عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 03:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (4) إلى الآية (8) ]
{ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) }

قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)}
{إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}
- تقدم حكم الهمزتين في (إسرائيل) في الآية الثانية من هذه السورة.
{فِي الْكِتَابِ}
- قراءة الجمهور (في الكتاب) مفردًا.
وهو يحتمل أن يراد به الجنس، قال أبو حيان: (والظاهر أن يراد التوراة).
- وقرأ أبو العالية وسعيد بن جبير (في الكتب) على الجمع.
قال القرطبي: (وقد يرد لفظ الواحد ويكون معناه الجمع، فتكون القراءتان بمعنى واحد).
{لَتُفْسِدُنَّ}
- قراءة الجماعة (لتفسدن)، من (أفسد) الرباعي، أي تفسدون غيركم، والمفعول محذوف، أي الأديان أو الخلق.
[معجم القراءات: 5/9]
- وقرأ عيسى الثقفي وأبو البرهسم (ليفسدن) بالياء من أفسد.
- وقرأ ابن عباس ونصر بن عاصم وجابر عن يزيد (لتفسدون) بضم التاء وفتح السين مبنيًا للمفعول، أي يفسدكم غيركم.
وجاءت قراءة ابن عباس عند ابن خالويه في مختصره بالنون (لنفسدن)، كذا! ولعله تصحيف.
- وقرأ عيسى الثقفي (ليفسدن) بالياء على ما لم يسم فاعله.
- وقرأ ابن عباس ونصر بن عاصم وجابر عن زيد (ليفسدن) بضم السين.
- وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (لتفسدن) بفتح التاء وضم السين، والدال، أي فسدتم أنفسكم بارتكاب المعاصي.
قال ابن جني بعد ذكر قراءتي ابن عباس وعيسى بن عمر: (إحدى هاتين القراءتين شاهدة للأخرى، لأنهم إذا أفسدوا فقد فسدوا).
وقال القرطبي: (والمعنى في القراءتين قريب، لأنهم إذا أفسدوا فسدوا).
{وَلَتَعْلُنَّ}
- جاء في إعراب النحاس:
(وروي عن ابن عباس وجابر عن زيد ونصر بن عاصم (لتفسدن) على ما لم يسم فاعله (ولتعلن) أي ولتعظمن، وحذفت الواو لالتقاء
[معجم القراءات: 5/10]
الساكنين؛ ولأن قبلها ما يدل عليها).
قلت: أما قراءة (لتفسدن) فالقول مقطوع بصحتها من حيث الرواية والضبط على ما تقدم.
وأما (لتعلن) فأنا أشك أن يكون أبو جعفر النحاس قد أراد هذا الضبط، ويغلب على ظني أن المحقق قد أخطأ في ضبط القراءة، وأن المصنف انتهى حديثه عن (لتفسدن) بقوله: (على ما لم يسم فاعله) ثم انتقل إلى تفسير قوله تعالى. (لتعلن) فقال: (أي: ولتعظمن) فتوهم المحقق أن الفعل الثاني مبني لما لم يسم فاعله أيضًا، فضبط الفعل على هذا!.
وقد أثبت هذه القراءة هنا مع هذا الذي ذكرته حتى أتبين فيها وجه الحق، فإن أيد هذا المرجع مرجع آخر أو أكثر أثبتها على وجه اليقين، وإلا أسقطتها.
ومن ثم فمن اهتدى إلى الصواب فلا يكتمن عني وعن القراء ما عنده من العلم، وله من الله حسن الأجر والثواب.
- وقرأ ابن عباس ونصر بن عاصم وجابر عن زيد (ليعلن) بالياء مثل (ليفسدن).
{عُلُوًّا}
- قراءة الجماعة (علوًا)، وهو مصدر (علا).
- وقرأ زيد بن علي (عليًا) بكير اللام، وياء مشددة.
{كَبِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها في الوصل.
- وقرأ بالترقيق في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالتفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 5/11]

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" عبيدًا لنا " بدل (عِبَادًا) جرير عن الحسن، (فَجَاسُوا) بالحاء طَلْحَة الباقون بالجيم، وهو الاختيار لموافقة المصحف، (خِلَالَ الدِّيَارِ) بغير ألف الحسن والزَّعْفَرَانِيّ، والباقون بألف، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 586]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أولاهما" حمزة والكسائي وخلف، وقللها أبو عمرو والأزرق بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/193]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "عبيدا لنا" على وزن فعيلا، والجمهور عبادا على وزن فعال، وعنه أيضا "خلل الديار" بفتح الخاء بلا ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/193] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أولاهما} [5] لا تغفل عما تقدم في مثله لورش، وقلنا:
وإن نحو موسى جاء مع باب آمنوا = فوجها كموسى مع طويل به تجري
ويأتي مع التقليل فيه توسط = ومع قصره فتح كذا قال من يدري). [غيث النفع: 800]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأس} [5] و{أسأتم} [7] إبدالهما لسوسي دون ورش لا يخفى). [غيث النفع: 800] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5)}
{جَاءَ}
- أماله حمزة وخلف وابن ذكوان.
- وبالفتح والإمالة هشام.
- والباقون على الفتح.
- وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{أُولَاهُمَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ أبو عمرو والأزرق وورش.
- وقرأ الباقون بالفتح.
{عِبَادًا}
- وقرأ الجمهور (عبادًا)، جمع عبد.
- وقرأ الحسن وزيد بن علي وعلي بن أبي طالب (عبيدًا) جمع عبد أيضًا.
قال ابن جني: (أكثر اللغة أن تستعمل العبيد للناس والعباد لله).
وذكر مثل هذا الزمخشري.
وقال العكبري: (عبادًا لنا: بالألف، وهو المشهور، ويقرأ: عبيدًا، وهو جمع قليل، لم يأتِ منه إلا ألفاظ يسيرة).
{بَأْسٍ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي (باسٍ) بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 5/12]
- وقراءة الجماعة بالهمز في الحالين (بأس).
{فَجَاسُوا}
- قراءة الجمهور (فجاسوا) بالجيم.
- وقرأ أبو السمال وطلحة وابن عباس، وأبو زيد عن أبي السرار الغنوي (فحاسوا) بالحاء المهملة.
والحوس والجوس في القراءتين بمعنى واحد، وهو الطواف بالليل، وقال البيضاوي: (هما أخوان).
وقال ابن جني: (قال أبو زيد، أو غيره: قلت له [أي لأبي السمال]: إنما هو (فجاسوا)، فقال: حاسوا وجاسوا واحد). [قال ابن جني]: (وهذا يدل على أن بعض القراءة يتخير بلا رواية، ولذلك نظائر).
وتجد مثل هذا عند ابن عطية، وزاد: (ولهذا لا تجوز الصلاة بقراءته وقراءة نظرائه).
- وقرئ (فتجوسوا) بالجيم، على وزن تكسروا.
- وذكر الشهاب الخفاجي أنه قرئ (فتحوسوا) كذا جاءت عند بالحاء المهملة قال: (تحوسوا بزنة تكسروا)، ولعله تصحيف عن القراءة التي سبقتها.
- وقرئ (فجوسوا) بالجيم من غير تاء.
[معجم القراءات: 5/13]
ذكر هذا الزمخشري وابن خالويه، وزاد الثاني أنه جاء كذلك في بعض المصاحف.
- وذكر ابن خالويه أن أبا السمال قرأ (فحاشوا) بالحاء المهملة والشين، ولم يذكر أن أبا السمال قرأ (فحاشوا) بالحاء المهملة والشين، ولم يذكر هذا غيره. ولعل القراءة محرفة، وأن صوا بها بالحاء والسين المهملتين كالقراءة الثانية مما تقدم.
- وذكر ابن الأنباري أنه قرئ (وداسو) بالدال.
ولم أجد مثل هذا عند غيره من العلماء، وإنما ذكروه في معرض بيانهم معنى جاسوا وحاسوا.
قال ابن الأنباري في البيان:
(وقرئ: حاسوا، بالحاء، وجاسوا، وداسوا، وجاسوا وداسوا بمعنى واحد).
وقال القرطبي:
(ومعنى (جاسوا): عاثوا وقتلوا، وكذا حاسوا وهاسوا وداسوا، قاله ابن عزيز، وهو قول القتيبي).
وقال الأصبهاني: (قال تعالى: فجاسوا خلال الديار) أي توسطوها وترددوا بينها ويقارب ذلك حاسوا وداسوا).
{خِلَالَ}
- قراءة الجماعة (خلال) وهو جمع خلل مثل جبل وجبال، ويجوز أن يكون (خلال) واحدًا كالخلل، وهو وسط الديار وما بينهما.
[معجم القراءات: 5/14]
- وقرأ أبو رزين والحسن، وابن جبير وأبو المتوكل (خلل) بفتح الخاء بلا ألف مثل جبل، وهو مفرد.
وفي مختصر ابن خالويه: (جلل الديار) الحسن).
كذا جاءت القراءة بالجيم المعجمة، ولعله تحريف عن (خلل) بالخاء، وهي قراءة الحسن.
{الدِّيَارِ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/15]

قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت فيه قراءتان بضم الهاء وكسرها، وانظر هذا في الآية/7 من سورة الفاتحة.
{بِأَمْوَالٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{نَفِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها في الوصل.
- وقرأ بالترقيق في الوقف.
- وقراءة الباقين بالتفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 5/15]

قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {ليسوؤوا وُجُوهكُم} 7
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص عَن عَاصِم (ليسئوا) بِالْيَاءِ جماع بِهَمْزَة بَين واوين
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة (ليسوء) على وَاحِد بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ الكسائي (لنسوء) بالنُّون). [السبعة في القراءات: 378]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لسوء} بفتح الهمزة شامي، كوفي - غير حفص - الكسائي بالنون). [الغاية في القراءات العشر: 299 - 300]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أسأتم) [7]: بلا همز أبو عمرو، ويزيد، والأعشى، والأسدي.
(لنسوأ) [7]: بالنون، [وفتح الهمزة] علي. بالياء، وضم الهمزة حجازي، بصري، وقاسم، وحفص، والمفضل. باختلاس الضمة قنبل طريق ابن الصلت). [المنتهى: 2/791]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة وابن عامر (ليسوء) بالياء وفتح الهمزة، ومثلهم الكسائي غير أنه قرأ بالنون، وقرأ الباقون بالياء وضم الهمزة وبعدها واو للجمع). [التبصرة: 254]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابن عامر، وحمزة: {ليسوء وجوهكم} (7): بالياء، ونصب الهمزة، على التوحيد.
والكسائي: بالنون، ونصب الهمزة، على الجمع.
والباقون: بالياء، وهمزة مضمومة بين واوين، على الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 341]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وابن عامر وحمزة وخلف: (ليسوء وجوهكم) بالياء ونصب الهمزة على التّوحيد. والكسائيّ بالنّون ونصب الهمزة على الجميع، والباقون بالياء وهمزة مضمومة بين واوين على الجمع). [تحبير التيسير: 435]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([7]- {لِيَسُوءُوا} بالياء ونصب الهمزة: أبو بكر وابن عامر وحمزة.
بالنون ونصب الهمزة: الكسائي.
بالياء وضم الهمزة: الباقون). [الإقناع: 2/685]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (816- .... .... .... لِيَسُوءَ نُو = نُ رَاوٍ وَضَمُّ الْهَمْزِ وَالْمَدِّ عُدِّلاَ
817 سَمَا .... .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 65]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([816] ويتخذوا غيبٌ (حـ)ـلا ليسوء نو = ن (ر)او وضم الهمز والمد (عـ)ـدلا
...
ولنسوء بالنون: يقول الله لهم ذلك عن نفسه تعالى وعظم.
ويبقى الباقون على الياء، فقرأ بضم الهمز والمد (عدلا سما)، في أول البيت الذي يليه.
ومعناه، ليسوء أولوا البأس وجوهم؛ وعطف عليه {وليدخلوا}.
ويبقى ابن عامر وأبو بكر وحمزة على: ليسوأ، أي ليسوأ الوعد، أو الله تعالى). [فتح الوصيد: 2/1054]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([816] ويتخذوا غيبٌ حلا ليسوء نو = ن راوٍ وضم الهمز والمد عدلا
[817] سما ويلقاه يضم مشددًّا = كفى يبلغن امدده واكسر شمردلا
ب: (الشمردل): الخفيف.
ح: (يتخذوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبر، أي: ذو غيب، (حلا): نعته، (ليسوء) مبتدأ، (نون راوٍ): خبر، أي: ذو نون، ألف (عدلا): للتثنية عائد إلى (الضم والمد)، (سما): جملة مستأنفة، والضمير: لـ (يسوء)، (يلقاه): مبتدأ، (يضم): خبر، (مشددًا): حال، (كفى): استئناف، أو خبر بعد خبر، (يبلغن امدده): مبتدأ وخبر، أو (يبلغن): منصوب بفعل يفسره (امدده)، (شمردلا): حال من فاعل (اكسر).
ص: قرأ أبو عمرو: (ألا يتخذوا) [2] بالغيبة؛ لأن قبله: {هدًى لبني إسرائيل} [2]، والباقون بالخطاب على أنه حكاية ما في الكتاب، كما في البقرة: {لا تعبدون إلا الله} [83].
وقرأ الكسائي: (لنسوءا وجوهكم) [7] بالنون على إخبار الله تعالى
[كنز المعاني: 2/377]
عن نفسه بالتعظيم، والباقون: بالياء، لكن حفصًا ونافعًا وأبا عمرو وابن كثير قرءوا: بضم الهمز والمد بعده على وزن (يقولوا) برد ضمير الجمع إلى العباد في: {بعثنا عليكم عبادًا لنا} [5]، وقرأ الباقون منهم: بنصب الهمز من غير مد على أن الضمير للرب في: {عسى ربكم} [8]، أو لوعد في: {جاء وعدُ الآخرة} [7].
وقرأ ابن عامر: (كتابًا يُلقاه) [13] بضم الياء تشديد القاف مع فتح اللام على أنه فعل مجهول، من باب التفعيل، والباقون: بالفتح والتخفيف مع إسكان اللام على بناء الفاعل من الثلاثي، وهما لغتان.
ولم يقيد فتح اللام لوضوحه.
وقرأ حمزة والكسائي: (إما يبلغان) [23] بالمد بعد الغين وكسر النون على أن الألف ضمير التثنية، لتقدم ذكر الوالدين، و{أحدهما}: بلد، والباقون: بترك المد وفتح النون على أن فاعل
[كنز المعاني: 2/378]
الفعل {أحدهما}، وتشديد النون إجماع كما بين بقوله:
[818] وعن كلهم شدد وفا أف كلها = بفتحٍ دنا كفؤًا ونون على اعتلا). [كنز المعاني: 2/379] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} فقراءة الكسائي بالنون ظاهرة؛ لكثرة ما قبله من نونات العظمة، وقرأ غيره بالياء، فمن فتح الهمزة وقصره كما فعل الكسائي، فالفاعل هو الله تعالى كما قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} وبعده: {عَسَى رَبُّكُمْ}، أو يكون الفاعل الوعد أو البعث، وهذه قراءة ابن عامر وحمزة وأبي بكر وضم الهمز ومده حفص وهو المرموز
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/317]
في قوله: عدلا، والحرميان وأبو عمرو رمز لهم في البيت الآتي بقوله: سما فالضمير المرفوع في: "لِيَسُوءُوا" للعباد الين هم "أولوا بأس شديد"، واللام في: "لِيَسُوءُوا" على القراءات الثلاث متعلقة بفعل مضمر؛ أي: بعثناهم؛ ليقع ذلك، وقول الناظم: والمد بالرفع عطف على ضم الهمز). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/318]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (816 - .... .... .... ليسوء نو = ن راو وضمّ الهمز والمدّ عدّلا
817 - سما .... .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ الكسائي: لنسوء وجوهكم بالنون فتكون قراءة غيره بالياء. وقرأ أهل سما وحفص بضم الهمزة ومدها بواو ساكنة بعدها فتكون قراءة غيرهم بفتح الهمز وترك المد. فيتحصل: أن الكسائي يقرأ بالنون وفتح الهمزة وأن حفصا وأهل سما يقرءون بالياء وضم الهمزة ومدها وأن عامر وشعبة وحمزة يقرءون بالياء وفتح الهمزة). [الوافي في شرح الشاطبية: 307]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِالْيَاءِ وَنَصْبِ الْهَمْزَةِ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ، وَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِالنُّونِ وَنَصْبِ الْهَمْزَةِ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ وَضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَبَعْدَهَا وَاوُ الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/306]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة وخلف وأبو بكر {ليسوؤوا} [7] بالياء والنصب على لفظ الواحد، وكذا الكسائي لكن بالنون على الجمع من المتكلمين، والباقون بالياء وضم الهمزة وبعدها واو جمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 576]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (728- .... .... يسوء فاضمما = همزًا وأشبع عن سما النّون رمى). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يسوء فاضمما) أي قرأ حفص والمدنيان والبصريان وابن كثير «ليسئو وجوهكم» بضم الهمزة وإثبات واو بعدها، والباقون بفتحها مع حذف الواو، وقرأ الكسائي بالنون، والباقون بالياء، فالنون مع فتح الهمزة للكسائي والياء وهمزة مضمومة بعدها واو الجمع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
للمدنيين وابن كثير وأبي عمرو وحفص، والياء وفتح الهمزة لابن عامر وأبي بكر وحمزة وخلف؛ فوجه الياء والواو بعد الهمزة إسناده إلى ضمير العباد في قوله تعالى «عبادا لنا» ووجه النون إسناد إلى نون العظمة، ووجه قراءة الباقين ضمير الفاعل البادي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 263]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو عين (عن) حفص، و(سما) المدنيان والبصريان وابن كثير ليسؤا وجوهكم [الإسراء: 7] بضم الهمزة، وإثبات واو بعدها، والباقون بفتحها وحذف الواو.
وقرأ ذو راء (رمى) الكسائي بنون أوله.
والباقون بياء؛ فصار الكسائي بالنون وفتح الهمزة وقصرها، وحمزة وخلف وأبو بكر وابن عامر بالياء وفتح الهمزة وقصرها، والباقون بالياء وضم الهمزة ومدها.
وجه النون مع الفتح: إسناده إلى المعظم، مناسبة لـ بعثنا [الإسراء: 5] ولنا [الإسراء: 5] ورددنا [الإسراء: 6] ثم وأمددنكم [الإسراء: 6] ثم عدنا [الإسراء: 8] وو جعلنا [الإسراء: 8]- فالفاعل مستكن، والفعل نصب بعد لام «كي» أي: كي نسوء نحن.
ووجه الياء والواو: إسناده إلى ضمير عبادا [الإسراء: 5]، وهو الواو وضمت الهمزة؛ إتباعا؛ مناسبة لـ «بعثناهم» المقدر الذي [هو] جواب «إذا» ويتعلق اللام وليدخلوا [الإسراء: 7]، وليتبّروا [الإسراء: 7].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/418]
ووجه الياء والفتح: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى أو الوعد أو البعث). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/419]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ليسوؤا وجوهكم" [الآية: 7]. فقرأ الكسائي بنون العظمة وفتح الهمزة، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد لام كي،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/193]
وقرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة وخلف بالياء وفتح الهمزة والفاعل هو الله، وافقهم الأعمش، والباقون بالياء وضم الهمزة وبعدها واو ضمير الجمع العائد على العباد أو النفير، وهو موافق لقوله تعالى: "وليدخلوا" إلخ، وقرأ "ويبشر" بفتح الياء وسكون الباء الموحدة وضم الشين مخففة حمزة والكسائي وسبق بآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 2/194]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأس} [5] و{أسأتم} [7] إبدالهما لسوسي دون ورش لا يخفى). [غيث النفع: 800] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليسئوا} قرأ علي بالنون ونصب الهمزة، والشامي وشعبة وحمزة بالياء ونصب الهمزة، والباقون بالياء وضم الهمزة، بعدها واو الجمع، وورش على أصله في الثلاثة، وهو مع {الأخرة} قبله من باب واحد، المد مع المد، والتوسط مع التوسط، والقصر مع القصر). [غيث النفع: 800]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)}
{لِأَنْفُسِكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{أَسَأْتُمْ}
- إبدال الهمزة ألفًا في الحالين أبو جعفر والسوسي والأصبهاني عن ورش والأعشى، وكذا أبو عمرو إذا أدرج في الصلاة. (أسأتم).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة (أسأتم) بالهمزة في الحالين.
{جَاءَ}
- تقدمت إمالته في الآية/5 من هذه السورة، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{الْآخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة، وهي: السكت، تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، ترقيق الراء الإمالة. فانظر هذا فيما تقدم.
{لِيَسُوءُوا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (ليسوءوا) بلام (كي) وياء الغيبة، وواو بعدها همزة، ثم بعدها ضمير الجمع الغائب العائد على العباد المبعوثين، وعلامة نصب الفعل
[معجم القراءات: 5/16]
هنا حذف النون من آخره.
- وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر عن عاصم وحماد وخلف والأعمش وابن وثاب، وهي كذلك في مصحف أنس، (ليسوء) بالياء، وهمزة مفتوحة، على الإفراد، والفاعل المضمر عائد على الله تعالى، أو على الوعد، أو على البعث، وهو التفات عن التكلم إلى الغيبة، واللام في أول الفعل هي لام (كي).
- وقرأ علي بن أبي طالب وزيد بن علي والكسائي (لنسوء) بنون العظمة، وفيها ضمير الله تعالى، وهو فعل مضارع مسند إلى المتكلم المعظم نفسه، لمناسبة قوله تعالى: (بعثنا عليكم عبادًا لنا).
والفعل منصوب بـ(أن) المضمرة بعد لام (كي).
[معجم القراءات: 5/17]
- وقرأ أبي بن كعب (لنسوءن) بلام الأمر، والنون التي للعظمة، ونون التوكيد الخفيفة بعد لام الأمر.
- وعن أبي بن كعب وجعفر بن محمد (ليسوءن) بالياء والنون الخفيفة، وذكر ابن خالويه أن اللام لام التأكيد.
- وقرأ ابن شنبوذ عن قنبل عن ابن كثير (ليسو وجوهكم) بالياء وضم الواو واختلاس ضمة الواو من غير همز.
- وقرأ الزينبي عن القواس عن ابن كثير من طريق الطرسوسي (ليسو وجوهكم) بضم الواو وتشديدها من غير همز.
- وقرأ أبي بن كعب (لنسوءن) بلام مفتوحة، وهي لام القسم، وبعد الهمزة نون خفيفة، والوقف عليها بالألف (لنسوءا).
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبي بن كعب (لنسوءن) باللام المفتوحة، وهي لام القسم، بعدها نون، ثم في آخره نون التوكيد الثقيلة.
- وعن علي بن أب طالب وأبي (ليسوءن) بالياء ونون التوكيد الشديدة ولام القسم.
[معجم القراءات: 5/18]
- وفي مصحف أبي بن كعب (ليسيء) بياء مضمومة وكسر السين وياء بعدها ثم همزة مفتوحة، من غير واو، أي: ليقبح وجوهكم.
- وعن الكسائي أنه قرا (لنسو وجوهكم) بالنون وفتح الواو، كما يقال لن ندعو، والفتحة علامة النصب.
- وفي مصحف أنس (ليسوء...).
وأما في الهمزة فلهم ما يلي:
- وقرأ الأزرق وورش بتثليث البدل.
- وقرأ حمزة في الوقف وكذا هشام بخلاف عنه بالنقل، والإدغام مع السكون المخص.
قال النشار في المكرر:
(إذا وقف حمزة على (ليسوءوا) سكن الهمزة، وأبدلها واوًا، فتجتمع واوان، فتحذف الأولى، وله أيضًا إبقاؤهما وإدغامها في الواو بعدها، لأصالة الواو).
{وُجُوهَكُمْ}
- قراءة الجماعة على الجمع (وجوهكم).
- وفي مصحف أنس (وجهكم) مفردًا وبذلك تكون قراءته (ليسوء وجهكم).
{لِيُتَبِّرُوا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 5/19]
{تَتْبِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 5/20]

قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)}
{عَسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
وتقدمت هذه الإمالة مرارًا، وانظر الآية/84 من سورة النساء، والآية/129 من سورة الأعراف.
{لِلْكَافِرِينَ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري، ورويس عن يعقوب، واليزيدي.
- وورش والأزرق بالقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم مثل هذا مرارًا انظر الآيات/19، 34، 89، من سورة البقرة.
{حَصِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش في الوقف.
- والترقيق والتفخيم عنهما في الوصل.
- والجماعة على التفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 5/20]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس