عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإنسان

[ من الآية (11) إلى الآية (22) ]
{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}

قوله تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فوقاهم الله" "ولقاهم" "وجزاهم" وتسمى "وسقاهم" وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/577] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)}
{فَوَقَاهُمُ}
- قراءة الجمهور (فوقاهم) بتخفيف القاف.
- وقرأ أبو جعفر (فوقاهم) بتشديد القاف.
[معجم القراءات: 10/211]
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالته (فوقاهم).
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{وَلَقَّاهُمْ}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 10/212]

قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فوقاهم الله" "ولقاهم" "وجزاهم" وتسمى "وسقاهم" وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/577] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}
{وَجَزَاهُمْ}
- قراءة الجماعة (جزاهم).
- وقرأ علي (جازاهم) بالألف على وزن فاعل.
- وقرأ (جزاهم) بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{حَرِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 10/212]

قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وحذف أبو جعفر همز "متكئين" كوقف حمزة في أحد وجهيه والثاني بين بين على القياس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}
{مُتَّكِئِينَ}
- قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة في الحالين، وهي قراءة شيبة (متكين).
[معجم القراءات: 10/212]
- ولحمزة في الوقف وجهان:
1- الأول: الحذف كأبي جعفر.
2- الثاني: التسهيل بين بين على القياس.
{عَلَى الْأَرَائِكِ}
- تقدمت قراءة ابن محيصن في الآية/31 من سورة الكهف (علرائك).
{زَمْهَرِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 10/213]

قوله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)}
{وَدَانِيَةً}
- قراءة الجمهور (دانيةً) بالنصب وفي نصبه أقوال:
1- أنه منصوب بالعطف على (جنة) في الآية/12.
2- الثاني أنه حال، عطفًا على (متكئين) في الآية السابقة/13.
3- أن يكون صفة للجنة، أي: وجزاهم جنة دانيةً.
4- النصب على المدح عند الأخفش والفراء.
وفيها غير هذه الأقوال.
- وقرأ أبو حيوة (دانية) بالرفع، على أنه خبر مقدم، وظلالها: مبتدأ مؤخر، وذهب الأخفش إلى أن دانية: مبتدأ، وظلالها فاعل به، واستدل بهذا على جواز رفع اسم الفاعل من غير أن يعتمد نحو قولك: قائم الزيدون.
ورأى أبو حيان أنه لا حجة فيه، لأن الأظهر أن يكون (ظلالها) مبتدأ و(دانية) خبر له.
[معجم القراءات: 10/213]
- وذكر العكبري أنه حكي بالجر (ودانيةٍ)، أي: في جنة دانية.
قال: وهو ضعيف، لأنه عطف على المجرور من غير إعادة الجار.
ولم يصرح العكبري أنه قراءة، ولكن قوله: (حكي) هو الذي دفعني إلى إثبات هذا هنا إذ لا يعقل أن يحكى مثل هذا إلا أن يكون له أصل في القراءة، وقد يكون أراد أنه يجوز وجهًا إعرابيًا.
وأترك هذا على النحو الذي ترى لعل بعض القراء يقطع فيه بقول فصل بنص يهتدي إليه في مرجع مما ليس بين يدي.
على أن السمين نقل نص العكبري ثم قال: (قلت يعني أنه قرئ شاذًا (ودانيةٍ) بالجر على أنها صفة لمحذوف ...).
- وقرأ الأعمش وابن مسعود (دانيًا) بالتذكير.
قال مكي: (بالتذكير، ذكر للتفرقة، وقيل لتذكير الجمع).
- وقرأ أبي بن كعب (دانٍ) بالرفع والتذكير، على أنه مبتدأ، و(ظلالها) فاعل، سد مسد الخبر.
قال أبو حيان: (فهذا يمكن أن يستدل به الأخفش)، أي: على عمل اسم الفاعل من غير اعتماد على نفي أو استفهام.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت فيه قراءتان بضم الهاء وكسرها، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة، والآية/16 من سورة الرعد). [معجم القراءات: 10/214]

قوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {كَانَت قواريرا} 15 {قَوَارِير من فضَّة} 16
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَنَافِع والكسائي (قواريرا قواريرا من
فضَّة) منونة
وَقَرَأَ حَفْص مثل (سلسلا) لَا ينون في الْوَصْل وَيقف بِالْألف على الأولى وعَلى الثَّانِيَة بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ حَمْزَة وَابْن عَامر (قواريرا قواريرا) بِغَيْر تَنْوِين ووقف حَمْزَة بِغَيْر ألف فيهمَا
وَقَرَأَ ابْن كثير {كَانَت قواريرا} منونة {قَوَارِير من فضَّة} غير منونة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {كَانَت قواريرا} غير منونة ووقف بِأَلف (قواريرا من فضَّة) غير منونة أَيْضا ووقف بِغَيْر ألف
وَقَالَ عَبَّاس سَأَلت أَبَا عَمْرو فَقَرَأَ {كَانَت قواريرا} يثبت الْألف وَلَا ينون {قَوَارِير من فضَّة} بِغَيْر ألف وَلَا تَنْوِين
وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا كتب بِهِ إِلَى أَبُو حَاتِم عَن أَبي زيد عَن أَبي عَمْرو (كَانَت قواريرا قواريرا من فضَّة) لَا يصل {قواريرا}). [السبعة في القراءات: 663 - 664]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سَلاسِل وقواريرا قوارير) مكي، وخلف، ويقفان، وشجاع، وسهل على (قواريرا) الأولى بالألف هشام (سلاسل) عباس مخير بغير تنوين فيها، بصري، شامي، وحمزة، وحفص، ويقفون، غير حمزة، ويعقوب على (سلاسلًا وقواريراً) الأولى بالألف الآخرون ينونهما، ويقفون بالألف عليها). [الغاية في القراءات العشر: 425] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قواريرًا) [15، 16]: بالتنوين فيهما، وبألف في الوقف مدني، وعلي، وأبو بكر، والمفضل، وأبو عبيد، وأبو بشر.
[المنتهى: 2/1023]
ضده: حمزة، وحمصي، وسلام، ورويس. الأول بألف والثاني بغير ألف مكي، وخلف. الباقون بغير تنوين فيهما، ويقفون على الأولى بألف، زاد روح في الثاني ألفًا.
قال أبو الفضل: ففي مصاحف أهل المدينة، والكوفة العتق، الألف فيهما ثابتة، وفي مصاحف أهل مكة، والشام، والبصرة، والكوفية المحدثة في الحرف الثاني ساقطة). [المنتهى: 2/1024] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر والكسائي (قواريرا قواريرا) بالتنوين فيهما، وقرأ ابن كثير بالتنوين في الأول وبغير تنوين في الثاني، وقرا الباقون بغير تنوين فيهما، وكلهم وقفوا على الأول بألف إلا حمزة فإنه وقف عليه بغير ألف، ووقف نافع وأبو بكر وهشام والكسائي على الثاني بألف، ووقف الباقون بغير ألف). [التبصرة: 373] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي، وأبو بكر: {قواريرا قواريرا} (15، 16): بتنوينهما. ووقفوا عليهما بالألف.
وابن كثير، في الأول: بالتنوين، ووقف عليه بالألف. والثاني: بغير تنوين، ووقف عليه بغير ألف.
والباقون: بغير تنوين فيهما.
ووقف حمزة عليهما: بغير ألف.
[التيسير في القراءات السبع: 504]
ووقف هشام عليهما: بالألف، صلة للفتحة.
ووقف الباقون، وهم: أبو عمرو، وحفص، وابن ذكوان: على الأول: بالألف، وعلى الثاني: بغير ألف. فحصل من ذلك: أن من لم ينونهما وقف على الأول: بالألف، إلا حمزة، وعلى الثاني: بغير ألف إلا هشامًا). [التيسير في القراءات السبع: 505] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر والكسائيّ وأبو بكر (قواريرا) قواريرا بتنوينهما ووقفوا عليهما بالألف وابن كثير وخلف في اختياره في الأول بالتّنوين ووقفا عليه بالألف. والثّاني بغير تنوين ووقفا عليه بغير ألف. والباقون بغير تنوين فيهما ووقف حمزة ورويس عليهما بغير ألف ووقف هشام عليهما بالألف صلة للفتحة ووقف الباقون وهم أبو عمرو وحفص وابن ذكوان وروح على الأول بالألف وعلى الثّاني بغير ألف فحصل من ذلك أن من لم ينونهما وقف على الأول بالألف إلّا حمزة ورويسا وعلى الثّاني بغير ألف إلا هشاما). [تحبير التيسير: 599] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَوَارِيَرا) بالتنوين فيهما مدني، وعَاصِم إلا حفصًا، والْأَعْمَش، والكسائي وأبو بشر وهشام، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو زيد، وعبيد، ومحبوب، والواقدي، والقرشي، والقزاز كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وافق الزَّعْفَرَانِيّ، ومكي، وخلف في الأول ضدهم، زيات، وطَلْحَة،
[الكامل في القراءات العشر: 654]
وحمصي، وسلام، ورُوَيْس، والْعَبْسِيّ ووقف على (قوارير) الأولى بغير ألف الزَّيَّات غير الصبى، ورُوَيْس، والزملي، وهبه للأخفش، الباقون بألف في الأولى ومن لم ينون الثلاثة يقف بغير ألف، والاختيار أن يقف على " سلاسل " و" قوارير " الثانية بغير ألف ولا ينونهما؛ إذ ليسا برأس أية، وأما " قوارير " الأولى فالاختيار أن ينون ويقف بالألف؛ لأنه آخر آية). [الكامل في القراءات العشر: 655] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([15، 16]- {قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَ} بالتنوين فيهما، وبألف في الوقف: نافع والكسائي وأبو بكر.
وافق ابن كثير في الأول.
الباقون بغير تنوين فيهما، ويقفون على الأول بألف إلا حمزة، وعلى الثاني بغير ألف إلا هشاما، من طريق ابن عبدان وابن غلبون). [الإقناع: 2/800] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1094- .... وَقَوَارِيراً فَنَوِّنْهُ إِذْ دَنَا = رِضاً صَرْفِهِ وَاقْصُرْهُ فِي الْوَقْفِ فَيْصَلاَ). [الشاطبية: 88]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1094] (ز)كا وقواريرا فنونه (إ)ذ دنا = (ر)ضا (صـ)ـرفه واقصره في الوقف (ف)يصلا
[1095] وفي الثان نون (إ)ذ (ر)ووا (صـ)ـرفه وقل = يمد (هشام) واقفًا معهم ولا
...

