عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (4) إلى الآية (6) ]

{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}

قوله تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {اللائي تظاهرون} 4
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع (الئ) لَيْسَ بعد الْهمزَة يَاء
كَذَلِك قَرَأت على قنبل
وأخبرني إِسْحَق الخزاعي عَن ابْن فليح عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير {إِلَى} يكسر وَلَا يثبت الْيَاء مُخَفّفَة بِغَيْر همز وَلَا مد في كل الْقُرْآن وَكَذَلِكَ قَرَأَ أَبُو عَمْرو شَبِيها بذلك
وحدثني مُضر بن مُحَمَّد عَن ابْن أَبي بزَّة عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير مثل أَبي عَمْرو بكسرة مختلسة وَلَا يهمز
وَقَالَ ابْن مخلد عَن ابْن أَبي بزَّة {إِلَي} مُشَدّدَة مَكْسُورَة وَهُوَ غلط وَقَالَ في سُورَة الطَّلَاق (والي يئسن من الْمَحِيض ... والي لم يحضن) 4 مثقلة
وروى ورش عَن نَافِع مثل قِرَاءَة أَبي عَمْرو بِغَيْر همز
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (الئي) بياء بعد الْهَمْز
وَكَذَلِكَ اخْتلَافهمْ في (الئي) في قد سمع المجادلة 2 وَالطَّلَاق). [السبعة في القراءات: 518 - 519]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {تظْهرُونَ} 4
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {تظْهرُونَ} بِفَتْح التَّاء والتثقيل وفي المجادلة 2 مثله غير أَن تِلْكَ بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم {تظْهرُونَ} خَفِيفَة بِضَم التَّاء وبالألف وَفتح الظَّاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي هَهُنَا {تظْهرُونَ} خَفِيفَة الظَّاء بِفَتْح التَّاء وَألف بعد الظَّاء وفي المجادلة {يظهرون} بِالْيَاءِ مُشَدّدَة الظَّاء
وقرأهما ابْن عَامر {تظْهرُونَ} مُشَدّدَة الظَّاء مَعَ ألف وَمَعَ فتح التَّاء). [السبعة في القراءات: 519]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (واللاء) حيث كان بياء بعد الهمزة، شامي، كوفي، بغير ياء نافع- غير].
ورش ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 361 - 362]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تظاهرون) بضم التاء عاصم، بفتحه كوفي،- غير عاصم- مشدد شامي). [الغاية في القراءات العشر: 362]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (اللائي) [4، المجادلة: 2، الطلاق: 4] فيهن: بياء بعد الهمزة كوفي، دمشقي، وافق سلام إلا في الطلاق فيهما. مهموز، بلا ياء نافع غير ورش وسالم، ويعقوب، وقنبل غير الربعي والزينبي، والبزي طريق اللهبي. وافق ابن عتبة في المجادلة [2].
الباقون بكسرة خفيفة من غير همز ولا ياء، وقال ابن سعدان عن اليزيدي: بالياء وترك الهمزة.
[المنتهى: 2/906]
(تظاهرون) [4]: بفتح التاء بألف دمشقي، وكوفي. بتشديد الظاء دمشقي، وابن زربي. بضم التاء وكسر الهاء حمصي، وعاصم غير على الباقون (تظهرون) شديد بلا ألف). [المنتهى: 2/907]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ البزي وأبو عمرو (اللاى) بياء ساكنة بدلاً من الهمزة، ولا بد من لمد إذ لا يجمع بين ساكنين إلا أن تجعل بينهما مدة تقوم مقام الحركة، ومن هنا أجمع النحويون أنه لا يجمع بين ساكنين إلا أن يكون الأول حرف مد، فيتأتى فيه المد، فتقوم تلك المدة مقام الحركة، ولو كان الأول غير حرف مد لم يجز الجمع بين ساكنين في الوصل إذ لا يتأتى المد إلا في حروف المد، وأما الوقف فجائز الجمع فيه بين الساكنين وإن لم يكن أحدهما حرف مد، ومن همز منهم ومن لم يهمز أشبع التمكين للألف في الحالين إلا ورشًا فإن المد والقصر جائزان في مذهبه لما ذكرناه في باب الهمزتين، وقرأ ورش بكسر الياء كسرة خفيفة، وقرأ قالون وقنبل بهمزة بعد الألف من غير ياء، وكذلك الباقون إلا أنهم زادوا ياء بعد الهمزة، وعلى هذا وقع الاختلاف في المجادلة والطلاق). [التبصرة: 308]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وأبو عمرو (تظهرون) بتشديد الظاء والهاء من غير ألف، وقرأ حمزة والكسائي بألف والتخفيف، وكذلك قرأ ابن عامر غير أنه شدد الظاء، وقرأ عاصم (تظاهرون) بضم التاء وكسر الهاء وبألف بعد الظاء مخففًا، ولا
[التبصرة: 308]
اختلاف هنا في التاء). [التبصرة: 309]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، وقنبل: {اللاء} (4)، هنا، وفي المجادلة (2)، والطلاق (4): بالهمزة، من غير ياء.
وورش: بياء مختلسة الكسرة خلفًا من الهمزة. وإذا وقف صيرها ياء ساكنة.
والبزي، وأبو عمرو: بياء ساكنة بدلاً من الهمزة في الحالين.
والباقون: بالهمزة، وياء بعدها في الحالين.
وحمزة: إذا وقف جعل الهمزة بين بين، على أصله.
ومن همز منهم، ومن لم يهمز، أشبع التمكين للألف في الحالين، إلا ورشًا، فإن المد والقصر جائزان في مذهبه، لما ذكرناه في باب الهمزتين). [التيسير في القراءات السبع: 416]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {تظاهرون} (4): بضم التاء، وتخفيف الظاء، وألف بعدها، وكسر الهاء.
[التيسير في القراءات السبع: 416]
وابن عامر: بفتح التاء والهاء، وتشديد الظاء، وألف بعدها.
وحمزة، والكسائي: كذلك، إلا أنهما يخففان الظاء.
والباقون: بفتح التاء، وتشديد الظاء والهاء، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 417]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قالون وقنبل ويعقوب: (واللاء هنا وفي المجادلة والطّلاق بالهمز من غير ياء، وورش وأبو جعفر [بياء مختلسة الكسرة أي بين بين خلفا من الهمز وإذا وقفا] صيراها ياء ساكنة والبزي وأبو عمرو بياء ساكنة بدلا من الهمزة في الحالين. والباقون بالهمزة وياء بعدها في الحالين، وحمزة إذا وقف جعل الهمزة بين بين على أصله، ومن همز منهم ومن لم يهمز أشبع تمكين الألف في الحالين إلّا ورشا وأبا جعفر فإن المدّ والقصر جائزان في مذهبهما لما ذكرناه في باب الهمزتين.
[تحبير التيسير: 510]
عاصم: (تظاهرون) بضم التّاء وتخفيف الظّاء وألف بعدها وكسر الهاء، وابن عامر بفتح التّاء والهاء وتشديد الظّاء وألف بعدها وتخفيف الهاء. وحمزة والكسائيّ وخلف كذلك إلّا أنهم يخففون الظّاء، والباقون بفتح التّاء وتشديد الظّاء والهاء من غير ألف). [تحبير التيسير: 511]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَهْدِي السَّبِيلَ) مشدد بكسر الدال قَتَادَة، الباقون خفيف، وهو الاختيار لقوله: (وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)، لم يروها بالياء الزَّعْفَرَانِيّ، وحماد بن شعيب عن أبي بكر، وابن نصر عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (إِذْ جَاءَتْكُمْ)). [الكامل في القراءات العشر: 619]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُظَاهِرُونَ) بضم التاء والألف وكسر الهاء حمصي، وعَاصِم غير أبي الحسين، وابن جبير، والحسن عن البريدي، والزَّعْفَرَانِيّ، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ، وأبو حيوة، والقورسي عن أبي جعفر هارون عن أَبِي عَمْرٍو بفتح التاء وإسكان الظاء من غير ألف وبفتح التاء وتشديد الظاء مع الألف ابن زربي عن الزَّيَّات، ودمشقي متله إلا أنه بتخفيف الظاء كوفي غير ابن زربي، الباقون مشدد بغير ألف، هكذا الخلاف في المجادلة غير أن دمشقي مع كوفي هناك، وقال العراقي وابن مهران أبو جعفر في المجادلة كالأحزاب وهو سهو والصحيح أنه كابن عامر في المجادلة، والاختيار ما عليه ابن عامر لأن معناه: تتظاهرون). [الكامل في القراءات العشر: 619]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([4]- {اللَّائِي} فيهن، بياء بعد الهمزة: الكوفيون وابن عامر.
مهموز بلا ياء: قالون وقنبل.
الباقون، وهم ورش وأبو عمرو والبزي، بكسرة خفيفة من غير همز ولا ياء بعدها.
وقرأت من طريق مكي وعثمان بن سعيد للبزي وأبي عمرو بياء ساكنة، وكذلك ذكره عن أبي عمرو وأبي طاهر بن أبي هاشم والشذائي وغيرهما.
وقال ابن مجاهد عن ابن اليزيدي عن أبيه، وأحمد بن يعقوب التائب عن الخشاب عن أبي شعيب عن اليزيدي، وأبو ربيعة وغير واحد عن البزي: إن الهمزة ملينة بين بين كورش، لا مبدلة ياء ساكنة. وعلى هذا اعتمد حفاظ المتأخرين من البغداديين وغيرهم؛ منهم أبو الفضل
[الإقناع: 2/734]
الخزاعي، وأبو علي الأهوازي، وأبو علي البغدادي، وهو الوجه؛ لأن المتقدمين ليس في عبارتهم ما يوجب البدل.
قال عثمان بن سعيد: قال أصحاب اليزيدي كلهم عنه عن أبي عمرو: {اللَّائِي} لا يمد ولا يهمز. قال: ليس في قولهم هذا بيان لكيفية تسهيل الهمزة.
وقال عثمان بن سعيد وأبو الفضل الخزاعي: قال ابن سعدان عن اليزيدي بالياء وترك الهمزة. قال عثمان: ولا في قول ابن سعدان ما يبين حكم الياء، أمختلسة الكسرة هي أم ساكنة.
وقال أحمد بن الصقر المنبجي: عبرت عن قراءة أبي عمرو ومن وافقه بياء ساكنة اتباعا لعبارتهم، وقد جاء في بعضها ما يدل على تليين الهمزة، وهو الوجه.
وكثيرا ما يعبرون عن تليين الهمزة المكسورة بياء ساكنة.
قال أبو جعفر: وبين بين آخذ لهما كورش، وهو اختيار أبي -رضي الله عنه.
[4]- {تُظَاهِرُونَ} بضم التاء وألف وكسر الهاء: عاصم.
بفتح التاء، وألف مشدد الظاء: ابن عامر.
كذلك والظاء مخففة: حمزة والكسائي.
[الإقناع: 2/735]
الباقون "تظَّهَّرون" مشدد بلا ألف). [الإقناع: 2/736]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (965 - وَبِالْهَمْزِ كُلُّ الَّلاءِ وَالْياَءِ بَعْدَهُ = ذَكَا وَبِياَءٍ سَاكِنٍ حَجَّ هُمَّلاَ
966 - وَكَالْيَاءِ مَكْسُوراً لِوَرْشٍ وَعَنْهُمَا = وَقِفْ مُسْكِناً وَالْهَمْزُ زَاكِيهِ بُجِّلاَ). [الشاطبية: 77]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (967 - وَتَظَّاهَرُونَ اضْمُمْهُ وَاكْسِرْ لِعاَصِمٍ = وَفِي الْهَاءِ خَفِّفْ وَامْدُدِ الظَّاءَ ذُبَّلاَ
968 - وَخَفَّفَهُ ثَبْتٌ وَفِي قَدْ سَمِعْ كَمَا = هُنَا وَهُناَكَ الظَّاءُ خُفِّفَ نَوْفَلاَ). [الشاطبية: 77]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([965] وبالهمز كل اللاء والياء بعده = (ذ)كا وبياء ساكن (حـ)ـج (هـ)ـملا
[966] وكالياء مكسورا لـ(ورش) وعنهما = وقف مسكنا والهمز (ز)اكيه (بـ)ـجلا
قراءة ابن عامر والكوفيين على الأصل والتمام؛ وهو لجماعة الرجال والنساء.
قال:
من النفر اللائ الذين إذا هم
ولا يصغر لاستغنائهم باللتيات واللذيون.
وقرأ قالون وقنبل (الئ)، على حذف الياء كما قال:
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة = ولكن ليقتلن البريء المغفلا
وقرأ أبو عمرو والبزي بياء ساكن من غير همز.
قال أبو عمرو: «هي لغة قريش».
[فتح الوصيد: 2/1180]
وجاز التقاء الساكنين للمد؛ وذلك أنه حذف الياء التي بعد الهمزة، ثم أبدل من الهمزة ياء، ثم أسكن الياء استثقالًا للحركة عليها، وهو إبدالٌ على غير قياس.
قال أبو علي: «ولا يقدم على مثل هذا البدل، إلا أن يسمع».
وقرأ ورش بياء مختلسة الكسرة، وذلك عبارةٌ عن تخفيف الهمزة بين بين، وهو القياس في تخفيف هذه الهمزة.
وقد روي عن أبي عمرو والبزي مثل مذهب ورش (هذا).
قال أبو عمرو في غير التيسير: «قرأت لأبي عمرو بإسكان الياء علی الفارسي وأبي الحسن».
قال: «وبذلك حدثنا الفارسي عن أبي طاهر والحسن بن شاكر».
قال: «وبه أخذ الحذاق كابن مجاهد وغيره.
وقرأت على فارس بن أحمد بكسر الياء كسرة مختلسة من غير سكون. وبذلك كان يأخذ أبو الحسين بن المنادي وغيره، وهو قياس تسهيل الهمز».
وكذلك ذكر عن البزي الإسكان عن أبي الحسن والفارسي، والكسر الخفيف عن أبي الفتح فارس.
وقد قيل: إن القراء عبروا عن التليين لهؤلاء بالإسكان، وقد عبروا عن تليين الهمزة المكسورة بياء ساكنة.
[فتح الوصيد: 2/1181]
قالوا: وإظهار أبي عمرو في (الئي يئسن)، مما يدل على أنه تليين وليس بإسكان.
(وقف مسكنًا)، لورش والبزي وأبي عمرو، لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين). [فتح الوصيد: 2/1182]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([967] وتظاهرون اضممه واكسر لـ(عاصم) = وفي الهاء خفف وامدد الظاء (ذ)بلا
[968] وخففه (ثـ)ـبت وفي قد سمع كما = هنا وهناك الظاء خفف (نـ)ـوفلا
(اضممه)، يعني: ضم تاءه. (واكسر)، يعني هاءه؛ فيكون غيره علی فتح التاء، لأنه ضد الضم، وفتح الهاء، لأنه ضد الكسر.
(وفي الهاء خفف وامدد الظاء) لعاصم، على ضمه هذا وكسره. ولابن عامر وحمزة والكسائي على فتحهم.
ثم قال: (وخففه ثبت)، يعني الظاء، فيخرج ابن عامر عنهم في تخفيف الظاء فيشدده، فتكون قراءة عاصم: {تظهرون}، وقراءة حمزة والكسائي: (تظهرون) كما قرأ في البقرة، وقد سبق تعليله.
وقراءة ابن عامر (تظهرون) بالإدغام. وقد سبق وجهها.
والباقون (تظهرون). والأصل: تتظهرون فأدغم.
ويقال: ظاهر من امرأته، وعلى ذلك قراءة عاصم.
[فتح الوصيد: 2/1182]
وفي قد سمع الله {الذين يظهرون}، مثل هذه الترجمة إلا في تخفيف الظاء، فإن عاصمًا قرأ هناك كما قرأ هنا ولم يوافقه على تخفيفها أحد. فقرأ حمزة والكسائي وابن عامر هناك كقراءة ابن عامر هنا.
وقرأ الباقون (يظهرون) ). [فتح الوصيد: 2/1183]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [965] وبالهمز كل اللاء والياء بعده = ذكا وبياءٍ ساكنٍ حج هُملا
ب: (حج): غلب بالحجة، (هُمل): جمع (هامل)، وهو البعير المتروك بلا راعٍ.
ح: (كل اللاء): مبتدأ، (بالهمز): خبره، و(الياء بعده): جملة في محل الحال، (ذكا): جملة مستأنفة، (حج): فاعله ضمير يعود إلى (اللاء)، (هملا): مفعوله، (بياء): متعلق بـ (حج).
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر لفظ (اللائي) حيث وقع: (اللائي) بهمز وياء بعدها، على وزن (الداعي)، وقرأ أبو عمرو والبزي، بياء
[كنز المعاني: 2/533]
ساكنة من غير همزة، ووجهه: أنه حذف الهمزة وبقيت الياء ساكنة، وقيل: حذف الياء منها كما حذف من (القاض)، ثم قلبت الهمزة ياءً وأسكنت لاستقال الكسرة عليها، وضعف تلك القراءة للجمع بين الساكنين، وتوجيهها: ما سبق في {ومحياي} [الأنعام 162] بالإسكان.
وقوله: (حج هُملا): إشارة إلى تقوية الإسكان، أي: قارئة غلب بالحجة قومًا غير محتفلٍ بهم، كالبعير المتروك بلا راعٍ.
[966] وكالياء مكسورًا لورشٍ وعنهما = وقف مسكنًا والهمز زاكيه بجلا
ح: (كالياء): متعلق بمحذوف، أي: سهل كالياء، (مكسورًا): حال من (الياء)، (لورش): حال من فاعل (سهل)، أي: تابعًا له، و(عنهما):
[كنز المعاني: 2/534]
خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه القراءة مروية عنهما، (مسكنًا): حال من فاعل (قف)، أي: مسكنًا الياء، (الهمز): مبتدأ، (زاكيه): مبتدأ ثانٍ، (بجلا): خبر، والجملة: خبر الأول.
ص: أي: سهل لورش همزة (اللائي) [4] كالياء المكسورة، أعني: بين بين، أي: بين الهمزة والياء المكسورة، على قياس تخفيفها، لأنها همزة مكسورة بعد ألف.
ثم قال: هذه القراءة مروية عنهما، أي: عن أبي عمرو والبزي، وهذا وجه قوي لا كلام عليه.
ثم نبه الناظم على بيان الوقف عليه بقوله: (قف مسكنًا)، أي: إذا وقفت على هذا المذهب، أي: مذهب التسهيل، أسكن الياء، لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، وقال بعضهم: إن الإسكان ههنا عبارة عن التليين.
وقرأ قنبل وقالون: (اللائي) بهمزٍ من غير ياء، وهي لغة شائعة.
[كنز المعاني: 2/535]
[967] وتظاهرون اضممه واكسر لعاصم = وفي الهاء خفف وامدد الظاء ذبلا
[968] وخففه ثبت وفي قد سمع كما = هنا وهناك الظاء خفف نوفلا
ب: (الذبل): جمع (ذابل)، وهو الرمح، (النوفل): الرجل الكثير العطاء.
ح: (تظاهرون): مفعول (اضممه)، (في الهاء): مفعول (خفف)، أي: أوقع التخفيف في الهاء، (ذبلا): حال من فاعل (امدد)، (ثبتٌ): فاعل (خففه)، والهاء: للظاء، (كما هنا): خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر في (قد سمع) كما هنا، و(الظاء): مبتدأ (خفف): خبره، (نوفلا): حال من فاعل (خفف)، أي: ذا نوفل، أي: ذا قارئ سيد معطاءٍ.
ص: قرأ عاصم: (اللائي تظاهرون) [4] بضم التاء وكسر الهاء، وهو وحمزة والكسائي وابن عامر: بتخفيف الهاء والألف بعد الظاء، وخفف الكوفيون فقط الظاء، والباقون: بتشديد الظاء والهاء من غير ألف بينهما.
فحصل أربع قراءات: لعاصم: {تظاهرون} بضم التاء وكسر الهاء، وبألف بين الظاء والهاء المخففتين، ومن (ظاهر يظاهر)، ولحمزة والكسائي:
[كنز المعاني: 2/536]
(تظاهرون) بفتح التاء والهاء، وألف بين الظاء والهاء المخففتين، على أن الأصل: (تتظاهرون)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، ولابن عامر كذلك، لكن شدد الظاء؛ لإدغام التاء فيه، وللباقين: (تظهرون) [4] مثل ابن عامر، لكن بتشديد الظاء والهاء من غير ألفٍ بعد الظاء، على أن الأصل: (تتظهرون)، أدغمت التاء في الظاء.
ثم قال:
............ وفي قد سمع كما = هنا ............
أي: القول في حرفي سورة المجادلة، وهما: {الذين يظاهرون منكم} [2]، {والذين يظاهرون من نسائهم} [3]، كما في هذه السورة، لكن حمزة والكسائي لم يخففا الظاء هنالك، بل وافقا ابن عامر في تشديد الظاء، فانفرد عاصم هنالك بتخفيف الظاء، وأشار إليه بقوله:
............ = ............ وهناك الظاء خفف نوفلا
لأن في موضعي (قد سمع) لم يجتمع التاءان، فتحذف الثانية، إذ فعلهما للغيبة). [كنز المعاني: 2/537]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (965- وَبِالْهَمْزِ كُلُّ الَّلاءِ وَالياءِ بَعْدَهُ،.. "ذَ"كَا وَبِياءٍ سَاكِنٍ "حَـ"ـجَّ "هُـ"ـمَّلا
أي: حيث جاء: هنا: "وما جعل أزواجكم اللاءِ" وفي المجادلة: {إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ}.
وفي الطلاق: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ}، {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ}.
قرأ الجميع الكوفيون وابن عامر بهمزة بعدها ياء ساكنة اللائي على وزن القاضي والداعي فهذا هو أصل الكلمة؛ أي: كل اللاء بالهمز والياء بعده، ويجوز والياء بالرفع على الابتداء، ثم ذكر أن أبا عمرو والبزي قرأ بياء ساكنة من غير همز فكأنهما حذفا الهمز، وبقيت الياء الساكنة إلا أنهم لا يوجهون هذه القراءة بهذا إنما يقولون: حذفت الياء؛ لتطرفها كما تحذف من القاضي ونحوه ثم أبدل من الهمزة ياء ساكنة، وهذه القراءة على هذا الوجه ضعيفة؛ لأن فيها جمعا بين ساكنين فالكلام فيها كما سبق في:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/88]
"مَحْيَايَ" في قراءة من سكن ياء وشبهه جوز ذلك ما في الألف من المد، ولكن شرط جواز مثل هذا عند أئمة اللغة المعتبرين أن يكون الساكن الثاني مدغما، ولا يرد على هذا: "ص"، "ن"، "ق"؛ لأن أسماء حروف التهجي موضوعة على الوقف والوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فإن وقف على: "مَحْيَايَ" أو اللائي فهو مثله وإنما الكلام في الوصل، أما إجازة بعضهم اضربان واضربنان بإسكان النون والتقت حلقتا البطنان بإثبات الألف فشاذ ضعيف عندهم والله أعلم، وقوله: حج هملا؛ أي: غلبهم في الحجة، وقد تقدم شرح هملا في باب ياءات الإضافة في قوله: إلا مواضع هملا وهو جمع هامل، والهامل البعير المتروك بلا راعٍ؛ أي: غلب في الحجة قوما غير محتفل بهم يشير إلى تقوية الإسكان وأنه له ضعف.
966- وَكَاليَاءِ مَكْسُورًا لِوَرْشٍ وَعَنْهُمَا،.. وَقِفْ مُسْكِنًا وَالْهَمْزُ "زَ"اكِيهِ "بُـ"ـجِّلا
أي: وسهل ورش الهمزة بين بين، وهو المراد بقوله: كالياء مكسورا؛ لأنها صارت بين الهمزة والياء المكسورة وهذا قياس تخفيفها؛ لأنها همزة مكسورة بعد ألف، وهذه القراءة مروية عنهما؛ أي: عن أبي عمرو والبزي وهو وجه قوي لا كلام فيه ذكره جماعة من الأئمة المصنفين كصاحب الروضة قال قرأ أبو عمرو وورش والبزي، وذكر غيرهم بتليين الهمزة من غير ياء بعدها، وهو ظاهر كلام ابن مجاهد؛ فإنه قال: قرأ ابن كثير ونافع "اللاء" ليس بعد الهمزة ياء، وقرأ أبو عمرو شبيها بذلك غير أنه لا يهمز، وكذا قال أبو عبيد: قرأ نافع وأبو عمرو "اللاء" مخفوضة غير مهموزة ولا ممدودة، ونص مكي على الإسكان ولم يذكر صاحب التيسير غيره لهما، وقال في غيره: قرأت على فارس بن أحمد بكسر الياء كسرة مختلسة من غير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/89]
سكون، وبذلك كان يأخذ أبو الحسين بن المنادي وغيره وهو قياس تسهيل الهمز قال الشيخ، وقد قيل: إن الفراء عبروا عن التليين لهؤلاء بالإسكان.
قالوا: وإظهار أبي عمرو في: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ} مما يدل على أنه تليين وليس بإسكان.
قلتُ: قد سبق في باب الإدغام الكبير تقرير هذا، وذكر أبو علي الأهوازي الوجهين عنهما.
قوله: وقف مسكنا؛ أي: مسكنا للياء لهؤلاء؛ لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، قال في التيسير: وإذا وقف؛ يعني: ورشا صيرها ياء ساكنة قال وحمزة إذا وقف جعل الهمزة بين بين على أصله: ومن همز منهم ومن لم يهمز أشبع التمكين للألف في الحالين إلا ورشا؛ فإن المد والقصر جائزان في مذهبه لما ذكرناه في باب الهمزتين.
قلت: هو ما نظمه الشاطبي -رحمه الله- بقوله:
وإن حرف مد قبل همز مغير،..،.................. البيت
ثم ذكر أن قنبلا وقالون قرأ بالهمز من غير ياء بعده، فإذا وقفا أسكنا الهمز وفي قراءة أبي عمرو والبزي من المد والقصر مثل ما في قراءة ورش والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/90]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (967- وَتَظَّاهَرُونَ اضْمُمْهُ وَاكْسِرْ لِعاصِمٍ،.. وَفِي الْهَاءِ خَفِّفْ وَامْدُدِ الظَّاءَ "ذُ"بَّلا
أي: اضمم التاء واكسر الهاء لعاصم، وهو داخل أيضا في رمز من خفف الهاء ومد الظاء وخففها كما في البيت الآتي فقراءة عاصم: "تُظاهرون" مضارع ظاهر مثل قاتل، وقرأ ابن عامر: "تَظاهرون" على اللفظ الذي في بيت الناظم وهو مضارع تظاهر مثل تقاتل، والأصل تتظاهرون، فأدغم التاء في الظاء وقرأ حمزة والكسائي مثله إلا أنهما خففا الظاء؛ لأنهما حذفا التاء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/90]
التي أدغمها ابن عامر، وقرأ الباقون: {تُظْهِرُونَ} بتشديد الظاء والهاء من تظهر مثل تكلم وأدغموا التاء في الظاء.
968- وَخَفَّفَهُ "ثَـ"ـبْتٌ وَفِي قَدْ سَمِعْ كَمَا،.. هُنَا وَهُناكَ الظَّاءُ خُفِّفَ "نَـ"ـوْفَلا
أي: خفف الظاء قارئ ثبت وهم الكوفيون وفي قد سمع الله موضعان حكمهما ما ذكر هنا إلا أن الظاء تم لم يخففه إلا عاصم وحده؛ لأنه يقرأ يظاهرون من ظاهر ولم يخفف الظاء حمزة والكسائي؛ لأنه لم يجتمع تاءان فتحذف الثانية منهما؛ لأن موضعي سورة قد سمع فعلهما للغيبة لا للخطاب الذين يظهرون منكم والذي يظاهرون من نسائهم، ولكن أدغما التاء في الظاء كما يقرأ ابن عامر والنوفل: السيد المعطاء ونصبه على الحال؛ أي: ذا نوفل؛ أي: قارئ سيد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/91]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (965 - وبالهمز كلّ اللّاء والياء بعده = ذكا وبياء ساكن حجّ همّلا
966 - وكالياء مكسورا لورش وعنهما = وقف مسكنا والهمز زاكيه بجّلا
وقع لفظ اللَّائِي* في القرآن في أربعة مواضع: وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ في هذه السورة، إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ في المجادلة، وَاللَّائِي يَئِسْنَ، وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ كلاهما في الطلاق. وقرأ الكوفيون وابن عامر هذا اللفظ في مواضعه الأربعة بهمزة مكسورة بعد الألف وبعد الهمزة ياء ساكنة مدية وصلا ووقفا، وقرأ أبو عمرو والبزي بياء ساكنة بعد الألف من غير همز وصلا ووقفا ويمدان الألف حينئذ مدّا مشبعا للساكنين، وقرأ ورش بحذف الياء بعد الهمزة مع تسهيل الهمزة بينها وبين الياء وصلا، وهذا معنى قوله (وكالياء مكسورا لورش) وله حينئذ المد والقصر عملا بقاعدة وإن حرف مد قبل همز مغير يجز قصره والمد ما زال أعدلا. ومعنى قوله (عنهما) أنه روى أيضا عن أبي عمرو والبزي حذف الياء بعد الهمزة مع تسهيل الهمز بين بين مع المد والقصر وصلا كورش. وقوله (وقف مسكنا) أمر بإبدال الهمزة ياء ساكنة عند الوقف لكل من أبي عمرو والبزي وورش فيكون هذا القول بيانا لمذهب هؤلاء وقفا بعد بيان مذهبهم وصلا، وأجاز المحققون الوقف بتسهيل الهمزة بالروم مع المد والقصر لكل من أبي عمرو والبزي وورش.
والخلاصة: أن البزي وأبا عمرو يقرءان بحذف الياء الساكنة بعد الهمز ولهما في الهمزة وصلا إبدالها ياء ساكنة مع المد المشبع ولهما تسهيلها بين بين مع المد والقصر، فإذا وقفا كان لهما ثلاثة أوجه: إبدال
[الوافي في شرح الشاطبية: 342]
الهمزة ياء ساكنة مع إشباع المد وتسهيلها بالروم مع المد والقصر، وأن ورشا يقرأ بحذف الياء الساكنة بعد الهمزة وله في الهمزة التسهيل بين بين مع المد والقصر، فإذا وقف فله ثلاثة أوجه: إبدال الهمزة ياء ساكنة مع إشباع المد وله تسهيلها بالروم مع المد والقصر وكل من أبي عمرو والبزي وورش على أصله في مقدار المد. وقوله (والهمز زاكية بجلا) معناه: أن قنبلا
وقالون يقرءان بحذف الياء الساكنة بعد الهمز مع تحقيق الهمز وصلا ووقفا ولهما في الوقف على هذا اللفظ ما لهما في الوقف على نحو: مِنَ السَّماءِ* مِنْ ماءٍ* من الأوجه). [الوافي في شرح الشاطبية: 343]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (967 - وتظّاهرون اضممه واكسر لعاصم = وفي الهاء خفّف وامدد الظّاء ذبّلا
968 - وخفّفه ثبت وفي قد سمع كما = هنا وهناك الظّاء خفّف نوفلا
أمر الناظم بضم التاء وكسر الهاء لعاصم في كلمة تُظاهِرُونَ فتكون قراءة غيره بفتح التاء والهاء، ثم أمر بتخفيف الهاء ومد الظاء لابن عامر والكوفيين، والمراد بمد الظاء: إثبات ألف بعدها، فتكون قراءة غيرهم بتشديد الهاء وقصر الظاء أي حذف الألف بعدها، ثم أخبر أن الكوفيين خففوا الظاء، فالضمير في (وخففه) يعود على الظاء فتكون قراءة غيرهم بتشديد الظاء. فيتحصل من هذا كله: أن عاصما يقرأ بضم التاء وفتح الظاء مخففة وألف بعدها وكسر الهاء مخففة نحو تُقاتِلُونَ*، وأن ابن عامر يقرأ بفتح التاء والظاء مع تشديدها وإثبات ألف بعدها وبفتح الهاء وتخفيفها، وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والظاء وتخفيفها وإثبات ألف بعدها مع فتح الهاء وتخفيفها، بوزن تناصرون. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير بفتح التاء والظاء والهاء وتشديدهما من غير ألف بعد الظاء. وقوله: (وفي قد سمع كما هنا معناه): أن الموضعين في قد سمع وهما: الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ، وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ مذاهب القراء فيهما كمذاهبهم في هذه السورة، إلا أن الظاء في هذين الموضعين لا يخففها إلا عاصم، فحينئذ يكون في كل موضع من هذين الموضعين ثلاث قراءات: الأولى: قراءة عاصم وهي بضم الياء وفتح الظاء مخففة وألف بعدها وكسر الهاء مخففة، الثانية: قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وهي بفتح الياء والظاء وتشديدها، وألف بعدها وفتح
[الوافي في شرح الشاطبية: 343]
الهاء وتخفيفها، والثالثة: قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وهي بفتح الياء والظاء والهاء وتشديدهما من غير ألف بعد الظاء. ويؤخذ من هذا: عدم وجود قراءة بفتح الياء والظاء والهاء وتخفيفهما وألف بعد الظاء في سورة المجادلة). [الوافي في شرح الشاطبية: 344]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُظَاهِرُونَ فَقَرَأَ عَاصِمٌ بِضَمِّ التَّاءِ وَتَخْفِيفِ الظَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا وَكَسْرِ الْهَاءِ مَعَ تَخْفِيفِهَا، وَكَذَلِكَ قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، إِلَّا أَنَّهُمْ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْهَاءِ. وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِتَشْدِيدِ الظَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُمْ بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ مَفْتُوحَةً مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ قَبِلَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/347]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي اللَّائِي مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/347]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم {تظاهرون} [4] بضم التاء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء مخففة، وكذلك حمزة والكسائي وخلف ولكنهم بفتح التاء والهاء، وابن عامر كذلك إلا أنه بتشديد الظاء، والباقون كذلك لكنهم بتشديد الهاء من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 644]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({اللائي} [4] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 644]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (852- .... .... .... .... .... = تظّاهرون الضّمّ والكسر نوى
853 - وخفّف الها كنز والظّاء كفى = واقصر سما .... .... ). [طيبة النشر: 91]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تظاهرون) أي قرأ عاصم اللائي «تظاهرون» بضم التاء وكسر الهاء مضارع ظاهر مثل قائل، وعلى قراءة ابن عامر «تظّاهرون» مثل تثاقلون، وعلى قراءة حمزة والكسائي وخلف مثله إلا أنهم خففوا الظاء وو خفف الهاء مدلول كنز والظاء مدلول كفى كما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بتشديد الهاء من غير ألف، وهم أهل سما، والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 296]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو نون (نوى) عاصم: تظهرون منهنّ [4] بضم الأول وكسر الهاء. وخفّفها، وأثبت ألفا بعد الظاء (كنز) [الكوفيون وابن عامر، وهو مراده بقوله: (وخفف الهاء [كنز] )؛ لأنه] لا يمكن إلا بوجود الألف.
وخفف (الظاء) مدلول (كفى) الكوفيون؛ فصار: (سما) بفتح الأول والهاء وتشديدها هي والظاء بلا ألف مضارع «تظهّر»، وأصله: تتظهرون، فأدغم.
وابن عامر بتشديد الظاء وتخفيف الهاء وألف بينهما مضارع «تظاهر»، وأصله: تتظاهرون، أدغمت التاء في الظاء للتقارب.
وعاصم بضم الأول وكسر الهاء [وتخفيفها مع الظاء وألف بينهما] مضارع «ظاهر» وحمزة، والكسائي، وخلف بالفتحتين والألف [وتخفيف الهاء والظاء]، وهو كالذي قبله لكن حذف إحدى التاءين كما تقدم، وسيأتي موضعا المجادلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/508]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الّئي هنا [4] وفي المجادلة [2] والطلاق [4] في باب الهمز المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/509]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اللائي" [الآية: 9] هنا [والمجادلة الآية: 2] وموضعي الطلاق [الآية: 4] ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة بوزن القاضي على الأصل، والباقون بحذفها، واختلف الحاذقون في الهمزة فحققها منهم قالون وقنبل ويعقوب وسهلها بين بين ورش من طريقيه وأبو جعفر،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/369]
واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره، وقطع لهما بالإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره، وفاقا لسائر المغاربة فيجتمع ساكنان فيشبع المد، والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية كجامع البيان، وكل من سهل الهمزة إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره، لتعذر الوقف على المسهلة فإن وقف بالروم فكالوصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/370]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَظَاهَرُون" [الآية: 4] هنا وموضع [المجادلة الآية: 2] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بفتح التاء والهاء وتشديدها مع تشديد الظاء بلا ألف هنا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر بفتح التاء والهاء وتشديد الظاء وبعده ألف، وقرأ عاصم بضم التاء وفتح الظاء وألف بعدها وكسر الهاء مخففة بوزن تقاتلون، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح التاء وتخفيف الظاء بعدها ألف مع فتح الهاء مخففة وافقهم الأعمش، وعن الحسن ضم التاء وفتح الظاء مخففة وتشديد الهاء مكسورة بلا ألف، وأما موضع المجادلة فعاصم كقراءته هنا، وافقه الحسن، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح الياء وتشديد الظاء، وألف بعدها وفتح الهاء مخففة كقراء ابن عامر هنا، والباقون كذلك لكن بتشديد الهاء بلا ألف كقراءتهم هنا، أما وجه قراءة عاصم فجعله مضارع ظاهر، وأما الفتح والتشديد مع الألف فمضارع تظاهر، والأصل تتظاهرون أدغمت التاء في الظاء، ومن خفف حذف إحدى التاءين، وأما التشديد مع حذف الألف فمضارع تظهر، وأصله تتظهر فأدغم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ما جعل الله لرجل من قلبين...}
{إلى} [4] قرأ قالون وقنبل بهمزة مكسورة من غير ياء بعدها وصلاً، فإذا وقفا فلهما ما في الوقف على نحو {السمآء} [البقرة: 19] المجرور من السكون والروم، مع جواز تطويل المد مع السكون.
وورش والبزي والبصري بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر وصلاً، وعن البزي والبصري أيضًا إبدالهما ياء ساكنة مع المد الطويل، لالتقاء الساكنين.
قال البصري: «هي لغة قريش» فإن وقفوا فهذا الوجه فقط، ولا يجوز لهم تسهيل ولا توسط ولا قصر.
والشامي والكوفيون بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة، كالقاضي والرامي، وهم على أصولهم في المد.
فإن وقفوا فلحمزة التسهيل مع المد والقصر، لأنها همزة متوسطة لوجود الياء بعدها، والباقون بالتحقيق). [غيث النفع: 1001]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تظهرون} قرأ عاصم بضم التاء، وتخفيف الظاء، وألف بعدها، وكسر الهاء وتخفيفها، والأخوان بفتح التاء والهاء، وتخفيف الظاء، وألف بعدها، والشامي كذلك، إلا أنه يشدد الطاء، والحرميان والبصري كذلك، إلا أنهم يحذفون الألف، ويشددون الهاء، فذلك أربع قراءات). [غيث النفع: 1001]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)}
{اللَّائِي}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وطلحة والأعمش (اللائي) ممدودة مهموزة مشبعة، بعد الهمزة ياء حيث كان.
- وقرأ قالون وسهل ونافع وابن مجاهد عن قنبل والقواس عن ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (اللاء) ممدودة مهموزة مختلسة، وليس بعد الهمزة ياء.
قال الأصبهاني: (وذكر بعضهم لابن كثير مثل ذلك [اللاء] والصحيح عنه عندي ما ذكرته (اللاي)، وبه قرأت).
- وقرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو وورش عن نافع والبزي وإسماعيل وابن جبير (اللاي) بغير مد ولا همز، وبالياء الساكنة في آخره، قال أبو حيان: (بياء ساكنة بدل الهمزة، وهو بدل مسموع لا مقيس، وهي لغة قريش).
- وقرأ أبو عمرو والبزي (اللاي) بالياء الساكنة في الوقف والوصل.
- وقرأ بتسهيل الهمزة بين بين ورش والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر ونافع.
[معجم القراءات: 7/245]
- وقرأ حمزة بتسهيل الهمزة بين بين في الوقف مع المد والقصر.
- وذكروا عن ورش أنه قرأ بكسر الياء كسرة خفيفة، كذا جاء في التبصرة، وفي العنوان: (وقرأ ورش بشبه المكسورة) أي شبه الياء المكسورة، ومثل هذا عند ابن عطية.
{تُظَاهِرُونَ}
- قرأ عاصم وأبو جعفر والحسن وقتادة (تظاهرون) بالتاء المضمومة للخطاب، وهو مضارع (ظاهر).
وذكر الفراء أنها قراءة يحيى بن وثاب وليس هذا بالصواب، فهي ليست قراءته، وستأتي صورة ما قرأ بعد قليل.
قال ابن عطية: (وأنكرها -أي هذه القراءة- أبو عمرو، وقال: إنما هذه في المعاونة) قال ابن عطية: (وليس بمنكر ولفظة ظهار تقتضيه).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر عن عاصم والأعمش (تظاهرون) بفتح التاء وتخفيف الظاء بعدها ألف، مع فتح الهاء مخففة، والأصل تتظاهرون: بتاءين، وقد حذف التاء الثانية.
قال في البيان: (وكان حذف الثانية أولى من الأولى لأن التكرار
[معجم القراءات: 7/246]
بها حصل، والاستثقال بها وقع، فكانت أولى بالحذف).
وذكر غيره حذف إحدى التاءين ولم يخصص واحدة منهما.
قال الفراء: (وقرأ بعضهم...، وهو وجه جيد لا أعرف إسناده).
- وقرأ ابن عامر (تظاهرون بفتح التاء وتشديد الظاء وألف بعدها، وفتح الهاء مخففة، وهو مضارع (تظاهر)، والأصل: تتظاهرون، بتاءين، فسكنت التاء الثانية، وقلبت ظاءً، وأدغمت في الظاء.
قال الأنباري: (وكان تغيير الثانية بالإدغام أولى من الأولى لما ذكرنا أن التكرار بها حصل، فكان تغييرها أولى من الأولى).
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (تظهرون) بفتح التاء والهاء، وتشديد الظاء والهاء، وبدون ألف، وهو مضارع (تظهر)، وأصله تتظهر فأدغم، ذلك بإسكان التاء الثانية وقلبها ظاءً وإدغامها بالظاء بعدها.
- وقرأ ابن وثاب (يظهرون) بضم الياء وكسر الهاء وسكون الظاء، وهو مضارع (أظهر)، وجاءت في المحرر بالتاء.
[معجم القراءات: 7/247]
وحكى الرازي أن قراءته بتخفيف الظاء وشد الهاء وتخفيف الظاء كان بسبب حذف تاء المطاوعة، فتكون صورة القراءة عنده (تظهرون).
- وقرأ الحسن (تظهرون) بضم التاء وتخفيف الظاء وشد الهاء مضارع (ظهر).
وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن الحسن بالضبط نفسه غير أن أول الفعل عنده بالياء التحتية (يظهرون).
- وقرأ هارون والأزرق كلاهما عن أبي عمرو (تظهرون) بفتح التاء والهاء وسكون الظاء مضارع (ظهر).
والذي وجدته عن ابن خالويه في مختصره أن هذه القراءة بالياء من تحت (يظهرون) كذا! ومثل هذا بالياء عند الصفراوي.
- وجاء في مصحف أبي بن كعب (تتظهرون) بتاءين.
{أَدْعِيَاءَكُمْ- أَبْنَاءَكُمْ}
- سهل الهمزة حمزة وقفًا مع المد والقصر.
{بِأَفْوَاهِكُمْ}
- أبدل حمزة الهمزة ياء خالصة مفتوحة.
- وحققها وقفًا.
[معجم القراءات: 7/248]
{وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}
{وَهُوَ}
- ذكر ابن خالويه أن قراءة قتادة (وهو) بسكون الهاء.
وتقدم هذا مرارًا، وذكرت أنها قراءة أبي عمرو والكسائي وأبي جعفر وقالون، وأن قراءة الجماعة (وهو) بضم الهاء، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{يَهْدِي}
- قراءة الجماعة (يهدي) بالتخفيف مضارع (هدى).
- وقرأ قتادة (يهدي) بضم الياء وفتح الهاء وشد الدال.
- وقرئ (يهدى) بضم الياء وفتح الدال على ما لم يسم فاعله، والضمير للإنسان المهدي.
- وذكر الزمخشري أن قراءة قتادة (وهو الذي يهدي) بزيادة (الذي) على نص الآية، ولم يذكر ضبط الفعل بعده، فتركته على قراءة العامة). [معجم القراءات: 7/249]

قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أخطأتم} [5] إبداله لسوسي بين). [غيث النفع: 1001]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)}
{أَخْطَأْتُمْ}
- قرأ أبو عمرو وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني واليزيدي (أخطاتم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 7/249]
- وقراءة الجماعة بالهمز (أخطأتم) ). [معجم القراءات: 7/250]

قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ نافع "النبيء أولى" [الآية: 6] بتحقيق همزة النبيء وإبدال همزة أولى واوا مفتوحة، وقلله الأزرق بخلفه، وأماله حمزة والكسائي وخلف،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/370]
ويوقف عليه لحمزة بوجهين: التحقيق والإبدال واوا مفتوحة لكونه متوسطا بغير المنفصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/371]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وذكر همز "النبيء" لنافع قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/372]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيء أولى} [6] قرأ نافع بالهمز، وعليه فيجتمع همزتان، الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، فتبدل في الوصل واوًا، والباقون بياء مشددة موضع الأولى، فالثانية عندهم محققة بلا خلاف). [غيث النفع: 1001]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}
{النَّبِيُّ أَوْلَى}
- قرأ نافع (النبيء وولى) بتحقيق الهمزة في (النبي) وإبدال الهمزة في (أولى) واوًا مفتوحة.
- ووقف حمزة بوجهين:
1- التحقيق: النبي أولى.
2- الإبدال واوًا مفتوحة (النبي وولى).
- وقراءة الجماعة (النبي أولى).
{أَوْلَى ... أَوْلَى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{بِالْمُؤْمِنِينَ ... مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت قراءة أبي جعفر ومن معه (المومنين) بالواو من غير همز، وانظر الآية/99 من سورة يونس.
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
- في مصحف أبي بن كعب، وقراءة عبد الله بن مسعود وابن
[معجم القراءات: 7/250]
عباس (... وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) يعني في الدين.
- وجاءت القراءة عند ابن خالويه: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم) ولم أجد عنده في نص هذه القراءة (وأزواجه أمهاتهم).
قال الزجاج: (ولا يجوز أن تقرأ بها؛ لأنها ليست في المصحف المجمع عليه، أراد قوله: (وهو أب لهم).
وقال ابن عطية: (وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما:
... من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم.
وسمع عمر رضي الله عنه هذه القراءة فأنكرها، فقيل له: إنها في مصحف أبي، فسأله فقررها أبي، وأغلظ لعمر).
- وقال الألوسي: (أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أنه قال: كان في الحرف الأول:
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبوهم).
{أُمَّهَاتُهُمْ}
- قرئ (أمهاته) بغير ميم، فقد أفرد الضمير لأنه ذهب به مذهب الجنس كقوله تعالى: (كمثل الذي استوقد نارًا) أراد الذين، وتقول العرب: هذا أجمل الناس وأحسنه.
[معجم القراءات: 7/251]
- وقراءة الجماعة (أمهاتهم) بضمير الجميع.
{كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
- قراءة الجماعة: (كان ذلك في الكتاب مسطورًا).
- فال قتادة: وفي بعض القراءة: (كان ذلك عند الله مكتوبًا) ). [معجم القراءات: 7/252]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس