عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) إنّ في السّماوات والأرض لآياتٍ للمؤمنين (3) وفي خلقكم وما يبثّ من دابّةٍ آياتٌ لقومٍ يوقنون (4) واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل اللّه من السّماء من رزقٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آياتٌ لقومٍ يعقلون (5) }
يرشد تعالى خلقه إلى التّفكّر في آلائه ونعمه، وقدرته العظيمة الّتي خلق بها السّموات الأرض، وما فيهما من المخلوقات المختلفة الأجناس والأنواع من الملائكة والجنّ والإنس، والدّوابّ والطّيور والوحوش والسّباع والحشرات، وما في البحر من الأصناف المتنوّعة، واختلاف اللّيل والنّهار في تعاقبهما دائبين لا يفتران، هذا بظلامه وهذا بضيائه، وما أنزل اللّه تعالى من السّحاب من المطر في وقت الحاجة إليه، وسمّاه رزقًا؛ لأنّ به يحصل الرّزق، {فأحيا به الأرض بعد موتها} أي: بعد ما كانت هامدةً لا نبات فيها ولا شيء.
وقوله: {وتصريف الرّياح} أي: جنوبًا وشآمًا، ودبورًا وصبًا، بحريّةً وبرّيّةً، ليليّةً ونهاريّةً. ومنها ما هو للمطر، ومنها ما هو للّقاح، ومنها ما هو غذاءٌ للأرواح، ومنها ما هو عقيمٌ [لا ينتج].
وقال أوّلًا {لآياتٍ للمؤمنين}، ثمّ {يوقنون} ثمّ {يعقلون} وهو ترقٍّ من حالٍ شريفٍ إلى ما هو أشرف منه وأعلى. وهذه الآيات شبيهةٌ بآية "البقرة" وهي قوله: {إنّ في خلق السّموات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس وما أنزل اللّه من السّماء من ماءٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ وتصريف الرّياح والسّحاب المسخّر بين السّماء والأرض لآياتٍ لقومٍ يعقلون} [البقرة: 164]. وقد أورد ابن أبي حاتمٍ هاهنا عن وهب بن منبّه أثرًا طويلًا غريبًا في خلق الإنسان من الأخلاط الأربعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 264]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحقّ فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون (6) ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ (7) يسمع آيات اللّه تتلى عليه ثمّ يصرّ مستكبرًا كأن لم يسمعها فبشّره بعذابٍ أليمٍ (8) وإذا علم من آياتنا شيئًا اتّخذها هزوًا أولئك لهم عذابٌ مهينٌ (9) من ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ (10) هذا هدًى والّذين كفروا بآيات ربّهم لهم عذابٌ من رجزٍ أليمٌ (11) }
يقول تعالى: هذه آيات اللّه -يعني القرآن بما فيه من الحجج والبيّنات- {نتلوها عليك بالحقّ} أي: متضمّنةً الحقّ من الحقّ، فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها، فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون؟!). [تفسير ابن كثير: 7/ 264-265]

رد مع اقتباس