قال: «وفي مصاحف أهل البصرة (قواريرا): الأول بالألف، والثاني بغير ألف».
وقال خلف: «المصاحف كلها العتق والجدد، على إثبات الألف في (قواريرا)، الأول. والثاني في مصاحف المدينة والكوفة بألف، وفي مصاحف أهل البصرة: الأول بالألف، والثاني بغير ألف».
وقال قالون عن نافع: «الثلاثة الأحرف في الكتاب بألف».
وقال خلف: «وسمعت يحيى ابن آدم يحدث عن ابن إدريس قال: في المصاحف الأول، الحرف الأول والثاني: (قوارير قوارير) بغير ألف».
وهذه الرواية ورواية قالون، تحمل على بعض المصاحف دون بعض. فنافع والكسائي وأبو بكر، اتبعوا مصاحفهم.
وإثبات الألف دليل الصرف. وقوي صرفها أنها رؤوس آي، فصرفت التشاكل أخواتها. والعرب تستعمل في الفصول ما لا تستعمله في غيرها.
والصرف في الأسماء الأصل، وترك الصرف عارض لعارض فيها. ولهذا صَرفت العرب في الشعر كل ما لا ينصرف، والشعر أصل كلام العرب.
وقد قال بعض العلماء من أهل النظر: كل ما يجوز في الشعر، فهو جائز في الكلام، لأن الشعر أصل كلام العرب.
فكيف نتحكم في كلامها فنجعل الشعر خارجًا عنه ؟!.
ولو لم يكن من الحجة لهذه القراءة إلا أن عاصمًا والكسائي قرءا بذلك، وهما هما.
[فتح الوصيد: 2/1300]
وقد حكى الكسائي وغيره من الكوفيين، أن العرب تصرف كل ما لا ينصرف، إلا (أفعل منك).
وقال الأخفش: «سمعنا من العرب من يصرف جميع ما لا ينصرف».
ومن خالف مصحفه من الأئمة في شيء من ذلك، فللرواية، ومن لم يصرف، فلأنها أمثلة لا تنصرف معرفة ولا نكرة.
ومن وقف بألف، راعى الرسم، ولأن الفتحة قد تعمد بالألف في الوقف، إذ لا يمكن روم المفتوح لخفته، فإذا وصل استغني عن العماد».
وقال بعض المتأخرين: «يجوز أن تكون هذه النون بدلًا من حرف الإطلاق، ويجري الوصل مجرى الوقف؛ أو يكون صاحب القراءة ممن ضري برواية الشعر، ومرن لسانه على صرف غير المنصرف».
وهو كلام صدر عن سوء ظن بالقراء، وعدم معرفة بطريقتهم في اتباع النقل.
ومن وقف على {قواريرا} الأول بألف، فلأنه رأس آية، فأراد أن يفرق بينه وبين الثاني.
ومعنى قوله: (وبالقصر قف من عن هدى ... فلا زكا)، أن (فلا)، من فلوته أي ربيته.
قال الحطيئة:
نجيب فلاه في الرباط نجيب
أي نشأ الواقف بالقصر القصر، (من عن هدىً خلفهم).
[فتح الوصيد: 2/1301]
و(عن) هاهنا، اسم كالتي في قوله:
من عن يمين الحبيا
أو يكون (فلا)، بمعنى: فصل، من: فلوته عن أمه، أي فصلته وفطمته.
أو بمعنى: تدبر، من: فليت الشعر، إذا تدبرته واستخرجت معناه.
ثم قال: (زكا)، ثناء عليه.
وقال: (إذ دنا رضی صرفه)، لأنه رأس آية). [فتح الوصيد: 2/1302] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1093] سلاسل نون إذ رووا صرفه لنا = وبالقصر قف من عن هدى خلفهم فلا
[1094] زكا وقواريرا فنونه إذ دنا = رضى صرفه واقصره في الوقف فيصلا
ب: (فلا): فعل ماض بمعنى: تدبر، من: (فليت الشعر): إذا تدبرته وأخرجت معانيه، أو: رمى من: (فلوته): إذا رميته، أو فصل من (فلوته عن أمه): إذا فصلته.
ح: (سلاسل): مفعول (نون)، (صرفه): مفعول (رووا)، والفاعل: ضمير الناقلين، (بالقصر): متعلق بـ(قف)، (عن): اسم بمعنى الجانب، نحو:
ولقد أراني للرماح دريئة = من عن يميني مرةً أمامي
والجار والمجرور متعلق (فلا)، (زكا): جملة مستأنفة، أي: زكا المذكور، (قواريرًا): مفعول فعل يفسره (فنونه)، (رضى): فاعل (دنا) أضيف إلى (صرفه)، (فيصلا): حال.
[كنز المعاني: 2/694]
ص: قرأ نافع والكسائي وأبو بكر وهشام: {سلاسلًا وأغلالًا} [4] بتنوين {سلاسلًا} بناء على صرفه، ليناسب {أغلالًا} لأن كونه لا نظير له في الآحاد ضعيف في منع الصرف، وإلا يلزم منه صرف العلم المرتجل إذا لم يكن له نظير في أسماء الأجناس، مثل: (غطفان) للعلمية وعدم نظيره في الآحاد، أو لأنه لما جمعجمعالتصحيح في نحو:
(صواحبات يوسف) أشبه الآحاد فصرف.
[كنز المعاني: 2/695]
وإلى الوجهين أشار بقوله: (إذ رووا صرفه لنا).
والباقون: بترك التنوين على الأصل، لكونه غير منصرف على الأصح.
ثم ممن ترك التنوين: ابن ذكوان وحفص والبزي - بخلاف عنهم وحمزة وقنبل - بلا خلاف - يقفون بلا ألف، لأن الألف بدل التنوين، فإذا لم ينون لم يبق الألف، ويبقى أبو عمرو مع أصحاب التنوين يقفون على الألف، وكذلك: ابن ذكوان وحفص والبزي في وجههم الآخر.
أما أصحاب التنوين: فلأن الألف بدل التنوين الزائل بالوقف،
[كنز المعاني: 2/696]
وأما الآخرون: فلاتباع الرسم، إذ رسمت في المصاحف كلها بالألف، أو لأنه لما لم يمكن روم المفتوح لخفته أشبع الفتح بالألف، كما فعلوا في {الظنونا} و {الرسولا} و{السبيلا} في الأحزاب [10، 66، 67].
وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وأبو بكر: {قواريرًا الأول [15] بالتنوين لإحدى العلل المذكورة في صرف {سلاسلًا}، والباقون: بترك التنوين لمنع الصرف .
وممن لم ينون حمزة: وقف عليه بلا ألف، كما هو الأصل، والباقون: بعده بألف - من أصحاب التنوين وغيرهم - اتباعا للرسم). [كنز المعاني: 2/697] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والكلام في تنوين: {كَانَتْ قَوَارِيرَا} والوقف عليها بالألف وبالقصر كما سبق في "سلاسلا"، وزاد الوقف بالألف هنا حسنا كونه رأس آية فلهذا لم يقصره في الوقف إلا حمزة وحده، وأجمعوا على ترك صرف الذي في النمل: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/239]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1094 - .... وقواريرا فنوّنه إذ دنا = رضا صرفه واقصره في الوقف فيصلا
....
وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وشعبة: قَوارِيرَا في الموضع الأول وهو: كانَتْ قَوارِيرَا بإثبات التنوين مع إبداله ألفا عند الوقف.
وقرأ الباقون بحذف التنوين وهؤلاء الحاذفون اختلفوا في الوقف على هذا اللفظ فوقف عليه بالقصر أي حذف الألف مع إسكان الراء
[الوافي في شرح الشاطبية: 375]
حمزة، ووقف عليه الباقون وهم: أبو عمرو وابن عامر وحفص بالمد أي إثبات الألف مع فتح الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 376]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (224- .... .... .... قَوَارِيْرَ أَوَّلاَ = فَنَوِّنْ فَتىً وَالْقَصْرُ فِي الْوَقْفِ طِبْ وَلَا). [الدرة المضية: 41]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: قوارير أولا فنون فتى أي قرأ مرموز (فا) فتى وهو خلف {كانت قوارير} [15] بالتنوين وصلًا وهو المراد بقوله: أولا وبالألف وقفًا وقوله: والقصر في الوقف طب أي روى مرموز (طا) طب وهو رويس في الأول بالقصر وقفًا ووافق صاحبه في الوصل بترك التنوين وأما أبو جعفر وروح فوافقا أصلهما في الحالين.
وأما {قوارير} [16] الثاني فهم على أصولهم فيه.
توضيح: تحصل مما ذكر أن أبا جعفر قرأ بتنوينها وصلًا ووقف عليهما بالألف كنافع وقرأ يعقوب فيهما بغير تنوين وصلًا كأبي عمرو ووقف عليهما رويس بلا ألف مخالفًا لأبي عمرو في الأول، ووقف روح كأبي عمرو على الأولى بالألف وتركه في الثاني، وقرأ خلف بتنوين الأول وصلًا وفي الثاني بترك التنوين وصلًا والوقف عليه بلا ألف كصاحبه). [شرح الدرة المضيئة: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَانَتْ قَوَارِيرَ فَقَرَأَهُ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ، وَأَبُو بَكْرٍ بِالتَّنْوِينِ بِالْأَلِفِ، وَانْفَرَدَ أَبُو الْفَرَجِ وَالشَّنَبُوذِيُّ بِذَلِكَ عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَزْرَقِ، وَعَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَكُلُّهُمْ وَقَفَ عَلَيْهِ بِأَلِفٍ إِلَّا حَمْزَةَ وَرُوَيْسًا إِلَّا أَنَّ الْكَارَزِينِيَّ انْفَرَدَ عَنِ النَّخَّاسِ عَنِ التَّمَّارِ عَنْهُ بِالْأَلِفِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ عَلَى خِلَافِهِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ رَوْحٍ، فَرَوَى عَنْهُ الْمُعَدَّلُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ سِوَى طَرِيقِ ابْنِ مِهْرَانَ الْوَقْفَ بِأَلِفٍ، وَكَذَا رَوَى ابْنُ حُبْشَانَ، وَعَلَى ذَلِكَ سَائِرُ الْمُؤَلِّفِينَ، وَرَوَى عَنْهُ غُلَامُ ابْنِ شَنَبُوذَ الْوَقْفَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ عَنِ النَّهْرَوَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ وَالنَّقَّاشِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ بِالْوَقْفِ بِغَيْرِ أَلِفٍ فَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ وَهُوَ الثَّانِي، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بِالتَّنْوِينِ وَوَقَفُوا عَلَيْهِ بِأَلِفٍ، وَكَذَلِكَ انْفَرَدَ الشَّنَبُوذِيُّ فِيهِ عَنِ النَّقَّاشِ، وَابْنِ شَنَبُوذَ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَرْفِ الْأَوْلِ إِلَّا أَنَّ الشَّهْرَزُورِيَّ رَوَى هَذَا الْحَرْفَ خَاصَّةً عَنِ النَّقَّاشِ أَيْضًا، وَكَذَلِكَ رَوَى صَاحِبُ الْعُنْوَانِ فِيهِمَا عَنْ هِشَامٍ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْهَامِ شَيْخِهِ الطَّرَسُوسِيِّ عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، فَإِنَّ أَبَا الْفَتْحِ فَارِسَ بْنَ أَحْمَدَ، وَابْنَ نَفِيسٍ، وَغَيْرَهُمَا رَوَيَا عَنِ السَّامَرِّيِّ فِي رِوَايَةِ هِشَامٍ الْحَرْفَيْنِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ. وَقَدْ نَصَّ الْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَلَيْهِمَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ. نَعَمِ اخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ فِي الْوَقْفِ عَلَى هَذَا الثَّانِي، فَرَوَى الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً عَنْهُ بِالْوَقْفِ بِالْأَلِفِ، وَرَوَى الْمَشَارِقَةُ لِهِشَامٍ الْوَقْفَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُنَوِّنْ غَيْرَ هِشَامٍ وَقَفَ بِغَيْرِ أَلِفٍ إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ أَبُو الْفَتْحِ عَنِ
[النشر في القراءات العشر: 2/395]
الْأَخْفَشِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ مِنَ الْوَقْفِ عَلَى الْأَوَّلِ بِالْأَلِفِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا، وَقَدْ نَصَّ الْإِمَامُ أَبُو عُبَيْدٍ عَلَى كِتَابَةِ هَذِهِ الْأَحْرُفِ الثَّلَاثَةِ، أَعْنِي: سَلَاسِلَا، وَقَوَارِيرَ قَوَارِيرَ بِالْأَلِفِ عَلَى مَصَاحِفِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْكُوفَةِ. قَالَ: وَرَأَيْتُهَا فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، الْأُولَى قَوَارِيرَ بِالْأَلِفِ مُثْبَتَةً، وَالثَّانِيَةُ كَانَتْ بِالْأَلِفِ، فَحُكَّتْ، وَرَأَيْتُ أَثَرَهَا بَيِّنًا هُنَاكَ). [النشر في القراءات العشر: 2/396]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير والكسائي وخلف وأبو بكر {كانت قواريرا} [الإنسان: 15] بالتنوين، ويقفون بالألف، وانفرد الشنبوذي به عن الأزرق الجمال عن هشام، والباقون بغير تنوين، وكلهم وقف بالألف إلا حمزة ورويسًا، واختلف عن روح، وانفرد الكارزيني بالألف عن رويس). [تقريب النشر في القراءات العشر: 732]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (972- .... .... .... .... .... = نوّن قواريرًا رجا حرمٍ صفا
973 - والقصر وقفًا في غناً شذا اختلف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 100]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ع) ن (م) ن (د) نا (ش) هم بخلفهم (ح) فا = نوّن قواريرا (ر) جا (حرم ص) فا
يريد قوله تعالى: كانت قوارير وهو الأول منهما، قرأه بالتنوين الكسائي ونافع وأبو جعفر وابن كثير وشعبة وخلف، والباقون بغير تنوين، ووقف
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 323]
من نوّن ومن لم ينون بالألف، وحمزة ورويس وروح بخلاف عنه وقفوا عليه بغير ألف كما سيأتي في أول البيت الآتي، والله سبحانه وتعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 324]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو راء (رجا) الكسائي و(حرم) المدنيان وابن كثير و(صف) أبو بكر وخلف:
كانت قواريرا [15] [وهي: الأولى] بالتنوين وصلا، والباقون بعدمه وكل القراء وقف بالألف إلا ذا فاء (في) حمزة وغين (غنا) رويس فوقفا بالألف اتفاقا.
واختلف عن ذي شين (شذا) روح:
فروى عنه المعدل من جميع طرقه سوى طريق ابن مهران الوقف بالألف، وكذا روى ابن حبشان وروى عنه غلام ابن شنبوذ الوقف بالألف.
تنبيه: انفرد الشنبوذي عن الحلواني عن هشام بالتنوين وصلا، والكارزيني عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/604]
النخاس عن التمار عن رويس بالوقف بالألف، والعطار عن النهرواني من طريق الداجوني عن هشام، والنقاش عن ابن ذكوان بالوقف بغير ألف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/605]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قوارير قوارير" [الآية: 15] فنافع وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر بتنوينهما معا؛ لأنهما كسلاسل جمعا وتوجيها غير أن السلاسل على مفاعل وقوارير على مفاعيل، ووقفوا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/577]
عليهما بالألف للتناسب موافقة لمصاحفهم، وافقهم الحسن والأعمش، وعن الأعمش وجه آخر رفعهما بلا تنوين على إضمار مبتدأ أي: هي، وقرأ ابن كثير وخلف عن نفسه بالتنوين في الأول وبدونه في الثاني مناسبة لرءوس الآي في الأول، ووقفا بالألف في الأول وبدونها في الثاني، وافقهما ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص وروح بغير تنوين فيهما، ووقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف، وعلى الثاني بدونها إلا هشاما فاختلف عنه في الثاني من حيث الوقف من طريق الحلواني فوقف عليه بالألف عنه المغاربة وبدونها عنه المشارقة، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة ورويس بغير تنوين فيهما أيضا ووقفا بغير ألف فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/578] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ضم هاء "عليهم" لحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/578]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قوارير} الأول، قرأ الحرميان وشعبة وعلي بالتنوين، ويقفون بإبداله ألفًا، والباقون بغير تنوين، وكلهم وقف عليه بالألف، إلا حمزة فوقف عليه بحذفه مع إسكان الراء.
{قواريرا} [15] الثاني، قرأ نافع وشعبة وعلي بالتنوين، ووقفوا عليه بالألف، والباقون بغير تنوين، ويقفون بغير ألف، إلا هشامًا، فإنه يقف بالألفين كالمنونين.
وإذا اعتبرت حكمهما معًا كان في ذلك خمس قراءات:
تنوينهما، والوقف عليهما بالألف: لنافع وشعبة وعلي.
وتنوين الأول، والوقف عليه بالألف، وترك التنوين في الثاني، والوقف عليه بالإسكان: للمكي.
وترك التنوين فيهما، والوقف على الأول بالألف، وعلى الثاني بالإسكان: للبصري وابن ذكوان وحفص.
وترك التنوين فيهما، والوقف عليهما بالألف: لهشام.
وترك التنوين فيهما، والوقف عليهما بالسكون: لحمزة). [غيث النفع: 1246] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
{عَلَيْهِمْ}
- انظر الإحالة في الآية السابقة على سورة الفاتحة، وسورة الرعد.
{قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَ}
- وفيهما القراءات التالية:
1- القراءة الأولى:
أ- في الوصل:- قرأ نافع وأبو بكر عن عاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف والحسن والأعمش والحلواني عن هشام والأعرج وشيبة (قواريرًا قواريرًا) بتنوينهما معًا، مثل (سلاسل) التي تقدمت في الآية/4 جمعًا وتوجيهًا.
ب- في الوقف: وقرأ هؤلاء القراء في الوقف بالألف من غير تنوين (قواريرا، قواريرا).
2- القراءة الثانية:
أ- في الوصل: قرأ خلف وابن كثير وابن محيصن (قواريرًا، قوارير) الأول بالتنوين، لأنها رأس آية، والثاني، بدون تنوين لأنه ليس رأس آية.
[معجم القراءات: 10/215]
ب- في الوقف:- وقرأ هؤلاء القراءة في الوقف (قواريرا، قوارير) بالألف في الأول، وبدونها في الثاني.
2- القراءة الثالثة:
أ- في الوصل:- قرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص والمفضل وروح واليزيدي وابن ذكوان (قوارير، قوارير) بغير تنوين فيهما.
قال الزجاج: (قرئت غير مصروفة، وهذا الاختيار عند النحويين البصريين، لأن كل جمع يأتي بعد ألفه حرفان لا ينصرف ...).
ب- في الوقف:- وقرأ هؤلاء القراءة في الوقف.
(قواريرا قوارير) بالألف على الأول لكونه رأس آية، وبدونها على الثاني.
- واختلف عن روح في الوقف على الأول، فروى عنه المعدل الوقف بالألف، وروى عنه غلام ابن شنبوذ الوقف بغير الألف.
- واختلف عن هشام في الوقف على الثاني، فروى عنه المغاربة الوقف بالألف، وروى المشارقة الوقف بدونها.
4- القراءة الرابعة:
- وهي قراءة حمزة ورويس.
أ- في الوصل: بغير تنوين فيهما (قوارير قوارير).
ب- وفي الوقف: بغير ألف فيهما (قواير قوارير)، وذكرها الصفراوي قراءة لطلحة بن مصرف.
قال الطبري: (وكان حمزة يسقط الألفات من ذلك كله، ولا يجري منه شيئًا).
خط المصاحف:
[معجم القراءات: 10/216]
1- في النشر:
ونص الإمام أبو عبيد على كتابة هذه الأحرف الثلاثة (سلاسلًا قواريرًا قواريرًا) بالألف في مصاحف أهل الحجاز والكوفة، قال: ورأيتها في مصحف عثمان بن عفان الأولى: قواريرا، الألف مثبتة، والثانية: كانت بالألف فحكت، ورأيت أثرها بيننا هناك.
2- وفي المقنع ما يلي:
(... حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: رأيت في الإمام مصحف عثمان بن عفان ... قال أبو عبيد: وقوله: سلاسلا، وقواريرا قواريرا الثلاثة الأحرف في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة الأولى بالألف (قواريرا)، والثانية بغير ألف).
(وحدثنا إدريس عن خلف قال: في المصاحف كلها الجدد والعتق (قواريرا) الأول بالألف، والحرف الثاني فيه اختلاف، فهو في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة (قواريرا قواريرا) جميعًا بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة الأول بالألف، والثاني (قوارير) من غير ألف.
قال أبو عمرو: (وكذلك مصاحف أهل مكة، وروى محمد بن يحيى القطعي عن أيوب بن المتوكل قال: في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل مكة وعتق مصاحف أهل البصرة (قواريرا قواريرا) بألفين.
قال أبو عمرو: ولم تختلف مصاحف أهل الأمصار في إثبات الألف في: الظنونا، والرسولا، والسبيلا، وسلاسلا)، واختلف في (قواريرا قواريرا ......).
[معجم القراءات: 10/217]
(قواريرا قواريرا ......).
وأكتفي بهذا المقدار من نص المقنع، والنص الذي نقلته طويل وقصدت إلى ذلك لما فيه من البيان وللعلاقة بين نقل القراءة وخط المصحف.
قال ابن غلبون في التذكرة: (ولا ينبغي أن يتعمد الوقف على واحدة من هاتين الكلمتين لأحد من القراء؛ لأنهما ليستا في موضع تمام ولا كفاية، والوقف إنما يكون عند هاتين الحالتين فقط).
5- القراءة الخامسة: وهي قراءة الأعمش (قوارير من فضةٍ) بالرفع، أي: هي قوارير، ويبقى الأولى على حاله وهو النصب.
ونص صاحب الإتحاف على الرفع فيهما (قوارير، قوارير) ولم يذكر هذا أحد غيره.
{قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}
- وذكر ابن برهان أنه قرئ (قوارير) بالإمالة.
{قَدَّرُوهَا}
- قرأ الجمهور (قدروها) مبنيًا للفاعل، ولا يستجيز الطبري القراءة بغيرها.
- وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس والسلمي والشعبي وابن أبزى وقتادة وزيد ابن علي والجحدري وعبد الله بن عبيد بن عمير وأبو
[معجم القراءات: 10/218]
حيوة وعباس عن أبان والأصمعي عن أبي عمرو وابن عبد الخالق عن يعقوب وابن سيرين وعبيد بن عمير وأبو عمران وابن يعمر وأبو بكر عن عاصم (قدروها) مبنيًا للمفعول.
وضبطت القراءة في معاني الزجاج (قدروها) بفتح القاف ثم جاء بعدها: أي جعلت على قدر إرادتهم، وهذا يدل على أن الخطأ من المحقق في الضبط، وإذا أحسنت الظن قلت: إنه تصحيف.
- وقرأ عبد الله بن عبيد، وحميد، وعمرو بن دينار وعاصم في رواية (قدروها) بالتخفيف.
{تَقْدِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/219] (م)

قوله تعالى: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {كَانَت قواريرا} 15 {قَوَارِير من فضَّة} 16
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَنَافِع والكسائي (قواريرا قواريرا من
فضَّة) منونة
وَقَرَأَ حَفْص مثل (سلسلا) لَا ينون في الْوَصْل وَيقف بِالْألف على الأولى وعَلى الثَّانِيَة بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ حَمْزَة وَابْن عَامر (قواريرا قواريرا) بِغَيْر تَنْوِين ووقف حَمْزَة بِغَيْر ألف فيهمَا
وَقَرَأَ ابْن كثير {كَانَت قواريرا} منونة {قَوَارِير من فضَّة} غير منونة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {كَانَت قواريرا} غير منونة ووقف بِأَلف (قواريرا من فضَّة) غير منونة أَيْضا ووقف بِغَيْر ألف
وَقَالَ عَبَّاس سَأَلت أَبَا عَمْرو فَقَرَأَ {كَانَت قواريرا} يثبت الْألف وَلَا ينون {قَوَارِير من فضَّة} بِغَيْر ألف وَلَا تَنْوِين
وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا كتب بِهِ إِلَى أَبُو حَاتِم عَن أَبي زيد عَن أَبي عَمْرو (كَانَت قواريرا قواريرا من فضَّة) لَا يصل {قواريرا}). [السبعة في القراءات: 663 - 664] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سَلاسِل وقواريرا قوارير) مكي، وخلف، ويقفان، وشجاع، وسهل على (قواريرا) الأولى بالألف هشام (سلاسل) عباس مخير بغير تنوين فيها، بصري، شامي، وحمزة، وحفص، ويقفون، غير حمزة، ويعقوب على (سلاسلًا وقواريراً) الأولى بالألف الآخرون ينونهما، ويقفون بالألف عليها). [الغاية في القراءات العشر: 425] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قدروها) بضم القاف مشددة الدال أحمد ابن عبد الخالق). [الغاية في القراءات العشر: 425 - 426]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قواريرًا) [15، 16]: بالتنوين فيهما، وبألف في الوقف مدني، وعلي، وأبو بكر، والمفضل، وأبو عبيد، وأبو بشر.
[المنتهى: 2/1023]
ضده: حمزة، وحمصي، وسلام، ورويس. الأول بألف والثاني بغير ألف مكي، وخلف. الباقون بغير تنوين فيهما، ويقفون على الأولى بألف، زاد روح في الثاني ألفًا.
قال أبو الفضل: ففي مصاحف أهل المدينة، والكوفة العتق، الألف فيهما ثابتة، وفي مصاحف أهل مكة، والشام، والبصرة، والكوفية المحدثة في الحرف الثاني ساقطة). [المنتهى: 2/1024] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر والكسائي (قواريرا قواريرا) بالتنوين فيهما، وقرأ ابن كثير بالتنوين في الأول وبغير تنوين في الثاني، وقرا الباقون بغير تنوين فيهما، وكلهم وقفوا على الأول بألف إلا حمزة فإنه وقف عليه بغير ألف، ووقف نافع وأبو بكر وهشام والكسائي على الثاني بألف، ووقف الباقون بغير ألف). [التبصرة: 373] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي، وأبو بكر: {قواريرا قواريرا} (15، 16): بتنوينهما. ووقفوا عليهما بالألف.
وابن كثير، في الأول: بالتنوين، ووقف عليه بالألف. والثاني: بغير تنوين، ووقف عليه بغير ألف.
والباقون: بغير تنوين فيهما.
ووقف حمزة عليهما: بغير ألف.
[التيسير في القراءات السبع: 504]
ووقف هشام عليهما: بالألف، صلة للفتحة.
ووقف الباقون، وهم: أبو عمرو، وحفص، وابن ذكوان: على الأول: بالألف، وعلى الثاني: بغير ألف. فحصل من ذلك: أن من لم ينونهما وقف على الأول: بالألف، إلا حمزة، وعلى الثاني: بغير ألف إلا هشامًا). [التيسير في القراءات السبع: 505] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر والكسائيّ وأبو بكر (قواريرا) قواريرا بتنوينهما ووقفوا عليهما بالألف وابن كثير وخلف في اختياره في الأول بالتّنوين ووقفا عليه بالألف. والثّاني بغير تنوين ووقفا عليه بغير ألف. والباقون بغير تنوين فيهما ووقف حمزة ورويس عليهما بغير ألف ووقف هشام عليهما بالألف صلة للفتحة ووقف الباقون وهم أبو عمرو وحفص وابن ذكوان وروح على الأول بالألف وعلى الثّاني بغير ألف فحصل من ذلك أن من لم ينونهما وقف على الأول بالألف إلّا حمزة ورويسا وعلى الثّاني بغير ألف إلا هشاما). [تحبير التيسير: 599] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَوَارِيَرا) بالتنوين فيهما مدني، وعَاصِم إلا حفصًا، والْأَعْمَش، والكسائي وأبو بشر وهشام، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو زيد، وعبيد، ومحبوب، والواقدي، والقرشي، والقزاز كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وافق الزَّعْفَرَانِيّ، ومكي، وخلف في الأول ضدهم، زيات، وطَلْحَة،
[الكامل في القراءات العشر: 654]
وحمصي، وسلام، ورُوَيْس، والْعَبْسِيّ ووقف على (قوارير) الأولى بغير ألف الزَّيَّات غير الصبى، ورُوَيْس، والزملي، وهبه للأخفش، الباقون بألف في الأولى ومن لم ينون الثلاثة يقف بغير ألف، والاختيار أن يقف على " سلاسل " و" قوارير " الثانية بغير ألف ولا ينونهما؛ إذ ليسا برأس أية، وأما " قوارير " الأولى فالاختيار أن ينون ويقف بالألف؛ لأنه آخر آية). [الكامل في القراءات العشر: 655] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَدَّرُوهَا) بضم القاف وكسر الدال الْجَحْدَرِيّ، وأبو حيوة، وعباس عن أبان، والأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو، وابن عبد الخالق، ويَعْقُوب، الباقون بفتحها وهو الاختيار على أن السقاة " قَدَّرُوهَا "). [الكامل في القراءات العشر: 655]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([15، 16]- {قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَ} بالتنوين فيهما، وبألف في الوقف: نافع والكسائي وأبو بكر.
وافق ابن كثير في الأول.
الباقون بغير تنوين فيهما، ويقفون على الأول بألف إلا حمزة، وعلى الثاني بغير ألف إلا هشاما، من طريق ابن عبدان وابن غلبون). [الإقناع: 2/800] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1095 - وَفِي الثَّانِ نَوِّنْ إِذْ رَوَوْا صَرْفَهُ وَقُلْ = يَمُدُّ هِشَامٌ وَاقِفاً مَعْهُمُ وِلاَ). [الشاطبية: 88]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1094] (ز)كا وقواريرا فنونه (إ)ذ دنا = (ر)ضا (صـ)ـرفه واقصره في الوقف (ف)يصلا
[1095] وفي الثان نون (إ)ذ (ر)ووا (صـ)ـرفه وقل = يمد (هشام) واقفًا معهم ولا
...

قال: «وفي مصاحف أهل البصرة (قواريرا): الأول بالألف، والثاني بغير ألف».
وقال خلف: «المصاحف كلها العتق والجدد، على إثبات الألف في (قواريرا)، الأول. والثاني في مصاحف المدينة والكوفة بألف، وفي مصاحف أهل البصرة: الأول بالألف، والثاني بغير ألف».
وقال قالون عن نافع: «الثلاثة الأحرف في الكتاب بألف».
وقال خلف: «وسمعت يحيى ابن آدم يحدث عن ابن إدريس قال: في المصاحف الأول، الحرف الأول والثاني: (قوارير قوارير) بغير ألف».
وهذه الرواية ورواية قالون، تحمل على بعض المصاحف دون بعض. فنافع والكسائي وأبو بكر، اتبعوا مصاحفهم.
وإثبات الألف دليل الصرف. وقوي صرفها أنها رؤوس آي، فصرفت التشاكل أخواتها. والعرب تستعمل في الفصول ما لا تستعمله في غيرها.
والصرف في الأسماء الأصل، وترك الصرف عارض لعارض فيها. ولهذا صَرفت العرب في الشعر كل ما لا ينصرف، والشعر أصل كلام العرب.
وقد قال بعض العلماء من أهل النظر: كل ما يجوز في الشعر، فهو جائز في الكلام، لأن الشعر أصل كلام العرب.
فكيف نتحكم في كلامها فنجعل الشعر خارجًا عنه ؟!.
ولو لم يكن من الحجة لهذه القراءة إلا أن عاصمًا والكسائي قرءا بذلك، وهما هما.
[فتح الوصيد: 2/1300]
وقد حكى الكسائي وغيره من الكوفيين، أن العرب تصرف كل ما لا ينصرف، إلا (أفعل منك).
وقال الأخفش: «سمعنا من العرب من يصرف جميع ما لا ينصرف».
ومن خالف مصحفه من الأئمة في شيء من ذلك، فللرواية، ومن لم يصرف، فلأنها أمثلة لا تنصرف معرفة ولا نكرة.
ومن وقف بألف، راعى الرسم، ولأن الفتحة قد تعمد بالألف في الوقف، إذ لا يمكن روم المفتوح لخفته، فإذا وصل استغني عن العماد».
وقال بعض المتأخرين: «يجوز أن تكون هذه النون بدلًا من حرف الإطلاق، ويجري الوصل مجرى الوقف؛ أو يكون صاحب القراءة ممن ضري برواية الشعر، ومرن لسانه على صرف غير المنصرف».
وهو كلام صدر عن سوء ظن بالقراء، وعدم معرفة بطريقتهم في اتباع النقل.
ومن وقف على {قواريرا} الأول بألف، فلأنه رأس آية، فأراد أن يفرق بينه وبين الثاني.
ومعنى قوله: (وبالقصر قف من عن هدى ... فلا زكا)، أن (فلا)، من فلوته أي ربيته.
قال الحطيئة:
نجيب فلاه في الرباط نجيب
أي نشأ الواقف بالقصر القصر، (من عن هدىً خلفهم).
[فتح الوصيد: 2/1301]
و(عن) هاهنا، اسم كالتي في قوله:
من عن يمين الحبيا
أو يكون (فلا)، بمعنى: فصل، من: فلوته عن أمه، أي فصلته وفطمته.
أو بمعنى: تدبر، من: فليت الشعر، إذا تدبرته واستخرجت معناه.
ثم قال: (زكا)، ثناء عليه.
وقال: (إذ دنا رضی صرفه)، لأنه رأس آية). [فتح الوصيد: 2/1302] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1095] وفي الثاني نون إذ رووا صرفه وقل = يمد هشام واقفًا معهم ولا
ح: مفعول (نون): محذوف، أي: نون {قواريرًا} في الموضع الثاني،
[كنز المعاني: 2/697]
(واقفًا): حال من (هشامٌ)، ضمير (معهم): لمدلول (إذ رووا صرفه)، (ولا): مفعول له، أي: للمتابعة.
ص: قرأ نافع والكسائي وأبو بكر: {قواريرًا من فضة} في الموضع الثاني [16] بالتنوين، والباقون: بتركه.
ووقف هشام مع أصحاب التنوين بالألف، لأن التنوين عنده مقدر وإن لم يظهر لعلة منع الصرف، فلما وقفوا رجعوا إلى الأصل.
وانفرد هشام ممن ترك التنوين بالمد في الثاني، لأن الأول رأس آية، ولرسمه بالألف فكان أولى بالمد). [كنز المعاني: 2/698]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1095- وَفِي الثَّانِ نَوِّنْ "إِ"ذْ "رَ"وَوْا "صَـ"ـرْفَهُ وَقُلْ،.. يَمُدُّ هِشَامٌ وَاقِفًا مَعْهُمُ وِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/239]
يعني: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}، ولكونه ليس برأس آية لم يقف عليه بالألف ممن لم ينون في الوصل إلا هشام، أما من نونه فوقف عليه بالألف المبدلة من التنوين فلهذا قال: واقفا معهم؛ أي: مع المنونين، وولا بالكسر؛ أي: متابعة للرسم فإنه بالألف في أكثر المصاحف كالذي قبله، قال الفراء: ثبتت الألف في الأولى؛ لأنها رأس آية، والأخرى ليس برأس آية فكان ثبات الألف في الأولى أقوى وكذلك رأيتها في مصحف عبد الله بن مسعود، وقرأ بها أهل البصرة وكتبوها في مصاحفهم كذلك، وأهل الكوفة وأهل المدينة يثبتون الألف فيها جميعا وكأنهم استوحشوا أن يكتب حرف واحد في معنى نصب بكتابتين مختلفتين قال: وإن شئت أجريتهما جميعا وإن شئت لم تجرهما وإن شئت أجريت الأولى لمكان الألف في كتاب أهل البصرة ولم تجر الثانية؛ إذ لم تكن فيها الألف، واختار أبو عبيد: "سَلاسِلا"، و"قواريرًا قواريرًا" كلهن بإثبات الألف والتنوين قال: وكذلك هي في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف، ورأيتها في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان: "قَوَارِيرَا" الأولى مثبتة والثانية كانت بالألف فحُكَّت ورأيت أثرها بيِّنًا هناك، وقال الزجاج: قرئت "قوارير" غير مصروفة، وهذا الاختيار عند النحويين، ومن قرأ بصرف الأول فلأنه رأس آية وترك صرف الثاني؛ لأنه ليس بآخر آية، ومن صرف الثاني أتبع اللفظ اللفظ؛ لأن العرب ربما قلبت إعراب الشيء؛ ليتبع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/240]
اللفظ اللفظ، فيقولون: جحرُ ضبٍّ خربٍ، وإنما الخرب من نعت الجحر فكيف بما يترك صرفه وجميع ما يترك صرفه يجوز صرفه في الشعر؛ يعني: فأمره في المتابعة أخف من غيره، وقال الزمخشري: هذا التنوين بدلا من ألف الإطلاق؛ لأنه فاصلة، وقد سبق بيان فساد هذا القول، ثم قال: وفي الثاني لاتِّباعه الأول، وذكر أبو عبيد وغيره أن في مصاحف البصرة الأول بألف والثاني بغير ألف، وبعضهم ذكر أن الأول أيضا بغير ألف في بعض المصاحف وهذا هو الظاهر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/241]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1095 - وفي الثّان نوّن إذ رووا صرفه وقل = يمدّ هشام واقفا معهم ولا
....
وأما الموضع الثاني وهو: قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ فقرأ نافع والكسائي وشعبة بإثبات التنوين فيه مع إبداله ألفا عن الوقف، وقرأ الباقون بحذف تنوينه، وهؤلاء اختلفوا في الوقف عليه، فوقف عليه بالألف هشام ووقف عليه الباقون وهم: ابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وحفص وحمزة بحذف الألف مع إسكان الراء. وقول الناظم (فلا) مأخوذ من قولهم فليت الشعر بكسر الشين إذا تدبرته وعرفت معانيه. (وزكا) من الزكاة وهي النماء والزيادة). [الوافي في شرح الشاطبية: 376]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان والكسائي وأبو بكر {قواريرا من} [الإنسان: 16] بالتنوين
[تقريب النشر في القراءات العشر: 732]
ووقفوا بالألف، والباقون بغير تنونين، ويقفون بغير ألف سوى هشام من طريق الحلواني فاختلف عنه في الوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 733]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (973- .... .... .... .... .... = والثّان نوّن صف مدًا رم ووقف
974 - معهم هشامٌ باختلافٍ بالألف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 100]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والقصر وقفا (ف) ي (غ) نا شد اختلف = والثّان نوّن صف (مدا ر) م ووقف
أي اختلف عن روح في الوقف عليه بغير ألف: أي ونون الحرف الثاني من قوارير وهو «قوارير من فضة» شعبة ونافع وأبو جعفر والكسائي، والباقون بغير تنوين، فمن نوّن وقف بالألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، إلا هشاما فإنه لم ينون ووقف عليه بغير تنوين بالألف بخلاف عنه كما سيأتي في أول البيت الآتي، والله سبحانه تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 324]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر، و(مدا) المدنيان وراء (رم) الكسائي: قواريرا من فضة [16] وهو الثاني بالتنوين وصلا، وكل من نون هنا [وقف بالألف] وكل من لم ينون وقف بغير ألف إلا هشاما فاختلف عنه، لكن من طريق الحلواني:
فروى المغاربة [قاطبة] عنه الوقف بالألف.
وروى المشارقة الوقف بغير ألف.
فصار المدنيان، وأبو بكر، والكسائي بتنوين الموضعين وصلا [وبالألف وقفا]، وحمزة ورويس بترك التنوين وصلا وترك الألف وقفا، وابن كثير وخلف بتنوين الأول والوقف عليه بالألف وترك التنوين الثاني والوقف عليه بلا ألف، وأبو عمرو وحفص وابن ذكوان بترك تنوين الموضعين والوقف [على الثاني بلا ألف]، وروح [بترك] تنوينهما والوقف على الثاني بلا ألف اتفاقا، [وكذا على الأول من طريق غلام بن شنبوذ وهشام بترك تنوينهما، والوقف على الأول بالألف]، وكذا على الثاني من طريق المغاربة.
وجه عدم تنوين سلسلا [4] وقواريرا [16] منع الصرف لصيغة منتهى الجموع فيهما.
ووجه تنوينهما أنهما صرفا: [إما] للمناسبة، وإما لما حكاه الكسائي من أن لغة بعض العرب أنه يصرف كل ما لا ينصرف، وإما لأن هذه الجموع أشبهت الآحاد؛ لأنهم جمعوها كالآحاد كما في الحديث: «إنكن صواحبات يوسف» فصرفت لأنها صارت كسائر الجموع المصروفة.
ووجه الوقف بالألف لمن نون أنها بدل التنوين، [ولمن لم ينون] إما [لأنه شبه] بالفواصل والقوافي؛ فأشبع [الفتحة] فصارت ألفا: ك الظّنونا [الأحزاب: 10]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/605]
والرّسولا [66] وإما لأنه اتبع الخط في الوقف ومضى [في] الوصل على سنن العربية.
ووجه الوقف بالألف على البعض دون البعض الجمع بين اللغتين ومراعاة الوجهين، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/606] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قوارير قوارير" [الآية: 15] فنافع وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر بتنوينهما معا؛ لأنهما كسلاسل جمعا وتوجيها غير أن السلاسل على مفاعل وقوارير على مفاعيل، ووقفوا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/577]
عليهما بالألف للتناسب موافقة لمصاحفهم، وافقهم الحسن والأعمش، وعن الأعمش وجه آخر رفعهما بلا تنوين على إضمار مبتدأ أي: هي، وقرأ ابن كثير وخلف عن نفسه بالتنوين في الأول وبدونه في الثاني مناسبة لرءوس الآي في الأول، ووقفا بالألف في الأول وبدونها في الثاني، وافقهما ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص وروح بغير تنوين فيهما، ووقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف، وعلى الثاني بدونها إلا هشاما فاختلف عنه في الثاني من حيث الوقف من طريق الحلواني فوقف عليه بالألف عنه المغاربة وبدونها عنه المشارقة، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة ورويس بغير تنوين فيهما أيضا ووقفا بغير ألف فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/578] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قوارير} الأول، قرأ الحرميان وشعبة وعلي بالتنوين، ويقفون بإبداله ألفًا، والباقون بغير تنوين، وكلهم وقف عليه بالألف، إلا حمزة فوقف عليه بحذفه مع إسكان الراء.
{قواريرا} [15] الثاني، قرأ نافع وشعبة وعلي بالتنوين، ووقفوا عليه بالألف، والباقون بغير تنوين، ويقفون بغير ألف، إلا هشامًا، فإنه يقف بالألفين كالمنونين.
وإذا اعتبرت حكمهما معًا كان في ذلك خمس قراءات:
تنوينهما، والوقف عليهما بالألف: لنافع وشعبة وعلي.
وتنوين الأول، والوقف عليه بالألف، وترك التنوين في الثاني، والوقف عليه بالإسكان: للمكي.
وترك التنوين فيهما، والوقف على الأول بالألف، وعلى الثاني بالإسكان: للبصري وابن ذكوان وحفص.
وترك التنوين فيهما، والوقف عليهما بالألف: لهشام.
وترك التنوين فيهما، والوقف عليهما بالسكون: لحمزة). [غيث النفع: 1246] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
{عَلَيْهِمْ}
- انظر الإحالة في الآية السابقة على سورة الفاتحة، وسورة الرعد.
{قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَ}
- وفيهما القراءات التالية:
1- القراءة الأولى:
أ- في الوصل:- قرأ نافع وأبو بكر عن عاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف والحسن والأعمش والحلواني عن هشام والأعرج وشيبة (قواريرًا قواريرًا) بتنوينهما معًا، مثل (سلاسل) التي تقدمت في الآية/4 جمعًا وتوجيهًا.
ب- في الوقف: وقرأ هؤلاء القراء في الوقف بالألف من غير تنوين (قواريرا، قواريرا).
2- القراءة الثانية:
أ- في الوصل: قرأ خلف وابن كثير وابن محيصن (قواريرًا، قوارير) الأول بالتنوين، لأنها رأس آية، والثاني، بدون تنوين لأنه ليس رأس آية.
[معجم القراءات: 10/215]
ب- في الوقف:- وقرأ هؤلاء القراءة في الوقف (قواريرا، قوارير) بالألف في الأول، وبدونها في الثاني.
2- القراءة الثالثة:
أ- في الوصل:- قرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص والمفضل وروح واليزيدي وابن ذكوان (قوارير، قوارير) بغير تنوين فيهما.
قال الزجاج: (قرئت غير مصروفة، وهذا الاختيار عند النحويين البصريين، لأن كل جمع يأتي بعد ألفه حرفان لا ينصرف ...).
ب- في الوقف:- وقرأ هؤلاء القراءة في الوقف.
(قواريرا قوارير) بالألف على الأول لكونه رأس آية، وبدونها على الثاني.
- واختلف عن روح في الوقف على الأول، فروى عنه المعدل الوقف بالألف، وروى عنه غلام ابن شنبوذ الوقف بغير الألف.
- واختلف عن هشام في الوقف على الثاني، فروى عنه المغاربة الوقف بالألف، وروى المشارقة الوقف بدونها.
4- القراءة الرابعة:
- وهي قراءة حمزة ورويس.
أ- في الوصل: بغير تنوين فيهما (قوارير قوارير).
ب- وفي الوقف: بغير ألف فيهما (قواير قوارير)، وذكرها الصفراوي قراءة لطلحة بن مصرف.
قال الطبري: (وكان حمزة يسقط الألفات من ذلك كله، ولا يجري منه شيئًا).
خط المصاحف:
[معجم القراءات: 10/216]
1- في النشر:
ونص الإمام أبو عبيد على كتابة هذه الأحرف الثلاثة (سلاسلًا قواريرًا قواريرًا) بالألف في مصاحف أهل الحجاز والكوفة، قال: ورأيتها في مصحف عثمان بن عفان الأولى: قواريرا، الألف مثبتة، والثانية: كانت بالألف فحكت، ورأيت أثرها بيننا هناك.
2- وفي المقنع ما يلي:
(... حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: رأيت في الإمام مصحف عثمان بن عفان ... قال أبو عبيد: وقوله: سلاسلا، وقواريرا قواريرا الثلاثة الأحرف في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة الأولى بالألف (قواريرا)، والثانية بغير ألف).
(وحدثنا إدريس عن خلف قال: في المصاحف كلها الجدد والعتق (قواريرا) الأول بالألف، والحرف الثاني فيه اختلاف، فهو في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة (قواريرا قواريرا) جميعًا بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة الأول بالألف، والثاني (قوارير) من غير ألف.
قال أبو عمرو: (وكذلك مصاحف أهل مكة، وروى محمد بن يحيى القطعي عن أيوب بن المتوكل قال: في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل مكة وعتق مصاحف أهل البصرة (قواريرا قواريرا) بألفين.
قال أبو عمرو: ولم تختلف مصاحف أهل الأمصار في إثبات الألف في: الظنونا، والرسولا، والسبيلا، وسلاسلا)، واختلف في (قواريرا قواريرا ......).
[معجم القراءات: 10/217]
(قواريرا قواريرا ......).
وأكتفي بهذا المقدار من نص المقنع، والنص الذي نقلته طويل وقصدت إلى ذلك لما فيه من البيان وللعلاقة بين نقل القراءة وخط المصحف.
قال ابن غلبون في التذكرة: (ولا ينبغي أن يتعمد الوقف على واحدة من هاتين الكلمتين لأحد من القراء؛ لأنهما ليستا في موضع تمام ولا كفاية، والوقف إنما يكون عند هاتين الحالتين فقط).
5- القراءة الخامسة: وهي قراءة الأعمش (قوارير من فضةٍ) بالرفع، أي: هي قوارير، ويبقى الأولى على حاله وهو النصب.
ونص صاحب الإتحاف على الرفع فيهما (قوارير، قوارير) ولم يذكر هذا أحد غيره.
{قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}
- وذكر ابن برهان أنه قرئ (قوارير) بالإمالة.
{قَدَّرُوهَا}
- قرأ الجمهور (قدروها) مبنيًا للفاعل، ولا يستجيز الطبري القراءة بغيرها.
- وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس والسلمي والشعبي وابن أبزى وقتادة وزيد ابن علي والجحدري وعبد الله بن عبيد بن عمير وأبو
[معجم القراءات: 10/218]
حيوة وعباس عن أبان والأصمعي عن أبي عمرو وابن عبد الخالق عن يعقوب وابن سيرين وعبيد بن عمير وأبو عمران وابن يعمر وأبو بكر عن عاصم (قدروها) مبنيًا للمفعول.
وضبطت القراءة في معاني الزجاج (قدروها) بفتح القاف ثم جاء بعدها: أي جعلت على قدر إرادتهم، وهذا يدل على أن الخطأ من المحقق في الضبط، وإذا أحسنت الظن قلت: إنه تصحيف.
- وقرأ عبد الله بن عبيد، وحميد، وعمرو بن دينار وعاصم في رواية (قدروها) بالتخفيف.
{تَقْدِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/219] (م)

قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)}
{كَأْسًا}
- انظر القراءة بإبدال همزة ألفًا في الآية/5 (من كأسٍ) ). [معجم القراءات: 10/219]

قوله تعالى: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فوقاهم الله" "ولقاهم" "وجزاهم" وتسمى "وسقاهم" وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/577] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سلسبيلا} تام، وفاصلة، بلا خلاف، وتمام الربع لجماعة، وبعضهم {منثورا} ولبعضهم {كبيرا} ). [غيث النفع: 1246]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}
{تُسَمَّى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
[معجم القراءات: 10/219]
{سَلْسَبِيلًا}
- قراءة الجمهور (سلسبيلًا) بالتنوين لمناسبة الفواصل، أو ... أنه على لغة من يصرف مالا ينصرف.
- وروي عن طلحة أنه قرأ بغير ألف (سلسبيل).
قال أبو حيان: (جعله علمًا لها).
وقال الزمخشري: (وقرئ ... على منع الصرف لاجتماع العلمية والتأنيث).
وقال الزجاج: (سلسبيل اسم العين، إلا أنه صرف لأنه رأس آية).
{تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا}
- ذكر ابن هشام في مغني اللبيب أن بعضهم ذهب إلى أن الوقف على (تسمى) هنا أي: عينًا مسماةً معروفة.
وأن (سلسبيلًا) جملة أمرية سل سبيلًا، أي اسأل طريقًا موصلة إليها. واستبعد هذا، وذكر الزمخشري أنه عزي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن معناه: سل سبيلًا إليها، ثم قال: وهذا غير مستقيم على ظاهره ... ولم يذكر الزمخشري في الوقف شيئًا.
وقال أبو حيان: (... ويجب طرحه من كتب التفسير) أي: ما نسب إلى علي، ثم قال: (وأعجب من ذلك توجيه الزمخشري له واشتغاله بحكايته، وبذكر نسبته إلى علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه) ). [معجم القراءات: 10/220]

قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "لؤلؤا" بوجه واحد وهو إبدال الأولى واوا ساكنة والثانية واوا مفتوحة، وافقه في الأولى أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/578]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويطوف عليهم ولدان مخلدون}
{لؤلؤا} [19] إبدال الهمزة الأولى لسوسي وشعبة جلي). [غيث النفع: 1248]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت قراءة حمزة ويعقوب بضم الهاء وقراءة غيرهم بكسرها،
[معجم القراءات: 10/220]
وانظر الآية/16 من سورة الرعد.
{رَأَيْتَهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{لُؤْلُؤًا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وأبو بكر عن عاصم من طريق محمد بن حبيب الشموني عن الأعشى وحماد (لؤلؤًا) بإبدال الهمزة الأولى واوًا، وقفًا ووصلًا.
- وقراءة حمزة في الوقف بإبدال الأولى واوًا ساكنة، والثانية واوًا مفتوحة (لولوًا) ). [معجم القراءات: 10/221]

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لرويس على ثم بهاء السكت بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/578]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}
{رَأَيْتَ ثَمَّ ...}
- قرأ بإدغام التاء في الثاء الداجوني عن السوسي عن أبي عمرو.
{رَأَيْتَ ... رَأَيْتَ}
- تقدم في الآية السابقة حكم الهمز عند حمزة في الوقف.
{ثَمَّ}
- قرأ الجمهور (ثم) بفتح الثاء، وهو ظرف يشاربه إلى المكان البعيد، ولا يتصرف.
- وقرأ حميد الأعرج (ثم) بضم الثاء، وهو حرف عطف.
- وقرأ رويس ويعقوب بخلاف عنهما (ثمه) بهاء السكت في الوقف.
{مُلْكًا}
- عن علي أنه قرأ (ملكًا) بفتح الميم وكسر اللام، وهو الله.
- وقراءة الجماعة بضم فسكون (ملكًا).
[معجم القراءات: 10/221]
{كَبِيرًا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/222]

قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {عَلَيْهِم} 21
قَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَأَبَان والمفضل عَن عَاصِم {عَلَيْهِم} سَاكِنة الْيَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {عَلَيْهِم} بِفَتْح الْيَاء). [السبعة في القراءات: 664]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {ثِيَاب سندس خضر وإستبرق} 21
قَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {خضر} خفضا {وإستبرق} رفعا
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {خضر} رفعا {وإستبرق} خفضا
وخارجة عَن نَافِع كَذَلِك
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {خضر وإستبرق} كسرا جَمِيعًا الْخضر والإستبرق من صفة السندس
وَقَرَأَ عبيد عَن أَبي عَمْرو وَمثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 664 - 665]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (عاليهم) ساكنة الياء مدني، وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 426]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خضر) رفع، (واستبرق) جر بصري، شامي، ويزيد.
ضده مكي، وأبو بكر، مرفوعان نافع، وحفص، مجروران، كوفي- غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 426]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عاليهم) [21]: ساكنه الياء: مدني، وحمزة، وأيوب، وأبو عبيد، والمفضل، والخزاز.
[المنتهى: 2/1024]
(خضرٍ) [21]: جر، (وإستبرقٌ) [21]: رفع: مكي، وأبو بكر، والمفضل.
بضده دمشقي، ويزيد، وقاسم، وبصري غير أيوب.
مرفوعان: نافع، وحفص، وأيوب.
مجروران: هما، وحمصي، وخلف). [المنتهى: 2/1025]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وحمزة (عليهم) بإسكان الياء وكسر الهاء، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الهاء). [التبصرة: 373]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي (خضر) بالخفض، ورفع الباقون). [التبصرة: 373]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وعاصم (وإستبرق) بالرفع، وقرأ الباقون بالخفض، وكلهم خفضوا (سندس) ). [التبصرة: 373]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحمزة: {عاليهم} (21): بإسكان الياء، وكسر الهاء.
والباقون: بفتح الياء، وضم الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 505]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص: {خضر وإستبرق} (21): برفعهما.
ابن كثير، وأبو بكر: بخفض الأول، ورفع الثاني.
وابن عامر، وأبو عمرو: برفع الأول، وخفض الثاني.
وحمزة، والكسائي: بخفضهما). [التيسير في القراءات السبع: 505]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وحمزة: (عاليهم) بإسكان الياء وكسر الهاء، والباقون بفتح الياء وضم الهاء.
نافع وحفص: (خضر واستبرق) برفعهما وابن كثير وأبو بكر بخفض الأول ورفع الثّاني وابن عامر وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب برفع الأول وخفض الثّاني وحمزة] والكسائيّ وخلف بخفضهما). [تحبير التيسير: 600]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ) حرف جر مجاهد،. وأبو حيوة، وقَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، وأبان وبألف وإسكان الياء مدني، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وقاسم، وأيوب، والمفضل وحرمي عن أبان وابن عمر عن أبي بكر والْخَزَّاز، وابن مُحَيْصِن طريق الزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار، يعني: فوقهم على المبتدأ، الباقون بفتح الياء، (ثِيَابٌ) منون (سُندُسٍ) رفع واختارها أبو حيوة، وابن أبي عبلة، الباقون مضاف وهو الاختيار وإن كانت الإضافة غير محضة (خُضْرٍ) جر (وَإِسْتَبْرَقٌ) رفع مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وعَاصِم غير حفص، وعبد اللَّه بن عمر وضدهم دمشقي، وأبو جعفر، وشيبة، وقاسم، وبصري غير أيوب، وعبيد، وهارون، ومحبوب، وابن صبيح، وأبو خليد، ونافع مرفوعان نافع غير أبي خليد، وحفص وابن عمر عن أبي بكر، وأيوب، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار نعت للثياب، لأن إضافة الثياب غير محضة فصار كالنكرة هارون، ومحبوب، وعبيد عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون مجروران (وَإِسْتَبْرَقَ) مفتوح غير منون ابن مُحَيْصِن، وقد تقدم). [الكامل في القراءات العشر: 655]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([21]- {عَالِيَهُمْ} ساكنة الياء، والهاء مكسورة: نافع وحمزة.
[21]- {خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} برفعهما: نافع وحفص.
بجرهما: حمزة والكسائي.
بجر الأول ورفع الثاني: ابن كثير وأبو بكر.
بضدهما: ابن عامر وأبو عمرو). [الإقناع: 2/800]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1096 - وَعَالِيهِمُ أسْكِنْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ إِذْ فَشَا = وَخُضْرٌ بِرَفْعِ الْخَفْضِ عَمَّ حُلاً عُلاَ
1097 - وَإِسْتَبْرَقَ حِرْمِيُّ نَصْرٍ .... = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 88]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1096] وعاليهم اسكن واكسر الضم (إ)ذ (فـ)ـشا = وخضر برفع الخفض (عم) (حـ)ـلا (عـ)ـلا
أي أسكن الياء واكسر ضم الهاء (إذ فشا) واشتهر.
و{عليهم}: اسم فاعل في موضع رفع على الابتداء، أي الذي يعلوهم.
قال ابن عباس: «أما رأيت الرجل تكون عليه الثياب، يعلوها أفضل منها».
وقرأ ابن مسعود (عاليتهم)؛ فهي تعضد هذه القراءة.
ويجوز أن يكون (عليهم) ماضيًا، وإضافته محضة؛ والمعنى: أن الله سبحانه وصف ما آتی من مات من الصالحين، وأنهم عَلَتْهُم ثياب السندس،
[فتح الوصيد: 2/1302]
كما وصف حالهم في آية أخرى فقال: {بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما ءاتاهم الله من فضله}.
ويجوز أن يكون مستقبلًا، فيكون نكرةً، لأنه في تقدير الانفصال، إلا أنه اختص بالإضافة، فحسن الابتداء به، إذ كان على صورة المضاف الحقيقي.
قال أبو علي: «وهو مفرد في موضع جمع، ومثله:
ألا إن جيراني العشية رائحُ = دعتهم دواعٍ من هوى ومنادح
قال: «وفي التنزيل: {مستكبرين به سمرًا تهجرون}، {فقطع دابر القوم}.
وكأن اسم الفاعل في هذا، أفرد من حيث جُعل بمنزلة المصدر في نحو:
ولا خارجًا من في زور كلام.
وكما جُمع المصدر جمع فاعل في نحو:
ونواره ميلٌ إلى الشمس زاهره
وقد قالوا: الحامل والباقر، يراد بهما الكثرة».
[فتح الوصيد: 2/1303]
قال: «ويجوز على قياس قول أبي الحسن في: قائم أخواك، وإعمال اسم الفاعل عمل الفعل، وإن لم يعتمد على شيء، أن يكون {ثياب سندسٍ} مرتفعة بـ{عليهم}، وأفردت عاليا، لأنه فعل متقدم».
وأما (عليهم) بالنصب، فقال الزجاج: «نصب على الحال: إما من الهاء والميم في {يطوف عليهم}، أي يطوف على الأبرار ولدان مخلدون عاليًا الأبرار ثياب سندس.
وإما من الولدان، أي: إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورًا في حال علو الثياب إياهم».
قال: «والنصب على هذا بين».
وقال الفراء: «هو منصوب على الظرف كقولك: فوقهم ثياب».
وقيل: يجوز أن يكون على: رأيت أهل نعيم عاليهم.
ورفع {خضر وإستبرق}، على النعت للثياب، والعطف عليها.
والجر، رد على {سندس}، نعتًا وعطفًا. وجاز ذلك لما كان السندس راجعًا إلى الثياب.
[فتح الوصيد: 2/1304]
[1097] وإستبرق (حرمي) (نـ)ـصر وخاطبوا = تشاءون (حصنـ)ـًا وقتت واوه (حـ)ـلا). [فتح الوصيد: 2/1305]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1096] وعاليهم أسكن واكسر الضم إذ فشا = وخضر برفع الخفض عم حلا علا
ح: (عاليهم): مفعول (أسكن)، (إذ فشا): تعليل (اكسر)، (خضرٍ): مبتدأ، (عم): خبر، (علا): خبر بعد خبر، (حلا): تمييز أو حال، أي: عم حلاه، أو: ذا حُلا.
ص: قرأ نافع وحمزة: {عاليهم ثياب سندس} [21] بسكون الياء وكسر الهاء على أنه مرفوع بالابتداء، والخبر {ثيابُ}، يعني: ظاهر لباسهم،
[كنز المعاني: 2/698]
أو: الذي يعلوهم ثياب سندس، والباقون: بفتح الياء وضم الهاء نصبا على الظرف، أي: فوقهم ثياب سندس، أو على الحال من ضمير {الأبرار} [5] في {عاليهم}، أو: يطوف على الأبرار عاليًا لهم ثياب سندسٍ ولدان مخلدون، أو ضمير (الولدان) في {حسبتهم}، أي: حسبتهم لؤلؤًا منثورًا في حال علو الثياب إياهم.
وقرأ نافع وابن عامروأبو عمرووحفص: {سندس خضر} [۲۱] برفع الراء نعتا للثياب، والباقون: بالخفض نعتا للسندس، وجمع الوصف، لأن السندس اسم جنس، نحو: (أهلك الناس الدينار الصفر)، أو جمع (سندسة) لما رق من الديباج.
[۱۰۹۷] وإستبرق حرميٍ تضر وخاطبوا = يشاؤن حصنًا وقتت واوه حلا
ح: (إستبرق): مبتدأ، (حرمي): خبر، أي: قراءة حرمي، وأضيف إلى (نصر) لقوة القراءة، (يشاؤن): مفعول (خاطبوا)، (حصنًا): حال من الفاعل، أو من المفعول، أي: ذوي حصن، أو ذا حصن، (وقتت)، (واوه)): مبتدأ ثانٍ، (حلا): خبره.
[كنز المعاني: 2/699]
ص: قرأ الحرميان - نافع وابن كثير - مع عاصم: {وإستبرق} [۲۱] بالرفع عطفًا على {ثيابُ}، والباقون: بالجر عطفًا على {سندسٍ}.
ففي: {خضرٌ وإستبرق}: أربع قراءات:
لنافع وحفص: رفعهما، ولحمزة والكسائي: جرهما، ولابن كثير وأبي بكر: جر {خضرٍ} ورفع {إستبرق}، ولأبي عمرو وابن عامر: عکسه.
وقرأ الكوفيون ونافع: {وما تشاءون} بالخطاب، والباقون، بالغيبة، ووجههما ظاهر). [كنز المعاني: 2/700]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1096- وَعَالِيهِمُ اسْكِنْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ "إِ"ذْ "فَـ"ـشَا،.. وَخُضْرٌ بِرَفْعِ الْخَفْضِ "عَـ"ـمَّ "حُـ"ـلًا "عُـ"ـلا
يجوز أن يحرك الميم من عاليهم في البيت بالحركات الثلاثة؛ لضرورة الوزن وإلا فهي ساكنة في لفظ القرآن أو موصولة بواو عند من مذهبه ذلك، وإنما لفظ به الناظم على قراءة من أسكن الياء وكسر الهاء وليست الصلة من مذهب من قرأ كذلك فلم يبق أن يكون لفظ به إلا على قراءة إسكان الميم، وحينئذ يجوز فتحها بنقل حركة همزة أسكن إليها وكسرها؛ لالتقاء الساكنين على تقدير أن يكون وصل همزة القطع وضها؛ لأنها حركتها الأصلية عند الصلة فهي أولى من حركة مستعارة يريد: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ}؛ أي: الذي يعلوهم ثياب من سندس فهو مبتدأ وخبر، وقراءة الباقين بنصب الياء وضم الهاء وهو حال من قوله: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}، أو من: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا} هذا قول
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/241]
أبي علي، وأجاز الزجاج أن يكون حالا من الضمير في {عليهم} أو من الولدان وتبعه الزمخشري في ذلك وزاد وجها آخر وهو: أن يكون التقدير: رأيت أهل نعيم عاليهم وثياب سندس مرفوع به، وقد أجيز أن يكون عاليهم ظرفا كأنه لما كان عالٍ بمعنى فوق أجرى مجراه فهو كقولك: فوقهم ثياب وخضر بالرفع صفة لثياب وبالجر صفة لسندس، وجاز ذلك وإن كان سندس مفردا وخضر جمعا لما كان السندس راجعا إلى جمع وهو الثياب والمفرد إذا أريد به الجمع جاز وصفه بالجمع نحو: {عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} ومن هذا الإخبار عن المفرد والجمع نحو ما سبق في قراءة نافع وحمزة: "عاليهم ثياب" وعكسه قول الشاعر:
ألا إن جيران العشية رابح
وحلا البيت تمييز أو حال؛ أي: عمت حلاة أو عم ذا حلاه أخبر عن خضر بأنه عم حلاه وبأنه علا فهما جملتان، وقوله: برفع الخفض متعلق بأحدهما والله أعلم.
1097- وَإِسْتَبْرَقَ "حِرْمِيُّ نَـ"ـصْرٍ وَخَاطَبُوا،.. تَشَاءُونَ "حِصْنٌ" وُقِّتَتْ وَاوُهُ "حَـ"ـلا
أي: ورفع خفض إستبرق لهؤلاء ووجه الرفع العطف على ثياب؛ أي: وثياب استبرق فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وقرأ الباقون بالجر عطفا على سندس؛ أي: ثياب هذين النوعين فصار في هاتين الكلمتين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/242]
{خضر وإستبرق} أربع قراءات رفعهما لنافع، وحفص خفضهما لحمزة والكسائي خفض خضر ورفع استبرق لابن كثير وأبي بكر عكسه رفع خضر وجر إستبرق لأبي عمرو وابن عامر وهو أجود هذه القراءات الأربع واختاره أبو عبيد، قال أبو علي: هو أوجه هذه الوجوه؛ لأن خضر صفة مجموعة لموصوف، مجموع واستبرق جنس أضيف إليه الشاب كما أضيف إلى سندس كما تقول ثيابا خز وكتان، ودل على ذلك قوله تعالى في سورة الكهف: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/243]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1096 - وعاليهم أسكن واكسر الضّمّ إذ فشا = وخضر برفع الخفض عمّ حلا علا
1097 - وإستبرق حرميّ نصر .... = .... .... .... .... ....
....
قرأ نافع وحمزة: عَلَيْهِمْ بسكون الياء وكسر ضم الهاء فتكون قراءة غيرهما بفتح الياء وضم الهاء. وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص: خُضْرٌ برفع خفض الراء، فتكون قراءة غيرهم بخفضها. وقرأ نافع وابن كثير وعاصم: وَإِسْتَبْرَقٌ برفع خفض القاف، فتكون قراءة غيرهم بخفضها. فيتلخص من هذا: أن نافعا وحفصا يقرءان خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ برفع الخفض فيهما، وأن ابن كثير وشعبة يقرءان بخفض خُضْرٌ ورفع وَإِسْتَبْرَقٌ وأن أبا عمرو وابن عامر يقرءان برفع خُضْرٌ وخفض وَإِسْتَبْرَقٌ وأن حمزة والكسائي يقرءان بخفضهما معا). [الوافي في شرح الشاطبية: 376]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (225 - وَعَالِيْهِمُ انْصِبْ فُزْ وَإِسْتَبْرَقُ اخْفِضًا = أَلاَ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 41]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): وعاليهم انصب (فـ)ـز وإستبرق واخفضا = (أ)لا ويشاؤون الخطاب (حـ)ـمًى ولا
ش - أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {عاليهم} [21] بنصب الياء
[شرح الدرة المضيئة: 246]
فيلزم ضم الهاء على أنه ظرف بمعنى فوقهم وعلم ليعقوب كذلك ولأبي جعفر بإسكان الياء فيلزم كسر الهاء على أنه مبتدأ فيه معنى الجمع وثياب سندس خبره.
ثم قال: وإستبرق اخفضا ألا أي قرأ مرموز (ألف) ألا وهو أبو جعفر بخفض {وإستبرق} [21] عطفًا على سندس وعلم وللآخرين كذلك فاتفقوا.
وأما {خضر} فهم على أصولهم فأبو جعفر ويعقوب بالرفع صفة الثياب وخلف بالجر صفة لسندس). [شرح الدرة المضيئة: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَالِيَهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَحَمْزَةُ بِإِسْكَانِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/396]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خُضْرٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَحَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ، وَأَبُو بَكْرٍ بِالْخَفْضِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/396]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِسْتَبْرَقٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ، وَعَاصِمٌ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ). [النشر في القراءات العشر: 2/396]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وحمزة {عاليهم} [الإنسان: 21] بإسكان الياء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 733]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {خضرٌ} [الإنسان: 21] بالخفض، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 733]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم {وإستبرقٌ} [الإنسان: 21] بالرفع، والباقون بالخفض). [تقريب النشر في القراءات العشر: 733]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (974- .... .... .... .... .... = عاليهم اسكن في مدًا خضرٌ عرف
975 - عمّ حمًا إستبرقٌ دم إذ نبا = واخفض لباقٍ فيهما .... ). [طيبة النشر: 100]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (معهم هشام باختلاف بالألف = عاليهم اسكن (ف) ي (مدا) خضر (ع) رف
يعني قوله تعالى: عاليهم ثياب سندس خضر أسكن الياء منه حمزة ونافع وأبو جعفر على أنه فاعل مرفوع بالابتداء وخبره ما بعده، والباقون بفتح الياء على أنه حال من ضمير «ولقاهم نضرة، وجزاهم» أو يكون التقدير رأيت أهل نعيم «عاليهم» وقيل على الظرف: أي فوقهم فلم يحتج الناظم إلى النص على كسر هائها لأنه علم من سورة أم القرآن قوله: (خضر) يريد قوله تعالى: خضر وإستبرق اختلف في رفعها وخفضها، فقرأ حفص، وأبو جعفر وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب بالرفع كما سيأتي، والباقون بالخفض على لفظه، وقرأ «إستبرق» بالرفع على لفظ أيضا ابن كثير ونافع وعاصم، والباقون بالخفض فيكون فيهما أربع قراءات: رفعها لحفص ونافع، وخفضهما لحمزة والكسائي وخلف، ورفع «خضر» وخفض إستبرق لابن كثير وشعبة، ورفع «خضر» وخفض و «إستبرق» لأبي جعفر.
(عمّ حما) إستبرق (د) م (إ) ذ (ن) با = واخفض لباق فيهما وغيّبا
قوله: (فيهما) أي في «خضر، وإستبرق» وإنما نص على قراءة الباقين في الحرفين، لأنه لو ترك لأفهم النصب من حيث إنه ضد الرفع الملفوظ به). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 324]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(مدا) المدنيان: عاليهم [21] بإسكان الياء وكسر الهاء على أنه مبتدأ، وفيه معنى الجمع وثياب سندس [21] خبره ويجوز أن يكون مبتدأ [وفيه معنى الجمع،] وثياب فاعل سد مسد الخبر.
والباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه ظرف بمعنى «فوقهم» أو حال من ضمير ولقّيهم [الإنسان: 11] أو وجزئهم [الإنسان: 12].
ثم كمل خضر [21] فقال:
ص:
(عم) (حما) إستبرق (د) م (إ) ذ (ن) با = واخفض لباق فيهما وغيبا
ش: أي قرأ ذو عين (عرف) حفص و(عم) المدنيان، وابن عامر، و(حما) البصريان:
خضر [21] بالرفع من الإطلاق: والباقون بالخفض.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، وهمزة (إذ) نافع ونون (نبا) عاصم: وإستبرق [21] بالرفع، والباقون بالجر: فصار نافع وحفص برفعهما.
وحمزة، وعلى، وخلف بجرهما.
وابن عامر، والبصريان، وأبو جعفر برفع الأول، وجر الثاني.
وابن كثير وشعبة بجر الأول، ورفع [الثاني].
[وجه] رفعهما أن خضرا صفة لـ ثياب [21]، وحسن؛ لأن فيه وصف الجمع بالجمع مع حسن وصف الثياب بالخضرة كقوله: ثيابا خضرا [الكهف: 31] وو إستبرق عطف على ثياب على تقدير مضاف؛ أي: ثياب سندس وثياب إستبرق.
ووجه جرهما أن خضرا صفة لـ سندس وفيه وصف المفرد لفظا بالجمع،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/606]
وأجازه الأخفش.
وروى: «أهلك الناس [الدينار الصفر والدرهم البيض»، ولكنه] قبيح قياسا عنده وعند غيره؛ لأن العرب بعكس هذا، فيصفون الجمع لفظا ومعنى بالمفرد، قالوا: «جص أبيض» وقال تعالى: من الشّجر الأخضر [يس: 80]، وقال: أعجاز نخل منقعر [القمر: 20] ويجوز جره أيضا على المجاورة و«إستبرق» عطف على «سندس»، أي:
ثياب من هذين النوعين، ولا يحسن عطفه على «خضر»؛ لأن السندس والإستبرق جنسان فلا يوصف أحدهما بالآخر.
ووجه جر الأول ورفع الثاني أن جر الأول بالوصفية أو بالمجاورة، ورفع الثاني بالعطف على ثياب، على تقدير مضاف كما تقدم، [والله أعلم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/607]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فوقاهم الله" "ولقاهم" "وجزاهم" وتسمى "وسقاهم" وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/577] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عَالِيَهُم" [الآية: 21] فنافع وحمزة وأبو جعفر بسكون الياء خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر، وافقهم ابن محيصن والحسن، وعن المطوعي كذلك مع ضم الهاء، والباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه حال من الضمير المجرور في عليهم أو من مفعول حسبتهم أو على الظرفية خبرا مقدما لثياب كأنه قيل فوقيهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/578]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خُضْرُ وَإِسْتَبْرَقُ" [الآية: 21] فنافع وحفص بالرفع فيهما فرفع "خُضْرُ" على النعت لثياب "وَإِسْتَبْرَقُ" نسقا على ثياب على حذف مضاف أي: وثياب إستبرق، وافقهما الحسن لكنه بغير تنوين في إستبرق وهمزة القطع،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/578]
وقرأ ابن كثير وأبو بكر بخفض الأول ورفع الثاني فخضر نعت لسندس وفيه وصف المفرد بالجمع وأجازه الأخفش وأجيب عنه بأنه اسم جنس، وقيل جمع لسندسه واسم الجنس يوصف بالجمع قال تعالى: السحاب الثقال، "وإستبرق" نسق على ثياب على ما مر، وافقهما ابن محيصن إلا أنه لم ينونه وعنه بخلف وصل همزة القطع، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب برفع الأول وخفض الثاني فخضر نعت لثياب وإستبرق نسق على سندس أي: ثياب خضر من سندس ومن إستبرق، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفضهما فخضر نعت لسندس على ما مر، وإستبرق نسق على سندس، وافقهم الأعمش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/579]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عاليهم} [21] قرأ نافع وحمزة بإسكان الياء، وكسر الهاء، والباقون بفتح الياء، وضم الهاء). [غيث النفع: 1248]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خضر} قرأ نافع والبصري والشامي وحفص برفع الراء، والباقون بجره). [غيث النفع: 1248]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإستبرق} قرأ الحرميان وعاصم برفع القاف، والباقون بالخفض.
وكيفية قراءة هذه الآية من قوله تعالى: {عاليهم} إلى قوله تعالى {من فضة} - والوقف عليها كاف -:
أن تبدأ لقالون بإسكان الياء، وكسر الهاء، وإسكان الميم، ورفع {خضر وإستبرق} مع قصر المنفصل ومده، ويندرج معه ورش، ويتخلف في المنفصل، فتعطفه منه مع ترقيق راء {أساور} ويندرج معه حمزة، ويتخلف في {خضر وإستبرق} فتعطفه بالخفض فيهما مع مد المنفصل طويلاً، ولا يخفى أن خلفًا يدغم التنوين في الواو بلا غنة، وخلادًا بغنة.
ثم تأتي بقالون بضم الميم، مع ما تقدم مع السكون،
ثم تأتي بالمكي بفتح الياء، وضم الهاء والميم، وخفض {خضر} ورفع {إستبرق} وقصر المنفصل.
ثم تأتي بالبصري بفتح الياء، وضم الهاء، وإسكان الميم، ورفع {خضر} وخفض {إستبرق} مع قصر المنفصل ومده، ويندرج معه في المد الشامي، ويندرج معه أيضًا حفص في {خضر} ويتخلف في {إستبرق} فتعطفه منه بالرفع.
[غيث النفع: 1248]
ثم تعطف شعبة بخفض {خضر} ورفع {إستبرق} ويندرج معه علي في {خضر} فتعطفه من {وإستبرق} بالجر مع إمالة هاء التأنيث وما قبلها، وفتحها، فذلك خمس عشرة قراءة.
فلو وقف على {وإستبرق} عملاً بقول من أجاز الوقف عليه، وجعله كافيًا، فينبغي أن يوقف عليه بالروم، ليظهر الفرق بين القراءتين وصلاً ووقفًا كما تقدم في نظائره). [غيث النفع: 1249]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
{عَالِيَهُمْ}
- قرأ عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن ومجاهد والجحدري وأهل مكة وجمهور السبعة والأعمش وأبان عن عاصم والسلمي (عاليهم) بفتح الياء، أي: فوقهم ثياب، فهو ظرف، خبر مقدم، وثياب مبتدأ مؤخر، ورد هذا أبو حيان والزجاج وقيل: هو نصب على الحال من المضمر في (لقاهم)، أو من المضمر في جزاهم، أي: الهاء والميم، وعلى هذا التوجيه ترفع (ثياب) بعاليهم).
- وقرأ ابن عباس بخلاف عنه والأعرج وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن ونافع، وأبان عن عاصم والمفضل عنه وحمزة ويحيى بن وثاب والأعمش والحسن (عاليهم) بسكون الياء، خبر مقدم، وثياب: مبتدأ مؤخر، قال العكبري: (بسكون الياء، إما على تخفيف المفتوح المنقوص أو على الابتداء والخبر)، وهو اختيار أبي عبيد.
[معجم القراءات: 10/222]
- وقرأ ابن مسعود والأعمش وطلحة وزيد بن علي والمطوعي (عاليهم) بالياء المضمومة، وهو مبتدأ، خبره: ثياب.
- وقرأت عائشة (علتهم) بتاء التأنيث، فعلًا ماضيًا، وثياب: فاعل.
- وقرأ طلحة وزيد بن علي والأعمش وطلحة والجعفي عن أبي بكر وعبد الله ابن مسعود وابن وثاب (عاليتهم) بالتاء المضمومة، وهو كذلك في مصحف عبد الله.
- وقرأ الأعمش وأبان عن عاصم (عاليتهم) بالتاء المفتوحة.
وذكر الأزهري أن القراءة بهاتين القراءتين الأخيرتين لا تجوز.
وقال الزجاج: (وهذان الوجهان -أي في القراءتين الأخيرتين- جيدان في العربية، إلا أنهما يخالفان المصحف، ولا أرى القراءة بهما، وقراء الأمصار ليس يقرأون بهما).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (عاليتهن) كذا ذكر ابن خالويه ولم يقيد التاء بضم أو فتح.
- وقرأ ابن سيرين وقتادة وأبو حيوة وابن أبي عبلة والزعفراني وأبان وعبد الوارث عن حميد عن مجاهد وأنس بن مالك ومجاهد وقتادة
[معجم القراءات: 10/223]
وابن محيصن من طريق الطرسوسي (عليهم ...) حرف جر، وهو خبر مقدم، وثياب: مبتدأ مؤخر.
{ثِيَابُ سُنْدُسٍ}
- قراءة الجمهور (ثياب سندسٍ) بغير تنوين على الإضافة إلى سندس.
- وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة (ثياب سندس ....) بالرفع والتنوين، وسندس: صفة لثياب.
{خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم والحسن وعيسى وابن أبي عبلة وأبو حيوة (خضر وإستبرق) برفعهما: خضر: صفة لثياب.
إستبرق: عطف على ثياب أي: و(ثياب) إستبرق، وذلك على حذف مضاف.
- وقرأ الحسن كالقراءة السابقة ولكن بغير تنوين في (إستبرق) (خضر وإستبرق)، وهي قراءة ابن محيصن بخلف عنه.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وخارجه عن نافع وأبو جعفر ويعقوب
[معجم القراءات: 10/224]
واليزيدي (خضر وإستبرق).
برفع الأول: خضر: صفة لثياب،
وخفض الثاني: إستبرقٍ: عطفًا على (سندسٍ)، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم وابن محيصن والمفضل (خضرٍ وإستبرق) بخفض الأول ورفع ثاني.
خضرٍ: بالخفض: صفة لـ (سندسٍ) إستبرق بالرفع: عطفًا على ثياب.
- وقرأ حمزة والكسائي وعبيد عن أبي عمرو وطلحة والحسن ويحيى بن وثاب وخلف والأعمش (خضرٍ وإستبرقٍ) بجرهما،
[معجم القراءات: 10/225]
خضرٍ: صفة لـ (سندسٍ)، وإستبرق: معطوف على سندسٍ على تقدير: وثياب إستبرقٍ.
- وقرأ ابن محيصن: (خضرٍ وإستبرق) الأول بالخفض، والثاني بالخفض بالفتحة على منع الصرف، وبقطع الهمزة.
قال مكي: (وقد قرأه -أي إستبرق- ابن محيصن وهو وهم، إن جعله اسمًا؛ لأنه نكرة منصرفة).
- وقرأ ابن محيصن (خضرٍ واستبرق) بجرهما: الأول بالكسرة، والثاني بالفتحة، وفي أوله همزة الوصل.
- وتقدمت قراءة ابن محيصن بوصل الهمزة من (استبرق) في الآية/31 من سورة الكهف، والآية/54 من سورة الرحمن، وذكرت وجه الخلاف فيه وآراء العلماء، وعاد أبو حيان وغيره لمناقشة المسألة هنا، وأنا أذكر لك ما عندهم موجزًا:
قال مكي: (وقد قرأه ابن محيصن بغير صرف ...، وقيل: بل جعله فعلًا ماضيًا من (برق)، فهو جائز في اللفظ، بعيد في المعنى ....).
وقال الزمخشري: (وقرئ (واستبرق بوصل الهمزة، والفتح على أنه مسمى باستفعل، من البريق، وليس بصحيح أيضًا، لأنه معرب مشهور تعريبه، وأن أصله استبره).
[معجم القراءات: 10/226]
وقال أبو حيان: (وقال الزمخشري هنا (واستبرق نصبًا في موضع الجر على منع الصرف لأنه أعجمي، وهو غلط لأنه نكرة يدخله حرف التعريف، تقول: الاستبرق، إلا أن يزعم ابن محيصن أنه قد يجعل علمًا لهذا الضرب من الثياب .....).
وقال أبو حيان بعد النقل عن الزمخشري:
(ودل قوله: إلا أن يزعم ابن محيصن) وقوله بعد (وقرئ واستبرق بوصل الألف والفتح، أن قراءة ابن محيصن هي بقطع الهمزة مع فتح القاف، والمنقول عنه في كتب القراءات أنه قرأ بوصل الألف وفتح القاف).
وقال أبو حاتم: (لا يجوز، والصواب أنه اسم جنس لا ينبغي أن يحمل ضميرًا، ويؤيد ذلك دخول لام المعرفة عليه، والصواب قطع الألف، وإجراؤه على قراءة الجماعة).
قال أبو حيان: (ونقول إن ابن محيصن قارئ جليل مشهور بمعرفة العربية، وقد أخذ عن أكابر العلماء، ويتطلب لقراءته وجه، وذلك أنه يجعل استفعل من البريق، نقول: برق واستبرق، كعجب واستعجب).
وقال الشهاب: (عدم قطع همزته ثبت في قراءة نادرة، إما بناءً على أنه عربي، أو لمشابهته الاستفعال، ورجح أنه مقطوع الهمزة، لأنه الثابت بالسبعة المتواترة).
وقال الزجاج: (وزعموا أنه لم يصرفه، لأن استبرق اسم أعجمي، وأصله بالفارسية استبره، فلما حول إلى العربية لم يصرف، وهذا غلط؛ لأنه نكرة، ألا ترى أن الألف واللام يدخلانه، تقول:
[معجم القراءات: 10/227]
السندس والاستبرق.
والوجه الثاني: واستبرق وحلوا، بطرح الألف، جعل الألف ألف وصل، وجعله مسمى بالفعل من البريق، وهذا خطأ، لأن الإستبرق معروف معلوم أنه اسم نقل من العجمية إلى العربية كما سمي الديباج، وهو منقول من الفارسية).
{أَسَاوِرَ}
- قراءة الجماعة (أساور).
- وقرئ (أساوير) جمع إسوار، وهو لغة في سوار.
{وَسَقَاهُمْ}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 10/228]

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس