عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 28) إلى الآية ( 31) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ قَرَارٍ وَالْبَوَارِ وَالْقَهَّارُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({من قرارٍ} [26]، {البوار} [28]، و{القهار} [48] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "البوار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وحمزة من روايتيه كما في الشاطبية وعليه المغاربة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/168]
جميعا، والفتح له رواية العراقيين قاطبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف على "نعمت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}
{يَشَاءُ أَلَمْ }
في حالة وصل آخر الآية السابقة بأول هذه الآية يجتمع هنا همزتان مختلفتا الحركة:
الأولى: من (يشاء) وهي مضمومة.
والثانية: من «ألم» وهي مفتوحة، وفيهما ما يلي:
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوًا مفتوحة (يشاء ولم).
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيقهما (يشاء ألم).
ولا خلاف بين القراء في تحقيق الهمزة الأولى.
{نِعْمَةَ اللَّهِ}
وقف على {نعمت} ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي والحسن وابن محيصن (نعمه) بالهاء، وهي لغة قريش.
ووقف نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بالتاء {نعمت}، وهو الموافق للرسم، وهي لغة طي.
وأمال الكسائي الهاء في الوقف (نعمه).
[معجم القراءات: 4/486]
{الْبَوَارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني.
وقراءة الأزرق وورش بين بين.
وعن حمزة وجهان:
أ- الفتح كالجماعة من رواية العراقيين قاطبة.
ب. الإمالة المحضة، ذكره أبو معشر الطبري، وأبو علي العطار عن أصحابه عن ابن مقسم عن إدريس.
وقراءة الجماعة بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/487]

قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا)، رفع ابن أبي عبلة، الباقون نصب، وهو الاختيار؛ لأنها بدل من الدار). [الكامل في القراءات العشر: 580]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألم تر إلى الذين بدلوا}
{وبئس} [29] إبدال همزه لورش وسوسي لا يخفى).[غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
{جَهَنَّمَ}
قراءة الجماعة {جهنم} بالنصب، وهو بدل من {دار البوار} في الآية السابقة، أو عطف بيان، فلا يجوز على هذا الوقف على {دار البوار}، وقيل هو منصوب على الاشتغال أي: يصلون جهنم يصلونها...، أو على تقدير: يدخلون جهنم.
وقرأ ابن أبي عبلة (جهنم) بالرفع، ويكون على هذا خبر مبتدأ محذوف: أي: هي جهنم.
قال القرطبي:
«بين أن دار البوار هي جهنم، كما قال ابن زيد، وعلى هذا لا يجوز الوقف على «دار البوار»؛ لأن جهنم منصوبة على الترجمة عن دار البوار، فلو رفعها رافع بإضمار على معني: هي جهنم، أو
[معجم القراءات: 4/487]
بما عاد من الضمير {يصلونها} لحسن الوقف على {دار البوار} وبعد نقل هذا النص عن القرطبي، وقعت عليه في كتاب «إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل» لأبي بكر بن بشار الأنباري، ووجدت مثل هذا عند الفراء أيضًا. وكان على القرطبي أن يذكر الفضل لأهله.
{يَصْلَوْنَهَا}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
وقراءة الجماعة بالترقيق.
{وَبِئْسَ الْقَرَارُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل (وبيس القرار).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على القراءة بالهمز {وبئس القرار} ).[معجم القراءات: 4/488]

قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {ليضلوا} (30)، و: {ليضل}: في الحج (9)، ولقمان (6)، والزمر (8): بفتح الياء في الأربعة.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (ليضلوا) هنا (وليضل) في الحج ولقمان والزمر بفتح الياء في الأربعة، وافقهما رويس [هنا وفي الحج والزمر]، والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 425]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (800 - وَضُمَّ كِفَا حِصْنٍ يَضِلُّوا يَضِلَّ عَنْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([800] وضم (كـ)فا (حصن) يضلوا يضل عن = وأفئدة باليا بخلف (لـ)ـه ولا
{وجعلوا لله أندادًا ليضلوا عن سبيله}، وفي الحج: {ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله}، وفي لقمان: {من يشتري لهو الحديث ليضل}، وفي الزمر: {وجعل لله أندادًا ليضل عن سبيله}.
الضم فيهن والفتح، على: أضل وضل.
ووجه الفتح، أن الضلال مما كان حاصلًا عن اتخاذ الأنداد وعن الإعراض في قوله: {ثاني عطفه}، وعن اشتراء لهو الحديث، أشبه العرض الذي هو نتيجة الفعل في قولك: قمت لتكرمني.
والكفاء: النظير والمثل؛ أي: ضم مماثلا لحصن). [فتح الوصيد: 2/1041]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([800] وضم كفا حصنٍ يضلوا يضل عن = وأفئدةً باليا بخلفٍ له ولا
ب: (الكفى): الكفؤ، (الولا): النصر.
[كنز المعاني: 2/359]
ح: (ضم): أمر، (كفى): نصب على الحال، أضيفت إلى (حصن) قصرت ضرورة، (يضلوا) مفعول (ضم)، (يضل عن): عطف بحذف العاطف، أفئدةً: مبتدأ، (باليا): حال، (له ولا): خبر ومبتدأ، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ ابن عامر والكوفيون ونافع: {ليضلوا عن سبيله} هنا [30]، و{ليضل عن سبيل الله} في الحج [9]، ولقمان [6]، و{ليضلوا عن سبيله} في الزمر [8] بضم الياء من الإضلال، والباقون: بفتحها من الضلال، وأشار إلى قوة قراءة الضم بقوله: (كُفى حصنٍ).
وقرأ هشام بخلاف عنه: (فاجعل أفئيدةً من الناس) [37] بياء بعد الهمزة بوزن: (أفعيلة)، نص على ذلك الحلوني، ووجهه: إشباع الكسر، وهو: أن يزيد في الحركة حتى يبلغ بها الحرف الذي أخذت منه، والباقون: بحذف
[كنز المعاني: 2/360]
الياء، نحو: (أعمدة)، و(أجربة)، وهو القياس). [كنز المعاني: 2/361] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (800- وَضُمَّ "كِـ"ـفَا "حِصْنٍ" يَضِلُّوا يَضِلَّ عَنْ،.. وَأَفْئِدَةً بِاليَا بِخُلْفٍ "لَـ"ـهُ وَلا
الكفا بكسر الكاف: النظير والمثل؛ أي: ضم مماثلا لحصن فهو في موضع نصب على الحال وهو ممدود قصره ضرورة كما قصر الهاء في قوله في البيت السابق: كـ "ها" وصل يريد ضموا الياء من: {لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} من: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} في الحج ولقمان، و{لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} في الزمر، ووجه القراءتين ظاهر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/299]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (800 - وضمّ كفا حصن يضلّوا يضلّ عن = وأفئيدة باليا بخلف له ولا
قرأ ابن عامر ونافع والكوفيون بضم الياء في: لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ هنا، ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ في الحج، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ
[الوافي في شرح الشاطبية: 302]
اللَّهِ في لقمان، وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ بالزمر، فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو بفتح الياء في الأربعة). [الوافي في شرح الشاطبية: 303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (139 - يَضِلُّ اضْمُمَنْ لُقْمَانَ حُزْ غَيْرُهَا يَدٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- يضل اضممًا لقمان (حـ)ـز غيرها (يـ)ـدٌ = و(فـ)ـز مصرخي افتح على كذا (حـ)ـلا
ش - أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب {ليضل عن سبيل الله} [6] في سورة لقمان بضم الياء من الإضلال كالآخرين فاتفقوا وقوله: غيرها يد أي روي المرموز له (بيا) يد وهو روح بضم الياء في غير لقمان وهو {ليضلوا عن سبيله} [30] هنا و{ليضل عن سبيل الله} [9] في الحج و{ليضل عن سبيله} [8] في الزمر وعلم من الوفاق لأبي جعفر وخلف، كذلك ولرويس في غير لقمان بالفتح من الضلال فتحصل مما ذكر أنروحًا يضم في الأربعة كأبي جعفر وخلف ورويس في لقمان فقط). [شرح الدرة المضيئة: 156]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ هُنَا وَفِي الْحَجِّ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فِي لُقْمَانَ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي الزُّمَرِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ (وَاخْتُلِفَ) عَنْ رُوَيْسٍ، فَرَوَى التَّمَّارُ مِنْ كُلِّ طُرُقِهِ إِلَّا طَرِيقَ أَبِي الطَّيِّبِ كَذَلِكَ هُنَا وَالْحَجِّ وَالزُّمَرِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ بِعَكْسِ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي لُقْمَانَ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي الزُّمَرِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ (وَاخْتُلِفَ) عَنْ رُوَيْسٍ، فَرَوَى التَّمَّارُ مِنْ كُلِّ طُرُقِهِ إِلَّا طَرِيقَ أَبِي الطَّيِّبِ كَذَلِكَ هُنَا وَالْحَجِّ وَالزُّمَرِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ بِعَكْسِ ذَلِكَ بِفَتْحٍ فِي لُقْمَانَ وَبِضَمٍّ فِي الْبَاقِي، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ فِيهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ليضلوا عن سبيله} [30]، وفي الحج [9] {ليضل عن سبيل الله}، وفي لقمان [6] {ليضل عن سبيل الله}، وفي الزمر [8] {ليضل عن سبيله} بفتح الياء في الأربعة، واختلف عن رويس، فروى التمار من غير طريق أبي الطيب كذلك هنا والحج والزمر، ومن طريق أبي الطيب بالعكس يفتح في لقمان ويضم في الباقي، والباقون بالضم في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (713- .... .... .... .... .... = يضلّ فتح الضّم كالحجّ الزّمر
714 - حبرٌ غنًا لقمان حبرٌ وأتى = عكس رويسٍ .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يضل) يريد قوله تعالى «ليضلوا عن سبيله» هنا «ليضل عن سبيل الله» في الحج «وجعل لله أندادا ليضل» بالزمر بفتح ضم الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس كما سيأتي في البيت على أنه مضارع فعل اللازم.
(حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى = عكس رويس واشبعن أفئدتا
أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح ضم «ليضل عن سبيل الله» في لقمان قوله: (وأتى عكس رويس) أي ورد عن رويس روايتان الأولى ما تقدم، والثانية عكس ذلك بفتح الياء في لقمان وبالضم في الثلاث، والباقون بضم الأربعة على أنه مضارع أضل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 258]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووافق رويس على الرفع في الابتداء خاصة، وإليه أشار بقوله:
ص:
والإبتدا (غ) ر خالق امدد واكسر = وارفع كفور كلّ والأرض اجرر
(شفا) ومصرخيّ كسر اليا (ف) خر = يضلّ فتح الضّمّ كالحجّ الزّمر
ش: أي: قرأ ذو غين (غر) رويس: الله الذي [إبراهيم: 2] برفع الهاء في (الابتداء) خاصة، وفي الوصل بجرها.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: ألم تر أن الله خالق السموات والأرض [إبراهيم: 19]، وخالق كل دابة في النور [الآية: 45] بألف بعد الخاء، وكسر اللام والرفع فيهما، وجر الأرض هنا [19] وكلّ [النور: 45] ثمّ،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/402]
والباقون خلق بفتح اللام والقاف بلا ألف، ونصب والأرض [19] وكلّ [النور: 45].
وقرأ ذو فاء (فخر) حمزة: وما أنتم بمصرخيّ [إبراهيم: 22] بكسر (الياء)، والتسعة بفتحها.
وجه خالق: اسم فاعل بمعنى المضي، ورفعه [هناك] خبر المبتدأ وثمّ خبر أنّ [19]؛ فيجب إضافته إلى مفعوله، والسموات مجرور بالإضافة أيضا.
ووجه القصر: جعله ماضيا والسموات مفعوله، وكل نصب مفعول خلق.
ووجه فتح بمصرخيّ: أن أصله: «مصرخين» جمع «مصرخ» [أي:] مغيث، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، ولها أصلان: السكون، والفتح، وإذا تعذر أحدهما تعين الآخر، كما هنا حذفت النون للإضافة، وقبلها ياء [الإضافة] ساكنة؛ فتعذر إسكانها؛ لئلا يجتمع ساكنان؛ فتعين الفتح.
وهما مثلان: الأول ساكن غير مد متطرف، والثاني متحرك؛ فتعين الإدغام؛ فصارت مفتوحة مشددة.
ووجه كسرها: أمران:
أحدهما: أن بني يربوع يزيدون على ياء الضمير ياء أخرى صلة لها؛ حملا على هاء الضمير؛ كقوله:
أقبل في ثوبى معافري = بين اختلاط اللّيل والعشيّ
ماض إذا ما همّ بالمضيّ = قال لها هل لك (يا تا فيّ)
قالت له ما أنت بالمرضيّ الشاهد في «يا تا في» وكسروا الياء؛ لمجانسة الصلة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/403]
ثم حذفت ياء الصلة وبقيت الكسرة دالة على هذه اللغة، وكقوله:
على لعمرو نعمة بعد نعمة = لوالده ليست بذات عقارب
الثاني- وهو تفريع على الإسكان-: أن النون حذفت للإضافة؛ فالتقى ساكنان: ياء الإعراب، وياء المتكلم الساكنة؛ فحرك؛ لتعذر [تحريك] الأول بسبب الإعراب، وليتمكن الإدغام وكانت كسرة؛ لأنه الأصل في الساكنين، ولم يستثقل على الياء؛ لتمحضها بالإدغام، ويحتمل أن الياء كسرت إتباعا لكسرة إنّي [إبراهيم: 22].
وحكى هذه اللغة قطرب، والفراء وأبو عمرو.
وعلل قطرب بالأول، والفراء بالثاني.
وهذه القراءة موافقة للغة العرب كما عرفت، ومتواترة؛ فلا يقدح فيها إلا مخطئ آثم قاصد، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/404] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى = عكس رويس واشبعن أفئدتا
(ل) ى الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما = ... ... ... ...
ش: أي: قرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غنا) رويس ليضلوا عن سبيله هنا [إبراهيم: 30]، وليضل عن سبيل الله بالحج [الآية: 9]، وو جعل لله أندادا ليضل بالزمر [الآية: 8]- بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع «ضل» [اللازم].
وكذلك قرأ (حبر) لهو الحديث ليضل في (لقمان) [الآية: 6]، وقوله: (وأتى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/404]
[عكس)، أي: ورد عن رويس] روايتان:
الأولى: ما تقدم، وهو رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب.
والثانية: طريق أبي الطيب، عكس ذلك: بفتح الياء في لقمان، وبضمها في الثلاث.
وقرأ الباقون بضم الأربع على أنه مضارع «أضل»، وعليها قوله [تعالى]: وأضلّوا كثيرا وضلّوا [المائدة: 77].
واختلف عن ذي لام (لى) هشام في فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم [إبراهيم: 37]:
فروى عنه الحلواني من طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة.
وهي من رواية العباس بن الوليد عن أصحابه عن ابن عامر.
قال الحلواني عن هشام: هو من الوفود، فإن كان قد سمع على غير قياس، وإلا فهو لغة المشبعين [من] العرب الذين يقولون: الدراهيم، والصياريف، وليست ضرورة، بل لغة مستعملة.
قال ابن مالك: معروفة، وجعل منها قولهم: «بينا زيد قائم جاء عمرو»، أي: بين أوقات قيام زيد، وأشبعت فتحة النون؛ فتولدت الألف.
وحكى الفراء: أن من العرب من يقول: أكلت لحما شاة ورواها [عن هشام] مع الحلواني أبو العباس البكراوي شيخ ابن مجاهد [ورواها مع هشام عن ابن عامر العباس بن الوليد وغيره].
ورواها سبط الخياط عن الأخفش عن هشام، وعن الداجوني عن أصحابه عن هشام.
قال: ما رأيته منصوصا في «التعليق» قرأت به على الشريف. انتهى.
وأطلق أبو العلاء الخلاف عن جميع أصحاب هشام.
وروى الداجوني من أكثر الطرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير ياء، وكذلك قرأ الباقون.
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن كان مكرهم لتزول منه [إبراهيم: 46] بفتح اللام
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/405]
الأولى ورفع الأخيرة، والتسعة بكسر الأولى ونصب الأخيرة.
وجه الفتح: جعل أنّ مخففة من الثقيلة، واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية، والفعل مرفوع.
ووجه الكسر: جعل أنّ نافية ك «ما» واللام للجحود والفعل منصوب بـ «أن» مضمرة بعدها نحو: وما كان الله ليطلعكم على الغيب [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِه" [الآية: 30] وفي [الحج الآية: 9] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه" [وفي لقمان الآية: 6] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه" وفي [الزمر الآية: 8] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِه". فابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء في الأربعة، وقرأ رويس كذلك في غير لقمان من غير طريق أبي الطيب، وروى عنه أبو الطيب بعكس ذلك، ففتح الياء في لقمان وضمها في الباقي، وافقهم ابن محيصن واليزيدي في الأربعة، والحسن في الزمر، والباقون بالضم في الأربعة من أضل رباعيا، واللام للجر مضمرة أن بعدها، وهي للعاقبة حيث كان مآلهم إلى ذلك، أو للتعليل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليضلوا} [30] قرأ المكي والبصري بفتح الياء، والباقون بالضم).[غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
{لِيُضِلُّوا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب وابن محيصن واليزيدي (ليضلوا) بفتح الياء، وهو من «ضل»، وهو لازم، أي ليضلوا بأنفسهم، واللام للعاقبة.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وأبو
[معجم القراءات: 4/488]
الطيب عن رويس عن يعقوب (ليضلوا) بضم الياء من «أضل»، أي ليضلوا غيرهم، واللام لام العاقبة.
{مَصِيرَكُمْ}
قراءة الأزرق وورشبترقيق الراء.
وقراءة الجماعة بالتفخيم.
{إِلَى النَّارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي واليزيدي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والجماعة على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا، أنظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران).[معجم القراءات: 4/489]

قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {لا بيع فيه ولا خلال} (31): بالنصب، من غير تنوين.
والباقون: بالرفع، والتنوين). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (لا بيع فيه ولا خلال) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 425]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) عِنْدَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، أَوَائِلَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لا بيعٌ فيه ولا خلال} [31] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "قل لعبادي الذين" نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ورويس وأبو جعفر وخلف عن نفسه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا بيع فيه ولا خلال" بالرفع والتنوين نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/169]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لعبادي الذين} [31] قرأ الشامي والأخوان بإسكان الياء، وعليه فتسقط في الوصل لالتقاء الساكنين، والباقون بالفتح).[غيث النفع: 772]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا بيع فيه ولا خلال} قرأ المكي والبصري بفتح عين {بيع} ولام {خلال} والباقون بالرفع والتنوين).[غيث النفع: 772]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
{لِعِبَادِيَ الَّذِينَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم ورويس وأبو جعفر وخلف واليزيدي والرستمي بفتح الياء في الوصل، وإسكانها في الوقف (لعبادي الذين).
[معجم القراءات: 4/489]
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم من رواية الأعشى والحسن والأعمش وروح ويعقوب بإسكان الياء في الوصل {لعبادي الذين}، فتسقط الياء، ولكنها تثبت في الوقف.
{يَأْتِيَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (ياتي) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {يأتي} بالهمز.
{يَأْتِيَ يَوْمٌ}
إدغام الياء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ) بالتنوين والرفع، بيع: مبتدأ، وفيه: خبر عنه، أو على جعل «لا» بمنزلة «ليس»، والرفع هو المختار عند مكي لأن أكثر القراء عليه.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير ويعقوب والحسن وابن محيصن واليزيدي (لا بيع فيه ولا خلال) بالنصب على جعل «لا» للتبرئة، وتقدم مثل هذا في الآية / 254 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/490]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس