرابع: أن تكون كافة. وهي "الألف" في بينا. كقول الشاعر:
فبينا نحن نرقبه أتانا ... معلق شكوة، وزناد راعي
وقيل: إن الجملة بعدها في موضع جر بالإضافة، و"الألف" إشباع. وقد أضيفت إلى المفرد، في قول الشاعر:
بينا تعانقه الكماة، وروغه ... يوماً، أتيح له جريء، سلفع
في رواية من جر. وقيل: بينا أصلها بينما، فحذفت "الميم"، وقيل: "ألف" بينا للتأنيث. وكلاهما قول ضعيف.
الخامس: أن تكون فصلاً بين "نون التوكيد" و"نون الإناث"، في نحو: اضربنان يا نسوة.
السادس: أن تكون للندبة، نحو: وازيداه.
السابع: أن تكون للاستغاثة، كقول الشاعر:
يا يزيدا، لآمل نيل عز ... وغنى، بعد فاقة، وهوان
الثامن: أن تكون للتعجب، كقول الشاعر:
يا عجبا، لهذه الفليقه ... هل تذهبن القوباء الريقه؟
التاسع: أن تكون بدلاً من "نون التوكيد" الخفيفة، نحو {لنسفعا}.
العاشر: أن تكون بدلاً من تنوين المنصوب، نحو: رأيت زيدا.
وما سوى هذه الأقسام فليس بحرف معنى، "كألف التأنيث"، و"ألف الإطلاق"، و"ألف الإلحاق"، و"ألف التثنية"، و"ألف التكسير"،
و"الألف الفاصلة" بين "الهمزتين"، في نحو: آأنت، أم أم سالم؟ و"ألف الإشباع"، في قوله: أقول، إذ خرت، على الكل لكال و"الألف الزائدة" في الوقف، لبيان الحركة. وذلك "ألف" أنا على مذهب البصريين. و"الألف المزيدة" في آخر المبهمات، إذا صغرت، عوضاً عن ضم أولها. نحو: ذيا، والذيا. و"الألف" التي تلحق من في الاستثبات، حال النصب، نحو منا لمن قال: رأيت رجلا. فهذه الأقسام العشرة لا ينبغي أن يعد منها شيء في حروف المعاني.
وفي بعض الأقسام المتقدمة قبل هذه نظر.
تنبيه
إنما أخرت "الألف" إلى هذا الموضع، لأن، موضعها في ترتيب الحروف، على الأسلوب المألوف، بين "الواو" و"الياء". وذلك قولهم في: أ، ب، ت، ث ... و، لا، ي. قال ابن جني: لا يقال "لام ألف"، وإنما يقال "لا" "بلام" مفتوحة، و"ألف لينة" تليها. والمراد هنا "الألف اللينة" لأن "اللام" قد تقدمت. فلما قصدوا النطق "بالألف"، وهي ساكنة لا يمكن الابتداء بها، توصلوا إلى النطق بها، بإدخال "اللام" عليها.
فإن قيل: ولم خصت "اللام" بهذا دون غيرها؟ فالجواب أن العرب لما توصلوا "بألف الوصل" إلى "اللام الساكنة" في الرجل توصلوا إلى "الألف الساكنة" "باللام"، مقاصة.
فإن قلت: قد ذكرت "الألف" أول الحروف! قلت: المراد "بالألف" المذكورة أول الحروف "الهمزة". نص على ذلك الأئمة. وذلك متعين لئلا يلزم تكرار حرف، وإهمال حرف. لأنه إذا جعلت "الألف" المبدوء بها عبارة عن الحرف الهاوي لزم تكرارها، لأنها مذكورة بعد "اللام"، كما تقدم، ولزم إهمال ذكر "الهمزة".
قال أبو عبيد: "الألف" عند العرب "ألفان": "ألف مهموزة"، وهي "الهمزة". وإنما جعلت صورتها "ألفاً"، لأنها لا تقوم بنفسها. ألا تراها تنقلب في الرفع "واواً"، وفي الفتح "ألفاً"، وفي الكسر "ياء". و"الألف" الأخرى هي التي تكون مع "اللام" في الحروف المعجمة. وهي ساكنة. لا "ألف" في الكلام غير هاتين.
وقد بسطت الكلام على هذا في وريقات مفردة. وهذا موضع اختصار). [الجنى الداني: 175 - 180]


رد مع اقتباس